بداية

رواية احلامي المزعجة -31

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -31

سيعطيها سببا كافيا لكرهه ، ولكن ما جعله يفعلها حقا انه يعلم انها ستترك محمد بعد ان تتعرض لشيء كهذا ، واذا كان هو لا يستطيع ان ينعم بها ، فلن ينعم بها احد اخر
زفر بضيق وها هي ماتت وحتى بالموت ذهبت مع محمد
فضلته عليه في الموت ، كل ما يهمه الان نور
يريد ان يخبرها بانه ابوها ، وانها من صلبه وان كل هذه الامبراطورية التي صنعها ستؤول اليها هي
ولكن هذا العمر يقف له بالمرصاد ، فهو كابيه
سيتخلص منه ليستطيع ان يتقرب منها كما يريد
***********************
عقد حاجبيه بتعجب : نعم ، ماذا تقولي ؟
شعرت بالتوتر يسري بدمها : اقصد هل احببت من قبل
نظر اليها مطولا وتنهد : أتعلمين علياء ليس من حقك ان تحاسبيني على ما فعلته قبل ارتباطنا ، كما انه ليس من حقي ان احاسبك انا ايضا ، ولكني اشعر ان هذا السؤال وراء كل ما حدث بيننا الفترة الماضية
لذلك طلبتي الطلاق ، من الواضح انك تشكين بأخلاقي
هزت راسها نافية لتقول بتلعثم : لا عمر ، هل ممكن ان تجاوبني
شعر بغصة من تفكيرها به وانها تشك بسلوكه ولكنه ارتاح مبدئيا انها لا تحمله ذنب وفاة امها زفر بعمق
__ طبعا ، لا لم احب من قبلك
نظرت اليه وعيناها تنطقان بانه كاذب ليبتسم بمرارة
__ انت لا تصدقيني ، اليس كذلك ؟
ارتبكت لتقول وهي تتقدم من مكان وضعه لسلسلة مفاتيحه وترفعها امام عيناه : نعم ، اذا لم تحب احدا قبلي ، لمن هذا الحرف الذي تحتفظ به اكثر من عشر سنوات
تعجب منها وابتسم : هذا الحرف ، هو ما جعلك تشكين بي
انفجر ضاحكا لتشعر هي بالدهشة لتنقلب هذه الدهشة الي غضب فهي ترجمت ضحكته على انها استهزاء بها وبمشاعرها صاحت : توقف عمر عن الضحك واجبني
صمت لينظر لها : كيف تكتبين اسمك بالإنجليزية
لينطق بإنجليزيه سليمة : علياء (Alia)
رمشت لتستطيع استيعاب ما يقوله لتقول بنبرة مرتبكة : ولكنك كنت ترتدي القلادة وانت لم تتم العشرون ، كيف تحبني من ذلك الوقت
ابتسم بحب : احبك منذ ان رايتك عليا لأول مرة
وعندما أتممت الحادية عشر وحصلتي على الشهادة الابتدائية اشتريت اليك هذه القلادة ولكني خفت من تقديمها اليك حتى لا يغضب علي ويتشاجر معي ففضلت ان ارتديها بعنقي وتصير بجانب قلبي الذي يهيم بك حبا
وعندما كبرت وتخرجت من الجامعة لم استسغ ان اظل مرتدي القلادة فحولت الحرف الي سلسلة مفاتيح ليظل بيدي حتى تأتي صاحبته واعطيها اياه كما كنت اريد من اكثر من عشر سنوات
اغرورقت عيناها بالدموع وجلست على الفراش وأجهشت في البكاء لتدفن وجهها بين يديها التي تمسك بهما سلسلة المفاتيح فهي تشعر بمدى غبائها و كيف لم تفكر بذلك ، كيف لم يخطر ببالها انها من تحتل قلبه وعقله رغم ان اختها وامها وحتى نور ابلغوها بانه يحبها بل يهيم بها حبا
انزعج من بكائها وشعر بقلبه يتمزق حزنا عليها لا يعلم ما يبكيها فالمفروض ان تكون سعيدة باعترافه لها بحبه وانه يحبها منذ ان وقعت عيناه عليها
تقدم منها واحاطها بذراعيه ليحتضنها مهدئا اليها
سحب يديها من على وجهها
__ انظري الي علياء ، لم تبكين الان ، أتبكين لأني احبك
ام تبكين لأنك لم تصدقيني
مسحت دموعها : اصدقك عمر ، وابكي لأني غبية قضيت ليالي طويلة يائسة وبائسة بسبب وهم اخترعته لأعيش به
مسح على راسها بحنان : حسنا لا تبكي
وقال وانفاسه تعلو وعيناه تتجولان على وجهها بحميمية لذيذة
__ ومن الان لن تقضي لياليك يائسة ، ستعيشين معي بحلم لذيذ ، لن تستيقظي منه ابدا
***********************
عادت الي البيت لتجده يلفه الهدوء تعجبت اين عمر وعلياء
من الممكن انهما خرجا ، ام نائمان ، صعدت الي الاعلى وهي تحمل فستان زفافها التي اشترته مع نهى
سعدت بصحبة نهى فالأخيرة تعلم كل شيء عن تجهيزات الزفاف وافادتها كثيرا اشترتا اشياء كثيرة خاصة بها وبحثا عن الفستان حتى وجدا ما يرضي نور فهي التزمت بما قاله ياسين وانتقت فستان انيق ومحتشم
رن هاتفها لتبتسم : مرحبا حبيبي
عضت شفتيها من عفويتها وارتبكت وفضلت الصمت حتى تعلم ما ردة فعله على مقولتها

عادت اخته الي البيت وهي تشيد بذوق نور واختياراتها
حاول معها ان تصف له الفستان ولكنها ابت فقال اليها ضاحكا : سأتصل بنور واعلم منها فهي ستخبرني
وفعلا اتصل بنور وهو جالس بينهم فعائلته مجتمعه كلها
ينقصها يوسف
ردت سريعا على الهاتف وهو يضحك بسخرية من اخته
لأنه واثق ان نور ستبلغه بما يريده
لتتجمد الضحكة على شفتيه ويحمر وجهه من كلمتها العفوية التي نطقتها وكأنها ولدت لتقولها
انتبه الجالسون الي تغير وجهه لتهزه نهى بلطف : ياسين ،ما بك ؟
__ ها ، لا شيء ، سأصعد الي غرفتي
يتمنى انه لو كان وحيدا لاستطاع ان يرد عليها كيفما يريد
فهو يشتاق الي مناداتها له بهذه الكلمة منذ فترة طويلة
دخل الي غرفته ليغلق الباب : نور انت معي
كحت لتهمس : نعم ،ما بك سمعت نهى تسالك ، هل انت متعب
__ نور اسمعيني اياها ثانية ، اريد ان تريحي قلبي قليلا
احمر وجهها خجلا لتنطق بصعوبة : نعم ح ب ي ب ي
تنفس بعمق ليملئ خلايا جسده من الاحساس بنشوة عارمة وصل اليها
__ مرة اخرى نور ، ولا تشعريني انك تتعلمين الكلام
ضحكت برقة ليشعر بانه يحلق بالسماء لتقول هي
__ هل تريد شيء حبيبي ؟
__ الله ، اريدك بجانبي حبيبتي ، لتعلمي تأثير كلمتك هذه على تصرفاتي ، متى تنتهي هذه الايام المملة
اريدك هنا نور ، بجانبي ، تؤنسين وحدتي ، وتغمريني بدفئك
الذي احلم به كل يوم
تنهدت من مشاعره الرقيقة التي يغمرها به : هانت ياسين
انتظرت كثير الا تستطيع الانتظار هذا الاسبوع
__ سأنتظر حبيبتي ، ولا اريد سماع اسمي ثانية ، اريد سماعها هي فقط ، هيا اطربيني
ضحكت برقة : لا سأغلق الهاتف لأنام ، فانا متعبة جدا واريد النوم بشدة حتى اتي غدا
عقد حاجبيه غضبا : نور لا تغضبيني
قالت هامسة وبدلال تعمدته : عندما اتي غدا سأصعد لأتناول الفطور معك واقولها كما شئت ، ولأرى تأثير كلمتي عليك كما تقول
لمعت عيناه بحب وهيام : سأنتظرك غدا ، لا تتأخري
ونوما هنيئا يا حبيبتي
اغلقت الهاتف وهي تتنهد بحب ، لا تتخيل مدى السعادة التي تشعر بها وهي الي جواره ، هي ايضا باتت تعد الايام الباقية
على زفافها ، تشعر بقلبها يخفق بشدة عندما تتذكره او تنطق اسمه اختزلت كل الخوف الذي يسيطر عليها لتعيش معه بهناء وخاصة انها توقفت عن رؤية هذه الاحلام المزعجة التي تداهمها بل تحلم بأحلام جميلة لذيذة تداعب مشاعرها وتدغدغ حواسها وطبعا هو البطل دون منازع
رمت نفسها على الفراش وهي تحتضن الهاتف بقوة لتغفي عينيها وتذهب الي النوم وهي تفكر به

يشعر بانه سعيد جدا ، فاليوم هي مختلفة اختلافا جذريا يتمنى ان يدوم هذا الاختلاف ، كأنها خرجت من شرنقة كانت تحاوط نفسها بها
لا ينكر انها تقبلته كثيرا بعد ما ذهب اليها وهو متعب
ولكنها لم تكن حرة هكذا بالتصريح في مشاعرها قبل اليوم
قرر ان ينزل لقضاء السهرة مع عائلته
استقبلته نهى بابتسامة : هل وصفت لك الفستان ؟
ضحك : نسيت ان اسالها
ضحك عمرو : نسيت ، يا ترى ما الامر الذي جعلك تنسى سبب الاتصال ياسين ؟
__ كف عن مضايقته ، جيد انك نسيت لأني متأكدة انك لو سالتها ستجاوبك بما تريد ، والمفروض يا اخي العزيز ان لا تعرف مواصفات الفستان الا عندما تراه يوم الزفاف
__ لن اسالها نهى لأريحك من هذه المسالة ، سأنتظر ليوم الزفاف
التفت الي عمرو وقال بهدوء : عمرو تعال انت وعائلتك وامكثوا معنا هذه الايام ، لا تعترض لم اطلب منك هذا الامر مسبقا ، واتمنى ان تنفذ لي طلبي
__ هل حدث شيء ياسين ؟
__ لا ، ولكن عرسي بعد اسبوع واريدك انت ونهى بجانبي
هز راسه موافقا : لن استطيع ان ارفض طلبك ياسين ، صحيح اين يوسف؟
انقلب وجه ياسين ليفاجئ بمن يقول : ها انا جئت

قرر ان يذهب الي القصر اليوم كما ابلغ ياسين صباحا وارغمها ان ترتدي ملابسها ، وتلم جميع احتياجاتها و ترتب الحقائب لانهم سينتقلون الي القصر
لا يعلم ماذا سيحدث ولكنه يعلم جيدا ان معتز لن يستطيع اذيته هو او انجي اذا مكثا بالقصر
فمعنى تواجدهم بالقصر ان ياسين لم يطردهم من جنته وسيحميهم من أي اذى وهذا سيصعب مهمة معتز قليلا
واذا فكر في اذية احد منهم لابد عليه في الاول ان يتخلص من ياسين ويزيحه من الطريق
وهذا امر في غاية الصعوبة
وصل الي القصر ليجدهم مجتمعين وضع الحقائب من يده ومسك يدها ليعطيها قليلا من القوة
وهو يقول : ها انا جئت
التفتوا اليه جميعا ليصمتوا تعجبا من الواقفة بجواره
اشاح ياسين بنظره عنه وركز نظره على امه فهو خائف عليها ومنها ، ولا يعلم كيف ستكون ردة فعلها حيال هذا الامر
ابتسمت نهى وهي تعلم جيدا من الي بجوار اخاها
__ اهلا يوسف ، حمد لله على سلامتك انجي
التفت اليها ياسين بحده ويسال بقوة : انت على علم بالأمر نهى ؟
نظرت اليه والدهشة مرسومة على وجهها بسبب حدته
__ أي امر
نطق يوسف : لا احد يعلم غيرك ياسين؟
سال عمرو بحيرة : ما الذي لا نعلمه ؟
جز ياسين على اسنانه ليقول يوسف : امي اريدك ان تتعرفي على انجي زوجتي
*******************
فتح عينيه لترتسم اجمل ابتسامة على وجهه وهو يرى حبيبة قلبه وروحه نائمة باستكانة بين ذراعيه
نظر الي وجنتاها الموردتين وشفاها المحمرة العذبة
ليميل عليها بحب ويقبلها قبلة خاطفة سريعة ، فهو لا يريد ان يوقظها من النوم ، حركت راسها ليبتسم ويتحرك بهدوء من جانبها فهو يريد الاطمئنان على نور
ارتدى ملابسة سريعا ليخرج من الغرفة بهدوء ويتحرك الي غرفة نور دق الباب بهدوء ليطل براسه من الباب ليجدها نائمة وفستان الزفاف معلق خارج الدولاب
ابتسم بسعادة ليدخل اليها عدل من وضعية نومها واحكم الغطاء عليها وخفض التكييف قليلا حتى لا تصاب بالبرد
قبل زفافها بهذا الوقت القليل
اغلق الباب بهدوء ليذهب الي جناحه مرة اخرى
وجد زوجته غير موجوده بالفراش استمع الي صوت المياه
ليعلم انها تستحم ، ابتسم وجهز ملابسه وهو يفكر عندما تخرج سيطلب منها ان ترتدي ملابسها ليخرجا سويا ،فهي تحتاج قليلا من التجديد بدلا من الجلوس بالبيت

خرجت من دورة المياه وهي تلف جسدها بروب الاستحمام
تشعر بجسدها يحترق عندما تتذكر ما حدث بينهما
قلبها يدق بعنف وتشعر بان وجهها سينفجر من الاحمرار
والسخونة التي تشعر بها
تفاجأت من وجوده وهو جالس على حافة الفراش و عاري الصدر ، كانت تريد العودة لداخل دورة المياه
ولكنه راها وابتسم ابتسامته الرائعة التي تذهب بعقلها
لتخفض راسها خجلا منه

جالس على الفراش ينتظر خروجها ليشعر بحبه يزيد لهذا الملاك الذي يراه امامه وجنتاها المحمرتين و مشيتها الخجولة سيجعلانه يفقد عقله
ابتسم لها بحب لتخفض راسها خجلا منه
قام واقفا ومسك يدها برقة ليسحبها الي حضنه ويجلسها على الاريكة و يجلس بجانبها همس : كيف حالك حبيبتي ؟
هل انت بخير ؟ هل تأذيت او شعرت باي الم ؟
شعرت انها تذوب خجلا منه ومن اسئلته
وشعرت ايضا ان نبرته مهتمة وملهوفة ارادت ان تطمئنه
فهزت راسها نافيه ليبتسم ويتنهد براحة
__ هل تريدين ان نخرج قليلا ؟ ام اطلب طعاما لنا ونقضي السهرة هنا
قالت بصوت مبحوح : اريد ان ارى نور
ضحك : نور نامت ، من الواضح انها اتت الي البيت ونحن نائمين
ابتسمت ليكمل : ها ،ماذا تريدين ؟
__ لا اريد الخروج
__ حسنا ، سنطلب الطعام ونقضي سهرتنا هنا
اعذريني عليا لأني لم ارتب لك سفرا لنقضي شهر عسلنا ، ولكن بإذن الله عندما تتزوج نور سآخذك ونسافر الي أي مكان تريدينه ، امري وتدللي على راحتك وانا سأنفذ
ابتسمت لتقول : لا داعي للاعتذار عمر وهذه فرصة جيدة لأفكر بمكان جيد نذهب اليه
قام متجها الي دورة المياه وهو يقول : حسنا ، سأدخل لاستحم ، ستجدين ارقام المطاعم عندك ، اطلبي الطعام الذي تريدينه وانا سأؤكل على ذوقك الليلة
ولا يوسوس لك عقلك بالدخول الي المطبخ فانت الي الان لم تجربي غضبي واقسم انك اذا عتبت عتبة المطبخ لأغضب منك بشدة
ضحكت بدلال من لهجته المتوعدة :على راحتك اذا تريد ان تريحيني سأتدلل على راحتي الي ان تقول انك مللت من تدليلي
عاد اليها ليوقفها ويحتضنها بحب ويطبع قبلة سريعة شقية
على شفاها : لن امل حبيبتي ، فانا خلقت لأدللك
*********************
شهقت الام بفزع : ماذا تقول ؟ زوجتك
كيف ؟ متى تزوجت ؟ ومن هي لتتزوجها دون علمنا
رد ياسين : اخت معتز امي
وقفت غاضبة وعيناها تنطقان بالكره اتجاه هذه المخلوقة التي جعلت ولدها يتزوج دون علمهم لتندفع بغضب نحوهما وترفع يدها لتهوي صفعة مدوية في المكان

اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
موعدنا القادم السبت ان شاء الله
منتظرة توقعاتكم وردودكم

صباح النور والسرور عليكم يا صابيا
بصراحة حاسة بسعادة مش عارفة مصدرها
مع اني غالبا نكديه هههههههههههه
اتمنى ان البارت يحوز على اعجابكم
وان شاء الله انا عند وعدي
ببارت الاتنين
بارت الاحتفال بالتميز
بس ارجو انكم متكسلوش في ردودكم عليا
وصدقوني ردودكم الدافع الاساسي اني اكمل ما بداته وانا حاسة بالحماس
منتظراكم
فلاتبخلوا عليا

الفصل الرابع والعشرون

دوى صوت الصفعة لينتفض ياسين منها وشهقت نهى دهشتا مما يحدث امامها
ليتقدم ياسين سريعا نحو امه ويمسك يديها قبل ان تصفعه الصفعة الثانية فمهما حدث هو لا يستحق هذا العقاب القاسي
ولا يستحق ان يهان امام زوجته
قال بحزم : كفى امي ، لا تضربيه ثانية
دفعته امه بقوة وهي تصيح به : انت كنت تعلم
__ اهدئي امي ، اهدئي لنستطيع التحدث
__ لن اهدأ ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي حاول قتلك مرتين ، هل كنت تعلم انه متزوج من شقيقة الذي كان سببا في انهيار شركة اباك ، انطق
__ لا امي ، لم اكن اعلم ، كما هو ايضا لا يعلم كل هذا
__ اذن ليعلم ، انني لا اريد ان اراه
__ من فضلك امي ، اهدئي ، فالأمور لا تحل هكذا
قالت نهي برجاء : امي ارجوك اهدئي ولا تغضبي منه استمعي اليه على الاقل
قال ياسين دون ان ينظر اليه : اصعد الي غرفتك انت وزوجتك يوسف الان
__لن يذهب الي مكان ، الا خارج القصر ، يأخذ من باع اهله لأجلها ويغادر القصر فورا
قال ياسين بحزم : من فضلك امي اهدئي ، اصعد يوسف
الي الاعلى ، اصطحابيهما الي الاعلى نهى من فضلك
هزت راسها نهى بإيجاب لتقول بهدوء : هيا يوسف ، تعالا

يشعر بدهشة مما حدث لم يكن يتوقع اطلاقا ان تصفعه امه بهذا الشكل ، لم يتوقع رد الفعل هذا منها بتاتا
فهو الصغير ، اخر العنقود كما تناديه دائما ، المدلل الذي اوامره مجابه تهينه بهذا الشكل امام زوجته
لم يسمع أي شيء اخر ، يشعر بان خده يحترق اثر ضربة امه لم تكن مؤلمة بقدر انها مهينة ، يشعر انه لن يستطيع رفع عينيه في احد بعد الان ، يشعر بغصة مسيطرة عليه
و شيء كسر بداخله ، وانه اصبح محطم الي قطع صغيرة لا تفيد بشيء
انتبه على صوت نهى : هيا يوسف ، تعالا
نظر اليها بعينين تلمع بها الدموع لتنظر اليه وتبتسم ابتسامة باهته : هيا يوسف ، هيا
التفت الي انجي : تعالي انجي ، تفضلا
قادتهم الي الاعلى وصوت امها يصرخ بياسين
__ انا لا اريدهما بالقصر ، استجبرني على استقبال من لا اريد ببيتي
اجلسها ياسين وهو يتنهد : اهدئي امي من فضلك
واستمعي الي جيدا ، من الافضل لنا جميعا ان يمكث يوسف هنا
نظرت اليه بغضب ليكمل بهدوء : هل تظنين امي اني متقبل الامر ، واني سأقبل ان اتعامل بلطف مع اخت معتز ، بالطبع لا ولكني لن اطرد اخي ليستفرد به معتز ويذيقه الجحيم ، سأحميه كما ينبغي علي ، ام انكي ستسعدين اذا اتي لك خبر موته بعد ايام
انتفضت امه من جملته ولمع الخوف بعينيها ليهز راسه بإيجاب : نعم امي
اذا قرر معتز ان يتخلص مني لسبب غير معلوم الي الان
فما بالك بان لديه حجة قوية ليثأر من يوسف ، فهل سيتردد ان يقتله بقلب ميت ، من الممكن ان يقتل اخته هي الاخرى فمن وجهة نظره هي فضلت يوسف عليه وتحمل ابنه بأحشائها
رددت بدهشة : ابنه ، هل زوجته حامل ؟
__ نعم امي ، ارجوك امي اهدئي وتعاملي معهما بحكمة وصبر ، وتذكري انها ستصبح ام اول حفيد لعائلتنا
فشئنا ام ابينا هي زوجة يوسف ، وسنتعامل معها من هذا المنطلق
هزت راسها لتقول بوهن : ياسين ، انا خائفة عليك يا بني
ابتسم ياسين : لا تخافي امي ، ولكن لي رجاء عندك لا تعاملين يوسف او زوجته بطريقة سيئة
كفى ما فعلتيه ، وانك اهنته امام زوجته بهذه الطريقة
شاحت بوجهها غاضبة
ليقول بلهجة رقيقة : هل تريدين افساد زفافي ؟
ردت سريعا : لا طبعا
ابتسم برجاء : اذن اهدئي واصبري الي ان يمضي حفل الزفاف على خير ، فانا لن اشعر بالسعادة والاجواء متوترة من حولي
رتبت على خده بحنية : حاضر ولكن من اجلك ياسين
من اجلك فقط
********************

بعد خروج نهى من الغرفة

 اقتربت منه
__ يوسف ، رد علي من فضلك
تنهد واحنى راسه حتى لا ينظر اليها
لتردف برجاء : يوسف من فضلك ، تكلم معي اريد ان اطمئن عليك ، تعال نعود الي منزلنا ، ولا تتضايق بهذا الشكل ، اترك القصر
اشاح بوجهه لتردف : عندي اقتراح تعال نسافر الي شرم الشيخ او الي لندن
حتى تهدئ الامور ، وتهدئ والدتك ، وانا متأكدة انها عندما تهدئ ستتراجع عن موقفها
نطق بصوت غاضب : اتركيني وحدي قليلا انجي ، من فضلك
__ هل تحملني نتيجة ما حدث يوسف ؟
__ لا ولكني متعب ، واريد الاختلاء بنفسي قليلا
__ ولأني زوجتك لن اتركك ، ولن ابتعد سأظل بجانبك مهما حدث ، الا اذا تراجعت عن موقفك وتريد ان تطلقني
انتفض من الكلمة : لا طبعا ، لن اتركك مهما حدث
__ حسنا ، تعال نخرج لنتناول الطعام فانا جوعانة وبطني تؤلمني من الجوع
قال وهو يتركها ويدخل الي دورة المياه
__ سنتناول العشاء معهم انجي ، ولن اسمح لاحد ان يفرض علي ما افعله او ما اقوله او المكان الذي اجلس به
لوت شفتيها فهي مقتنعة ان تهدئة الاحوال ستاتي بثمارها عن العند الذي يتصرف به يوسف
ولكن لا حول لها ولا قوة اذا اراد النزول وتناول الطعام معهم ستتبعه بدون نقاش
سمعت طرقات على باب الغرفة لتفتح الباب
ابتسمت بفرح : اهلا ياسين تفضل
نظر لها مطولا فهو اول مرة يراها عن قرب ، كان يقيم مدى الشبه بينها وبين معتز
نفس لون البشرة و لون الشعر الفاتح ولكن شعرها اقرب الي الاصفر من البني ، فهي شقراء والعجيب العينان الزرقاء الصافية بلون البحر الهادئ
حدثه عقله ان ليوسف كل حق ان يعشقها فهي كالقمر
جاهد نفسه الا يبتسم فهو اليوم يشعر بالسعادة تحاوطه ولن يسمح لأي شيء اخر يسرق سعادته ولذلك ذهب للتكلم مع اخيه والتفاهم معه على طريقة للتعامل مع امه
نعم لن يسامحه ولكنه سيعاونه ولا يريد ايضا ان يحدث شيء قبل زفافه يكدر عليه فرحته
شعر انه اطال الصمت فتنحنح وقال بصوت رخيم جدي
__ اريد ان ارى يوسف
انتفضت من جديته : اه طبعا تفضل ، سياتي حالا
__سأنتظره بالخارج
__ لماذا تفضل ؟
تحركت من امام الباب ولكنه لم يتحرك لذلك دخلت الي زوجها وطرقت باب دورة المياه وقالت بصوت منخفض
__يوسف ، ياسين بالخارج ويريد ان يتحدث معك
فتح الباب على الفور : اين هو ؟
__ بالخارج ، لا يريد الدخول
__ اكيد محرج منك ، سأذهب له
تقدم ناحية الباب وهو يتوقع ان اخاه انصرف ولكنه وجده
واقف امام الباب قال بارتباك : لماذا لا تدخل ياسين ، تفضل
قال باقتضاب : تعال معي
هز راسة موافقا ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه
تبين له ان اخاه يذهب الي غرفته ، دخل وراءه ليجد نهى بالغرفة ابتسم بوجهها
ليقول ياسين امرا : اجلسا
اريد ان افهم ما حدث ، وكيف انت تعرفيها ، وماذا تعلمي عن الموضوع اصلا
__لم تكن تعلم شيء ياسين ، ولكنها تعلم اني احب انجي من الصغر
عقد حاجبيه لتقول نهى : الا تتذكرها ياسين ، انها انجي
كانت تأتي مع جيهان هانم (والدة معتز) هذه الطفلة التي تصغر يوسف بعام واحد
هز راسه كانه يتذكر ما تتكلم عنه شقيقته : هذه هي الصغيرة التي كان النمش يغطي وجهها
ضحكت نهي : نعم التي كنت تناديها بالأجنبية
لم يستطع التحكم في ابتسامته : كانت مزعجة
ضحكت نهى : نعم كانت تتذمر طوال الوقت وتزعجنا الي ان يأتي يوسف ويلعب معها ، من الواضح انها تحبه من صغرها
قال يوسف بهدوء : ماذا تريد ياسين ؟
__ اريد ان اعلم السر وراء زواجك بهذه الطريقة
__ انت تعلم ياسين تزوجتها لأنك كنت سترفض هذه الزيجة سواء انت او معتز وانا وهي لا دخل لنا بمشاكلكما
و من فضلك اسمح لي سأذهب لأطمئن عليها فهي متعبة
هز راسه ليسمح له بالانصراف لتتكلم نهى فور خروجه
__ ياسين لا تقسو عليه بهذه الطريقة ، ما ذنبه هو بالكراهية المشتعلة بينك وبين معتز
وما ذنبها هي انها شقيقة معتز ، انهما اصدقاء من قبل ان تكون العداوة معلنه هكذا بينك وبين معتز، اعذره ياسين اعذره
خرجت لتتركه لأفكاره يستطيع الان ان يفهم مشاعر يوسف
ربما لو كان حدث هذا الامر من قبل ان يقابل نور ، لكان هد الدنيا فوق راس يوسف وطرده من القصر وتركه الي معتز يفعل به ما يشاء ، لا نه حينها لم يكن ليستوعب فكرة ان
الحب قادر على فعل المعجزات ، فهو لم يكن يبتسم من قبل والان اصبح يضحك ، لم يكن يمزح ولا يتساهل في التعامل مع الاخرين ، ولكنه الان وبفضل حبه لنور اصبح شخصا مختلفا عن ياسين القديم الذي يهابه الناس
تنهد ولكنه ايضا لا يستطيع مسامحة اخاه على تغفيله
وان يوقفه امام معتز بمظهر الابله كما نعته معتز
انقلب وجهه عند ذكره لهذا الادمي الذي مات قلبه بموت حنان ، ما الذي ترتب له معتز ؟
ما الذي ستفعله ؟

**********************
يوسف ارجوك اعدني الي المنزل لن استطيع ان اتحمل
ضيق والدتك مني ،وتأفف ياسين حينما اظهر
زفر بضيق : لا تنزلي الي الاسفل انجي ، انتظريني هنا
ولا تخرجي اخاف ان يختطفك اخاك المصون ، ثم الغرفة متكاملة ، ولا ينقصها شيء ، واذا شعرت بالجوع اطلبي رقم المطبخ واطلبي الطعام الذي تريدينه وهم سيصعدون به الي هنا ، وانا لن أتأخر ولكني لابد ان اذهب الي عملي ، ثم نهى هنا وستاتي لتجلس معك انا متأكد من ذلك ، فنهى لا تقيد نفسها بتعقيدات امي وياسين
مدت شفتيها بزعل ليقترب منها وهو يهمس : من اجلي حبيبتي ستصبرين ، اليس كذلك ؟
اشاحت بوجهها بعيدا عنه ليقترب منها اكثر ويضع عيناه بعينيها : لا تغضبي لأستطيع ان اذهب الي عملي
همت بالرد عليه ليسكتها بقبله لطيفه : سأذهب ، سلام
قامت خلفه الي باب الغرفة لتمسكه من يده وهو يهم بالخروج
لتجعله ينحني اليها وتطبع قبلاتها على خديه
__ لا تتأخر ، تعود الي سالما ان شاء الله
احتضنها بين ذراعيه بحب : ان شاء الله ، لن أتأخر لا تقلقي
رفع راسه ليجد ياسين بوجهه ابتسم له بتلقائية ليرفع الاخر حاجبيه وينزل على الفور
زفر بضيق : يا لك من عنيد ياسين

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -