بداية

رواية احلامي المزعجة -3

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -3

فانت تعلم يوسف لا يريد ان يتقيد بشيء
__ الى الان يفكر بتلك الطريقة
__ بل العن ، لم يكبر اطلاقا
__لا تبتئس يا صديقي سوف يكبر مع الايام والمسئولية
__ حسنا اطلب انت الطعام وانا سأذهب الى دورة المياه
انت تعلم ما أريده طبعا
__ طبعا يا صديقي
قام من مجلسه وفى حركة سريعة دار على قدميه ليذهب الى دورة المياه عند مرور نور من جانبه فاصطدمت به بشدة فأغمضت عينيها وكادت ان تسقط الا ان يدين قويتين امسكتا بخصرها بشده حتى لا تقع

فتحت عينيها ببطيء لتستوعب ما يحدث ولترى من الشهم الذى انقذها لتصدم بشدة فقد كان وجهه قريب منها جدا وهو اخر وجه تريد ان تراه امامها

صباح النور يا صبايا
عاملين اية ؟اتمنى تكونوا كلكم بخير
اسيبكم مع البارتات
اتمنى تحوز على اعجابكم

الفصل الثامن

فتحت عينيها لترى من انقذها
لتصدم بشدة لقرب وجهه منها وهو اخر وجه تريد ان تراه امامها
__ عفوا انسه لم اقصد ان اصدمك ، المعذرة .
قال لها وهو ينزلها الى الارض لتقف متزنة امامه و يعدل هندامه بيده
اتسعت عينيها بدهشة واستنكار
ليقول لها : انسة ، انتى بخير
انتبهت له لترد قائلة : ها نعم شكرا لك
__ لا شكر على واجب فانا من اصطدم بكى ارجو ان تعذريني
وقفت متسمرة مكانها لا تقوى على الحركة جسدها متصلب واعصابها مشدودة
ابتسم ابتسامة هادئة وهو يقول : انسه اسمحى لي ، اريد ان اعبر
ارتبكت قليلا فهي واقفه تسد عليه طريقه تلعثمت قائلة: نعم ....نعم تفضل.
تحركت من مكانها لتذهب الى صديقتها المتابعة للموقف عن كثب وذهب هو في طريقة




*******************




__ نور ...... نور ما بكى؟ كفى عن الجري فانا لا استطيع ان الحق بكى
__ الغبي التافه الجلف لا اصدق هذا
__ من الذى تنعتيه بكل هذه الشتائم
__ هذا الجلف الذى اصطدم بي الجلف المدير التنفيذي للشركة
__ ما به لم يكن جلفا معك بل كان في غاية التهذيب والرقة
__ علياء ارجوكى اصمتي ، لا يتذكرني ...... لا يتذكرني تصدقين هذا؟
بلمة صاحبتها ورفعت حاجبيها من الدهشة
__ كل هذا الغضب لأنه لم يتذكرك؟
مقولة صديقتها افقدتها التوازن بداخلها لتقول بحدة سريعا: ها لا طبعا ، بل غاضبة بانة يمثل التهذيب
نبهتها صديقتها : نور انتى ترتجفي من الغضب
الرجل لم يفعل شيء سيئ معك بل كان غاية في التهذيب وانتى تنعتيه بأقبح الصفات بدون داعى
رتبت على كتفها وهى تقول : أهدئي حتى تستطيعي قيادة السيارة فانا اخاف علينا اذا قدتي وانت بهذا الشكل
اقولك عندي فكرة افضل ، فانا ما زلت جائعة تعالى لناكل ونشرب القهوة من احد المطاعم ثم نعود الى البيت
__ حسنا لنذهب الى مطعم قريب من هنا
وافقت على مضض ولكن من اجل صاحبتها فهي فقدت شهيتها الى كل شيء لا تستطيع ان تتخيل انه لا يتذكرها
فهي تذكرته فور رؤيته وبكل وضوح فملامحة لا يمكن ان تنساها فرجولته تفوح من ملامحة لتملئ المكان المتواجد به
وقربه بهذه الدرجة ارعبها واربكها ايضا سالت نفسها أهي عادية لهذا الحد لكى لا يتذكرها .


*******************


ذهب الى دورة المياه بخطوات واسعة سريعة كأنه يهرب من شيء ما فتح الصنبور ليرمي المياه الباردة على وجهه بعنف عله يهدئ وتنخفض السخونة الناجمة منه ويهدئ راسه الذى يدق بشده و اعصابه الذى بذل جهدا مضاعفا لكى يضبطها حتى لا يبين انه يعرفها
هل يستطيع نسيانها اصلا ؟ فلها عينان لا يستطيع احدا ان ينساهما
وهو خاصة فهي الاولى من النساء التي وقفت في وجهه واستطاعت ان تتطاول عليه وتسخر منه ولكنها رقيقة للغاية وغاضبة ايضا
فبالرغم انه درس بالخارج الا ان الفتيات كانت تتجنبه فلسانه لاذع معهم وهو كان مخيف بالنسبة لهم
ابتسم وهو يتذكر تعابير وجهها والدهشة التي طلت عليها عندما تكلم معها بلطف وهدوء
هز راسة بتوتر لا يصدق انها كانت بين يديه في احضانه هو هذه الذكرى جعلته يرمى الماء بعنف اكبر على وجهه
كلم نفسة بحزم قائلا : ياسين ، ما بك انها فتاه مثل باقي الفتيات لا اكثر ولا اقل لا ليست عادية انها رقيقة جدا وجميلة جدا
افق يا رجل ما الذى تفكر به من هي من الاساس لتشغل تفكيرك
مجرد فتاه حدث لك معها موقف سخيف يحدث مع سائر الناس
لا تفقد رباطة جأشك من اجل فتاه ليس لك علاقة بها ولا تعرفها سيطر على اعصابك قليلا
اه تأوه وهو يتذكر صديقه المنتظر بالخارج فاسرع بالخروج له




__ اين انت يا رجل ، كنت سأذهب لأتفقدك فانت منذ ربع ساعة بدورة المياه قلقت عليك
__ لا شيء تشاغل بالأكل ليهرب من عينين صديقه المتسائلة
سأله بهدوء وابتسامه هادئة على شفتيه : يا سين اتعرف هذه الفتاه التي اصطدمت بها ؟
رفع عيناه بدهشه : ها ، لم تقول ذلك
ناده بصوت له معنى ومغزى بينهم الاثنان: ياسين
نظر الى عينين صديقه فانفجر الاخر ضاحكا
__ ياسر توقف ارجوك نحن بوسط المطعم الناس تنظر الينا
__ نعم انهم ينظرون الينا مثلما كانوا ينظرون الينا منذ قليل وهم يتابعون احد المشاهد التي تعرض فقط في دار السينما
انفجر ضاحكا مرة اخرى بصوت عالي
انبه قائلا : ياسر لا تبدا ارجوك
__ يا صديقي لم انت خجول الى هذا الحد حسنا سأسكت جاوبني عن سؤالي
__ اجبني انت اولا لم تسال انت هذا السؤال المريب
__لا مريب ولا شيء ولكنك صديقي واعرفك حق المعرفة
__ حسنا اعرفها اجاب بضيق
__ لم ادعيت اذن انك لا تعرفها
__ أتحقق معي زفر بضيق
__ لا يا صديقي فأنا اسالك انت تعرف كم انا فضولي
__ لا اعلم لم ا دعيت ذلك
حسنا سأقص لك ما حدث
قص لصديقه ما حدث بالمقابلة وكيف تطاولت عليه واحرجته واعلنت انه يتدخل فيما لا يعنيه
انفجر صديقه ضاحكا : لقد عشت لأرى فتاه تقف بوجهك وتصرخ ايضا
__ ياسر الموقف لا يحتمل المزاح
فعندما رايتها لم استطيع ان احدد هل اريد ان اصفعها على قلة تهذيبها معي المرة الفائتة ام انقذها من الوقوع
__ لقد انقذتها بالفعل
ابتسم الى صديقة بخبث وعيناه تشع منها الشقاوة وهو يغمز له ويردف :أتساءل أنقذاك لها يأخذ المنحنى الإنساني
ام انها انثى جميلة رائعة اي رجل يتمنى ان يلتقطها بين ذراعيه
انفجر ضاحكا وهو يرى الاحمرار يزحف على وجه صديقه والغضب يقفز من عينيه
انبه بغضب : ياسر الن تغير طبعك هذا
__ أتساءل يا اخى لم لا تحدث معي هذه المواقف ؟ لم لم اقم انا الى دورة المياه لتسقط هذه الحسناء بين ذراعي
توترت يداه بشده وهو يتخيلها بين ذراعي صديقه وجز على اسنانه
__ ياسين لا تغضب ارجوك ، فانا امزح معك
حاول السيطرة على اعصابه وهو يزيح هذه الصورة السخيفة من مخيلته
تنحنح قائلا : ما اخبار عائلتك؟
ابتسم وهو يعلم انه يريد ادارة دفة الحوار لجهة اخرى : بخير الحمد لله يسالون عنك بما فيهم زوجتى العزيزة ، فهي من اوحت لي بفكرة الغداء
__ ونعم الصديقة على الاقل ليس مثلك
__ هيه انت تمدح زوجتي
__ يا رجل انت تعلم انها بمثابة اختى ، فهي رفقية دراسة وغربه مثلك تماما ولا تنسى انها في الاصل قريبتي
سال بهدوء : انت سعيد بالزواج
شرق وكح بعنف وتناول كوب الماء ليشرب : لم تسأل ، اتريد ان تتزوج؟
__ انت خيالك جامح الصراحة
لا اريد الزواج ولكن اريد ان اعرف هل هو مثلما يقولون هم و غم ونكد ام سعادة وحب و ود بين شخصين يعيشا تحت سقف واحد
__انظر الزواج كل هذا فبه كل الاشياء التي ذكرتها
__ كيف تجتمع كل الصفات في شيء واحد
__ سأشرح لك بطريقة تؤمن بها بم انك مهندس تؤمن بالمشاريع
اعتبر الزواج مثل مشروع به ايجابيات وهى الصفات الحسنة وبه سلبيات وهى الصفات السيئة
فلا يوجد شيء سيء خالص او شيء حسن خالص لابد ان يجتمع الأثنان معا السيء والحسن ليكون الشيء متزن
هز راسه وهو يفكر فيما قال له صديقه لينتبه له وهو يقول
__ اعتقد اننا لابد لنا من الانصراف سأدفع الحساب لنغادر
__ لا يا دكتور انا عازمك هذه المرة بدون نقاش لو سمحت
__ حسنا رن هاتفه الشخصي فابتسم وهو يرى اسم المتصل
حبيبتي كيفك انتى؟ نعم تغديت سأغادر الان بخير يبعث لكى انتى وأولادك بالسلام حسنا سأبلغه
اغلق الهاتف ليلتفت الى ياسين :انت معزوم عندي على الغداء يوم الجمعة القادمة ولا نقاش فهذا امر رسمي
من السلطات العليا
ضحك ياسين :لن استطيع الرفض
خرجا من المطعم وتصافحا وهما يتفقان على ميعاد يوم الجمعة
********************


اقلت صديقتها لمنزل الاخيرة وقفت السيارة لتقول لها : علياء اعتذري لخالتي سوف اتى لها في يوم اخر
انى متعبة جدا اليوم وكل ما اريده هو الاستحمام والنوم
__ نور ما بكى ؟ طمئنينى عليكى ولا تشغلي بالى عليكى فانتي من بعد هذا الموقف السخيف وانتى لست على طبيعتك
__ لا شيء علياء بجد انى متعبة جدا
__ حسنا والله يعيني على امى فستبدأ بالأسئلة عنك وتوبخني كيف تركتك تذهبي وانتى متعبة ولم اصر عليكى بالصعود لترتاحي عندنا
__ سلمى عليها كثيرا وسآتي لها قريبا وانا في حال افضل أراكي على خير
__لا تنسى ان تبلغيني بما سيحدث بالمقابلة
__ان شاء الله سلام.
انطلقت بالسيارة وهى تفكر بما حدث اليوم وما سيحدث غدا ماذا ستفعل اذا قابلته غدا نثرت الافكار من راسها فهى تريد العودة الان بأقصى سرعة لتأخذ حماما تهدئ به افكارها وتخلد الى النوم النوم ثم النوم

**********************
دخلت من باب البيت وهى حاملة لأكياس مشترياتها والتعب ظاهر من وجهها لتفاجئ بعمر يروح ويجيئ بالصالة بعصبية شديدة لينتبه الى دخولها ويلتفت اليها والغضب يشع من عينيه
سألها بحده: اين كنتي؟ لقد اتصلت على هاتفك اكثر من عشر مرات ولم تردى على ، الساعة تجاورت التاسعة الان
وانا هنا منذ السابعة لقد كدت اجن
ابتلعت ريقها بصعوبة : اسفه لقد نسيت ان اتصل بك ، ولم اسمع الهاتف ، لا تغضب ارجوك
__ لقد قلقت عليكى كثيرا نظر الى وجهها بتفحص : ما بكى لم انتى شاحبة هكذا؟
__ انى متعبة قليلا
__ اين كنتي ؟ولم لم تبلغيني انكى خارجه؟
__نسيت عمر واللهي كنت سأتصل بك عند ذهابي لعلياء
لقد خرجت للتسوق والغداء وكنت سأذهب عند علياء لأقضي السهرة عندها وسأطلب منك ان تمر لاصطحابي
__ لماذا لم تبلغيني منذ خروجك؟
__ لقد اتصلت بك ولم ترد على فاستنتجت انك مشغول وتجولنا كثيرا وتأخرنا بالمطعم و لم الاحظ صوت الهاتف
ارجوك لا تغضب عمر
__لا تفعلي ذلك ثانية لابد من إبلاغي
اتصلت بكى بعد ما فرغت من الاجتماع فلم تردى وعندما اتيت الى المنزل ولم اجدك اتصلت بكى كثيرا و قلبي هوى بين ارجلي من الخوف عليكى وقبل دخولك كنت افكر فى ابلاغ الشرطة بانك مفقودة
عقدت ذراعيها لتوقان رقبته وتحتضنه وتشب بأرجلها لتطبع قبلة على خده الايمن وهى تبتسم
__ اسفة عمر ما كان قصدي اخافتك وقلقك الى هذا الحد لا تغضب
ابتسم بوجهها وهى تنسحب لتصعد إلى غرفتها لتقف على السلم وتلتفت له لتقول
__ مرة ثانية لا تترك نفسك للقلق واتصل على علياء فاني غالبا اكون معها ونمرة تليفونها مقيدة بنوتة تليفونات البيت
__ ما المناسبة اتصل على صديقتك واتطفل عليها
__ عمر لن تعد متطفلا وغمزت بعينها وهى تقول : اسمعت قبل ذلك بخطيب يتطفل على خطيبته
اسرعت بالصعود وسط دهشته وتنبه فجأة لما قالته ويسرع ورائها ليستوقفها امام باب غرفتها
__ نور انت بلغتيها ، ما قرارها ؟ نور اجيبى ارجوك ماذا قالت؟
ضحكت : انت لم تعطني الفرصة لأجاوبك تسال وتسال ولا تنتظر
نعم ابلغتها وستحدد موعد مع خالتي وقرارها اظنها موافقه
__ تظنين ما معنى ذلك؟ موافقه ام لا
__ موافقه ولكن لابد من استشارة عائلتها
__ حسنا سأتصل بعلي واذا اعطى موافقه مبدئية منه سأحدد معه موعد لقرأه الفاتحة
__ وانتى كلمى خالتي غدا واعرفي موقفها
__ حسنا اتامر بشيء اخر
__ الن تتناولى الطعام
__لا انا متعبة واريد النوم
صحيح عمر كنت سأنسى اخبارك، لقد اتصلوا بي من الشركة وحددوا موعد اخر لإجراء مقابله معي غدا صباحا
عقد حاجبيه: الم تقولي ان هذا الشخص المزعج أبلغك انكى لا تصلحين
__ لا اعرف قالت وهى تمط شفتيها
__ حسنا اذهبى ولكن لن اسمح لكى بالسفر خارجا لوحدك اذا كان احد الشروط الاساسية لهذه الوظيفة فارفضيها
هزت راسها مستسلمة: حاضر يا اخى
دخلت الى غرفتها وهى تعلم انه من المستحيلات ان يغير رأيه ولذا لم تكلف نفسها عناء النقاش ولأنها متعبه جدا لن تستطيع ايضا محاورته وضعت الاكياس جانبا وذهبت الى الحمام لتستحم وخرجت لتصلى ما فاتها ودخلت في الفراش وخلدت الى النوم فور وضعها لراسها على الوسادة


*****************
ذهب الى غرفته وهو يفكر معجبه به كما هو معجب بها ام كان يتخيل تلك النظرات والابتسامات عندما كان يقلها مع اخته او يجدها عندهم جالسة مع اخته تستذكران دروسهما ببيتهم هز راسه سيعرف قريبا كل شيء
امسك هاتفه ليبحث بقائمة الاسماء ليبحث عن اسم اخاها اتصل به
__السلام عليكم ، كيف حالك ؟
__ اين انت يا صديقي ؟ لم اسمع عنك من مدة
__ يا رجل الست تبالغ قليلا لقد كنت معك منذ ايام
__ كيف حالك ؟انا بخير الحمد لله .
__ بخير الحمد لله ، اين انت علي؟
__في المقهى القريب من منزلي
__ حسنا سألقاك هناك
__سأنتظرك
اغلق الهاتف ليسرع بالنزول للقاء على فهذا اللقاء سيتحتم علية اشياء كثيرة




*********************




دخل من باب القصر ليجد امه تنتظره في البهو كعادتها انحنى ليقبل يديها ورأسها
__ مساء الخير امى ،كيف حالك؟
حضنت يده بكفيها : الحمد لله ، اذا انت بخير انا اكون بخير
ابتسم ابتسامه صافية ليشرق وجهه بحب وامتنان لاهتمام امه الدائم به
عند نزول يوسف من على الدرج وهو يقول ضاحكا : من اين اشرقت الشمس اليوم ؟
انتبه الى اخاه ليرد عليه بسخرية :من الشمال يا اظرف اخواتك
ضحك بمرح : من حيث انى اظرف أخواتي فانا بالفعل اظرفهم
ولكنى لأول مرة اراك تبتسم فأريد ان اعرف ماذا حدث اليوم لتنير حياتنا بإحدى ابتسامتك النادرة
رد بعدم اهتمام :لا شيء ليلتفت الى امه : امى ياسر يبلغك سلامه لقد التقيت به اليوم وسأتناول عنده الغداء الجمعة القادمة بإذن الله
وانت يا ظريف من الغد ستبدأ عملك سأكون بانتظارك في تمام التاسعة لا تتأخر واثبت لى انك ستكون عند حسن ظني بك
قام لينحني بطريقة مسرحية: حاضر يا فندم، سأكون حاضرا في الموعد
أعذروني سأذهب لأنام حتى لا اتأخر غدا
تصبحي على خير اماه ، و يا اخى العزيز
التفت له امه : ما اخبار ياسر وزوجته و اطفاله ؟
__ لقد رزق بطفل اخر منذ شهر تقريبا
__ مبارك علية ، كم اصبح عددهم الان
__ ثلاثة اماه كم اشتاق لرؤيتهم
__ وانت بنى الا تشتاق لرؤية اطفال من صلبك يحملون اسمك ويهرولون اليك عند دخولك عليهم وينادونك بأحب لقب أي رجل يريد سماعه
__ اماه لم كل هذا الان ، الم نغلق هذ ا الموضوع من فتره
احتد صوتها : لم كل هذا ، اليس ياسر هذا صديق الطفولة والشباب زميل دراستك ورفيق شبابك
من سنك متزوج ولديه الان ثلاثة اطفال ربنا يحميهم له ويبارك له فيهم لم تريد ان تجعلني قلقة عليك دائما ،اخواتك البنات الاصغر منك سنا متزوجات وربى رزقهم بالذرية الصالحة يبارك الله فيهم ويدم نعمته عليهم
وانت لا تريد ان تقر عيني برؤية اطفالك وزوجتك قبل ان اقابل وجه الكريم
انحنى ليقبل يدها مسرعا :الله يديم عليكي الصحة والعافية ، امى ارجوكى كفى عن هذا الكلام فقلبي ينقبض منه
__ ارجوك انت بنى لا تحرق قلبي عليك وفكر جيدا اريد ان اطمئن عليك قبل موتى
وضع أصابعه على شفتاها ليقول بنفاذ صبر :امى اتوسل اليكى كفى
__ اذن أوعدني بانك ستفكر
__ حاضر امى اوعدك


*******************


جالس بأحد المقاهي مع احد اصدقائه يتحدث بهدوء وعينه تراقب مدخل المقهى فهو منتظر وصوله ليأتي الاخير فيلوح له بانه هنا ليذهب عمر اليه على الفور ويقوم الاخر بمصافحته بحب واعتزاز ويقدم اليه صديقه الجالس معه
__ السلام عليكم
__ وعليكم السلام، كيف حالك لم تأخذ وقت في المجيء؟
__لقد كنت مستعد للخروج في الاصل
__حسنا اجلس هذا عمرو جارى وصديق عزيز على عمر صديق طفولة ودراسة نشانا وتربينا معا اكثر من الاخوات
عمر: اهلا بك ، سررت بلقائك
عمرو: تشرفت بمعرفتك
تبادل الثلاثة احاديث شتى في جميع المجلات العمل والسوق و الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد
ثم استأذن عمرو بالانصراف ليتركهما الاثنان بمفردهما بقيا الأثنان يتذكرا ايام الدراسة ويضحكا على المواقف المحرجة التي مرت بهما هدئ عمر فجأة ،لينظر اليه على متفاجأ من الهدوء الذى شمله
نظر الية وربت على يده :ما بك عمر لديك الكثير لتقوله لي ان وجهك ينم عن ذلك
قال له يستحثه على الكلام : قل ما لديك يا صديقي لا تتردد وكلى اذان مصغية
ارتبك عمر قليلا وظهر عليه الجدية وتلعثم وهو يقول بصوت منخفض :علي اريد ان اتقدم لطلب يد اختك علياء
تنهد الاخير براحة ثم ضحك بهدوء : يا رجل لقد اوقفت قلبي كل هذا التردد و التأتأة والارتباك لأنك تريد ان تتزوج علياء
ابتسم بهدوء وهو يردف : انه يوم المنى يا صديقي لن اجد لعلياء رجل مثلك ليحافظ عليها ويصونها
وغمز اليه : او يحبها مثلك
احمر وجه عمر فجأة ونظر الى صديقة الذى اكمل قائلا : ماذا يا صديقي ، أمندهش انت لأنى ذكرت انك تحب اختى
عمر لدى عينان ارى بهما فانت تحبها منذ كانت طفلة وانا ارى ذلك واعلم جيدا انك تحافظ عليها مثلما تحافظ على نور
فلا تخجل منى ارجوك
__ امعنى هذا انك موافق ؟
__ طبعا موافق ولكن الاهم رأيها هي فهي التي ستتزوجك وطبعا رأى امى ايضا ولكنى اعلم امى سترحب بك فلطالما
كانت تعاملكما انت ونور مثلنا تماما
__ حسنا ان نور ستمهد لها الموضوع وارجو منك ان تعزز موقفي لدى علياء
__ سأفعل لا تقلق هيا بنا الان لقد تأخر الوقت وزوجتي هكذا ستغضب
__ حسنا سأوصلك بطريقي
ركبا السيارة لينطلق بها عمر :من اين تعرف عمرو انى لاول مرة اراه
__ انه جارى كما ان ابنتينا زملاء في المدرسة
__منظره يوحى بانه من الرجال المحترمين
__ جدا عمر فهو شهم ونبيل ويعتمد عليه رجل بمعنى الكلمة
أتصدق انه متزوج من احدى العائلات المرموقة والمعروفة بالبلد ورفض أي مساعدة منهم في حياته ورفض ايضا ان
يسكن معهم في قصرهم الفخم
__ من اين لك بهذه المعلومات
__ زوجته حكت لزوجتي وطبعا زوجتي تثرثر لي
__ ها قد وصلنا تنحنح ليقل: علي متى سترد لي خبر؟
__ من الواضح انك مستعجلا
خجل عمر وانزل رأسه ليضحك الاخر :لا تخجل يا صديقي سامر بوالدتي غدا واعرف رأيهم واتصل بك
هز راسه مبتسما :حسنا سأنتظرك
__ تفضل
__ لا الوقت متأخرا يوم اخر تصبح على خير قبلاتي لجنى
__ وانت من اهل الخير


**********************


دلف الى شقته ليراها واقفه في منتصف الصالة عاقدة ذراعيها امام صدرها حدث نفسه ان شكلها يوحى بالمشاكل
قال بهدوء: السلام عليكم، مساء الخير حبيبتي، كيف حالك؟
فالت بنرفزة وعصبيه: حالي ، لما تسال عن حالي ؟ انا لا اهمك في جميع الاحوال لو كنت تحبني كنت عدت باكرا من اجلى
نظر الى ساعته ليجدها الحادية عشر مساءا
تنهد بصبر : انها الحادية عشر فقط حبيبتي ، لم أتأخر اكثر من ساعتين وانتى على علم اننى سأقضى بعض الوقت على
المقهى برفقة عمرو
بوزت بزعل :لقد عاد عمرو من ما يقارب الساعة
__من اين عرفتي ؟
__ لقد كنت انتظرك ورايته عائدا لوحده من الشرفة
__حسنا ،لقد قابلت عمر صديقي القديم وامضيت معه بعض الوقت وهذا ما أخرني قليلا
تحرك ليذهب خلفها الى غرفة نومه ، جلس بجوارها على الفراش واحاطها بذراعه
__ لم انتى غاضبه حبيبتي؟ لا شيء يستحق ان تغضبي منى
__ لوكنت حبيبتك لأتيت باكرا لتمضى الوقت معي
__ المعذرة حبيبتي ، وانتى تعلمين انى اريد ان امضى عمرى كله الى جوارك ولكن عمر اتصل بي لذا قابلته وانخرطنا في الحديث ولم انتبه الى الوقت
طبع قبلة رقيقة على وجنتها: لا تغضبي لأجل خاطري
قامت لتأتى له بثياب النوم ليغير ملابسه: ماذا يريد منك عمر؟
__ انه يريد ان يتزوج علياء
اتسعت عينيها من المفاجأة : نعم ،اليس فارق السن بينهم كبير
__ ولكن فرق السن ليس كبيرا لهذا الحد رايها هو الاهم في الموضوع
__ معنى ذلك انك موافقا عليه
__ نعم ولم ارفضه فهو رجل يعتمد علية مرتاح ماديا مسكنه موجود لا ينقصه شيء
كل هذا بجانب انه يحب علياء وسيحافظ عليها
لوت شفتيها والامتعاض ظاهر على واجهها
ناظرها بتعجب وسألها: ما بك؟ لم كل هذا الامتعاض ظاهر عليكى
__ لا شيء ولكنى لا احب عمر هذا واشعر انه لا يناسب علياء وخائفة عليها لا اكثر
نظر اليها مليا : لا تشغلي بالك فانا لم اخذ رايها بعد سأذهب الي امى غدا واتكلم معها
خلدا الى النوم وكل منهما يفكر فيما يحدث
هي مستاءة من هذه الخطبة فهي لا تحب عمر ولا نور بل تمقت نور لأبعد الحدود ولم تنجح فى ابعادها عن علياء
مهما حاولت وهذه الزيجة ستقربهم اكثر من بعضهم
هو يفكر في موقفها ولم تعارض الزيجة كان متوقع رؤيتها فرحه لأخته لكن وجهها كان لا يمت للفرح بصلة ولم تريد ان توحى له بان عمر لا يناسب اخته تنهد بحيره وهو لا يعلم السبب وراء ذلك

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -