رواية جروح من عبق الماضي -53
يحيى : على حسب ما شفت كان متفهم .. صح شكله كان متكدر بس طبيعي يزعل ويتضايق ..
ام رائد تمتمت بغضب : وش فيكم تتوشون سمعونا أيش عندكم
يحيى : ام رائد الموضوع اللي نتناقش فيه صدقيني مش من اهتماماتك .. ولا راح ينفعك بشيء
ام رائد اغاضها ما قاله يحيى كانت سترد عليه .. ولكن خروج رائد اسكتها
رائد وابتسامه رسمت على شفتيه : أسعد الله مساكم
ميس بمجرد ان شاهدت الابتسامة على شفتي رائد شعرت بالسعادة فتمتمت بفرح : هذا اخوي رائد مستحيل
رائد قاطعها بحب : لا يا ميس من يوم وساير ما راح تشوفين إلا رائد على طبيعته .. وما بيأثر عليه أي شيء
ام رائد وهي ترمقة بنظرة غريبه تمتمت بغضب : هاه رائد وش اللي غير أحوالك .. وبعدين وش فيه خالد طلع زعلان
رائد توجه نحوها وطبع قبله على رأسها وتمتم بسعادة : يمه خالد الحمد لله كان متفهم .. وبكره راح اطلق سندس
ام رائد نزل عليها الخبر كـ الصاعقة فتمتمت بذهول : رائد إنت إيش جنيت ؟.!! لا انت اكيد مو صاحي
رائد تمتم ببرود أعصاب : لا يمه هذا مو جنون هذا عين العقل .. وسندس الف واحد يتمناها لا وابشرك خالد علمني .. اول ما أطلقها ولد عمتها راح يتقدم ويخطبها على طول .. وهـ الشي ريحني كثير يمه .. بكذا ما اكون ظلمتها
ام رائد قاطعته بغضب : أسمعني رائد طلاق ما راح تطلق .. نجود وبتتزوج وش اللي تبغيه بعد .. ولا حبيت وحده ثانيه
رائد وهو يهز برأسه تمتم بنفاذ صبر :يمه نجود صارت أخر همي والله يوفقها ..وعشان نجود تزوجت يعني اقتل نفسي
ام رائد والشر يكاد يخرج من عينيها : ايش افهم من كلامك
رائد : اللي لازم تعرفيه يمه انه سندس ونجود خلاص انتهوا من حياتي .. ومالي قسمه ونصيب فيهن فهمتي الحين
ميس تمتمت بسعادة : إيه هذا اخوي رائد
ام رائد رمقتها بنظرة غضب : ميس
ميس : يمه خلاص إصحي .. في هـ الزمن محد يقدر يجبر الثاني أنه يتزوج غصبا عليه .. ورائد صحى على نفسة
ام رائد : رائد إذا طلقت سندس نجود راح تعرف حقيقتها
يحيى تدخل سريعا وتمتم بثقه : تسوين فينا خير .. لا عرفت نجود بحقيقتها سليمان راح يرفض يتزوجها .. وبالتالي تكون الساحة فاضية لـ رائد ويقدر يرجع حبه اللي انسلب منه في لحظة .. وتصير نجود كنه لك
ام رائد وعيناها تتسع : إيش
ابتسم رائد ويحيى وميس ابتسامة عجزت ام رائد على فهمها .. فرضخت للتهديد يحيى في النهاية ..
/::\
وصلت ليان وريما إلى المنزل ووجدتا ابا وام بندر في انتظارهم وكانت معهم أم هيثم
ليان تعجبت من وجود أم هيثم هناك وتمتمت بخوف : عسى ما شر ..!!
ام هيثم قاطعتها بحب : الناس يقولوا مساكم الله بالخير .. السلام عليكم .. وش فيك داخله علينا كذا يا بنيتي
ليان وهي تنظر إلى والدها تمتمت بخوف : يبه هيثم فيه شيء
بو بندر : خذي ريما لغرفتها .. وإنزلي على طول في موضوع مهم لازم نتكلم فيه ..
ليان وهي غير مستوعبة بعد لما يحدث تمتمت بحيرة : طيب يبه ثواني وراجعة
ريما انظارها ركزت على أم هيثم .. كلما تشاهدها تحس بضيق غريب يجتاح جسدها ..
ام هيثم تمتمت بابتسامه : كيفك ريما .. وش فيك تطالعيني كذا .. هذي مو اول مره تشوفيني بس شكلك ناسية شكلي
ريما رمقتها بنظرة غضب ثم توجهت إلى غرفتها بهدوء ولحقتها ليان
ام هيثم : ام بندر وش فيها ريما تشوفني كذا .. أحسها ما حبتني
ام بندر : ما عليك منها .. ريما إنسانة انطوائية وإنتي تقريبا اول ضيف تشوفه
ام هيثم : إيه الله يكون بعونها
ليان بعد أن تأكدت من راحة عمتها توجهت سريعا إلى والدها وتمتمت بخوف : والحين علموني إيش صاير
ابو بندر : ليان يا بنيتي كتب كتابك راح يكون الأسبوع الجاي ..
ليان وعيناها تتسع : إيش ؟؟؟؟؟؟؟!!
ام بندر : وش فيك يا بنيتي إذا ع التجهيزات انا وابوك رتبنا كل شيء .. وظروف هيثم هي اللي اجبرتنا
ليان قاطعته بحيرة : أي ظروف ؟!! هيثم ما قالي شيء
ام هيثم تمتمت ببرود اعصاب :هيثم ما كان وده يضايقك ويعلمك عن موضوع سفره ..
ليان وعيناها تتسع أكثر : سفر .!! وش هـ الألغاز .. انا مو فاهمه شيء ؟!!
بو بندر : يا بنيتي هيثم طلعت له بعثة فجأة وضروري يسافر كلها اسبوعين زمان ويرجع ويبا يملك عليك قبل لا يسافر
ليان وهي تقلب عينيها يمنى ويسرى : لا أنا مو فاهمة شيء ...
ام بندر : ليان روحي غرفتك وخلينا نحن نتلكم في التفاصيل .. وصدقيني ما راح يصير إلا اللي يسرك
ليان باقتناع : طيب يمه ..
توجهت إلى غرفتها واخرجت هاتفها واتصلت على هيثم
هيثم وابتسامة رسمت على شفتيه : هلا بحياتي
ليان قاطعته سريعا : هيثم إيش اللي صاير أنا مو فاهمة شيء
هيثم : حبيبتي انا مشتاق لليوم اللي تصيري فيه زوجتي .. والحين حجزت قاعة الحفلة
ليان : هيثم وش فيك أنت !َ إفهم علي .. انا ما يمديني اسوي شيء .. واسبوع واحد ما يكفي للتجهيزات
هيثم : ليان حبيبتي إنتي ريحي أعصابك .. امي ورغد ما قصروا جهزوا كل شيء..
ليان قاطعته بحيره : لحظة لحظة لحظة .. جهزوا إيش ؟!!
هيثم قاطعها بدهاء : بس خمس دقايق وراح تعرفين كل شيء
ليان قاطعته بخوف : إنزين صدق إنت راح تسافر
هيثم : إيه حبيبتي راح أسافر وبعد اسبوعين برجع .. وبختطفك
ليان : تختطفني .!!!
هيثم : إيه ولا ما ودك نتزوج
ليان : هيثم انا ما راح اقدر اتجهز خلال اسبوعين هذا زواج مو لعبة ..!! وش فيكم انتوا كل شيء ودكم يتم بسرعه
هيثم : إيه ادري حبيبتي .. بس انا مو قادر استحمل ودي أكون معاك اليوم قبل باكر
ليان أخذت نفس عميق وتمتمت بحيرة : طيب اللي تشوفه .. بضغط على نفسي بس على شان راحتك
هيثم : يااااااااااااا لبىىىىىىىىى قلبـــــــــــــــك واللــــــــــــه ..
سمعت صوت طرقات خفيفه فتمتمت بخوف : هيثم أخليك الحين .. يمكن هذي أمي
هيثم : طيب لا تصكرين خليني ع الخط .. ولا خلصتي إرجعي وكلميني ..
ليان بتعجب اكثر من ذي قبل : طيب ثواني وراجعه
توجهت إلى الباب وتفاجأت بوجود صندوق كبير ولف برباط أحمر .. قلبت عينيها يمنه ويسرى ولم تجد احد
أخذت الصندوق ثم عادت إلى الهاتف لتحادث هيثم : هلا
هيثم : هاه إيش صاير .!!
ليان : ما حصلت أحد .. كل اللي حصلته صندوق كبير .. بصراحه من اول ما دخلت البيت وهو كله ألغاز
هيثم : طيب الصندوق ما فيه كرت
ليان وهي تقلبه يمنه ويسرى تمتمت بحيره : إيه فيه .. لحظات اشوفه وش فيه ؟؟!
تناولت الكرت وبدأت تقرا ما نحت بداخلة
ليان هذي هديتي لك بيوم ميلادك .. حبيت يكون عقد قرانا بنفس اليوم اللي انولدتي فيه .. لأنه الساعه اللي انولدتي فيها هو كان يوم ميلاد حبنا .. وأتمنى الهديه تعجبك .. زوجك المستقبلي هيثم ..
ليان وهي تمسح الدمعه التي حفرت بداخلها تمتمت بفرح : صدق أنك مجنون .. إيش هذا ؟!
هيثم : تستاهلي أكثر من كذا يا الغالية .. يلا أفتحي الهدية وشوفيها إذا راح تعجبك
بدأت ليان بفتح العلبة .. ظهر لها فستان فخم .. مع باقة من الورود وعقد من الألماس ..
ليان وعيناها تتسع : هيثم إيش هذا ؟!! لا أنت جد مو صاحي
هيثم : هذا ابيك تلبسيه يوم كتب كتابنا .. ودي أشوفه عليك .. والشبكة بعد طرشتها عشان اخذ رايك فيها
ليان لم تتحمل ذلك وأخذت تبكي .. أحست أن هيثم يحس بكل ما تحس به وهذا أسعدها كثيرا .. ..
هيثم تمتم بحب: ليان
ليان وهي تبكي بحرقة .. عجزت عن التفوه بأي كلمه ..
هيثم : عمري وينك
ليان وهي تمسح دمعتها : ربي لا يحرمني منك هيثم
هيثم قاطعها بسعادة : ولا منك يا الغالية
/::\
لم يتبقى على حضور سليمان سوى ساعات قليله .. سويرة اجبرت نجود على لبس أجمل ما عندها
سويرة وهي تمد لها بعلبة المكياج تمتمت بعتب : لون وجهك صاير مخطوف .. حطي شوي من هـ الصبغ عشان ينور
نجود ودمعه ذرفت على خدها : يعني خلاص يمه .. قربت حياتي على النهاية
سويرة قاطعتها بغضب : صدق انك وجه فقر ..!! الحين راح تورثين كل هـ الملايين وتقولين حياتك بتنتهي
نجود قاطعتها بثقة : بس أنا الفلوس ما تهمني .. كل اللي بغيته منك يمه تفهميني وتحسين فيني وتفهمين رغباتي
سويرة : نجود كلها عشر دقايق وسليمان يكون هنا ..!! يعني لا تفتحين نفس الموال مره ثانية
نجود وهي تتناول العلبة من يدها تمتمت بحرقة : طيب يمه .. راح أجهز نفسي ع السريع
سويرة : زين ما تسوي .. انا أسير المطبخ واجهز كم شغله لحد ما تخلصي
وقفت نجود امام المرأة .. كان السواد يحيط بعينيها الذابلتين .. وجهها يميل إلى اللون الأصفر .. مدت يدها إلى المرآه حتى لامست وجهها بيدها .. وظلت تمسح عليه برفق وتمتمت بألم : آآآآآآآآآآآآآآه يا نجود إيش اللي جالس يصير فيك ..!! الظاهر الدنيا ما ودها تضحك لك أبد .!! بالأول تكتشفين أنك عايشة في كذبة .. وجو الاسرة السعيدة اللي كنتي توهمي نفسك عايشة فيه .. طلع كله كذب في كذب .. حتى رائد .. رائد اللي حبيته من أول ما شفته .. طلع يعرف بحقيقتي .. وسوى كل هذا لأنه شفقان علي .. لكن خلاص اليوم كل شيء راح ينتهي .. راح تخسرين كل شيء .. والسواد اللي تحت عيونك راح يزيد بعد هـ اليوم وجهك بعد راح يذبل .. بتصير حياتك بدون أي هدف .. راح أعيش عند إنسان كبر جدي .. يا ترى راح أقدر استحمل وأكمل .. ولا راح أذبل نفس الشمعة لحد ما ياخذ الله امانته ..
آآآآآآآآآه يا دنيا وش أقول بس
زوجوني غصب عني من كبــــــير بالعمـــر
زوجوني غصب عني وعيشوني في سقــر
زوجوني واحرمونــــي حاجتيــــن يالقهـــر
السعـــــــاده والحياه الخالــيه من اي خطر
زوجونـــي ياحسيــــــب الله عليهم من بشر
زوجوني واتعبونـــي وهـدو حيلي بالسهر
اهـ يادنيـــا العجايب اهـ يادنيـــا الكســــر
اهـ يـا دنيــــا قويـــه اهـ يا نــوح الدهــــر
تناولت علبة التجميل ووضعت بعض من المساحيق التي تخفي عيوب بشرتها ..
قاطعها صوت طرقات على الباب : نجود سليمان وصل .. يلا إنزلي
نجود ودمعه رسمت على خدها : طيب يمه ثواني ونازلة
سويرة اقتربت منها وتمتمت بجدية : سمعي يا نجود .. سليمان جاي يسمع الموافقة منك ويا ويلك لو غيرتي كلامك
ودموعك هذي ما أبغى أشوفها .. امسحيها بسرعة .. أنا مأ أدري وش له مكبره الموضوع ..
نجود قاطعتها بألم : يمه اللي رجولة في الماي مو نفس اللي رجولة بالنار
سويرة تمتمت بغضب : تكفين بس .!! يلا أشوف قدامي .!!
سليمان كان ينتظر نجود بلهفة شديده .. وقد غير من هيأته .. وصبغ البياض الذي غطى شعره وذقنه.. وبمجرد ان شاهد نجود تقترب .. أندهش من جمالها .. وبدأ يكبر ويهلل ...
سويرة بابتسامة صفراء : وهذي نجود قدامك .. تقدر تسألها بنفسك وتحددون موعد زواجكم على راحتكم
سليمان وهو ينظر إلى نجود بلهفة تمتم بابتسامه : نجود لو انك مو غاليه عندي كان ما اصريت على أمك تخليني اسمع موافقتك بإذني .. انا ما ودي أجبرك على شيء إنتي ما تبغيه ..
نجود قاطعته بنظرة يكسوها الحزن : يعني لو قلت لك ما أبيك راح تنسحب من حياتي بهدوء .. وبدون أي أضرار
سليمان ابتلع ريقة واعتدل في جلسته ثم تمتم بخوف : إيه دام ما ودك هـ الزواج يتم صدقيني ما راح يتم
سويرة تدخلت سريعا وتمتمت بغضب : وش ما يتم .. نجود ترى هذا مو وقت مزحك .. أمس مو قلتيلي انك فرحانة
نجود وهي تكتم عبرتها : إيه يمه قلت .!! وانا موافقه على هـ الزواج
سليمان أحس بالسعادة .. شيء غريب تغلغل في جسده .. وتمتم سريعا : دامك موافقة .. زواجنا بيكون بكرة
بمجرد أن تفوه سليمان بتلك العبارة تعالت زغاريد سويرة ..
نجود شعرت وكأن خنجرا غرس في صدرها .. خطر في بالها رائد .. تمنت لو كانت هذه الزغاريد له هو .. تذكرت بأنها ستعيش بعيده عنه .. ولن تراه مجددا سوى في أحلام ستنسجها مخيلتها .. لم تصدق فكرة أنها خسرته وللابد .. وسيبقى مجرد ذكرى .. ذكرى قد يطويها الزمن يوما .. وضعت يدها على صدرها وذرفت دمعة ألم
حآلتي حالة والوضع أغبر .. وكن الموت بيدينه ويناديني
ولو لحظة تمر دونك أنا مقدر .. وشلون ما تلمحك عيني
ماني قادر أتحمل غيابك اكثر .. ورب الكون ما فيني
رائد شعر بالضيق فخرج لاستنشاق بعض الهواء .. اشتاق لطيف نجود ألذي اعتاد ان يراه كل صباح
اشتاق لعبيرها الذي كان يعتبره عطر صباحه .. فجأة قادته قدماه إلى منزلها .. كان يمشي دون أحساس منه
وضع رأسه على الباب .. وأطلق زفرة طويلة .. وما هي إلا لحظات بسيطة حتى سمع صوت الزغاريد تعلو
وقتها أدرك ان زواج نجود سيتم .. وسيخسرها للابد .. لم يتحمل ذلك .. ضرب الباب بقوة ..
سويرة بمجرد أن سمعت هذا الصوت تمتمت بذهول : من يا ترى بيكون هذا ..!!زين ما كسر الباب .. بروح اشوف من
نجود وعيناها تتبع والدتها تمتمت بصوت منخفض : رائد .. إيه هذا رائد .. هذي ريحة عطرة
سويرة وهي تقلب عينيها يمنه ويسرى ولم تجد أحد فتمتمت بعتب : الظاهر هذا واحد من بزران الحارة كان يلعب
رائد اختبا خلف حائط صغير واخذ يبكي بحرقة .. وضع يده على صدرة وأحس بألم كبير يتغلغل هناك .. ولم يقوى على تحمله وترنم وهو يأن بحرقة
وش فايدة اشتاق لك وانت تشتاق ..
وغيري نصيبك .. وانت غيرك نصيبي
دام النهاية واضحة بعد وفراق ..
شـ الفايدة لا قلت أنك حبيبي
شـ الفايدة لا قلت أنك حبيبي
شـ الفايدة لا قلت أنك حبيبي
وظل يردد هذه العبارة حتى جلس على ركبتيه وكأن قواه قد خارت
قاطعه صوت قهقهات يبدوا على صاحبها وكأنه يستهزأ من رائد
رائد وهو يمسح الدمعة التي رسمت على خده تمتم بغضب : وانت في كل مكان تطلع لي ؟!!
مصعب قاطعه بسخرية : ما توقعت للحظة أنك تحب نجود هـ الكثر .. أنت تبكي عشانها يا رائد لا ما اصدق
رائد قاطعه بغضب : وإنت إيش يخصك ؟!!
مصعب : يخصني لأنك زوج أختي .!!
رائد قاطعه بجدية : ليش خالد ما علمك إني نويت أطلق سندس .!!
مصعب وعيناه تتسع تمتم بذهول : تطلقها !!
رائد : إيه يا مصعب راح أطلقها !! لأني عمري ما حبيتها .. الشخص الوحيد اللي دخل قلبي هو نجود
مصعب لم يتحمل ذلك فغرس قبضة يده على خد رائد
رائد والدماء تسيل من أنفه : إنت إيش أنهبلت !؟!
مصعب : نجود لا تجيب طاريها على لسانك .. نجود انا الوحيد اللي لي الحق اني أنطق اسمها تفهم
رائد قاطعة بسخرية : هههههههه مجنون .. نجود بكرة راح تصير زوجة شخص ثاني .. وبنشوف إيش بتسوى
مصعب قاطعه بثقة : تعرف الفرق اللي بيني وبينك .. أنك إنت واحد جبان وتستسلم بسرعة .!! بس أنا عكسك تماما .. ولا دخل في بالي شيء محد يقدر يأخذه مني حتى لو كانت أكبر قوة على وجه الأرض فاهم .. وهـ الزواج ما بيتم
رائد قاطعه بسخرية : إنت واحد مجنون وانا مستحيل أحط عقلي بعقل واحد صغير مثلك عن إذنك\
مصعب وهو ينظر إلى رائد الذي بدأ يختفي تمتم بغضب : طيب يا رائد ..بكره راح أوريك وش اللي يقدر يسويه مصعب
وفي مكان آخر .. وصلت برفقة العم صالح .. بمجرد دخولها إلى المشفى أحست ببرودة المكان .. شعرت برعشة غريبة تسري بجسدها .. استندت على جدار قريب وأخذت تمشيء ببطيء وهي تتخيل كيف أصبح حال حمدان
العم صالح كان يراقبها بدقة .. أحس أن قلبة يعتصر ألما .. فـ اليوم لا بد أن يجد فرصه حتى يصارحها بحقيقة مرضها
جود وهي تقف في الممر تمتمت بحيرة : عمي حاسة بضيقة .. مطولين ؟!!
صالح : لا يا جود .. الغرفة اللي بعد هذي هي غرفة حمدان
جود وهي تتأمل ما حولها .. شعرت بالحزن .. كان هناك اصوات صغار تأن أنينا خفيفا من الألم .. آلمها حالهم..
مشت بهدوء حتى وصلت إلى غرفة كان يقف أمامها شيخ كبير في السن فعلمت أنه العم مبارك فتوجهت نحوه مباشرة
جود ودمعه رسمت على خدها : عمي مبارك ؟!!
مبارك بمجرد ان شاهد جود أخذ يبكي ولم يستطع التفوه بأي كلمه ..!!
جود هي الأخرى لم تتحمل ذلك واخذت تبكي بحرقة : سامحني يا عمي .. والله ما دريت بالحالة اللي يمر فيها حمدان
مبارك قاطعها بألم : انا مو بس أبكي على شان حمدان يا جود .. ابكي على حالتك بعد يا بنيتي
جود وهي تنظر إليه تمتمت بحيرة : مو فاهمة شيء يا عمي .!! انا ما علي إلا العافية
صالح أخبر مبارك بمرض جود .. لأنه بداء يسأل عن عدم زيارتها وسؤالها عن حمدان !! لذا أضطر ان يجعله في الصورة .. مبارك بمجرد ان علم بذلك اصابته الصدمة .. فجود كانت له أكثر من ابنه
صالح غمز له بعينه واشر له بأن يسكت .. مبارك فهم أخيرا بأن جود لم تعلم بعد عن مرضها ..
جود : عم مبارك للحين ما رديت علي .!! وش اللي قصدته من كلامك
صالح تدخل سريعا : جود وش رايك تدخلي تشوفي حمدان .. كلها نص ساعة وساعتها الدكاترة راح يمنعوا الزيارة
جود تمتمت سريعا : إيه وينه فيه ..!!
صالح : تعالي وراي
بدأت تمشي خلف صالح ببطء .. وهي تشعر بالخوف مما ينتظرها بالداخل ..لم تتخيل للحظة أنها قد ترى حمدان ضعيفا
شاهدت طفلا اصبح شكله شاحبا .... وكأنه رجل هرم .. لم تتحمل ذلك وارتسمت دمعه على خدها سريعا
صالح تمتم بصوت منخفض : جود حمدان ممنوع يشوف دمعتك ؟!! هو محتاج لأحد يقوية
جود وهي تبكي وتحاول كتم الحرقة التي بداخلها : بس شوف كيف صاير شكله ..المرض هاد حيلة .. ليته فيني ولا فيه
صالح قاطعها سريعا : جود لا تقولي كذا .. المرض ما يعرف صغير ولا كبير .. بس المهم نخلي إيمانا بالله قوي ..
جود وهي تمسح دمعتها تمتمت بألم : والنعم بالله يا عمي
صالح : انا راح اروح عند مبارك وإنتي خليك هنا .. عندك بس عشر دقايق ما تقدري تطولي أكثر طيب ؟!
جود وهي تهز رأسها بالأيجاب : إن شاء الله
وبمجرد خروج الدكتور صالح بدأت تمشي بخطوات ثابته حتى أصبحت قريبة من حمدان .. طبعت قبلة على جبينه ومسحت على رأسه بحب وتمتمت بألم : حمدان حبيبي تسمعني !! انا ماما جود جيت اشوفك .. انا اسفه حبيبي لأني تخليت عنك وانشغلت بالدراسة .. بس هذا انا الحين جنبك ومستحيل اتركك بروحك .. المهم إنته شد حيلك وصير بخير .. واوعدك بكره لا صرت زين اشتري لك اللي تباه وراح أوديك محل كبيييييييير كله أيس كريم لا ومن اللي تحبه
بس تكفى يا حمدان قوم .. إصحى ولا تخلى المرض يقضي عليك .. لم تتحمل الموقف وبدأت بالبكاء
حمدان أحس بوجود جود بقربه فتح عينيه ببطء وتمتم بألم : ماما جود إنتي هنا
جود لم تصدق ما سمعته أذناها مسكت يده وبدأت في تقبيلها : ايه أنا هنا ؟!! وراح اظل طول عمري وانا قريبة منك
حمدان وهو يمسح على خدها : ماما جود انا فرحان لأني شفتك ..
جود وهي تمسح على خده : وانا مبسوطة أكثر .. فيه أحد يشوف وجهك البريء الحلو وما يفرح
حمدان : ماما انا تعبت من المستشفى خذيني معاك
جود ودمعة رسمت على خدها : راح أخذك حمدان بس بألأول ابيك توعدني تكون بطل وتصير بخير طيب
حمدان وابتسامه رسمت على شفتيه الذابلتين : طيب ماما
جود وهي تطبع قبلة على رأسه تمتمت بحب : يا عمري أنت .. ربي لا يحرمني منك .. وعسى عيني تقر بسلامتك
صالح بعد خروجة من الغرفة توجة مباشرة إلى العم صالح وكان يبدوا على ملامحه الحزن
العم مبارك نظر إليه نظرة غريبة وتمتم بثقة : وش اللي يخيلك متكدر كذا دكتور
صالح وهو يطلق زفرة : آآآآآآآآآآه يا مبارك إيش اقولك .. للحين مب قادر أعلم جود عن مرضها
مبارك : ادري المرض خطير .. بس جود ضروري تعرف وهذا أنسب مكان
صالح وعيناه تتسع تمتم بحيرة : ما فهمت عليك
صالح وهو ينظر إلى ممرات المشفى تمتم بحزن كبير : آآآآه بس إيش اقولك هـ القسم صحيح أنه مخصص للأطفال بس في كل غرفة فيه قصة تخليك تبكي بدال دموعك دم .. أطفال عمرهم شهور يقاسوا مرارة امراض كبير ما يتحملها
وفيه اقسام كثيرة تضم ناس اعمارهم فوق ال 15 وكل يقاسي مرض غريب ..
صالح : أدري انه في حالات كثيرة هنا .. بس انا للحين مب قادر اوصل المعلومه حق جود ..
مبارك ابتسم ابتسامة حزينه وتمتم بثقة : طيب تقدر تخلى الموضوع علي .!! انا راح أكلم جود وافهما ..
صالح : خلاص موافق بس مو اليوم هي تعبانة من السفر بكره لا خلصت تسوق نعلمها
مبارك : على بركة الله
/::\
سلطنــــــــــــــــــــة عمــــــــــــــــــان
//
\\
وصلت لمياء وشقيقتها إلى المنزل وفور دخولهم إلى هناك أجتاحتهم نوبة من الحزن .. ميساء لم تستحمل وظلت واقفة امام الباب لدقائق طويلة .. لمياء كانت تحاول قدر المستطاع أن تخفي حزنها وتتحلى ببعض القوه حتى تستطيع التخفيف على ميساء .. أروى وأم مهند كانتا كالبلسم الذي يرفرف حول الشقيقتين .. ارتداء الجميع عباءتهم السوداء وبدأو باستقبال التعازي من بعض المعارف والجيران .. ظل الحال كذلك حتى غابت الشمس لتعلن عن بدأ ليل طويل
اروى تمتمت بألم : لمياء اليوم تعبتي كثير قومي خذي لك حمام ساخن وسيري ريحي شوي ..ّ
لمياء وهي تمسح الدمعة التي رسمت على خدها : ما ضنتي راح تكون فيه راحه بعد اليوم .. راح نعيش بخوف
أم مهند قاطعتها سريعا : لا يا لمياء كذا تزعليني منك ..!! وانا مو مثل أمك
لمياء : إيه يا خالتي أنتي مثل أمي ..بس الأم تبقى أم ومستحيل أحد يحل مكانها
أم مهند وهي تبكي بصمت تمتمت بصوت منخفض : الله يرحمهم ويغمد روحهم الجنة ..
لمياء وهي تبحث عن ميساء تمتمت بخوف : أروى شفتي ميساء أختفت فجأة
أروى : إيه خليتها في غرفتها ترتاح .. تضايقت شوي من زحمة الحريم
لمياء : طيب انا بروح أشوفها .. أخاف تسوي بنفسها شيء .. للحين حالتها النفسيه مو مستقرة
نور كانت تجلس في زاوية منعزلة وتتحاشى الأحتكاك بأروى .. ظلت عمتها خديجة بجانبها طوال الوقت
خديجة : نور من الصبح وإنتي ساكته ما أشوف لسانك دار على لسان ام مهند أو بنتها
نور قاطعتها بملل : اوووووف عمتي اللي فيني كافيني ومالي خلق مجاملات .. ودي أرجع السعودية وارتاح
خديجة قاطعتها بصوت منخفض : يا ويلك لو سمعتك تعيدي هـ الكلام مرة ثانية .. استحي تراب زوجك بعده ما برد
ام مهند كانت تنظر إلى نور باستغراب فتمتمت بحيرة : أروى وشفيها صديقتك مقاطعتنا
أروى قاطعتها سريعا : امي نور ما صديقتي .. ولا راح تصير في يوم صديقتي ..
ام مهند : طيب وش له عصبتي كذا ؟!! ما قلنا شيء .. إللي اعرفه كنتوا من زمان صاحبات الروح بالروح
أروى : قلتيها يمه من زمان .. بس الحين كل شيء تغير .. وما صارت تعني لي ولا شيء .. هذي وحده غبيه وانانية
ام مهند : طيب الحين دبريني كيف نقنع لمياء وميساء يسافرون بكرة ..ابوك عنده سفره بعد بكره وضروي يكون هناك
أروى : والله يمه اللي تطلبوه إنتي وبابا صعب كثير .. كيف تبون لمياء وميساء يتخلون عن ذكرياتهم بالسهوله هذي
ام مهند : انزين وإذا جلسوا هنا الناس إيش بتقول .. ما عندهم أحد غيرنا .. وبكره ضروري نسافر
أروى : الله يكون بعونهم .. بصراحة الموقف اللي انحطوا فيه لا يحسد .....
لمياء ذهبت إلى غرفة ميساء ولم تجدها وهذا ما أخافها أكثر فتمتمت بذهول : ميساء حبيبتي وين رحتي ؟!
بحثت عنها في كل زوايا الغرفة وحتى في دورة المياه ولكن دون جدوى .. لمحت نورا صادرا من غرفة والديها .. بمجرد ان شاهدته ارتسمت دمعه على خدها وتوجهت إلى هناك مباشرة
ميساء وهي تشتم رائحة العبير التي بقيت على ثوب والديها تمتمت بحرقة : يمه يبه ليش رحتوا وخليتوني ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك