بداية

رواية زمجرة رعود -3

رواية زمجرة رعود - غرام

رواية زمجرة رعود -3

مهنّد بعدم تصديق : جدتــي..؟ توفيّت..!
اقترب من الجثة الهامدة...
مهنّد باستنكار : مستحيل..! لقد كانت معنا قبل ساعات..!!!! لقـــ..ــد..
انقطع صوته..عندما وقف أمام الجثّة ..
ركع أمامها..خائر القوى..
شدّ على غطاء السرير..
أخفض رأسه وبدأت أنفاسه تتسارع..
يبدو أنه على وشك البكاء..
آلمني منظره المنكسر..!
أشار لي عادل أن أخرج سوزان والبقية..
..
اصطحبت سوزان وعبير لخارج الغرفة..
وعُدت لـ روبي التي لا تزال تحت تأثير الصدمة..
وقف وليد بعدما أطلق تنهيدة حزن..وخرج..
..
جلستُ مقابل روبي..
أمسكت كفّيها..
تفاجأتُ بهما كالصقيع..!!
شدّدت عليهما...
ريمان : روبي..روبي..
لم تُجبني..
قلت بإصرار : روبي..عزيزتي..أجيبيني أرجوكِ..
روبي بصوت مرتجف : جـ..ــدتي...؟
طوّقتها بذراعي وهمست لها بحزن : ادعي لها بالرحمة والمغفرة..
ابتعدت عنها ونظرت لها بعين مشفقة..!
ياللمسكينة..! فقدت أهلها مرتين.!!
..
ساعدتها على النهوض..و مشت بجانبي و كأنها منوّمة مغناطيسياً..!
وما إن خرجت..حتى رأيت سُعاد والخدم مفجوعين من منظر الجميع..
سُعاد لـ عبير : ما الذي حصل..لما تبكين !! بالله عليكم أخبروني..
انتقلت لـ وليد : أجبني يا بُني..لما كل هذا الحزن..؟؟ هل حدث مكروه لأحد.؟
قالت سوزان من بين شهقاتها : جدتي.....خالتي سُعاد....جدتي...لقد رحلت....!!..رحلت و تركتنا للأبد..!!
وضعت يدها على صدرها...وأسرعت باتجاه غرفة العجوز...
وبعدها..........أطلقت صرخة عالية..!
أجلست روبي على الأريكة بسرعة..
وذهبت لـ سُعاد..
حاولت منعها من الدخول..
أشرت للخدم بأن يساعدوني...
وبالكاد استطعنا إبعادها..
وبعدها أخرج عادل مهنّد الذي كان واضع ذراعيه على عينيه وصوت بكاءه كان واضحاً..
اقترب مني عادل وهمس : ابقي معهم...أنا سأفحص الجثّة...لا تسمحي لأحد بالدخول..
أومأت له بالموافقة..
دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه..
نظرت إليهم بمواساة...لقد انقلب الجو من المتعة إلى الحزن..!
..
وليد واقف بالقرب من الغرفة .. مسند رأسه على الجدار ومغمض عينيه..
روبي..لازالت صامته..وتنظر إلى الفراغ.!
مهنّد..جالس على الأرض ..ورأسه مدفون بين ركبتيه..يبكي بصمت..والخادم يحاول مواساته..
سعُاد..لازالت تقاوم الخدم وهي تصرخ باكية..
سوزان وعبير..تبكيان بحرقة..
..
منظرهم مخيف ومؤلم..لا أدري ماذا افعل.؟ أو من أواسي..؟
وليد الذي يحاول كبت صدمته..؟ أم روبي التي لم تستوعب الأمر بعد..؟
أم مهنّد ..وسعاد وسوزان وعبير المنهارين..!
..
انتبهت للخادمة المختبئة خلف أحد الأعمدة وتنظر بخوف نحونا..
تقدّمت إليها...
قلت لها بنبرة متعاطفة : هل لكِ أن تتصلِ بالإسعاف..؟
نظرت إليّ بخوف.؟ وبعدها ابتعدت عنّي بسرعة..
؟؟
..
تنفست بعمق قبل أن أجلس بجانب روبي...
مسحت على ظهرها وأنا أسمّي و أقرأ عليها بعض الآيات القرآنية..
..
بقيت هكذا قرابة خمس دقائق حتى رأيت الخادمة..تقترب بحذر منّي..
قالت بصوت منخفض : سيدتي...
قلت : هل اتصلتِ بالإسعاف..؟
الخادمة : سَـ.سيدتي...! لم استطع الاتصال...
قوّست حاجبي : لم تستطيعين.؟
الخادمة نظرت لي بخوف : سـيدتي..أأ...شبكات الاتصال لا تصل إلى هنا..
اوووه..هذا صحيح..! لقد أخبرتني بذلك سوزان..
تذكرتُ شيئاً : ماذا عن الهاتف الأرضي.؟
فركت يديها : انه مقطوع بسبب العاصفة..
ما لحل الآن.؟؟؟ كيف سنتصل بالإسعاف..؟
وقفت..واتجهت لغرفة العجوز الميتة..
..
دخلت و أغلقت الباب خلفي..
رأيتُ النافذة لازالت مفتوحة..وصوت المطر والرعود تكسر هدوء الغرفة..
نظرتُ إلى عادل الواقف أمام الجثّة ويفكّر بعمق..
ريمان : عادل..؟
انتبه لوجودي..
عادل بغموض : ريمان..
اقتربت منه من دون أن انظر للجثة..
عادل : هناك أمر مُريب..!
نظرت إليه بانتظار أن يكمل..
سألني : ما هي توقعاتك حول كيفية الوفاة..؟
قلت بصوت منخفض : كيفية الوفاة..؟
أومأ رأسه بإيجاب..
اضطررت لأنظر إلى الجثة...ولكن عيناي تعلقّت مرة أخرى على الزنبقة السوداء..
لماذا أمسكت بالزنبقة السوداء عند موتها..؟
عادل : همم.؟
أبعدتُ نظري : لا أعلم...لكنني....أظن..
عادل يحثّني على الكلام : تظنين ماذا.؟
قلت : أظن أنها كانت تعلم أنها ستموت..!
عادل : وكيف علمتِ ذلك..
قلتُ : لن أخبرك قبل أن تقول لي ما عندك..؟
نظر إليّ مطولاَ..بعدها أخذ نفس عميقاً وقال : لقد ماتت اختناقاً..!
نظرت إليه بدهشة : اختناق..؟ إذاً ليست سكتة قلبية..
هزّ رأسه برفض : كلا..! والمريب....أنها لا تعاني من الربو أو أي مشكلة في الجهاز التنفسي..
زادت دهشتي : إذن...؟؟
نظر إلى العجوز بحيرة : لا أعلم...!
سألته : وما توقعك أنت في سبب اختناقها..؟
وضع يده تحت ذقنه بتفكير : هذا ما يحيّرني..! " سكت قليلا " وجدت بعض الماء حول فمها ورقبتها و قليلٌ بلل ثوبها من الأعلى..
رفعت حاجباي بتعجّب : ماء..؟
عادل : نعم....أتعتقدين أنه سبب اختناقها..؟
فكرت قليلاً : مممم..لا أظن ذلك....وكيف علمت أنه ماء.؟ قد يكون لعابا..؟
هزّ رأسه بتأكيد : قلت لكِ..لقد بلل رقبتها وقليل من ثيابها...لا يمكن أن يكون ذلك..
ريمان : إذن كيف اختنقت بالماء..؟ كان بإمكانها أن تنقذ نفسها عوضاً من أن تمسك الزهرة..!
لم يجبني عادل..
أكملت : لماذا برأيك تمسك هذه الزهرة..؟ أخـ..
قاطعني بجمود : ريمان....! اسمعيني
قوسّت حاجبيّ...: ماذا..؟
عادل بجمود أكبر : أظن...! أظن أن شخصاً قام بخنقها متعمّداً..!
خنقها متعمــــــــــداً..!!
نظرت إليه بصدمة...!
عادل بغموض : النافذة..؟ الماء..؟ الزنبقة السوداء..!
أخفضت رأسي بصدمة.....
النافذة كانت مفتوحة..! الماء..؟؟؟ وو........الزنبقة السوداء..!!
أيعقل أن تكون قد......قُتلت..؟؟؟؟؟
مسحت على وجهي لأهدئ أعصابي ..
كان لديّ شعور منذ البداية أن شيئاً سيئاً سيحصل..!
همست : أتعتقد حقاً أنها قُتلت..!
عادل بتأكيد : منذ أن رأيتها أول مرة علمتُ ذلك..!
قلت بعدم تصديق : إذاً من قد يقتلها..!!!
عادل : لا أعلم...أريد أولاً أن أعرف كيف اُختنقت..
..
لحظات صمت...
لقد ماتت العجوز...! كلا...لقد قُتلت بالعمد..
كيف ولماذا..؟
الزنبقة السوداء.....لماذا حدّثتني عنها العجوز قبل موتها....
هل كانت تعلم حقاً أنها ستموت..؟
هل كانت تريد إخباري بأن هناك من يريد أن يقتلها..؟
هل تعني حقاً الزنبقة السوداء ( الموت )..؟
..
وقعت عيني على أدويتها...
قلت لعادل بسرعة : الأدوية..!! هل تفحصّتها..؟
عادل : نعم...ولا توجد واحدة تسبب الاختناق...
قلت بتفكير: ربما وضع أحدهم سماً في الماء سبب في اختناقها..
عادل بحيرة : نعم لقد فكرت في هذا..أحتاج فقط لفحص الماء الذي حول رقبتها..
تذكرت شيئاً : عادل..!!! لقد نسيتُ إخباركَ..!!! لم نستطع الاتصال بالإسعاف..فـ الشبكة لا تصل إلى هنا...وجميع الاتصالات مقطوعة...!
عقد حاجبيه : العاصفة..!! أوو...ليس الآن..!! نحتاج حقاً لإجراء فحص للعينة..
..
انحنى نحو الجثّة...و رفع غطاء السرير ليغطي وجهها..
قال لي : يجب أن نجد طريقة لتصل الإسعاف والشرطة إلى هُنا..
خرج من الغرفة و لحقته بسرعة..
أشار لأحد الخدم أن يأتي خلفه.....وخرجنا من الكوخ..
دفعني الهواء إلى الداخل...أمسكت بعادل بسرعة..و احتميتُ بظهره..
المطر غزير..!! إنها حقاً عاصفة.!!
عادل بصوت مرتفع لكي يسمعه الخادم : أين السائق..؟ أريده أن يذهب لمركز الشرطة..
الخادم : حسناً...سيدي..سأخبره فوراً...
ذهب الخادم بسرعة ليستدعي السائق..
وما هي دقائق حتى حضر..
وكانت المفاجأة..
السائق : آسف سيدي....الطريق للأسفل قد انهار بسبب الأمطار الغزيرة التي سببت سيلٌ جارف..ووو........الذي يحاصرنا في الأسفل..!
عادل : لم أفهــــم..؟
السائق : أعني أننا سنبقى معزولين عن العالم الخارجي حتى تتوقف العاصفة..!!! أو إلى أن يأتي أحد ليساعدنا..
ابتعدت عن عادل متفاجأة...
قطرات المطر بدأت تضرب وجهي..و كأنها تصفعني..!
ليست قطرات المطر الرقيقة التي أعهدها..!!
أصوات الرعود بدأت تزيد من دقات قلبي..
و البرق يسلط ضوءه على تلك الجبال ...لـ يرسم جبال شاحبة مخيفة..مختلفة عن تلك الخضراء المبهجة..!!
حقــــاً..!
لقد أحسست أنني في جزيرة الموت..!
تلكَ جزيرة آغاثا المخيفة..!!
..
- جريمة قتل...والقاتل من الموجودين في الكوخ..
- محتجزين على هذه القمة..بسبب العاصفة القوية..
- و لا نملك أي وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي..!
،
ما لذي سيحدث لنا..؟
أمر مخيف صحيح..؟
ولكن الغريب أن......الإثارة بدأت تتولد بداخلي..
و رائحة الغموض تحرّك غرائزي..وتحثّني على كشف الحقيقة..!
..
استدرت لأدخل الكوخ...
ولكن هذه المرة ليست كـ ضيف يريد الاستمتاع..
بل..كـ محقق يريد كشف الغموض المحيط به..!

،

) نهـــاية الزَمجـــــــــرة الرابعــــــــــــــــــة(

( الزمجــــــرة الخـــــــامسة : الحقيـقـــــــــــــــــــة..! )

،
دخلت..ونظرت إلى وجوههم المكتسية الحزن...أو [ قناع الحزن ]..!
في هذه الغرفة يوجد المجرم...أو ربما أكثر عن مجرم.؟
من هو..؟ هل هو من الخدم..؟ أم أصحاب المنزل.؟ أم الضيوف..؟
..
أحسست بذراع عادل على كتفيّ...
نظرت إليه...فأشار إليّ بأن نذهب إلى غرفة العجوز.... [ الضحية ]..!
ذهبنا لـ غرفتنا أولاً..و ارتديت قفازاً صوفياً..
ثم عدنا إلى حيث هم..
...
مشينا بصمت وسط نواح الجميع..ودخلنا الغرفة بهدوء..
..
جلس عادل على الأريكة...
سألته بجدية : ما لوقت المتوقّع للوفاة.؟
نظر إلى ساعته : لقد مضى على وفاتها حوالي ساعة أو أقل من الآن..أي..في الوقت الذي عدنا فيه للتحدي..
في الوقت الذي عدنا فيه جميعاً إلى التحدي.؟
قلت له : هذا يسهّل علينا في التعرف على القاتل..! فالقاتل الآن محصور بين الخدم....و..من كان ليس موجوداً معنا...
عادل برفض : كلا عزيزتي القاتل ليس محصوراً فقط بين الخدم ومن كان ليس موجوداً معنا.....تذكري...الضحية توفيّت بسبب الاختناق..! ولكن هذا الاختناق ليس عن طريق خنقها باليد أو بالحبل أو ما شابه.......الضحية تناولت شيئاَ رغماً عنها مما سبب في اختناقها.. وفي الوقت الذي عدنا في للتحدي كانت تختنق و من ثمّ ماتت..
قلت مفاجأة : إذا هي لم تمُت على الفور..؟؟
هزّ رأسه برفض : لقد كانت تصارع الموت في ذلك الوقت..
قلت باندفاع : ولمَ لم تطلب النجدة..؟ منـ..
أووه...بالتأكيد فـ هي لا تستطيع طلب المساعدة..!!
قلت بسرعة : انتظر..!! لقد أعطتها روبي حبوب منومة لكي تنام..! ولكن حالتها الآن توحي بأنها لم تكن نائمة..!!!
عادل بموافقة : هذا صحيح...هي لم تكن نائمة...ولقد رأت القاتل..ولكنها لم تستطع طلب النجدة....لانّ مفعول المنّوم كان قد بدأ..فكانت تشعر بالخدر في أعضائها ولم تستطع أيضاً المقاومة..!
ياللمسكينة..!
وافقت على تحليله المنطقي : إذاً القاتل نفّذ جريمته بعدما أعطت روبي جدتها المنوّم..
نظر إليّ عادل بجدّية : لا أعلم...لكن يجب أن تعلمي...أن روبي والجميع مشتبهين بهم..
امتعضت قليلاً....صحيح..جميع الموجودين مشتبه بهم..!
نظرت إلى الغرفة...يجب أن أبحث عن دليل..
تذكرت أمر النافذة المفتوحة..!
قلت بسرعة لعادل : النافذة..! لقد فرّ المجرم منها..
عادل : هذا صحيح..لقد كانت النافذة مفتوحة...و يُحتمل أن القاتل فرّ منها..
شعرتُ بالإثارة : إذاً...هذا يعني أن القاتل خرج في هذا الجو الماطر...وبالتأكيد سيتبلل بفعل المطر..!
هزّ كتفيه : لا أعلم....هُنا يأتي دوركِ أيتها المحققة..
نظرت إلى عادل ..
إذاً ما لذي عليّ فعله..؟
وقف عادل : سأذهب لأتفقّد الجميع في الخارج...و أما أنتي حاولي أن تجدي دليل..
غادر وتركني بمفردي مع جثة العجوز..!!
..
أخذت نفساً عميق....!
هذه أول مرة في حياتي سأتولى التحقيق عن جريمة بمفردي.!!
هل حقاً هي جريمة..؟ لما لا تكون حادثة انتحار..؟
الزنبقة السوداء........؟ نعم لن يعلم أحد متى سيموت إلا إذا كان يخطط للانتحار..!
لحظة..!!
أوووه....لقد بدأ عقلي بالتشويش.!!!
جلست على الأريكة..وأغمضت عيني أحاول الاسترخاء لأستطيع التفكير..
..
حسناً ريمان..فكري بهدوء..
هي ليست حالة انتحار..كيف ستخنق العجوز نفسها..وعادل أثبت أن جسدها كان تحت تأثير المنوّم في أثناء اختناقها..
النافذة كانت مفتوحة..! لما كانت مفتوحة.؟
بالتأكيد لأن المجرم فرّ منها..!
لما لم يغلقها خلفه..؟ ألم يجد وقتاً لذلك..؟
والنقطة الأهم هنا..! الزنبقة السوداء..!!!
لما أمسكت بها..!! هل تريد أن توصل رسالةً ما..؟
هل تعرضت للتهديد..؟
فتحت عيني ونظرت إلى الجثّة المغطاة..
من يا تُرى قَتلكِ..؟
وقفت واتجهت إلى النافذة...
تفحصتها لعلّي أجد شيئاً ما...
لو أن فريق الشرطة يصل..!
فربما نجد آثار بصمات على زجاج النافذة...؟
..
لم أجد شيئاَ مريباَ فيها....؟
أغلقتها بهدوء...
و ساد صمت مخيف في أرجاء الغرفة..
..
اتجهت إلى خزانة الوحيدة الموجودة..
فتحتها و تعبّثت بين حاجياتها..
ملابس...مجوهرات..كتب..وبعض الأشياء الغير المهمّة...
..
أغلقت الخزانة عندما لك أجد فيها ما أبحثُ عنه..
اتجهت إلى الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير..
رأيت بعض الأدوية فوقها..
تفحّصتها بحرص....ربما أفرغ المجرم محتويات أحدى العُلب ووضع السمّ بدلاً عنها..!
//
وضعتُ علبة الدواء الأخيرة بعدما تفحصتها...
لم يتم التبديل بين الأدوية..
..
فتحت درج الطاولة الصغير..
لأجد صندوق بني صغير..
أخرجته وتأملته..
رفعت حاجبيّ عندما رأيت قفل صغير عليه..؟
بحثت عن المفتاح..لكن لم أجده موجوداً في الدرج..
..
جلست على الأرض ووضعت الصندوق أمامي...
ما الذي بداخله..؟ ولماذا أغلقته..؟
رفعته مرة أخرى...إنه خفيف..!! يبدو أنه لا يحوي أي شيء.
حركته بخفّة....ولكني سمعت صوت حفيف خفيف جداً..
..
ربما بداخله أوراق..؟
عضضت على شفتي....بالتأكيد سأجد بداخله أسرار هذه العجوز الغامضة..!
أخرجت دبوس شعري..و أدخلته في فتحة القفل الصغير..
فأنا دائماً ما أفتح الأقفال الصغيرة بواسطة دبوسي..
..
وبعد محاولات...أنفتح القفل بسهولة..!!
فتحت الصندوق بحماس..
وصلتني رائحة..؟ رائحة أظن أني أعرفها...!!
رائحة......زهور ميتة...؟
تفاجأت بمحتوى الصندوق..!!
رأيت الزهور المصفوفة بعناية داخل الصندوق..
رفعت إحداها...وسرعان ما تكسرت أوراقها وتناثرت على الصندوق..!!
تأملتها بدقّة......إنها... زنابق سوداء.!!
لماذا هي هُنـــا..؟ ولما تحتفظ فيها العجوز..؟
ما معنى هذا..؟
أعدتُ الغصن اليابس في الصندوق وأغلقته عندما لم أجد شيئاً آخر..
..
لقد ازددت حيرة..
الزنبقة التي تمسكها العجوز هي رسالة...
إذاً ما حكاية صندوق الزنابق..؟
..
أعدتُ الصندوق مكانه...
وُعدت للبحث في أرجاء الغرفة..
وكــــانت النتيجة........صفر..!
..
خرجتُ من الغرفة محبطة..فليس لديّ الآن سوى الاستجواب..!
تعجّبت من خلو الممر منهم..؟
أين هم..؟
اتجهت إلى غرفة الجلوس..
سمعت صوت عادل يخرج منها...
وما إن دخلت...حتى ساد الصمت..
..
نظرت إلى ملامحهم المذهولة..!!
ما بهم..؟
رأيت سوزان تحاول أن تتكلم...أن تعبّر....لكنها ..؟ أطبقت شفتيها و غطّت وجهها بكفّيها ..
وقبل أن أسأل عادل...
سمعتُ أصوات أنفاس تتعالى...
التفت إلى روبي...
وجهها أصبح أحمر اللون..!!!
تكلمت بصوت متقطّع : أعــ..ـد.....ما....قُلــ..تــه..؟
أدركت حينها أن عادل قد أخبرهم بالحقيقة..!
بدأ وجهها يحمرّ أكثر والدموع تذرف من عينيها..وصوت أنفاسها يتعالى..!!
رأيتها تضع يدها على رقبتها..؟؟؟
...
اقترب منها وليد بسرعة ..
انحنى نحوها وعلى ملامحه الخوف : روبــي...روبـــي..!!!
لم تستطع الردّ..!
عقدت حاجبي..!! ما بها رووبي..؟؟؟ يبدو أنّها .....تختنق..!!!
نظرت إلى عادل الذي يراقب الموقف..!!
هل يُعقل أن القاتل يريد خنقها أيضا..؟؟
أقتربت بسسرعة من روبي...
وليد يصرخ على الخادمة : أحضري الجهاز بسرعة..!!!
فزعت الخادمة..وذهبت بسرعة لتنفيذ طلبه..
امسك وليد بيد روبي وشدّ عليها : اسمعيني روبي....تنفسي بهدوء..!! بهدوء..!!!!
شعرت بالخوف عندما تحوّل لون وجهها إلى الأزرق.!!
وليد بإصرار : روبي حاولـــي أن تتنفسي بهدوء..!!!! هيّا....واحد......أثناااان...
لكن روبي لم تستطع..وهي على وشك أن تفقد وعييها..!!
صرخ وليد بغضب : أين الخادمة..!!!!!
رأيت الخادمة تصل جهاز الأكسجين بالكهرباء...!!
وناولته وليد الذي وضعه على الفور على روبي...
..
وبعد دقائق...استطاعت روبي أن تتنفس بشكل طبيعي...!
تنهّدت براحة... لقد كانت نوبة ربو..!
..
ابتعدت عنهم ووقفت بجانب عادل..
نظرت إلى البقية الذي لم يؤثّر فيهم كثيراً الموقف..
ربما بسبب القنبلة التي ألقاها عادل عليهم..!!
..
همس لي عادل : ألم تلاحظِي شيئاً..؟
همست له : مثل ماذا..؟
لم يُجبني ونقل بصره إلى روبي...
نظرتُ إليها أيضاً..
رأيتها تُبعد الجهاز عنها...
وبعدها وضعت رأسها على كتف وليد وأجهشت بالبكاء..!!!!!!!!!!!
نظرتُ إلى عادل مستنكرة..!
رفع حاجبيه بتعجّب..وقال لي : هل لاحظتي أخيراً..؟
نقلت بصري للجميع.!!
إلى مهنّد..؟؟؟؟
لكنهم لم يعيروا الموقف أي أدنى اهتمام...!!
جميعهم شاردين الذهن..!!
سألت عادل بحيرة : هل نستجوبهم الآن...؟
عادل : لنؤجّل ذلك غداً...فالجميع الآن في حالة نفسية سيئة..
وافقته الرأي : هذا صحيح...لمَ العجلة..! فالقاتل لا يستطيع الفرار في هذا الجو العاصف....ولكن..! انتظر..؟ ربما تكون هذه فرصة ذهبية للقاتل ليخفي أي دليل ضده..!
عادل : لا تقلقي سنتصرف..

يتبع ,,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -