بداية

رواية احلامي المزعجة -60 البارت الاخير

رواية احلامي المزعجة - غرام

رواية احلامي المزعجة -60

نظرت لها وهي تحاول ان تفهم ما ترمي اليه : نعم اتذكر
__ هل تتذكرين ماذا قلت لك حينها ؟
اردفت بهدوء : الم ابلغك اني بجانبك ضد ولدي وانه اذا اغضبك ابلغيني وانا سآتي لك بحقك منه
هزت نور راسها ايجابا لتسالها بهدوء : لماذا لم تخبريني بما يدور بينكم نور ؟ هل كنت تحسبين انني امزح معك ؟
لا حبيبتي ، ثم لماذا تتركين بيتك وتذهبين ، لا تفعلي هذا ابدا مرة اخرى، انه بيتك قصرك واذا لا تريدي ان تشركيني بمشاكلكم فتصرفي انت بقوة ، اغضبي منه وانت بجناحك وبغرفة نومك دون ان تخرجي منها ، اتركيه يعلم انه لا يقوى على بعدك وانت بجانبه ، ظلي بجانبه وهو لا يستطيع ان يقترب ليشم رائحة شعرك ، لا تتركيه وتذهبيه وكأنك تخبريه ان يعتاد على حياته بدونك
الرجال يملون سريعا نور ، اذا اعتاد على عدم وجودك لن يفرق وجودك من عدمه بعد فترة ، وسيعتاد على انك ستذهبِ وتتركيه وبعد فترة ستعودِ مرة اخرى
او يتأقلم على حياته بدونك ولا يريد عودتك .
نظرت لها بخوف لتبتسم لها مطمئنة : ياسين يحبك نور
وانا اعلم بولدي جيدا ولكن لا تأمني ردة فعله في معظم الاحيان ، اذا اغضبك مرة اخرى ، لا تتركيه بل ابقى بجانبه ودعيه يتعلم ان يفكر مائة مرة قبل ان يغضبك مرة اخرى
واذا احتاجت مساعدتي باي وقت اعلمي اني سأدعمك امامه فاذا كان مخطئا لن اتردد في معاقبته من اجلك
ضحكت نور بمرح لتحتضنها نوارة هانم بحب : انت ابنة الغالية تذكري ذلك جيدا ، وغلاتك من غلاة ياسين
ابتسمت نور بحب لهذه الانسانة التي تحاول ان تعوضها عن والدتها لتحتضنها بحب هي الاخرى : هيا اذهبي الي زوجك
نهضت : بعد اذنك امي
خرجت من الغرفة واغلقت الباب خلفها لتلفت وتجده واقف خلفها ، شهقت بخوف ليسحبها بين ذراعيه
ابتعدت عنه بغضب : افزعتني ياسين
اقترب منها اكثر وشدها اليه : كنت انتظرك لنصعد معا
ابتسمت له ليمسك يدها : هيا
صعد لأخر السلم وهم بحملها ليجد يوسف امامه شعرت بالارتباك يغلفها لينظر الي اخاه بحده ، اخاه الذي ابتسم باتساع وهتف بسعادة : نور عندنا يا مرحبا يا مرحبا
اتسعت ابتسامتها : مرحبا يوسف ، كيف حالك ؟
__ بخير الحمد لله ، صاح بصوت عال : جيجي نور هنا
اشار لها بيده : تعالي نور ، انجي ستسعد انك جئت اخيرا
تبعته بصمت وطرقت الباب الخارجي بهدوء قبل ان تطل براسها : السلام عليكم
سمعت انجي تقول من غرفة المعيشة خاصتهم: تعالي نور ، تفضلي
واقف وهو يشعر انه سينفجر من الغيظ من يوسف الغبي
الم يستطع تمييز انه يريد ان يجلس مع زوجته بمفرده
طل عليه يوسف من الداخل : ارى انك مرتاح ياسين بوقفتك هذه ؟
نظر له بحده ليكمل : تعال لترى غرفة محمود بعد ان انتهينا من ديكوراتها ومعتز اتى له بأشياء جديدة ، ووضعنا له ما اتيت انت به ايضا ، تعال
نظر له بغضب وجز على اسنانه ليدهش يوسف : ياسين ، ما بك ؟ لماذا اشعر بانك غاضب من شيء ما ؟
نظر له وقال بحده : هل تشعر اصلا يوسف ؟
نظر لأخيه بتعجب ليزفر الاخر بضيق : تعال يوسف لأرى غرفة طفلك
دخل مع اخيه لتراه هي وهو يدلف الي الداخل وتقول لأنجي بسرعة : سأنصرف انجي وسآتي لك بالصباح
قبلت الطفل بحب ووضعته بفراشه المتحرك واشارت لها وخرجت مسرعة لتذهب الي جناحهم


نظر الي غرفة الطفل وهو يبتسم بسعادة : رائع يوسف الغرفة مكتملة لا ينقصها شيء ، مبروك يا اخي
__ عقبالك ياسين ، تعال لنجلس معهم
اتجه مع يوسف وهو يخبره بان عمر سينضم الي الشركة
وان الاتفاق سيكون معه وان يدرج بالاتفاق ان عمر سيصبح مسئولا عن فرع الاسكندرية
طرق الباب بهدوء وهو يدلف وراء اخاه ،
لتبتسم انجي : تفضل ياسين
سال يوسف : اين نور ؟
__ قبلت مودي وخرجت بعدها فورا لم تجلس اصلا
رفع ياسين حاجبية : حمدا على سلامتك انجي
اتجه الي فراش الصغير وابتسم له وانحنى يقبله : سأنصرف انا الاخر ، تصبحون على خير
خرج سريعا من الغرفة ليسرع خطواته الي جناحه ويفتح الباب وهو يشعر بسعادة بالغه ويبتسم باتساع وهو يتجه الي غرفة النوم لتتجمد ابتسامته وتعلو الدهشة ملامحه
ابتسمت بهدوء وارتجفت وقالت برعشه تبدو في صوتها
__ اشعر بالبرد ياسين
ردد بدهشة : تشعرين بالبرد ، هل تركت شيء بملابسك الشتوية لم ترتديه ؟
خفضت وجهها خجلا ونظرت الي روبه الثقيل الذي ترتديه فوق بيجامتها الواسعة الصوفية : اشعر بالبرد فعلا ياسين
ابتسم : لماذا لم تديرين جهاز التدفئة ؟
قالت بارتباك وصوت منخفض : لم استطيع الوصول اليه ، وضعت الكرسي ولم استطع الوصول اليه
اشارت بيدها الي الكرسي الموضوع لينفجر ضاحكا ويذهب ليشغل جهاز التدفئة المركزي ، خلعت روبه الثقيل وذهبت لتندس بالفراش ليشدها الي حضنه شهقت مرة اخرى
نظر لها بهدوء : انت لا تخافين مني نور ، اليس كذلك ؟
هزت براسها نافيه ليسالها بنبرة هادئة : اذن لماذا تشهقين هكذا ؟
__ لم اتوقع ان تقطع هذه المسافة سريعا
هز راسه متفهما لينظر الي بيجامتها الكاروهات الواسعة وابتسم : هل هذه بيجامتي ايضا ؟
احمر وجها بشده : لا انها بيجامتي
ابتسم ساخرا : حقا ، حسنا سأبدل انا الاخر ملابسي
تركها لتدخل الي الفراش وتندس بالأغطية واتجه الي الجانب الاخر وبدا يلعب بهاتفه سالته بهدوء : ماذا تفعل ؟
__ اضبط الهاتف ، لينبهني لصلاة الفجر
هزت راسها متفهمه و قبل ان يصل الي دورة المياه
نادته : ياسين
التفت اليها لتقول بهدوء : سأنام انا ، لا توقظني للصلاة فلدي عذر اكملت جملتها لتغطي راسها بلحاف السرير
يشعر بالغباء يخيم على راسه لا يفهم جملتها ، وقف ينظر اليها مطولا وردد بدهشه : عذر ، ليعقد حواجبه ويردد :عذر
واخيرا انعم الله عليه بنعمة الفهم لينفرج وجهه عن الذهول وهو يردد : عذر
لا تعلم كيف فعلت هذا ، ولكنها لن تستطيع ان تنتظر الي ان يقترب منها لتبلغه ، لا تنكر صدمتها عندما اكتشفت هذا الامر صباحا وخرجت من دورة المياه بوجه شاحب ، لدرجة جعلت علياء تسالها بفزع : ما بك ؟
نظرت اليها وهي لا تعلم بماذا تجيبها ، لتستنتج الاخرى وتنفجر ضاحكة وهي تقول بمرح : الله يعينه عليك
شعرت بالغطاء يتحرك من على وجهها ليسحبه من عليها بهدوء وينزل ذراعها الموضوع على راسها وهو يبتسم بوجهها : انظري الي بيجامتي انها اجمل من بيجامتك
نظرت اليه وقالت بإحراج : انها اغمق قليلا
__ نعم انها رجالية ، لذلك لونها اغمق
دنا منها اكثر وهو يسحبها من ذراعها الي احضانه
__ هلا شرحت لي موضوع العذر هذا
احتقن وجهها بالأحمر القاني لتقول بزمجرة رقيقة : ياسين
__ اذن كما فهمت ، وهل يمانع السيد عذر ان احتضنك بين ذراعي لأعرف انام وارتاح ؟
هزت راسها نافيه ليبتسم ويقبل جبينها برقه حانية
__ تصبحين على خير حبيبتي
قبلت خده بهدوء : وانت من اهل الخير
استكانت بين ذراعيه ليضع راسه بجانب راسها كما اعتاد ان ينام بالسابق ويقبل اذنها بهدوء ويحدث نفسه كم اشتقت اليك حبيبتي
*******************
وقفت تنظر الي نفسها بالمرآه وتعدل اخر لمسات زينتها
لحضور حفل سبوع محمود بك كما يناديه احمد
الثلاث ايام الماضية كانت من اجمل ايام حياتها ، فياسين تفرغ لها نهائيا و اعد لها برنامج ترفيهي يومي و يختلف كل يوم عن الاخر ، استمتعت بهذه الايام للغاية وابتسمت وهي
تتذكر المشادة الكلامية التي نشئت البارحة بين يوسف وانجي ، انجي تريد اقامة حفل سبوع لمحمود ويوسف يريد ان يقيم عقيقة للطفل على حسب السنة ، وفي الاخير قررت نوارة هانم ان يفعلا الاثنين
ابتسمت وهي تتذكر ياسين وهو يضحك عليهما ، لتجده واقف وراءها وينظر اليها وعيناه يشع منها الاشتياق
ابتسمت بخجل ، ليقترب منها بهدوء
دخل الي الجناح ليرى اذا كانت انتهت ام لا ، لتنزل وتكون بجانب والدته ، ليكتم انفاسه مبهورا بجمالها ، نظر اليها ودارت عيناه على تفاصيل جسدها المثير ، وهي ترتدي تنورة طويلة من القطيفة سوداء اللون بفتحتين من الجانبين ومزينة على الخصر بسلسال ذهبي اللون طرفيه يصلا الي نصف فخدها وترتدي عليها بلوزة قطنيه مشمشية اللون
بأكمام ولكنها نازلة من الاكتاف لتبين رشاقة وجمال رقبتها
شعرها ملموم الي الوراء على شكل ذيل حصان وقصتها تزين وجهها ، ارتدت وهو يناظرها حلق ذهبي طويل لتبدو رقبتها اجمل واطول
اقترب منها بهدوء ليقبلها بطرف عنقها ويخرج من جيبه علبه مخملية ويخرج منها سلسة ذهبية رفيعة قصيرة مزينه بحجر كهرمان صغير يستقر بالتجويف الواقع بطرف عظمتي الترقوة
شهقت بإثارة: جميلة ياسين، ما المناسبة ؟
نظر لها بحب ولهفه : مناسبتها ان حبيبتي عادت الي ورضت عني
ابتسمت بدلال مغري ووقفت على طرف اصابعها لتقبل شامته وتهمس بجانب اذنه : شكرا حبيبي
قفز قلبه بجنون من ابتسامتها ليغمض عينيه وهو يشعر بالسخونة تلم بخلايا جسده عندما قبلته لتقضي همستها على ما تبقى عنده من عقل ويضمها الي صدره بقوة : اشتقت اليك حقا
استمتعت بحلاوة عناقه وقوته ليتركها بعد قليل وهو يبتسم لها
__ هيا انتهي من استعدادك لننزل الي الاسفل
__ حاضر
جلست على الاريكة لترتدي حذائها ذو الرقبة العالية بنفس لون البوزة الذي يصل الي تحت الركبة .
نظر اليها وهي تجلس لتنكشف ساقيها البيضاء من فتحتي التنورة فيعقد حاجبيه وهو يفكر هل التنورة ستكشف عن ساقيها ليراها الحاضرون ولكن عند ارتدائها حذائها ذو الرقبة العالية ووقفت تبين له انه يغطي ساقيها تماما من فتحتي التنورة ابتسم بارتياح
قال بحب : لفي نور .
نظرت اليه بدهشه قال امرا مرة اخرى : لفي ، دوري حول نفسك اريد ان اراك جيدا .
ابتسمت ووقفت لتلف على رجل واحدة حول نفسها كراقصات البالية ليبتسم بسعادة ، دارت مرة اخرى ليعلق كعب الحذاء الطويل بالتنورة فكادت ان تقع ليلتقطها بين يديه
ويقعا الاثنين ارضا ، هو ظهره ارضا وهي تستلقي فوق صدره ، سالت بقلق : انت بخير .
ابتسم ابتسامته الجانبية : نعم ، اذا كنت بخير ، فانا بخير .
__ انا بخير الحمد لله .
شهقت بفزع : احمر شفاهي لطخ قميصك الابيض
قام واقفا لينظر الي المرآه ويجد مكان شفتيها ظاهر بوضوح عند ياقة القميص ليبتسم : سأنزل هكذا ليرى الناس مدى حبك لي
اتسعت عيناها رعبا ليضحك بقوة: لن افعل هذا طبعا
امزح معك ، سأرتدي شيئا اخر
خلع القميص امامها ليظهر جسده الاسمر القوي بعضلاته المفتولة لتخفض راسها ووجنتيها متوردتين ليأتي بقميصين من الدولاب ويقترب منها : ايهما افضل ، الازرق الفاتح ام الرمادي الفاتح
نظرت له بهدوء : الرمادي انه يطهر لون عيناك اكثر
رمى القميص الاخر من يده ليرتدي ما اختارته ويقف امامها
ويقول بهمس : اغلقيه ، هيا ساعديني
بدأت تغلق ازرار القميص بارتباك ليريح كفيه على خصرها
نظرت له بلوم ليهمس : كل شيء مباح نور ، الم نتفق ؟
نظرت له : ماذا تريد ؟
شدها اكثر اليه لتقترب وتلتصق بصدره العاري
العريض : اريد ان اعلم هل اشتقت الي ام لا ، تريدينني مثلما اريدك ام لا ؟ خائفة مني ام لا
صمتت ليتنهد : ابحثي عن الاجابات نور ، عندما تصلي اليها
اخبريني
اغلق باقي ازرار قميصه ، ليرتدي جاكيت اسود اللون عليه
نظرت اليه وهي تراه بمظهر غير رسمي يظهر قوته ووسامته ، بنطلونه الجينز وقميصه الرمادي الذي يبين جسده القوي و الجاكيت الاسود ليعطيه جاذبية فريده لم تقابلها من قبل ،شعره الطويل الي حد ما مصفف بعنايه بحيث يلامس رقبته ، ذقنه خفيفة الشعر وعيناه الواسعتان بمقلتيه الرماديتين المتألقتان دائما بحب ولهفه وشوق اليها
ابتسم بخفة: جاهزة ؟
هزت راسها بالإيجاب ليقول : هيا بنا


*************************

انتهى حفل السبوع

 الذي كان ممتعا واستأذن عمر بالانصراف فذهبت لتودعه وتودع علياء وتتفق معهم انها ستمر عليهم بعد غد لتوديعهم قبل انتقالهم الي الاسكندرية
خرجت مع اخاها للخارج القصر وودعته الي ان انصرف بالسيارة من امامها لتلتفت وتجد ياسين وراءها
ابتسمت ليمسكها من ذراعها ويهمس لها : تعالي معي
سارت بجواره لتفاجئ بانه ذاهب بها الي السيارة
ويقول لها : اركبي
وصلا الي مرفأ نيلي ابتسم وهو يقول : هيا انا اعددت لك رحلة نيليه ، اتمنى ان تعجبك ، ارتدي الجاكيت حتى لا تصابين بالبرد
ابتسمت وهي ترتجل من السيارة وترتدي الجاكيت
وتذهب معه الي المركب الجميل


تقلبت في الفراش بملل وتذكرت الرحلة النيلية الممتعة وقضاء الساعتين معه على ضوء الشموع وهو يتحدث معها عن الفترة الماضية التي مرت عليه بدونها ، حدثها عن العمل وعن مشكلته مع معتز واخبرها انه سيأخذها لترى المجمع التجاري الذي صمم مبانيه بنفسه ، وانتهت الرحلة ليعودا الي القصر وها هي تستلقى بين ذراعيه وهو يغط بنوم عميق ، وهي لا تستطيع النوم ، تفكر بأحوالهم الي الان لم تعد الامور الي طبيعتها بينهم ، وعلى الرغم من رؤيته لها وهي تصلي العشاء بعد عودتهما من الخارج الا انه لم يقترب منها مع انها رات نظرة عينيه الملهوفة ولكنه اخبرها ان تبحث عن الاجابات وتخبره ، هل بالفعل يريدها ان تخبره أنها اشتاقت اليه ، الا يشعر بها ، انها تذوب شوقا اليه
هل حالة التردد الذي تنتابه لأجل ان لا يخيفها ، الم يستوعب ان هذه الرجافات والشهقات لم تكن تنتمي للخوف بل تنتمي الي شيء اخر تشعر به يمتلكها عندما تشعر بدفء جسده قريب منها
نظرت اليه وهو نائم ،تشعر بالحب والشوق يملاها
تنهدت بشوق وهي ترى شامته الحبيبة ، رفعت حاجبها اذا كان لا يفهم ، سأفهمه اني بالفعل اشتقت اليه
وضعت طرف سبابتها بين شفتيها وهي تفكر كيف ستخبره انها اشتاقت اليه ، لوت فمها بخيبة امل
لتتذكر كلام علياء لها ، لتبتسم و عقلها يُضاء بفكرة عبقريه
كادت ان تصفق لها ولكنها امتلكت نفسها وكتمت تنفسها وهي تنهض من جواره وتتحرك بهدوء شديد
بدلت ملابسها الي ملابس عادية لتستطيع الخروج من الجناح ولبست شيء ثقيل ونزلت الي الاسفل
شهقت عند رؤيتها ليوسف عند دخولها الي المطبخ
الذي رفع حاجبيه ثم ابتسم : ما بك ؟ كأنك رايتي شبحا
ابتسمت بخجل وهي تقول بارتباك : لا ، ولكني لم اتوقع رؤية احدا مستيقظ الان
ضحك ساخرا : من لديه محمود بك لا يستطيع النوم يا نور
ضحكت بخفه : الله يحميه
سال بهدوء : ماذا تفعلي هنا ؟
__ شعرت بالجوع و نزلت لأعد شيء سريعا لأؤكله
__ أوقظِ احدا من العاملين ليعدوا لك العشاء
نظرت له بعدم تصديق وقالت : لا طبعا ، ساعد بعض الشطائر ، ماذا تفعل انت ؟
كح بهدوء : اعد رضعة محمود
ضحكت بتلقائية ليتبرم هو : انجي متعبه طوال اليوم وانا اساعدها
نظرت له بدهشه من تبرمه : عادي يوسف ، لا يوجد ضرر لتساعدها وبالفعل انجي بذلت مجهود كبير اليوم
ابتسم : لقد قابلت احمد وانا نازل و سخر مني ولذلك اشعر بالضيق
نظرت له بعتب : يوسف اذا كنت مقتنعا بما تفعله فلا تتأثر بآراء الاخرين
رص زجاجات الحليب المعدودة بالحافظة ليبتسم لها : طبعا مقتنع ، ثم كما قلت لا ضرر من ان اساعدها
سأصعد الان قبل ان يوقظ محمود بك القصر كله بصوت بكاءه ، تصبحين على خير
تركها وذهب لتعد هي بعض من الشطائر وترصصها بصينيه متوسطة الحجم ، وتصعد الي الاعلى


وضعت الصينية على الطاولة الموضوعة بردهة الجناح وذهبت لتقف امام الدولاب واختارت شيئا لترتديه
ثم ذهبت الي دورة المياه لتستحم وتبدل ملا بسها


اقتربت منه بهدوء وهزته بخفه : ياسين
همهم بكلمات غير مفهومه لترفع صوتها قليلا : ياسين
تحرك بجسده حركة قليله لتهزه بقوة اكبر وترفع صوتها
__ ياسين
رمش بعينيه ليجلس وهو عاقد حاجبيه : ماذا هناك ؟ هل انت بخير ؟
ابتسمت : نعم
تنهد بارتياح لتقول بارتباك : ولكنني جوعانة واريدك ان تستيقظ لتتناول معي الطعام فانا لا استطيع ان اؤكل بمفردي
نظر لها ببلاهة لتقول له : هيا انهض اغسل وجهك وتعال ، ستجدني بالخارج
نهض وهو يشعر بالتعجب منها : الم تكن تستطيع ان تنتظر الي الصباح ويتناولون الافطار معا ؟
تنهد بدهشه وتوجه الي دورة المياه ليفعل ما قالته
ويذهب اليها ، نظر بردهة الجناح فلم يجد احد صاح بضيق
__ نور ، اين انت ؟
جاء له صوتها من غرفة المعيشة : اجلس وانا سآتي حالا
زفر بضيق هذه المرة وهو يجلس ، تناول احد الشطائر وقضمها وهو يشعر بالغيظ منها ، ماذا تفعل ولماذا توقظه الان ، تنفس بقوه عند رؤيته لها وهي قادمه من الداخل
ليكح بعنف ولا يستطيع التنفس
اسرعت اليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، اشرب قليلا من الماء
ناولته كوب الماء ليشرب من القليل ، استعاد تنفسه الهادئ لينظر لها مطولا وهي ترتدي قميصها الحريري الوردي ذو السلسلة الفضية ليشدها من يدها بهدوء ويجلسها بحضنه ويحيطها بذراعيه :هل انت حقيقية ؟
همست بتلاعب : ماذا ترى ؟
مرر اصابعه على ظهرها بهدوء : ارى شيئا تمنيته من اول زواجنا ، بل من قبل زواجنا ، عندما نسيت هذا القميص بالأسفل لأراه
نظرت له باستفهام ليكمل بهدوء : أتتذكرين يوم ان اتيت وانا متعب وراني عمر وانا نائما بحضنك
هزت راسها ايجابا : يومها طلب عمر منك ان ترينا ما بالأكياس فغضبتي ولممت الاكياس سريعا وصعدتي وصعد هو وراءك لأرى انا هذا القميص الحريري ومن يومها وانا اتمنى ان اراه عليك بالفعل
نظرت اليه بدهشه : اذن لم ترى اشيائي كما اخبرتني
ضحك وهو يهز راسه نافيا ، لتبتسم بوجهه : هل من الممكن ان تتركني لأتناول الطعام ؟
همس بأذنها : هل بالفعل تريدين تناول الطعام ؟
هزت راسها : نعم
__انظري الي عيني وقولي انك تريدين تناول الطعام
خفضت عيناها بعيدا عنه ليقول بلهفة وشوق : كما توقعت تماما
********************
ضحكت بقوة ومرح وهي تتلوى بين ذراعيه : توقف ياسين ، ارجوك توقف
دغدغها مرة اخرى وهو يضحك على ضحكتها المنطلقة
__ لم اكن اعلم انك تغارين بهذا الشكل
ضحكت مرة اخرى لتمسك بيده وقالت بدلال : ارجوك ياسين .
نظر اليها بحب ليمسكها من ذراعيها ويسحبها ليضعها فوق صدره العاري ، اراحت راسها فوق قلبه مباشرة وقالت بهدوء وهي تنظر اليه : احبك ياسين
ضمها بقوة الي صدره العاري وقبل راسها بهدوء
__ اتعلم ياسين ، عندما ذهبت الي هناك ، كنت استيقظ على صوت صراخ لا اعلمه مصدره ، اكتشفت بعد جلساتي مع الطبيبة انه كان صوت امي ، والاحلام التي كانت تزعجني كانت بسبب ما رايته وانا صغيره
دمعت عيناها ليربت على راسها ويضمها الي صدره بحنان
نظرت اليه : هل تعلم لماذا كنت اجفل منك قبل زواجنا وفي بدايته ؟
نظر لها وحثها على المتابعة ،لتكمل : لأني كنت اراك بأحلامي واسمع كلمات ساخرة بانك ستصل الي ما تريده ، كنت المح بعينيك نظرة ساخرة مريرة في الحلم فكنت اخاف ان اراها بالحقيقة ،
لم استوعب ما رايته وانا صغيرة ولكن عقلي على مدار السنوات ترجمه لخوف ورعب من أي علاقة تقربني من الجنس الاخر
ابتسمت ساخرة : ولأنك الرجل الوحيد الذي اقتحمت حياتي
واقتربت مني ، عقلي كان يخلط بينك وبين عمي ، و كنت اراك بوضوح بدلا منه في احلامي ولذلك كنت اخاف منك
كنت اشعر بالبرودة تمتلكني عندما تقترب مني واتذكر احلامي فيقشعر بدني واتصلب بين ذراعيك لتنهمر دموعي
ولهذا السبب ايضا كنت ارتجف منك بعد اخر ليلة لنا معا لان احلامي عادت مرة اخرى وبصورة يومية ، بل كنت اسمعك وانت تقول لي انك تريدني ان ابتعد عنك لأني اشعرك بالنفور ضمها بقوة : اسف حبيبتي ، سامحيني ، لم اكن اقصد ، لا تعذبيني نور
ابتسمت ودخلت الي حضنه اكثر ولكني حلمت يوما بانك تقبلني برقه وتتأسف لي وتحتضنني بحنان
ابتسم وهو يتلاعب بخصلات شعرها : لم يكن حلما نور
كان حقيقي ، ولولا غيرتي ذلك اليوم وانا اسمعك وانت تضحكين مع يوسف لكنت اعتذرت لك وما كان حدث ما حدث
ادارت اناملها على صدره ليبتسم ويقول : لا توقظي الوحش نور
ضحكت برقة ، لتكمل : ولكن في اخر فترة قضيتها في المشفى كنت اراك بأحلامي ايضا ولكنها كانت احلام جميلة تثير بنفسي شعور جميل
وعندما خرجت من المشفى ولم اكن استطيع النوم اخبرتني علياء انني لا استطيع النوم لأنك ليس بجانبي ، سخرت منها حينها ولكني لم اكن استطيع النوم فعلا الا عندما اتناول حبه مهدئ و كنت اراك بأحلامي عندما اذهب الي النوم لدرجة اني لم اكن اريد الاستيقاظ حتى تظل معي ، ولكن في يوم شعرت بالفعل انني احتضنك واستيقظت لأجد ان ملابسي مليئة برائحتك
ضحك بقوة : لم يكن حلما نور ، فانا بالفعل قضيت هذه الليلة بجانبك ، ولولا علياء لكنت استيقظت لتجدي نفسك بين ذراعي ،ولكان عمر قتلني عندما راني بجوارك
ضحكت بمرح : لماذا انت زوجي ؟
__ عمر كان يتعامل معي على اساس اني سأختطفك
ابتسمت : كان خائف منك ، خائف ان تؤذيني انت الاخر
نظر لها واتكئ على كوعه ليمرر ظهر سبابته على ذراعها العاري : ولكنك كنت ترتجفي مني الايام الماضية نور وتشهقي كلما اقتربت منك ، مع انك منذ قليل كنت رائعة معي
ابتسمت وهمست بدلال وهي تقترب منه : هل كنت تظن اني ارتجف خوفا ياسين ؟
نظر لها باستفهام لتبتسم وتهمس بغنج : كان شوقا حبيبي
كنت ارتجف شوقا حبيبي
نظر لها والرغبة تلمع بعينيه لتكمل : منذ ان خرجت من المشفى وتوقفت احلامي المزعجة وانا ارتجف شوقا اليك ياسين ، حتى عندما رأيتني وانا اركب السيارة بجانب عمر كنت ارتجف لأني كنت افكر بان ارتمي بين ذراعيك واخبرك بمدى شوقي اليك
قبلها بتطلب لينظر اليها : اذن لا مزيد من احلامك المزعجة نور
هزت راسها نافيه ليقول بمكر : هلا اخبرتني الان بمدى شوقك الي
ضحكت بسعادة لتقبله بشامته : بكل سرور حبيبي
****************

بعد خمس سنوات

جالسة تنظر الي الصور الاخيرة التي التقطوها في اجازة المصيف وتبتسم على العائلة الكبيرة التي اصبحت فردا منها
عمر الله رزقه بإسماعيل هذا الطفل الذي ذو الاربع سنوات جاء يحمل ملامح عمر وعينان علياء البندقية وعندما يضحك تشعر بان الشمس اشرقت بوجهها ،مرح كوالدته واباه ويتمتع بخفة ظل وشقاوة تقفز من عينيه . علياء الان حامل للمرة الثانية بشهرها التاسع ستلد قريبا ان شاء الله
مستقران مع عمتها في الاسكندرية بعد ان بنى عمر قصر جديد بلا من المحترق
وانضم الي عائلتهم فرد جديد الا وهو صفي الذي تبنه عمتها منذ اربع سنوات ، عمر يحبه كثيرا ويتعامل معه كانه اخاه الصغير وهي تحبه وتشعر بانه اخاها الصغير فالصبي ملامحه طيبة ورقيقة ومهذب وهي ترى ان الله رزق عمتها به ليعوضها عن سنين الوحدة التي قضتها في الماضي ويعوضها عن طفلها الذي فقدته
يوسف وانجي لازالا كما هما وكلما تمر السنين عليهما يزدادا حبا وجنونا ، رزقا بلجين من نفس عمر محمد تقريبا فتاه رائعة الجمال ببشرتها القمحية وعيناها الصافية كالعسل الابيض وشعرها البني الفاتح يزيدها جمالا ، هادئة لدرجة انها تشعرها انها لا تنتمي الي هذه العائلة الصاخبة
فمحمود اتي ليأخذ شخصية يوسف المرحة وجنون انجي وقوة وصلابه ياسين ، كم تعشق هذا الطفل بعيونه الزرقاء الصافية التي تذكرها بالبحر الهادئ ، وشخصيته الاسرة التي تذكرها بياسين ، فهو قوي وملامح رجولته تشع من عيناه
بسنت ومحمد رزقهما الله بتوأم ادهم وسارة يملئان حياتهما سعادة وفرح ولا نستطيع وصف فرحة بسنت عندما اخبرتها الطبيبة انها حامل للمرة الثانية ، فكل ما كانت تتمناه طفل واحد ولكن الله اعطاها من فضله ، الحمد لله
علي يعيش حياه سعيدة مع زوجته الحبيبة الجميلة وابنته الرائعة رزقه الله بمصطفى طفل جميل وهادئ الطباع كوالده
لا تنكر دهشتها من معاملة ايه الحسنة لها ولكن من الواضح ان الزمن يغير من لا يتغير
نادين واحمد واولادهم استقروا بمصر ، ويسكنوا معهم بالقصر نادين تحسنت معاملتها لأحمد كثيرا ولهم ايضا لم تعد مزاجية كما كانت بل وتهتم بأبنائها كثيرا وكفت عن مشاجرتها المستمرة مع ياسين
نهى الله رزقها بمهند طفل عوضها عما فقدته وتستقر مع عمرو و يمني في شقتهما جيران لعلي كما كانوا دائما ولكن نهى لم تعد معها كما كانت وهذا الامر يحزنها ولكنها لا تستطيع فعل شيء ، ياسين نفسه اخبرها ان لا تشغل راسها بهذا الامر فنهى مع الوقت ستعود كما كانت
ياسر ومريم وعائلتهم الكبيرة مازالا اصدقاء مقربين لياسين وبالتالي اصبحا اصدقاء مقربين لها هي ايضا
عائلة قائمة على الحب والصداقة والوفاء ولذلك هي عائلة مترابطة وقوية وهي تحب قربهم من عائلتها
معتز الشريك الجديد لزوجها تزوج بعد عودتها الي ياسين بفترة ورزقه الله بأحمد ذو الثلاث سنوات وفارس الرضيع الصغير ، اصبح صديقا مقربا لعمر بعد ان انتقل الي الاسكندرية واصبح مسئولا عن الفرع اداريا ويعاون عمر كثيرا ، وعمر معجب بإدارته للفرع وياسين يشيد بعمله

وفاء تعيش مع زوجها واولادها حياة هادئة ومستقرة
وتظلل على اخواتها البنات وعليها هي ايضا بدلا من الخالة عائشة
اليوم عائلتها الكبيرة ستتجمع عندهم فاليوم عيد ميلاد امنيه الرابع
ابتسمت عندما تذكرت ياسين من قبل ارع سنوات يوم ما بشرته بحملها في امنيه

جلست تنتظره، فهو تأخر اليوم كثيرا عن موعده اليومي
الشهران الماضيان مروا عليهما بسعادة وهناء تفاهما كثيرا وياسين سيطر على غيرته وغضبه ايضا ، لن تنسى رحلة لبنان الذي فجاءها بها ذهبا لحضور حفل زواج بسام وجميلة وقضوا خمسة عشر يوما في لبنان تعويضا لها عن شهر العسل الذي لم يتم المرة السابقة
سمعت خطواته تقترب لتتجه وتختبئ خلف باب الغرفة
دخل من الباب ولم يراها لينادي بصوت عال : نور ، اين انت ؟
مشت خلفه ببطيء وهدوء ليلتفت لها بسرعة ويحملها بين ذراعيه وهو يضحك ، لتصيح بغضب : اريد ان افزعك مرة واحدة بحياتي
قبلها بشوق : اشعر بك حبيبتي ، اشم رائحتك حولي
جلس على الفراش ليجلسها بحضنه ابتسمت وتوردت وجنتيها لتنظر اليه تلاعب بخصلات شعرها : ما بك حبيبتي؟ اشعر ان لديك شيء تريدي ان تبوحي به
مسكت يده ووضعتها على بطنها بهدوء لتتسع عيناها ويسالها
__ انت حامل ؟
هزت راسها ايجابا وعيناها تتراقصان بفرح لتتردد صيحاته الفرحة بأرجاء المكان ، وضعت يدها على فمها : هششش ، ستوقظ القصر كله ياسين
ضحك بقوة وحملها بين ذراعيه ودار بها وهو مستمر بالضحك ، لتشاركه الضحك لينثر قبلاته على راسها ووجهها ورقبتها لتشهق من بين قبلاته : ياسين
وضعها على الفراش بهدوء وجلس امامها على ركبتيه : حقا نور ، انت حامل
هزت راسها ايجابا مرة اخرى ليسالها : تأكدت
__نعم تأكدت اليوم
__ هل ابلغت امي ؟
__ بعد صياحك وضحكك هذا القاهرة كلها علمت بأمر حملي
ضحك لتلمع الدموع بعينيه لتنظر له بصدمة : ياسين
احتضنها بين ذراعيه بحب : لا اصدق نفسي ، كم مشتاق لطفل صغير يحمل ملامحك وروحك التي اذوب بها
وقف سريعا لتقول له : الي اين ؟
__ سأبلغ امي
ضحكت وهي تتذكر كم كان سعيدا عندما اخبرته وكم ازدادت سعادته بولادة امنيه وكم يدللها ويعشقها
وها هي الان بعد خمس سنوات حامل في شهرها السادس بطفلهم الثالث بعد امنيه ذات الاربع سنوات ومحمد ذو السنتين
امنيه اتت تشبهها كما تمنى ياسين ولكنها ورثت منه الشعر الاسود والعينان الرمادية ، ولكن محمد فشبه اباه بالضبط ما عدا عيناه العسلية الجميلة
الاثنان يحملان بهجة وسعادة لهما رددت بهمس وهي تضع يدها على بطنها الممتدة امامها : يا رب احفظهم لي ولا تحرمني من اباهم ابدا
وضع يده على يدها وجلس خلفها ،
ليقبل اذنها ويهمس بها: ولا يحرمني منك حبيبتي
التفت اليه : الن تتخلى عن طباعك هذه ؟
نظر لها وعيناه تدوران على تفاصيل وجهها بحميمية : الن تعتادي نور على طباعي هذه ؟
قبلت شامته : بل اعتدت حبيبي اعتدت
وقف ليشدها من يدها ويأخذها بين ذراعيه : هيا حتى لا نتأخر عنهم ، فهم ينتظرنا
ذهبت الي المرآه لتتأكد من وضع حجابها ليحتضنها من الخلف : قمر حبيبتي ،
لفها اليه ليقبلها برقه : احبك نور
ابتسمت اليه ولفت ذراعيها حول عنقه : وانا اعشقك ياسين

تمت بحمد الله
5/10/2011
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -