بداية

رواية سيدة الحرية -27 البارت الاخير

رواية سيدة الحرية - غرام

رواية سيدة الحرية -27

تفقدنا المكان، أعجبنا بالمحتوى، فكرنا بالاستمرار
كنت اجلس أمام جنان نتحدث عن مذاق القهوة التي نشربها دون احتساء!
-" مشكلتهم الوحيدة المقهى"
أجبتها ضاحكة-" خلينا نتعود على طعمها من الحين"
رغم ان الاعتياد ليس من عاداتي، لكنه الجو البارد يجعلنا نمسك بها بكلتا يدينا ونتحدث عن دفئها متجاهلين مذاقها السيء، ارفع عيني لأقول :سأذهب لأحضر نوع آخر
ولا أقول ذلك، يخرس عقلي وفكري فجأة وأنا أرى امرأة تشبه تلك التي في أرشيف ذاكرتي
اطيل النظر، فتتضح الصورة أكثر فأكثر وهي تتقدم لتمر بجانبي دون أن أثير ذاكرتها
-" جنان شفتي اللي تو"
-" لا.. مين؟"
-" قومي شوفيها بسرعة لابسه قميص ازرق"
تذهب جنان بعلامات تعجب وتعود بعلامات الاندهاش اثر سعادتها، وبيدها يد فتاة ترتدي الأبيض بجانب ذات القميص الأزرق ويتقدمان لي
أقف بتوتر أصافحهن واجلس بجانب جنان مقابلة الأبيض والأزرق!
تخبرهن عني قائلة " ابنة عمي ..رسيل"
يبتسمان لي وتتحدث الأبيض -" وش هالصدفة الحلوة تصدقين كنت ناوية امرك بكرة"
جنان-" تقصدين ال"
تصمتان ثم تنفجران بضحك طويل، وأنا والأزرق نرقبهما بصمت، وقفت قائلة:
-" وش تشربون؟"
جنان مازحة-" اقول اجلسي لو مايشربون شي احسن من طعمها انا مدري وش طعمها هذا؟"
ابتسم -" بجيب شاي"
الجو بارد لو كان مجرد ماء ساخن سيفي بالغرض، اعتدنا الترف في التذوق حتى نكاد نتطلب مالم يصنع بعد
الحمدلله الذي انعم علينا نحن لانفكر قليلا لذا لانشكر كثيرا
انتظر إعداده وارمق الأزرق : يبدو أنها لم تتعرف علي بعد! لكن لم انا اذكرها؟
ليس من عادتي ذكر الملامح لكن لمَ صورتها لم تغادرني منذ التقيتها أول مرة اقصد منذ علمت أنها زوجة عمر!
كنت اريد ان أن تراها جنان لكن الصدفة لقاءها بصديقتها التي تعرف الأزرق بشكل ما
أن التقيها هذا اليوم هو شيء عادي كأنما التقي بأي امرأة هنا لايجب أن أفكر كثيرا!
-من الرائع أنها لاتذكرني
اعطي لهم الشاي واحتفظ بقهوتي تلك، أتجرعها كما أتجرع الذكرى
كلما أتقدم بالتفكير أتراجع، واعلق الأمر لهذه الصدفة التي لم أتمنى حدوثها، بالأصح لم أفكر أنها ستحدث يوما
-سبحان الله الصدف ليست إلا مقدرة ، يفاجئني صوتها مغلقاً سبيل الأفكار
تتحدث عن الجو بالطبع، ثم عن كوب الشاي، ثم تسأل الأبيض فترد عليها جنان ويبدأ هذا المثلث بالعمل أمامي وأعود أفتش في ذاكرتي عن أسباب لقاءنا ذاك وكيف لها ان تكون بالتحديد زوجته دون غيرها اقصد دون غيره!
هاتفها يرن ، تجيب
-" هلا عمر... ربع ساعة.. اوكي حبيبي"
أكاد اضحك بصوت عال، بل اني أكاد اضحك بصوت أعلى، بل كدت اضحك بأعلى صوتي!!
من حبيبك ذاك!
هل اعتدنا سماع النسوة يهاتفن أزواجهن بحبيبي واحبك! أم ان مايحيط بي إن قالوا حبيبي كان لطفلهم!
ام لأن حبيبها ذاك كان عمر، لكن غريباً بعض الشيء!
-" متى بتطلعون؟"
توجه سؤال الجماعة لي وحدي، وأجيب
-" بعد شوي"
بمعنى غادري لاعليك!
تخرج بعض احمر الشفاه تنظر للمرآة الصغيرة وتبدأ في التدقيق في ذلك
-لا تجتهدي انه لن يلاحظ!
-" لا تتاخرين بس"
بسخرية قالتها لها الأبيض لتجيب:
" عادي عمر باله طويل بسم الله عليه تصدقين يوم طلعنا من السوق ذيك المرة مأخرته ساعه وماقال ولا شي"
" تكفين اصلاً زوجك هذا بارد بشكل شلون تحملينه اذا ماعصب عليك ماتحسين انك متزوجه"
ربما تهوى الضرب أيضاً، يضحك الجميع قبل أن تقول:
" الا ماعيش من دونه"
تحتد عينيّ الأبيض متسائلة -" رائد طلع من المستشفى؟"
تجلس وتجيب دون النظر لأحدنا-" يطلع اسبوع ويرجع شهر .. الحمدلله على كل حال"
-"الله يشفيه"
مالذي يحدث اريد العودة الآن!
.
.
.
أذكر ملامحها وهي تتحدث عنك وأتساءل
-أهكذا كنت حين اتحدث عنك؟!
تتحدث عنه وكأنه الرجل الوحيد في هذا العالم ، بل بدوت كامرأة لاتود سوى سماع أفعال زوجها الخارقة
هل تقولين انه لايتحدث ابدا!!
الا تعلمين أنه كاد يفجر أذني!!
كنت اعي ان لاشيء يمكنني التنبؤ به ، بدءً بالطقس وانتهاءً بنتيجة كرة التنس!
هذا ابعد ما قد أتخيل لو أنني توقعت!
أن أقابل شخص ما، شخص لم أفكر أنني سألتقيه ليس لأنه مهم او حتى ان مقابلته خطأ
شخص أعرفه رغم اني لا اعرفه
لو لم اراها في المستشفى سابقاً، وربما في آخر اجتماع لااذكر تحديداً فذلك منذ أكثر من خمس سنوات
لو لم افعل ، لكنت أراها صديقة صديقة جنان لا أكثر
لكنني عرفتها وعرفت ان زوجها الذي اتصل ليس إلا عمر !
وان طفلهما مريض، وأنها تتعطر جيدا قبل ان تخرج إليه، كأنما مبخرة تمر بين الرجال
عمر انه لايشم حتى عطرها وإلا لكان غاضب، المسكينة تبذل جهدها، لاتدري ان المسكين كان يحبني!
كنت اريد ان ابين لها عظم ماتفعل،وخفت ان ابين لها اكثر من كونها مبخرة وأخطئ بقولي-يشعر معكِ بالزكام!
كلما اخرج الموقف من رأسي يعود، فقد ترأس عناوين الأخبار في أهم أنباء رأسي!
ولعدة أسابيع بعد ذلك
-طالما تعجبت كيف اختار ان يكون ( ابو ارا) على ان يكون ابو رائد!!!
ربما لأن آرا جعلتك تشعر بالأبوة أولاً!
أفكر بتعجب أحياناً... ماضينا الذي انتهى أنشا لها مستقبلاً
من كان يظن انني سأصبح أم أوبالأحرى أن نشترك في اللقب!
.-.
.-.
.-.
.-.
عدت للمنزل، بدلت قميصي الأزرق ببجامة مريحة، رفعت شعري نزلت مستعدة لعراك ما!
-" اليوم شفت صديقتي هناك..جنان"
أقول ذلك ولايرعيني انتباه فأضيف:
-" كان معها بنت عمها"
يواصل اللعب بهاتفه دون أن ينظر إلي، انادي باسمه، ليجيبني بهمهمة
" اسمها رسيل"
سحبت مشغل القنبلة ورميتها ولم تنفجر!
رفع رأسه مضيفاً بلا اهتمام " اممم"
وعاد يضرب شاشته مكملاً لعبته
اجلس وأقول:
" شكلها عرفتني من ردة فعلها كانت متوترة ومركزة وانا أتكلم عنك"
لم اعد اسمع صوت لعبته ولا حتى أنفاسه لكنه لم ينظر إلي ، أسأله:
-" تزوجت ولا لسا؟"
يضع هاتفه في جيبه بعد أن وقف قائلاً بابتسامة ساخرة
-" اسألي صديقتك"
أوقفه قبل أن يكمل خطوته الثالثة
-" عرفت من اقصد؟"
يقول دون أن يلتفت
-"لا... طالع شوي وراجع"
ثم اختفى حتى الفجر!!!
.
.
.
لماذا تخبرني بذلك؟
انه أمر لا أتذكره هل كان اسمها حقا رسيل!
إني لا اذكر شيئا لايخص حياتها!!!
لمَ تتربص بي الأسئلة، لمَ لي موعد مع اسمها في كل حديث وفي كل قناة وفي وجوه الأصحاب حتى!
الم ينتهي الأمر منذ خمس سنوات!
لمَ لاتغادر ذاكرتي فحسب؟ بل لم تحاول أن تغزو ذاكرة المرأة ببيتي، المسماة زوجتي التي احب واحترم واشتاق دوناً عن ربع مامارسته لك
ولهذا السبب لم تغادر غيناء!
اتجه لمنزلها للمرة الثانية لكنها الأولى لي وحدي
أقف أمام الباب قرب الثانية فجراً، وافكر بآرا ابنتي، ابنتي لا امها
لكني أعود ولا أعود
حتى كنت في منزل خالتها اطالب بطفلتي ظهراً!
.-.
.-.
بعد أيام
كانت خالتي في ضيافتي، لنتغدى سوياً
أذكر كم أحبت البقاء عندي،وكم قالت مازحة سأترك بيتي هناك واقيم هنا!
أحببت دعابتها كثيراً
يرن هاتفي فإذا به بدري
يخبرني ان عمر بالخارج ينتظر ابنته، وان مازن اخبره ان خالتي هنا
لماذا لم يخبرني سابقاً؟ انها متعبة قليلاً!
اركض لأبدل لباسها، واسرح شعرها، وامنحها قبلتين وابتسامة لتخرج وترى والدها
كالعادة اشعر أنني متحررة حتى تعود، خالتي هل يجدر بنا التجول بالخارج!
.-.
.-.
اقترب أذان الفجر وهي لم تعد، اتصل ببدر هاتفه مقفل
ماذا حدث لابنتي!
-القلق أن تفكر بأكثر من احتمال في ثواني، أواصل القلق لساعة إضافية كدت اتصل بخالتي، لولم تأتني رسالة من رقم غريب
"آرا بتنام عندنا...عمر قال لي أبلغك"
حرياً بي أن اعرف أنها زوجته لكن من أين لها رقمي!
سافل أيجعلني اقلق كل هذه المدة! وماذا تبلغني!!
يجدر بها أن تستأذن لاتبلغ!
الحقيقة لم اكن اغضب هكذا قبل ان أرى زوجته، كانت ابنتي تبقى عنده في كثير من الأحيان، لكن الان اشعر انني لا اريد!
لم أكن لأرد عليها لولا اضطراري
"تأكدي من حرارتها واعطها الدواء من حقيبتها ..موعده قبل ساعة"
.
.
رغبتي في إرسال رسالة لرسيل لم تكن موجودة قبل أن يجيئني رد منها!
كنت اخبرها كي لاتقلق وبعد أن جاءتني رسالتها انتابني الخدر في أنحاء جسمي، ضللت في مكاني اقصد ضللت عن مكاني وأنا أرى زوجتي بالقرب نائمة،فأحتقر ماشعرت به!
تصرف قلبي كما يتصرف العقل الباطن!
كيف للوقت ان يكون متهاوناً هكذا؟ أنام في معركة لطرفين لا يرجيان السلام!
.
.
.
بالغد
خرجت مع غيناء نقضي وقتاً ممتعاً ومعنا رائد وآرا
كنت افعل كل مايسعد غيناء، لا ادري اهو إحساس بالذنب من خيانة إحساس في النصف ساعة الأخيرة من ليلتي، ام لاني أريد ان اقتنع أنها من احب
.
.
نعود متأخرين وأنام مباشرة
وبالغد كأن مافعلته بالأمس مع غيناء لم يكن له وجود، حين وجدت رسالة قبل الحادية عشر
" وين ارا؟" واخرى قبل الواحدة!
كان لها وقع اكبر من أي سؤال قد يجيئني ربما لأنها قالت " وين" عوضاً عن " أين"
معها تفرق الكلمات!!
انطلقت بآرا وكأنها تطلب رؤيتي أنا لا ابنتها، بل وكأنني أخبرتها انه أنا لا زوجتي!
وعند عودتي تمنيت أنني لم ارسل أبداً، فرسالة واحدة جعلتني انظر للجوال رغبة اقصد رهبة من أن تصلني رسالة
ذلك أكثر شيء اكرهه في نفسي
من يعود للمعاناة بنفسه!!!
اكره نفسي أكثر عندما أرى زوجتي... إني مذنب
بل إنني كذلك منذ تزوجنا
هذه لاتستحق أن أخونها بشعور، وتلك لاتستحق أن احبها!!
.-.
.-.
.-.
كم غامت السماء لتستطيع البكاء؟
هل يزعجك المطر؟
انه يذكرني بك، وبالوقت الغائم معك!
هل فكرت كم غامت لتبكي؟
ما أجمل ان تمطر وقت حاجتك للبكاء، نحن نبكي لنرتاح وهي تبكي لتنشئ الحقول!
لكن مانتفق به أننا نبكي
ونهطل دون توقيت!
نفرغ من شيء ونبدأ بآخر، قد فرغت منك منذ سنوات، لكن لايزال هناك من يبكي!
هل السماء طفلة تبكي ام عجوز تنوح؟
كم يلزمنا من الخيبات لنعلم أننا غائمون منذ مدة، ولم نمطر بعد!
،
الجو بارد وطفلتي تبكي
تعبت من تحقيق رغباتها ، ادعها تبكي، أتأملنا معاً
شيء يسحبني للماضي بقوة أكبر وأقول:
الآن علمت فقط كم الأخطاء اقترفتها بحقك يا امي!
ونبكي سوياً
إننا في منزل وحدنا، نفعل مانريد ،ونقول مانريد، ونأكل ونبكي كما نريد
نخرج ونعود كما نريد ،نعمل بما نريد، نقرأ ونكتب مانريد
يابنتي
مالحرية إذاً..؟
هل ترينها ؟
.-.
.-.
.-.
بعد شهر
امسك بحقيبة متوسطة الحجم فيها مايكفي لقضاء يومين خارج المنزل
يأخذني بدري مارين بمنزل عمر لنبقي آرا لديه حتى نعود من أبي
عند وصولنا
أجد والدي أمام الباب يستقبلنا ببرود معتاد
لكنني أتأمله قليلاً، وابتهل له بالدعوات
كيف حدث هذا لقوته أراه هزيل شاحب المظهر
ليس لاني لم أره منذ مدة بل لأني تأملته أخيراً!
أبتاه
لا تنحني
لم تخلق ظلا..!
.
.

أثناء عودتنا

قال لي بدر -" ابوي مايتغير"
هل تأملته أيضاً! لكنه لم يفعل حيث أخبرني بحكاية غريبة عنه
والأغرب أنني إحدى الشخصيات الرئيسية فيها..!
ببساطة أن أبي رفض زواجي من ابن عمي!!
لا ادري من الأغرب عمي الذي اتصل خاطباً دون سؤالي أم أبي الذي رفض دون إخباري بالموضوع!
كنت سأرفض عرض جنان لكني نسيته ،هل يرون أني مطلقة لاحق لها بالرفض او الموافقة؟
هل نحن في العصر الحجري!
قامت المدن والرؤؤس من حجر
.-.
.-.
.-.

بعد أيام

يُطرق الباب قرب أذان العشاء،وتدخل ابنتي بأنف احمر ويدين متجمدتين
" من وين جيتي؟"
"بابا و راح"
اركض بها لغرفة دافئة واشعر بالغضب منه! ألا يرى أن الجو بارد أين كانا بحق !!
ان كان لايشعر بالبرد أفلا يراها!!
أعانقها قرب المدفئة، أغمض عيني
لمَ وحدي اسمع صوت الرياح، واشعر بالبرد والخوف،واسمع طفلتنا تتحدث عنك
أتساءل بصمت
أحينما تحب لا يأتِ الشتاء أبداً!؟
أنت يامن تكون مع غيري في مكان آخر،سعيد على الأرجح، مقارن بين ضحكاتها وصمتي،متأكد انك نادم على وقتك الذي مضى
يجب ان اعتذر لك عن كل شتاء أدفئته لك دون ان ادري!
فأقل ما يرضيني ان لاتتحرش في ذاكرتي عن طريق امرأة جلست في مكاني! او تستغل حبي لابنتي وتطل حكاية من شفتيها!
يجدر بك ان تعلم انك لاتزال معي في نفس الزمان، وان كان قد اختلف المكان، وان ماكان يغيضني منك لازال يغضبني وأنت بعيد، وكأنك تنتظر على بابي.. بل وكأنني سأفتح لك الباب!
.-.
.-.
.-.
الحياة لاتعني امتلاك كل شيء بل تعني خسارة كل شيء تدريجيا! *
اتصل بي بدر قبل أيام يسأل عن حال رائد، أجبته انه يتحسن بفضل الله، ثم وصل بنا الحديث الهاتفي لآرا واخبرني بان آخذها واعيدها عند خالتي أفضل
أفضل،، هذه كلمة استوقفتني وعلمت أن الأفضل بنظرهم أن لا أخطو لباب منزل رسيل وان كان الأمر طفلتي
وكأنه يخبرني انك علمت موقع المنزل بسببي ولم ندعوك أبداً
قبل ان يكمل عبارته أجبته بالتفهم وقفزت لأمر آخر وهناك شيء يردد: الم تعي أنها النهاية! خمس سنوات اردد لك ذلك الا تفهم!
-مالذي كنت تتوقعه!
عدت للمنزل بمزاج متقلب، انظر لغيناء بأنها مظلومة وبأنها ظالمة! وبأنني مثل ذلك
تقول لي بابتسامة
" بخصوص السفر متى ؟"
تتابع:
" رائد تحسن الحمدلله وعندك اجازة"
" ان شاءالله"
أقول ذلك دون انظر إليها ، لحظات صمت جعلت من فكرة قوية تهوي فوق ستارها
لأقول وأنا ادقق النظر في عينيها
" ارا ناخذها معنا؟"
يتغير سكون ملامحها وأضيف جمل كـ مسكينة لاتسافر أبداً ومن هذا الحديث الذي جعلها تقول:
" واذا صاحت وقالت ابغى ماما وش نسوي"
ينتهي النقاش اوالجدال لهذه النقطة، حتى عاد مع بدر الذي قال ضاحكاً
" مستحيل"
.
.
.
إنني مشغول جداً، لكن لولا إلحاح عمر لما جئت لأخبر رسيل بل لأرجوا موافقتها، شرحت لها الأمر استخدمت العقل والعاطفة وانتظرت رأيها فقالت:
" هذا اللي ناقص"
غضب عمر،سأل عن السبب، وهدأ ،واغلق
.-.
.-.
أتقول أنها لاتحتمل فقدانها أسبوع؟ ام انها لاتحتمل أن تجعلها معي هذه المدة؟
كانت ولازالت لا تحتمل وجودي، وتريد نقل شعورها لطفلتها!
ترى غيناء غضبي فاخبرها أن تهاتفها، تحاول تغيير رأيها، او ان تعرف السبب
وليتني لم افعل!
فعندما قالت غيناء " موافقتك ستسعدها" ردت " اعلم ان بعدها عني لايسعدها"
وحين قالت " هلا وافقتي هذه المرة" أجابت "من الصعب الموافقة بل ذلك استحالة"
ولحظة ان سألتها لأجلي قائلة" عمر يريدها معه سيكون سعيد" علّقت" لن أكون مهتمة بغير سعادة ابنتي"!!
كنا في ذهول من هذه الإجابة حتى غطى الذهول على الغضب!
تقول غيناء وهي تشاركني الشعور
-" عساها تتزوجه وتفكنا كل هذا عشان بنتك وتاخذها"
الهاء تعود على احدهم لكنني لم انتبه لذلك لشدة غضبي، لكنها رأت في ملامحي مادفعها تكمل
-" يقولون ولد عمها خاطبها وابوها مدري وش قال عنه شكل بينهم مشكلة"
.
.
اخرج من المنزل فرؤية زوجتي محرجة لي إن صح القول! فكيف لها ان تقابل هذه المرأة التي أحببت بهذه الصورة القاسية
لم تكن اقل قسوة ذات يوم لكنها الآن تعلن قسوتها بالكلام ، وتصرح بعدم الاهتمام!
ان لم تسمح لي بأخذها سآخذها عندما تبلغ السن القانوني سأجعلها تتذوق الحرمان
كنت كالبركان وكل شيء يرحب بغضبي منها ولم اعد اذكر سوى هجرها ولامبالاتها فاغضب من نفسي التي لم تنسى أيام العناء
أقف أمام منزلنا
لا ادري مالذي أوصلني إليه
أي غضب جامح أعادني لنقطة البداية! هنا توقفت غاضباً حين غادرت هذا المنزل، وهنا جئت معزياً في رحيل والدتها، وهنا دخلنا متزوجين، وهنا لعبنا بأعواد المثلجات ورسمنا بالطباشير
هنا أقف الآن غاضب ممن لاتسمح لي بأخذ ابنتي فقط ايام، وتعلن أن سعادتي لاتهم أمام من همتني سعادتها
السبب الثاني في غضبي يحضر بلون أغمق، وألم أعمق، إنني استغرقت خمسة أعوام لأعي الحقيقة، وأننا انتهينا فعلاً!
أما ثالث الأسباب هو آخر مانطقت به زوجتي والذي لم يكن متوقعاً أبداً، ولن أصدقه حتماً، ولن يكون مطلقاً
تمنيت أننا افترقنا دون ذنب منا، وأننا لربما سنعود يوماً!
تمنيت ان يصدق الذي قال ستعود لأجل طفلتها يوماً ما ، وحدثني بقلب الأم
تمنيت ان لاتكون أسوا مما كانت وتعطني ابسط ماطلبت
تمنيت أن احتفظ بهذا المكان كما اريده ان يبقى، وان لا أعود كمن يريد إحراقه
تمنيت أن يتحقق شيء مما تمنيت!
.
.
عدت للدار امشي فوق نيراني - كفاً لكف يقود خطاي حرماني
الحب يفتح أبواباً من الامل - فماله الحب أخرسني وأعماني!
ماللستائر ماللسقف يرتجف! ماللزلازل هدت بيت وجداني!؟ *
اجلس على الأرض، لم تكن نيتي لتهدئة الغضب فهو فر هارباً حين مرت الذكرى
هل كنا هنا حقاً؟
هل كنت سعيد حقاً ؟
حان الوقت لأغادر .. للأبد!
أراني اعبر في الجانب الآخر منه ارقب الحب في ريب ، وأتساءل
هل الحب اخرس؟
ولمَ نقع فيه دون أن يرانا احد؟ فقط نسقط ولانحاول الخروج!
لمَ ندخل الحب بنية أن نعطي كل شي فلاشي نستطيع إعطاءه في النهاية؟
لمَ الحب شي لايتكهن به ولانحلم به ولانتوقعه؟
لمَ لانميز به؟
ولمَ تعلمنا الخرس الجميل في حين حاجتنا لتعبير!
لمَ نواصل الحب مادام بهذا القدر من الذهول
وهذا القدر من خيبة الأمل
و لمَ لا نغادر حين نريد ذلك؟
.
.
احرك الأريكة فتصاب بالسعال
حان الوقت لأمضي في حياتي، سأعطي لأبي المفتاح
دعوهم يأخذوا كل شيء، ليبيعوا كل شيء ، ولاتنسوا هذه الأحلام التي تعلوها طبقة غبار
وهذه الروح في سجن يدعوا للفرار!
رسيل.. لم تكن يوماً إلا ساعة منبهة، تعمل حين يقظتي وبين غفواتي !
لم تكن الا امرأة لم تدعني أشعر انني رجل مرغوب به، امرأة علمتني الصبر، والمعاناة، والحب!
واهدتني اعواماً من الشقاء وغادرت، ولم تأمرني بالرحيل!
كان يجدر بي معرفة ذلك مسبقاً، وان التعلق بالوهم حبل يلتف على اعناق الواهمين فيخنقهم دون موت!
علمتني الكتابة والقراءة! ولم تكتب كلمة واحدة تجعلني اغفر لها يوماً
كان علي ان اعي ان انكسار الظل لايعني سوى الحرية، وكان يجب ان اتجنبه!
فأنا صاحب الظل الذي تحكمه الشمس، صاحب الظل الذي لم يرى سوى ظله حين أدار ظهره للشمس!
كنتِ الشمس... واقتربت منكِ كثيراً فاحترقت!
كنت لا أخشى أكثر مما أخشى أن أضل بقية العمر افتقدك!
واشعر الآن انني لا أخاف أن أندم وأنا اسلم كل شيء لغيري، وأغادر!
تماماً كما فعلتي، ومن الباب ذاته
إلا أن لا احد خلفي يخاف أن لا أعود!
امكث في السيارة وكأني أقود مراكب التشييع، وأخيراً..اغادر...!
.-.
.-.
المكانة التي تميز الأشخاص بعضهم عن بعض، قد تجعلك تحترمهم أكثر من المعقول أو تمقتهم أكثر من المتوقع
وكلا الأمرين ستأسف بشأنهما يوماً!
ربما لو لم يكن صديق أخي وطفل في ماضٍ لي، لم يكن مستقبلنا هكذا
وزوجة زوجي!
ذنبها الوحيد أنها تزوجت به، وذنبي أنني علمت بذلك!
سأعود لما كنته سابقاً، لن اغضب من وجود ابنتي عند والدها، لأنني قررت مسبقاً ان لا أتذكر غيناء في حياتهم
.-.
.-.
.-.
علمت مؤخراً أن الجميع يشعرون بالوحدة
لكن البعض يشتكي منها والآخر لايهتم بها
هي تأتي دوماً كأخت غير شقيقة!!
أفكر الآن كم شخص يشعر بالبرد؟ وكم من شخص يشعر بالحزن؟ وكم وكم وكم ....،
وأعلم أنني لاشيء ( كمضغة تافهة في بطن حوت) !
أولئك الذين سيجيئون بعدنا ،وسينتظرون مثلنا، سيعيشون ويحبون ويعانون أيضاً مثلنا
سيتناقلون أخبار قلوبنا كعبر، وأخبار حياتنا ككارثة، ويشفقون على أجيال كنا بينها
سيمضون أيضاً ولن يخلفوا ماضٍ ليتحدث عنه احد!
لذا نعيش وكأن لا احد سيعيش بعدنا! نضحك كأننا الأسعد، ونبكي كأن أحداً لن يبكي مثلنا
نكتب وكأن الجميع سيقرأ
وكأن بيدنا ممحاة لا قلم! محاولين تجفيف أحزان العالم ، لأن لا أحد يقرأ الألم كما نكتبه .. لا يخبرونا أننا بؤساء
الحب لايُكتب، والكتابة حرية، والحرية شيء لن تستطيع إيجاده، لأنها إن وجدت لم تعد حرية!
(4)

إليك كما تعلم:

هل حاجتي لك فرض أم افتراض!!
سلب حق أم اقتراض .. لم آتي إليك بملء وعدت خالية الوفاض..!
كنت حبلى بك أيضاً قبل عدة شهور!
حتى بدت الأشياء تتهامس عنك من وراءك
كل شيء يود سؤالي عنك
هذه الطفلة التي أنجبت اليوم ،ستتم عامها الأول، وتفتقدك!
ليس لأجلها اكتب الآن، بل لأني اعتقد أن الحرية أن تذهب وتعود دون أن ينتظرك احد
عليك العودة مادامت الأشياء تفتقدك
سأستغل تواجدك هنا دون أن أسامحك على تعقبي
سأكون موافقة مادمت تعلم أنني لا احبك كما تفعل، لكنني مخطئة بحقك ولا نية لي بالاعتذار
فالأسف يأتي بعد أن نعلم يقيناً بانتهاء الأمر
لاتجعلني آسفة!
.
.-.
.-.
.
الحنين الذي عرضه للبيع مع بقايا الذاكرة،دفعه للتخلص من الشاهد الأوحد لإخلاصه
فعاد كزائر، وقرأ ماكُتب بواسطة
انكسار الظل، منذ أعوام
-الحرية أن لا تنتظر أحداً....!
النهاية
-النهاية لاتعني سوى التوقف عن السرد، فالأبطال لايزالون يعيشون بين الورق :)
رحيل الصمت
raheel alsamt
noha ghanam ***68***7-2011
اتمنى ان اكون وفقت.. وان لا اكون فقط أضعت وقتكم!
اعتذر لكل مابدر مني من قصور وتاخير
تحية لمن مكثا في رأسي طويلاً.. عمر ورسيل... يرجون مصافحكتم! :)
وشكراً لكم كثيراً جداً.. أحببتكم
-هذه القصة خيالية، لايمكن الحكم على العنوان دون القراءة
-جميع الشخصيات في هذه القصة ليست حقيقية،وان تواجد مثلهم
-الأسماء اختيرت بعشوائية
-الحرية في القصة لاتدعي لانحراف او فسوق او مذهب ، المواقف التي في هذه القصة وتحليلها ليس الا محاولة لوصف امر دون الحث عليه
-رسيل ليست رحيل :)
-النقل ممنوع
-القصة لم تراجع املائياً او لغوياً،، عذراً
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -