بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -14

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -14

جاء مشبب وكان قد أتفق مع الملازم طارق على كل شيئ
فهما هما اللذان دبرا سرقة الفرس من أجل أن يقبض طارق على ذو ثم يأتي مشبب ويخرج ذو فيكسب جميل عند ذو قد يجعل ذو يوافق أن يصبح شريك له في التهريب
لكن كل ما خطط له مشبب أصبح في مهب الريح فبعد أن وصل مشبب لمركز الشرطة أندهش مما سمع


ذو العيون 75

حيث سمع مشبب أفراد الشرطة الموجودين يتكلمون عن ما فعله طارق مع ذو
حينها أحس مشبب أن حياته في خطر فأن كشف ذو أن كل ما حدث هو من تخطيط مشبب فلن يسلم من عقاب ذو
فدخل مشبب على طارق وعاتبه وطارق جالس يبتسم ويقول هل أنت خائف من هذا المعاق أن أردت أصفعه مرة أخرى فسوف أصفعه
قال مشبب بل أريدك أن تخرجه وتقفل الموضوع نهائيا
بالفعل خرج ذو وبدأ مشبب يرافقه وقبل أن يخرج من مركز الشرطة اجتمع افراد المركز واوضحوا لذو أنهم لا شأن لهم فيما فعله رئيس مركزهم طارق
ابتسم ذو وقال أنا أعرف من الذي له شأن
شعر مشبب أنه يقصده فبعد أن خرجا من المركز بدأ مشبب يحلف ويقسم أن لا شأن له فيما حدث وذو يبتسم أبتسامة من لا يصدق ما يقال له
فوقف ذو ونظر إلى مشبب وقال هل لا زالت اثار أصابع هذا الرجل واضحة على وجهي
فهز مشبب رأسه بنعم
فقال ذو إذا أستأذنك فأنا لا أريد أحد أن يراني بهذا الشكل
بالفعل ذهب ذو وأختفى ليومان وعاد للقرية ولم يعلم أحد بما حدث بين ذو وطارق إلا أفراد الشرطة ومشبب
ومكث ذو شهر كامل يزاول حياته اليومية
ومشبب كانت حاله تزداد سوء بعد سوء فهو يعلم علم اليقين أن ذو لن يترك ما حدث يمر مرور الكرام
بينما طارق كان غارق في خراباته وكان دوما يهزأ بمشبب ويصفه بالجبن ويقول ما بوحشك لم يرد الصفعة
وكان مشبب دائما يرد بقول أن غدا لناظره قريب وأن بطش الوحش منك ليس ببعيد
بل أصبح ظاهرا للعيان التوتر الذي أصبح بين مشبب والملازم طارق
وبعد مضي شهر بدأ ذو يضع خطة الإنتقام
وبالفعل وفي ظلام الليل الدامس تسلل ذو إلى غرفة مشبب فوجد قارورة ماء ففتحها ووضع داخلها حبوب منومه
ثم أختبأ تحت السرير
وبعد لحظات دخل مشبب الغرفة وعيون ذو تراقب خطواته وقلبه يدعو أن تنجح خطته لكن مشبب لم يشرب الماء بل أستلقى على السرير ودخل في سبات عميق
وبدأ ذو يفكر في الرحيل لكن وبعد مضي ساعة صرخ مشبب صرخة عجيبة ففتح باب غرفته ودخل نمر بعد أن سمع صوت أخاه يصرخ
فبدأ نمر يهدي أخاه ويسأله ما بك
فقال مشبب ذو أراد أن يقتلني
فقام نمر وأحضر قارورة الماء وبدأ يسقي أخاه ويقول أنه مجرد حلم ولكني أعدك أن حاول ذو أن يؤذيك فسأقتله
شعر مشبب برغبة في النوم فأستلقى على السرير ودخل في سبات عميق وبقي نمر لبعض الدقائق ينظر لأخاه ويقول تبا لك يا ذو حتى في الأحلام متوحش
ثم قام لغرفته
بعد أن تأكد ذو أن الأمور صارت الى ما يريد خرج من تحت السرير ثم أدخل يده في جيبه وأخرج


ام رنا ساعة بلا عقارب شرفتماني بردودكم الراقية والرائعة والمدهشة

ذو العيون 76

أبر كان قد وضعها بين سم قاتل
ثم بدأ يجعل مشبب يمسكها بيده حتى تصبح بصمات مشبب على الإبر
ثم خرج من بيت مشبب وأتجه ذو إلى سكن الملازم طارق وبالفعل دخل البيت وبدأ يبحث عن طارق فوجده نائم فأيقظه فلما أستيقظ طارق ورأى عينا ذو الصغيرتان تقدح شرا خاف خوفا شديدا فحاول أن يدافع عن نفسه بكل ما استطاع لكن قوته ضعفت أمام جبروت ذو ثم بدأ ذو يثبت طارق على الأرض بعد أن خارت قواه ثم أخرج ذو الإبر من جيبه والقفازات التي يلبسها تحول دون أن تبقى أي بصمات على الإبرة لتكشف أن ذو الفاعل
وقبل أن يغرس الإبرة في أذنا طارق قطع لسانه ليجعله لا يستطيع الصراخ
وقبل أن يدخل الإبرة في أذنا طارق قال ذو بصوت خافت أرآيت الثمن الذي يدفعه الرجل الذي لا يهيب الرجال ثم أدخلا ابرتان في أذناه
وأخرج ابرتان من جيبه ثم غرسها في عينا طارق
بقي طارق يصارع الألم حتى أخر أنفاسه
عاد ذو إلى البيت وكأنه لم يفعل شيء أبدا
وبعد شروق الشمس بدأت الأخبار في القرية تنتشر وبمقتل الملازم طارق تفجع
وبدأت التحقيقات مع أي مشتبه
وفي آخر المطاف أصبحت القضية تدور في فلك أحد المتهمين فالقاتل أما يكون مشبب أو ذو
وبالفعل تم نقلهم إلى الرياض للتحقيق معهما
فالقضية كبيرة فالإعتداء على رجل أمن يعني الإعتداء على أمن الدولة
ذهب أبو مشبب لأكبر المحامين ليترافع عن مشبب
فعلم عيسى وسليمان بأمر أبو مشبب ولكن لم يكن بإستطاعتهم وضع محاميا لذو فتكاليفه عالية
فذهبوا إلى الإستاذ مصعب وقالوا له هل تعرف أحد في الرياض يساعد ذو فنحن نخشى أن يتورط ذو بالقضية وأنت تعلم أن ذو لن يفعل هذا الجرم الشنيع
وكان الأستاذ مصعب يشعر بتأنيب الضمير فهو الذي أصر على ذو للذهاب معه لرؤية فرس مشبب التي كانت شرارة البداية وسبب المشكلة
فقال مصعب سأتصل بعمي فهو عقيد في الإستخبارات وله معارف في مركز التحقيق
كان أسم عم مصعب العقيد عادل وكان مشغول بقضية حساسة جدا
وبعد أن أتصل مصعب على عمه وأصر أن يذهب إلى مركز التحقيقات ومعرفة ما آلت له القضية
بالفعل وصل العقيد عادل وألتقى بأحد زملاءه من أصحاب الرتب العالية وبينما هما يتبادلان الحديث كان النقيب محسن يحقق مع ذو
وكان النقيب محسن معروف بأنه يجيد أكثر من فن من فنون القتال وله شهادات من الصاعقة والمظلات حقق فيها الشهادات والمراكز الأولى
وكان النقيب محسن فيه شيء من التعالي وكان كثير التجاوزات للإنظمة
فلما دخل ذو وهو مقيد بالسلاسل وجلس على الكرسي وبجواره الحارس وقف محسن وركله بكل قوته فنظر له ذو وأبتسم ؟


ذو العيون 77

وقال لبسك اعزك وقيدي أذلني ولكن لو لم تكن تلبس هذا اللبس ولم تكن هذا الأغلال تقيدني لعرفت سوء ما فعلت
نظر محسن لذو بنظرات حادة وكان يحقق معه رجل أخر برتبة رقيب فشعر بغضب محسن وأحس أنه قد يتهور كما هيا عادته فبدأ يحاول يهدأ من غضب محسن
لكن النقيب محسن أصدر أمر للجندي بفك قيود ذو ثم أمر الجندي والرقيب بمغادرة الغرفة والرقيب يحاول أن يثنيه مما يفكر فيه لكن دون جدوى أغلق النقيب محسن الباب وخلع ملابسه
ثم قال الآن لم أعد ألبس هذا اللبس ولم تعد الأغلال تقيدك
نهض ذو وهو يبتسم ثم أخذ وضع الأستعداد الشخص الذي يريد تلقي ضربة في بطنه
ثم قال أرني ما لديك
فهم محسن ما يريده ذو فضربه محسن برجله بأقوى ما يستطيع شعر النقيب محسن أن قدمه أصيبت والذي زاد ألمه أن ذو لم يتزحزح من مكانه ولم يصرخ ليعبر عن ألمه
فلما أحس النقيب محسن أنه لا يستطيع أن يمشي أخذ وضع الإستعداد لكي يرد ذو له الضربة
كان الرقيب قد أتجه للعقيد ناصر الذي كان يتحدث مع العقيد عادل وأخبره بما يريد النقيب محسن فعله
وكان العقيد ناصر يعلم حق المعرفة مدى شدة تعامل النقيب محسن مع المجرمين
فبدأ يركض خشية أن يفقد المتهم حياته بين يدي محسن
وقال للعقيد عادل أتبعني فمحسن يحقق مع الشاب الذي تسأل عنه
بالطبع أخذ ذو وضع الشخص الذي سيوجه الضربة وقبل أن يضربه قال أنا أعلم أنك لن تبقى بوعيك فأحببت أن أعتذر منك مسبقا
ومن شدة ضربة ذو طار محسن وأرتطم بالباب وأغمي عليه
سمع العقيد ناصر الضربة على الباب وبدأ يضرب الباب ويقول أفتح يا محسن
وبالفعل فتح الباب ولكن ليس محسن من فتح الباب بل ذو دخل العقيد ناصر ورأى محسن مغمى عليه نظر العقيد ناصر لذو وقال أنت من فعل هذا
فقال ذو لا وأنما غروره أردى به
أمر العقيد ناصر بأن يؤخذ ذو للحجز
والذي أدهش العقيد ناصر أن العقيد عادل بدأ يردد ويقول هذا هو هذا هو؟


ذو العيون 78

رجع العقيد ناصر لمكتبه ومعه العقيد عادل بعد أن تأكدا من سلامة محسن
ثم نظر العقيد ناصر للعقيد عادل وسأله ماذا تقصد بهذا هو
ابتسم العقيد عادل وقال أمضيت سنتين وأنا أبحث عن شخص أرسله في مهمة خطرة خارج حدود الوطن وكنت قد وضعت صفات كثيرة عن الشخص الذي سأختاره في هذه المهمة فوجدت أن هذا الشاب ومن نظرتي الأولى أحسست أنه يمتلك أكثر من الصفات التي أريدها
فقال العقيد ناصر وما المهمة التي تريد اسنادها له
قال العقيد عادل هناك جماعة تتكون في أحد الدول المجاورة تدعمها دولة تحمل الأحقاد والكره لدولتنا التي تحمي حوزة الحق والعقيدة الصحيحة
ولم تترك هذه الدولة البغيضة أي طريق تجعلها قادره على مد الأذى لدولتنا العزيزة
فهي تستغل ضعف الأمن في الدول الشقيقة لإنشاء جماعة ذا معتقد باطل وذا نهج فاسد لا يعرف من ينضم لها سوى القتل والإفساد في أي أرض يطؤها
هز العقيد ناصر رأسه وقال اللهم اجعل تدبير هذه الدوله الحاقدة تدمير لهم
ثم قال العقيد عادل هل على خالد ذو العيون الصغيرة كما يطلقون عليه أهل قريته أي إدانة في قضية قتل الملازم طارق
قال العقيد ناصر كأدلة لا لكن حدسي يقول أن خالد هو الفاعل
فقال عادل ولما تعتقد ذلك
فقال ناصر ما أهم صفة رأيتها في خالد المسمى بذو
فقال عادل بلا تردد يمتلك قلبا لا يخاف
فقال ناصر هذا هو مربط الفرس فالطريقة التي قتل بها الملازم طارق لا يستطيع مشبب الشخص التي تدل كل الأدلة أنه الفاعل
أن الوحيد الذي يفعل ذلك هو ذو العيون الصغيرة
قال عادل وماذا ستفعلون بخالد
قال ناصر سوف نطلق صراحة فلا حجة لدينا تجعلنا نبقيه في الحجز
وبالفعل خرج ذو وعاد إلى قريته فرح الجميع بعودة ذو وكان ممن استقبله بالأحضان الأستاذ مصعب
لكن إتصال عم مصعب العقيد عادل وتبادلهم الحوار في قضية قتل الملازم طارق أدخل الشك في قلب مصعب وشعر أن ذو قد يكون هو القاتل الذي دافع عنه وأن مشبب هو البريء الذي تم إلصاق التهمة به
بالطبع كان العقيد عادل قد أعد تقرير مفصل عن ذو ويحاول أن يرفعه للمسؤلين لكي يتم البدء في الخطة فذو قد يكون بمقدوره اختراق جماعة تنشأ في دولة مجاورة من أول أهدافها إخلال الأمن لهذه البلاد لكن الأحداث كانت أسرع من ملف العقيد عادل بل وأسرع من شكوك مصعب فهناك أمر يحدث عند مشبب قد يتسبب في سرعة الأحداث


ذو العيون 79

حيث زار ناجي شريكه مشبب وبدأ يتحدث معه على أن الأمور ستكون على ما يرام
وكان ناجي يخطط لأمر ما فطن له مشبب
فهناك مخدرات تم تهريبها وتخزينها ولكن مكان التخزين لا يعرفه سوى مشبب
فكان ناجي يريد من مشبب أن يدله على البضاعة فإن باعها يستغل ثمنها في الذهاب لمحامي كبير يخرج مشبب مما هو فيه أو على الأقل يخفف الحكم عليه
ضحك مشبب وقال وهل تريدني أن أصدقك
لن أدلك على مكان المخدرات حتى تخرجني من السجن
سكت ناجي ثم قال سوف أخرجك ولكن بشرط تصدقني الحديث هل قتلت الملازم طارق
نظر مشبب لصديقه وقال أمجنون أنت
لست أمتلك الشجاعة لفعل ذلك إنه ذو أقسم أنه الفاعل
ابتسم ناجي وقال إذا سأخرجك
أحس مشبب بخبث خطة ناجي وخشي على أخوه نمر أن يجعله طعم لذو
فبدأ يقول إياك أن تقترب من أخي إياك
ابتسم ناجي وقال أنت طلبت أن تخرج وأنا سأنفذ طلبك بطريقتي
وصل ناجي إلى القرية وبدأ يراقب ذو من بعيد
وأصبح ذو يكثر من الجلوس عند الغرفة التي كان أباه يمكث فيها ويتذكر اللحظات التي قتل فيها أباه ويتذكر جريمته الجديدة التي ستعيده للطريق الذي كان أباه يسلكه إنه طريق الإجرام
ثم لأحظ ناجي أن ذو يرفع ثوبه عن ساقه فراى قماش ملفوف على ساقه قام ذو بنزعها ليستخرج منها علبه صغيرة أخرج منها إبر كانت مسمومة وبدأ ذو يتأملها
ثم لم يلبث دقائق معدودة إلا وجدته قادمة إليه فأعاد الإبر إلى العلبة ثم ثبتها على عضلة الساق وثبتها بقطعة القماش
جلست جدته بجواره ثم قالت هل أصابك عرق أباك
أبتسم ذو وقال وهل يلام الفتى إن أشبه أباه
هزت جدته رأسها وقالت أسمع يا ذو أن بقائنا في هذه القرية لن يأتي لنا إلا بالمشاكل فعلينا أن نغادر هذه القرية
ضحك ذو وقال وهل تستطعين يا جدتي أن تعيشي خارج هذه القرية
لا يا جدتي لن نغادر ولست أخشى أحدا
قالت أعرف أنك لا تخاف وهذه مشكلتك ومشكلتي والمشكلة التي كان يعاني منها أباك
ثم قامت أم جابر وشدت يد ذو وأخذته إلى البيت
وأصبح ناجي على أتم استعداد لتنفيذ خطته التي تجعل الإدلة تثبت على ذو
وذهب لنمر وبدأ يذكره بأخاه مشبب ويخبره أن نجاة أخاه بيده نظر نمر بدهشة وقال نجاة أخي بيدي كيف ذلك؟

ذو العيون 80

قال ناجي إن سمعت كلامي وطبقت ما أقوله سنجعل ذو مدان
فقال نمر كيف قال ناجي سنذهب أنا وأنت إلى ذو فهو يجلس عند الغرفة التي كان جابر يسكر فيها ثم تتوجه له وتقول يا إبن اللقيطة تورط أخي وتظن أنك ستنجو ثم تصفعه بكف على وجهه
نظر نمر إلى ناجي وقال هل تريد أن تقتلني
ضحك ناجي وقال بالطبع لا ولكن إن أخرج ذو الإبر التي معه وأراد أن يؤذيك فسوف أخرج هذا المسدس فإن لم يتراجع أصيبه في قدمه ثم نأخد الإبر وندينه بها
قال نمر إن ذو لا يحتاج لإبرة ليقتلني بل سيقتلني بيده
ضحك ناجي وقال دائما تبقى جاهل ولا تحب الإطلاع
إن المجرمين وبالذات القتلة منهم لهم طريقة واحدة في القتل لا يغيرونها
أقتنع نمر بذلك وتواعد هو ناجي في عصر الغد أن يتقابلا
وفي عصر اليوم التالي وقبل أن يقابل ناجي نمر أرسل غلام إلى الشيخ معيض يخبره أن شجار يحدث بين ذو ونمر عند غرفة جابر القديمة
ثم تقابل ناجي ونمر وبينما هما يمشيان شعر ناجي بخوف نمر الكبير فبدأ يذكره بأخوه مشبب وأن نجاح ما سيفعله اليوم هو الأمل الوحيد لنجاة أخوه فلما أقتربا من ذو
امسك ناجي بيد نمر وقال إن أردت أن تنجح فيما ستفعله فعليك أن واجهت ذو أن لا تنظر لعيناه فلو أسد غابة نظر في عينا ذو لأرتعب وخاف وهرب
إفعل ما قلت لك دو أن تنظر لوجهه
بالفعل بدأ نمر يتقدم نحو ذو بينما ناجي واقف يتابع
ثم بدأ نمر يتعتع بالكلام الذي حفظه له ناجي وذو ينظر بإستغراب من أين جاءت الشجاعة لنمر ليقترب منه هذا الإقتراب ولكن ذو تفاجأ أن نمر تجاوز كل توقعاته لما مد يده وصفعه على وجهه
وقف ذو وهو في ذهول كبير جدا فلما نظر نمر لعيون ذو شعر برعب لم يشعربه من قبل
وهو يسمع ذو يقول أتعرف ما فعلت جنوت على نفسك لم يصفعني أحد قط وبقي حيا
أمسك ذو بنمر وطرحه على الأرض ثم أخرج الإبر من العلبة التي كان يلفها بقطعة القماش
ثم بدأ يغرس الإبر في عينا نمر وفي أذناه وكان صراخ نمر مدويا فسمعه الشيخ معيض ومن معه الذين كانوا قادمين لنفس المكان بعد أن أخبرهم الغلام بأن شجار حدث بين نمر وذو
لما رأى ناجي المنظر إرتعب وأطلق ساقيه للريح وبدأ يصرخ قتل ذو نمر
وقف ذو وهو ينظر لنمر وهو يصارع الموت ونظر إلى الأمام فرأى الشيخ معيض ومعه السيف ومجموعة من أفراد القرية قادمين
فلم يشعر بنفسه إلا وهو يركض يركض يركض

ذو العيون 81

لم يشعر ذو بنفسه إلا وهو واقف على قمة جبل الخرافة
وبدأ يصرخ بأعلى صوته
بالطبع وصل الشيخ معيض ومن معه فوجدوا أن نمر قد مات
ثم أعيد فتح قضية الملازم طارق لأن هناك جريمة حدثت قتل صارت مطابقة لحادثة قتل طارق
وبدأت خيوط الأمل تفتح قضبان السجن لمشبب لكن مشبب غضب غضبا شديدا فناجي قد جعل أخوه كبش فداء من أجل الحصول على المخدرات
أخبر مشبب الحراس أنه يريد الإعتراف بجريمة كبيرة قتل بها كثيرا من شباب الوطن
وأخبرهم بأنه هو وشريكه ناجي مروجي مخدرات وسوف يأتي صديقه ويخبره بمكان المخدرات فهو يريد أن يقبضوا على ناجي وهو مدان
بالفعل جاء ناجي ليبشر مشبب أن الإفراج سيكون قريبا
قال مشبب أسمع يا ناجي أنا سأخبرك بمكان المخدرات بشرط أن تكون آخر صفقة نقوم بها وافق ناجي دون تردد
فلما ذهب ناجي لأخذ المخدرات وجد نفسه تحت قبضة رجال الشرطة
وبعد إعتراف مشبب وناجي بتهريبهم هذه الكميات الكبيرة من المخدرات تم إصدار عقوبة الإعدام لهما ليكونا عبرة لغيرهم
لما فقد عبدالرزاق ابناه الإثنان أصابه شيء من خفة العقل
وبدأ يمشي في القرية ويقول جابر شر لكن ذو أشر هما وحشان من البشر لهما قلبان أقسى من الحجر
مكث ذو ثلاثة أيام فوق جبل الخرافة
وكان أهل القرية يسمعون صراخة في آخر الليل
كان ذو يتأمل في السماء ويطارد بعيناه السحاب
فبدأ يتذكر مازن الرجل الذي قدم له حنان لم يقدمه أحد له غيره وتذكر لما قال إن الشاعر حين يشعر أن الدنيا أحاطت به يحاول تسلية نفسه بأبيات تبرر عن اسباب أفعاله وعن سوء حاله
فبدأ يردد قصيدة يقول فيها
ياهالسما يألي حضنتي الغمامه
ماتحضنيني دام عندك مساحات
اما خذيني وسط جوك حمامه
ولا احمليني مثل ريش النعامات
مليت انا ارقالك براس العدامه
واملى مداكي بين ونات واهات
كلن طغى واطلق عليه سهامه
ماعادكود انتي تقولي سلامات
من هالبشر ماقد عرفت السلامه
وابشع اذاهم يجرح القلب بالذات
اسهرطويل الليل والكل نامه
والصبح اصبح بالقهر والاهانات
مافادني رد الأذى بابتسامه
ولاقبول الذل والغل بسكات
قالوا عيونك للحقاره علامه
وانا ابعيوني للجساره علامات
عيون صقر" تعتليها الصرامه
من عادته عده من اعداد الاموات
انطح شديد الباس واكسر عظامه
من ويل حقدي اسقي الناس ويلات
ماعدت اخاف الليل واسود ظلامه
مدام عمري من عرفته متاهات
هم من حدوني صوب درب الندامه
طاغي ولي في تالي الليل دمعات
(القصيدة للشاعر القهرمان)
وللمعلومية فقط هذا الشاعر لم يقرأ القصة وانما ارسلت له عبر الرسائل الخاصة رسالة مختصرة اشرح له ما اريد في القصيدة ففجعني بهذه القصيدة التي اشعرتني انه قد قرأ القصة كاملة
ولهذا ان انصح كل من يحب الشعر ان يبحث عن قصائد القهرمان وان اضمن له ان سيتمتع جدا بقصائده وكنت اخطط ان ارسل القصة كاملة ليقرأها ليضع الخاتمة قصيدة تعبر عن كامل القصة لكن اعتذر الشاعر القهرمان وتأسف لظروفه واشغاله التي لا تنتهي

ذو العيون 82

وصلت الشرطة لجبل الخرافة وكان من ضمن الشرطة العقيد عادل الذي لما علم بما حدث نزل إلى القرية فهو لا يريد أن يحدث لذو أي أذى فهو يمثل نجاح مشروعه الذي يخطط له منذ سنين
فهو يريد القبض على ذو دون أن يصاب بأذى
فلما نظروا للجبل قالوا من المحال بل من الخرافة أن يستطيع إنسان أن يتسلق هذا الجبل
ضحك العقيد عادل وقال حتى الجن لا تفعل ما تفعله ياذو العيون الصغيرة فتم الإستعانة بطائرة لكن ذو قد غادر المكان لمكان لا أحد يعرفه
فذو تذكر كلام مهدي الذي قد تنبأ أن ذو ستحيط به المشاكل فنصحه أن يتجاوز حدود الوطن ويتجه لقرية ليست ببعيده ويسأل عن شخص أسمه مسفر
وبالفعل خرج ذو من حدود الوطن هاربا من شناعة جريمته وباحثا عن الأمان من العقوبة التي يستحقها جراء فعلته
وبالفعل لما وصل ذو إلى القرية فبحث عن مسفر حتى وجده حيث لقيه في محل يباع فيه الحبوب والبن و الهيل
وكان مسفر مشغول بحمل الأكياس وكان يظن أن ذو زبون فكان يعطيه أسعار القهوة والهيل
لكن ذو قاطعه وقال مهدي أرشدني أن أذهب إليك
توقف مسفر ونظر بتمعن في وجه ذو
ثم قال هل أنت ذو العيون الصغيرة الذي أخبرني عنه مهدي
لكن ذو كان يريد أن يبدأ حياة جديدة بعيده من ماضي ذو
فقال بل أنا خالد
فأبتسم مسفر وقال أعتذر إن أزعجتك بذكر لقبك
ثم رحب به وأجلسه في المحل
ثم قال مسفر أنا لا أستطيع أن أستضيفك اليوم في بيتني
لأننا في هذه القرية لنا عادات وتقاليد فالضيف الذي يأتي من خارج القرية تكون ضيافته في أول يوم في بيت الشيخ ومن لا يفعل ذلك يعتبر تعدى على كرامة الشيخ
هز ذو رأسه وقال هكذا هم شيوخ العرب الحقيقيون فلا يستحق الزعامه من كان بابه عن الناس موصد
وبالفعل أخذ مسفر ذو إلى بيت الشيخ أبو نادر
وكان الشيخ أبو نادر قد تجاوز التسعين من عمره
فدخل مسفر وسلم على الشيخ ثم قدم ضيفه وقال هذا ضيفا جاء لزيارتي أسمه خالد
فلما صافح خالد الشيخ نادر أمسك الشيخ يده وبدأ يقترب منه ليراه بوضوح أكثر فعينا ذو أيقظت ذكريات أليمة في قلب الشيخ نادر وشعر بإحساس غريب جعله ولأول مرة يشعر برغبة أن يرحل هذا الضيف بأسرع وقت على غير عادته
شعر ذو أنه شخص غير مرغوب به لكن ما كان يريد أن يعرفه لماذا فهو لم يفعل له شيء

ذو العيون 83

قام الشيخ أبو نادر بواجب الضيافة على أكمل وجه بالطبع كان هناك أطفال يدخلون وينظرون إلى ذو ثم يخرجون فإن شعروا أن لا أحد يراهم أو يسمعهم يبدأون بالضحك وهم يقولون آرأيت عيناه الصغيرتان
لكن كانت هناك من تسمعهم بل شدها الفضول لأكثر من ذلك
حيث لما سمعت نوره كلام الأطفال أحست أن هذا الضيف له صله بجابر
فبدأت تنتظر الفرصة لترى هذا الضيف من مكان لا يرآها فيه
وبالفعل أنتهزت فرصة خروج ذو من المجلس بعد أن تناول العشاء إلى غرفة النوم التي جعلت للضيوف
وبعد أن رأت نوره عينا ذو أقسمت في نفسها أن هذا الشاب له صلة وثيقه بقاتل شرفها جابر
وأعدت العدة أن تنتقم لشرفها بقتل هذا الشاب
وبالفعل أنتظرت نوره حتى أقترب طلوع الفجر فأخذت خنجر أباها وأتجهت للغرفة التي ينام فيها ذو ففتحت الباب بهدوء وأقتربت من ذو ثم أرادت أن تطعنه
لكنها لم تعلم أن ذو كالذئب فعينا تنام والعين الأخرى تسهر
فأمسك ذو يد نوره وأخذ منها الخنجر ومع صراخ نوره التي أصبحت تضرب ذو بيديها أستيقظ أباها وأخذ بندقه التي يضعها على معلاق في الجدار
وأتجه لغرفة الضيف فرأى بنته تندفع تريد ضرب الضيف
والضيف يدافع بيد واحده والآخرى تمسك بالخنجر الذي كان يبعده حتى لا تتأذى منه نوره
فلما رأت نوره البندق في يد أباها أندفعت إليه وآرادت أن تأخذها من يده فهي كانت في نوبة عصبية جعلها لا تدرك ما تفعله
لكن أباها صفعها على وجهها صفعة أيقظتها مما كانت فيه
ثم بدأت نوره بالبكاء وهي تعتذر من أباها وتقول أقسم لك يا أبي أن هذا الشاب إما أخ جابر أو إبنه
فدعني أنتقم لشرفي منه لعل الحرقة التي أشعلها بقلبي تنطفي
بدأ أباها يهديها لكن كلمات ذو جعلت نوره تسكت
الذي قال إن كنتم تقصدون جابر ثم وصف لهم شكله فإنه أبي
شعر أبو نادر بالغضب فوجه البندق على ذو وكان ذو ينظر له بهدوء وهو يقول هل تقتلون ضيوفكم
أحس أبو نادر بشناعة تصرفه فأنزل بندقه وبدأ يستعيذ من الشيطان
ثم قال أبو نادر أين أباك
فقال ذو ولما تسأل عنه فأنتم تريدون قتل إبنه الذي لم يفعل لكم شيء
فقالت نوره نحن نريد أباك
قال ذو أبي تحت الأرض
فقال أبو نادر هل مات
هز رأسه بنعم
فقال أبو نادر كيف مات
نظر ذو إلى ابو نادر وبقي صامتا؟

ذو العيون84
تعجب أبو نادر وقال ما بك
قال ذو كلما هربت من الماضي جاء من يجبرني على تذكره
أنا قتلت أبي
فقالت نوره وكيف حدث ذلك
فقص ذو عليهم ما حدث
شعرت نوره بالأسى على ذو فهو يدفع ثمن أخطاء أباه ولا يستطيع أن يعيش بسلام لسبب واحد لأن جابر هو أباه
قال أبو نادر أنا أعرف مدى معاناتك ومدى الصعوبات التي واجهتك ولكني مضطر أن أقول لك وبصراحة أريدك أن تغادر هذه القرية بأسرع وقت فإن عرف شباب القرية أنك إبن الرجل الذي قابل الإحسان بالخيانة فإنهم بالأحرى إما يقتلوك وإما تقتلهم
ومع بزوغ الشمس إستأذن ذو من الشيخ وذهب لمسفر وقال له لا أريد أن تغرب شمس هذا اليوم إلا وأنا بعيد عن هذه القرية
إبتسم مسفر وقال لو لم تأتني لأتيتك هناك بعض الشباب سيتجهون إلى أفغانستان ليرفعوا رأية الحق
قال ذو وهل ذهب مهدي إلى هناك
قال مسفر نعم ولكن أنقطعت أخباره منذ أن سافر من هنا
أبتسم ذو وقال وأنا أيضا ستنقطع عنك أخباري
وبالفعل بدأ ذو في رحلة المجهول إلى أرض سيصبح فيها غريبا وليس ذلك وحسب بل سيكون لزاما عليه فعل ما سوف يؤمر به

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -