بداية

رواية جروح من عبق الماضي -43

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -43

ام سعد بمجرد أن سمعت بالخبر ظلت تبكي بحرقة ولم تستطع التفوه بأي كلمه ..
سعد وهو يطبع قبلة على رأسها : الله يهديك يمه هدي نفسك ..
ام سعد : هذي دموع فرح يا وليدي .. واخيرا راح اقدر اشوف عيالك والعب معاهم قبل لا أموت
بو سعد قاطعها سريعا : يومي قبل يومك ..
ميساء : وليييييييييييييه قلبوا الفرحة حزن .. شوفوا أنا عندي فكرة وش رايكم نروح نتغداء برا وبكذا نغير جو البيت ونحتفل بهذا الخبر الأكثر من رائع .. فكره فمحلها صح
لمياء : لا حبيبتي أنا عندي محاضرة .. إذا أنتوا حابين تحتفلوا براحتكم بس انا أعذروني
نور تمتمت بقهر : يعني لا بتكون أول ولا أخر مره أحمل وش له الحفلات والرسميات .. وبعدين أنا عندي دوام
لمياء رمقتها بنظرة غريبة جعلت نور ترتبك
نور تمتمت سريعا : بصراحه انا مصدومه للحين من الخبر ممكن تخفوا علي شوي وتخلوني أستوعب اللي صار
لمياء وعيانها لا زالت مركزة على نور : خلاص خلونا نأجل موضوع الحفلة لوقت ثاني .. نور لازمها راحه.. وبعدين لا تنسون نور ما صار لها كم ساعه رادة من السفر والأخبار جاتها فوق بعضها عشان كذا أعذروها
نور ابتسمت ابتسامه شاحبة : مشكورة لمياء محد حاس باللي فيني كثرك أنتي ..
سعد : خلاص نور وش له المظاهر .. أهم شيء فرحة القلب .. وحفلات ما حفلات طز فيها
لمياء والحيره تتملكها : آآآه يا نور خايفه يكون خوفك وحزنك هذا بس لأنك حملتي بطفل ما كان ودك تحمليه

/::\

وصلت خلود إلى الجامعة برفقة أماني وتهاني وكان الوضع مستقرا
أماني بصوت منخفض : تتوقعين أحد عرف بالموضوع
خلود : وانا وش عرفني ؟ دام وصلنا الجامعة كل شيء بيتوضح ..الحين لازم أشوف شجون وعبير
أماني وهي تشدها من يدها : لا خلود تكفين ؟!! كذا راح تزيدين الطين بلة ..!!
خلود : لا يا حلوه نفس ما أنا ودي أكلم شجون وعبير تأكدي أهمه بعد يفكرون بنفس الشيء ..
تهاني تمتمت بحزن : وش فيكم تتوشون مع بعض .. ترى جود بعد صاحبتي إذا فيها شيء صارحوني ولا تخبوا
خلود وهي تطبع قبلة على خدها : تهاني حبيبتي أنتي شفتي جود بعينك ما عليها إلا العافية .. لا تشغلين بالك
تهاني : طيب ليش تتوشوشون .!!
خلود : أماني عندها مشكلة صغيرة بالبيت وتبيني أحلها .. يلا تهاني سيري محاضراتك ولا تفكري بشيء
تهاني بعدم أقتناع : ولو أني حاسة أنه الموضوع فيه شيء بس مو مشكلة بصدقك هـ المرة .. عن إذنكم
اماني وهي تأخذ نفس عميق : أوف ما بغت ..مو قادرة أصبر خلاص ودي أفهم شو صار بغيابنا
خلود : الحين راح نفهم لا تستعجلي ..!!

/::\

شجون وهي تفرك أصابعها بطريقة هستيرية : أووووووووووف هذي ما رجعت من المستشفى أخاف تفضحنا
عبير قاطعتها باطمئنان : ههههههههههه ما راح تقدر .. وبعدين وين الدليل كلها حبة سيجارة وتلاشت
شجون : يا ليت عندي قلب قوي مثل قلبك .. مآخذه الأمور عادي وكأن شيء لم يكن
عبير : المشكلة مو عندي المشكلة عندك .. أوقات احسك غبية .. يعني معقول اماني بتفضح نفسها وبتعترف ؟ّ!
شجون قاطعتها بغضب : وش دراني انا ..؟!!
عبير : شغلي مخك وكل شيء بيصير أوك .. أماني جبانه ومستحيل تسوي شيء يضرنا .!!
شجون وهي تأشر بأصبعها إلى البعيد : عبير شوفي أماني وخلود جايات صوبنا ..
عبير وهي تضع أحدى قدميها فوق الاخرى : الحين بنتسلى صدق .. خلود أم لسان طويل جاية لين عندنا
خلود وهي تنظر إلى عبير باشمئزاز : طلباتكم ..!!
عبير وهي تعتدل في جلستها : أممممم الظاهر عصفورتنا الجبانة علمتكم بكل شيء ..
أماني قاطعتها بخوف : خلود صديقتي وكان المفروض توقف معاي وتعرف بكل شيء
شجون قاطعتها بغضب : قولي الجبن اللي فيك خلاك تعلميها عن كل شيء صار
خلود : هي إنتي هدي نفسك .!! كل اللي ابي أعرفه طلباتكم .. ولو تقولوها بسرعة أفضل كذا محد راح يشك
عبير بابتسامة صفراء : نعتبر اللي صار ما صار . كل اللي بغيناه جود تتأدب وتعرف تتعامل مع عماتها
خلود وهي تضحك ضحكة أستهزاء : هههههههه عماتها ..
شجون : إيه عماتها وغصبا عليك ... وهذي هي قطوه بسبعة أرواح طلعت من كل هذا حتى جرح ما فيها
خلود : وليش ما تقولي أنه ربها يحبها وهو اللي خلاها تنفذ من مؤامراتكم الوسخة ؟!!
عبير : المهم أنتي حبيتي تسمعي مطالبنا وهذي هو مطلبنا الوحيد .. نعتبر اللي صار ما صار فهمتي
خلود : نحن بعد عندنا شرط ؟!!
اماني قاطعتها بحماس : أيه ولا نفذتوا شرطنا راح نعتبر اللي صار فعلا كأنه ما صار
شجون : عبير انا تقريبا عارفة أيش هو طلبهم ..
عبير تمتمت بابتسامه : إذا قصدكم أنه جود ما تعرف عن مؤامراتك انتي وهذي فأشارت على اماني .. أحلموا ..!!
خلود قاطعتها بثقة : انا راح أخسر صديقة مثل جود وبعد كم يوم أحصل وحده غيرها .. لكن أنتي راح تنطردي من الجامعه يا حلوة والفرق اللي بيني وبينك أنتي راح تخسري كل شيء جامعتك مستقبلك وحتى أهلك
شجون قاطعتها بخوف : عبير تكفين وافقي على شرطهم .!! ترى أنا وأنتي في خطر
عبير تمتمت بغضب : والله وطلعتي ذكية يا خلود .!! بس مو غريبة على وحده تغدر بصاحبتها
خلود تمتمت بسخرية : حبيبتي أنا ما غدرت بأحد وترى أنتوا فاهمين الموضوع غلط .. بتوافقي على شرطي ولا !
عبير وهي تصك على أسنانها بقوة : خلاص اللي تبغية صار .. ممكن تفارقي الحين
خلود وهي تضع يدها على يد أماني تمتمت بثقة : شفتي أماني هذولا بس المفروض تعرفي إيش نقطة ضعفهم وساعتها بكل سهولة تقدري تزيحيهم من طريقك .. خلينا نروح .........
عبير تمتمت بغضب : انا عبير وحده مثل هذي تهزأني !! طيب يا خلود أنا أوريك
.إياد وصل إلى الجامعه وبمجرد أن شاهد خلود واماني مع شجون وعبير ساوره بعض الشك وتوجه إليهم
أماني وهي تأخذ نفس عميق : أوف وأخيرا أنزاح عن صدري هم كبير
خلود : بس انا قلبي مو مطمن .. عبير إيدها واصلة لا تغرك ثقتي وقوتي أللي أظهرتها قدامها .. بس بداخلي خوف
أماني : لا حبيبتي تطمني إنتي ما شفتيها كيف تنتفض .......!!
قاطعهم إياد بجدية : خلود أماني إيش اللي صاير .. وش عندكم عند شجون وعبير !! مو على أساس ما تحبوا سيرتهم
خلود وهي تنتفض : بسم الله دكتور أنته من وين طلعت
إياد تمتم بثقة : يقولوا ما يخاف غير المذنب ؟!!
خلود : لا دكتور أنا كنت أفكر في جود وأنت طلعت في وجهي فجأة .. بس حبيت أتطمن أنه مالهم إيد باللي صار
إياد : طيب وش اللي خلاك تشكين فيهم ..!!
خلود : الكل عارف العداوة بين عبير وشجون وجود .. إذا أهلهم متعاديين تتوقع كيف البنات بيطلعوا
إياد : قصدك أبهاتهم
خلود : إيه عمي تركي دومه بمشاكل مع ابو شجون وابو عبير يعني قلت الغيرة تسوي عمايل
إياد : طيب واكتشفتي شيء
خلود : لا على حسب اللي فهمته انه عبير كانت بعيد عن موقع الحادث يوم صار
إياد : طيب بس حبيت أتطمن .. ومصير المتخبئ يطلع .. عن إذنكم
أماني وهي تشاهد إياد يبتعد مسكت بيد خلود وهي ترتعش : خلود إيش اللي صار من شوي
خلود : تكفين أماني انا بروحي دايخة ما أعرف كيف قدرت أخذ واعطي معاه .. حاسة أنه بنتورط
أماني : انا بعد قلبي مو مطمن ؟!!

/::\

المملكـــــــــة العربيـــــــة السعودية

//
\\

وصل ابا مهند وعائلة إلى أرض المملكة .. مهند كان سعيدا لأنه عاد إلى ديارة أخيرا
مهند : واخيرا رجعت لأرضي وبلادي ..!! ما تعرفون شكثر كنت مشتاق لها
راكان : كل هذا بس لأنك راح ترتاح من شوفة لمياء .. أعترف
مهند : بصراحة أيه . وامك وابوك طول الوقت يحنون على راسي يبوني أتزوجها وانا بصراحة مليت !!
راكان : مهند فكر زين .. لمياء بنت عاقلة ورقيقة .. صدقني لو تلف وتدور ما راح تحصل وحده تداريك مثلها
أروى : راكان لا تتعب نفسك .. مهند راسة يابس وما راح يتزوج الأ اللي في بالة
مهند : أقول انتي الظاهر ناسية نفسك إنتي وين .!! يلا أشوف غطي وجهك بدل الكلام الفاضي هذا
ام مهند : مهند خف على أختك شوي .. وش اللي صاير بينكم
أروى : ماما لا تشغلين بالك .. بس عارفة طبايع ولدك أشلون ... يعني أنا متعودة لا تفكري فيني
راكان تمتم بصوت منخفض : مهند عارفين أنك مو حاب لمياء . ولا ودك تسمع بطاريها بس أروى مالها ذنب
مهند : ما بيدي شيء يا راكان .. كل ما أشوف أختك تذكرني بلمياء وودي أخنقها بيدي . مآخذة كل تصرفاتها
راكان : بالعكس مهند يمكن وجهة نظري مختلفة عنك تماما ؟!! و أنا بصراحة ودي أتزوج وحده نفس شخصية لمياء
مهند تمتم بسخرية : طيب يا فالح حلال عليك لمياء ؟!! انا عن نفسي ما تناسبني
بو مهند : مهند لا وصلنا البيت ودي نجلس مع بعض .. عندي كلام كثير ودي أقوله لك
مهند قاطعه سريعا : يبه أنا اليوم واعد الشباب ودهم يحتفلون برجعتي .. وإذا الكلام يخص لمياء فأنا ما فاتحتها
بو مهند وعيناه تتسع : ام مهند سمعي ولدك وش يقول ؟!! أنته غبي ولا إيش سالفتك بالضبط
مهند : يبه أعتبروني غبي مجنون .. بس مستحيل أتزوج وحده مثل لمياء .. وإذا مش ولا بد زوجوني ميساء
راكان وعيناه تتسع : إيـــــــــــــش ؟!!
بو مهند وهو ينظر إلى راكان بتعجب : وش فيك تنحت كذا ؟! دام ما وده لمياء نزوجه ميساء وش فيها يعني
راكان والحرقة تملأ قلبة : بس ميساء أصغر منك بكثير
مهند : عادي وش فيها ؟!! العمر ما يفرق بهالزمن .. وبعدين ما قتلي من شوي ودك تتزوج وحده مثل لمياء
خلاص حلال عليك خذ أنت لمياء وانا اخذ ميساء ..
راكان والصدمة أخرسته : .................................................. ........................
مهند وهو يغمز له بعينه : لا يكون غيرت رايك ترى اوقات الكلام اسهل من الفعل
راكان وهو يضغط على يدية بقوة تمتم بغضب : أنته واحد غبي ولا راح أخذ وأعطي معاك أكثر عن إذنكم
بو مهند : وش فيه هذا ؟! ما عليك منه مهند دام ودك بميساء راح أزوجك منها طيب
أروى بمجرد ان شاهدت راكان يبتعد ذهبت خلفة راكضة : راكان وقف .. وقف شوي خلنا نتفاهم
راكان وهو يقف تمتم بألم : تكفين أروى خليني لحالي
أروى وهي تقف امامة وتنظر إلى الدموع التي أنهمرت على وجهه تمتمت بحزن : راكان أنته تبكي ؟!
راكان وهو يمسح دموعه بسرعة : ما سمعتيهم إيش يقولون .. راح ياخذون مني ميساء
أروى : راكان بس أنته غافل عن نقطة مهمه .! يمكن ميساء ما تحبك ولا حاسة باللي فيك
راكان وهو يغمض عينيه بقوة تمتم بألم : راح أخليها تحبني .. وبعدين أفكارنا متقاربة يعني سهل ترضخ لي
أروى : بس إنت مو ملاحظ أنه جالس تبنى كل هذا على توقعات ؟!
راكان أنفجر غاضبا : يعني لو تزوجها اخوك بيكون يحبها .. ابوي طول عمره يحب المال والجاه وطامع بفلوس عمي
أروى : عارفه أبوي بإيش يفكر ويمكن يكون معاه حق .!! أنتوا أحق بميساء ولمياء
راكان : طيب علميني لا تزوج مهند بميساء انا كيف بتكون حالتي .. احبها يا أروى احبها ولا ودي احد ياخذها مني
أروى تمتمت بحزن : ما ودي اشائمك بس ابوي كل همه الفلوس وتوقع منه أي شيء
راكان : بس انا ما راح اسكت ... ميساء راح تكون من نصيبي انا وبس .. ومهند هذا أنا بكسر راسة
مهند وهو ينظر إلى راكان تمتم بسخرية : يبه ترى ولدك يحب ميساء عشان كذا عصب وراح
ام مهند : من صدقك ..!! هذي الساعة المباركة أنته تاخذ لمياء وهو ميساء
مهند تمتم بحقد : انا ما راح أتزوج غير ميساء ..!! هذا إذا تبوني أتزوج
ام مهند : مهند أنا أموت وأعرف القسوة اللي بداخلك ورثتها من من ؟!! حرام عليك فكر بأخوك شوي
مهند قاطعها بسخرية : تبوني أنا أفكر بأخوي .!! وانتوا ولا واحد فيكم حاس بوضعي .. يا ميساء ولا بلاش

/::\


نجود بعد معاناه طويلة مع البكاء قررت ترك كل هذا خلف ظهرها .. فنهضت سريعا ثم غسلت وجهها بماء بارد
وفجأة بدأت تسمع خطوات تقترب منها .. علمت أنها والدتها وستعيد عليها أسطوانة زواجها من سليمان
ولكنها شعرت بالسعادة عندما سمعت صوت ميس وهي تناديها فتمتمت بابتسامه : هذي ميس
ميس : نجود وينك يلا اشووف أطلعي ما عندي وقت ؟!!
نجود خرجت سريعا ثم أرتمت في صدرها وتمتمت بحزن : ميس حبيبتي توقعت ما راح اشوفك مره ثانية
ميس وهي تعقد حاجبيها : وليش إن شاء الله
نجود : ماما كانت رايحه بيتكم وعلمتني أنها راح تطلب من أمك تمنعك تجي هنا .. وعاد أنا حاسة نفسي بختنق
ميس قاطعتها بابتسامه : لا حبيبتي .! ولا الجني الأزرق يقدر يبعدني عنك زين كذا
نجود : صدقيني أمك قوية ولا راح تخليك تعتبي هذا البيت لحد ما موضوع زواجي من سليمان يتم
ميس : آآآآآآه يا نجود أحس امك هذي قلبها قاسي .. وبتجيب نهايتك
نجود قاطعتها سريعا : لا يا ميس .. مو كافي أنها تعبت علي لما كنت صغيرة والحين جاء دوري أرد المعروف
ميس : المهم علميني ليش كنتي تبكين .!! ولا تقولين أنه دموعك عشان الاختبار .. ترى ما راح أصدقك
نجود تمتمت بابتسامه : بصراحة موضوع سليمان كان مضايقني كثير .. عشان كذا طول الوقت جالسة ابكي
ميس وهي تمسح على رأسها بحب : صدقيني أزمه وبتعدي ..!!
نجود : إن شاء الله
قاطعهم صوت طرقات خفيفة على الباب ..
فتمتمت بخوف : من بيجي يزورنا لا ومن الباب الخلفي ؟!! ليش ما جاء من الباب الرئيسي .. أوف وش لي بصدعة الراس أروح اشوف من أحسن
ميس بابتسامه عريضة : إيه روحي أحسن شيء تسوية
نجود وهي تفتح الباب أغمضت عينيها وتمتمت بخوف : يا رب ما يكون سليمان .. مالي خلق أشوفه ..
رائد وهو ينظر إليها وهي مغمضة عينيها ابتسم من تصرفها وتمتم بحب : كيفك نجود
نجود وهي تعقد حاجبيها : معقولة هذا صوت رائد .. لا أكيد انا بسبة اللي شفته اليوم صايرة ما قادرة افرق بين الاصوات .. وبعدين رائد وش اللي راح يجيبه هنا .. اصحي يا نجود إنتي قدرك سليمان وبس
رائد وهو يقطع حبل افكارها : نجود عسى ما شر
نجود تمتمت بحيرة : أيه هذا رائد هذا صوته وبدأت تفتح عينيها ببطء وتمتمت بخجل اسفة على بالي سليمان
رائد وهو ينظر إليها بحب : كيفك نجود .. صار لي كم يوم ما شفتك .! وأنشغل بالي عليك
نجود طأطأت برأسها خجلا : ما فيني إلا العافية .. ميس هنا لحظات الحين راح أناديها
رائد وهو يضع يده فوق يديها : نجود لحظة
نجود سرت رعشة غريبة في جسدها ولم تستطع التفوه بأي كلمة
رائد تمتم بعد تردد طويل : نجود سمعت بزواجك من سليمان .. صدقيني محد يقدر يجبرك على شيء ما تبيه
نجود والدموع بدأت تغرغر في عينيها قاطعته بحزن : هذا نصيبي يا رائد .. ما كل شيء نتمناه نحصل عليه
رائد قاطعها سريعا : لا يا نجود غلطانة .. أوقات نشوف الأمور صعبة بس هي أسهل من ما نتصور
نجود وهي تنظر إليه بحيرة : وش اللي ودك توصله لي يا رائد .. خلاص هذا قدري وصدقني بكرة اتعود
رائد : كذابة .. ما راح تتعودي على هـ الوضع خصوصا إذا واحد ثاني شاغل قلبك
نجود وعيناها تتسع لم تتوقع أن يتفوه رائد بهذه العبارة شعرت وكأنه يعلم شيءً .. مشاعرها أصبحت مفضوحة فخشيت أن يستغل رائد هذا لمصلحته ويكسر شموخها وكبريائها فتمتمت بغضب : لا تطمن ما فيه أحد بقلبي
رائد قاطعها بحب وبرود تام : بس الدموع اللي في عينك تقول شيء ثاني
نجود هي تمسح دموعها سريعا تمتمت بغضب : الدموع مو مقياس باللي حاسة فيه فاهم ؟!!
رائد : نجود تكفين صارحيني بكذا راح تسهلي علينا الموضوع أكثر
نجود تمتمت بتعجب : ما فهمت
رائد : هي كلمة وحده إذا قلتيها في أمور كثيرة راح تتغير .. وأهمها المستحيل راح يصير ممكن .!
نجود : رائد أنا مو فاهمه شيء .. أي أمور اللي تتكلم عنها ..
رائد وهو يضغط على يديها برفق : نجود انا كنت غبي .. عميت عيوني عن شوفة حقيقة مشاعري أتجاهك .. كنت دايما اقول هي مشاعر أخوه وخوف عليك لا أكثر.. بس الحقيقة عكس كذا .!! أوهمت نفسي أني أحب سندس .. وأنه إنتي في حياتي مجرد عابر سبيل .. بس في ليلة خطوبتي كل اللي رسمته تحول لكابوس .. تمنيت اللي كانت جالسة جنبي هي إنتي مو سندس .. عارف أني اكتشفت هـ الشي متأخر كثير .. بس شوفي غروري وثقتي بنفسي خلت حياتي تتوقف عند نقطة وحده .. واللي هي إنتي يا نجود .. نقطة ما عرفت لها بداية ولا نهاية
نجود سحبت يدها بهدوء تذكرت الكلمات التي تفوهت بها سندس والحب الذي كان رائد يطرب مسامعها به
تذكرت كيف اشتبكت الأيادي ببعضها وكأنهم عشاق يترنم الحب بين اصابعهم ويعزفون من خلالها سيمفونية الحب
صدمت مما قالة رائد .. شعرت وكأن كلامه أهانها أكثر .. انتظرت هذه الكلمات طويلا ولكن رائد جاء بها متأخرا
قررت أغلاق الباب بهدوء دون أن تنطق بأي كلمة ولكن يد رائد أمتدت لتمنع حدوث ذلك
رائد : نجود تكفين كلمة وحده بس وراح أنهي كل شيء بيني وبين سندس
نجود ودمعه رسمت على خدها : قرارك متأخر كثير يا رائد وانا ما تعودت أبني حياتي على تعاسة غيري
رائد قاطعها سريعا : نجود تكفين لا تروحي
نجود وهي تسند جسدها على الباب تمتمت بقهر وغيض : رائد لا توهم نفسك أني أحبك .. أنت كنت بالنسبة لي أخ عزيز لا أكثر .. وحزني مو عليك أنت .. وبما أني كنت أصارحك بهمومي لما كنت صغيرة أسمع الحقيقة هذي اللي خفيتها عنك طول الأشهر اللي راحت .. يمكن يكون اللي سويته غلط بس هذي مشاعر ونقدر نتحكم فيها
رائد وعيناه تتسع تمتم سريعا : إيش اللي صاير يا نجود ..!!
نجود قاطعته سريعا : انا عمري ما فكرة فيك كـ حبيب .. ثم ضحكت وتمتم بسخرية .. أصلا كيف احبك وانا أفكر بشخص ثاني .. شخص صار ما يفارق خيالي ولا لحظة ..
رائد وقلبة ينقبض وجسدة أصبح يرتعش : نجود إنتي إيش تقولين ..؟!!
نجود وهي تأخذ نفس عميق وتحاول أن تخفي حزنها والمها قدر المستطاع ": هذي الحقيقة يا رائد عن إذنك
رائد وهو يحاول أن يمنعها من الذهاب وقد خارت قواه مما سمعه .. لكنه لم يستطع ذلك لأن نجود كانت أقوى منه
نجود أغلقت الباب سريعا ثم اسندت جسدها بالكامل علية وظلت تبكي بحرقة وتمتمت بألم : آآآآآآآآآه يا رائد كان لازم أسوي كذا .. وش له تتعذب ؟!! لازم تنساني لازم تكرهني عشان تقدر تحب سندس وتخلص لها
رائد هو الأخر اسند بظهره على الباب وتمتم بصوت شبة مسموع : هذي فرصتنا الوحيده ليش حرمتينا منها ليش
رميت كل شيء وراي وجيتك ! وفي النهاية ما الاقي منك غير الصد! انا ما أنكر اني غلط بس ودي اصلح الغلط هذا
بس كل هذا طلع كذب يا نجود .. إنتي الأنسانة البريئة يطلع بحياتك واحد ثاني طيب ليش ؟! ومن يكون
نجود سمعت ما تفوه به رائد فأغمضت عينيها وتمتمت بألم : سامحني يا رائد سامحني الله العالم شقد أحبك والله أحبك
دخــــــيل الله ياوقتي كفايه **
اعيش الضيم الى مالا نهايه
ابـــذكر فعلتك ياوقت فيني **
وابســتر ماضي ٍ زوّد عنايه
كفيــــل الجرح الآخر يامّعنا **
علـى توضيح طعنات البدايه
انا من يوم ربي قد خلقني **
اخــاف الحب وارقبها خطايه
اخافه سبة اللي كنت اشوفه **
بـــكت عيني قبل ياتي بلايه
كبــرت ولا سكرت الا غلاها **
تعـــاظم حبها داخل حشايه
اذا اقبل ليلي المظلـم عليّـه **
يجي طيفه ينور لي مسايـه
عشقته كثر ماشافت عيوني **
وعشـــقني كثر مابالكون آيه
فلا هو من يعيش اليوم دوني **
ولاني من يــبــــــيعـك ياهوايه
ولكــــن وقتي القاسي خذلني **
الا ياوقــــــت قلي وش خطايه
تفرّقنـآ .. تبي ننســـى بعضنا ! **
حشى مانساه لو غابت سمايه
يقــــــــــولون القهر دايم موّزع **
واقول ان الــــــقهر كله معايـه
حبيبي لو تفــــــارقنا احبــــك **
مدام الــــــحب الى مالا نهايه
سويرة وهي تقترب منها : نجود وش فيك جالسة هنا .. أحد برى
نجود بمجرد أن سمعت صوت والدتها توترت فقاطعتها سريعا : لا يمه بس حسيت نفسي مخنوقة .. بروح غرفتي
سويرة : نجود ميس هذي ابيك تبعدي عنها هالكم يوم
نجود تمتمت بحرقة : خايفة تمنع زواجي من سليمان .. يمه إذا كل شيء محسوم وش منه خايفه
سويرة : ميس هذي قوية وبلحظة يمكن تلعب بعقلك وتفركش كل السالفة ويروح علينا البيت والمزرعة
نجود قاطعتها بغضب : أنتي طول عمرك تفكري بنفسك وانا أخر همك ؟!! تكفين يمه أتركيني لحالي
سويرة : يا سلام والله وطالت وشمخت .. صايرة عينك قوية وتراددين
نجود : انا أسير احفظ كم كلمة ابرك لي عن إذنك ؟؟!!
سويرة تمتمت بغضب : آآه يا نجود لو ما خايفه انه سليمان يعرف بحقيقتك وانك لقيطة كان وقفتك عند حدك
بس بالاول ارجع كل أملاكي وساعتها بس راح أخليك تشوفي حقيقتك بنفسك .. وبنشوف ايش بينفعك غرورك
نجود توجهت إلى غرفتها تمنت أن لا تجد ميس هناك دخلت بهدوء قلبت بصرها في زوايا الغرفة تمتمت بصوت منخفض : ميس.........!! فنظرت إلى زوايا الغرفة فلم تجد أحدا .. أطلقت نفس عميق ثم توجهت إلى النافذة
فوجدت رائد يبتعد عن المنزل وكان يبدوا مكسورا ضعيفا .. آلمها ذلك ضغطت على يدها بقوة .. شعرت أنها لم تستطع أن تتحمل ذلك الموقف .. كثير من الألم تملكها تناولت منديلا وبدأت تمسح العرق الذي بداء يتصبب منها
أصبحت تبكي وتطلق تنهدات غريبة .. شعرت بأنها ستختنق توجهت إلى دورة المياه ووضعت رأسها بالكامل تحت صنبور الماء .. وهي تتابع بكائها بحرقة .. نظرت إلى المرآة شاهدت أمراءه مكسورة ضعيفة ذابلة ..
أغلقت الماء بسرعة وتمتمت بغضب وهي توجه كلامها إلى صورتها التي انعكست في المرآة : كافي يا نجود كافي .. رائد خلاص أنتهى من حياتك .. لازم تنسي شيء اسمه حب .. وبعدين مو كل أثنين يحبون بعض لازم يتزوجون
رائد صار اخر همي .. انا ما راح أفكر غير بمستقبلي وبكرة وبس .. سندس تحبك كثير يا رائد وهي اولى فيك
أدري أنه قلبي ينزف بس مع الايام الجرح بيلتئم .. راح يلتئم يا رائد .. وراح أشيل حبك من قلبي
أسندت ضهرها على ذلك الجدار الصلب ووضعت يدها على صدرها وتابعت حديثها : سامحيني يا قلبي أدري أني ظلمتك كثير .. عارفة وش كثر تتمنى أنك تسمع كلمة أحبك من رائد .. لكن أنا مستحيل أغدر في اللي ربتني ولها حق علي

/::\

كانت ليان تتبادل أطراف الحديث مع عمتها ريما التي كانت تبادلها الابتسامة بين اللحظة والاخرى
ليان وهي تشد عمتها من يديها : عمتي إيش رايك نطلع الحديقة حاسة بشوب كثير هنا
ريما وهي تهز راسها بإيجاب :......................................
ليان وهي تمسك يدها : يلا إذا خلينا نروح .! أخاف تغيري رايك بعدين .!!
ابا بندر دخل إلى المنزل وكثير من السعادة رسمت على ملامحه .. والابتسامة كانت ظاهره على ثغره
ام بندر : هلا بو بندر وش فيك فرحان كذا .. فرحني معاك
ابا بندر وهو يشخص ببصرة إلى الاعلى : اه بس لو تدرين إيش صار معاي اليوم .. الأمل اللي بقلب عدوي قتلته
ام بندر وهي تجلس بجانبه : إيش قصدك ؟!! لا يكون تقصد ثارك القديم ؟!!
ابو بندر تمتم بفخر : إيه .! اليوم كسرت قلبة .. كسرت قلبة مثل ما كسر قلب أختي وخلاها تموت قهر

يتبع ,,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -