بداية

رواية احلامي المزعجة -40

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -40

انت من احببتها وسأظل احبك طوال عمري
قالت بصوت مهزوز : كاذب
زفر بضيق : لماذا تصدقينها الي الان ؟ لماذا لا تصدقي ما اقوله انا لك
__ انا لا اصدقها اصدق ما شاهدته بعيني
نظر لها بحيرة لتكمل : انا رايتك احمد وانت تتقرب منها كل يوم ، واوقات اجدكما تتهامسان ، وما جعلني أتأكد مما قالته لي اني وجدتك ذات يوم تحتضنها بين ذراعيك
فكر قليلا ليتذكر ما تتكلم عنه: لا ندى كل هذه ليست دلائل على ما تقوليه
انا كنت اتعامل معها بطبيعية كنت اشفق عليها بسبب ظروفها واليوم الذي تتذكرينه و اتخذته دليلا على حبي لها
يوم رسوبها بسنتكما الأخيرة وكنت اخفف عنها لا اكثر
رفع ذقنها لينظر الي عينيها : الم تستطيعي التفرقة بين احتضاني لها ، والشوق والحب الذي احتضنك بهما ؟
احبك ندى ، الا تستطيعي الشعور بي ولو قليلا
انهمرت دموعها ثانية ليحتضنها برفق : ارجوك ندى توقفي عن البكاء ، احبك ندى ، بل اعشقك وما يوجد براسك هذا
اوهام لا اساس لها
لفت يديها حول خصره ليبتسم بسعادة وتغمره الراحة التي ينتظرها من بدء زواجهم : الن تسمعيني ما انتظره من اول زواجنا ندى ؟
دفنت راسها بقوة اكبر بحنايا صدره ليبتسم بسعادة اكبر
دق الباب لتبتعد عنه امسكها من ذراعيها لينظر الي عينيها ويقول بحنان : انتظري سأفتح انا
اتجه ناحية الباب ليفتحه ويجد نهى امامه ابتسمت
ليرد عليها : مرحبا نهى ، تفضلي
__ لا نحن ننتظركم بغرفة المعيشة لا تتأخرا فجميعنا مجتمعون اليوم
نظر لها : حالا ، سناتي حالا
عاد اليها لتنظر اليه من خلال المرآه : انها نهى تقول انهم ينتظروننا اقترب ليضع يديه على اكتافها ويقبل راسها بعمق
لتبتسم له لتقول بتردد : لماذا كانت تكذب علي اذن ؟
تنهد بحيرة : لا اعلم ندى : فهي كانت غير طبيعية ولذلك ياسين كان يتعامل معها بحنان فائق ، ولكني لا اعلم لماذا كانت تفعل هذه الاشياء
سألها بألم : الي الان لا تصدقيني ندى
ردت سريعا : لا ابدا ، اصدقك ولكن عقلي لم يتوقف عن التفكير بها
اوقفها من ذراعيها ليضمها الي صدره ويضع ذقنه على راسها وينظر اليها بالمرآه : انسي ندى ، انسيها تماما
هزت راسها موافقة لتقول بابتسامة : انا جاهزة ، هل تعلم لماذا مجتمعون اليوم ؟
__ لا ، تعالي لنرى
وصلا ليكتمل جمعهم لم يفته نظرة يوسف القوية ، ولكنه تغاضى عنها ، يكفيه ابتسامة ياسين المطمئنة
جلسوا جميعا لتبتسم نور بمرح ليدخل احد الخدم وهو يحمل كعكة عيد ميلاد كبيرة لتجلس بجانبه وتضع بيده علبة متوسطة الحجم وتقول : كل عام وانت بخير حبيبي
همست باخر كلمة حتى لا يسمعها احد
ليشعر بدهشة ممزوجة بسعادة كبيرة منها
هتف احمد : انه عيد مولدك يا صديقي
قال يوسف بحرج :لقد نسيناه تماما
تكمل نهى : لا تغضب ياسين ، ولكنك لم تحتفل به منذ موت والدنا رحمة الله علية
اقتربت منه نادين لتقبل وجنتاه : كل سنة وانت طيب ياسين
قالت نور بمرح : ولكن امي تذكرته
ابتسمت نوراه هانم : لن انسى ابدا ، انا اتذكر مواعيد ميلادهم كلهم ، ولكن نور من صنعت الكعكة بنفسها وبمفردها
شهقت نهى : حقا ، اريد تذوقها
ابتسمت نادين : من الواضح انها شهية
تعجب يوسف من ابتسامة نادين النادرة ليسال نور : هذا هو حلي الباشا
ضحكت هي وانجي لترد الاخيرة : نعم ، ولكنها لم تخبرني بسبب صنعها لحلي الباشا
نظر لها لتتصل عيناهما ثانية اخبرها بحبه وهيامه بها
لتحمر وجنتيها بخجل ارادت ان تحول نظرها بعيدا عنه
ولكنها لم تستطيع ليفيقا على صوت يوسف المرح
__ يا بشر ، نحن هنا ، افتتح الكعكة يا باشا ، حتى نستطيع تذوقها
سالت بصوت يكاد يسمع : هل تريد ان اضع لك شموع بها ؟
ليضحك ضحكة سعيدة قوية : لا ، يكفيني انك صنعتها من اجلي
بعد ان تناولوا الكعك اقترب ياسين من عمرو : عمرو اريدكم ان تاتوا وتجلسوا معنا الفترة القادمة
__ لماذا ؟
__ لنجتمع كلنا ، انها رغبة امي ورغبتي انا ايضا
لفترة من الوقت ، ولأطمئن عليكم
هز راسه بعدم اقتناع : حاضر ياسين ، كما تريد
جلس يوسف بجوار اخته : نادين هل حلت المشكلة بينك وبين احمد
ابتسمت بوجهه : نعم ، انا اخطأت بحقه يوسف وهو اتي وتفاهمنا ، لا تشغل راسك
__ اذن انت راضية ، وستستمرين معه
__ طبعا يوسف ، وليس لأجل الاولاد بل لأني احب
قضمت كلمتها ليتلون وجهها بحمرة الخجل لتقول بارتباك : هو زوجي ومن الطبيعي ان استمر معه
ضحك يوسف : لماذا ابتلعت مشاعرك ندى ، هل تتوقعي اني سأثور مثلا لو أخبرتني انك تحبين زوجك والد اطفالك
لا انا مختلف ، ولن اشعر بالضيق بل سأشعر بالسعادة من اجلك ومن اجله هو ايضا ، واذا احتاجتني باي وقت انا موجود لا تترددي ، نحن الاثنان بدلا عن والدنا ولا تفكري مجرد التفكير اننا سنبدي احمد عنك ، انت اختنا الغالية ومكانتك لا يضاهيها احد
قالت نهى بعد قليل : يويو ، نريد معرفة ما اهدتك به نور
لم يجبها ليضحك يوسف عليها وهي تعيد : ياسين ، افتح الهدية لنعرف ما هي ؟
قام واقفا ليقول بهدوء : لا ، وسأذهب لأنام ، لا تنسى عمرو
تصبحون على خير
قال يوسف : ياسين صحيح غدا موعد استلام الشحنة الاتية من الجمارك ، ولابد ان يذهب احدنا لاستلامها ، وانا لا استطيع كما تعرف
نظر له : لا اعلم يوسف ماذا افعل بك ، فانت تهدم سعادتي دائما
سالغي سفري مرة ثانية لأجلك
سال يوسف : لماذا تلغيه ؟ بدلا ان تذهب الي الجونة ، اذهب الي الساحل الشمالي ، مر على الاسكندرية بطريقك واستلم الشحنة صباحا واذهب الي مارينا ليلا
تهلل وجهها فرحا ليتنهد ياسين : حسنا ، تصبح على خير
نظر لها لتومئ براسها ايجابا لتتكلم الام بهدوء :اذهبي بنيتي ، لتأخذي قسطا من النوم انت الاخرى ، فأمامكما طريق طويل غدا
تمتمت : تصبحون على خير
اتبعته بهدوء لتدخل الي الجناح فلا تجده نظرت حولها
وهي تشعر بتعجب من عدم وجوده سالت نفسها اين ذهب
لتتجه الي غرفة النوم وتشهق بفزع من حمله لها
همس بأذنها : احبك نور ، احبك يا جنيتي الحبيبة
لا استطيع ان اصف مدى سعادتي اليوم ، مفاجأتك لي هي الهدية الحقيقة
ابتسمت لتقبله برقة على خده : كل عام و انت بخير حبيبي
قال بهيام : كل عام وانت معي حبيبتي
**********************
وصلا الي الإسكندرية لتقول بفرح : اخيرا عدت لمسقط راسي
ابتسم لسعادتها : متى انتقلتما نور الي القاهرة ؟
__ كان عمري بالخامسة ، او اوشك على اتمام السادسة
لا اذكر عمري بالضبط ، ولا اذكر ذكرياتي هنا ايضا
بل شاهدت الصور فقط ، ولكني فرحة لان ابي كان يحبها كثيرا وكان يقص لي عنها كثيرا
ماذا سنفعل الان ؟
__ سنذهب الي احد الفنادق لأحجز لك غرفة ، واذهب انا الي الميناء لاستلم الشحنة ، ثم اعود نتناول الغداء ونكمل طريقنا الي مارينا
بوزت : لماذا تتركني بالفندق وحيده ؟ اريد ان اذهب معك
عقد حاجبيه لينظر اليها بطرف عينه : تريدين مني ان اخذك الي الميناء وانت ترتدين هذا الفستان
نظرت الي فستانها الصيفي بألوانه الصاخبة وذراعيه المكشوفتين وقبعتها البرتقالي الواسعة
وقالت بدلال : ماذا به ؟ انه جميل وطويل
ابتسم : لم اقل انه سيء ، بل يجنن عليك ، ولكن لن تذهبي به ابدا الي الميناء ثم بالنسبة الي ذراعيك العاريتين وصدرك المكشوف ، لم تدريجهم بوصفك للفستان
ضحكت برقة : انت متزمت
__ نعم ، انا معترف بذلك
اقتربت منه ليقول بحزم : لا تحاولي راي لن اغيره
ضربت بقدميها ارض السيارة : لا اريد الجلوس بمفردي
لنذهب الي الفندق واستبدل ملابسي واذهب معك
قال بهدوء : لا نور ، انتهينا ، ولن أتأخر عليك
لمعت عينيها : اذن اوصلني الي قصرنا اجلس مع عمتي واسلم عليها واطمئن على حالتها الصحية فهي مرضت ولذلك لم تحضر عرسنا ، وانت انهي عملك وتعال لتأخذني بعد ذلك
فكر قليلا لا يعلم لماذا لا يطمئن لتلك الزيارة ولكنه لن يستطيع الرفض : أتعرفين العنوان ؟
تهلل وجهها فرحا : نعم ، فانا حفظته من الورود التي ارسلتها عمتي في يوم عرسنا
املته العنوان ليذهب بها راسا الي هناك
عندما اقترب من القصر نظر اليه بتعجب : عائلة والدك ثرية
ابتسمت : نعم ، الن تأتي معي ؟
__ لا عندما اتي بعد الظهر سأدخل لأسلم على عمك وعمتك
توقف عند البوابة وقرا (قصر عبدالله المصري) كلم الحارس : هل السيدة صفية موجودة
وقف حارس القصر : نعم سيدي
قالت بمرح : ابلغها ان الانسة نور هنا
ذهب الحارس من امامهم
نظر لها وقال مازحا : اين هي الانسة نور ؟
احمر وجهها بشده واشاحت بوجهها عنه لتقول بارتباك
__ لم اعتد على القابي الجديدة
اقترب منها ليحتضنها : ستعتادين حبيبتي ، يا زوجتي العزيزة
قبلته لتنزل من السيارة : هل ستنتظر لتراني ادخل ايضا والوح لك
__ نعم
جاء الحارس سريعا : السيدة تنتظرك بالداخل ، تفضلي
لوحت له مودعه واسرعت الي الداخل
تبعها بعينيه الي ان انغلق باب القصر عليها ليتنهد وهو يشعر بعدم اطمئنان
تحرك لينجز عمله سريعا ليعود اليها ويهدئ من قلقه قليلا
عندما اقترب من الميناء رن هاتفه ليجده عمر
ابتسم : مرحبا ، كيف حالك يا نسيبي العزيز ؟
__ بخير الحمد لله ، كيف حالك وحال نور ، هل وصلتم بالسلامة
__ نعم ، وانا اتجهت الي الميناء الان
ردد بتعجب : ميناء ، أي ميناء؟
__ ميناء الاسكندرية
اتسعت عيناه رعبا : الم تسافروا الي الغردقة ؟
__ لا فانا لدي بعض الاعمال بالميناء سانجزها ونذهب فيما بعد الي مارينا
سال والقلق يقفز من صوته : اين نور ياسين ؟
__ نور تركتها عند عمتك ، هي طلبت ان تذهب لتراها
صرخ بحده : نعم ، عود واتي بها ، هل هذه امانتي لك ياسين ؟
تعجب ياسين من ردة فعله : لم افعل شيء عمر ، ان نور من طلبت ان تزو عمتك وانا لم ارى مانع بذلك
شعر بانه تخطى حدوده فياسين لا يعلم عن الامر شيئا
__ المعذرة ياسين ، ولكن استحلفك بالله ، عود واتي بها من هناك ، لا تتركها دقيقة زيادة هناك ، ارجوك ياسين
اندهش ياسين من رجاؤه له ليقول بتعجب ك: حاضر
لف بسيارته ليعود وياتي بها من هناك والاسئلة تقفز براسه عن السر وراء اصرار عمر على ان يعود بها الان
********************
فتحت لها بوابة القصر احد الخادمات لتخطي الي الداخل مبتسمة ، تقدمت الي منتصف الصالة لتدير بعينيها في المكان
لتشعر بقلبها يقبض فجأة عندما وقعت عيناها على صورة كبيرة لشاب بمنتصف الثلاثينات تزين الحائط
انتفضت من نظرة عيناه لتشعر بجسدها كله يجتاحه البرودة
لترتجف بشدة تنبهت الي يد توضع على كتفها لتنتفض مرة اخرى : بسم الله عليك حبيبتي ، ما بك ؟
التفت لتجد عمتها بوجهها ابتسمت بتوتر : اهلا عمتى ، كيف حالك الان ؟
ابتسمت لها بود : بخير ، مبارك زواجك حبيبتي
لم استطع الحضور ارجو ان يكون عمر ابلغك بظروف مرضي
__ نعم وعلمت ايضا من الورود التي ارسلتها هي والجواب لذلك جئت لأطمئن عليك
نظرت اليها مستفهمة وقال بدهشة : ورود
__ نعم استلمت الورود التي أرسلتها الي ، كانت رائعة عمتي ، شكرا لك
تغاضت عمتها عن هذه النقطة لترحب بها ثانية
وتسالها : اين زوجك ؟
__ ذهب الي الميناء ، لينجز بعض الاعمال له هنا
__ حسنا ، ستتناولان الغداء معنا
__ لا اعلم مواعيده عمتي جئت فقط لأطمئن عليك واسال عنك
__ نورتين حبيبتي


وصل الي القصر ليدخل ويركن سيارته بالداخل نزل مسرعا منها ، فعمر نجح وبجداره ان يزيد القلق الذي شعر به عليها
طرق الباب بهدوء : ليفتح اليه بعد وقت قصير مر عليه دهر من الزمن
__ قال بهدوء : اريد مقابلة السيدة صفية
افسحت له الخادمة الطريق : تفضل
دلف الي الداخل ليتنهد براحة فهي تجلس امامه هي وعمتها
ابتسم بهدوء لتنهض السيدة صفية وترحب به بحفاوة
__ اهلا تفضل بني ،نورت وشرفت
ابتسمت له متعجبة من عودته السريعة ليتقدم ويصافح السيدة صفية باحترام وتهذيب و يقترب منها وينحني مقبلا اياها
احمرت لتقول بخجل : عدت سريعا
ابتسم ولا يعلم بماذا يجيبها ن اخذ يدعو على عمر بسره ، فهو لا يعلم لماذا كل هذا الرعب الذي سببه اليه
ليقول بتوتر : لم تصل الشحنة بعد الي الميناء فجئت لأصحبك الي الفندق
نظرت السيدة صفيه له بعتب : فندق والبيت موجود ياسين
لا لن ارضاها
__ المعذرة سيدتي ، ولكننا ذاهبين لمارينا لقضاء بضعة ايام
هناك
__ اذن تقضوا اليوم معنا وتنصرفوا بعد ذلك
ابتسم ياسين بتكلف وهو لا يعلم بماذا يجيبها لينقلب وجه ونظراته الودودة الي كره كبير تصلبت يده التي تحاوط اكتاف نور ليجز على اسنانه غضبا


جالس بشرفة غرفته يتناول افطاره ليسترعي انتباهه وقوف سيارة امام القصر تنبه لها لينخطف قلبه لرؤية من تنزل منها
هتف بحب : نور ، لقد عدت حبيبتي
دخل سريعا الي غرفته ليبدل ملابسه ويحلق ذقنه
ويرش قطرات من عطره القوي الذي طالما اخبرته انها تعشق رائحته
لينزل الي الاسفل بعد وقت ليس بقصير ليجد شاب جميل الطلعة يقبل وجنتاها انتفض من رؤيته
ليسال نفسه : من هذا الشاب ؟ وماذا يقرب لها ؟
ظل يشاهد ما يحدث امامه ليتقدم منهم بهدوء
شعرت بغصة تجتاحها وضيق يجثم على قلبها بقوة فهذه الرائحة قوية وكريهة على نفسها بقدر ما هي قوية
انتبه اليها تتمسك به بقوة ليلتفت اليها : ماذا بك ؟
قالت بارتباك : لا شيء
اعاد نظره الي هذا القدم نحوهم وهو يدعو ان لا يكون هو
ولكن هيهات هو حافظ المصري بشحمه ولحمه
قالت السيدة صفية : اهلا حافظ ، انظر من عندنا انها نور
نظر له بحدة ليساله : ماذا تفعل هنا ؟
قالت بارتباك وتوتر سيطرا عليها : عمي ، كيف حالك ؟
رد ياسين هازئا : جئت اخذ زوجتي
انتفض داخليا من جملته : زوجتك ، اين هي ؟
قالت صفية بتوتر : ما بك حافظ ، نور هنا
اشارت له بيدها لينتبه الي الفتاه التي تشبه حبيبته ولكن بها شيء مختلف ليتذكر انها ابنته ، جاء يقترب منها ليضمها ياسين الي صدره بتملك عجيب نظر اليه غضبا
__ ابتعد عنها
__ نعم ، انها زوجتي
وقفا بوجه بعضهما كلا منهما متحديا للآخر
لتلاحظ نور مدى الشبه بينهما نفس الطول والعرض وتقاسيم الجسد والوجه ايضا ولكن هناك فارق ملحوظ هذا وجه حبيبها الذي يشعرها بالاطمئنان ، وهذا وجه عم لا تعلم عنه شيء وتتعجب من شعور النفور التي يتملكها وهي تنظر اليه
سحبت زوجها من ذراعه لشعورها ببدء صدام بينهما
__ هيا ياسين ، حتى لا نتأخر ، سلام عمتي ، اراك على خير
نظر اليه بتحدي وكره لينظر اليه الاخر بغضب وقسوة
لينصرف ياسين معها ويغلق باب القصر خلفه بعنف


الفصل الثلاثون

هوى جالسا على كرسيه وهو يتوعد عمر داخليا
سأقضي عليك عمر ، سأدمرك واقتلك عمر
الم تجد الا هذا الشخص الكريه لتزوجه ابنتي
يتذكره جيدا فهو من وقف امامه بعد ان توفى اباه اثر ازمة قلبية كان هو السبب فيها بعد ان استولى على مشروع كان سينقذ شركته من الافلاس الذي تسبب به الشاب الطائش الذي كان يدير الشركة في ذلك الوقت
استعمل الاعيبه وعلاقاته ليسرق منه المشروع بطرقه الملتوية
ليخر الاخر ساقطا من هول الصدمة عليه وينقل الي المستشفى وينتقل الي رحمة الله بعد يومين
ابتسم بسخرية وهو يتذكر هذا الشاب الصغير الذي وقف بوجهه وصاح انه لن ينسى ثأره ابدا
لا ينكر اعجابه به فهو انقذ الشركة واحياها من العدم
ثم توالت نجاحته وذاع صيته ولكن لم يقتربا من بعضهما لان هو اصر الا ان يأخذ هذا الشاب أي مشروع له بالإسكندرية و واظب على التصدي له من بعيد حتى مشروع الشاليهات تصدى له به ولم يهتم بمن سيأخذه كان اهتمامه بان لا يأخذه هذا المهندس الصغير ذو الشهرة الواسعة
ليفاجئ ان ابن اخيه الاحمق من رسي عليه المشروع
ولكنه منعه من دخول الارض وسيعرضه لدفع الشرط الجزائي اذا لم يتم التنفيذ بموعده
لقد نسى هذا الامر في خضم انشغاله واصراره على رؤيتها
امسك هاتفه ليجري اتصالا هاتفيا
__ اهلا كيف حالك ؟ اخبرني ماذا حدث بمشروع الشاليهات
صاح والغضب يتأجج بعينيه : نعم، كيف استطاع فعل كل هذا في هذا الوقت القصير
انتم اهملتم الموضوع وسأحملكم النتائج اريد هدم كل ما بني ، اريد ان ارى الارض حطاما غدا
اغلق الهاتف بعنف ليستعيد اقتراب هذا الشاب الوسيم منها لتندلع النيران بعينيه
تذكرها انها ابنته الحبيبة من تبقت له منها ، تشبهها للغاية
لدرجة انه تصور ان نور عادت اليه من العالم الاخر ، عادت اليه هو فقط ، من اجله فقط
ولكن بها شيء مختلف ضاقت عيناه وهو يعقد المقارنة بينهما
لم يحتاج الي وقت كبير ، انه الغرور والقوة التي كانت تتسلح بهما نور حتى وهي بأضعف مواقفها
كانت قوية صلبه مغرورة ومتحررة سرقت قلبه وعقله ، ولكن هذه الفتاه شعر انها هشة داخليا ، مرتبكة
ضعيفة رغم انها تتظاهر بالقوة ، نظراتها كانت زائغة متوترة ، ولكن يشعر ان هناك سببا وراء ذلك
تذكر حبيبة قلبة لترتسم ابتسامة شقية متألقة على شفتيه
كم كان يعشق قوتها قفزت اليه احدى ذكرياته معها ليتنهد بحب
راها تسير بالحديقة هائمة وحزينة لعن نفسه يومها على انه خدعها ليحصل على ما يريد فهو السبب في حزنها وانطوائها ، تبعها بهدوء وحين التفتت قطع طريقها بجسده
لمع الغضب بعيونها وهي تراه ليبتسم لها احدى ابتساماته التي تجعل عقول النساء تطير ، لتجز على اسنانها غضبا وتصيح بوجهه : ماذا تريد ؟
اقترب منها اكثر وقيد يديها بقوة : اشتقت اليك
رفعت رجلها بحركة سريعة وداست بكعب حذائها على قدمه لتجعله يتأوه بشدة ولمع الغضب بعيونه لتقول هي من بين اسنانها بنبرة قوية : اياك ان تقترب مني ثانية
ضحك ساخرا : ماذا ستفعلين نور ؟ اخبرتك من قبل اني سأحصل عليك وقتما اريد فانا لا اقبل برفضك لي
رفعت يدها لتصفعه ليمسكها بقوة لتقول والشرر يتطاير من عينيها : ايها الحقير ،دفعته بعيدا عنها
لتكمل بقوة : سأخبر محمد المرة القادمة اذا اقتربت مني
ضحك ضحكة طويلة ساخرة : ولماذا لم تخبريه من قبل ؟
قالت بنبرة صادقة : اخاف عليه منك
ابتسم وقال هازئا: لما لا تعترفين انه جبان ؟
نظرت له وقالت بنبرة هادئة ونظرة قوية: انت تعلم جيدا انه ابعد ما يكون عن هذه الصفة التي تتمتع انت بها
ولكني اخاف عليه فانت حقير و سافل وقذر لن يردعك ان تفعل له أي شيء ، وهو نقي طاهر لن يستطيع التصدي لألاعيبك القذرة مثلك
انقلب وجهه من تفضيلها العلني لزوجها وتعديدها لمحاسنة
اكملت : ثم اني اعلم انه سيقتلك اذا علم بما فعلته معي ، وانا اريده ان يبقى لجواري وجوار أبنائه
زمجر بغضب : ابنه فقط نور ، انها ابنتي
نظرت اليه : في احلامك حافظ ، لا تتخيل اشياء لم تحدث وتصدقها
اقترب منها ثانية والحب يلمع بعينيه وحاول ان يجعل قلبها يلين اتجاهه : احبك نور ، وانت تعلمي جيدا
__انت كاذب حافظ ، كاذب حقير ،لقد دمرتني لم تحبني قط
رفعت راسها بشموخ :صدقني حافظ ،لم احبك ابدا كنت اظنك صديقي ولكن ما فعلته دمر كل شيء ولن انساه لك ابدا
تركته وانصرفت ،ليتبعها بعينيه شعر بالغضب والغيرة تأكله عندما جلست بالأرجوحة المعلقة بالحديقة ليجلس بجوارها اخاه ويمسك يدها رمت نفسها بين ذراعيه ليضمها محمد الي صدره ويقبل راسها بعمق شعر حينها ان عليه ان يتخلص منه
فهو من يقف بطريقه الي قلبها ، لم تحب محمد هو متأكد سال نفسه من يحب هذا القاسي الذي يتكلم بالقطارة ، ترفضيني انا من تجلس النساء تحت قدميه لأجل ابن المريبة
سنرى نور سأنالك مرة اخرى مهما حدث
زفر بضيق وهو يتذكر مرة اخرى كان نجح بزعزعة موقف اخاه من الشركة والمصنع ويشعر بان الانتصار عليه قريب
تناهى الي مسمعه وهي تخبر صفية انهم سينتقلون الي القاهرة عند والدها ، فهي لن تستطيع العيش هنا بهد الان
وان محمد سيأخذ ورثة من ابية ويفتح شركة خاصة به مقرها بالقاهرة
انتظر ان تركتها صفية التي لم تعجب بقرار محمد وحاولت ان تثنيه عنه اكثر من مرة واظهرت اعتراضها بشده
ليتقدم ويقف امامها : هل ستنتقلون نور ؟
نظرت اليه بحده : نعم
مسك يدها : لن استطيع الابتعاد عنك او عن نور الصغيرة
جذبت يدها منه بعنف : انها مشكلتك ، لا دخل لي بها
__ نور انت تعلمين انها ابنتي
ابتسمت ابتسامة باردة : نعم ، لا افهم ما تقوله
زفر بضيق : لا ،تفهمين ، هذه ابنتي ، ولا اعلم الي الان كيف تستمري في هذا الزواج الذي يجلب لك التعاسة
اقترب منها لتلفح انفاسه وجهها : انت تحبيني نور ، وانا اشعر بذلك
دفعته عنها بغضب : انا احب زوجي و من الاحسن لك ان تكف عن مضايقتي والا ابلغته
ضحك ساخرا : بماذا ستبلغينه ؟ ان نور ابنتي
ليردف بخبث : وانك اسميتها الاسم الذي اريده انا
بعدت وجهها عنه ضائقة : كف عن ترديد هذه الخرافات
قال بنبرة عاشق متيم : لماذا تصديني نور ، انا احبك
__ انت لا تحب احدا اخر غير نفسك ، وانا غلطت غلطة عمري كلها عندما فكرت بشيء اخر غير ذلك
لتردف بقسوة والكره يملئ صوتها : ابتعد عني والا سأحيل حياتك جحيما ، واحذر كيدي فان كيدي عظيم
قال بغضب : لا تجعليني اؤذيك نور ، انا احبك
اتركي محمد وانا سأتزوجك ونربي الاولاد معا
نظرت اليه وقالت بقوة : لن اترك زوجي ،فانا احبه هل سمعت ، واكرهك من كل قلبي حافظ ، ولا تقترب من ابنائي
حتى لا اؤذيك حقا فانا قادرة على ان احيل حياتك كلها الي جحيم
ابتعدت عنه صفعته بكراهيتها لتجعله يفكر في كسر غرورها وانفها تكرهيني نور، حسنا سأعطيك سببا كافيا لتكرهيني نور ، سأحصل عليك مهما حدث ، انت لي ولن تكوني لغيري بعد الان
قرر يومها على ان ينالها ويجبرها على ما يريد ولكن علنيا هذه المرة ، وانتظر الفرصة لكي يقنصها
لتتحول بعد هذا اليوم الي كائن اخر ، اصيبت بانهيار عصبي
لتدخل الي المشفى وتخرج على بيت والدها لم يستطع رؤيتها ولا مرة بعد ذلك ولكن علم من صفية انها انطوت على نفسها وتتعرض لنوبات اكتئاب حاده ، فمحمد يخبرها بتفاصيل يومه كلها ، واكثر ما يحزنه حالة نور التي تتدهور كل يوم عن اليوم الذي قبله
الي ان ماتت وهو يمني نفسه برؤيتها مرة واحدة يخبرها بصدق مشاعره وحبه لها ويعتذر منها بسبب فعلته الهوجاء التي عرضتها للألم ، نظر الي صورتها المزينة مكتبه
تعالي نور وانا اعوضك عن كل ما سببته لك من الألآم
سأجعلك سعيدة وسأمحو ما يفرقنا عن بعضنا البعض
فقط تعالي ، ولن اخيب ظنك هذه المرة


*******************


نظرت اليه بطرف عينها فهو شارد الذهن من بعد خروجهم من قصر عائلة ابيها ، اجرى اتصال هاتفي بشخص اسمه حسام وتواعد على لقائه غدا
واخذ الطريق السريع ليذهب الي وجهتهم الاساسية لم ينطق معها بحرف ولم يتكلم معها اطلاقا وجهه عابس ،يمسك المقود بقوة معالم وجهه تظهر عليها الضيق والغضب
وهي لا تعلم السبب ، تنهدت لتتذكر لقائه بعمها لا تدري ايضا ما سبب نظرات الكره والضيق التي تطايرت بينهما ، تعجبت من امرهما اسندت راسها على زجاج النافذة وهي تفكر في الاسباب واهم شيء يقفز الي راسها سبب عودته دون انجاز ما اتي لأجله الي الاسكندرية فهي علمت من مكالمته انه سيعود غدا الي الميناء لاستلام الشحنة ، واوصى هذا الحسام ان ينتبه اليها

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -