بداية

رواية سيدة الحرية -21

رواية سيدة الحرية - غرام

رواية سيدة الحرية -21

لم اشتري الكثير من الألوان هناك،فالرجل الذي يختار عطراً الآن يصاب بعمى ألوان كلما نظر لوجهي!
فعندما وصلنا للمنزل،قدم لي ما اشتراه من مجموعة جميلة من العطور
الهدية التي تعيد الجميع اطفالاً،ادهشتني حينها
-"التغليف مو حلو (ثم أضفت) رابطها بقوة كانك ماتبيني افتحها"
ضحك –"اجل لعبو علي (وكان يرصد ردة الفعل حين رأيتها) اعجبتك؟"
هي رائعة لكن للأسف يبدو انني لن استخدمها، شكرته جيداً وأبديت اعجابي بها
تفقدت جميع الروائح، ثم أمسكت بعلبة واحدة ربما هي بزهرة اللوتس
-"باخذ هذا"
نظرته التي تنتظر استفساراً أجبتها
-"الباقي عندي حساسية منها"
لكم ان تتخيلوا ملامحه حينها!
.-.
.-.
.-.
بينما انا جالسة وحدي شاهدت على التسريحة علبة العطور التي اهداني قبل ايام، والتي لا ادري كيف سأتخلص منها كما قال!
وحينها فكرت إعطائها لشخص ما.. بل قررت ذلك
ولن تحزروا من يكون!
.-.
.-.
بعد وصولي،طرقت باب غرفتها ولم اسمع اجابة،دخلت مبتسمة فأشاحت بوجهها عني
ثم توجهَت للسرير وغطت وجهها
تحدثت عن روعة اثاث غرفتها الجديد، وسألت عن الحال،ووضعت العطور على الطاولة،وجلست قربها وهي تتظاهر بالنوم
-"جبتلك عطور شوفيها وعطيني رايك"
-"اذا دخلتي مرة ثانية استأذني واذا طلعتي شيلي عطورك معك "
قد اكون مصابة بالتبلد،لذا ضحكت وانا أقف لأخرج
لكنها استوقفتني وجلست لتسأل:
-"عندك رقم ريم؟"
التفت بتعجب مكررة-"ريم!"
-"ايه اخت زوجك عطيني رقمها بسألها عن شي"
-"اها اريام"
ثم اخذت افكر بالإطار خارج الصورة،اذن ريم لمَ نقول اريام فهو لايناسبها حتى ولا يأتي بوزن توأمها!
ابتسمت بسعادة وانا اقول-"ماعندي رقمها"
وربما لم يكن علي ان ابتسم،
-"طيب ايميلها"
-"لو عطيتك بتقوليلي ليش انتي متضايقه كذا"
نظرت بغضب-"اظاهر الموضوع يخصني"
لأقول بعد تفكير:
-"لا مايخصك لحالك شوفي امك كيف متضايقه .. اذا تبغين رقمها برسله لك ولو بغيتها حتى تزورك بطلبها لكن من حقي اعرف السبب"
رأيت سطوراً بقلم ازرق على علبة المنديل! كانت كتعبير حب او فراق او امنيات
لا استطيع رؤيتها بالضبط لذا ما ان امسكت به حتى صرخت بوجهي
-"قلة ادب ولقافة"
ولا ادري أي طاقة كانت بي لأستحمل وقاحتها
-"ليش تبغين ريم؟"
قفزت وأحضرت ورقة ثم كتبت شيئاً ما وأعطتها لي قائلة
-"عطيها ايميلي"
بصراحة كنت افكر بعلبة المنديل،وليس لمجرد الفضول اردت قراءتها بل لأنه يتحتم علي ذلك.. لأرى كيف تشعر ابنة خالتي،وماذا تريد،ليس لأجلها .
.وان حاولت ان اقول لأجل خالتي فلست تماماً صادقة، فأنا لاادري اين وصل الموضوع واي ضرر سيكون علي ان ساهمت بذلك
لأنها تملك سراً مع اخت زوجي ولو حدث شيء ما، فطبعاً سيلحقني ضرر!

-"بضيفك انا اول"

وكأنني قد اهتم بها! وخرجت
.-.
.-.
ما ان رأيت خالتي تبتسم وتنتظر ان ابشرها بأمر! خيبتها وانا أقول:
-"مازن موجود؟"
سألتها لأطمئن لكنها أخبرتني انه قادم الآن
اتصلت بعمر، فسألته:
-"تقدر تجيني الحين؟"
-"ليش مو قلتي الساعة عشر؟"
-"لا ودي ارجع الحين"
استغرب ذلك –"اشوف ثواني وارسل لك"
وقبل ان اغلق قال مسرعاً-"لاتخلين احد يرجعك انتظري"
بالطبع الأحد المقصود-ابن خالتي- الا تعلم انني هاربة منه!
وجاء عمر قبله ولله الحمد
.-.
.-.
بعد ان أضفت لمى،وجدها تنتظر
بالطبع فلا يبدو ان لديها ماتعمله غير الانتظار!
ما ان عدت مرة اخرى كانت لاتزال صامته، استغربت ذلك حتى فتحت صندوق الرسائل ووجدت اربعاً منها
الاولى،فارغة
والثانية،قصيدة والثالثة،خاطرة،والرابعة لا ادري اهي قصيدة ام خاطرة!
توجهت لأحادثها، فتجاهلتني
،
لا ادري لمَ بعثت لي بذلك! قد تكون هذه رشوتها بعد لمحت الفضول بي!
او طريقتها لإقناعي بأنها قد تحتاج لانعاش عاطفي!
او انها مجرد مقدمة لتستطيع تكرار طلبها وتحظى باعانتي
جميع هذه الامور التي تطرأ في بالي خلقت الفضول الشخصي لأجلها،فهي التي لازلت اجهلها ولم تخاطبني ذات يوم كما تخاطبني رسائلها!
الواقف خلفي والذي له ظل ينعكس متخطياً المصباح الصغير بجانبي، والذي كان يسترق القراءة،قالت عيناه شيئاً لم افهمه وابتعد
كان الصمت مخيماً حتى استقل الدرج وهو يخبرني
-"بكرة رايحين لاهلي"
كدت اسأل-"بنروح؟"لكنها كانت"رايحين"
لذا لاحاجة للسؤال..وتراه لمَ لم يخبرني بقدومهم هنا!
لكن هذه المرة زيارتنا تبدو فكرة غير سيئة،فأنا سأود الاستخبار عن لمى!
.-.
.-.
بعد ان جاء الغد،أقصد بعد ان جئنا للغد
لم يكن سريعاً حيث انه مثقل بالمجاملات العائلية ذات الطراز المريع! فهم يتحدثون لي وكأنما يفتشون عن ماهية حياة ابنهم! ماكنت افكر فيه حينها كيف سأختلي باريام
بينما كانت تغسل يديها عقب وجبة طعام،انضممت اليها سائلة عن الحاال
ثم سألت عن علاقتها بلمى هذه الايام، فأخذت تجفف يديها وهي تقول بانفعال
-"مدري بس اكيد ماتبي احد يكلمها بالموضوع"
-"بس هي طلبت مني (استدركت قائلة) هي وشو موضوعها بالضبط؟"
-"مدري وش المشكلة اللي بينهم"
لا استطيع فهمها حقاً!
-"طلبت رقمك..ليش؟"
-"يمكن تبغاني اصلح بينهم بس مالي دخل واللي تحبها راعية مشاكل"
آخر الجملة كنت اتوقع سماعها، الا ان سماعها اشعرني بالدوار..تماماً كتوقع الحدث ليس كوقوعه
تماماً كأن تقرأ كتباً عن أمر واحد، وكل ماقرأته يصبح واقعاً فجأة،
وكأنك لم تقرأ في آخر الكتاب عن احتمالية وقوعه..مؤكدة!!
التفتُ الى الصوت خلف الباب، صاحبه يقف خلف منشفة اريام، وعبر البساط الغامق، يتحدث مع اخته بصوت مسموع:
-"ماقصدت الا اليوم ولاقبل بس وماكان لي خلق اشوفكم تسوون مشكلة من لاشي"
-"وليش ماتسكتها هي ليش بس انا رنيم اسكتي رنيم روحي رنيم تعالي وزوجتك المصون ماتامرها بشي"
-"انتي فاهمه الوضع وهي حتى ماتعودت عليكم عطيها فرصة ولاترمين هالتعليقات كل ماشفتيها"
وفتحت الباب اريام،او ربما قبل ذلك فتحته،لان الصوت انقضى حينها
والقى علي تساؤل مخيف!
كيف للحرية ان تبدو بأكثر من ذلك!
كيف لها ان تنتشل جسداً من روح وتفرق بينهما باتقان مزيف!
كيف لها ان تبرز جسداً آخر كشعور من يستعير ابتسامة حين يبكي!
كيف لها ان تخبرك ان بامكانك العيش كما تشاء حين تريد العيش بين نقيضين!
كيف لك ان تؤمن فيها حين لايكون الجميع معك، حين تغلق الباب على نفسك وتتساءل! هل من الجيد ان اكون رجلاً او امرأة!
كيف تمنحك الحرية شعوراً بأنك لنفسك ومنبوذ منها..بانك هنا وفي الوقت ذاته هناك!
عندما نخوض غياهب التأمل تصير للكلمات أجساداً..لاشيء يبدو كما سمعناه بالماضي ولاشيء يبقى كما نقول الآن
هذه الحرية فيمَ تجسدت! انه جسد آخر هذه المرة أيضاً..من الصعب ان تبقى هذه الكلمة منزوعة الجسد مادمنا نمنحها فرصاً للتخفي!
ان تكون ابنة خالتي تحلم بشيء كهذا..ربما لخالتي العزاء..،
كانت خطواتي مثقلة بالتفسيرات التي ليس اولها :سبب رسوبها المتكرر مراراً
.-.
.-.
كانت دانة اول من اتصلت به حينها، والتقيتها بالغد
حين هممت بالتحدث،قاطعتني بسعادة وهي تخبرني مالم اتوقعه
-"اليوم رحت الصباح اكشف (اضافت بخجل) وصرت حامل"
ارهبتني الكلمة،بل اوقفت شعر جسدي حين نطقت بها! فكأنما صرت اخاف مايحدث لها لأنه قد يحدث لي كما حدث بعد زواجها!
باركت لها، وسألتني متى يمكنها ان تبارك لي فأردت ان أهرب!
وحين اصبح الموضوع بعيداً جداً عن ان احكي لها عن لمى،استمرت بتحذيري عن حرمة الإعراض ونهتني عن البقاء بعيداً
لان ماحدث..قد حدث!
وتلك العبارة الاخيرة لم تبتعد أبداً في الايام التالية
.-.
.-.
كنت قد ذهبت اليها بـ هَمّ واحد وعدت باثنين!
فلازمني الارق وبقيت افكر فيما يستحق التفكير وفيم لايستحق
كان قد سألني عمر عمَ يشغلني،وكرر ذلك الان، وقد يسأل مجدداً
لا افكر بأن اخبره،فمثل هذه الامور لاتفشى!
-"خالتي تعبانه من لمى"
جلس واشعل ضوءَ خافتاً وقال:
-"ليش صار شي؟"
بعد عدة تنهدات،وبذلك القدر من العتمة لم يبصر ماقد يظيم بوجهي، أخذت اسمع الى طمئنته بشكل عام،وكرر انني قد استطيع عمل شيء بعد ان اضع ماتكنه لي جانباً
وكانت عبارته تلك أكثر فعالية من قرص منوم!
.
حينها اخبرته عن محاولتي مصادفتها حتى على البريد،وأعتقد ان ملامحه كانت مشجعه للمضي للأمام
وربما لو استمرينا بالحديث لأخبرته بشيء آخر،وكلما زاد الوقت كلما منحت فرصاً للاعتراف ..وتلك عادتي حينما احمل هماً!
لكني غادرت،اقصد غادرنا للأعلى واستلقيت على السرير، واغمضت عيني كي لا ارى دهشته حين يأتي!
حقيقةً أن تتألم مرة واحدة الأجدر بك ان تتألم مرتين في الوقت ذاته،فالهم الواحد يستيطع ان يؤذيك طويلاً فاجمع همومك لتتأذى كثيراً إن كنت تعاني مشاكل مع الزمن لا مع مواطن الألم!
.
هيَ مهما ابتعدت تتبعني هماً وألماً
ساحاول خلق هذه الفرصة لإصلاح ماقد يصلح
ان تكون مسؤولاً غير مسؤول ،ستجد ضميرك في ورطة!
.-.
.-.

حين تغير الطرق الجديدة من وجهتنا..!

بعد مرور أيام، كان كل شيء يصغر تدريجياً عدا الأمل
رغم انحصاري بزاوية السرير كما كل ليلة،حتى يخيل لي انني انام على حاجز يمينه هوّة ساحقة ويساره هوّة ساحقة.. تكرار استخدام العبارتين يجعلني اميز حقاً ان ما انا عليه الآن
قد يكون أحياناً السقوط اسهل كثيراً من البقاء على حاجز، لكن البقاء ما نريده ،فالرجل النائم هنا براحة بال لن ارغب بتخييب ظنه لانني علمت بالأمس فقط
ان هناك من يشكر كثيراً حين يعطى حقه! يُعطى ولاياخذ!!
.-.
.-.
كانت تهتم بالقصائد النبطية والخواطر الفصيحة ذات العواطف الجياشة التي لاتهتم بجمال النص بقدر افراغ الشعور، فهذا ماعلمته بعد عدة مراسلات
ما بعثته هذا اليوم بعنوان سؤال، كنت متأكده في كونه عن بريد اريام، لكنه كان عن ما كتبته سابقاً!
ترددت في ارسال ملفي الشخصي في المنتدى ،لكن لاعذر لي ان لم افعل
فانا قد اود لها الدخول هناك للاستفادة،فما تكتبه ينقصه بعض الجمال مالم تواصل القراءة
وخضت العالم الجديد معها، فكَتَبت هناك واتبعتها برد محفز وشكرتني
ذلك اشعرني بسعادة،سعادة شديدة حيث انني لم اتوقع ان تكون هكذا!
وهذه الرفقة الجديدة التي ستتعرف عليهم سينقلونها لعالم نقي ان واصلت، ولكي تواصل فقد ارهقت باجابات على بريدي على كل سؤال:
كيف انسق الموضوع،كيف ابدأ خاطرة،من اين احضر عنوان،لدي حرف لايكتب! هلَا صححتِ لي الكلمة...،
واستمر الحال حتى الاسابيع الثلاث التالية
.-.
.-.
-"كل يوم تكتب ماشاءالله"
قلتها وانا اقرأ جديدها،ليسألني عمر:
-"وشو المنتدى اللي تكتبون فيه؟"
قمت سريعاً بتصغير الصفحة وقلت بابتسامة:
-"منتدى بنات مايصلحلك"
ضحك،وغادر، لا ادري لمَ هيَ لاتقرأ لي ولاتتواجد بصفحاتي رغم انها ارادت ذلك،
اردت ان اعقب: قد تحسنتِ كثيراً لكن ليس هناك داعٍ لاستخدام اكثر من ترادف في حين ضعف المعنى..ثم الغيت ذلك وكتبت تشجيعاً فقط
قاطعني بدري الذي يقفز في شاشة هاتفي، ويخبرني ان ابي قد سقط وكسرت ساقه، وسنغادر لرؤيته قريباً
.-.
.-.
الرجل الذي يعيش معي يتصرف بغرابة احياناً، كأن ينظر لساعة هاتفه عوضاً عن ساعة يده في كل مرة،ويشرب الماء دوماً بكوب الشاي...،
الغريب أيضاً انه يقول مالا يعني، لكنه ليس بغريب بامور اخرى فحاله كجميع رجالنا لايمسك بيد امرأة الا ان تكون مصابة بعمى، ولايشعل شمعة أبداً فلديه مصباحاً عند انعدام الضوء!
لايجب ان نتحدث عن الرجال في حضرتهم،ومن الغباء الكتابة عنهم في كتاب لايقرأه الا النساء!
،
كان يقرأ ماكُتِب للتو، وكان يضحك لاشعورياً!
تساءل: الا يجب ان تُعْلميني بما فيني قبل ان أجدك هنا! حقاً لاافهم النساء
وهذا التعجب بدأ به حين كتب:
-لايحق للنساء الكتابة عن قصص الحب إن لم يعشنها، ولا مراقبة رجل لايتسطع الكتابة عن الحب ولاتطبيقه..رغم ان له الحق في الكتابة
.-.
.-.
لا ادري لم هذا اول المعقبين على ما اكتب! سجلت خروجي وبدأت بترتيب بعض حاجياتي للسفر يومين
بدري اخبر زوجي الذي اخفى رفض اتضح عليه!
ياللتسلط،بأي حق كنت سترفض!
.-.
هي ذهاب واياب على عجل، كان بأفضل حال ولم تنقصه رؤيتنا
وعند عودتي تجدد غير الرضى عن حياتي،وطرح السؤال ذاته:أيعقل ان استمر بقية العمر هكذا! اجامل الوقت وانتظر الحلم!
.-.
.-.
ماني لاحد
القلم الذي يكتب كثيراً لايجيد القراءة، والمصباح المضيء لايرى، فمال العيب في معلم حب لايحب!
القصص التي نكتبها والوصف الذي نصفه لانعيشه، أحياناً ليس باستطاعة الجميع الحب،
يا اخي ثق ليس جميعنا وان طبقنا الشيء ان نتساوى فيه،لاتققس على نفسك أبداً،فليس للصراخ فم! اذن كيف يحب من لاقلب له! وكيف يحلم الجميع بما لم يروه! رغم اننا نستطيع الحب ونحلم دوماً بما لانرى
فأنت قد تواصل الحب وانا قد اواصل الحلم
لكن السؤال..هل نحلم لمجرد الحلم..ونحب لمجرد الحب؟!
.-.
.-.
هل هو سؤال؟
هل تقصدين ابعادي من هنا بهذا الكم من الاجابات الـ..! وهل تعنين انني قد اواصل حبك وانت تواصلين حلمك فقط..!
-اذن هل تزوجتي لمجرد الزواج؟
وكان هذا السؤال ماطرحته!
.-.
.-.
اجابتني
ربما قد اجيب على ما اسأل!
الزواج لمجرد الزواج،والحب لمجرد الحب،والحلم لمجرد الحلم..كل ذلك يذكرني بقول ادوارداي
"النمو لمجرد النمو هو نفس مبدأ الخلية السرطانية"..!
.-.
توقعته نهاية الحديث الا انه سأل مباشرة،ربما قبل ان يقرأ تعقيبي السابق
-الحرية حلم سيدخلك في متاهات انتِ في غنى عنها
اجبته منهية النقاش الذي لم يشاركنا فيه أحد!
-قيل لكي تكون عظيماً لابد ان يساء فهمك!!
.-.
.-.
كان الوقت كعادته يمضي كل يوم، وقد مر قرابة الاسبوع
كنت قد اغلقت للتو من جَنان التي حزنْت لمعرفة عدم نية عودتها في الوقت الحالي من زيارة والدتها،
كنت سأخبرها عن علاقتي الجديدة مع ابنة خالتي لكني فضلت تأجيل ذلك حتى تعود
.
كنت في زيارة للموضوع ذاته فقد تكون هناك إضافات على حديث الرجال!
فرأيت تعقيباً من لمى،مقتبسة شيئاً لا اراه بوضوح الآن،وكتبت تحته:
"لو يليق بها الحب لهجرته..لاتسألها فهي تدنس الحب"
لأنقل بصري لموضوع آخر بعنوان انكسار الظل:
-"كيف تستطيع انكسار الظل العيش هكذا ، كيف للكاذب ان يكون صادقاً...."
ومزيداً من ذلك وذلك
أطبقت غطاء جهازي المحمول بقوة جعلت الجالس قربي يلتف إلي بفزع
نظرت للغطاء مطولاً، لأرى شيء لالون له يشبه الماء، لا بل يشبه بدايات المطر على زجاج سيارة،
الا انه حارق، الا انني ابكي، الا ان قلبي يشعر بالتمزق
صفعتها هذه كانت ألأشد ايلاماً،لأنها منحتني سبباً واحداً في أحقيتي بها، لذنب أني حاولت إصلاح مالايصلح
لذنب انني حقنت نفسي بالأمل،فتجرعت أكثر مما آلمني أكثر
فتحت الغطاء مرة اخرى،قرأت ،ومن وقف خلفي
ان حزني الكاذب طرق جذب انتباه،وكتبتها مراراً،
اخبريهم أكثر لأنك تعتقدين ان الجميع مجبر للاستماع اليكِ..كما فعلت انا لأجلك!
أولا تعلمين كم اكتفيت منكِ الآن، أفلا تكتفين؟
يده امتدت على الطاولة وسحبت لي منديلاً، وقال:
"هالجهاز سوا كل هذا؟"
ثم أضاف بتعجب-"اكيد شفتي خبر ولامقطع (ابتسم وهو يطل في وجهي) او يمكن شي اعجبك لهالدرجة؟"
تكاد تتوقف الدموع حين اصدق ابتسامتك،وانا اريك الموضوع، وانت تقرأ بذهول ثم تسألني بتشكك
-"بنت خالتك؟"
فأنت كنت واثقاً من كونها ابنة خالتي قبل قراءته،ولكنك لم تصدق ان تكون هكذا!
إجابتي كانت فيضاً أكبر من دموع، تمنيت بدري،اردته بصدق ان يقول لي كما يقول كلما تأذيت منها: بأن لا اهتم بها ..،ويعبث بشعري ليفسده فأغضب رغم اني لااغضب!
لكن من وقف الآن قال
-"طيب واذا كتبت يعني"
ثم يده امتدت لرأسي،حركت شعري بسرعة ،وهو يقول
-"كان مفروض تكتب عن شعرك انه مو حلو(ثم نظر لعيني مستمراً بضحكه وقال) لدرجة انها تغار منه"
ثم غادر ليحضر كأس ماء،وتركني في حالة ذهول أعجزتني عن النطق،وعن الحركة،وحتى التفكير
كل ما دار برأسي حينها،انه هوَ..
هوَ من تركته عند اخي ذات يوم
وكأنه شخص بحثت عنه طويلاً،أو ربما انتظرته،او لا الأكيد انه شخص فوجئت بقدومه على غير موعد!
شخص يتصرف كصديق اخي الذي يشاركه بنصف تصرفاته،ويخالفه بالنصف الآخر
شخص تمنيت ان يواسيني كما في الماضي،...وفعل!!
وقفت، تقدمت،وصلت إليه
مد لي كأس الماء،فمددت يداي،
تخطيت الكأس، وعانقته
وما ان ضممته بقوة..، بكيت
.-.
.-.
إليها: وكم علمته نظم القوافي،فلما قال قافية هجاني!
،
،
،
أحياناً يحدث ان تفكر مرة اخرى! لكنك لاتتغير حين يتوجب عليك ذلك!
السلام عليكم
نهاية الفصل وبقيته/اليكم:
.
.
وقفت،تقدمت،وصلت إليه
مد لي كأس الماء،فمددت يداي،
تخطيت الكأس،وعانقته
وما ان ضممته بقوة..،بكيت
.
.
/
حين يعانقك احدهم فإنه ببساطة يتلاعب بفصول السنة!
وأنا من كنت اعانقه، وكأن له تصريف الفصول!
أكان الشتاء صيفاً،ام الصيف شتاءً،لست متيقنة لكني لا استطيع ان اشكك في هذا النهار المغادر سريعاً
لمَ يحل الظلام فجأة حين تبقي رأسك في حضن احدهم المعني!
لمَ هو دامس جداً ولن تستطيع الرؤية وان فتحت عيناك،لن تستطيع الحراك وان غادر كل شيء فيك وسبقك الى حيث لاتدري، ربما تحلق احياناً، وربما تغوص وربما تستمر بالوقف فقط دون حراك
هذا الذي أتى بالليل سريعاً هذه اللحظة يهمس بشيء ما،وربما يكرر ذلك
لاشك انه يتحدث لي، ولاغرابة في ان اسمعه لولا ذاك الذي ينتحب في رأسي قبل الظلام
يبدو انني هذه اللحظة الدامسة اردت بحق ان اسمعه،فهو كزائر الليل الراكض لي من الماضي، فآخر عهدي به ذاك النهار.. انه الطفل الذي اشتقت لصوته
شيئاً فشيئاً،رويداً رويداً،كما ينتهي رضيع من بكاءه سكن كل شيء واصبح الليل بذاك الوحشة
ارخيت اصابعي التي كانت تشتد على كتفيه،وبهدوء من يوازن خيوط معكرونه بأعواد طعام أبعدت رأسي،ركضت دمعتي متمسكة بإبهامة، وربت على كتفي
اواصل النظر اليه بذهول! اوكيف يعود من طفولته سريعاً، كيف تشرق الشمس فجأة!
كيف بي أتساءل فجأة فجأة،أكان يضمني أم يعانقني! لأن في الاولى استيلاء يختلف عن الأخرى الدامسة
.-.
.-.
احدى يدي تعجز عن ترك كأس الماء،والاخرى عاجزة عن ايقاف دموعك
ويعجز الموقف عن اسناد ظهره لي،او اخباري بما يجب علي فعله،او حتى تدوين ملاحظة صغيرة على البراد عن شعور هذه الفتاة حينها!
رفعََت رأسها كادت ان تنطق بشيء، تلهفت لسماعه كما لم تتلهفوا لأمر في حياتكم
ولانها لم تفعل، خار كل الشعور وكأن ماكنت مثقل به حينها كأس فقط، لا فتاة مترفة بجمع من الاحاسيس التي قررت قضاء عمري في تعلم ترجمتها
وضعت الكأس على الأرض دوناً عن كل الأماكن المرتفعة،وقلت - أرجوك- دوناً عن كل الكلمات التي وجب ان اقولها
ولأنه رجاء خاوٍ الزمنا الصمت قليلاً ...ثم اخذتها لنجلس،علَ الكلمات الواقفة تخرج حين لانجاورها
.-.
.-.
،
ليس الغريب ذلك اليوم بذاته، ولاتصرف عمر الذي لازمني كل دقيقة وواساني بكل طريقة، بل الغريب ماذكره قبل ان ننام تلك الليلة
حين اغلق الضوء،وكان الظلام يشبه تلك اللحظة ، سألني وخيل لي انه يبتسم
-"بقولك قصة قبل النوم"
شبه ضحكة سمعها بالتأكيد وانا اوافقه،وانتظر:
بدأ_"كانت فلاحة.. تبيع كل فتره فواكه لعجوز.. وكانت توصل للعجوز الفواكه تكرم منها..لكن العجوز كانت سليطه يعني كل مره تطلع عيوب بكل شي..ومافي مره شكرت الفلاحة..بعد ماماتت العجوز سآلو الفلاحة.. كنتي نادمه على اللي سويتيه؟.. قالت لا.. انا افكر بالشي الي اقدمه واللي يرضيني بغض النظر عن أي شي"
ثم ضحك مضيفاً-"صرت جدتك اليوم"
، كنت ابتسم ولا استطيع منع دموعي حينها، وكأن هناك ماوددت ان اسأله عنه:"هل جزاء الاحسان الا الاحسان"
لكني قلت-"عمر"
يبدو انه يترقب مالذي سأنطق به، حل الصمت فاستلقيت على الجانب الآخر واغمضت عيني قبل ان اسمعه يقول بعد فترة
-"اول مرة تقولين اسمي..(واضاف وهو يغير وضعيته للجهة الاخرى) من هذيك الايام"

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -