بارت من

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -13

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -13

لكن الحورية قالت تذكري أنك وعدتيني
ثم بعد دقائق جاء بدر يطمئن على حورية
فأنصرفت المها وجلس بدر بجوار زوجته
وكان معه وردة حمراء قدمها لحورية وقال رأيتها في الحديقة فشعرت أنها تشبهك فقطفتها لأعرف هل يوجد بينكما شيء مختلف ولكن الحقيقة أتضحت لي لما اصبحت الوردة بجوارك أن جمالك فاق جمال الوردة بكثير
ابتسمت حورية وقالت عيناك هما الجميلتان أما وجهي لم يعد يرى فيه إلا التعب والألم والخوف من الموت وبدأت حورية تبكي
وكان بدر رقيق القلب فلم يتحمل رؤية حورية تبكي فبكى معها فشعرت حورية بتأنيب الضمير فهذا قدر الله يقابل بالصبر والإحتساب فتحاملت على نفسها وأمسكت دموعها ومدت يدها لتمسح دمعات بدر ثم قالت أريدك أن تعدني
فقال بدر وبدون تردد أعدك بفعل كل ما تطلبينه
فقالت أريدك أن تتزوج أختي المها بعدي
سكت بدر ولم يتكلم
فقالت حورية كلاما جعلت بدر مذهولا مندهشاذو العيون65
قالت حورية أنا أعرف أنك كنت تريد المها زوجة لك لكن النصيب جعلني مكان أختي وأعرف أن قلبك لا زال يحن لها
وأريد أن أقول لك لم اطلب منك أن تتزوج أختي بعد موتي شفقة لأختي
فالشيء الذي حدث لها صار بغير أرادتها وأنت تعرف ذلك
لكني خطبتها لك لأني متأكده أنها بتصرفاتها وحنانها ستسعدك فأنا أريد لك السعادة بعد موتي كما قدمتها لي
شعر بدر أنه جرح حورية بمعرفتها عن مشاعره نحو أختها المها ثم قال أنا أحبك وأشهد الله أنك قدمتي لي السعادة وادخلتي الفرح إلى قلبي بل وأنتي في مرضك تحرصين على أن تخططي لمستقبل سعيد لي
أنا سأقول لك إني زوج فاشل لا أستحق زوجة مثلك ثم بدأ بالبكاء
وحورية تمسح بيدها على رأسه وتقول أنا اسعد الزوجات بأزواجهم
ومر أسبوع ليأتي الخبر اليقين بموت حورية
بقي بدر في دهشة من أمره لا يدري ما يفعل
وكان أهل بدر يخطبون له في بنت خاله لكن بدر رفض بنت خاله وفي كل البنات الذين أقترحوهم عليه
تشجع بدر وذهب لسالم وخطب المها
نظر سالم بدهشة وقال ألست تعرف ما حدث لها فقال بدر بلى
فقال سالم فكر في الأمر قال بدر أنا لم أتي إلا وقد فكرت
فقال سالم على بركة الله
فقال بدر لم تسأل أختك عن رأيها فقال سالم لا رأي بعد رأي
فأصر بدر على أن يسمع موافقتها
قام سالم مكره ففضل بدر عليهم كبير فذهب لأخته وقال أياك أن تخربي بيتنا هو يريد أن يسمع رأيك فقولي له أنك موافقة
وقفت المها عند الباب وقالت أسألك بالله الذي لا يسأل بوجه إلا الجنة أن كنت جئت تخطبني من أجل أن أختي حورية طلبت منك ذلك فأنا رافضة
وأن كنت جئت تخطبني لأنك تريدني أنا فأنا موافقة
فقال بدر أنا عشت مع أختك حياة سعيدة وبعد رحيلها لن أجد فتاة تسعدني مثل ما كانت حورية تصنع ذلك غيرك أنتي أيتها المها
تم الزواج وتحقق حلم بدر ولكنه تفاجأ بشيء لم يكن بحسبانه


الابداع يتواصل بتواجدك اخت ام رنا شاكر لك تواجدك الدائم

ذو العيون 66

بالطبع كان بدر يعرف مدى جمال المها ولكن ما كان يجهله هو مدى ذكاؤها فهو لم يتوقع أن تكون فتاة عاشت في قرية نائية تملك هذا الذكاء الحاد والقوة على الحفظ
حيث بدأ يدرسها ويعلمها في البيت بنفسه وما أدهشه سرعة استيعابها بل أنها تتفوق عليه أحيانا
بل أفكارها النيرة في عالم التجارة جعلت بدر يدخل في مشاريع تربحه أموال طائلة
بالطبع لما رأى سالم ذلك طلب أن يكون شريك معه فأستغل بدر أموال سالم بتطبيق أفكار المها الإستثمارية
وجعل بدر من سالم المدير التنفيذي في أدارة المشاريع
ومع زيادة الأرباح قال سالم ممتدح لبدر أنت عبقري وتاجر حذق أبتسم بدر وقال كل هذه المشاريع من أفكار أختك المها شعر سالم بالغباء كيف كان الكنز معه ولم يستفد منه
وبالطبع زادت سعادتهم لما حملت المها وولدت بطفل أسماه طلال بل أن المها أصرت على بدر بمواصلة الماجستير
وكانت المها تساعده في بحوثه وفي دراسته حتى حصل على الماجستير والدكتوراه وأصبح بدر أستاذ جامعي
ومع زيادة نمو مشاريعهم أقترح بدر على المها أن تدير هذه المشاريع بنفسها
لكن المها بسرعة رفضت وقالت يكفيني أن أدير أسرتي الصغيرة فهي عندي أغلى من كنوز العالم
ثم جاء الخبر السار أن المها حامل لكن الفحوصات جعلت من هذه الأفراح إلى أخبار كارثية حيث أن الحمل صار خارج الأرحام وأصبحت حياة المها خطيرة
وبدأ الشيطان يوسوس لبدر ويسأل نفسه كيف سيعيش أن لا سمح الله توفت المها
كان كابوسا نكد حياة بدر ولكن رحمت الله كانت أعظم حيث تم أنزال الجنين ومن بعدها منع بدر المها من التفكير من أنجاب طفل آخر وقال يكفيك أنكي أنجبتي طلال
فشرد ذهن المها فهي تفكر في طفلها الذي أنجبته من قبل ماذا حدث له وهل مات أم لا زال يعيش حياة الحرمان بكت المها وبدر يظن أنها تبكي لأنه منعها من أنجاب طفل أخر فبدأ يبرر لها أن الطبيب قال أن حياتك ستكون في خطر أن حملتي وبدأ يقول لها لا استطيع أن أعيش بدونك يوم واحدا
بالطبع كان سالم لا يفكر إلا في زيادة الأرباح وكان كل فترة يأتي لبدر يبشره بزيادة الأرباح أضعاف ما كانت في السابق ولكن بدر لا يظهر أي فرحة بذلك بل كان يقول ذلك بفضل الله ثم جهودك
تزوج سالم مرات كثيرة لكن كل زواجاته أنتهت بالطلاق
فسالم يوجد في قلبه شيء واحد هو الإنتقام؟


ذو العيون 67

وبالفعل عاد سالم إلى قريته بعد غياب طويل وتقابل مع عبدالرزاق وعرض عليه مبالغ كبيرة من أجل أن يستعيد أملاك أبيه
وبعد أن أستعاد أملاك أبيه بدأ يخطط لإنتقامه وذهب لحسن شقيق جابر وعرض عليه مشروع كبير يكونان شريكان فيه
بالطبع عرفت زوجة حسن بذلك وارغمت زوجها على الموافقة
تم الإتفاق أن يكون رأس المال من سالم بشرط أن يوقع حسن على شيكات بنصف رأس المال الذي سيدفعه سالم لكي يصبحا شريكان ويسدد دينه عن طريق الأرباح وكان المشروع عبارة عن شراء ماشية ومزارع في القرية بمليوني ريال
بالطبع سيكون حسن هو الذي سيشرف على الموضوع
علمت أم جابر بذلك فعرفت أن سالم لم يفعل ذلك إلا وهو يدبر أمر ما
فذهبت لسالم وطلبت منه أن يترك ولدها حسن وشأنه
لكن سالم لم يعرها أي أهتمام فقالت أم جابر كيف حال المها أنفجع سالم فهو يعتقد أن أهل القرية يعتقدون أنها ماتت
فقال سالم هل أصبحتي تخرفين
ضحكت أم جابر وقالت أنا أعرف الشيء الذي دفنتموه ومع ذلك بقيت ساكته إلى هذا اليوم مع أن أبنها ذو يتمنى أن يرى أمه ولو مرة واحدة فهو يعتقد كما يعتقد أهل القرية أنها ماتت
غضب سالم ثم أتجه إلى أم جابر ودفعها وقال أن أخبرتيه بشيء فسوف أقتله
قامت أم جابر وبدأت تنفض التراب من يدها وقالت لو علم ذو بما فعلته بي لقتلك لكني لن أخبره لأن دماؤك أنجس من أن يلطخ يده بها
ثم مشت وتركته
وذهبت لإبنها حسن وحذرته من سالم لكن دون جدوى فزوجته كانت تسيره كيفما شاءت
جاء عبدالرزاق إلى بيت سالم فرأى سالم غارق في التفكير
فسأله ما بك نظر سالم لعبدالرزاق وقال جاءت أم جابر عندي ودار حديثا بيننا ثم ذهبت بعد أن لمحت بتهديد لي عن طريق ما أسمته بذو
ولا أدري مدى صدقها
فقال عبدالرزاق كلاما سيدخل الرعب بقلب سالم؟


ذو العيون 68

حيث قال عبدالرزاق لسالم هل لا تزال تذكر جابر
فقال سالم كيف تريدني أن أنسى ذلك اللعين
فقال عبدالرزاق حين ترى ذو ستترحم على جابر
شعر سالم بالقشعريرة
عاد سالم للرياض بعد أن أتفق مع حسن
وبعد يوم من رحيل سالم عاد ذو ورفاقه من الرياض
سمع ذو بقدوم خاله فسأل جدته فقالت نعم جاء إلى القرية
فقال ذو لجدته هل يشبه أمي فقالت جدته لا
الفرق بينهم كالفرق بين النور والظلام
أبتسم ذو وقال يبدو أنك تكرهين سالم
قالت جدته حين تراه ستعرف لماذا أكرهه
بالطبع كان حسن قد أتفق مع سالم أن يشتري الأعلاف من شخص محدد كان أسمه سمران
وكانت أسعار الأعلاف عنده مرتفعة لجودتها عن باقي الأعلاف
بالطبع كان سالم قد منح حسن عامل اسمه روبي وكان الهدف من ذلك أن يغري حسن بمخالفة ما أتفق مع سالم
وبالفعل كلفت الاعلاف في الشهر الأول أكثر من خمسة عشر ألف ريال
فبدأ روبي يغري حسن بأنه يستطيع أن يشتري أعلاف من شخص أخر بأقل من ضعف هذا السعر أي بسبعة الاف وخمسمائة ريال
لكن حسن كان مترددا فلما أخبر زوجته بذلك كادت تجن من الفرح وأقنعته أنه لا يمكن لسالم معرفة ما يحدث فالأغنام لا تتكلم حتى تخبره عن سوء الأعلاف التي يقدمها لها
وكان سالم بداية كل شهر يحول خمسة عشر الف لحساب حسن لكي يصرف على الماشية
ومر الشهران بسلام حيث وفر حسن سبعة الاف ريال وخمسمائة ريال كان يعطيها لروبي لكي يسكت ولا يتكلم
ثم بدأت خطه سالم تمشي في الطريق الصحيح حيث جاء صاحب أعلاف إلى حسن وعرض عليه أعلاف لا تكلفه إلا خمسة الاف ريال
شعر حسن أن الثراء صار قريب منه
وتمت الصفقة وبعد مضي ثلاثة أيام حدث ما لم يكن في حسبان حسن؟


ذو العيون 69

وفي صباح اليوم التالي وجد حسن جميع الأغنام قد ماتت
ومن سوء حظه كما يعتقد أن سالم جاء في نفس ذلك اليوم
ولم يكن يعرف أن سالم كان يخطط لذلك
جاء سالم واصطنع الإندهاش وذهب وأحضر طبيب بيطري الذي أحال سبب وفاة الماشية إلى الأعلاف التي أكلتها
بدأ سالم يتوعد ويهدد بخراب بيت سمران وحسن يكاد يقع من الخوف ذهب سالم إلى سمران وأخذ معه حسن وبدأ سالم يصرخ في وجه سمران
فقال سمران لا تصرخ وأحذر أن تتجاوز حدودك فهذا الرجل وأشار إلى حسن لم يشتري من عندي منذ شهران
فنظر سالم إلى حسن بنظرة غضب وقال أصحيح هذا
فقال حسن نعم
فقال سالم دلني على من أشتريت منه
فقال حسن أشتريت من بائع متجول
حينها زاد صوت سالم بالإرتفاع وبدأ يوبخ حسن ويتوعده بالسجن
سقط حسن بين ارجل سالم يترجاه لكن دون جدوى
بالطبع أتجه حسن إلى صديق سالم الجديد عبدالرزاق الذي ذهب معه لبيت سالم
وبدأ عبدالرزاق يطلب سالم وكان قد أتفقا مسبقا على ما يطلبه
فقال حسن خذ بيتي مقابل ديني ضحك سالم وقال بيتك لا يساوي مائة الف
فقال عبدالرزاق عندي الحل
فنظر حسن له وقال ما هو
قال عبدالرزاق أن تزوجه بنتك سلمى
فقال حسن أما بنتي فلا فهي صغيرة بالنسبة لسالم
غضب سالم وقال اترفض أن تناسبني أقسم أن أدخلك السجن
ذهب حسن إلى زوجته وأخبرها بما حدث فخاصمته ولامته كيف يفوت على سلمى زوجا كهذا
ثم قالت أذهب وأخبره بموافقتك وسلمى تبكي عند رجل أمها وتقول لا أريد أن أتزوجه وأمها تسكتها وتقول أنتي لا تعرفين مصلحتك
ذهب حسن وأخبره بالموافقة بالزواج منها
لكن سالم بدأ يتبجح على حسن ويقول زواجي من أبنتك شرف لك ولعائلتك الساقطة
ثم قال أسمع شروطي سوف أتزوج أبنتك مسيار ولن تبقى معي لأكثر من أربعة أشهر وبعدها سأطلقها
وبعد أن تنتهي عدتها ستزوجها لروبي وستبقى زوجته حتى يعود لبلاده فأن قرب سفره سأجعله يطلقها
عرف حسن أن سالم يريد أن يذله وأصبح بين نار السجن ونار الذل
كان ذو يبحث عن سالم يريد أن يراه وكان أحد شباب القرية يرافقه لكي يريه سالم
وبالفعل أشار الشاب لذو إلى رجل يمشي مع عبدالرزاق وقال هذا خالك
شعر ذو بشيء من الحنان فهو يرى أخ أمه
كان عبدالرزاق يمشي مع سالم و يحذره من غضب ذو أن عرف بالموضوع وسالم لم يكن يبالي بما يقوله عبدالرزاق
وفجأة شعر سالم أن طلقه مرت من جواره
فنظر سالم لمصدر الصوت ورأى شاب ممسكا بمسدس كان يرده لمخبأه فقال وهو يرتجف من هذا
فقال عبدالرزاق هذا ذو
فقال سالم كان يريد أن يقتلني
فضحك عبدالرزاق وقال؟؟


ذو العيون 70

لو كان يريد قتلك لوضع الرصاصة بين عينيك ولكنه أصاب العقرب التي كانت تمشي على ثوبك ثم أشار إليها على الأرض فرأى سالم العقرب ميتة
قال عبدالرزاق أن أردت أن تسمع نصحي فلا تدخل يدك في جحر الأفعى
أراد عبدالرزاق الإنصراف لكن سالم رفض وأصر أن يتناول معه وجبة الغداء فأضطر عبدالرزاق مع اصرار سالم الموافقة
فلما دخل عبدالرزاق بيت سالم شعر عبدالرزاق أنه لم يدخل هذا البيت قط فلقد غير سالم كل شيء في البيت
ومما زاد عجب عبدالرزاق الطائر الذي يرحب به فوقف مندهشا
ضحك سالم وقال يعرف هذا الطائر بالببغاء وهو يقلد الكلام ولقد أشتريته بمائة الف ريال
أزدادت دهشة عبدالرزاق ولما قربا على الغداء قال عبدالرزاق أريد أن أسألك سؤال لكن أخشى أن تفهمني خطأ
قال سالم أسأل
فقال عبدالرزاق هل تفوق ثروتك العشرة مليون
ابتسم سالم وقال بل أرباحي السنوية تصل العشرة مليون
أندهش عبدالرزاق وقال ولما عدت إلى القرية وأنت تمتلك هذه الثروة
قال سالم لا زال في قلبي جرح لم يلتئم ولن يلتئم إلا أن أنتقمت له
قال عبدالرزاق سأصارحك القول لو كان جابر حي لما تجرأت للقدوم إلى القرية
ولكنك لم تأتي إلا وقد عرفت بموت جابر لكن الشخص الذي وصل لك المعلومات لم يكن أمينا لأنه لم يخبرك أن جابر رحمة عندما يغضب ذو
هز سالم رأسه وقال عيونه الصغيرة ذكرتني بجابر
شعر ذو من نظرات سالم أن هذا الرجل شخص متكبر وحاقد وتذكر كلام جدته
فلما عاد إلى البيت وجد جدته تكاد أن تنفجر من الغضب
فسألها ما بك
فقالت ألم تسمع ما حدث
فقال لا لم اسمع ما الذي حدث
فقالت هذا المدعو سالم ورط عمك في ديون في مشروع فاشل وبعد أن خسر المشروع هدد عمك بالسجن
أو أن يزوجه أبنته وليس هذا وحسب بل ويطلقها بعد أربعة أشهر وبعد أن تقضي العدة يزوجها لعامله روبي فإن سافر إلى بلده يطلقها
كانت تظن أم جابر أن ذو سينفجر غضبا لكنها تفاجأت بردت فعله الباردة
أحست أم جابر أن ذو يكره عمه حسن كره كبير ويتمنى أن يراه يهان
فبدأت جدته تقول مهما حدث فالدماء لا تصبح ماء وتذكر أن أبنت عمك سلمى ليس لها ذنب فيما حدث
حينها ولأول مرة ينظر لجدته بنظرات غاضبة قال؟


مجرد متابعتك لي شرف لقصتي وردودك تمثل عندي اوسمة تمنحينيها فشكرا لك دوما
ذو العيون71
قال ذو حتى أنا ليس لي ذنب فيما حدث فأنا أعيش حياتي كلها أسدد فيها أخطاء الأخرين فكل هذا المجتمع يعاقبني على جريمة ليس لي فيها ذنب
ولكن كوني يا جدتي مطمئنة فأنا سوف أوقف سالم عند حده
ولكن ليس من أجل أبنك حسن ولا حتى من اجل سلمى
بل من أجل حاجة في نفسي
وبعد أن صلى أهل القرية العشاء ذهب الكل الى بيوتهم
وهكذا فعل سالم فلما دخل بيته نظر إلى القفص الذي لم يجد فيه ببغاءه فنظر إلى الكراسي في الصالة فرأى البببغاء يلطم بجناحيه على الأرض فلما أقترب منه رأى أبر مغروسه في عيناه وأذناه
أرتعب سالم من هذا المنظر
ولكن رعبه زاد لما ظهر له شخص في الظلام وهو يقول من يريد الإنتقام لا يدخل قلبه الخوف
فبدأ سالم يرتجف ويسأل من أنت فتوجه إلى المصابيح فأنارها
فرأى ذو جالس وبيده شيء صغير ينظر له
فقال ذو أتعرف ما هذا
لكن سالم بقي صامت فقال ذو هذا لسان ببغاؤك الجميل
أتعرف ما ذنب هذا الببغاء الجميل ليواجه هذا المصير ذنبه أنك صاحبه
أتعرف أن كثيرا من الناس سيعتبرني متوحشا لا رحمة له تعاطفا مع هذا الببغاء الجميل مع أنهم كانوا وحوش معي ومع كل اللقطاء
أتعرف يا خال ثم بدأ ذو يضحك ويردد كلمة يا خال يا خال
ويقول أشعر أن هذه الكلمة لا تحبني كما أعلم أنك لا تحب سماعها مني
فدعني أناديك بإسمك
أسمع يا سالم أحيانا لا ألوم أبي على ما فعل بأمي أتعرف لماذا
لكن سالم ظل صامتا
فصرخ ذو وقال قل لماذا
فما كان من سالم إلا أن أستجاب وقال لماذا
قال ذو أبي لما فكر بفعلته نظر ما قد يكون مصيره
فنظر لك فعرف أن رجل مثلك لا يمكنه أن يخيف ذبابة فما عساه يفعل سوى الرضوخ للأمر الواقع ففعل جابر ما أراد وحدث ما توقعه
لكن لو كان يعرف أن أخا أمي رجل لن يرضى بغير دمه ليغسل شرفه لما تجرأ وفعل ما فعله
وأنت الآن خططت كما خطط جابر ونجحت في أختيار فريستك فحسن ليس بعيدا عنك فهو لا يستطيع الذود عن عرض أهله وسيرضى كما رضيت بالأمر الواقع
لكن الفرق بينك وبين جابر أنك استخدمت قوة مالك وجابر أستخدم قوة ذراعيه
وأعتقد أنك لا تجهل كيف مات جابر فمن الأكيد أن عبدالرزاق أخبرك فأن كنت تعرف وتظن أن الأمر مجرد خطأ
فحاول أن تستمر في خطتك فأنا أعدك أن أصبحت الشمس غدا في كبد السماء وأنت لا زلت مستمرا في هذا الطريق فسوف ألحقك بببغاؤك
ثم قام ذو وقال ؟


ذو العيون 72

أردت ان أريك كيف يدافع الرجل عن عرضه
ثم غادر البيت
أيقظ كلام ذو في سالم شيء كان نائم من سنين
فلما كان أبو سالم بكامل صحته لم يتجرأ جابر على فعل فعلته لكن لما مرض ابو سالم مرض عضال أقدم على فعلته لأن الشخص الذي قد يسفك دمه مريض
ولأول مرة شعر سالم بالذنب وتأنيب الضمير فقرر أن يغادر في الصباح الباكر بعد أن أرسل لحسن كل ما يدينه بل ورسالة اعتذار
بالطبع كان بدر يعرف أين كان سالم يذهب لكن المها لا تعلم
لكنها استغربت غياب أخاها المتكرر فهي تعلم أن أخاها لا يمكنه ترك أعماله إلا لشيء مهم
فبدأت تلح على زوجها بدر فأخبرها الحقيقة
فلما عاد سالم وزار أخته كعادته لأنه كان يحب ولدها طلال الذي كان يعتبره كولده
قابلته أخته وكانت نظرات سالم هذه المرة مختلفة فتحولت من نظرات قاسية إلى نظرات اعتذار
جلس سالم مع طلال وبدر يمازحهم لأنه بعد نصف ساعة سيذهب بدر وطلال للجامعة فالأب الدكتور والإبن هو الطالب
فيقول سالم لبدر الآن قل لولدك ما تريد أن تقوله في المحاضرة
فيقول طلال أتركه يا خال فهذا الدكتور انقص درجاتي الكاملة بسبب أني أبنه وقال أن سبب حسم درجاتي أني زدت في الإجابة
فبدأ سالم يضحك ويقول هكذا يعيش الرجال النظاميون
وكان الكل يضحك ما عدا المها صامته تفكر في أمر ما
فقام بدر وقال نستأذنك ياسالم أنا وطلال فسوف نذهب للمحاضرة
فوقف سالم وقال حتى أنا سوف أذهب لأرتاح وقرأ سالم في عيون المها أنها تريد أن تسأله سؤال واحد فقط كان يهرب من الإجابة عليه
فقامت المها وقالت أنا أريدك يا سالم فلا تذهب حاول سالم أن يؤجل ذلك لكن المها ولغير عادتها أصرت
شعر بدر بما تحس به المها فأخذ طلال وخرجا من البيت
فلما بقيا لوحدهما
بقيت المها صامتة
فقال سالم ما الذي تريدينه
فقالت المها أنت تعرف ما أريده
فقال سالم أنا ابشرك؟


ذو العيون 73

فكادت المها أن تقفز من الفرح
لكن سالم أحبطها لما قال أبشرك أن جابر مات
وقفت المها وأصبحت نظراتها حادة وقالت أنا لا أسألك عنه
بل أسألك عن ولدي
فنظر سالم بدهشة وقال هل كنتي تظنين أنه سيبقى حي مع مجرم
لقد مات بعد اسبوع من ذهابنا
جلست المها على الكرسي والدموع تملأ عيونها
خاف سالم أن يضعف فيخبرها الحقيقة فقال لها أنا ذاهب وقبل أن أذهب لا تدمري اسرتك بتذكر الماضي حافظي على أسرتك وحسب
رجع بدر وطلال فلما شاهدها المها بهذا المنظر بدأ طلال يحاول أن يعرف ما بها
لكن ما أدهشه أن أباه لم يقل شيء وكأنه يعرف ما الذي جعلها بهذا المنظر
وبعد مرور أيام قليلة عادت المها لحياتها الطبيعية لتعيد البسمة والسعادة لأسرتها
لكن القرية حدثت فيها أحداث ستزيد على ذو صعوبة العيش فيها
فمركز الشرطة الذي بالقرية كان مديره وكيل رقيب وكان مركز كباقي مراكز الشرطة في الأماكن النائية ليس له أي فعالية
لكن المركز هذا تغير
بقدوم الملازم طارق الذي من الواضح أنه لا زال شاب طائش وليس هذا وحسب فالذي يرى وجهه يعرف أن لهذا الرجل طريق للخراب
لكن واسطات الملازم طارق دافعت عنه كثيرا حتى جاءت قضية ضرب فيه الملازم طارق أحد المتهمين حتى شارف على الموت
فكان قرار فصل الملازم وشيكا لكن الواسطات حالت دون ذلك ليتحول الفصل إلى نقل تأديبي
بالطبع كان أهل القرية يحترمون من يرتدي البدلة العسكرية فهم يعتبرونه يمثل الحكومة
فأستغل الملازم طارق ذلك وبدأت تصرفاته الطائشة تزعج أهل القرية
فجاء السيف إلى الشيخ معيض وطلب منه أن يرفع شكوى ضد الملازم طارق قبل أن تأتي مشكلة لا تحمد عقباها
لكن الشيخ معيض هدأ من مخاوف السيف وقال أن الملازم يحاول اثبات نفسه
بالطبع كان المستفيد الوحيد من قدوم الملازم طارق هو مشبب الذي عرف من أين تؤكل الكتف
وأصبحت هناك علاقة حميمة بين مشبب وبين الملازم طارق
وبدأ مشبب يخطط لخطة جهنمية ستكون هي بداية النهاية لحياة ذو
فمشبب كان يخطط أن يجعل ذو شريكا له في الترويج
فمشبب يخطط لتهريب كمية كبير جدا من المخدرات إن نجح فيها سيصبح من الأثرياء
لكنه يحتاج إلى رجل بمواصفات ذو حتى يكون درع حماية من السلطات أو من خيانة المهربين
فقوة ذو وعبقريته كفيلة بنجاح أي عملية يديرها
وبالفعل بدأ مشبب بتنفيذ الخطة التي قد تجعل من ذو مهرب مخدرات؟

ذو العيون 74

أصبح ذو يحب أن يجلس على صخرة بقرب من الغرفة التي كان جابر يسهر فيها
وبينما هو جالس يعيش في خياله وغارق في أفكاره جاء مصعب الذي كان يشعر بالضغوط التي يعيشها ذو بل كان مصعب يعرف مدى خطورة أن يسلك شاب مثل ذو طريق الفساد فشاب يملك القوة والذكاء قد يجعل المجتمع يتذوق الويلات
فجلس مصعب بجواره وبدأ يقص له بعض القصص التي تتمحور حول شباب صالحين صمدوا أمام المحن ولم يخضعوا لضغوطات مجتمعاتهم للرضوخ لطريق الفساد بل صمدوا على السير في طريق الحق
ولكن عيسى وسليمان قاطعوا مصعب وهما يقولان إلا تعلمان بما حدث في القرية
نظر مصعب وقال ما الذي حدث قال عيسى مشبب اشترى فرس بيضاء لم نرى اجمل منها
فقال مصعب دعونا نذهب لنراها
فأعتذر عيسى وسليمان وقالا قد رأيناها ونحن الآن لدينا أعمال يجب أن ننجزها فأنصرفا
نظر مصعب إلى ذو وقال هيا بنا لنذهب نرى الفرس
قال ذو لا رغبة لي في ذلك
تعجب مصعب فالكل يعرف حب ذو للخيول
فأصر مصعب على ذو
فقال ذو أن علاقتي بهذه العائلة متوترة وأنا أتجنبهم حتى لا أقع معهم في مشاكل
فأمسك مصعب بيد ذو وقال لا يوجد مشكلة أن ذهبنا نرى الفرس
وبالفعل بدأ مصعب يلمس الفرس ويقول لذو ما رأيك
فقال ذو يكفي عيبا أنها فرس
وأنا لا أحب أن أركب فوق فرس
ثم غادر ذو
ومصعب يضحك من الطريقة التي يفكر فيها
وفي صباح اليوم التالي بدأت الأخبار السيئة ترج القرية ففرس مشبب سرقت
وبدأ الملازم بالقبض على المشتبهين
وكان أولهم ذو الذي تم التحقيق معه وحبسه في التوقيف حتى ينتهي التحقيق
بالطبع قام الملازم طارق بالتحقيق مع ذو وكان تاريخ طارق أسود في اساليب التحقيق
وبالفعل بدأ يصدر أبشع الشتائم على ذو الذي كان جالس على الكرسي مقيد اليدان
وكان ذو يبدي أحترام للبس الرسمي الذي يرتديه طارق
فكان رد ذو واحد وهو لولا الله ثم زيك الرسمي لأوقفتك عند حدك
حينها غضب طارق وشعر أن ذو لا يبالي فيه فرفع يده ثم صفع وجه ذو
نظر ذو إلى طارق وهو يبتسم لكن أبتسامته تتمثل في قول الشاعر
إذا رأيت أنياب الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم
ثم أعاده طارق لغرفة الحبس
جاء مشبب وكان قد أتفق مع الملازم طارق على كل شيئ
فهما هما اللذان دبرا سرقة الفرس من أجل أن يقبض طارق على ذو ثم يأتي مشبب ويخرج ذو فيكسب جميل عند ذو قد يجعل ذو يوافق أن يصبح شريك له في التهريب
لكن كل ما خطط له مشبب أصبح في مهب الريح فبعد أن وصل مشبب لمركز الشرطة أندهش مما سمع


ذو العيون 75

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات