بداية

رواية جروح من عبق الماضي -4

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -4

الذي كان يشتعل حرقة وقهر ..
ميس وقفت أمامها وتمتمت بخوف : نجود وش فيك ؟؟! ليش تبكين
نجود كانت تكتم قهرها وآلمها حتى لا تنفجر وهذا ما جعلها تصدر صوت شهقات ولم تستطع التفوه بأي كلمه
ميس قاطعتها بخوف وهي تهزها من كتفيها : نجود وش فيك ؟؟!!
نجود تمتمت وهي تبكي بحرقة : ميس انتي ليش تصرفتي كذا ليش !! انا قلت لك أبي رائد ؟! قلت لك حاولي تقربي بينا .. ليش تحطيني في موقف زي كذا عند امك !! كلام امك مش بس جرحني .. وكأنها انتزعت شي من داخلي ..
ام رائد بعد أن سمعت ما تفوهت به نجود تمتمت بثقة : نجود يا بنيتي انا ما قصدت شيء
نجود تمتمت بألم : انا ما أدري وش الأسباب اللي خلتك تقولين كذا .. عشان كذا ما راح الوم أي واحد فيكم عن اذنكم
ميس قاطعتها سريعا : نجود والجامعة !!
شعرت انها لن تتحمل أكثر عن ذلك .. فقررت الهروب تاركة الكثير من التساؤلات خلفها
ميس ودمعه ارتسمت على خدها : يمه ليش سويتي كذا ليش !!
ام رائد ضغطت على كتفي ميس بقوه وتمتمت بغضب : ميس اللي صار الحين مابا رائد يعرفه عنه شيء فاهمه .!!
ميس بألم : يمه حرام عليك .. يمكن رائد له راي ثاني بالموضوع
ام رائد بغضب : ميس راح تسوين اللي قتلك عليه .. وغصبا عليك فاهمه .. غسلي وجهك وروحي على جامعتك
:
:
رائد كان ينتظر بقلق .. فتأخر نجود وميس سيجعله يتعرض لقوانين صارمة من قبل مدير المشفى .. فترجل من سيارته وتوجه باتجاه منزله .. ولكنه صدم من منظر نجود وهي تخرج من هناك تمشي بخطوات سريعة .. وكفيها تغطي بهم وجهها .. وكأنه مثل غصن مكسور غير قادر على الوقوف مجددا .. فاصبح حزن العالم يتملكه
توجه نحوها ووقف امامها وتمتم وشفتاه ترتعش من الخوف وقلبه يعتصر من الألم لحالتها المزرية :نجود وش فيك ؟
نجود نظرت إلية بنظرة قاسية بتلك العينين التي أصبحت حمراء كلون الدم وتمتمت بألم : رائد لو سمحت أبعد عن طريقي .. ويا ليت مره ثانيه لو شفتني أمشي في طريق تمشي في الطريق الثاني .. لأن مقامك ما يسمح لك تمشى عند وحده مثلي .. ولا تسألني ليش .!! لأني بنفسي مو فاهمة ولا ودي أفهم شيء طيب .. عن أذنك
رائد والغضب بداء يتملكه فشدها من يديها بقوة : نجود انتي إنهبلتي ؟!! وش اللي يخليك تهينين نفسك بالشكل هذا
خرطت في بكاء شديد .. ولم تتحمل تلك النظرة التي أصدرها رائد .. أبعدت يديه بهدوء وتوجهت نحو منزلها
ميس بعد أن خرجت من المنزل شاهدت وجه رائد قد تغير شكله فخشيت أن تكون نجود أخبرته : رائد وش فيك
رائد والغضب ما زال يتملكه وعيناه تتبع نجود : ميس وش فيها نجود ؟!! وش اللي خليها تقول كلام زي اللي قالته
ميس وعيناها تتسع تمتمت بخوف : ليش وش اللي قالته نجود ..!!
رائد وهو يصك على أسنانه بقوة تمتم بغضب: تقول مقامك ما يسمح لك تمشي عند وحده مثلي !! وش اللي صاير
ميس قاطعته بتوتر : ما أدري يا رائد ما أدري .. خلنا نروح ..
رائد تمتم بغيض : وش اللي ما تدرين عنه !! إنتي شفتي حالتها كيف مكسورة ..!! ميس وش اللي يخلي نجود تقول كذا .! أنا ربيتها على إيدي .!! نجود مستحيل تقول كلام بايخ زي كذا إلا إذا فيه شيء كبير مزعلها ..
ميس وهي تمسح الدمعة إلى رسمت على خدها : رائد والله ما أدري .. لا تصعبها علي .. وأسئلتك راح تخليني أتأخر
رائد بغضب وهو يفتح الباب بقوة : طيب راح أوصلك للجامعة !! بس لا رجعتي راح تفهميني كل شيء صار ..
:
:
عادت إلى المنزل وكل جسدها كان يرتعش .. وآلاف التساؤلات تدور برأسها !! لما تأثرت من كلام ام رائد .. هل بسبب خوفها من خسارة رائد .. وما الذي ينقصها حتى لا يمكن أن تصبح زوجته .. كانت ضائعة وترتعش بطريقة غريبه .. هل يعقل أن تكون أم رائد تكرهها إلى هذا الحد !! بدأت تتخيل رائد .. رائد من شاركها طفولتها واحزانها وفرحتها
شاهدت سويرة نجود وهي ترتعش فانتابها القلق .. توجهت نحوها والخوف يتملكها : نجود وش فيك
نجود وهي ترتعش بقوة وشفتاها تحولت للون الأزرق وهي تتخيل حالها بعد أن تفقد رائد وإلى الأبد تمتمت بصوت مكسور وبالكاد يسمع : يمه بردانة تكفين دفيني ..
سويرة وهي تضغط على يديها برفق : فعلا يمه جسمك بارد .. قومي يا بنيتي اوديك داخل .. اسم الله عليك
نجود بدأت تهذي : يمه انا بردانه .. بردانه كثير ...!!
::
::
نعــــــود للسلطنــــــه .. وتحديدا في الجامعه .. ونبدأها بالتعريف بشخصية بطل روايتنا إياد
اياد .. شاب قوي البنيه يبلغ من العمر 28 عام .. سعودي الأصل .. جماله رباني .. ويجمل خديه غمازتين .. عيناه سوداء كظلمة الليل .. طموح .. وجدي للغاية .. بعيد كل البعد عن التفاهات .. غامض إلى أبعد الحدود
اياد كان يشعر بالتوتر .. ولكن سرعان ما تجاهله .. فهذا هو يومه الأول في الجامعة .. دخل إلى قاعة الدرس وظل يتأمل الطلبة ويحاول فهم شخصية كل واحد فيهم .. بداء يتعرف عليهم الواحد تلو الأخر ..وجد كرسي في المقدمة وقد كان فارغا .. تعجب من عدم جلوس أحد الطلبة عليه .. لم يعره أي اهتمام .. فلقد تعود على التسيب من قبل الطلبة
ثم تمتم بجدية : طبعا بعد ما عرفت كل واحد فيكم .. ودي اعطيكم نبذه عني .. اول شيء والمهم عندي عدم التسيب قبل المحاضرة بدقيقة ودي الكل يكون موجود هنا .. ما راح اسمح لأي طالب يدخل من بعدي .. خلوا هذا الشيء في بالكم
شجون وهي تتأمله بعمق : آآآآآآآآآآآآآآآآآه فديت هـ الجمال .. أحلى من دكتور جوده هـ الغليظ
نسيم : لا والله دكتور جودة أفضل ..أسمعي هذا من بدايتها .. بداء يتشرط علينا .. ع الأقل جوده كان متواضع وحنون
شجون : خليه يقول اللي يبيه .. من حقه من حقه .. بس وانا وراه والزمن طويل .. والظاهر علينا بنتسلى كثير
نسيم تمتمت بصوت منخفض : لا هـ البنت اكيد تخبلت !! ثم وجهت أنظارها إلى شجون وتمتمت بخوف .. شجون مو كافي اللي صار لك مع دكتور ناصر .. يعني إنتي متى راح تتعلمي من أخطائك ..
شجون قاطعتها : دكتور ناصر كان غبي .. وشفتي شو كانت النتيجة .. لأنه ما سوى اللي أنا ابيه كان مصيره الطرد !
نسيم وهي تتأمل إياد تمتمت بداخلها بقلق : الله يكون بعونك .. الظاهر شجون راسمه عليك هـ المرة
إياد بجدية : وهذي كل شروطي .. وأتمنى الكل يلتزم فيها .. وبكذا نكون خلصنا .. تقدروا تروحوا .. طبعا من بعدي
خلود وهي تقلده : طبعا من بعدي .. أووف توقعته طيب بس صدمني بصراحة ...
أماني : وش اللي حارك إنتي .. هو دكتورنا ومن حقة يقول اللي يناسبه .. يلا بس رغي وخلونا نطلع من هنا بختنق
:
:
أوقفت سيارتها في إحدى المواقف ونزلت بسرعة .. نظرت إلى ساعتها فوجدتها قاربت العاشرة
جود تمتمت بغضب : وليـــــــه كله هذا بسبب الزحمة .. اكيد المحاضرة راحت علي .. تابعت النظر إلى ساعتها وبدون وعي وإدراك منها اصطدمت به .. وتلاقت عينيها مع عينيه .. ذهلت من جماله .. ولكنها كانت تدرك بأن جمالها يوازي جماله بل اكثر فتصرفت وكأنها لا تبالي بمن يقف امامها وتمتمت بغضب : اووف انته ما تشوف .. ترى حركات شباب هـ الأيام ماره علي كثير .. عشان كذا .. ابعد عن طريقي مو فاضيه لك ولحركاتك البايخة
إياد وهو يحاول ان يكتم غيضة : الحين من الغلطان انا ولا إنتي ؟!!! بدل لا تعتذري جالسة ترفعي صوتك
ابعدت خصلات شعرها المتناثرة على وجهها وتمتمت بثقه وهي ترمقه بنظرة تحدي : اكيد انت الغلطان .. أجل انا !!
اياد بابتسامة ساحرة تظهر جمال تلك الغميزتين : اها (اجل) يعني إنتي سعودية ..!!! ونحن ما تعودنا على بناتنا كذا !!
جود قاطعته بسخرية : يا سلام وش رايك بعد اعطيك ال cv حقتي .. عشان مره وحده اختصر عليك المشوار
اياد بجدية : لا مو فاضي للشغلات السخيفة هذي .. خلي ال cv حقتك لك .. وتواضعي شوي وتعلمي تعتذري
القى بهذه الكلمات ثم مضى ذاهبا دون ان يعيرها أي اهتمام
جود بصوت عالي : هييييييييييييييييي انت انا ما اسمح لك تتكلم معاي بالطريقة هذي .. لازم تعرف حدودك زين
أكمل إياد طريقة وارتسمت على شفتيه ابتسامة النصر .. فقد استطاع ان يكسر غرورها ولو للحظات بسيطة
جود وهي تضرب بقدمها على الأرض بقوة تمتمت بقهر : صدق غليظ .. ما برتاح لحد ما أكسر راسك . أوريك ؟!
خلود وهي تقطع لها حبل أفكارها تمتمت وهي تصدر صوت قهقه : ههههه جود يا الخبلة وش فيك تتكلمين مع نفسك
جود وانظارها تتبع إياد : واحد ثقيل دم .. عكر مزاجي من على الصبح
اماني بابتسامه : كيفك جود وكيف ابوك طمنينا عنكم
جود بابتسامه : انا بخير .. بس ابوي ما راح اقولك شيء عن اخباره .. ابوي انا المسئولة عنه بس
تهاني : اوووووووووف شكلكم بتتضاربون شو رايكم نروح ناكل شيء خفيف .. حدي جوعانة
جود : انا عن نفسي مو جوعانة توني فاطره .. سيروا انتوا .. وانا بتمشى شوي لحد موعد المحاضرة الجايه
خلود وهي تضرب بيدها على كتف جود تمتمت بسعادة : على طاري المحاضرات .. فاتتك محاضرة دكتور إياد
جود بابتسامة : دكتور إياد .. عسى بس يكون مليح نفس أسمه ههههههه .. بس محد يعوض مكان دكتور جودة
خلود : لا بصراحه شكلة ما يبشر بالخير .. لا واليوم سجلك غياب
جود بعصبية : إيش !! وشحقة يسجلني غياب .. انا ما عرفت انه في دكتور جديد إلا منك. المفروض يعلمونا قبل
تهاني : عاد هذا اللي صار ..
جود شعرت بالضيق ثم تمتمت بطفش : اوووووووف الله يعدي هـ اليوم على خير .. يلا بنات اشوفكم بعدين
اماني : وش فيها هذي مادة البوز شبرين
خلود بابتسامه : وش حارك إنتي !! ولا كل هذا لأنها ما رضت تقولك اخبار ابوها
اماني وهي تضرب خلود على كتفها : صدق غليظة !! صبرك علي والله راح أجيب راسه !! وبتقولي اماني قالت
خلود بجدية : ونحن شو ورانا نصبر ونشوف
:
:
وفي حرم الجامعه كانت تستند على كرسي وهي ممسكة بتلفونها المتحرك .. تحاول الأتصال ولكن دون جدوى
فتمتمت بغضب : اووووووف وينها هذي .. وما هي إلا لحظات وتملكها الخوف وبدأت تسترجع ذكريات قد مضت
نـــور بدلع : كيفــه حبيبي اليوم ؟!!
......: كويس حبيبتي إنتي كيفك ؟!!
نور بغنج : وكيــف بيكون حالي وانته بعيد عني
...: ما عليه حبيبتي هذا نصيبنا !! وش نسوي
نور بحزن : بس انا مو قادرة أعيش مع سعد ولا دقيقة .. حاسه نفسي بختنق
....: نور هدي نفسك .. حاولي تتأقلمي معاه .. انا عارف انه القلب صار ملكي
نور وهي تطلق ضحكات بصوت مرتفع تمتمت بجدية : اكيد القلب ملكك
لمياء وقفت مصعوقة مما تسمع .. هل يعقل ان تكون هذه الفتاة نفسها التي أحبها شقيقها .. وكانت كالملاك .. وهذا السبب الذي جعلها تشجع شقيقها للإقدام على خطبتها .. فقد كان سعد يثق بقراراتها كثيرا .. فأقترن بنور دون أي تردد
نور أدركت ان لمياء سمعت كل المحادثة وتمتمت بخوف : لمياء ترى إنتي فاهمه غلط .. خليني أشرح لك
لمياء ودمعه ارتسمت على خدها : ليش يا نور ليش !! اخوي بشو قصر معاك .. ليش تطعنيه بالظهر كذا
نور بدأت تبكي : لمياء انا توني متزوجه من سعد .. وهـ الشخص أعرفه من قبل .. والحين كنت جالسة أقوله يتركني
لمياء بحزن : بس اللي سمعته مخالف تماما عن اللي جالسه تقوليه الحين ؟!!
نور بتوتر : ما أنا قلت أسايره واكرهه فيني ..!! عشان يتركني منه ومن نفسة
لمياء قاطعتها بغضب : سمعي يا بنت الناس..هـ المره راح أعتبر نفسي ما سمعت شيء .. بس أذا تكرر هـ الشي تأكدي يا نور سعد راح يعرف كل شيء .. عشان يعرف يوقفك عند حدك ويخليك تعرفي قيمتك زين فاهمه .!!
نور وهي تبكي بحرقة قاطعتها بخوف : وربي اللي صار غصبا علي .. أوعدك من اليوم راح اخلي سعد يبدل كرتي
لمياء بنبرة حازمة وجدية : طيب يا نور .. الأيام بينا .. وهي بتبين صدق كلامك .. عن إذنك
نور تمتمت بصوت منخفض ممزوج بخوف : يا رب تستر علي .. لمياء عنيدة .. واخافها تورطني .. لازم أكون حذرة
فتحت عينيها وهي تتذكر كل هذه الاحداث وتمتمت بحزن : اتمنى يا نور انه اللي في بالي ما يكون صح .. وانه سبب توتر علاقتك مع سعد هو سوء فهم .. وماله دخل بموضوعك مع هذا اللي كنتي تكلميه فبداية زواجك .!!
قاطعتها جود وهي تجلس بجانبها : كيفك يا حلوه ؟!!
لمياء وهي تحضن جود : وينك يا دوبه وحشتيني ..
جود : والله تعرفي على اخر الفصل الكل مشغول بالاختبارات انتي طمنيني عنك !! وليش الدمعة في عينك .!!
لمياء تحسست وجهها ثم مسحت دموعها بسرعه وتمتمت بجدية : لا ولا شيء .. بس تذكرت شيء كدر خاطري
جود بابتسامه : وش لك في الماضي .. نحن عيال اليوم
لمياء بحزن : بس اوقات الماضي يكون له قرارات قاسية فحياتنا الحالية
قاطعتها جود بحماس: ههههههههه وانتي صدقتي ..!! هذا كله كلام جرايد .. ناس فاضية ما عندها شيء تقوله
لمياء بابتسامه : طيب انتي علميني عنك .. كيفك وكيف الكسندر معاك ..!!
جود بابتسامه : والله طيبه .. والكسندر مالي علي حياتي بعد بابا طبعا ...
لمياء : يلا الله يسعدك .. انتي طيبه يا جود وتستاهلين كل خير
جود وهي تطبع قبلة على خد لمياء : انتي اللي طيبه يا حبيبتي .. يلا اشوف اوعديني مابا اشوف دموع مره ثانيه
لمياء بابتسامه : هههههههه طيب طيب اوعدك ..!!
جود ضمتها إلى صدرها وتمتمت بسعادة : آآه يا لمياء أوقات أتمنى تكوني أختي .. أحس فيه شبه كبير بينا وبتصرفاتنا
لمياء قاطعتها بابتسامه : ولو حبيبتي أنتي ما جبتي شيء جديد أنا فعلا أختك ..
جود ودمعه رسمت على خدها : ربي لا يحرمني منك لمياء .. صح الأوقات اللي أجلسها معك قليلة بس لها طابع خاص
هناك شخص أصبح قريبا منهم وتمتمت بصوت منخفض: تصرفاتكن مثل الغرب .. وتتمنن يصير بينكم رابط دم .!! بس الشيء الغريب أنه ولا وحده فيكم تعرف انه الثانية تصير بنت عمها .........!! سبحان الله متى ينكشف السر هذا !
:
:
صداقة جود ولمياء صداقة بسيطة وغير متعمقة .. يتبادلن السلام والتحيات فحسب .. وتسأل كل واحده عن الأخرى بين فترة وأخرى .. ربما لو نطقت كل واحده باسمها لأصبح الموضوع مشكوكا في أمره .. ولكن الاسماء تتشابه كثيرا
ودعت جود لمياء على أمل ان تلتقيها مره ثانية وتوجهت مباشرة لتلتقي بأستاذها الجديد وتخبره عن سبب تأخرها عن المحاضرة .. ظلت تمشي في ممرات الجامعة وهي مستمتعة بالهواء الطلق .. طأطأت برأسها لتأخذ هاتفها من حقيبتها وتتصل بوالدها .. كانت تمشي بسرعه غريبه .. وكلها لحظات واصطدمت بشخص عريض القامه فارتبكت
وسقط الهاتف من بين يديها .. فجلست لتأخذه دون أن ترفع رأسها وتمتمت بغيض : يا الله شو هذا اللي يصير فيني
عندما شاهدت هاتفها تناثر إلى قطع تملكتها نوبة من الغضب ثم رفعت رأسها قليلا وهي تنظر إلى قدمية تمتمت بغيض : آآآآآآآآآآآآآآف شسالفتكم اليوم !! شايفيني حيط قدامكم ولا أيش .. وربي راح اسود عيشتك واخليك تحرم تعيدها
إياد بمجرد سماعه لصوتها تملكته رغبة بالضحك ولكن سرعان ما أخفاها وطأطأ برأسه وأدار بظهره ثم ولى ذاهبا
جود نهضت سريعا ثم لحقت به وتمتمت بعصبية وهي تشده من يده : إنت ما تسمع ولا إيش ؟!! لا كلمتك لا دير ظهرك
إياد تنرفز من تصرفها وإمساكها ليده بهذه الطريقة فأدار برأسه وتمتم بغضب : خير وش فيك ؟!!
جود وعيناها بدت تتسع : آنـــــــــــــــــــت !!
إياد قاطعها بغيض : ايه انا مو عاجبك !!
جود وهي تعقد حاجبيها تمتمت بغضب وهي تعض على إحدى شفتيها : هذي ثاني مره تغلط علي . يلا أشوف إعتذر !!
إياد أصدر صوت قهقه وتمتم بسخرية :ههه ليش وش سويت انا عشان أعتذر لك .. أخاف بس انتي اللي جالسة تتلصقين فيني .. إذا معجبة عادي قولي ..!! مالها داعي هـالحركات ..
جود وهي تعض على شفتيها تمتمت بغضب : صدق أنك واحد ما تستحي .. وأنت وش فيك عشان أنعجب فيك ؟!!
إياد قاطعها ببرود : الحمد لله عارف قدري زين .. يلا من الحين المفروض يعتذر ..!!
جود قاطعته بثقه : أكيد انت .! من الصبح قاعد تقلل من قيمتي وكل هذا ما سويت شيء .. أعترف أنك تعمدت تدفشني
إياد وهو يعقد حاجبية تمتم بحيرة : وإيش هي مصلحتي عشان أسوي معاك كذا .
جود قاطعته بثقة : عاد إيش مصلحتك جواب هـ السؤال ما فيه أحد غيرك يعرفه .. وبلاش حركات النص كم
إياد قاطعها بنفاذ صبر : طيبب ممكن أقولك شي
جود قاطعته بغضب ممزوج بغيض : ما ابي اسمع منك ولا شيء !! ابي بس كلمة اعتذار . أنا اسف اوكي .
إياد : طيب أجل بتتعبي كثير .. عن إذنك .. كالعادة تجاهلها وولى ذاهبا عنها دون أن يعيرها أي اهتمام
جود بحرقه : ااااااااف صدق غليظ !! ودي اكفخه .. واخليه عبرة لمن يعتبر
قاطعتها خلود : هههههههههه شو فيها الحلوه اليوم كله تتحلطم
جود : اااااااااااف هذا واحد غليظ .. على باله شايف حيط .. ومن الصبح جالس يدعم فيه ..
تهاني وهي تقف أمامها تمتمت بابتسامه : هههههههههههههههه طيب طيب هدي شوي .. تيكت إيزي
جود بغضب : أأأأف تهاني واللي يعافيك مو ناقصه ثقل دمك .. إلا اماني وينها
خلود وبعض من التوتر تملكها : اماني !! ايه اماني فالحمام .. اكرمكم الله
جود : ههههه طيب ليش ارتبكتي كذا !! لا يكون جالسه تدخن ونحن ما ندري .. !!
خلود وهي تأخذ نفس عميق : لا وين بس سويت كذا عشان أشوف هـالابتسامة الحلوه
جود وهي ممسكة بالهاتف وتجري مكالمة : يا ربي بابا تلفونه يعطي مشغول .. مع انه هالرقم خاص فيني انا
خلود بخوف : خاص فيك ؟
جود : ايه خاص فيني وما فيه غير رقم واحد .. اللي هو رقمي طبعا
:
:
اطلقت جود هذه الكلمات وكأنها وجهت صفعة لخلود وهذا جعلها تشعر بتوتر فرجعت بذاكرتها للوراء
اماني بدلع : بليز خلود .. اول مره أطلب منك طلب .. بليز دبري لي رقمه ..
خلود : طيب وش تبيني اسوي لك
اماني : خلود انتي عارفه زين شو تسوي .. بلاش عبط
خلود : طيب يا اماني بجيب لك الرقم .. بس لا أكتشفتك جود انا مالي شغل تمام !!
اماني وفرحة عارمة تملكتها : طيب طيب .. يلا روحي الحين
توجهت خلود نحو جود وبعض من الخوف يتملكها .. وقفت بثقة وتمتمت بجدية : جود ممكن تلفونك شوي
جود بخوف : خلود وش فيك حبيبتي .. عسى ما شر !!
خلود : امي مريضة وشحن تلفوني خلص .. وودي أتطمن عليها لو ما عليك أمر
جود بابتسامه : سلامتها .. ولو خلود ما بينا .. هاك التلفون .. ولا خلصتي رجعية
خلود بابتسامه : مشكورة يا جود مشكوره .. عن إذنك .. وتوجهت مباشرة نحو اماني التي تترقبها بخوف وقلق
اماني بخوف : هاه بشري وش صار
خلود وهي تمد لها بالهاتف : يلا خذي الرقم بسرعه .. انا حاسه نفسي أني اظلم جود
اماني : خلود هذا اتفاقنا من البداية لا تزوجت تركي .. راح اعطيك نص مليون وش تبين بعد أكثر من كذا
خلود تمتمت بخوف : بس جود ولا مره ضرتنا . وصدقيني الفلوس ما هامتني كثر ما هامتني أنتي فاهمه .!!
اماني :طب خلود ولا نحن بنظرها .. كل اللي بنسويه اتزوج ابوها على سنة الله ورسوله وهذي ما فيها شي
خلود : طيب خذي الرقم بسرعه وخلصينا ..
:
:
جود وهي تقطع حبل افكارها : خلود هييييييييييييييييييييييييييييييي وش فيك ساكته وما تردين !!
عهود بسخرية : خلود طلعي لسانك اخاف الفار كله !!
خلود ولون وجها تغير : اووووووووووووف خلوني في حالي عن اذنكم
جود بتوتر : وش فيها !!
عهود : علمي علمك
اماني كانت لتوها خارجه من الحمام ( اكرمكم الله ) ووجدت خلود تنتظرها أمام البوابة
خلود تمتمت بغضب : عطيني التلفون بسرعه
اماني قاطعتها باستغراب : خلود وش فيك إنهبلتي
خلود : جود تقول الرقم اللي كان فتلفونها خاص فيها لحالها .. يعني راح تكتشفنا بمجرد ما تشوف رقمك فتلفون ابوها
اماني : هههههههه وبس هذا اللي خايفه منه .. ولا تشغلين بالك.. انا إنهبلت اتصل من تلفوني هذي شريحه جديده
خلود وهي تأخذ نفس عميق : من صدقك
اماني : خلود اثقلي شوي .. خوفك هذا راح يضيع علينا كل شيء .. هدي نفسك .. واوثقي فيني شوي طيب
خلود : طيب طيب .. أهم شي تصرفي بحذر
:
:
في أحدى الشركات القابضة الفخمة .. كان هناك يجلس على كرسيه الفخم غارقا في قراءة بريد اليوم بتمعن شديد
وبعدها بلحظات بسيطة قاطعه صوت هاتفه .. رد من دون أن ينظر للمتصل .. لأنه مدرك تماما انه حبيبته جود تتصل
لتطمئن عليه .. في هذا الوقت بالذات .. فهذا الهاتف خاصا فقط بها .. فتمتم بحب : هلا حبيبتي
اماني لم تصدق بأنها تسمع صوت تركي من جديد : مستحيل ما اصدق يقولي حبيبتي ما توقعته يلين بالسرعة هذي
تركي : جود حبيبتي وش فيك ؟!! عسى ما شر ؟!!
بمجرد ان نطق اسم جود تحطم كل شيء رسمته في خيالها منذ برهه وتمتمت بحقد والغيرة تتملكها : انا مش جود
تركي والحيرة تملكته : مش جود !! طيب من إنتي
اماني : تركي انا أحبك وابيك .. وصار لي سنين كاتمة هـ الشي بداخلى واتمنى في يوم اصير زوجتك
تركي بجديه : يا حلوة الظاهر انك مضيعه وغلطانه فالرقم .. ولا عاد تتصلين مره ثانية فاهمة
أغلق الهاتف في وجهها دون ان يتعاطى معها في الكلام .. وهذا ما جعلها تثور من الداخل
أماني وهي ترمي بالهاتف بعيدا تمتمت بحقد : طيب يا تركي اوريك .. انا وراك والزمن طويل
تركي أمسك بهاتفه واتصل بابنته جود : مراحب كيفها حبيبة البابا
جود وهي تتظاهر بالغضب : اعترف اشوف مع من كنت تتكلم من شوي
تركي : ههههههههه نعتبرها غيره
جود : والله من كثر ما تناديني باسم ماما حسيت نفسي أني مسئولة عنك .. وعاد باباتي ما شاء الله عليه حلو ومليح وجاه ومال والف وحده تتمناه ..!! عشان كذا لازم أحط بالي عليك كويس ..
تركي : طيب حبيبتي خذي راحتك .. وسأليني في الطالعة والنازلة .. وانا موافق على كل كلامك .. المهم طمنيني عنك
جود : كويسه .. كالعاده الجامعه ملل .. ودي أرجع البيت واشوفك واشوف السكندر
تركي : طيب وش رايك نتغداء برا
جود : لا بابا انته تعبان لا تحمل نفسك فوق طاقتك .. وانت تعرفني ما احب المطاعم كثير
تركي : طيب يا بنيتي اللي يريحك .. اول ما تطلعي بلغيني
جود بابتسامه : طيب بابا
:
المملكة العربيــــــــــــــة السعودية
وصل إلى المشفى .. كان قلقا عليها .. ظل يفكر فيها وفي تلك العينين الذابلتين .. بقيت ساعات طويلة على إنتهاء دوامه وهذا ما جعله يقلق أكثر .. ظل يدور في زوايا مكتبة يمنه ويسرى ويشعر وكأنه سينفجر في اي لحظة
ليث : كيفه الحلو !!
رائد بابتسامه ممزوجة بحزن : طيب ولله الحمد ..
ليث : بس شكلك متوتر
رائد وصبره بداء ينفذ تمتم بخوف : تعرف نجود اللي أكلمك عنها كل يوم
ليث بابتسامه : حبيبة قلبك !!
رائد قاطعه بحزم : لا أنا ما احبها .. كل ما في الموضوع متعاطف معها .. ليش انها عايشه مع ام قوية وظالمتها
ليث بسخرية : رائد ليش تكابر ..!! انته تحبها .. وشعورك اتجاها مش مجرد شعور بالأخوة
رائد بثقه : لا الموضوع مش مكابر !! بس انا متأكد انه نجود ما تعنيلي شيء .. كل ما في الموضوع أنه نجود تربت على ايدي .. يعني اوقات أحس أني نفس أخوها الكبير ولي حق اخاف عليها حالها من حال ميس !!
ليث : ههههه طيب يا رائد .. أتمنى ما يجي يوم وتخسر اللي تحبها وتخسر معاها كل شيء .. ساعتها بتندم كثير
رائد : ليث الله يخليك اللي فيني مكفيني .. انا خايف عليها كثير .. كانت تعبانة من جد
ليث بابتسامه : طيب هدي نفسك وفهمني وش السالفة !!
ليث صديق رائد يبلغ من العمر 28 عاما .. طويل عريض الجسم .. حنطي البشرة .. عيناه واسعتين يرتدي نظارة تزيد جمال تلك العينين .. طيب القلب حنون .. وصديق مخلص ..
ظل رائد يحكي ما حدث له مع نجود منذ أن شاهدها تبكي امام باب منزلها وحتى خرجت تبكي من منزلهم دون أن يعلم ماذا حدث هناك بالضبط .. كان ليث يستمع إلى ما يقوله رائد بتمعن شديد حتى يستطيع أن يفهم ويحلل ما يحدث
ليث : بس هذا اللي صار .. ما قدرت تفهم من أختك وش اللي صار بالضبط !! الموضوع معقد كثير
رائد قاطعه بصوت مرتفع وهو يضغط على يديه بقوة : وهذا اللي خانقني !! حاس نفسي بجن
ليث : طيب أتصل بأختك واسألها وش صار بالضبط
رائد : نص ساعه وانا أحاول فيها .. بس مو راضية تتكلم .. مو قادر أحل هـ اللغز ... ودمعة نجود حارقتني
ليث بابتسامه : رائد ان شاء الله نجود ما عليها إلا العافيه !! ولا تشغل بالك .. هدي نفسك يا خوي وخلنا نكمل شغلنا

يتبع ,,,,

👇👇👇

تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -