بداية

رواية جروح من عبق الماضي -77 البارت الاخير

رواية جروح من عبق الماضي - غرام

رواية جروح من عبق الماضي -77

لمياء : وسعمت بالصدفة انه عمي لعب علينا لعبة عشان يزوجني من مهند ويستولي على كل املاكنا .. وهـ الشيء هو اللي خلاة يبعدنا عن عمي ويوهمنا انه مات في حادث
ميساء : معقولة عمي ابو مهند يسوي فينا كذا ... طيب خالتي كيف خلته
لمياء بالم : خالتي بعد خططت معاه .. خافت خيرنا يروح للغريب وينحرموا منه
ميساء : يمكن يكونوا يبوا مصلحتنا
لمياء : ما ادري ودي ارجع عمان واسير البيت وادش غرفتي وابكي عشان اتخلص من كل همومي
ميساء :لمياء انا حاسة بالجرح اللي بصدرك بس إنتي ضروري تتحملي عشان اللي في بطنك
لمياء قاطعتها سريعا : كيف عرفتي ؟!
ميساء بألم : راكان علمني بكل اللي صار معاك
لمياء : راكان ... بصراحة ما قصر طول ما احتجت له ألاقيه جنبي ..!
ميساء وهي تخفض راسها : ايه الله يوفقه وينول له اللي في باله
لمياء بحزن : أنتي فيه فبالك شيء وما علمتيني عنه .؟!
ميساء بابتسامه : لا ولا شيء
ابو مهند وهو يقلب عينيه يمنه ويسرى : ام مهند شوفي لمياء وميساء هناك خلينا نروح لهم
لمياء وعيناها تتسع : ميساء قدروا يوصلون لنا
ابو مهند وهو يشد لمياء من يدها تمتمت بغضب : قومي ارجعي البيت .. انتي وين تبين تسيري في تالي الليل
لمياء قاطعته بثقة : عمي عايش مو ميت نفس ما اوهمتنا وهو أولى بتربيتنا
ام مهند : طول ما راسي يشم الهواء محد راح يحتويكم غيري .. خلي هـ الشيء في بالك
لمياء : بس انا خلاص مليت من الجلسة هنا .. اشتقت لريحة بلادي
ام مهند : قومي أنتي واختك وراح نرجع البيت وبلاش هـ الفضايح
ميساء قاطعتهم بغضب : يا اخي احنا حرين نجلس وين ما نبا ..! انتوا ما قصرتوا وجزاكم الله خير خلونا في حالنا
ام مهند : ميساء عيب لا ترفعين صوتك على عمك
ميساء : عمي موجود في عمان ..!! هو الوحيد اللي راح تهمه مصلحتنا اكثر من زوجك
لمياء قاطعتها بالم : ميساء اسكتي ما يصير اللي تقوليه
ابو مهند : يلا إنتي وياها خلونا نرجع البيت .. وإذا فكرتوا مره ثانيه تشردوا ما تلوموا إلا نفسكم
قاطعهم صوت من بعيد : ما ضنتي راح يرجعن بوجودي .. انا احق بخواتي
لمياء وميساء تمتمن بذهول : سعــــــــــــــــــد
ابو مهند وشفتاه ترتعش : سعد أنت عايش
سعد : ايه وكأنه الله يبيني أعيش عشان احمي خواتي من الضيم اللي بيعيشن فيه ..
لمياء وهي تضمه إلى صدرها : انا مو مصدقة انت حقيقة ولا خيال
ميساء هي الـاخرى احتضنته وتمتمت بألم : قلت لك سعد حي ما مات .. بس إنتي ما صدقتيني
سعد : طول هـ الفترة كنت فاقد الذاكرة وللحين ما عارف كيف طلعت من السيارة كل اللي أذكرة سواد التف على عيوني وبعدها صحيت في المستشفى .. بس الحمدلله الذاكرة ما طولت ورجعت لي ع طول
لمياء بألم : مو مهم يا سعد المهم أنك رجعت لنا .. سير واحجز لك تذكرة نحن لازم نرجع
سعد: لا تخافي لمياء انا حجزت وخلصت .. راح نرجع . . ومهند إذا يبيك يجي يرجعك من هناك .. وبعرس معتبر
لمياء بألم : بس انا ما ابي مهند .. كل شيء بينا انتهى .. وانا طلبت الطلاق خلاص
سعد : ما عليه نتفاهم بعدين بخصوص هـ الشيء .. وإنتي خالتي راح اعتبر اللي صار ما صار ونبدا صفحة جديده.. وبسامحكم على كل شيء سويتوه فهـ اليتامى .. انا ما انكر انكم اهتميتوا فيهن بس هذا ما كان عاشنهن
ام مهند : أجل عشان أيش ؟!
سعد : أنتي عارفة زين أيش اقصد .. خذي زوجك وارجعي لبيتك وانا راح اخذ خواتي وارجع البلد
ابو مهند تمتم بغضب : طيب يا سعد اللي تشوفه عن إذنك ..
سعد وهو يطبع قبلة على راس ميساء ولمياء تمتم بحب : طول ما انا معكم مستحيل أخلي شيء يضركم
لمياء : سعد انا في حلم ولا علم
سعد : ولا علمتك إيش اللي صار راح تتفاجئي اكثر .. بس خليها لله


ريما وهي تطبع قبلة على خد ليان : الحمدلله على سلامتك ..
ليان بابتسامة شاحبة : الحمدلله انا بخير .. هيثم راح ...!!
ريما : مو هذا اللي إنتي كنتي تبيه ..؟!
ليان بحزن : للحين مو مصدقة اللي صار معاي .. وكأني كنت في حلم مزعج وصحيت .!
ريما : الله يكون بعونهم موت ام هيثم هزهم كثير .. خاصة هيثم ..!!
ليان : معقولة في الناس الحقد تعمي عيونهم عن شوفة الحقيقة ؟!
ريما : أيه واحيانا تكتشفي انه اقرب الناس لك هـ الحقد موجود بداخله
ليان وهي تنظر إليها : ما فهمت عليك عمتي ؟!
ريما بابتسامه : بكره لا خفيتي راح تفهمي كل شيء .. الدكتور قال لازم ترتاحي ما يصير ترهقي نفسك كذا
ليان : لمحتي شخص غريب يدور حوالين غرفتي ؟!
ريما : شخص ؟! ليان فيه شيء مخبيته علي !
ليان بابتسامه شاحبة : لا ولا شيء حاسة نفسي تعبانة وبرقد ..
ريما وهي تمسح على راسها بحب : طيب حبيبتي ...


جود كانت لا تزال في حضن والدتها ولم تفارقها ولو للحظة وكأنها تودعها .. أصرت على الدكتور صالح بأن يخرجها .. لتبقى بضع ساعات مع عائلتها وافق صالح بعد أصرار كبير منها .. ووعدته ان تعود له باكرا
العنود بحب : جود حبيبتي نمتي ؟!
جود قاطعتها سريعا : ماما خليك اليوم جنبي .. ما ودي اتم لحالي هنا
العنود : مستحيل اخليك يا جود بعد ما لقيتك .. نفس ما نامت نجود بحضني اول ليلة عرفت اني امها انتي بعد راح تنامي .. انا من لي غيركم حبيبتي .. الله لا يفرق بينا ان شاء الله
جود ودمعه رسمت على خدها تمتمت بألم : إن شاء الله ........


الساعة الثــــالثة صباحا .. 

توجه تركي إلى المطار لاستقبال ابناء شقيقة
تركي ظل ينتظر هناك .. وكله شوق لرؤيتهم ,.. فهذا ما تبقى له من شقيقة .سعوووود .
لمياء وهي تستنشق الهواء : أأأأأأه اشتقت لبلادي كثير
ميساء : كلنا اشتقنا بس فرحتنا كانت كبيرة برجوعك يا سعد ..
لمياء : أيه والله صادقة ميسو .. وجودنا مع بعض راح يخلينا اقواء من قبل ..
سعد بابتسامه : ما دريت اني مهم عندكم هـ الكثر
ميساء ولمياء تمتما معا : سعـــــــــــــــــــد
سعد وهو يضمهن إلى صدره : أيه هذيلا خواتي اللي ودي اشوف الفرحة بعيونهم .. ولا شيء غير الفرحه
لمياء : ان شاء الله .. تعال سعد كيف بنعرف عمي تركي ..؟
سعد : والله هذي اللي ما حسبت له حساب
ميساء : شو رايكم نصرخ بصوت عالي وننادي عليه كذا مثلا : عمي تركي ...............!!
سعد وهو يضع يده على شفتيها تمتم بصوت منخفض : ميساء بس فضحتينا
تركي سمع وكأن فتاة تفوهت باسمه .. قلب عينيه يمنه ويسرى حتى أحس بحركة غريبة فتوجه نحوهم
تركي بحيرة : إنتي ناديتي علي من شوي
ميساء وهي تعقد حاجبيها : لا يكون هذي طريقة جديدة للغزل .!! انا ناديت عمي تركي وانت شكلك مش عمي
تركي ابتسم من اسلوب ميساء وتمتم بحب : إنتي ميساء صح
ميساء وعيناها تتسع : أيه ...!! لكن كيف عرفت اسمي ؟!
تركي بابتسامه : طيب وين اختك لمياء ومن هذا اللي معكم
لمياء بابتسامه : انا لمياء .. لو ندري انه خطة ميساء راح تنجح على طول كنا نفذناها من زمان
تركي : عفوا ما عرفتنا عليك
سعد بابتسامه : انا سعد اخوهم الكبير
تركي وبعض من التساؤلات دارت في ذهنه : بس علموني انك ..........................!!
سعد قاطعه بابتسامه : راح افهمك كل شيء بالطريق
تركي بابتسامه : الحمدلله ع سلامتكم واشكر ربي انه عطاني الفرصة عشان اشوفكم قبل لا اموت
ميساء قاطعتهم بحمااااااااااااااااااس : وانا اقول وين شايفتنك ؟؟!!! واخيرا تذكرتك .. انت ابو جود صح ؟!
لمياء وهي تعقد حاجبيها : أيش ؟! أيه صح هو نفس الشخص اللي كان مع جود في المستشفى
تركي : أيه انا ابو جود ..!! وجود تصير بنت عمكم .. يلا خلونا نروح البيت واخبركم اهم اللي صار معاي
لمياء : إلا جود شخبارها ..!! اتصلت فيها كثير قبل لا اسافر عشان اعطيها الصورة بس ما ردت علي
تركي : العنود إذا شافت الصورة اللي رسمتيها حقها اكيد راح تفرح كثير .. وبتشكرك إنتي فعلا موهوبة لمياء
لمياء وبعض من الخجل تملكها : تسلم عمي
تركي : اكيد اللحين تعبانين .. يلا نكمل سوالف في البيت ..


عندما قاربت الساعة الثانية والنصف غفت العنود من شدة تعب السفر ولم تنتبه لمغادرة جود من جانبها
جود اخذت هاتفها النقال ثم توجهت إلى غرفة شقيقتها نجود ظلت تتأملها كثيرا وهي تمسح على رأسها بحب
وجهت كاميرة هاتفها وقامت بتصوير نجود وهي غارقة في النوم .. وضعت له رسالة ثم انصرفت
توجهت مباشرة إلى غرفة مصعب علمت انه موجود مع زوجته فلم تحب ان تزعجة قبلت الرسالة ووضعتها بجانب الباب ثم اقترب قليلا وطبعت قبلة وأحست وكأنها لامسته ..
قررت العودة إلى غرفتها .. ولكن صوت الباب وهو يفتح اوقفها
تركي بابتسامه : تفضلوا هذا البيت
ميساء : ما شاء الله عمي طلعت اكثر غنى من ابوي
تركي بحزن : الله يرحمه ويغمد رحمه الجنة
جود لم تصدق ان الواقفة هناك هي لمياء .. أحست بسعادة غامرة وهي تشاهد من تحبهم حولها .. وكأن الله بعثهم
لتودعهم الوداع الأخير هرولت إليها وارتمت في صدرها واخذت تبكي بحرقة
لمياء وهي تمسح على رأس جود تمتمت بحب : جود وش فيك حبيبتي ..!!
جود قاطعتها بصوت متبوع بتشنجات : مو مصدقة اني شفتك يا لمياء .. كنت متلهفة عشان اشوفك .. مشتاقه لك
لمياء : لا والأغرب من كل هذا انتي طلعتي بنت عمي وانا بنت عمك
جود وعيناها تتسع : أيش ..!!
تركي : جود لما علمتك بموضوعي مع امك ذكرت لك انه كان عندي اخو اسمه سعود وهذيلا عيالة
جود : بابا أيش اللي جالسة أعيشه بالضبط ..!انا مو فاهمه شي .. بالاول اخواني التوائم .. وبعدين ماما .! والحين لمياء اللي حبيتها وعزيتها تصير بنت عمي .. طيب كيف انا وانتي ما دققنا ع الأسماء
لمياء : يقولوا الأسماء تتشابة وانا ما خطر على بالي .. تعالي راح اعرفك ع البقية .. هذا سعد
جود قاطعتها سريعا : وهذي ميساء .. ضحكتها واسلوبها للحين راسخة في بالي .. عندها كريزما تشد الواحد
ميساء بابتسامه عريضة : كل هذا عندي .. يا الله ما دريت اني هـ الكثر ملفته للنظر هههه
سعد : عمي انا تعبان كثير .. اللي مر علي كان كثير قاسي وودي اريح راسي
لمياء قاطعته بصوت منخفض : بس بكرة ضروري نتكلم
سعد : ان شاء الله تصبحي على خير
ميساء : انا بعد تعبانه خذني معك سعد
تركي : تعالوا راح اوديكم لغرفكم .. جود انتي لا خلصتي من لمياء علميها وين مكان غرفتها بالضبط
جود بابتسامه : طيب بابا ..
لمياء : جود علميني شو الجديد عندك ..
جود قاطعتها بحزن : تذكري يوم قلتي لي مره أنك جالسة تفكري بالماضي .. وانا قلت لك انه الجروح اللي في الماضي راح تضلها هناك وما راح تنتقل للحاضر .. بس إنتي اعترضتي وثبتي على كلامك
لمياء : وللحين عند كلمتي الجروح تضلها جروح سوا في الماضي او الحاضر .. هي ما تتغير او تتلاشى مرتبطه بالشخص نفسه وين ما راح ينقلها معاه
جود ودمعه رسمت على خدها : وهذا اللي صار معاي .. وبدت جود تحكي كل ما حدث للمياء
لمياء والذهول ارتسم على ملامحها :معقولة في ناس قلوبهم متحجرة كذا! لا ومن مين الجرح من اقرب الناس لك
جود : هذا اللي صار معاي .. لو ما وجود ماما واخواني حوالي الله العالم بحالتي
لمياء : يا حبيبتي جود .. الله يصبرك .. بس صدقيني انا نفس حالتك لكن اهون شوي من موضوعك
جود : ليش لمياء وش صاير معاك ..
بدت لمياء تحكي لها كل ما حدث مع مهند .. حتى التقاءها بشقيقها سعد
جود تمتمت بابتسامه ذابلة : هههه صدق انه حالك مو أحسن من حالي ..! انا وانتي تلقينا نفس الصدمة بالضبط
لمياء : لا والأغرب انتي اكتشفتي انه الاشخاص اللي كانوا في اعتقادك ميتين طلعوا حيين نفس سعد بالضبط
جود : دنيا غريبة توقعي منها اي شيء
لمياء : ما أدري كيف راح اصارح سعد باللي عرفته شوفته
جود : لازم تصارحيه يا لمياء .. اللي صار ما ينسكت عليه .. وبكذا تتحررين من مهند وخيانته لاخوك
لمياء : ان شاء الله من اصبح افلح


في صبــــــــاح اليوم التالي



خرجت ليان من المشفى وعادت إلى المنزل مباشرة وجدت جميع عائلتها متواجدة ولكن أياد اختفى فجأة
ريما : تو ما نور المكان يا أحلى ليان بالكون كله
ليان : إنتي الأحلى عمتي ..
ام بندر : حسبي الله ونعم الوكيل على اللي راد لك الشر بس الله نصرك عليهم
ليان تمتمت بداخلها : لو ما الرجال الطيب وقف جنبي ولا انا تركت الدنيا ولا ناضلت بس كلامه لامسني
ابو بندر : ليان وش فيك يا بنيتي
ليان : ولا شيء بابا بس أياد وينه كثير مشتاقتله
ابو بندر : يقول عند شغل ضروري وطلع فجأة

في منزل جود

عزيزتي نجود .. هي المره الأولى التي أشاهدك فيها ولكن لمست بداخلك حبي .. كيف لا تحبيني وانتي شقيقتي التوأم وجزء مني .. كنت سعيدة جدا لأني التقيت بكم قبل ان افارق هذه الدنيا . وجودكم بجانبي هون علي اشياء كثيرة اسرت قلبي الصغير .. محبتكم لي منحتني سعادة كبيرة وستجعلني افارق الدنيا باطمئنان .. نجود انا مصابة بالسرطان وبمراحل متقدمة جدا .. لم يتبقى لي سوى ساعات قليلة .. كنت معكم ولكن الألم كان ينهش بجسدي كل لحظة .. كنت ابكي من الداخل حتى لا تحسوا بمقدار المي .. لم تتح لنا الفرصة ان نبقى معا أكثر .. ولكن تكفيني نظرات الحب التي وجدتها في عينيك .. وصيتي الأخيرة لك .. لا تحزني على موتي .. لأن هذا هو حال الدنيا لقاء ثم رحيل .. لا تبكي لأني الآن اشعر بالسعادة لاني سأموت وانا احمل ذكريات جمعتني معكم .. سأموت وانا أعلم بأن لدي اخوة سيتذكروني بدعوة صادقة تخرج من اعماقهم .. لا استطيع ان اكتب اكثر .. فيدي اصبحت ترتعش المرض اثقلها .. ورأسي بداء يدور وكانه ساعة تذكرني بأن وقت رحيلي قد اقترب .. كوني دوما سعيدة .. وحققي دائما ما تصبي أليه .. ارسمي احلامك ثم استوطني بداخلها

إلى أخي العزيز مصعب .. هذه اول رسالة اكتبها لك وبكل حزن ستكون الأخيرة .. تشاركت معكم البارحة اروع لحظاتي وغدا ستتشاركون الحزن علي .. لم أرد ان افارقكم بتلك الطريقة .. تمنيت كثيرا ان اتعرف عليك اكثر ..
عندما تقرا رسالتي أكون قد فارقت الحياه .. اريد منك طلبا اخيرا .. أريدك ان تبقى مع ابي وتصبره على فراقي
لا اريدك ان تحزن .. لا اتمنى ان ارى دمعه تسقط من عينيك لأني سأشعر باني سببها فلا تجعلني اتألم بقبري

امي العزيزة إلى أجمل حضن احتضنني .. حضن لم أتمنى ان افارقه .. حضن أحسست بقربة بـالأمان أغدق علي بحبه .. قرأت في عينيك الحزن وكأنك كنتِ تشعرين بي عندما أتألم .. كنت أأن انات خفيفة حتى لا تحسين بي ولكنك كنتِ تستيقظين في كل حركة ورعشة تسري بجسدي .. أنتي اكثر شخص سيؤلمني فراقة .. اتعلمين لما ؟! تخلى عنكِ ابي لأنه خشى ان يرى الألم في عينيك ِ انا ايضا عشت نفس الشعور الذي عاشه .. امي انا مصابة بالسرطان ولكن الفرق بيني وبين ابي ان النتائج اثبتت باني احمل المرض وفي مراحل متقدمة .. اعلم مقدار الألم الذي يغتال جسدك وانتِ تتلقين خبر كهذا .. ارجوك امي لا تتألمي .. انا لا شيء من دونك .. احتاج أليكِ كثيرا كل يوم عندما تغيب النجوم سأطل عليكِ لأطبع على خدك قبلة المساء .. اريد ان ارى فقط ابتسامتك عديني امي ..!! ارجوكِ عديني ..!! لا تجعليني أحس بالغربة في قبري اريد دعوتك ترفرف حولي .. احبك ابنتك جود

ابي حبيبي يا نور سنيني .. كم يؤلمني ان اكتب لك .. كنت تحس ان هناك شيء غريب يحدث معي ولكن كنت دائما اخدعك واتصرف بعدم لا مبالاة .. فعلا كان هناك شيء .. مهما حدث ومهما كان وقع الخبر سيء عليك اريدك ان تتمسك بالحياة .. اريدك ان تتعود شيئا فشيئا على غيابي .. لا اتحمل نظرات الحزن في عينيك .. لا استطيع ان افصح لك .. فمعك انت ينكسر قلمي ويجف حبره بسرعة .. امي من ستنقل لك الخبر .. كن دوما بخير وعش سعيدا .. اريد الدموع ان تفارقك .. اعلم اني امي وشقيقتاي ستعوضان غيابي عنك .. ارجوك ابي لا تحزن


تلك كانت رسائل إلى عائلتي بقي كلام كثير في جعبتي لم اقدر ان ابوح به لأي كان .. كنت انت من أشاركه كل لحظاتي ولكن هذه المرة سأكتب إلى المجهول .. ربما المجهول سيلبي ندائي ويحس بما يجول بخوالج نفسي . لا اصدق انها تبقت ساعات قصيرة وسأترك هذه الدنيا .. سارحل عنها بعيدا واترك خلفي كل شيء .. كل شيء ترك بصمه في قلبي او جرح غرس في صدري .. سأفارق اناس احببتهم بصدق وكانوا اوفياء معي واناس احببتهم ولكنهم غدروا بي .. اتمنى عندما افارق الدنيا أن تتبدل كل الوجوه ويعم الصدق في كل مكان .. اتمنى لو تترك الناس الضغينة التي تتلبد في قلوبهم .. وان يعيشوا بالحب ويلونوا باقي حياتهم بالوان الأمل .. اعلم ان هذه مجرد امنيات ولم تتحقق .. منذ ان يأتي الأنسان لهذه الحياة يرسم طريقا لحياته سواء كان ابيضا واسودا .. وهذان الشيآن حقيقة موجوده لا يمكن تجاهلها .. كل ما اتمناها ان لا يسبب رحيلي الما في قلوب من احببتهم .. وان ارحل بسلام ..
اغلقت الرسالة ثم تأملت ما حولها وأحست بوسع المكان الذي ستغادره وتصبح في حفرة ضيقه رمت الورقة وظلت تراها وهي تتبتعد .. فجأة اشتد عليها المرض وبدأت تسعل بطريقة غريبة حتى سقطت على تلك الأرض الصلبة .. وكأن رحلتها الطويلة في هذ الحياة سلبت منها .. واصبحت ضعيفة لا تقوى على شيء
ياصاحبي عندي رجاء لـــــــــو تكرمت
نفــّـذ رجاء اللي يالغضي مــــنك مظـــلوم
لو جت لك علومي وقالوا انـــا مـــــت
ارجـــــــوك لاتبكي ولانـــفسك تلـــــوم
لني سبب فـــرقـــاك يامــــا تألـــمــــــت
وياما امتلى صدري من احزان وهمــوم
وحالي تردى وصرت انا اطيح لو قمت
واخذ على فراشي لي ايام مـــــــــا اقوم
ولاجيت اقاوم موج حزني وعـــــزمت
غرقت في موج الحزن ما اقـــدر اعـوم
ورغم المـــــــآسي والقهر لازم الصمت
اخــــاف لايشــــمت بــــنا نــــاسٍ رخوم
وكانك عـــلـــيــــنا بــعـــــد موتي تندمت
اسأل يــــــدلونك عـــلى قــــبري القــــوم
دامــــــك علي شوفك وانا حـــــي حرّمت
لايصير قبري من زيارتك مـــــحــــــروم
ومع السلامه ولـــــــو يجي علمـــي ومت
ارجـــــــــوك ولاتبكي ابي تقول مرحوم

بعــــــــــــد مرور عدة آعـــــــــــــــوام

تزوج رائد من نجود .. كانت سعيدة جدا أصبح لها هوية .. تفخر بها بين الملاء .. تخرجت من جامعتها وباشرت مهنتها في إحدى المدارس .. كانت تطل على والدتها سويرة التي اثقل كاهلها العجز واصبحت تنسى كل شيء
حبها لرائد كان يكبر يوما بعد يوم .. تزوجت به واصبح لديهما طفلا توأم اسمتهما تركي والعنود ..
رائد وهو يقترب منها : للحين مب قادر اصدق رغم كل هـ الظروف اللي مرينا فيها إلا انه اجتمعنا مره ثانيه
نجود وهي تغرس رأسها بصدرة : الايام راح تمضي يا رائد وما ودي نتذكر غير الأيام الحلوه وبس ..
رائد : وفي أحلى من وجودك معاي
نجود : المهم يلا غير ملابسك بابا وماما ينتظرونا ع العشاء وما ودي نتاخر عليهم
اما ام رائد بمجرد ان علمت عن ثراء والد نجود وافقت على زواجهم سريعا فلا تزال حتى اليوم يهمها المستوى المادي ولم تتغير

 
ميس تزوجت من ليث .سافرت معه إلى سويسرا لأن ظروف دراسته تطلب ذلك .. لم يرزقها الله بأطفال حتى اليوم
ولكن ليث كان يهون عليها كثيرا .. فوجودها في حياته كان أجمل هدية ..


سندس عندما علمت بزواج رائد ونجود اصابها نوعا من الحزن .. فقررت ان توافق على ابن عمتها لتثبت لرائد ان وجوده في حياتها غير مهم .. ولكنها استطاعت ان تثبت لنفسها ان حياتها كانت أجمل من غير رائد
اصبح لديها ابنه كفلقة القمر .. وملئت عليها كل حياتها



سعد علم بحب اروى الكبير له . لهذا لم يتردد ولو للحظة واحدة بعرض الزواج عليها .. اروى لم تصدق ان سعد لا زال موجودا وظلت ايام طويلة في غرفتها تحاول اقناع نفسها بتلك الحقيقة .. رضخت للأمر أخيرا .. فتزوجا وعاشا بسعادة .. عوضته عن كل سنوات الألم التي عاشها مع نور .. انجبت له طفلان فأسمت الصبي أحمد والاخر راكان بسبب تعلقها الكبير بشقيقها .. وهي الأن حامل بشهرها الأول




ميساء .. تزوجت من راكان بعد ان علمت بحبه الكبير لها .. كانت ترفض فكرة النحت ولكنها الان هي من اتقن الصنعة فاصبحت تهدي له في كل مناسبة صورة من صنع يديها .. وهذا ما جعل راكان يتعلق فيها اكثر .. دخلت الجامعة وقررت ان تدرس في كلية الأعلام لتصبح صحفية ماهرة .. وهي الان في سنتها الأخيرة .. اتفقت مع راكان ان لا تنجب حتى تنتهي من دراستها الجامعة ووافق لانها تمتلك طريقة اقناع تذهل راكان دائما فتحرجة




لمياء .. اخبرها سعد بكل ما اخبرته به نور قبل وفاتها بلحظات .. شعرت بالراحة ان مهند لم يصل إلى تلك المرحلة .. ولكن ما فعلة كان قاس .. حاولت كثيرا ان تسامحه .. ولكن كان هناك شيء قويا يمنعها .. مهند لم يستسلم بداء يتردد على منزلهم كثيرا حتى ملت ورضخت له .. عادت وانجبت له طفلتهما المنتظرة .. اسمتها جود .. لأن جود اثرت في حياتها كثيرا .. وبعدها بفترة قصيرة حملت بطفل فاسمته سعود على اسم والدها ..
مهند كان يدللها كثيرا حتى يحاول قدر المستطاع ان يجعلها تنسى ما حدث ونجح في ذلك
منحها عمها دارا لتقيم به حفلات لعرض رسوماتها كهديه صغيره لها . سرت بها لمياء كثيرا ..
وكانت اغلب الوقت تنسى نفسها هناك .. ابنتها جود لم تفارقها ايضا فأخذت سر المهنة من والدتها وكانت ترسم معها .. فأصبحت جزءا لا يتجزأ منها ..
/::\
عبدالله وبندر تغير مسار حياتهم .. فاجأهم مصعب عندما أعلن للصحف عن حقيقة شجن وعلاقته برحاب .. وبرأها من كل التهم التي نسبت إليها .. عبدالله وبندر كانوا سعداء بخبر كهذا وشكروا مصعب عليه كثيرا
فلقد استطاعوا أخيرا ان يعودوا ويفتخروا بشقيقتهم وامام الملاء أجمع ..
/::\
ابو امجد حكم عليه بالسجن المؤبد .. كان امجد ووالدته يقوموا بزيارته كل اسبوع ولكن فجأة انقطعت تلك الزيارة .. وتفاجأ ابا امجد عندما طلبت منه زوجته الطلاق بعد ما علمت بتعلقة بشقيقتها .. اما امجد اصبح يكره والده فبسببه خسر حب حياته .. سافر إلى الخارج واستقر هناك .. وظل ابو امجد يقاسي مرارة الوحده بنفسه
/::\
اماني وخلود ..
خلود تزوجت من الدكتور خالد .. خلود وخالد كانوا أكثر المتفاجئين .. خصوصا عندما علما بأنهم يقربان للبعض بطريقة غير مباشرة .. خالد كان اسعد لأنه اصبح متأكدأ بأنه يهيم حبا بها .. وكان يدعوا الله ان تكون الفتاه التي اختارتها امه هي نفسها خلود .. فاستجاب الله لدعوته .. اصبحت خلود مدرسة رياضة .. وانجبت ثلاثة اطفال
::
::
اماني هي الاخرى وجدت شريك حياتها .. ولكن لم تكن كما تحلم .. كان ميسور الحال .. ولكن الحب الذي أغدقه عليها جعلها تنسى كل ما كانت تطمح لإيجاده في شريك حياتها .. وبدأت تتقبل واقعها بحب ودون تذمر
/::\
ريما تزوجت من يحيى اخير بعد سلسلة الصراع الطويلة التي عاشت بين طياتها .. يحيى هو الأخر عوضها عن كل سنوات الحرمان .. وجعلها ترى دنيا اخرى غير التي كانت تعيش بها .. وهذا ما جعله يتمسك بها اكثر
انجبت له طفلة اسمتها .. العنود .. احتراما وتقديرا لشقيقتها بعد ان سامحتها رغم كل ما فعلته بها
/::\
ليان .. ظلت لاشهر طويلة تبحث عن غسان ولكن دون جدوى .. علمت بعدها انه عاد للبحرين وسيستقر هناك .. شعرت بالحزن لانها فقدت شخص اخر وضع بصمه مهمه في حياتها .. قررت ان تنسى كل شيء وتبداء حياتها من جديد .. تقدم لها امجد .. فرفضته .. وبعدها باشهر بسيطة عاد غسان وطلب يدها فوافقت دون تردد
انتقلت معه للعيش في البحرين .. وكانت سعيدة جدا .. لأنها لم ترى شابا حنونا مثلة ..
انجبت له .. حلا وسارة ..
/::\
هيثم عاد إلى حور .. واستطاع ازالة كل سحر وضعته له والدتها فعاشا حياتهما بشكل طبيعي ..
كبرت راما في احضان حور .. واكثر ما كان يزيدها سعادة وجود شقيقها الصغير مؤيد بجانبها ..
/::\
مصعب يعيش مع دارين اجمل ايام حياته .. توفت جدتها بعد عام .. ولكن مصعب كان بجانبها وقدم لها الدعم الازم
انجبت له ابنتين اسمتهم .. تالا ويارا ..
كان الجميع متجمع على طاولة العشـــاء ..
العنود وهي تنظر إلى ما حولها : اممم اخاف يطلع شيء ناقص واتورط بعدين ..
تركي : أنتي كل سنه تقولي كذا بس ما يطلع شيء ناقص
العنود ودمعه رسمت على خدها : من يصدق وين كنا أمس ووين صرنا اليوم ؟!
تركي : الحمد لله على كل حال اهم شيء احنا عايشين ........!!
العنود سمعت صوت الباب يطرق : امممم هذي اكيد نجود وصلت .. خلني اروح افتح لها الباب
مصعب بابتسامه : خليك ماما انا بفتحه
دارين وهي تطبع قبلة على راس العنود : كيفك مرة عمي
العنود بابتسامه عريضة : منيحه بنتي منيحة ..
تالا ويارا : جدتي كيفك ............!!
العنود وهي تضع كل واحده على كرسي : انا بخير حبايب قلبي .. والله محد تارس علي هـ البيت غيركم
نجود : بدينا بالتمييز العنصري ماما
تركي بابتسامه : يلا استلمي الحين بيبدوا يغاروا من بعض
العنود : لا والله الكل غلاوته وحده .. يلا الاكل جاهز تفضلوا استريحوا ..
مصعب ونجود تمتما معا : يعني كـالعادة هذيلا الأثنين دايما متأخرين ..
احيانا تغلق الابواب في وجهنا .. ولكن خيط بسيط من الامل يعود ليكسر تلك الأبواب .. هذا ما حدث معي .. ظننت ان تلك اخر رسالة سأكتبها ولكني اكتشفت اليوم اني مخطئة تماما فما زال هناك شيء اجمل ينتظرنا
انا مثلكم لم اصدق .. ولكن هذه كانت اجمل مفاجأة حملها لي قدري .. ثقوا دائما مهما بلغت احزاننا عنان السماء .. لابد ان تغتالنا لحظة فرح تبعد عنا تلك الكومة من السواد .. ولكن الاهم من هذا كلة ثقوا بالله وتمسكوا بالحياة
إياد وهو يطبع قبلة على رأس جود : كل سنه وإنتي معاي يا اجمل وردة بحياتي
جود بابتسامة غطاها الخجل : وانت معاي يا اجمل زوج بالكون
اعتاد اياد وجود في كل يوم من هذا العام يتذكروا ما حدث لهم .. لأنه كان بمثابة المعجزة
دعونا نرجع قليلا إلى الوراء عندما ارتطم جسد جود بالأرضية .......
أياد والخوف ارتسم على ملامحه : جود تكفين اصحي جود ..
اخذ أياد جود إلى المشفى .. ووجد صالح في استقباله فتمتم سريعا : جود لازم نسوي لها العملية
صالح : طيب مين راح يوقع عليها
اياد : انا زوجها وراح اوقع .. جود في كلا الحالتين ميته ولازم اجازف .. فخلنا نتصرف بسرعة
صالح : بس جود ما راح تتحمل الطيارة الحين
اياد : لا تخاف انا جهزت كل شيء .. أنت بس اتصل في دكتورها وعلمه انه كل شيء جاهز وتحت تصرفه
صالح : خلاص انا اتصل بالدكتور واشوف أيش راح يقدر يسوي
ادخلت جود لغرفة العمليات .. وكان إياد بجانبها طوال الوقت ..
أعادته ذاكرته للوراء .. عندما اكتشف المرض الذي تحمله جود في رأسها
بعد شجارة مع والده توجه مباشرة إلى الصندوق الذي يخص والده لاستقبال الرسائل .. وجد الأكثرية لجود .. اخذ يقرا كل حرف كتبته .. ظل يوما كاملا وهو يقرا .. أحس بمقدار الألم الذي تعاني منه جود .. وقام هو ووضع الملح على الجرح .. اخذ يصرخ ويبكي وكأنه يلوم نفسه على ما صنعه .. قرر العودة للسلطنة .. هناك التقى بصالح واخبره كل شيء عن حالة جود .. لهذا قرر فعل كل ما يلزم لأنقاذ جود وتخليصها من هذا المرض
ليكفر عن كل شيء فعله بها


نجح اياد في ذلك بإصراره وعزيمته بقي بجانب جود لمدة شهرين متتالين .. كانت لا تزال في غيبوبه ..
كان اياد يحكي لها كل ما يحدث من حوله .. عنه وعن اشقائها وكل من تعزه ..
بدأت تستفيق شيئا فشيئا .. فشاهدت كومة من الزهور حولها فتمتمت بخوف : انا وين في الجنة
إياد وهو يطبع قبلة على يدها : أنا اللي في جنة صار لي شهور انتظرك تبطلين عيونك
جود وهي تضغط على يديه بقوة : اياد انت بعد هنا ...
ظهر والدها ووالدتها واشقائها ولمياء وسعد وميساء والكل يحمل على شفتيه ابتسامه ..
جود : انا مو فاهمه شيء
العنود وهي تضمها إلى صدرها : من قريت رسالتك وأنا عايشة في هم ما يعلمه غير رب العالمين .. بس الحمدلله اياد قدر يلحق عليك في اخر لحظة وتصرف .. وهذي انتي معنا اليوم ..
جود تمتمت بحزن : يعني انا صرت بخير
أياد وهو يمسح على رأسها بحب : ايه وتخلصتي من اللي براسك بعد ..
جود احست بسعادة كبيرة لانها تخلصت من ذلك المرض وبفضل من .. بفضل شخص توقعت انها خسرته للابد ..
أياد حكى لها كل ما حدث وهذا ما جعل جود تسامحه سريعا ودون اي تردد
قاطعهم العم مبارك بابتسامه : الحمد لله على سلامتك يا بنيتي ..
جود بسعادة : الله يسلمك عمي .. انت كيفك طمني عن اخبارك
مبارك والحزن ارتسم على ملامحة : الحمد لله انا بخير ..
جود وهي تبحث عن حمدان : طيب حمدان وينه مشتاقة له كثير
مبارك اقترب من جود ومد لها بورقة فتمتم بألم : هذي من عند حمدان
جود وهي تفتح الرسالة ببطء وبدأت تقرا ما فيها ..
ماما جود .. سمعت جدي وعمي صالح يقولوا انك مريضة .. انا زعلت كثير .. ودعيت الله وايد اني اموت بس أنتي تعيشي ماما .. انتي وايد طيبه وما يصير تموتي .. انتي ساعدتيني وبكره راح تساعدي اطفال غيري
وانا دايما ادعي عند كل صلاه أني اموت بس أنتي تعيشي .. عيشي عشاني ماما جود
انا وايد احبك .......... لا تزعلي إذا مت لأني بروح عند ماما وبابا .. وما بحس اني بروحي وبلعب معاهم كثير
حمدان
جود وهي تغلق الورقة تمتمت بحرقة : عمي مبارك حمدان وينه ..........!!
صالح : جود لما كنا في العملية توقف قلبك فجأة .. بس بعدها بلحظات رجع الكل استغربنا هـ الشيء وبعد ما طلعنا من غرفة العمليات .. وصلنا خبر وفاة حمدان .. وفي نفس اللحظة اللي رجع فيها قلبك
جود وعيناها تتسع واحست ان قلبها ينقبض تمتمت بألم : لا مستحيل ..!! عمي مبارك كيف خليته يسوي كذا ..!!
العم مبارك قاطعها بحزن : انا ما دريت بموضوع الورقة إلا بعد ما مات بكم يوم
جود وهي تشعر بأنها تختنق تمتمت بألم : حمدان ليش سويت كذا ليش ؟!
العنود وهي تحتضنها بألم : آآآآآه يا جود شكله كان يحبك كثير .......... ودعوته لك كانت صادقة
جود : ماما حمدان هذا كان النفس اللي اتنفسه .. مش متخيلة انه دعى على نفسه بالموت عشاني
مبارك بألم : يمكن موته ارحم له من حياته .. وعمره انتهى وما ابيك تلومي نفسك يا جود .. اوعديني
جود وهي تنظر إليه : ....................................
مبارك قاطعها بحزن : أوعديني يا جود
جود ودمعة رسمت على خدها : اوعدك ..
نعـــود إلى وآقعنـــــــــــــا ..
تزوجا في نفس التاريخ التي خرجت منه جود من غيبوبتها .. وبحفل فخم .. عزمت كل من كان متواجد وشهد طلاقها من أياد .. جمعت ما عندها من نقود واقامة دارا للأيتام اسمته بأسم حمــــدان .. لتحقق له امنيته
وتكريما لها وفرحا بتخلصها من هذا المرض المشؤم .. اصبحت العائلة تحتفل به كل عام
أياد بابتسامه : كانا تأخرنا عليهم
جود بحب : ايه تأخرنا كثير.. بس يحق لنا نسترجع اجمل واصعب لحظات عمرنا
اياد : يلا خلينا نروح
جود وهي تنظر خلفها تمتمت بابتسامه : تركي يلا حبيبي تعال .. الكل ينتظرنا برا ..
تلك كانت رحلتي مع اياد .. اليوم سأكتب رسالتي الأخيرة وانا سعيدة .. سعيدة لأني لن اضطر لمفارقة اي احد .. فكل من احبهم حولي .. وهم يشاركوني اليوم اجمل ايام حياتي .. يوم ولادتي من جديد .. لا اعرف ماذا اقول فالعبرة تخنقني .. ويدي اصبحت ترتعش فجاة .. ربما لأن سعادتي لا يمكن وصفها لكم في اسطر .. او ربما لان العبارات ضاعت من بين شفتي .. لا اعرف ربما تستطيعون فهم إحساسي اكثر ... وتفهمون ما الذي يمر بداخلي .فأنتم شاركتموني في كل لحظة مررت بها .. سوى مفرحة ام محزنه .. . حياتي كانت اشبه بمعجزات .. معجزات اصبحت اتلقاها كل لحظة .. تفاجأت كثيرا مما حدث .. وأكثر موقف هزني هو وفاة حمدان .. فلقد منحني روحه لكي أحيا وأكمل رسالته .. ربما انتم تملكون تلك المعجزة .. ابحثوا عنها بداخلكم وتسجدوها .. ستجدونها في أنسان اغدقتم عليه بحبكم ولم تنتظروا منه مقابل .. فذلك الشخص هو من يصنع لكم المعجزات .. وبعدها ارسموا الوان السعادة بحياتكم كما تشائون .. فكل منا يوجد بداخلة زر صنع من الفرح بمجرد ان نكبس عليه سيبداء يكبر شيئا فشيئا .. حتى تتحول حياتنا إلى جنه .. اليوم اصبحت اعرف من انا وماذا أريد .. واين ستكون وجهتي القادمة .. ولن اسمح لأي كان ان يستغل ضعفي او حاجتي .. هذا اهم نهج اتخذته في حياتي .. والجروح التي كان في عبق الماضي .. تجرعنا مرارتها ولكنها بقيت مجرد جروح واستطعت جعلها تلتئم بمحبة من حولي ..
انتم ايضا لكم حق الاختيار فكل منا له جرح من عبق ماضيه .. لم لا نرخي ستار الامل.. ونودع الماضي بلا أمل للعودة .. لم لا نكون كالقمر او مثل البحر .. نلقي بهمومنا لا نلقي له بالاً .. فنعود لنرى كيف تعزف الايام لحنها على نغمات مستقبلاً واعد ....
فإذا اصبحنا نعيش تحت شمس يومنا ولا تلتفت لامسنا لأنه قد خيم عليه الظلام .. ونفكر باليوم والغد .. وإذا امسينا نعيش تحت ضوء قمر ليلتنا ولا تلتفت لشمس نهارنا لانها رحلت وحل محلها الظلام ....
محبتكم جود .................................
نهـــاية احرفي عند اخر نقطة اضعها .


ها نحن اليوم نقف على عتبات الرحيل .. توقفنا على نهرا منذ سبعة اشهر تقريبا .. ارتوينا من خلالة انواعا من التواصل والحب والأخاء .. تعلمنا منه عدة مواقف .. مواقف اتمنى ان تلامس قلوبكم الصادقة .. افكار تمنيت ان تصل إلى فكركم وتترجم في حاضركم .. لا أعرف ماذا اقول .. ارى نفسي أصل إلى نهاية النهر .. وكل شيء سينتهي عند أخر نقطة سأضعها ..
سأنفصل عن اقلام وشخصيات اجتمعت بها طوال هذه الاشهر .. قلبي ينزف دما قبل ان ينزف قلمي حبرا ..
سأحس بجفاء المكان ووحشته .. أعتدت ان اطل على هذا النهر كل سبت وأرى الكثير من الناس تنتظر لترى ما سيروي لها اليوم من احداث .. النهاية باتت وشيكة .. وسيعود هذا النهر إلى سابق عهدته .. لا يحمل سوى ذكريات
وسيظل محملا بعبارات الحب والاخاء التي رماها البعض بداخله ..
وسأطل عليه كلما اشتقت لتلك الكلمات الصاددقة .. وحن قلبي لها
جروح من عبق الماضي ...
رواية اردت ان اسلط الضوء من خلالها على عدة امور تحدث في حياتنا .. واخذ العبرة منها
واتمنى ان اكون قد وفقت .. وقد راق لكم ما كتب قلمي ..
انتهت لحظاتي الجميلة بينكم كما ينتهي أي شئ جميل في هذه الحياة بسرعه
وقد يزيد من قصر اللحظات الجميلة فى حياتنا ترقبنا للحظات الوداع بخوف منها ورجاء أن لا تكون قريبة
نودّها ابعد من تخيّلنا لبعدها
ولكن لابد من ان نصحو يوما على حقيقة الوداع التي هي من حقيقة الدنيا التى نعيشها
أحببتكم وأحببت تواجدي بينكم
لا أعرف ماذا اكتب وماذا اقول .. فأنا لست من النوع الذي يحب لحظات الوداع ..
وإذا فارقت شخصا أنسلخ من بين ثناياه بهدوء .. دون أن اعقب ولو بكلمه ..
كل ما اتمناه فعلا ان اكون وفقت .. في رسم الروايه بما يناسب كمال عقولكم ..
وختاما لا أملك إلا ان اهديكم هذه العبارات
اللهم وفق أحبتي لمرضاتك ..
وأعنهم على طاعتك ورضوانك ..
اللهم وهيء لهم من أمرهم رشداً ..
وكن لهم عوناً ونصيراً ..
وسنداً ومؤيداً ..
وافتح لهم من الخير كل باب ..
واكشف عنهم الضر والبأساء ..
اللهم من كان منهم مريضاً فاشفه ..
ومن كان فقيراً فأغنه ..
ومن كان ضالا فاهده ..
ومن كان مهموما ففرج عنه ..
ومن كان مديونا فاقض عنه ..
اللهم لا أمل إلا بك .. ولا يقين إلا إليك ..
فاجعلهم يوم الفزع الأكبر آمنين ..
غير خزايا ولا محرومين ..
واسقهم من حوض نبيك الكريم شربة هانئة
لا يظمؤن بعدها أبداً ..
kesat 3thab


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -