بداية

رواية جروح من عبق الماضي -5

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -5

ليث : طيب أتصل بأختك واسألها وش صار بالضبط
رائد : نص ساعه وانا أحاول فيها .. بس مو راضية تتكلم .. مو قادر أحل هـ اللغز ... ودمعة نجود حارقتني
ليث بابتسامه : رائد ان شاء الله نجود ما عليها إلا العافيه !! ولا تشغل بالك .. هدي نفسك يا خوي وخلنا نكمل شغلنا
:
:
فــي مشفى اخر .. بالسلطنة تحديدا .. أنهت عملها وقررت العودة للمنزل .. وسمعت صوت هاتفها يرن
نور شاهدت الرقم وتمتمت بلا مبالاه : اوووووووف شو يبا هذا الحين .. احسن شيء ارد لا يسويلي سالفة .. هلا سعد
سعد بحب : هلا نور كيفك يا قلبي
نور باستخفاف : ليش ما شفتني الصبح .. وشفت حالي .. كلها اربع ساعات وش اللي تغير يعني !!
سعد وهو يكتم القهر بداخلة : نوووور انا احبك .. وودي اتطمن عليك في كل لحظة .. ولا في هذي بعد بتحاسبيني
نور تمتمت بداخلها : وانا اكرهك ., اوف متى ارتاح منك مره وحده ..
سعد : نور وينك ؟!!
نور وهي تكتم غيضها : هلا سعد معاك .. انته وين بعدك فالدوام
سعد وهو يحاول ان يلطف الجو قليلا تمتم بمداعبة : ليش إشتقتيلي
نور وهي تكتم قهرها : أكيد اشتاقلك مو زوجي !!
سعد وهو يتنهد بارتياح تمتم بابتسامه : بس لاني زوجك .. يعني ما فيه حلقة ضايعه بالنص
نور قاطعته بتذمر : ليش فيه شي أهم بعد ..!! سعد تكفى مالي خلق أحلق الغازك وحلقاتك المفرغة !!
سعد تمتم بألم وهو يخفي حزنه : طيب اشوفك في البيت
نور : تمام .. أغلقت الهاتف في وجهه وتمتمت بغضب : لين متى يعني بتم متحملته .. أحس الموضوع زاد عن حده أخرجت شريحتها الأخرى وأدخلتها في الهاتف .. وبدأت تعبر عن شوقها مع من ملك قلبها
:
:
عائلة بندر ( السعودية ) .. عائلة جديدة تنظم إلى أبطال روايتنا ..
بو بندر .. رجل يبلغ الخمسين من عمره .. حازم .. دائما ملامح الغضب مرسومه على وجهه .. ما يميزه غموضه
أم بندر : امرأه خلوقة وطيبه .. تحملت أبا بندر بكل عيوبه .. ولكنها ما زالت تقاسي مرارة فقدها لأبنها بندر اثر حادث سير أودى بحياته وهو في عمر الزهور ..
ريما .. شقيقة ابا بندر .. تعرضت لموقف غير كل مجرى حياتها وجعلها غير قادرة على الكلام .. عمرها 45 عاما
ليان : ابنة ابا بندر تبلغ من العمر 25 عاما .. مدرسه .. طموحه وطيبه .. جمالها ساحر .. كل من يراها يعشق التعامل معها بسبب أسلوبها الطيب وروحها المرحة .. وما يميزها حلها للأمور بطريقة جدا سلسة ومتواضعة ..
في غرفة الجلوس كانت أم بندر تتبادل أطراف الحديث مع ابنتها ليان التي كانت تعاني من زكام بسيط .
ام بندر وهي تمسح على رأس ليان بحب تمتمت بخوف : ليان طمنيني عنك كيف صحتك الحين ؟!!
ليان بتعب : زينه ماما .. لا تشغلين بالك .. ما فيني إلا العافية .. باقي شوية رشح وبكرة مع الوقت يروح
ام بندر : طيب خذيتي دواك
ليان بابتسامة ساحرة : ايه ماما .. عمتي صحت .. ودي أسولف معها شوي.. حاسة بملل
ام بندر : ايه صحت .. بس ليان ما اوصيك ما ابيك تفتحين لها الموضوع .. لانة في النهاية راح تضايق
ليان بحزن : بس ماما ما يصير كذا .. صار لها سنين حابسة نفسها في الغرفة .. وكذا ما راح تتعالج
ام بندر بألم : يا بنيتي عمتك صار لها سنين على ذي الحال .. الله يسامح اللي كان السبب
ليان : ماما متى راح أفهم وش اللي قاعد يصير بالبيت !! أخووووي ...........!!
ام بندر قاطعتها سريعا : اوووووش لا تكملي .. ابوك لا سمع هـالكلام راح يزعل .. راح يجي يوم وتفهمين كل شيء
ليان : طيب ماما بسير اشوف عمتي .. خلي ماري تجيب الأكل حق عمتي راح أكلها بأيدي
ام بندر : عنيدة .. شبة ابوك بالضبط ..
ليان وهي تطبع قبلة على رأس والدتها وملامح التعب ظاهرة على وجها البريء : فديت روحك ماما .. لا تتأخرين طيب
ام بندر بابتسامة : ان شاء الله .. دقايق والأكل يكون عندكم
:
:
هناك في تلك الغرفة المكونة من أربع زوايا .. كانت قابعه مكسورة .. اصبحت حبيسة هذه الغرفة منذ سنوات عديده .. رغم محاولة إبيها وشقيقها الأكبر إخراجها من حالتها إلا أنها جعلت من الحزن مسكن ورفضت الخروج من هذا الوكر الذي صنعته بيديها .. اصبحت جسد بلا روح .. تأكل وتنام لا غير .. الدموع هجرتها .. اصبحت حياتها كومة سوداء يصعب الخروج منها بسهولة .. تبقى في سريرها طوال اليوم دون حراك .. وكأنها تتحدى شخصا وتنتظره حتى ترى في عينيه نظرات اللوم والحسرة .. هذه هي ريما .. وهذه هي حياتها منذ سنوات عديده .. كانت مدرسة الكل يحترمها ويقدرها .. ولكن في لحظة واحد لم تستغرق إلا ثواني الدنيا جعلتها تخسر كل شيء .. حتى الثقة بنفسها
ليان دخلت إليها بهدوء وتمتمت بابتسامه وهي تحتضنها بشوق : كيفك يا أحلى عمه بالدنيا
ريما كعادتها تركز نظرها في مكان واحد ولا تعير من يحدثها أي اهتمام : ...................................
ليان بحزن : عموتي يعني انتي هـ الحال عاجبك !! تراك محاسبة
ريما وكأنها لا تسمع ليان : .................................................. ..
ليان بحزن : طيب راح نصكر على هـ الموضوع .. بس لا أحتجتي في يوم تتكلمي مع احد ترى انا جاهزة
ريما تتجاهلها كالعادة :................................................. ..........
ليان تفهمت الموقف وذهبت وطبعت قبلة على رأس عمتها .. وبدأت تسرد لها ما حدث لها البارحة في المدرسة مع الأطفال الذي تقوم بتدريسهم .. علها تجعل عمتها ريما تحن لتلك الأيام .. وتعود كما كانت عليه في سابق عهدها
كانت ريما تنصت باهتمام لليان .. فكانت مدركة بأنه لا أحد يحبها اكثر من ابنة شقيقها ليان بقلبها الأبيض الطيب .. كانت تشعر بأنها صديقتها .. ولكنها حتى الان ليست قادرة على الكلام .. للتعبير عما يجول بداخلها .. فتكتفي بالسمع كعادتها .. وعندما تفرغ ليان من حديثها الطويل .. تكون عمتها قد أرهقت وتخلد للنوم سريعا
قاطعتهم ماري : ليان الأكل جاهز تفضلي
ليان بتواضعها ذهبت وتناولت الصينية من يد ماري وسمحت لها بالأنصراف ثم توجهت إلى عمتها وتمتمت بحب : شو رايك نوقف رغي شوي .. وناكل .. ترى أنا ما فطرت .. قلت بالأول اتطمن على عمتي الحلوة
وجهت ريما نظرتها لليان ومسحت على خدها الناعم بحب .. وهذا ما أسعد ليان .. لأنها أدركت ان عمتها تتجاوب معها تدريجيا .. وربما في يوما من الايام تستطيع إخراجها من صمتها الذي يكاد يخنقها .. ويبعدها عن العالم أجمع
:
:

نعود للسلطنــة قليلا ..

إياد كانت أنظاره مركزة على جود وهو يشاهدها من خلف تلك الأشجار الكثيفة .. أعجب بتلك الجرأة وما تمتلكه من ثقة بنفسها .. فعادة عندما يصطدم بفتاة تكون غاضبة ولكن عندما تشاهد الشخص الذي اصطدمت به تسكت وكأن شيء أخرسها .. فتكتفي بالتأمل والتمعن وهذا ما جعل إياد يثق بنفسة كثيرا .. لكن جود هي الوحيدة التي لم تعيرها أي أهتمام .. وكأنه مجرد شخص عادي .. وهذا ما أغاضة قليلا .. فلقد أعتاد على سماع عبارات الأعجاب
جود كانت تتشارك مع صديقاتها أطراف الحديث وتضحك بطريقة هستيرية .. بسبب نكت خلود التي لا تنتهي
خلود وهي تضحك بشكل هستيري تمتمت بحماس : طيب طيب أسمعوا هـ النكته .. جديده موديل 2011
تحركت جود لتغلق شفتيها لأنها لم تعد قادرة على التحمل .. ولكن خلود كانت أذكى فابتعدت وسقطت جود على الأرض
إبتسم إياد من هذا التصرف .. وكان متشوق لرؤية ردة فعل جود .. فاعتدل في جلسته وظل يتأملها بتمعن شديد
جود وهي ممسكة بيدها التي سقط عليها : اااااااااااااااييييييييييييييييييي .. خلود حرام عليك .. ثم انخرطت في البكاء
خلود تعرف مدى حساسية جود فنهضت سريعا وتمتمت بخوف : جود وش فيك !! لا يكون ايدك تعورك .!!
جود وهي تشد شعرها للوراء تمتمت بخوف : يا الله أفرضي أحد شافني وانا بذي الحال .!! إكيد بيتشمتوا علي
خلود بعد أن سمعت ما تفوهت به جود انفجرت ضاحكة : ههههههههه وأنتي هذا اللي هامك !! صدقيني محد أنتبه
جود بطبيعتها الحساسة تمتمت بخوف : وانتي وش دراك .. باكر العذال يتشمتون فيني
تهاني : ههههههههههههههه أكيد قصدك شجون .. أنتي كثير تتحذري منها
جود وهي تمسح دمعتها وتنفض الغبار من على ملابسها تمتمت بغيض : أيه ما أحبها
شجون ظهرت من وراء تلك الشجيرات بمجرد ان سمعت اسمها وتمتمت بخبث : ممكن تعيدين اللقطة .ما مداني أصور
جود بمجرد أن شاهدت شجون أمامها اتسعت عيناها وتملكها الغضب وتمتمت بقهر : إنتي من وين طلعتي !!
شجون وهي تضحك بطريقة غريبه : يا ربي بس .. شكلك كان جدا رهيب .. ليت أيدك انكسرت ساعتها بس برتاح !!
خلود قاطعتها بغضب : إن شاء الله إيدك اللي تنكسر ..
جود وهي تعض طرفي شفتيها : خلود خليها علي .. هذي مشكلتها عندي مو عندك .. ثم أقتربت من شجون وتمتمت بغضب : إنتي ما عندك شغله غير تراقبينا .. انا تعمدت أسوي كذا .. يلا أشوف روحي من وجهي .. مالي خلقك
شجون قاطعتها بسخرية : وإذا ما رحت ........!!
جود تناولت حقيبتها وتمتمت بهدوء وكأنها تحاول إغاظتها : طيب انا راح أروح .. ولا أعطيك فرصه عشان تتشمتين
شجون تضايقت من ردة فعل جود فوقفت أمامها وتمتمت بغضب : وين سايره يا فالحة .. بعدني ما خلصت كلامي
جود ظلت تتأمل شجون من الأعلى إلى الأسفل ثم داست على قدميها وتمتمت بثقة : يا حلوه إنتي مو قدي انا
شجون لم تحرك ساكنا بالرغم من أنها تألمت .. فاكتفت بأن تبقي عينيها في عيني جود وبمجرد أن خطت جود أول خطواتها تدخلت شجون ومدت إحدى قدميها دون أن تنتبه لها جود فتعثرت حتى سقطت على الأرض
شجون قاطعتها بكبرياء ممزوج بسخرية : ههههههههههههه ولا مو قدك هاه .!!
جود نهضت سريعا ثم شدتها من عباءتها بقوه وتمتمت بغيض : هي انتي متأكدة من الحركة اللي سويتيها من شوي
شجون وهي ترفع إحدى حاجبيها : ايه واعيه .. ليش وش عندك بعد ما سويتيه ..!! كله رغي من على الصبح .. مالت
جود من دون أي مقدمات أخرجت علبة ماء من حقيبتها وأفرغتها في وجه شجون وتمتمت بثقة : هاه وش رايك بحمام الهناء اللي خذيتية .. عاد الدنيا وايد حر .. وصدقيني علبة الماي هذي راح تنفعك يمكن تطفي النار اللي بقلبك .!!
شجون والدموع بدت ترتسم على خدها : يا المجنونة .. الحين ملابسي كيف بينشفوا .. وش سويتي إنتي .!! انهبلتي
جود وهي تقترب منها تمتمت وهي تهمس في أذنها : ههههههههههه مو إنتي حابة تتحدي .. طيب أنا قد التحدي
خلود وهي تلوح يديها تمتمت بحماس : تعيش جوجو
تهاني وعهود : تعيش تعيش تعيش
اماني وهي تعقد حاجبيها هزت رأسها ثم تمتمت بتذمر : اوووووووف وش هـ الخبال .. الله يكملنا بعقل
جود مشت بكل ثقة وهي ترى شجون تجر أذيال الهزيمة خلفها .. ورأت شخص من بعيد يطيل النظر إليها
جود وتعقد حاجبيها تمتمت بغضب : عاد أنا واصله عندي لحد هنا .. هذا وش فيه حاط دوبة من دوبي ؟!! أحسن شي اروا واوقفه عند حده .. كثير زودها .. فتوجهت نحوه وتمتمت بغضب : هيييييييييييييييييييييي انت !! وراي وراي !!
إياد بمجرد أن سمع صوتها أبتسم أبعد الكتاب الذي كان يقرأ فيه عن وجهه ثم نظر إليها بثقه وتمتم : خير وش فيه بعد
جود : ايه في اشياء واجد !! وأولها ليش جالس تشوفني ؟!! وش له تلاحقني من مكان لمكان !! وش نيتك بالضبط
إياد وهو يعتدل في جلسته : ههههههههههههه انا كنت جالس أشوفك !! متى !! ما دريت ..
جود وهي تحاول أن تخفي القهر الذي تملكها بسبب برود أعصابه : وش ما دريت !! تستعبط إنت !! أنا من شوي شفتك جالس تشوفني .. لا يكون شكلي غلط .. أو ملابس فيها شيء .. أو وجهي مصبغ بشكولاتة مثلا
إياد وهو يصك على أسنانه بقوة تمتم بغضب : يا شاطرة أنا اقول أرجعي كملي تفاهاتك عند صديقاتك .. وخليني فحالي
جود وهي تشد شعرها للوراء قاطعته بغضب : تفاهات !! انت منتبه لكلامك .!!
إياد بجدية : ليش أنا قلت شي غلط !! كلامك كله عبارة عن تفاهات ..وتضيع وقت الواحد ..فيه شيء ثاني ودك تعرفيه
جود وهي تعقد حاجبيها وتضغط على أسنانها بقوة تمتمت بصوت مرتفع : إنته واحد سخيف وما عندك دم وووو ....!!
إياد وضع الكتاب جانبا ونهض سريعا فقاطعها بغضب : هي انتي تجاوزتي حدودك وانا ما أسمح لك !!
جود وهي تضع يديها على خاصرتها تمتمت بكبرياء : ليش من تكون حظرتك ما تعرفنا .. مجرد انسان تافه ..
:
:
خلود كانت تبحث عن جود التي أختفت فجأة .. وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت صراخ فأدارت برأسها نحوه
خلود وعيناها تتسع وهي تفتح فمها : ووووووووليه شوفوا جود وش جالسة تسوي .. تصارخ على دكتور إياد
اماني هي الأخرى اتسعت عيناها وتمتمت بذهول : خلونا نلحق عليها هذي خبله .. بتورط نفسها ..
تهاني :يلا يلا خلونا نروح
إياد وهو يشخص بصره للسماء : يا صبر أيوب .!! أنتي أهلك مع علموك تخفضي صوتك !! وتتكلمي باحترام !!
جود قاطعته بغضب : لا أبيك أنت تعلمني .!!؟! وبعدين انت وش لك شغل بأهلي .. الموضوع بيني وبينك !!
أياد وهو يهز برأسه تمتم بنفاذ صبر : يا بنت الناس أعقلي وأركدي لا أسود عيشتك !! ترى مالي خلقك
جود قاطعته بسخرية : هههههههههههههههه شوفني كيف أرجف .. ليش من حظرتك
خلود قاطعتها بصوت منخفض : جود هدي .. !!
جود قاطعتها سريعا : خلود إنتي أطلعي منها .. هذا الظاهر يبيله تربية وانا راح أربيه
أياد وعيناه تتسع مما يسمع ..
خلود وهي تقف أمامها قاطعتها بغضب : كبري عقلك .. هذا اللي جالسة تهينيه بالشكل هذا يصير دكتورنا الجديد
جود وعيناها تتسع : إيـــــــــــــــــــش ؟!!
إياد رفع إحدى حاجبية وكان يتمنى أن يستمع إلى جوابها بعد أن عرفت مع من تتعامل
جود وهي تنظر إلى اياد التي أحست للحظة وكأنه سيتشمت بها : دكتورنا من صدقك !! تذكري لا يكون مشبهه عليه
تهاني بصوت واطئ : لا هذا دكتورنا .. بس إنتي ما مداك تتعرفي عليه !!
إياد حب أن يربكها أكثر وتمتم بثقه : أسمك جود هاه !! المهم هـ المرة راح أعتبرك ما قلتي شيء .. وبعدين من إنتي عشان أنا أشوفك ؟! شوفي وراك وراح تعرفي انا على شو كنت مركز أنظاري .. صدق ناس فاضية عن اذنك
جود أدارت برأسها للخلف ووجدت مجموعه من الشباب يقومون بالعاب السيرك .. وهذا أحرجها أكثر .. أما إياد فكان مستمتع بمنظرها وهو يرى ملامح الذل والهزيمة تكسو هذا الوجه المغطى بملامح الغرور والكبرياء .. وعندما وقعت عيناه على جود أبتسم بشموخ ثم ولى ذاهبا .. وهذا أربك جود أكثر وتمتمت بقهر : أكرهــــك .. مغرور
خلود : جود هدي أخاف يسمعك .. وبعدين لو رسبك بالمادة ما ألومه .. ما خليتي شيء ما قلتيه
جود بشموخها المعتاد : لا ما يقدر .. وبعدين كل اللي فالجامعة يعرفون أني متميزة !! فصعب أنه يرسبني
تهاني : المهم كوني حذرة .. شكلة ما يبشر بخيــر
جود وهي تحاول أن تكتم قهرها والغيض الذي أشتعل بداخلها : طيب .. المهم انا تأخرت .. عندي محاضرة
تهاني وأنظارها تتبع : مسكينة تبهدلت قدام دكتور إياد
اماني تمتمت بحقد : والله محد قالها !! هي مصدقه نفسها أنها حلوة وعبالها الكل يشوفها
خلود قاطعتها بغضب : خلاص ما يصير كذا يا أماني .. ترى البنت مسكينة وانكسر خاطرها
:
:
شجون بمجر رؤيتها لـ دكتور إياد انطلقت خلفه من دون أدراك وتمتمت بصوت مرتفع : دكتور إياد
إياد بحيرة وهو يلتفت إليها .. تمتم بجدية : خير وش تبين ؟!
شجون بابتسامة : بصراحه بغيت أشكرك
إياد والحيرة تتملكه تمتم بذهول : تشكريني ؟!! طيب على إيش ؟!!
شجون بدلع : بصراحه شفت الموقف اللي صار بينك وبين جود .. زين سويت فيها .. حسبالها الكل ميت عليها
إياد بجدية : الظاهر انك مقهورة منها ..
شجون بعصبية : ووووووع .. على شو ان شاء الله انقهر منها .. انا احلى واجمل منها ولا إنت شو رايك ؟!!
إياد تضايق من تصرفات شجون وغنجها الا محدود وكان يريد ان يوقفها عند حدها ولكن رؤيته لـ جود لخبط كل شيء
فتمتم سريعا : طبيعي يا شجون إنتي أحلى .. باخلاقك وبطيبة قلبك .. فرق بين الثرى والثريا
شجون وهي تقترب منه تمتمت بحب : كلك نظر دكتور .. ولمحت جود وتمتمت بصوت مرتفع . يعني أنا أحلى من جود
إياد وهو يلمح جود تقترب منهم أكثر فأكثر اكتفى بنظر إليها ولم يعقب على ما قالته شجون
جود ونظراتها تتحول إلى نظرة غضب : خير كأني سمعت إسمي ..!!
شجون وهي تضحك بطريقة هستيرية : هههههههههههههه لا بس دكتور إياد قال حقيقة يمكن إنتي غافلة عنها
جود وهي تعقد حاجبيها ضمة حقيبتها إلى صدرها وتمتمت بجدية : طيب ممكن أعرف هـ الحقيقة إللي أنا غافله عنها
شجون بدلع : دكتور إياد وش رايك تقولها اللي قلته حقي من شوي
جود ببرود أعصاب قاطعتها سريعا : هههههههه دامه الكلام من دكتور إياد صدقيني ما يهمني عن إذنك
شجون بقهر : اوووف بغيت أقهرها وقهرتني ..!! هـ البنت ما أدري على شو شايفه نفسها
إياد وانظاره تتبع جود تمتم بداخلة : فعلا أعصاب هـ البنت باردة .. بس لازم أحط لها حد عشان ما تتمرد علي بعدين
شجون وهي تقطع حبل أفكاره : دكتور شو رايك نتغداء مع بعض ؟!!
إياد بجدية وهو يحاول ان يكتم غيضة : عفوا ..!!
شجون بدلع : وش اللي عفوا عزمتك على الغداء وش رايك فكرة حلوه صح !! وبكذا نتعرف على بعض
إياد بحزم : شجون أتمنى ما تنسي انك مجرد طالبة عندي .. عن إذنك
شجون بحيرة : وليه بلاه هذا .. من شوي كنا حلوين ..!!
:
:
فــي أحدى أحياء المملكة .. كان هناك يسرح بفكره لـ بعيد .. مستمتعا بالسيجارة التي بيده
عبد الله : مصعب وش فيك ؟!! كله سارح وتفكر ..!! عسى ما شر
مصعب وهو يخرج زفرة تمتم بجدية : آآه يا عبد الله أبيها .. وراح اسوي المستحيل عشان أخذ منها كل اللي ابيه
عبد الله بابتسامه : اممممممممممم والله وطحت يا مصعب
مصعب بنظرة حادة : ههههه لا يا بابا .. هي ما تناسبني كزوجة ؟!!
عبدالله بتعجب : طيب ليش ؟!!
مصعب بابتسامة خبث : من كم يوم .. سمعت أمي تتكلم مع جارتها أم رائد عن نجود.. واكتشفت سر خطير
قاطعه عبدالله : أي نجود لا تكون ............!!
مصعب : أيه نجود اللي أطيح الطير من السماء .. جمالها جمال أجنبي .. كل السحر في عيونها وملامحها
عبدالله وهو يعتدل في جلسته : طيب وش اللي سمعته
مصعب : كنت أفكر اتزوجها .. وأخذ منها إللي ابيه وبعدين أطلقها ..!! لأنها من النوع الصعب .. وما تقدر تاخذ اللي تبيه منها بسهولة .. يعني لعبة زواج ثم طلاق .. بس اللي سمعته راح يغير كل مخططاتي وبيسهل علي مهمتي .!!
عبد الله : طيب وبعدين وش اللي صار
مصعب وهو يسحق السيجارة تحت قدميه : نجود طلعت لقيطـــه ..!!
عبد الله وعيناه تتسع : إيش لقيطة ؟!!
مصعب ابتسم ابتسامة خبث والدخان يتطاير من فمه .. ظل ينظر للبعيد دون أن ينطق بأي كلمه
عبدالله قاطعة سريعا : وانت شو دراك انها لقيطه .. يمكن سمعت جزء من الموضوع .!! وما فهمت اللي حاصل
مصعب : هههه لا متأكد .. وهـ الحقيقه محد يعرفها غير امي وام رائد .. أسمع اللي صار وبعدها عطني رايك
:
:
كانت أم رائد تحتسي القهوة مع أم خالد .. فظلوا يذكروا سندس وميس ونجود .. وكيف مضت السنين بسرعه
أم خالد تمتمت بابتسامة : ما شاء الله نجود كبــرت وصارت عروس ..
ام رائد تمتمت بدون نفس : أيه الله يوفقها
ام خالد وهي تنظر لها بتمعن : ام رائد وش فيك ؟؟!!! عسى ما شر ..!! أوقات أحسك أنك تكرهين جود
ام رائد قاطعتها سريعا : وش فيك يا ام خالد نسيتي انه أهلها تخلوا عنها وعطوها سويرة .!! أنا بديت أخاف منها
ام خالد تمتمت بعتب : كيف يعني بديتي تخافي ومنها ..! وبعدين إنتي وش دراك بالأسباب اللي أجبرتهم يتركوها هنا
أم رائد : انتي وش فيك تضحكين علي ولا على نفسك .. نجود لو ما لقيطة كانوا ما تخلوا عنها !!
ام خالد تمتمت بداخلها : آآآآه يا نجود ودي تعرفين كل الحقيقة !! بس أمك خذت علي عهد .. وما أقدر أبوح بهـ السر
ام رائد قاطعتها بثقة : ام خالد وش فيك ؟!! لا يكون تعرفين شيء ومخبيته علي
ام خالد : لا ولا شي .. ام رائد نحن مالنا دخل بالموضوع .. ويمكن تكون بنت عيله وناس .. طلعيها من راسك خلاص
ام رائد : ايه ان شاء الله ..!! ثم تمتمت بصوت منخفض .. الظاهر تعرفي شيء ومو حابه تفصحي عنه
ام خالد قاطعتها بجدية : ام رائد محد يعرف بهـ السر غيرنا .. عشان كذا خليه بينا .. عشان ما يوصل لنجود
ام رائد : يعني سكت طول هـ السنين .. تتوقعيني بتكلم الحين .. لا تشغلين بالك
:
:
مصعب تمتم بابتسامة صفراء : وهذي كل السالفة !!
عبد الله : بس يمكن يكون لها أهل .. وتخلوا عنها عشانهم فقراء حسب ما فهمت من اللي قالته أمك
مصعب : حتى ولو ..!! المهم عندي أنه مالها أهل ..!! يعني عادي لو سويت فيها أي شيء محد راح يهتم بأمرها
عبد الله قاطعه بخوف : مصعب أستغفر ربك !! ما يصير اللي تقوله ..
مصعب : هههه عبد الله فـ وناستك أنا ما تدخلت .. عشان كذا خلني على راحتي.. ولا تسوى فيها مطوع
عبد الله : هههههه يعني مو لا يق علي
مصعب : مو لايق عليك ابد !! وماهي إلا لحظات حتى غط في تفكير عميق وتمتم بخبث .. آآآه يا نجود .. نهايتك قربت ..!! وراح تصيري تحت رحمتي
قطع حبل أفكاره هاتفه وهو ينبه بوصول رسالة جديدة .. فتحها سريعا وأتسعت عيناه وتوجه إلى الخارج بسرعة
عبدالله تعجب من تصرفه ثم لحق به وهو يصرخ عليه : مصعب إيش اللي صاير وقف شوي
مصعب عند وصوله أمام سيارته وجدها قد لطخت بالدماء وقد وضع أمامها صندوق كبير .. شده المنظر كثيرا ..
وما ذكر في الرسالة قد أخافه أكثر .. شعر أن قدماه بدت ترتعش ثم تقدم خطوتين للأمام ليرى ما في الصندوق
عبدالله وهو يقف أمامه تمتم بخوف : مصعب إيش هذا .............!!
مصعب وعيناه مركزة على الصندوق .. مد الهاتف إلى عبدالله ... وبدأء بفتح الصندوق شيئا فشيئا
عبدالله وهو يقراء الرسالة .. تعجب كثيرا مما فيها .. وهذا ما أفزعه .. فتاهت أنظاره بين السيارة ومصعب والصندوق
وما هي إلا لحظات حتى قاطعه بصوت مرتفع : مصعب لحظة . الرسالة فيها نوع من التهديد يمكن بالصندوق قنبلة
مصعب قاطعه بغضب : بس أنا تعبت عبدالله .. أنت تعرف رسائل التهديد هذي كم سنه صار لها..لين متى بعيش فخوف
عبدالله وهو يقراء الرسالة من جديد بصوت مرتفع : مصعب حان آلان موعد موتك .. ستدفع ثمن كل قطرة دم نزلت من جسد أختي الطاهر .. سألطخ شرفك مثل ما لطخت شرفها وقمت برميها في الشارع .. آلان بدأت اللعبة الحقيقة أستعد لموتك .. غدا سيغطي الدم جسدك مثل ما يغطي دم أختي سيارتك .....
مصعب تمتم بغضب : انا راح أفتح الصندوق ولي فيها فيها ........... فتح الصندوق ووجد رقعة بيضاء عليها دائرة حمراء .. لم يفهم مصعب الرسالة التي أرادوا توصيلها له .. وما هي إلأ لحظات حتى قاطعه صوت هاتفه .. ففتح الرسالة سريعا ووجد فيها .. هذا هو كفنك .. سأجعلك تميت ميته خبيثة ودمائك سينبذها جسدك ..
عبدالله قاطعه بخوف : مصعب إيش اللي مكتوب
مصعب وهو يضغط على هاتفه بقوة .. وجه قدمة إلى ذلك الكرتون ورمى به بعيدا .. وتمتم بغضب : متى راح يفهمون أنه مالي ذنب .. لو كان لي ذنب كانت المحكمة حكمت علي أعدام ما طلعوني براءة وفي نفس اليوم .. وش هـ الحالة !
:
:
أما نجــود بقيت ممدده في السرير وهي تشعر أن حراره عجيبة تنهش بجسدها .. اصبح كلام أم رائد يتردد على مسامعها .. ظلت تهذي وتهذي وتردد كلاما عجزت سويرة على أن تفهمها .. والكثير من التساؤلات كانت تدور برأسها
أما ميس كانت في الجامعه ولكن فكرها مشغول بنجود وبحالتها .. شعرت أنها جرحتها من غير قصد
أسندت رأسها على حائط قريب وسقطت دمعه على خدها وتمتمت بحزن : سامحيني يا نجود سامحيني
سندس قاطعتها بابتسامه : اللي ماخذ عقلك
ميس مسحت دمعتها سريعا وتمتمت وهي تحاول أن تخفي حزنها : هلا هلا سندس .. متى جيتي ؟!!
سندس بابتسامة عريضة : من شوي بس .. يلا أعترفي أشوف .. من اللي ماخذ عقلك !!
ميس قاطعتها بحزن : من يعني بياخذ عقلي .. هو فيه أحد غير نجود .. نجود تعبانه بالحيل
سندس كانت دائما تشغر بالغيرة من قوة العلاقة بين ميس ونجود .. تمنت أن تكون هي صديقتها المقربة فقط ..
سندس وهي تحاول ان تخفي غيضها : إيه اليوم ما شفتها بالجامعه وحسبالي بالمكتبه كعادتها جالسة تقرا فهالكتب !!
ميس وهي تهز راسها بالنفي : لا ما داومت .. تعبت شوي ,, وقررت تجلس في البيت
سندس : ميس خوفتيني !! وش فيها نجود .. عسى الموضوع ما خطير
ميس بحزن : راح اقولك بكل اللي صار وعلميني وش اسوي
سردت ميس كل ما حدث لـ سندس علها تجد الجواب الكافي .. وتصلح ما دمرته بينها وبين نجود .. أما سندس فقد صدمت بهذه الحقيقة .. اعتقدت للحظة ان رائد سيكون فقط لها .. وتضايقت من تصرف صديقتها ميس .. سندس كانت دائما تردد لـ ميس عندما كانوا صغارا .. بأنها هي فقط ستكون من نصيب رائد .. ولكن يبدوا ان ميس تناست هذه الحقيقة وفضلت نجود عليها .. وهذا ما جعل الحزن يتملكها .. وحاولت أن تخفي دموعها ولكن لم تستطع
ميس بخوف : سندس وش فيك ؟!!

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -