بداية

رواية جروح من عبق الماضي -65

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -65

مهند وهو يمسح على رأسها تمتم بابتسامه : اليوم راح تزعلين بس بكرة مع الوقت راح تتعودين علي غصب
لمياء رمقته بنظرة استهزاء : آآآآآه يا مهند علمني كيف راح اتعود وانت يوم عن يوم تصغر بعيني ..!!
مهند وهو يطبع قبلة على خدها : قلت لك بكره لا عرفتيني كل الأفكار السوداء اللي فراسك راح تتلاشى
لمياء وهي تمسح قبلته تمتمت بغضب : بس انا ما احبك ولا ابيك .. اكرهك اكرهك اكرهك
مهند وهو يشدها من كتفها تمتم والشر يكاد يتطاير من عينيه : متأكدة ؟!!
لمياء وجسدها اصبح يرتعش تمتمت بثقة : إيه متأكدة
مهند بمجرد ان نظر إلى عينيها واحس بداخلهما الخوف أحس ان كل قواه خارت .. سحرته بنظرتها .. ملكته بملامح خوفها .. لم يتحمل اكثر فترك يديها ثم توجه إلى دورة المياه
لمياء بمجرد ان شاهدت مهند يبتعد احست براحة غريبة .. ولكنها تعجبت اكثر من تصرفها .. شدت خصلاتها المتناثرة للوراء ومدت يدها إلى درج قريب فأخرجت صورة والدها ضمتها بقوة إلى صدرها واخذت تبكي بحرقة : وينك بابا ؟! ليش تركتني ورحت ؟! كيف راح اتحمل هـ الذل كل يوم.. إيش اسوي ما بقى لنا احد غير خالتي يعني لو بغيت اترك مهند ما اقدر .! بابا انا مو قادرة اتحمل خلاص .. حقوقي يوم عن يوم تضيع .. ومن اللي يضيعها اقرب الناس لي . آآآآه بابا ليتك تجي وتشوف بنتك لمياء اللي قلت يا بخت من راح ياخذها كيف ما مقدرين قيمتها .. يا رب ساعدني
تمتمت بهذه الكلمات وغفت عينها وهي تضم الصورة إلى صدرها
خرج مهند بعد أن أخذ حماما ساخنا .. تعجب من سكونها ثم توجه نحوها بخطوات ثابته .. لمح شيء غريبا في يدها
انتزعه بهدوء بمجرد ان شاهد صورة والدها جلس بجانبها وظل يمسح على راسها بحب وتمتم بألم : سامحيني يا لمياء .. صدقيني اللي صار كان غصبا علي .. انا حبيتك جد صدقيني ما راح اضرك وبحطك في عيوني بس افهميني
انا لي طبيعة صعبة لا بغيت الشيء محد يقدر يقولي لا .!! وإذا تجرأتي وقلتي لا الله العالم كيف بتكون ردة فعلي .. بس اتمنى اللي صار اليوم خلاك تفهمي هـ الدرس .. بس بكرة مع الوقت راح تحبيني اكثر
قاطعه صوت لمياء وهي تأن بصوت منخفض : بابا سعد وينكم لا تخلوني هنا ..
مهند بمجرد ان سمع ما تفوهت به احس بنوبة غضب .. ضغط على يده بقوة ثم نهض من على السرير وولى خارجا


/::\

فـــــــــــــــــــــي صبـــــــــآح اليوم التـــــــــــــالي .. 

وتحديدا في الدار عند بطلتنا نجود
لم تستطع النوم طوال الليل .. كانت لهفتها كبيره للالتقاء بالعنود .. فقد كانت في نظرها ام عظيمة . خسرت كل شيء من اجل ابنتها وسعادتها .. بعد سماعها لقصة العنود احست براحة غريبه فربما تكون والدتها قد مرت بنفس الظروف
نهضت من على سريرها وتوجهت مسرعة إلى غرفة العنود التي بداء على وجهها ملامح الحزن
نجود وهي تطبع قبلة على رأسها : شخبارك خالتي .. عسى نمتي زين
العنود في كل مره تشاهد نجود يتملكها شعور غريب عجزت عن تفسيره ..تظل تنظر إليها بتمعن دون التفوه بأي كلمه
عائشة وهي تضرب العنود على كتفها تمتمت بابتسامه : العنود وش فيك تنحتي كذا ؟! البنت تسألك عن احوالك
العنود بابتسامه حزينة تمتمت بصوت شبه مسموع : انا بخير الحمد لله .. إنتي كيفك
نجود بابتسامة صغيرة : انا زينه .. خالتي عائشة علمتني كل شيء عنك .. وانا جيتك اليوم عشان هـ الموضوع
العنود تمتمت بحيرة : ما فهمت عليك
نجود بحزن : قصتك اثرت فيني كثير .. انا عشت عند امي 21 سنه بس عمري ما حسيت في عيونها بنظرة خوف علي !! .. لما كنت امرض كانت تزعل وتتكدر وتداريني افرح في البداية بس بعد ما تقول ليش سوت كل هذا ازعل
عائشة بحيرة : ليش هي كانت تسوي هـ الشيء عشان تعطيها مقابل بعدين ؟!
نجود : ما ودي اتكلم عنها بالشين لأنها راح تظل في الاول والأخير امي حتى لو قست علي .. الله يسامحها ويهديها .. بس اللي سويتيه إنتي يا خالتي لازم تفتخري فيه ولا تخبيه .. لازم تعتبريه وسام شرف .. ضحيتي بنفسك عشان بنتك
العنود وعيناها تتسع: بنتي ؟!
عائشة بحزن : اضطريت اعلمها قلت يمكن تقدر تطلعك من هـ الحالة اللي إنتي فيها
العنود ودمعه رسمت على خدها : بس هذا سر يا عائشة والمفروض يتم بيني وبينك
نجود بابتسامه : بس انا مو غريبة انا من اول لحظة شفتك فيها ارتحت لك .. وتمنيتك تكوني ماما وودي اساعدك
العنود : وكيف راح تساعديني ؟!! خلاص يا بنيتي انا الزمن هد لي حيلي وما بقي لي حيل اتحمل صدمه ثانيه
نجود : بس الأمل بالله كبير .. حطي إيدك بإيدي .. وانا مستعده اكلم احسن الدكاترة ..بس ترجعين نفس اول
العنود وهي تضم نجود إلى صدرها تمتمت بألم : آآآآآآآه يا بنيتي صغيره بعمرك بس كبيره بأفعالك
نجود ودمعه رسمت على خدها تمتمت بداخلها : ليتك تطلعين ماما .. ما تعرفين قد إيش راح افرح
العنود هي الأخرى كانت تردد بداخلها : يا رب يكون أحساسي هـ المرة صح وتكون هذي بنتي جود ..!!
عائشة بابتسامه : يلا لا تقلبوها احزان .. نحن قررنا نبدا من اليوم صفحه جديده ونعيش كل حياتنا بأمل وتفائل
نجود وهي تنظر إلى العنود تمتمت بسعادة : هاه وش رايك ؟! توثقين فيني وتعطيني الأمان ..!
العنود بابتسامه : إيه راح اوثق فيك وأعطيك الامان ...... ومن اليوم راح اردد في بالي ان بكره راح يكون أجمل






/::\




لمياء كانت طوال الليل تهذي وتستنجد بوالدها وشقيقها سعد
مهند بمجرد ان استيقظ وشاهد حالتها تألم مما فعله بها البارحة .. فتوجه سريعا للمطبخ ليعد شيئا لها
ام مهند بسعادة : الف الف مبروك يا وليدي صباحية مباركة يا عريس
مهند بابتسامة يبدو عليها الخجل : الله يبارك فيك يمه ..
ام مهند : يلا عاد شدو حيلكم نبي جاهل يملي علينا الدنيا فرح
مهند وقد تغير لونه وجهه تمتم سريعا : ان شاء الله .. إلا يمه ما علمتيني إيش طابخين اليوم !؟
ام مهند : كل خير .. إنت ارجع عند زوجتك وانا بجهز لكم كل شيء ..
مهند قاطعها سريعا : ما عليه يمه خليها هـ المرة علي عن إذنك
ام مهند تمتمت باستغراب ونظراتها تتبع مهند : سبحان اللي يغير والا يتغير .. مهند اللي كان مو طايق لمياء الحين يحضر لها الفطور بنفسه .. لا الظاهر انه الأمور بتكون في صالحنا .. ومهند بيتعلق في لمياء اكثر
قاطعها صوت يبدو عليه الحزن : ليش وش فيها لمياء ؟! هو يحمد ربه ليل ونهار انه تزوجها
ام مهند بابتسامه : وش فيك يا ميساء انا قلت شيء غلط ؟! وبعدين لمياء ما فيه احسن منها
ميساء تمتمت بثقة : وغصبا على اللي ما يرضى ..
ام مهند وهي تعقد حاجبيها : لا يا ميساء عيب هـ الكلام ..!! لا تنسين اني خالتك وفي حسبة امك
ميساء ودمعه رسمت على خدها : يعني اللي سويتوه بأختي مو عيب ؟! استغليتوا ضعفها وحاجتها وزوجتوها
ام مهند بتوتر : ميساء انتي بعدك بزر .. ومو فاهمة الحياة عدل .. صدقيني اللي سويناه لمصلحة لمياء
ميساء : مصلحتها تزوجوها من شاب طايش ومغرور وثقيل دم مثل مهند
ام مهند وهي تغمز بعينها لميساء : ميساء حبيبتي روحي غرفتك صدقيني هذا مو وقته
راكان يقاطعهم بابتسامه : صباح الخير .. لاحلى اميرتين
ميساء وهي تنظر إليه تمتمت باستهزاء : اليوم زوجتوا لمياء لمهند وبكرة تزوجوني لراكان .. عن إذنكم
راكان ارتسمت على خده دمعه لم يحس بسقوطها .. فكلام ميساء جعله لا يحس بما حولة
ام مهند وهي تمسح دمعته تمتمت بحب : راكان ميساء صغيره والصدمة خلت قلبها يقسى .. لا تحط في بالك
راكان تمتم بألم : ودي تحس بأني احبها وما فيه أحد بهـ الكون راح يحبها ويداريها كثري
ام مهند : صدقني مع الزمن راح تحس فيك .. وبتندم على كل شيء قاسي قالته لك
مهند وهو يحمل صينية الطعام تمتم بابتسامه : راكان لو سمحت ممكن شوي اخاف كل الطبخة تخترب
راكان وهو يمسح دمعته تمتم وهو يتظاهر بالسعادة : يا عيني والله ومهند صار رومنسي .. ويحضر الفطور بنفسه
مهند بابتسامه : هذا مو لك يا الخبل .. هذا حق زوجتي الأميرة النائمة
راكان وهو يضع يده على كتف مهند : مهند ما أوصيك على لمياء هـ البنت ناعمة ورقيقه فحافظ عليها وحطها بعيونك
مهند أحس ببعض الغيرة وتمتم بغضب : هذي زوجتي ومحد راح يداريها كثري .. أبعد شوي وخلني امر
ام مهند وابتسامة عريضة رسمت على شفتيها : قال كذا لأن الغيرة كلت قلبه
راكان : يمه تتوقعين مهند حب لمياء
ام مهند : هذي صرت متأكده منها مليون بالألف
راكان بابتسامه : اصلا لمياء لؤلؤة نادرة ويا بخت من صارت من نصيبة
ام مهند : بسك عاد لا تحسد اخوك .. ابيك الحين تفكر بس في اللؤلؤة الثانية ودي ازوجك وافرح فيك
راكان والضيق ظهر على ملامحه : يمه هـ الكلام مو وقته .. عن إذنك
مهند دخل بهدوء للغرفــة ووجد لمياء لا تزال تغط في نوم عميق اقترب منها وباعد خصلات شعرها طبع قبلة على جبينها ثم بدأء يمسح على خدها الناعم بحب .. وابتسامة صغيره رسمت على ملامحه عجز عن تفسيرها
لمياء احست بوجود شخص غريب بجانبها فنهضت بسرعه وهي تردد : بعد عني .. ما راح اسمح لك تقرب مني
مهند وبعض من الحزن سيطر عليه تمتم بألم : لمياء صدقيني اللي صار البارحة كان غصبا علي وما راح يتكرر
لمياء وهي تضم الوسادة إلى صدرها : قتلك بعد عني ما راح أخليك تلمس شعره مني ..
مهند بابتسامه : اوعدك يا لمياء اني من اليوم ما راح اقرب منك إلا إذا طلبتي مني
لمياء وهي تنظر إليه بتعجب : طيب وش اللي يخليني اصدقك .. مو يمكن تغدر فيني .. ابا شيء يثبت لي كلامك
مهند ودمعه رسمت على خده : كلمة احبك كافية تثبت لك صحة كلامي
لمياء بمجرد ان تفوه مهند بهذه الكلمة اتسعت عيناها .. ظلت تنظر إليه بصمت وهي عاجزة عن التفوه باي كلمه
مهند وهو يقترب منها : ما تعرفي البارحة كيف تعذبت .. ليش اني جبرتك تسوي شيء إنتي ما تبيه .! لمياء انتي عارفة اني انسان عنيد ولا بغيت الشيء ودي اسويه مني ومن نفسي بدون محد يضغط علي .. بس من اليوم مستعد اتغير عشانك .. لكن تكفين لا تقسين علي .. ما ودي اشوف نظرات الكره بعيونك .. تكفين لمياء
لمياء تمتمت بعد صمت طويل : راح اسامحك بس بشرط
مهند قاطعها سريعا : موافق على كل شروطك
لمياء : ما ابيك تقرب مني في هـ الفترة .. لما احس انك فعلا حبيتني كل شيء راح يتغير وابداء معك صفحه جديدة
مهند : وانا موافق يا لمياء .. اوعدك ما راح اقرب منك إلا لما تحسي بالأمان قربي
لمياء : خلاص صار ..
مهند : طيب إيش رايك تاكلي من الفطور اللي طبخته لك بإيدي ..
لمياء بنوع من التردد : إيه راح اكل ..



سلطنـــــــــــــة عمان



استيقظت باكرا ثم توجهت مباشرة إلى المستشفى .. لتكمل علاجها .. ظلت هناك عدة ساعات ثم خرجت مع صالح
صالح بألم : هاه جود طمنيني كيف صحتك الحين عسى أحسن
جود بألم : الحمدلله عمي .. بس نص شعري طاح ..!! وهـ الشعور مو راضية اتقبلة .. خايفه بابا يشك بشيء
صالح : فعلا هـ الفترة حرجة بالنسبة لك .. خصوصا لما تكوني بالحجاب ليل مع نهار
جود ودمعه رسمت على خدها : تعرف عمي اوقات ادعي من داخلي واقول يا رب بابا ما يسألني ليش لابسه حجابي
ساعتها إيش راح اقول ..!! وكيف راح ابرر تصرفي .. انا صرت البسة حتى لما انام ليش أني خايفه يدخل علي فجأة
صالح بحزن : آآآآآآآه يا بنيتي ما بيدي اقول غير الله يصبرك ويعينك مو كافي الألم اللي بداخلك !! وصايره تفكري باللي حواليك .. إنتي فعلا انسانة قوية وعظيمة يا جود .. انا كل يوم افتخر فيه وبقوة صبرك وإيمانك
جود ودمعه رسمت على خدها : عمي ما باقي لي إلا شهر وكم يوم وما ودي اضيعها بالزعل والتفكير
صالح : وهذا الكلام الصح .. يلا تعالي خلينا نروح الكفتيريا ونفطر سوا
جود بألم : لا عمي وعدت إياد افطر معاه .. اشوفك بكرة تمام
صالح بابتسامه : ديري بالك ع نفسك .. وما ابي الأمل اللي بداخلك يتزعزع ولو شوي طيب
جود بابتسامه تخفي خلفها حزن كبير : طيب يا عمي ..
تمتمت بهذه الكلمات ثم انصرفت سريعا ولم تستطع منع دموعها من النزول .. هي ضعيفة جدا امام صالح ولكنها تقاوم حتى لا تجعله يشعر بالحزن والشفقة على حالها
صالح وهو يشاهدها تبتعد تمتم بحزن : آآآه ياجود حسبالك مو حاس بالنار اللي شابه بداخلك حتى انا دكتورك مو راضية تحسسيني بمقدار الحزن اللي يستوطن قلبك .. اتمنى بس إياد يحس بقيمة هـ الجوهرة ويسعدها
إياد وهو ينظر إلى جود من بعيد لوح بيده وارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيه
جود صعدت إلى السيارة بهدوء وهي تحاول جاهدة ان تخفي الحزن الذي يستوطن قلبها
إياد وهو يمسك بيدها تمتم بابتسامه : كيفك حبيبتي عسى مرتاحه
جود بابتسامة طفولية : الحمد لله انا بخير إنت كيفك
إياد وهو ينظر إلى عينيها : دامني اشوف هـ الوجة المليح كيف تتوقعين راح يكون حالي ..
جود والخجل ارتسم على ملامحها تمتمت سريعا : ما أدري
إياد وهو يضغط على يديها بقوة : ابيك تتأكدين من حقيقة وحده اني احبك وطول ما انا معاك بكون اسعد انسان بالكون
جود شعرت بألم كبير حاولت ان تمنع دموعها من السقوط ولكنها لم تستطع
إياد والخوف يسري بجسده تمتم سريعا وهو يمسح دمعتها : جود وش فيك عسى ما شر حبيبتي
جود وهي تمسح دموعها التي ارتسمت على خدها : ولا شيء لا تحط في بالك .. بس انا حساسة زيادة عن اللزوم
إياد : جود إنتي صار لك كم يوم حالك مو عاجبني والدموع هذي انا متأكد انه مالها علاقة بالحساسية
جود وهي تبلع ريقها : صدقني إياد بس انا ما تعودت على كلام حلو خصوصا من انسان احبه كثرك
إياد : طيب وش له لون وجهك أصفر ..
جود : طبيعي يكون لون وجهي أصفر .. انت حددت الزواج بسرعة وانا ما عندي وقت فجالسة اضغط ع نفسي
إياد : يعني انا سبب هـ الأصفرار ؟. يا ربي يا جود .. حبيبتي مو لازم تاخذي كل شيء لا تزوجنا انا بساعدك وبنختار
جود وهي تتظاهر بالسعادة : يصير خير ان شاء الله .. حاسة نفسي جوعانة ممكن نروح اقرب مكان فيه فطور
إياد وهو ينظر إلى ابتسامة جود : يا ويل حااااااالي أوديك وليش لا .. ثواني بس ويكون الأكل لين عندك ..




/::\


هكذا الايام تمضى
بين دمع و ابتسام
هكذا الدنيا بيوم
فرحة يوم سقام
ليس من شيم الحياة
ان تدوم على مقام
ان عتى ليل و عربد
فرق الفجر الظلام
--------------------
لا تقل منى تولى
خير ايامى و راح
و ابتسم لغد و نور
بالرضا ليل الجراح
و اهتدى بالله ترضى
فى المساء و فى الصباح
فرضا الله ارتياح
ليس يعدله ارتياح
بعد مرور عدة اسابيع ..
أصبحت علاقة نجود بالعنود تكبر يوما بعد يوم .. كانت طوال الوقت بجانبها . احست العنود ان نجود ابنتها فعلا .. شيء قوي كان يشدها لها فيجعلها عاجزه عن مفارقتها لو للحظة .. بدأت نجود تجري اتصالاتها بأحسن الاطباء
اخذت ارقام البعض .. وقررت ان تأخذها لعمل كشف مبدئي في اول فرصة تجدها مناسبة ..
مرت الأسابيع بسرعه .. ومضى على وجود نجود في الدار شهر كامل .. بدأت العنود تتردد على المشفى .. للكشف عن حالتها .. كانت نجود ترافقها .. نجود خرجت من عدتها بعد ان اخبرها إحدى المشايخ بأنه لا ضرورة للعده خصوصا انها لم تختلي به ولو للحظة .. العنود كانت اسعد بوجود نجود وعائشة بجانبها يساندنها في أصعب ايام حياتها .. وهذا اعطاها دافع اقوى من اجل ان تعود قوية كسابق عهدها .. وتشق طريقها الصعب بنفسها
لمياء حاولت ان تتعود على مهند ولكن دون جدوى .. احبته كثيرا ولكن تصرفاته وحب السيطرة الذي يتملكه جعلها تتجاهله وهذا ما يجعل مهند غاضبا طوال الوقت ويتشاجر معها .. ولكن في الفتره الأخيرة بدأ يتغير ويقترب منها شيئا فشيئا .. بدأت لمياء ترضخ له .. كيف لا ترضخ وهي تهيم حبا به ..
ميساء علاقتها مع راكان لم تعد مثل السابق .. اصبحت منطوية وبالكاد تتبادل اطراف الحديث مع اروى ..
رائد كان يشعر بالسعادة خصوصا بعد ان علم ان نجود خرجت من عدتها فكان يذهب لزيارتها مع ميس اسبوعيا


/::\


تركي ظل يبحث طويلا عن ابناء شقيقه ولكن دون جدوى لهذا قرر البقاء في المملكة ويعود باكرا ليحضر زفاف ابنته
أحس بالتعب ثم توجه إلى المشفى حيث يعمل رائد .. تركي نسي رائد ولم يذكره .. ورائد لم يلحظ وجوده في المشفى
تركي وهو ينظر إلى الدكتور تمتم بابتسامه : هاه دكتور طمني عسى ما شر ؟!
الدكتور : لا تطمن استاذ ما عليك إلا العافيه .. صرفت لك بعض الأدوية تقدر تروح وتاخذهم من العيادة
تركي وهو يأخذ الورقة من يده تمتم بابتسامه : تشكر دكتور ..
نجود بقيت مع العنود طوال فترة علاجها ولكن عائشة احست بالدوار فذهبت لتطلب لها كوب من القهوة
تركي وهو ينظر إلى كيس الأدوية تمتم بتذمر : إيش هذا كله ؟!! والله وكبرت يا تركي
نجود كانت تنظر إلى ساعتها لأن رائد وميس تأخرا في الحضور وهذا ما اقلقها فاصطدمت به ..
تركي بمجرد ان نظر إليها اصابه الذهول وتمتم بخوف : جود إيش اللي جابك هنا ..!!
نجود تمتمت بخجل : انا اسفه ما انتبهت لك ..
تركي وهو يشدها من يدها : جود إيش فيك ؟!! سألتك سؤال وردي علي
نجود قاطعته بخوف وهي تسحب يدها : بس انا مش جود .. الظاهر عليك غلطان عمي .. او يمكن شبهت علي
تركي قاطعها بذهول : أكيد هذي وحده من حركاتك الجنونية .. جود علميني وش اللي خلاك تجي هنا من غير شوري
نجود اتسعت عيناها ولم تعرف كيف تجيبه على اسئلته .. لانها شاهدت في عينيه الجدية وكأنه يكلم ابنته فعلا
تركي سمع صوت هاتفه وكانت جود المتصلة .. ظل يقلب نظره بين نجود والهاتف فاجاب بدهشة : جود
جود بابتسامه : صباح الخير يا أحلى بابا .. متى راح ترجع طولت في السفر كثير .. وعاد انا اشتقت لك
تركي وهو يعقد حاجبية : جود إنتي مو بالسعودية
جود وهي تضحك : هههه بابا وش فيك ؟! وش يوديني السعودية .. بكره لا تزوجت راح اروح ان شاء الله اخذ عمرة
نجود تعجبت من ردة فعله فانسحبت بهدوء .. وتمتمت بداخلها : جود ونجود وش السالفة .! ليش اسم جود مرتبط بأسمي اول مره شفت فيها خالتي العنود قالت لي نفس الأسم ..!! وهـ الرجال بعد قالي جود !! وكان متأكد اني هي ..!!
معقولة يكون بابا .. وانا اشبه اختي كثير !! لا لا انا ايش جالسة اقول ؟!! يا ترى وش السر وبعدين وش عرف هـ الرجال بخالتي .ّ! ويمكن ما يعرفها .!! بس مجرد تشابة في الاسماء ..!! القصة هذي فيها لغز محير .. بس يا ترى من اللي راح يقدر يحله .. ما اقول غير الله يصبر خالتي
تركي تمتم بداخلة : معقولة تكون هذي بنتي الثانية ؟!! الشبة بينها وين جود كبير بس هذي عيونها زرقاء وذيك سودا
جود وهي تقطع حبل افكارة : بابا وينك ..!!
تركي وهو ينتبه لجود تمتم سريعا : جود بعدين راح اكلمك ..
بعد ان أغلق الهاتف انطلق سريعا يتبع نجود ولكن لم يجدها .. وهذا ما اغضبه .. احس فعلا ان نجود قد تكون ابنته التي فقدها في الحريق .. لهذا قرر ان يبحث مجددا ويتأكد من صحة موت ابنائه .. اتصل بأحدهم وأولاه بالمهمه




ليان رغم الظروف القاسية التي مرت بها بعلاقتها مع هيثم إلا أنها لا تزال متمسكة به وتدعمه كل ما أحتاج اليها
مضى على زواجهم اسبوع واحدا .. عاشوا أجمل ايام حياتهم .. فلقد قضوا سفرتهم في النمسا وتمتعوا بمنظرها الذي يثلج الصدر .. وهذا ما كان يحتاج له كلا الطرفين .. إنتهى موعد بقائهم هناك وقرروا العودة إلى المملكة
ليان وهي تستنشق الهواء : آآآآآآآآآآآآه ما تعرف شكثر اشتقت لهـ الريحة .. الأنسان ماله غير وطنه
هيثم وهو يشبك يده بيدها : صادقة حبيبتي .. بس عسى يكون شهر العسل عجبك ..
ليان بدلع : هو مو شهر كلها بس اسبوع بس كان أحلى اسبوع بحياتي .. مو كافي اني قريبة من احلى مخلوق
هيثم : ربي لا يحرمني منك الغالية .! يلا اهلي ينتظرونا اخاف نتأخر عليهم
ليان والسعادة تغمرها : طيب لا خلصنا من أهلك .. نرتاح وبعدها نروح لبيت اهلي حدي مشتاقة لماما وعمتي ريما
هيثم بابتسامه : إنتي تامري امر .. يا لبى قلبك بس ..
ام هيثم حضرت غداء يليق بهيثم وليان .. وابنتها رغد أشرفت على ذلك بنفسها
رغد بابتسامه : تصدقين ماما اشتقت لليان كثير حتى اكثر من أخوي هيثم .. هـ البنت تدخل القلب
ام هيثم وبعض من الغيض يتآكلها : إيه اشتاقي لها .. بس حاولي ما تتعودي عليها كثير
ليان وهي تعقد حاجبيها تمتمت بحيرة : ماما إيش قصدك من هـ الكلام ؟!
ام هيثم : لا ولا شيء ولا تحطي في بالك .. ومن اليوم ابيك ترجعين لبيتك .. ليان رجعت وما ضنتي بحتاج لك
رغد : افا يا ماما ما توقعت اسمع هـ الكلام منك .. وبعدين من بعد البيت يعني ترى باب بيتي مقابل بيتكم
ام هيثم : إيه ما عليه بس ابيك هـ الفترة تقللي زياراتك .. ودي افهم ليان اكثر .. ووجودك هنا بيخرب علي
رغد : طيب ماما ما يصير الا اللي تامرين فيه .. ووقت ما بغيتيني تعرفين رقم تلفوني .. عن إذنك
ام هيثم وهي تمسح على ذقنها : ما عليه يا رغد تزعلي اليوم بس بكره لا عرفتي وش ناوية امك عليه راح تعذريني .! وليان هذي ما بقى إلا القليل وراح الغيها من حياتنا وحياة ولدي ..!! ووجودها في هـ البيت ما راح يطول كثير
قاطعها صوت قهقات تصدر من بعيد فعلمت ان هيثم وليان قد صلوا .. جرت كرسيها المتحرك حتى اصبحت قريبة منهم
هيثم وهو يطبع قبلة على راس والدته : هلا يمه طمنيني عنك .. إشتقت لك كثير
ام هيثم بابتسامه ودمعه صغيره رسمت على خدها : هلا بوليدي هلا بالغالي .. تصدق عاد اشتقت لك كثير انت وليان
ليان وهي تطبع قبلة على رأسه ام هيثم تمتمت بسعادة : انا بعد اشتقت لك كثير خالتي .. طمنيني عنك
ام هيثم : دامني شفتكم انا بخير وسلامة .. هـ الاسبوع حسيته شهر .. الله لا يفرق بينا
ليان بسعادة : امين ان شاء الله .. إلا وينها رغد اتصلت علي وكانت متحمسة
ام هيثم بتوتر : إيه زوجها اتصل عليها وقال يبا يستشيرها في شغلة ضرورية راح تروح ساعة زمان وترجع ع طول
هيثم وهو يقلب عينيه يمنة ويسرى : طيب بنتي الحلوه وينها ؟!! ما اشوفها
ام هيثم : راما تعبت من كثر ما تنتظر وغفت .. بس كلها دقايق وراح تصحى .. يلا تعالوا خلونا نتغدا
ليان : لا خالوتي اسمحيلي انا بروح اصحي راما لاني مشتاقه لها كثير وبعدها راح ارجع على طول .. عن إذنكم
هيثم : تصدقين يمه انا كثير فرحان .. ليان بنت رقيقة ونعومه وتستاهل كل خير .. الله يقدرني واسعدها
ام هيثم : إيه ان شاء الله .. الله لا يفرق بينكم .. سير غسل وجهك وتعال عشان تاكل لقمة .. كأنك ضعفت كم كيلو
هيثم : هههههههه وين اضعف وليان اربع وعشرين ساعه وهي تأكلني وغصبا علي .. عن إذنك يمه شوي وراجع
ام هيثم قلبت عينيها يمنه ويسرى ثم امسكت بهاتفها وتمتمت بصوت منخفض : ها طمني وش صار عشان بكرة ..
............: لا تخافي كل شيء راح يكون جاهز .. بس المهم تخلي هيثم وراما يطلعون من البيت
ام هيثم : إيه لا تخاف انا تعمدت ازعل بنتي عشان بكره نروح انا وهيثم نرضيها واتم ليان لحالها ..
..... بابتسامة صفراء : حلو بس لا تنسين انتي من ضمن الخطة حاولي ترجعي البيت بدون محد يحس فيك ..
ام هيثم قاطعته بدهاء : كل اللي تبيه راح يصير .. بخليك الحين وإذا صار عندك جديد علمني

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -