بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -3

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -3

هذا الخيل لم يستطع أن يركبه حتى الآن إلا رجل واحد
فنظر الشيخ بإستغراب وكذلك الأولاد داعبهم فضول المعرفة من هذا الرجل
فأشار السيف بيده لخالد وقال أبو هذا الغلام
أمسك الشيخ السيف وقال كيف حدث ذلك قال السيف سأخبرك بحقائق حصلت بيني وبين جابر وبدأ يسرد له كل ما حدث بينهم
ولم يقطع حديثه سوى صراخ سليمان وعيسى وهم يشيرون إلى خالد وهو يركض متجها للمشهر
فما كان من الشيخ إلا أن وضع يده على رأسه وأغمض عيناه وهو يقول يارب سلم سلم
فلم يشعر المشهر إلا بشيء قد وقع على ظهره فبدأ يركض ويرفس ويتمايل يمنه ويسره حتى يسقط من على ظهره ولكن خالد صمد لأكثر من دقيقة فسقط من على ظهره فأقبل عليه السيف فلما رفعه رأى الدماء تخرج من أنفه فتذكر ما فعل خالد بالثور
فأخرج السيف خنجره وأعطاها خالد وقال أن كنت تريد أن تنتقم منه فأفعل لكن دعني أقيده لك حتى لا يؤذيك
فقال خالد والله لو عرف أني رجل لما أسقطني
ولكني يوم من الأيام سأثبت له رجولتي ثم قام خالد
وقال لا تنسى ياعمي السيف وعدك أن تمنحني خيل يكون أبوه المشهر أن أنا حفظت القرآن
ثم ذهب لبيته وهو يفكر كيف يمكنه أن يركب المشهر
وبعد ستة أيام وصل الشيخ محمود وقام أهل القرية بضيافته وإكرامه
ثم تكلم الشيخ معيض نيابة عن قبيلته عن ماذا يريدون من الشيخ محمود فقال نحن نريدك أن تصلي بنا وتخطب فينا يوم الجمعة وأيضا تعلم أبناءنا القرآن وايضا سنجعل هذا الفتى وأسمه مهدي يلازمك فنريدك أن تحرص عليه أكثر فتعلمه كل ما لديك حتى أذا رحلت بعد خمس سنوات يصبح هو غرسك الصالح الذي ينوبك وبأذن الله أن لا يحرمك الأجر
وبالفعل بعد أن استقر الشيخ محمود بدأ في العمل
حيث قام بتقسيم ابناء القرية إلى حلقتين حلقة أسماها حلقة أبوبكر جعل فيها الطلاب الذين لم يدخلوا المدرسة
والحلقة الثانية أسماها أبن الخطاب وجعلها للطلاب الذين قد ألتحقوا بالمدرسة
وبالفعل بدأ الشيخ محمود يتعرف على الأولاد وبعد أن مازحهم قليلا
بدأ بحلقة أبوبكر حيث كان خالد أحدهم
فبدأ الشيخ بقراءة سورة الناس وهم يستمعون له
فبعد أن أنتهى رفع خالد أصبعه فقال الشيخ محمود نعم
فقال خالد أريد أن اسمع سورة
الناس
فقال الشيخ محمود هل تحفظها من قبل فقال خالد لا
حفظتها من بعد أن قرأتها
فقال أقرأ
فقرأ خالد قراءة مرتلة ومجودة جعلت الشيخ يقول ما شاء الله
ثم قال له الشيخ أنصرف فقد أنتهى المطلوب منك
فذهب خالد لإسطبل الخيول فوجد السيف يجهز السروج على ثلاثة من الأحصنة
فسلم خالد فرد السيف السلام وقال لماذا تركت الحلقة
قال خالد لم أتركها ولكن الشيخ أذن لي لأني سمعت له سورة الناس
هزا السيف رأسه وقال أذن تعال أدربك على الفروسية
فأراد السيف أن يحمله على الخيل ولكن خالد رفض أن يركب خيل عليه سرج
فقال السيف إذا سأحضر لك الحوت وكان هذا أسم خيل انجليزي كان يمتلكه السيف
وبالفعل بدأ السيف يهرول بالخيل وخالد فوقه
فقال خالد ياعم علمني ما أفعل ثم أتركني
فبدأ السيف يعلمه الحركات التي يفهم منها الخيل ما يريد راكبها منها
وبعد أكثر من خمسة وأربعون دقيقة جاء الأولاد الباقين
فقال السيف لخالد سأتركك لأعلم البقية فقال خالد لا تخف علي
بينما كان السيف مشغول بتعليم الأولاد ركوب الخيل
بدأ خالد يحاول أن يجعل الخيل تركض بأقصى سرعة فبدأ يضربها برجليه دون فائدة
فأوقف الخيل ونزل وأخد عصا ثم أمتطى الخيل فضربه بالعصا فهاج الخيل وبدأ يركض وخالد يحاول أن يسيطر على الخيل لكن جسمه الصغير حال دون ذلك
فوقع من على ظهر الخيل ولكنه لم يتأذى
لكن السيف غضب وأحرم خالد ثلاثة أيام من ركوب الخيل
وبالفعل بقي خالد محروما من ركوب الخيل وكان يجب عليه أن يبقى مع الشيخ محمود لساعة كامله حفظ خلال هذا الأيام نصف جزء عم
وبعدها أصبحت الأيام كأنها روتين بالنسبة لحياة خالد
مع الصباح يساعد أمه وفي العصر يبقى مع الشيخ ربع ساعة يسمع ما يسمعه من الشيخ ثم يذهب بعدها يتعلم ركوب الخيل
وبعد مرور سنتان أصبح خالدا حافظا للقرآن وأيضا فارسا لا يشق له غبار
فما كان من السيف إلا أن يوفي بعهده
فقال السيف لخالد لم أكن أعتقد أنك ستحفظ القرآن في سنتان ولهذا لم أعد الأمر ولكن أنت خذ الآن الحوت مؤقتا حتى أجد فرسا تلفت الأنظار ثم أجعل المشهر يضربها فبأذن الله يأتي لك خيلا يعرفه القاصي والداني من أهل القرية
فوافق خالد
أفتقد الشيخ محمود خالد فسأل زملاءه عنه فقالوا أنه قال أنه أكمل حفظ القرآن فلا داعي من أن يأتي إلى الحلقة
بعد أن أنتهت الحلقة ذهب الشيخ محمود لأسطبل الخيل فرحب به السيف فقال الشيخ أعرف أنك مشغول فلا تشغل نفسك بي
فأنا أريد خالد فنادى السيف خالد ثم أستأذن
فبدأ حديثا بين خالد والشيخ محمود
فقال له الشيخ لو رجل كان يملك ناقة وكان يتصدق بنص حليبها للفقراء
وشخص آخر معه مائة ناقة وكان يتصدق بحليب ناقة كاملة على الفقراء
فمن منهما كريم
فقال خالد بالطبع صاحب الناقة
أما صاحب المائة ناقة فوالله أنه لا يستحق نعمة الله عليه
فقال الشيخ أذا أنت صاحب المائة ناقة
قال خالد كيف
قال الشيخ هباك الله نعمة الحفظ فحفظت القرآن في سنتان بينما أكثر طالب من زملائك والذي يكبر عنك بأكثر من ست سنين بل يلازمني أكثر منك لم يحفظ سوى خمسة عشر جزء وأنت تعرف أني أقصد مهدي
فقال خالد ماذا إذا تريدني أن أفعل
قال الشيخ أنت الآن حفظت القرآن بقراءة حفص
وبقي عليك ست قراءات
فوافق خالد
فلما وصل خالد للبيت أخبر أمه بما قال له الشيخ محمود فقالت أني لا أمنعك من الخير
لكن أنت يجب أن تتجهز فأنت ستذهب بعد أسبوع للمدرسة

ذو العيون 9

وبالفعل بدأ أول أيام المدرسة وبدأت التحديات تواجه خالد والصعوبات تعترض طريقه
لما دخل خالد الفصل جلس على الكرسي الأخير طبعا لا تعتقد أن الفصل مزدحما فكل طلاب المرحلة الابتدائية لا يتجاوزون الثلاثين
بينما فصل خالد عددهم خمسه فقط
بالطبع دخل خالد مع زملائه ولكن كانوا سبب في تغيير مفاهيمه
حيث أن الأربعة الأخرون هم نمر بن عبدالرزاق ولا تنسى أسم هذا الفتى
وأيضا أبناء خؤولته ياسر و وليد ومتعب
طبعا كان نمر ذو شخصية عصبية وذا طباع صعبة وكان عنيف في تعامله مع الأخرين و كان الاخرون يخشونه فلا يحاولون أستفزازه بل طاعتهم له عمياء
وطبعا كعادة المدارس في القرى النائية لم يأتي مدرس ليدرسهم
حيث أمضى خالد أسبوع كامل يحضر للمدرسة دون فائدة
بل في أحد الحصص دخل مدرس وأختار نمر عريف وأمره أن لا يتحرك أحد من الطلاب
فبدأ نمر يهدد أي طالب يتحرك من مكانه بالضرب
جلس خالد صامت ومرسمته بيده يرسم بها ولكن ملت نفسه من الرسم فوضع مرسمته على طاولته لكنه حرك طاولته فسقطت المرسمة فأراد أن يأخذها من الأرض فتعرض لضربة في رأسه فلما ألتفت رأى أمامه نمر وهو يريد أن يضربه مرة أخرى حينها استوى له خالد ثم بدأ يضربه ضربا حتى شوه وجهه من اللكمات
وفي اليوم التالي جاء عبدالرزاق للمدرسة وأقام الدنيا ولم يقعدها وتم معاقبة خالد بعشرين جلده حيث كان المدير يضربه بكل قوة لكي يبكي فيشفون غليل عبدالرزاق لكن في العشر الأولى كان خالد يبتسم فغمز المدير لأحد المدرسين ففهم المدرس فتدخل وأستأذن بأخذ خالد لبرهة قبل العشر الأخرى
فلما أخذه المدرس لمكان لا تراه عيون عبدالرزاق وتعجز عن سماعه آذان عبدالرزاق
فقال المدرس أسمع يا خالد نحن لا نريد ضربك ولكن نفعل ذلك من أجل أن نكفيك من شر أبو نمر
فأن ضربك المدير فأبكي وتظاهر بالوجع
فقال خالد ما كنت لأبكي حتى لو قتلتوني
حاول المعلم بشتى الطرق لكن فشل فأخذه إلى المدير وأشار له بأن لا فائدة
فبدأ المدير يضربه بأقوى ما يملك من قوة لكن لم تنزل ولو نصف دمعة من عينا خالد
خرج عبدالرزاق والشر في عيناه
طبعا في وسط هذه المعمعة وصل معلمنا المنتظر وكان لهذا المعلم أثر كبيرا على حياة خالد
أولا أحكي لكم عن موجز لحياة وائل
و هذا أسم المعلم الجديد
حيث كان يملك طموحات كبيرة حيث كان يدرس بقسم اللغة العربية و يرجو أن يصبح معيد بالجامعة حيث أن معدله ممتاز والأول على الدفعة وهذان أمران يساعدانه على الترشح ليصبح معيد بالجامعة
ولكنه أحس أن هناك أيدي خفية(واسطة)أخذت منه هذا الحق
فما كان منه سوى التقديم على الوظائف التعليمية
وبالفعل تم قبوله كان وائل يرى من حقه أن يتم تعيينه داخل المدينة لأرتفاع معدله الجامعي
ولكن ما أحس به وائل سابقا أحس به مرة أخرى الواسطة الظالمة أدخلت من هم دونه للمدينة وأخرجته هو خارج المدينة بل في قرية نائية
فلما وصل وائل للقرية شعر بأنه تم ظلمه فأصبح يكره كل شيء يقابله في القرية
بل أصبح يسخر ويستهزء بكل ما تقع عيناه
فلما دخل على المدير وبعد أن أنتهوا من كلمات الترحيب بدأت كلمات الشد والحط تظهر على الأفق
حيث قال المدير لم يتبقى سوى الصف الأول فعليك أخذ جدولهم
طبعا وائل رفض أشد الرفض كيف يقبل ذلك وهو من كان يريد أن يبحر في أعماق اللغة العربية يصبح مدرسا يدرس اطفالا الف وباء وتاء وباقي حروف الهجاء
فرفض أستلام الجدول
طبعا نعود لعبدالرزاق الذي لم يشفى غليله بعد فخطر على باله خطة وهو أن يحكي لأبنه نمر قصة جابر والمها وما وقع بينهما بل حدد له الموقع الذي وقع فيه ما حصل وأيضا أضاف أن هذه العجوز التي تدعي أنه أمه هي جدته حيث ألتقطته من الشوارع قبل أن تأكله الكلاب
وبالفعل في اليوم التالي ولما أصبحوا في الفصل بدأ نمر يحدث زملاءه في الفصل عن قصة أبو خالد وأمه الحقيقيان وخالد يسمع كلمات لم يفهمها مثل أغتصبها ؛ فحملت زنا؛ ولد شوارع
فبدأ يفكر في كلام نمر هل هو يقول الحقيقة
طبعا فتح باب الفصل فأذا بالأستاذ وائل يدخل الفصل بعد تدخلات من المدرسيين تم من خلاله وضع جدول يناسب وائل للموافقة على تدريس الصف الأول
دخل وجلس وبدأ ينظر في الطلاب وبعد عشر دقائق من النظرات القاسية التي وجهها الأستاذ وائل لطلابه بدأ يسألهم عن أسمائهم
طبعا وصل الدور لخالد ولكن كما قلت سابقا خالد شارد الذهن فلما ظل خالد صامت
نظر له الأستاذ وائل بعنف ثم أخرج كلمات ستبقى لاصقة بخالد حتى الممات حيث صرخ وقال هي أنت يا ذو العيون الصغيرة
حينها أستيقظ خالد من سرحانه وعرف عن نفسه
ثم أنتهت الحصة الأخيرة حيث أن وأئل رفض ا الدخول في الحصص الأولى حتى أقنعوه زملائه المدرسيين ووعدوه أن لا يستمر فيها فقط يمسكها لبضعة اسابيع
خرج خالد وفي رأسه سؤال واحد هل ما قاله نمر صحيح
طبعا أتجه خالد إلى أمه مباشرة ليسألها سؤال واحد هل هي أمه أم جدته
فأستغربت أم خالد وقالت من قال لك مثل هذا الكلام فقال نمر بل قال أيضا أن أبي أغتصب أمي وحملت بي أمي زنا وأنا ولد شوارع ولا أدري ما تعني هذه الكلمات
فعرفت أن عبدالرزاق هو من علم أبنه هذا الكلام
فأتجهت مباشرة في وقت الظهيرة إلى الشيخ معيض فأخبرته بما قاله أبن عبدالرزاق وأصرت على الشيخ أن يذهب معها إليه الآن
فأراد الشيخ أن يأخذ بخاطرها فذهب معها مع أنه ليس وقت زيارة
فطرق على بيت عبدالرزاق فأيقظوه من نومه فلما أفاق وخرج عليهم
قال الشيخ معيض ما حدث من أبنك من كلام لا يمكن أن يصدر من طفل بل لا يعلم ما معناه فكيف يقوله
فأمسك عبدالرزاق بيد الشيخ معيض وبدأ يبعد به عن أم خالد حتى لا تسمع ما يقول
فبدأ يلوم الشيخ لمجيئة في هذا الوقت وقال اعلم أن هذه العجوز هي من أتت بك في هذا الوقت ولست أشره على العجوز ولكن أشره عليك تأتي في هذا الوقت لمجرد مشاكل حدثت بين أطفال
فما كان من الشيخ معيض إلا أن أنصرف وهو يشعر أن عبدالرزاق لا ينفع معه لغة الحوار
فلما رأت أم خالد ما فعله الشيخ عادت للبيت
وأمسكت بخالد وقالت أن عاد هذا الغلام وقال هذا الكلام فأضربه وشوه وجهه مرة أخرى

ذو العيون 10

وفي اليوم التالي حضر خالد للمدرسة وبدأ وائل بتعليمهم
فبدأ يرد ثلاثة أحرف من حروف الهجاء بحركاتها الثلاثة
والطلاب يرددون خلفه فشعر بحنين لقصائد المتنبي
فبدأ يشدو ببيتين والطلاب يستمعون
فقال
الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلامتي من به صمم
ثم سكت وكأنه يلوم حظه الذي أردى به في هذا المكان
ولكن صوت طالب يردد الأبيات التي قالها أيقظته من سبات فكره فنظر فرى من يسميه ذو العيون الصغيره يردد الأبيات
فأندهش كان خالد يظن أن المدرس يريدهم ترديد هذه الأبيات كما الحروف الباقية
فأراد وائل أن يتأكد أن هذا الطالب ليس حافظ القصيدة
فبدأ يردد قصيدة أخرى
مكرا مفرا مقبل مدبر معا كجملود صخرا حطه السيل من عل
فبدأ خالد يردد االبيت
فأندهش الأستاذ وذهب لأحد زملاءه فأحضره إلى الفصل فقال في هذا الفصل طالب عبقري فقال زميله ذلك ذو العيون الصغيرة يحفظ البيت من أول سماع له
ثم أمسك الأستاذ وائل بخالد وأخرجه على السبورة ثم قال أنت نعم ذو عيون صغيرة ولكن ذو عقل كبير
طبعا كان وائل يرى أن هذا الكلام ثناء ولكن خالد كان يشعر بأن كلمة ذو العيون الصغيرة إهانة
طبعا أنتهى اليوم الدراسي فبدأ نمر والاربعه الاخرون ينعتون خالد بذو العيون الصغيرة
لم يرد عليهم خالد ومر من جوارهم فبدأ نمر ينعته بأبن الشوارع ولكنه لم يكملها إلا واللكمات تتوالى على وجهه فلما رأى البقية ما حدث أطلقوا أرجلهم للريح هاربين
فلما رأى عبدالرزاق ما حدث لإبنه ذهب للشيخ معيض في وقت الظهيرة وبدأ يهدد ويتوعد أن يقتل هذا الغلام
فبدأ الشيخ يحاول أن يهدئه ويقول له مجرد أطفال
فأقسم عبدالرزاق أنه لو ذهب ذو العيون الصغيرة للمدرسة سيقتله ثم ذهب
وبعد أن صلى الشيخ صلاة العصر ذهب لبيت أم خالد وقال أني أرى أن تفصلي خالد هذا العام من المدرسة وفي العام القادم يدرس مع أبني عيسى وأبن السيف سليمان فقالت أم خالد هل في الأمر شيء لا أعرفه
قال الشيخ بل أنت تعرفي ما حدث اليوم بين ولدك وبين أبن عبدالرزاق ولكن الذي لا تعرفيه أن عبدالرزاق أقسم لو ذهب خالد للمدرسة سيقتله فأنا لا أريدك تقحمي الطفل في مشكلة أكبر منه
دخلت أم خالد البيت والهم يعتريها كيف تقول لخالد أفصل وهي من كانت تحثه على الدراسة
فلما أخبرته بذلك قال خالد هل هو خوف من شر أبو نمر فقالت نعم
فقال خالد هل أنتي أمي
فسكتت
فسألها مرة أخرى هل ما قاله نمر صدقا
بقيت هي صامته
احس خالد أن ما يقال حقيقة
فقالت أم خالد أسمع يا ولدي أنا أخطأت عندما قلت لك أضربه أن تكلم عليك
فقال تريديني أن أصبر على أهانته لن أقول لكي إلا سمعا وطاعة
وبالفعل ترك خالد الدراسة للعام القادم
ومرت هذه السنة وهو يتلقى الأهانة من نمر كلما وجده
فأصبح ذو يتحاشاه
بل هناك شيء أخر أن أغلب القرية أصبحوا ينادونه بذو العيون الصغيرة ما عدا الشيخ والسيف وأمه
ومرت الشهور وبدأ العام الجديد

ذو العيون 11

وبدأت تنشأ صداقة حميمة بين خالد وعيسى وسليمان حيث كانوا في فصل واحد طبعا الأستاذ وائل نقل لكن تسميته لخالد بذو العيون الصغيرة بقيت ما بقى خالد
وبدأت عبقرية ذوالعيون الصغيرة تدهش أساتذته
ومع ذلك فأن ذو وهذا مختصر لإسمه الذي بدأ اهل القرية ينادونه به
طبعا الشيخ محمود بعد أن أنتهى ذو من حلقة القرآن لم يسمح له بالإنصراف
ثم سأل الطلاب من منكم يجيد السباحة فرفع أثنان فقط أيديهم
فقال الشيخ محمود أخبرني مهدي عن وجود بركة ماء تصلح للسباحة ولن يذهب أحد منكم لإسطبل الخيل حتى يجيد السباحة
فلما وصلوا للبركة أمر الشيخ محمود اللذان قالا أنهم يسبحا أن يسبحا فسبحا ولكن كانت سباحتهم خاطئة حيث لم يصلا إلى الطرف الأخر إلا بعد أن انكهت قواهما
فبدأ الشيخ محمود يعلمهم السباحة طبعا وعد الشيخ محمود أنه بعد شهران من الآن سيقيم مسابقة الفائز سيعطيه جائزة قيمة
بدأ الجميع يتعلم السباحة فبعد نصف ساعة خرج الجميع وقد أنهكهم التعب ما عدأ ذو كان يهمه أن يتعلم أي شيء بأسرع ما يمكن وأن يصبح الأفضل
فبدأ الشيخ محمود يعلمه الطريقة الصحيحة في السباحة وبالفعل ومع مرور الأيام بان وأتضح للعيان الفرق الشاسع بين ذو ورفاقه وبعد مرور الشهران نصف الطلاب أنسحبوا وقالوا لا فائدة من المشاركة بالمسابقة ما دام ذو سيفوز بالجائزة
وبدأ السباق فلما وصل المتسابقون لنصف المسافة كان ذو قد أكمل كل المسافة
طبعا كان ذو يترقب ما الجائزة هل هي خيل عربي أصيل أو انجليزي عنيد
فلما كشف الشيخ محمود عن الجائزة كانت دراجه طبعا كل طالب تمنى لو كانت هذا الدراجة له ما عدأ ذو لم تعجبه الجائزة
ولكن لأن الشيخ أصبح يعرف حب ذو للتحديات فقال له أنت قد تجيد ركوب الخيل ولكن أتحداك أن تقود هذه الدراجة
ابتسم ذو وأراد أن يفعل بدل ما يقول أن ركوب الدراجه مثل الغسيل بالصابون
ولكن بعد أن ركب وتحرك بها سقط فنهض ثم سقط
فقال الشيخ محمود إذا أصبحت تعرف قيادة الدراجة فمر وأرني وبقي ذو يتعلم حتى غربت الشمس فأصبح قادر على قيادة الدراجة فتوجه إلى بيت الشيخ محمود فلما قابله الشيخ محمود سأله هل صليت فقال نعم فقال الشيخ لم أرك في المسجد قال ذو صليت في الخارج فقال الشيخ أياك أن يلهك أي شيء عن الصلاة في المسجد
ثم قال هل تعلمت ركوب الدراجة قال نعم فقال الشيخ أرني وبالفعل بدأ ذو يقود الدراجة دون أن يسقط
فقال الشيخ قف سأركب معك فلما ركب الشيخ مع ذو أختل توازن ذو وسقطا من الدراجة فقال الشيخ قلت لك أنت لن تجيد أن تركب الدراجة
رجع ذو للبيت في صباح اليوم التالي لم يذهب للمدرسة بل بقي يتعلم على الدراجة فوضع حجر ثقيلة تمثل وزن الشيخ وبالفعل أصبح متمرس وبعد أن صلى العصر وأنتهت الحلقة طلب من الشيخ يرافقه وبالفعل ركب الشيخ ولكن هذه المرة لم يختل توازنه ولكن الشيخ محمود بدأ يتحرك فأختل توازن ذو وسقطا فقال ذو أنت تحركت
فقام الشيخ وركب وقال لذو أركب خلفي وحاول أن تجعلني أسقط فحاول ذو بشتى الطرق فلم ينجح فبدأ الشيخ يضحك ويقول الخيل من خيالها
قال ذو بقي طريقة واحدة ستجعلك تسقط فقال الشيخ أفعل ما شئت فوضع يداه على عينا الشيخ فلم يعد الشيخ يرى فما كان منه إلا أن توقف وهو يقول يا لك من مخادع
عاد ذو وهو يفكر كيف يتدرب على موازنة الدراجة ومعه راكب متحرك
فتذكر خروف عند الشيخ معيض كان فحل الكل يستعيره من الشيخ
فذهب للشيخ معيض وقال أمي تريد أن تستعير الخروف الفحل فقال الشيخ معيض سوف أحضره لها بعد نصف ساعة فبدأ ذو يقول لا لا تتعب نفسك أنا سأخذه فقال الشيخ هل تستطيع فقال نعم فلما أوصل الخروف أدخله للحضيرة دون أن تعلم أمه وعند شروق الشمس بدأ ذو يتظاهر بالتعب فقالت له جدته إذا نم وأنا سأذهب للحضيرة أبحث عن بعض البيض فخشي أن ترى الخروف فيكشف كذبته
فنهض بكل سرعة وقال أنا سأحضر البيض فقالت أمه كيف تقوم بهذه السرعة وأنت مريض في المرة الأخرى قل لا أريد أن أذهب للمدرسة ولا تتظاهر بالمرض بعد أن أفطر أخرج الدراجة وذهب خلف البيت ثم ركب الخروف خلفه بعد أن قيده وربطه بمرتبة السيكل فبدأ يمشي ويسقط لأن الخروف يتحرك وأستمر على هذا الحال حتى صلاة الظهر وأستمر حتى اقترب آذان العصر
ونجح أخيرا في المحافظة على توازنه ولكن حدث ما لم يتمنى أن يحدث
حيث مر الشيخ معيض بجوار بيت أم خالد فرآها خارجة من الحضيرة فسألها ما فعل خروفه فأستغربت وقالت أي خروف قال الشيخ ألم ترسلي خالد بالأمس من أجل الخروف قالت لم أرسله فسمعت صوت خروف خلف البيت فقالت دعنا نرى مصدر الصوت فلما وصلوا بدأ الشيخ يضحك من منظر الخروف الراكب السيكل لكن أم خالد قست على قلبها فأخذب عصا وأتجهت إلى خالد وبدأت تجلده وخالد يتأسف وهي تقول مرتان تكذب علي وفي يوم واحد تدخل الشيخ معيض وأخذه معه للمسجد فبدأ الشيخ معيض يقول لما فعلت ذلك فأخبره بالتحدي الذي بينه وبين الشيخ محمود
فقال الشيخ معيض إذا سنراقب من النصر له
فلما صلوا العصر وأنتهى الشيخ محمود من حلقته خرج من أجل يتحدى ذو فلما ركب معه وبدأ يتحرك ولكنه فشل في إسقاط ذو
فما كان منه إلا أن وضع يداه على عينا ذو ولكن ذو كان أكثر خبث حيث رفع السيكل على العجلة الخلفية فسقط الشيخ محمود دون أن يسقط ذو والشيخ معيض كاد أن يموت من الضحك مما رآه
فجاء ذو إلى الشيخ محمود يتأسف مما فعله
ولكن الشيخ محمود أبتسم وقال هل جائزتي قيمة فقال ذو بل عظيمة فشكرا لك من أعماق قلبي
جاء الشيخ معيض إلى الشيخ محمود وهو يقول خدعك ذو العيون الصغيرة وذو العقل الكبير
فقال الشيخ محمود نعم أنه ذو الحيلة والدهاء
فقال الشيخ معيض أذكر صديق بدوي وصف لي ذو اقصد خالد مع أني لا أريد أن أقول عنه ذو ولكن من كثر ما سمعت الناس تقول له ذلك درج ذلك الأسم على لساني
أرجع لما وصفه صديقي البدوي بوصف لم يغب عن بالي لحظة
ولكني لم أسمع رأيك ياشيخ محمود عن خالد
فقال الشيخ محمود أن خالد يمتلك قلب لا يعرف الخوف ونفس لا تؤمن بالمستحيل
فقال الشيخ معيض وصفت فأوجزت فأصبت

ذو العيون 12

عاد ذو لبيته وهو يعرف أن أمه غاضبه منه فبدأ ذو يناديها يا أم ذو العيون الصغيرة
فقالت ما حملك أن تسميني بذلك
قال اجبرني الناس على ذلك حتى الشيخ معيض يحاول جاهدا أن يسميني بإسمي لكنه يخطأ ويناديني بذو حتى أصبحت معتاد على هذا الأسم
وما دام أسمي تغير يجب أن يتغير أسمك
أبتسمت أم ذو( نزولا لرغبة ذو حيث لم يعد يؤثر عليه الأمر)
ثم قالت أعرف أنك تحاول أن تنسيني ما فعلت ولكن لن أنسى أتعرف لماذا
قال ذو لماذا
قالت أم ذو سأخبرك بالحقيقة كاملة أنا تزوجت من رجل ولم يعش إلا لثلاث سنين ثم توفى وأصبحت مسؤله عن طفلين تعبت في توفير المسكن والمطعم والملبس لهم صرت أخدم في كل البيوت أكنس اطبخ أهتم بماشيتهم من أجل أن أوفر المعيشة لي ولهم
فلما أصبحا كبيران كنت أظن أن أيام التعب ستولي فهم سيحملان الثقل عني
ولكن يا حسرة فواحد منهم لما أصبح معه القليل من المال أختار أمرأة لتكون زوجة له ما كان لأم على وجه هذه الأرض لتوافق أن تكون هذه زوجة لإبنها
فحاولت أن أقنعه أن هذه المرأة لا تبحث عن الستر وسوف تدخلك في ديون أنت في غنى عنها وأيضا لا زال الناس يعرفون تاريخها الأسود
ولكن لم يقتنع فخيرته بيني وبينها فأختارها فحينها تبرأت منه
أما الأخر فكان شره أكثر فهو لا يبالي إلا في ما يجده ممتعا
بل شوه صورتي أمام أهل القرية وفضحني فيها
فأحترت فيما أفعل فقلت في نفسي أن زوجته زوجة صالحة قد ترجعه لطريق الصواب
فكنت أعرف فتاة كانت خير وأجمل فتاة فذهبت لها وهذا الكلام الذي سأقوله لك لا يعلمه أحد غيرك
ثم نزلت عند قدميها أقبلهما
فرق قلبها لحالي فوافقت
فلما تزوجت أمك ولدي جابر أستغرب الناس وبدأ بعضهم بنشر الشائعات عن شيء حدث قبل الزواج
لأن أمك كانت فتاة جميلة وصالحه وكل شاب في القرية يتمنى لو توافق عليه
فالحسد أحرق بعض شباب القرية كيف تتزوج المها من شاب لا يعرف سوى إثارة المتاعب والمشاكل
فأعتقد أن أحد أصاب هذا الزواج بعين حاقدة حيث أن المها أذا دخلت بيتنا يغمى عليها فأضطررنا أن نبقي أمك عند أهلها فزاد من ذلك شك الناس
ولقد قلنا لهم الحقيقة لكن لم يقتنعوا بها
ثم أنجبتك أمك وبسبب نزيف حاد حدث بعد ولادتك توفت أمك
ثم بعدها بيومان أو ثلاثة أختفى أباك جابر ولم نعلم له مكان
فأنا لا أريدك تصبح مثك أبوك وعمك تتركني حينما أحتاجك
أبتسم ذو وقال يا جدة
فقاطعته أم ذو وقالت قل يا أمي أو أغضب عليك
فقال ذو يا أمي لن أكون مثلهما فأنتي قد قلتي لي أجمل خبر
فأراد أن يخرج من البيت فسألته لماذا تريد الخروج في هذا الوقت
فقال ذو لكي أخبر أهل هذه القرية بالقصة الحقيقية
فأمسكته وقالت لو أراد الناس ان يقتنعوا لأقتنعوا من ذلك الوقت
ولكن أنت كن واثق من الداخل بأن هذه الحقيقة لتشعر بالسعادة
ثم أخرجت من جيبها شيء ووضعته على رقبته وقالت هذه أيات أتيت بها من شيخ بإحدى القرى المجاورة لا تجعلها تبتعد عن رقبتك
وكانت أم ذو تضع واحدة أخرى على رقبتها
خرج ذو ليصلي العصر فلما أنتهى من الصلاة وجلس يقرأ القرآن مع الشيخ محمود فسأله ما هذا الذي تضعه على رقبتك
فأجاب ذو أنها بعض الزينة التي أعتاد ساكنوا هذه الجبال على لبسها
فأكمل الشيخ محمود حلقته
لأنه في بداية الأمر حسبها تمائم

ذو العيون 13

بعد أن أنتهى ذو من حلقته ذهب لإسطبل الخيل فلما لقي السيف أخبره بما أخبرته جدته
ثم بدأ ركوب الخيل
ذهب السيف إلى الشيخ معيض وأخبره بما سمعه من ذو
فذهب الشيخ معيض إلى أم ذو وبدأ يعاتبها ويقول لماذا زيفتي الحقيقة التي بدأ ذو يتعايش معها لماذا تريدي أدخاله دوامات من الصراعات ضد نفسه وضد مجتمعه وهي صامته تستمع فلما سكت قالت هل تريدني أن أقول له أنك أبن غير شرعي أم تريد أن أسميه كما يسميه عبدالرزاق وأبنه بإبن الشوارع
قال الشيخ معيض لم أقل هذا ولكنه يوما من الأيام ستظهر له الحقيقية فحينها أخشى أن تتغير نظرته لك
قالت قد وضحت له أن الناس لن يصدقوا ذلك
فلن يجد أحد يؤكد له حقيقة ما حدث
فالمها قد ماتت وجابر قد أختفى وأشك أنه باقي على قيد الحياة
ومع مرور الأيام أصبح النقاش يتصاعد ما بين نمر وبين ذو
حيث أصبح ذو يحاول أقناع الجميع بما حدث
فقال نمر إذا غدا نذهب ونسأل عمك حسن وانت ستسمع ما سيقوله عمك حتى تقتنع
فرجع ذو إلى البيت وأخبر جدته بالموعد الذي حددوه مع عمه حسن
فلما أظلم الليل قالت أم ذو ما رأيك نزور عمك حسن فذهب ذو مع أمه فلما طرقت أم ذو الباب فتح حسن فشعر بشيء من الخوف لقدوم أمه في هذا الوقت فلما رأى ذو معها لم يقل لها تفضلي

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -