رواية سجير الانتقام -14
إميرال قاطعتو بغصة: بدك نصل لمطرح... ما تقرّب من قلبي أكتر من هيك... بدك قربي... ابتسمت باستهزاء من نفسهم مجاوبتو... أنا هلأ صار بدي حسسك بشو كنت تحسسني بقصد ولا بدون قصد بس لتتعلم شو يعني هيك تساوي فيي... عشان ما تفكر الرجوع لإلي والقرب مني شي مالو قيمة ومؤقت وساعة ما بدك...
كنعان رد عليها بدون تفكير: جئتك حافيًا...
إميرال بس سمعت ردو انفجرت بكى من تذكيرو إياها لمقولة مرة قرأتلو إياها عن الفيس بوك وهي عم ترمي حالها بحضنو راكية راسها ع رجلو: لا تزرع في أرضي شوكاً لعلك غدًا تأتيني حافيًا... ضحكتني هالمقولة حسيت الكاتبتها وحدة مكيودة وعندها الصاع صاعين... الحمدلله أنا مش هيك أنا حد طيب بصفى وبسامح بسرعة ما بعرف يشيل بقلبو... بحس العالم أهم من إني رد الانتقام... العالم في دول بدها سفر... كتب بدها قراءة... مغامرة بدها تتجرب... ناس لازم نتعرف عليها... أشياء تنحضر وتنعرف أهم من الانتقام... والأيام كفيلة بكلشي... معاي إنتا بهالكلام...
كنعان رد عليها ببرود: المقولة بتحكي عن عدالة الزمن مش الانتقام...
إميرال ما فهمت عليه فعدلت حالها سائلتو: ليش شو الفرق بالله بحس أنا الاتنين واحد يعني بكمّل حياتي عادي أي حد غلط معاي ما بحكي معو وخلصنا...
كنعان طالعها وهو عم يبتسم عليها: هبلة وبريئة بزيادة الحياة ما بنفع تعيشها هيك... دايمًا رح تخسري كتير وهتْربي جيل ع التهاون مع الجاني والظالم... بعدين يا حلوة إنتي العفو والتسامح يلي عندك إياه ع تقيل ما رح يفيدك بالدين عنا مسامحة من أساء إلك مش محمودة بتاتاً بتخرّب مجتمعات...
إميرال ما همها من كل كلامو غير التسامح فرفعت حاجبها بتمرد رادة: أنا متسامحة أول مرة بعرف هههههههه يعني أفهم إنتا غير متسامح وأصلًا شو يعني تسامح... غير الله يسامحك...
كنعان ضحك وهو عم يرفع إيدو ع شعرها مخربلها إياه مجاوبها: رحابة الصدر تصبري ع الناس تساعدي الناس تتلطفي فيهم التسامح كلشي بخلي المجتمع رحيم ولطيف...
إميرال ما قدرت تتخيل إنو التسامح بعني كل هادا... فلفت عنو مقفل مخها من كبر الفكرة بعقلها... فضحك عليها مكمّل بشرب فنجان قهوتو تاركها تسرح باللي قالو وبالمقولة يلي فتحت عليها كل هالأبواب وهي غير مفكرة ولا عُشر بالمية إنو ممكن الزمن هيحطهم اتنينهم بهيك موقف هلأ.... فنطقت بغصة: ردلي إميرال القديمة ما بدي منك شي... اخدت مني التسامح والعفو لإنك سئتلي بشكل ما حد وصلو... نفسي قول منك للـ~
كنعان ما قدر يسمعها عم تقلها فبسرعة كتم حسها وهو عم يقلها: كبيرة هادي علي... وضمها لإلو رافضة ومتمردة ع قربو... لكنها فجأة ضمتو رافضة يبعد عنها وبكت ع صدرو حاسة بأهدابو وهو عم يمسح ع ضهرها وشعرها... مخبرها: إن المحبين لا يشفي سقامهما إلا التلاقي... فداوي القلب واقتربي! وتنهد بغصة ناطق... فإلك حرية القرار...
إميرال بعدت عن صدرو مطالعتو بعيونها المحمرة سألتو: شو بتعرف عني؟
كنعان طالعها بعيونو الضايعين بعفوية رادد ع سؤالها بنبرة طالب متفوق بمادتو المفضلة: كلشي من شو بتحبي تاكلي للونك المفضل حتى لمستجداتك الجديدة لنمرتك للموديل البتحبيه لشو نفسك تكوني... عيونك كتاب مفتوح وأفكارك بسيطة مالها دخل بحد ~~
قاطعتو إميرال وهي عم تقرّب منو متخبطة مع مخاوفها ورغباتها مع نفسها كرمالو: كيف بدي أضمن نفسي عندك... شو الدليل يلي رح يخليني اسمحلك تقرب مني هلأ... مش لو إنتا من قبل انتهزت الفرصة لما عرضت عليك من إحدى الحلول الطلاق أو قربك قمت إنتا رفضت الطلاق لحظتها وتمنّعت عن قربي رغم إنو في دينا يلي إنتا بتعرف فيه بحقلي اطلقك ع هالشي لكن أنا ما بدي... وهلأ لما عجلة الأيام دارت بيننا وصرت خايف من تطليقي ومعْني بقربي صرت بدي اتمنع مش عناد إلا حماية لمشاعري ولنفسي يلي كل ما تتأقلم ع اشي بصير في اشي جديد علي أتكيف عليه ومش بس هيك إلا كمان أساير... ليه حد فيكم فكر بهالبيت أنا بحب شو ولا شو بدي أعمل... وين أقعد وين أنزل وقدام مين ما لازم أنزل كلو عندكم مرتبط بالواجب ورضى الكل أو رضا الكبار... والدخيلة يلي هي أنا لازم افكر بشو بصير وما بصير قبل ما أقدم عليه من حالي لبالي بينما يلي اسمو زوجي هارب من المشاكل والمصايب يلي بالبيت ومكتفي فيها برا البيت... وأنا واقفة هون حاسة الزمان لا بمر ولا شي بس عم يتبدل وجوهو... وبالأخير بتيجي تقلي بدك تتقرب ونصافي بدون ما تتمعذر للي قبل... فكرك إنتا بس يلي عليك تفكر وتختار وتقبل وتقترح ويكون كلشي عال العال ومتل ما بدك وأنا علي انصاع... كان قبل بقدر انصاع بس هلأ لا...
وبلعت ريقها مسترسلة معاه بكل جرأة: الأمومة العزلة القراءة الوحدة الغربة الخوف القلق الضعف الانكسار الانهزامية والمسايرة العيشة معكم علمتني ما أقبل... مش كرامتكم غالية عليكم وكرامة الناس غالية عليها كمان... غلطت معك طلّق ما عجبتك وخلفت منك بقلك نوزع أيامهم بيننا... مش قادر تتحملني افصلني بمكان متل لما كنا فيه بالكوخ... بس هادا اسمو سجن... فبلعت ريقها مكملة... بحس حياتنا من بدايتها عارفين مالها تكملة يا كنعان تتذكر شروطنا لما يجي الوقت المناسب ونحس لازم ننفصل ننفصل وما نخلف... حملت واختل أول شرط بس التاني يا كنعان مش متل الأول... كنا عارفين شي مؤقت عابر أنا البنت المتحررة وإنتا المحافظ كان فينا التضاد المكمّل إنتا المعلم والموجه وأنا الطالبة المطيعة لحد ما... لكن هلأ صرت بشبهك والتشابه ما عجبنا... فحلنا ننفصل... ومش نستنى للمشاعر تبرد أنا بحب كلشي ع السريع بس إنتا لا حامي ولا بارد إنتا كرهك بس يلي بحركك.... لهيك معك فرصة وحدة يا كنعان بس لنتعرف ع بعض من أول وجديد لإنك ما هتعرف أنا شو صرت غير لما تتعرف علي بشكلي الجديد... وتشوف بنت دهب قادرة تحمي حالها ومعها مصاري ما بتاكلها النيران... ولو بدها تدخل معكم حرب هتدخلها ع أوسع أبوابها... وإذا أهلي عن عداء أنا هيكون كرد اعتبار وكسرة عينكم الكانت تحسسني بنت عيلة القتلة الملعونين... مفكرين بس انتو يلي بتتوجعوا ومحللين كلشي لنفسكم بينما أنا الدون المالي قيمة بالنسبة لإلكم صح... قلي لا؟؟؟
كنعان مش قادر ينطق بحرف ما كان قادر يتوقع تواجهو بكل هدا خلال وقت قليل... دليل على إنها كم كانت تفكر بحالها وحالهم كلهم فنطق مغصوص: ليش ما تمردتي علينا كعادتك!!!
إميرال ردت بدون تفكير: كنت منهارة ما فيي حيل مصدومة من سواد قلوبكم... من تخبطكم بجواتكم بين التسامح والرد الحق يلي كان بشبه الانتقام والعيرة والمعيار... كنت بدي أفهم ليش هيك إنتو معنا... وشو قصة التار المناي أعرفها... وشو آخرتنا كلنا فيه وهل رح ينتهي ولا يستمر...
كنعان منعجب بالمتمردة يلي عندو سائلها: شو لقيتي؟
إميرال ضحكت ببرود رادة: هه لقيت بدكم تتخلصوا منو اليوم قبل بكرا بس عدوكم انتو بنفسكم... وما بترحموا يلي وجعكم ولا حتى ولاد يلي وجعكم عقاب جماعي ثقافة متعمدة عندكم... إذا حد عمل منيح رضى هو الغالبية أما إذا ساء هو سخط الكل عليه كأنكم كلكم بتقيموا يلي قبالكم من عيون أبوك شامخ يلي هو أعدل منكم كلكم وما بشوف العالم بعيونكم الضيقة يلي إنتو فيها... لإنو بعرف أشياء ما بتعرفوها فتارككم "مخليكم" هيك وإن بحاول معكم كبيرها بنصح... فيلي مخليني ابقى لحد اليوم أبوك...
كنعان تنفس من عجزو ليرد عليها وهو من المفترض يكون العكس معها دامو يلي بفاوض بشغلو وبحاكي عقول متنوعة ومختلفة بمرونتها وصلابتها... فتنهد مواجهها: أنا بدي أعرف شي واحد إنتي دامك عم تسدي الباب بوجهي ليش بدك تفتحيه بوجهي من مكان تاني... وإنتي عارفة وقارئة السيناريوهات الخاصة فيي وفي أهلي...
إميرال طالعتو بكل قوة: شان لأبوك وحبو لولادي وشان لولاد أخوك التلاتة وأخوك جابر بينما إنتا إطلالة الماضي يا كنعان وإن بحبك تعلمت اختار الأعقل أما هوى النفس تركتو للمشاعر يلي مسموحلها تظهر بدون ما تتحكم بمسار حياتي ككل...
كنعان ضاج مش فاهم لوين رح يصلوا دايمًا العلاقة بينهم سجال يا هي بتقود فيها يا هو... بس هلأ حاسس ع طول رح تقود وهدا يلي ما بحسسو بالأمان هو بحب يقود حياتو... بس مش حد يتحكم فيه... فغمض عيونو حاسس حالو هو عيّشها الكان يكره يعيشو وخلاها تشبهو وتختار دايمًا الطريق يلي بوجّع وبخلي الانسان يجفا أكتر ويقسى أضعاف القسوة يلي شافها بحياتو ع نفسو قبل الكل بالاقصاء والبرود والكراهية... وبلا أي مقدمات تكلم: أنا آسف جدًا ع اللي خليتك تحسي فيه... بس كان لازم تدركي شي نستيه كلنا انتاج بعض والعقاب الجماعي والرضا الجماعي يلي عنا هادا قانون خوف ما نخسر بعض ومن الطبيعي ما نعدل مرات لإنّا مش منزّهين وعارفين كلشي وحُكما بكل شي بالحياة... وصدقتي بأبوي هو بعرف أشياء ما بنعرفها والجهل فيها منا مش مبرر لإلنا لكنو هادا قانون انصاف المعلومات يلي ما بترضي المظلوم ولا المتضرر وقت أخد القرار... وكمان ما لازم تنسي لازم تعطي يلي قبالك الوقت يلي بخليه يرد لطبيعتو وممكن الوقت ما يكون عادل لما التاني قلبو مع الزمن يتداوى... القلب الأول برد وجفا تارك هداك القلب مع السنين والشهور منتظر يركد ويكن ويهدا وإن كان أناني بالنسبة لإلك هو كان مصدوم صدمة ما كانت قليلة... أتوقع ممكن صدقتي فيها التشابه ما عاد بجذبنا احنا عيشنا بذكريات قبل يلي كانت بتمثل سماحة إميرال والجاهلة بعمق الحياة بينما أنا كنت أخف قسوة معك... وكان هادا مقبول لحد ما... لهيك بقلك نعطي فرصة تانية شبه مستحيلة بالشكل يلي عم تفكري فيه... فاستني فترة لترد مرت ضرغام ونتساوم مع أهلك بعدها إنتي بالطريق وأنا بطريق وخلي أموالك يلي رح تجيبلك ناس تحميكي تتولى أمرك... فحضري حالك من هلأ عشان وقت الطلاق تكون مآمنة ع حالك وتقدري تاخدي الولاد معك عشان بعدها ما اضطر خليهم يبقوا عندي غالب الأيامات... هيك بكون أعدل لإلي وأرحم لإلك... وضغط ع كتفها... ما تتغيري ردي لطبيعتك... المساومة والضعف والانتقام مش إنتي وتذكري لو مرة دخلتي هالعالم عمر ما رح تطلعي منو وهتكرهي نفسك لإنك وصّلتي حالك هون رغم إنو كان من الأولى "من الأفضل" تنسحبي لكنك فضلتي السواد ع راحة البال... وبعّد عنها رافع حالو وموقف ع رجليه... مطالعها وهو منزل راسو عليها وحاسسها عم تعاملو بعقلية عدو ونطق بنبرة باهتة متمنيلها من كل قلبو: بالتوفيق...
ولف حالو معطيها ضهرو متحرك ناحية الباب... وهو حاسس مش قادر يبقى هون لازم يسافر ويختلي بنفسو بس هالفكرة هادي ما فشت غلو لإنو عارف هدول الشهور آخر شهور بينهم فعلى الأقل يكسبها كأم ولاد لهيك ما قدر يتبع رغبتو بالسفر والانعزال... وتحرك طالع من البيت بعد ما صلى العصر الما حس عليه آدن من وقت مع كلامو معها... وركب سيارتو متوجه للا مكان وهو عارف ومتأكد هلأ بتكون منفجرة بكى لإنو رفض الطريق الطويل يلي هي عم تتبعو معو خوف ما تخسرو لكنها هي عارفة ما عادت تشوفو متل قبل... ففوضى المشاعر والدوامة الواقعة فيها هلأ مع نفسها كرمال تواجه حالها وتعترف إنها هي يلي بدها تخسرو مش هي يلي خايفة تخسرو...
فمد إيدو ساحب التليفون من جيبة جاكيتو رانن ع عاصي القاعد في بيت سطام "زوج أمل" قبال الجد شامخ وهو منفجر ضحك ع مواقف سطام مع أخوه صاج وعدنان ابن خالتو في التخييم والرحل الجماعية مع الأهل... فرفع تليفونو عن الطاولة بس سمع صوت رنتو ناطق: أوه الأخ كنعان رانن... شكلو شم ريحة جمعتنا... فرد عليه فورًا مخبرو: وينك يا رجل رنيت عليك كم مرة و~~
قاطعو كنعان بدون تفكير: كنت حاطو صامت... المهم بأي أرض إنتا هلأ...
عاصي رد عليه: هيني ببيت أختك أمل تعال تتكتمل "لتكتمل" الجمعة فيك...
كنعان رد مباشرة: تمام هيني جاي...
وسكر منو متحرك لعندهم وهو غير مفكر بإميرال... وتاركها مع نفسها تقدّر شو يعني التخلي لإلها وإلو...
خليها تتعلم بين القرب المعنوي والقرب المادي...
خليها تفرّق بين الانفصال والطلاق والهجر...
خليها تعرف القوة العم تشتغل عليها لوين ممكن توصلها... غير إنها رح تدفعها للبكى والانهيار... فبكت من كل قلبها حاسة جسمها عم يحرها وراسها عم يضغط عليها فدارت نفسها ماسحة دموعها بعد ما خلصت من صلاة العصر متحركة فورًا ناحية الحمام تاخدلها دوش يخفف عليها وجع راسها... فتجردت من كلشي عليها متحممة بمية دافية تهدي أعصابها لحد يخليها ترتخي... وبس حست بالاكتفاء من ارتخاء الأعصاب وقفت المية ساحبة الروب وهي غير سائلة بمية شعرها الطولان لنهاية ضهرها... فطلعت من الحمام كارهة ثقلو عليها... وبلا تفكير بس شافت المقص المتروك بسلة التطريز الخاصة فيها سحبتو منو موقفة قبال مراية التواليت قاصة شعرها لتحت الكتف بشوي وهي مسكرة قلبها وغير حاسة غير بلذة الانتصار ع قصها لإلو...
وتنفست براحة بس حست ثقلو عليها خف...
كم كانت تكابر ع قصو رغم إنو محتاج قص من كتر ما تضرر مع الحمل ونفسيتها المتذبذبة بين الحين والمين راميتو بسلة المخالفات المجانبة للتواليت... ولفت حالها ناحية خزانتها بدها تلبس أحلى بجامة عندها شتوية... فاختارت بجامة منقوش عليها رسمات صغيرة بالوان خريفية.... فلبستها بعجلة متحركة لعند التسريحة منشفة شعرها منيح ومرطبتو بدون تمشيط وبسرعة سحبت حالها نازلة تاكللها شي... وفجأة انتبهت ما فيه حس للخدم... فطالعت حواليها شمال يمين منادية ع الخدامة علا: علا يا علا!!!
لكن الخدامة علا ما ردت فتحركت لغرفة الخدم داقة الباب ما في رد.... غريبة ما في حد عم بستجيب... معقول صار شي... فتحركت لعند المطبخ بدها تاكلها شي بس انسدت نفسها لإنو ما في حد حواليها فكابرت ع نفسها ماكلتها شي بسيط من الورق الدوالي المعمول وفورًا طلعت لغرفتها تنام... لإنو هادا الهدوء بخليها تحس بالاستوحاش... فبسرعة دخلت غرفتها مسكرة الباب ع حالها وسلمت حالها للنوم وهي غير مفكرة إنو الجد طلب من الكل يتوجه للمزرعة يلي اشتراها من عيلة الدبش في حي العم فلاح الخاص بالمزارع الكبيرة والقريبة من شامخة عشان يقدروا يقضوا وقت أكبر وأكتر فيها من المزرعة القديمة لإنها بعيدة وأصغر من هادي يلي فيها مليان حيوانات واراضي زراعية وبحيرة اصطناعية... فخلا الحريم والرجال يسبقوهم عليها ليجهزوا كلشي دام بكرا الجمعة ومعطلين لا في مدارس ولا جامعات ولا شغل... بس كرمال يخلوا البيت لبنت دهب وابنو القاسي... بلكي الجو يصفى بينهم بس للأسف الجو لا صفي ولا هدي إلا صار مكهرب بينهم... وكل حد بمكان.... فالجد بس لمح وجه كنعان بس انضملهم أدرك ابنو ما فلح معها... فتركو ع راحتو لافف ع صاج الكان عم يضحك ع تعليق سطام عليه هو وعدنان: يخي تقول الزواج عندهم شي عابر مش قادر استوعب كيف ما لقوا البنت يلي رح يتفاهموا معها أنا وقتي قلت بدي بنت من العيلة اقترحوا أمل رحت شفتها قلت يا الله نتوكل عليك والله ما عندي وقت روح وأجي وفكّر مع شغلي... الحياة بدها حد متفهم...
عدنان طالعو من طرف عيونو مجاوبو: يخي زمن أول حوّل والبنات والشباب تغيروا أنا بدي وحدة زينا تحب البر بعدين كل يلي أمي قالت عنهم بنات حسب ونسب بس مش شغل عجقاتنا ففورًا جوابي هيكون لا... شو بدي وجّع راسي معهم لا والله فاقصرها وهي قصيرة من أولها وجيب وحدة تمشي معاي بنفس الطريق بتحب المغامرات وهالقصص هاي فحالي حال أخوك... بعدين ليش متحرقص عنا... تقول إنتا رح تقالب عنا مش احنا...
صاج جحر عدنان ع مزح مخبرو: ع اساس مش عارف خالاتنا ضجوه ضج عشان يقنعنا نتجوز... بس ع الفاضي...
الجد شامخ نطق بكل بساطة: أخ سطام أدعيلهم بالعاجل القريب نفرح فيهم... المهم احنا لازم نستودعكم عشان نلحق الأهل...
كنعان قرب من عاصي مستفسر منو: أي أهل!!
عاصي طالعو بسخرية وهو عم يحاكيه: ما تعملّي حالك مش عارف رح نروح ع المزرعة الجديدة وينك شكلك باقي بالعسل...
كنعان جحرو وهو عم يقلو: خاف ربك أي عسل مش شايف وجهي مش ع بعضو... قوم من قدامي أبركلك...
عاصي ابتسم عليه وهو عم يوقف ع رجليه: لا والله البركة اتأمل في وجهك...
وتجاوزو مسلم ع سطام وصاج وعدنان... الرح ينضموا لإلهم بآخر الليل... وتحركوا طالعين من عندهم كل حد بسيارتو لعند المزرعة البعيدة عنهم بمية متر... متجمعين مع الأهل الكانوا عم يجهزوا العشا في حين البعض منهم متل جوري القاعدة عم تدرس هي وأريام قبال بعض دام علاقتهم رجعت متل قبل لكن بخصوصية لحد ما بإضافة صديقة جديدة معهم ع الشلة واللي هي رنيم بنت وفاء القاعدة قبالهم عم تقرأ في رواية بلغة ألمانية دامها صارت مقربة لإلهم من بعد ما جوري قبلت بعدي بينما أختها جيهان كانت بزاوية قاعدة مع نداء معبرتلها عن كرهها لتمسك محل عبد العزيز في الشركة لإنو مش مكانها وخايفة كتير منو ع حياتها الماللتها مع خطيبها أحمد يلي عم يتسلى بأعصابها بالمماطلة بانهاء الخطبة الاتفقوا عليها بين بعضهم... لكنو هو ملعون وبحب يستفزها بأرسالو لإلها صورو وهو بحضن هاي ولا هديك طالع مع بنت عيلة كذا ومسافر مع عيلة كذا بس عشان يقلها إنتي ولا شي جنب معارفي وأهلي...
فتسمعها العمة نداء وهي ما فيها تشكيلها من سواد عملتها لا لإلها ولا لغيرها كرمال هيك ما كان فيه قدامها غير منفس واحد واللي هو تجهز حالها لتكمل دراستها للماجستير تنين في إدارة الأعمال الدولية أما عاصي زوجها آخر همها هو وابنو التاركتو ع الخدم دام الست سمية رفضت تكمّل عندهم من تعاملها السيء معها ولإنها ضمنت اسست ابنهم جنرال منيح باللفظ... بينما العمة وفاء الخوف من فضايح زوجها لتنشهر أكلتها لهيك من تم ساكت بتكون بالجمعات ومقضيتها ترتيب وشغل وخياطة حالها حال العمة كوثر المناها ابنها يرجع من برا ليتجوز البنت حاططتها ببالها هي وأمينة النفسها عبد العزيز يتجوز من أريام العم يجيها عرسان وعم ترفضهم ع أمل تكون من نصيب عبد العزيز الغايب عن هادي الجمعة هوه وأرسلان وجواد من المناوبة يلي عليهم على عكس جميل وبدران وزيدان القاعدين جنب بعضهم منشغلين بالمشاوي والضحك منادين ع الخدامات والعمة سهر ليجيبولهم شو بحتاجوا... وباللحظة يلي لمحوا سيارات جاية لعندهم انسم بدنهم بس لمحوا وجه عاصي الما بحب جمعتهم هاي ووجه كنعان الما كان قالق فيهم ووجه الجد الكان مساير عمايلهم... فنزلوا من السيارة مقدمين إيد المساعدة وصوت كل حد فيهم طالع وهو عم يعجّل التاني ليجيب صحن ولا شوكة ولا سكينة ولا ليعطيه رأيو بالطعم...
أجواء مفرحة رغم نوايا القلوب والنفوس المتنافرة.... فجابر وضرغام وجنرال ومجد ورقية الكانوا عم يلعبوا مع بعض تحت مراقبة النانا حليمة والعمة أمل المناها يجيها طفل جديد يلعب معهم... فتحركت وراهم وهي مبتسمة كيف بسرعة ركضوا لعند الكبار يشاركوهم الأجواء بعد ما اكتفوا باللعب مع الوز والبط ومطالعة الاحصنة والبقر والخرفان والجمل الوحيد يلي عندهم بالمزرعة... فاجتمع الكل معهم بعد ما صلوا المغرب جماعة بما فيهم أرسلان يلي ظهر ع فجأة مع أبوه زايدين الفرحة واللمة الخالية من عبد العزيز الكان واقف ع شباك غرفة صالون كنان الجالس ع كرسيه المقعد وهو عم يقلو: شو أفهم من يلي قلتو؟
كنان رد عليه بكل وضوح وهو عم يدقدق بإصبعيه السبابة والدباغة ع إيد كرسيه: متل ما سمعت... أنا قلتلك ضربة نداء ما رح تقدمنا كتير لكنها كحركة منيحة تخلي رجل الضباب يفكر احنا لاهين بالمكان الغلط...
عبد العزيز دخّل إيديه بجيبة بنطلونو القماش وهو عم يلف عليه مواجهو: احساسي بقلي إنتا عارف منيح هادا الرجال بس عم تلف وتدور وتسوقها علي عشان في شي ممكن بينك وبينهم... فرح كمّل معك لنقعد كلنا مع بعض ونعرف مين فينا يلي كان صادق ومين كان يلي بلف وبدور... وقعد ع الكنبة قدامو مطالعو: فهدا نخليه لوقتو... المهم هلأ كيف رح نطلّعها من هناك... كل محاولاتنا لندس حد عندهم ما نفعت... كاظم حد حريص جدًا وأذكى مما كنا عم نفكر... المكان يلي هما فيه صعب ندخلو... وكلو عليه حراسة شديدة... ومقضيها تنقل فيها... وبمناطق حصريًا ع العصابات يلي متحالف معهم... يعني بين قوسين الدور مش كيف نحصل عليها إلا نطلع فيها سالمين لهيك لازم نضل وراهم ليطلع من كل أماكنهم ليتخلى عنها بكل سهولة... اللي دابحني ليه هالقد متمسك فيها... أي أهلو هون ما بِطل عليهم هناك دبت فيه الشهامة عشان أختو من الرضاعة...
كنان ضحك بتمسخر: هه هدا حد ملعون مالو آمان...
عبد العزيز حك حاجبو شاكك باللي استشعرو منو: شو قصدك؟
كنان رفع حاجبو مطالع عبد العريز: شو.. شو قصدي واضح... يخي إنتا جدك حافظ عليك من العالم الأسود يلي أنا كبرت فيه... فما تفكر إذا تفكيرك رحيم ولا البريء الكل بكون بفكر متلك... كاظم ربي برا وعندو مخ رهيب دامج ديدي ع صفات من أخوي جاسر ومن دهاء عثمان العرب... ومن فساد جدي جاسر... فتخيل هدا جامع كلهم... وعندو جمال ولسان معسول... لا أنا ولا إنتا قادرين نعرف ليش لهلأ متمسك فيها لك أنا قرصني قرصة كاشف عني فيها عشان جودي... ففكرك هو بدو يحميها ولا بدو إياها... وبيني وبينك من فترة الزمن دار فيي وتذكرت في مكالمة سمعت منها طراطيش كلام بينو وبين جاسر وأبوي المرحوم عشان جودي... وما قدرت أفهم شي منها غير كم كلمة منها إنو إنتا أخوها بالرضاعة... قلت يمكن قالوا هيك عشان بدهم إياه يكون موجود من تفكيري البريء متلك... لكن تذكرت من زمان جودي ما كانت تحب تلعب معو وتفضّل سامي... فكان يضرب سامي يلي بكون هو أكبر منو... ويقلها إنتي إلي وأنا أخدتها مزح رغم إنو كاظم من هو وصغير كان أبوي المرحوم يقول لعثمان هادا نجس وما بخليه يكبر عندي... صحيح صغير بس عليه لسان ما برحم وبلعبنا ع أصابعو... حتى جاسر ما كان يحبو... لكن ع كبر صار جاسر يشتغل معه تخيل بعمر 19 إنتا بتحكي عن حد ما بخاف وبعرف ينافق ويبطن عكس ما بظهر... أنا تعاملت معاه مجبر عشان البتشغل عليه مع عثمان أخوي وكنت مفكر الحبل اللافو حوالين رقبتو ماسكو منيح لكنو جرني مع الحبل... وكنا ندور ع جودي وجودي معو...
عبد العزيز حرك راسو وهو عم يمسح عليه: والله يا عزيزي كلكم نفس الطبع متل ما اشتغلت معو أكيد أبوه اشتغل معو... أنا بعرف لهلأ ما قدرنا نمسك شي عليه لإنو أخوك عثمان داهية ما بترك أثر وراه... ورغم مراقبتو ما قدرنا نصل معو خطوة تربطنا بشي...
كنان لف الكرسي شوي كرمال يكون مقابلو بالزبط وهو عم يقلو: انا بنصحك ما تدخل أكتر من هيك... خلينا احنا كدهب نخلص بين بعضنا وإنتا بس عليك تاخدها ع البال المستريح... بعدين العنكبة صدقت بكلامها يخي هدا العالم مش إلك إنتا بتصلي وبتصوم وبتخاف الله وبتهمك آخرتك لتقوم لا قدر الله ماكل رصاصة بس عشان تجيب مرتك يلي هي بنتنا... يعني فهمت هي مرتك وشرفك بس يعني مش تخسر آخرتك عشان توصلها أدعي ووقف هون خلي الباقي علي... والله لأرقص معهم رقصة الموت...
عبد العزيز حايص محلو مش قادر يبقى مكانو بدون ما يسوي شي كرمالها: طيب هأشوف شو رح تسوي...وبدي أفهم قصة هالكاظم... محسسني هو مش أخوها ومعني فيها لأدبحكم كلكم ع هيك ترباية عاطلة...
كنان ضحك بمسايرة: والله دبحنا حلال مش شايف جاسر كيف الله سبحانو وتعالى مسلطو علينا احنا... يخي احنا معجونين بكلشي ربنا بكرهوا استغفر الله... فشو ما تقول بقلك مزبوط ومية مية وما فيه عليه خلاف...
عبد العزيز ناظرو بتفرَس وهو عم يوقف ع رجليه: ورغم إني ما بحب سلملك بس رح سلّم من ثقة جودي فيك من قبل... ونشوف صدق كلامك وسواعدك المخبيها علينا... والله حاسس نص البلد علاقات ومصالح ومتنفذين عداي أنا وجدي... ومشي لعندو وهو عم يسمع رد كنان عليه: جدك ما قبل يكون باللعبة من قبل...
عبد العزيز شد ع كتفو محذرو: معك أسبوع بس يا كنان... بعدها رح تنعرض كروت القوة... فإذا بالتخطيط ما وصلنا لحل... بالفوضى بنصل بعدين احنا مش عم نلعب مع ناس رحيمة وبتحب الخير... يمكن بالفوضى نريّح الناس ونكشف وجوهم وتعتبر ولو كنت انا ميت معهم ما في شي بنأسف عليه عشنا المكتوبلنا وما حد بموت قبل وقتو... ومشي متجاوزو وهو عم يقلو... مش عارف ليش كلكم همكم آخرتي وانتو آخرتكم ما همتكم هالقد ضربتي مخيفة للكل وعم تحاولوا تقللوا منها لشك بحالي... تذكر البخوف من الموت بطلعلو...
وطلع من عندو تاركو يتخبط مع نفسو لإنو مش عارف بهالبلد كلهم بعينوا "بساعدوا" بعض ولو بكرهوا بعض والمشكلة لو حد طاهر رح يدخل بينهم يا رح يتدنس يا رح يطهرهم ويربيهم... أو بين ما بين... وهادي مستحيل... فشتم عيلتو بسرو وهو متمني يساوي شي ليحركها بسرعة... فسحب تليفونو مخطط ينفذ يلي ببالو... كرمال يهدي النار العم تغلى جواة عبد العزيز الركب مع أشرف الحرك السيارة فيه وهو عم يخبرو: بلشت حس صبري عم ينفد يا أحوذي "صفة المنجز بشكل رهيب"!!
أشرف رد عليه: فرجت يا خيّال...
عبد العزيز هز راسو بتأييد: وكتير كمان... حرك للمزرعة جدي نأدي الدور العائلي معها...
أشرف هز راسو هو عم يعلي صوت الشعر العم يسمعو:
إليك إله الخلق أرفع رغبتى
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبى، وضاقت مذاهبى
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّى لِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمنى ذنبى فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربى كانَ عفوكَ أعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوى صفيَّكَ آدما
فلف وجهو مطالع ع الطريق وهو عم يسترجع ذكرياتو كيف حياتو بدات معها من أول مرة قابلها لحد ما فقدها وهو حاسس هيجن ليرد للشمال وتكون هي فيها كرمال تطلب منو يخبرها قصة ولا تعملو مساج... ولا يدرّسها ويراجع معها دروسها ويعلمها ع الدين... ولا يشوف تمردها المباغت عليه بس يطول لسانها فجأة وتنسى خوفها متل لما رفضت تروح معو عند أهلو... وتبسم بس تذكرها لما كانت مزبطة حالها بجناحهم قبل ما تمر ع أهلو لتاخد بخاطرهم واللون الزهري الجميل عليها مع بطنها العم يكبر... حياتو كانت بنعيم ما عرف قدرو ولا حتى فكّر فيه دامو رابط حياتو معها بالأمان كمكون أساسي بحياتهم مع بعض... لكن هلأ صار يهمو تكون هي معو دامها هي مسكنو الوحيد بعد سجادة رب العالمين... فتنهد مركز مع بقية القصيدة:
ويذكرُ أياماً مضت من شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالْجَهَالَة أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبى أَنْتَ سُؤْلِى وَبُغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما
ألستَ الذِّى غذيتنى هديتني
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَى وَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزارى وما قد تقدما
فمسح ع وجهو عاجز يتخيل تسامحها لإلو لإنو ما عرف يصونها... فمعقول تثق لو رجّعها لعندو... فضاق صدرو داعيلها تكون بحفظ الرحمن وهو مناه يعرف شو عم تعمل... هل صاحية ولا نايمة لحالها... عم تبكي عشانها خسرت البيبي الكان عم يكبر معها جواتها ولا عم تدعي عليه لإنو ما عرف يحميها منهم... فضاج حاسس بخنقة لإنو مش عارف يوفرلها الأمان لتكون عندو... فغمض عيونو راجي ربو "ربِ قد طال الفراق فهل لي معها من وفاق.... اللهم اجعل لنا من اللقاء نصيبًا ومن البقاء رخاء لا يقترن بالشقاء اينما حللنا وكنا... وانزل علينا سكينتك ولا تجعل علينا للآخرين ذلة تكون عون لهم علينا" وغفى مسلم أمرو لربو وهو روحو معلقة ببنت قلبو العم تطالع ساندي الكبرانة وهي عم تمشطلها شعرها الخروبي ع أشقر طالبة منها بصوتها التعبان: ماما ارفعي راسك شوي لأعرف امشطك...
ساندي رفضت توقف لعب مع لعبتها لترفعلها شعرها.... فتنهدت عارفة بنتها كتير مزعوجة وخايفة متلها من عمايل كاظم المخيفة واللي مصر يعاملها كأنو أبوها ولازم تكون قريبة منو... فمشطت شعرها بعشوائية وسحبتها بحنية لحضنها وهي عم تبوس راسها محاكيتها بنبرة طفولية بتحب تحاكيها فيها ع طول: عمري أنا بعرف زعلانة مني بس والله ما بعرف شو سويلك... بس احنا اتفقنا رح هنهرب من عند المختل كاظم... المهم هلأ تاكلي وعلى النوم اتفقنا...
ساندي هزت راسها رافضة تاكل... فتنهدت بصوت عاجزة معها عنيدة متلها... فردت باستها وضمتها بمحبة لإلها وهي عم تقلها: أنا كمان معصبة من البابا لإنو لهلأ ما اجى أخدنا... وكلام المختل كاظم مش صح... هو ما تخلى عنا... ولا رح يصيرلو شي منهم هادا كذاب... مريض...
ودمعت عاجزة تفهم شو رح يصير فيها ومتى رح يزبط معها تهرب من هون لإنو كل ما تحاول ما تلاقيه غير بالمرصاد لإلها وع المهدأت مخليها تنفعل وترد لشرقتها ولوجع عرق النسا ع تقيل من خوفها منو ومن معاملتهم القاسية لإلها... دافعينها تحلفلهم ما رح تهرب المهم تكون مع بنتها بخير... ورغم هالشي هي رح تهرب منهم كيف ما بتعرف لكنها واثقة رح تهرب منهم... ما وعت ع حالها غير ع ضمة ساندي لإلها مقلدتها كيف بتخفف عنها وهي عم تقلها: ماما بحبـء "بحبك" أنه "أنا"!
جودي قلبها دق بسرعة من تحرك مشاعرها البتعشق هالكلمة تسمعها منها فردت عليها وهي عم تمسح دموعها: وأنا بموت فيكي يا روح و قلب الماما يا أحلى وأعظم شي أجى ع حياتي... وحضنتها بقوة كعادتها كل ما تضمها من خوفها لتخسرها بإحدى اللحظات مع هالمريض كاظم... وبعدت عنها متأملة عيونها البريئين ناطقتلها: يلا يا حلوتي لازم تاكلي...
ساندي هزت راسها مأشرة ع الدفتر وطالعت حواليها خوف ما حد يسمعهم شو عم يتكلمو: ماما ده "هدا"...
جودي ابتسمت ع بنتها البتحب تقرألها شو بتكتب... فهمستلها: كلي بالأول...
ساندي ردت عليها: ماما لا هم "أكل" وتأشر ع دفتر يومياتها... وده "هده".... وتقرب أصابعها من بعض بمعنى تاكل وتسمعها...
فتطالعتها جودي متعجبة من راسها العنيد: طيب... يلا روحي جيبي الدفتر...
ساندي تفقد حواليها خوف من كاظم ليكون معهم... وبسرعة ركضت تجيب الدفتر ورجعتلها فيه وهي عم تطالع حواليها... وجودي تعاطفت معها بدون ما تعلق ع حالتها بحرف لإنها عارفة الخوف العايشين فيه واللي بخليها تضلها تفكر باستمرار كيف رح تهرب... فسحبت الدفتر من ساندي الطلعت ع السرير مجلسة حالها ع رجلين أمها بدها تاكل بحضنها وتسمع شو رح تخبرها... فحملتها جودي متمددة ع السرير قريب صينية الأكل المش مضمون شو بنحط فيه لإنها ساندي صايرة آخر شهور تنام كتير وهي كذلك الأمر من قبل العشا بتكون غرقانة وما بتصحى غالبًا إلا لبعد صلاة الفجر وجسمها كتير مكسر... وعاجزة تقوم بسرعة عن الفرشة... ففتحلها الدفتر العم ترسم عليه رسمات غير مفهومة من تدخل كاظم بحياتها بكل صغيرة وكبيرة من بعد ما شاف تصويرها لكل تفاصيلهم وأرشفتها لبعض التفاصيل الخطيرة عليهم بالكاميرا الأعطتها إياه يورا كعلاج لإلها لإنها خايفة تموت متل أمها بدون ما تترك شي عنها لبنتها...
لكن المريض كاظم حرقلها كلشي مانع عنها مقابلة الناس باستثناء الخدم ومقضينها سفر وتنقل من هون لهون ما بتعرف متى رح تنتقل ولا متى وصلت غير لما تكون مغادرة غرفتها وموجودة بغرفة تانية... فقلبت بالدفتر ع صورة مش جميلة لكن فيها رموز بتعبّر عنهم... فسحبت المعلقة مطعمية ساندي من الرز السادة وهي عم تقلها: يلا نكمّل القراءة...
ساندي هزتلها راسها بموافقة... فطالعت جودي الرسمة الراسمتها بقلم رصاص ساردتلها من خيالها: جنيت يا عبد العزيز.... عقلي فقدتو... عم بتمنى الموت... ونفسي موت لكن لمين اترك بنتي؟ لمين اخليها...خايفة اتركها لإلك وانا حاسة عيلتك ما رح تعتبرها بنتهم...
وع فجأة لفت ع ساندي مخبرتها: ماما هادا خيال إنتي محبوبة وتاتا أمينة هتحبك اتفقنا...
ساندي هزتلها بايجاب... فواصلت جودي تطعميها وهي عم تقلها: عم ببكي من داخلي ... بنزف دم... متدمرة دمار صعب أصفو... متشتتة ضايعة... ويلي شوقي لإلك وويلي بنتي وويلي الغربة وويلي حالي... لوين أنا وصلت... بنت بأول العشرينات مالها حدا يسندها غير هدا المريض~~~
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك