بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -8

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -8

فقال جابر لا يمكن لمثلي أن يعود فالدماء الفاسدة تجري في كل عروقي وسوف تجبرني على أن أعود إلى الشر ولا يوجد توبة لهذه الدماء الفاسدة إلا بسفكها
فقال السيف أن هذا الشيطان يوسوس لك بأوهام ليجعلك تقنط من رحمة الله
ثم أستأذنهما جابر وأنصرف
والسيف يرفع صوته ويقول الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة
حتى أبتعد عن نظره
وفي المساء صعد جابر جبل الخرافة لأنه شعر بضيقة خانقة وبدأ يصرخ بأهات لكن هذه المرة زادت ضيقته
فذهب للغرفة التي قضى فيها أوقات ندم عليها
ثم بدأ يفكر بالإنتحار لكنه بقي متردد لأنه يشعر برجاء أن يصفح عنه ذو ويرضى أن يعيش معه
ولما أنتصف الليل جاء أسامة ومعه إبنه زيد فلما دخلا الغرفة وشاهدا الحزن الواضح على وجه جابر بدأ أسامة يهون على جابر وهو يعتقد أن جابر حزين على الأموال التي خسرها لكن جابر كان يفكر في إبنه
حاول أسامة أن يخرج جابر مما هو فيه دون جدوى
فخشي أسامة أن ذهب لبيته أن يفعل جابر بنفسه شيء
فبقي هو وإبنه زيد حتى الصباح وجابر على حاله
فقال أسامة ما بك
فقال جابر إبني ذو غاضب مني ولا يريد رؤيتي
فقال أسامة هل هذا سبب حزنك
فقال جابر نعم
فقال أسامة إذا أنتظرني هنا وسوف أذهب وأحضره ثم أمسك إبنه زيد وقال له أن أراد جابر أن يؤذي نفسه فأسرع لي وأخبرني
كان ذو قد طلب من صديقه عيسى طلقات مسدس ربع لكن عيسى رفض
لكن في ذلك اليوم دخل عيسى مجلس أباه ثم أرتقى على المساند ليأخذ ست طلقات من حزام مسدس أبيه
ولما وصل عيسى المدرسة أمسك بذو وقال خذ هذا ما طلبته
فرح ذو أشد الفرح فهو كان يبحث عنها بشتى الطرق
وما لبثت من الحصة الأولى دقائق معدودة إلا وأسامة يطرق الباب الفصل ثم يستأذن لذو
لكن ذو رفض فأمسك به أسامة وهمس بأذنه جدتك جاءت إلى غرفة أبيك تريد أن تقتله لكن جابر دفعها فوقعت وأغمي عليها في الغرفة وأبوك شرد
لم يفكر ذو بكلام أسامة جيدا فخوفه على جدته جعلته يركض مع أسامة إلى الغرفة فلما وصل ذو إلى الغرفة عرف أن أسامة كذب عليه
ثم قال أسامة لذو هيا قبل رأس أبيك وأعتذر منه
لكن ذو رفض وأراد الخروج فقال أسامة أن لم تفعل ما أقول لك سأجعل زيد يضربك
ولكن ذو لم يستجب لكلام أسامة
فأمسك أسامة بيد ذو وقال هذا بسبب دلال أبوك لك
ثم أخرجه من الغرفة وقال لإبنه زيد أدب هذا الفتى
فبدأ زيد يستعد للقتال مع ذو لكن ذو بدأ يتراجع بخطوات للوراء وهو يقول لا أريد مقاتلتك
لكن زيد هجم على ذو لكن ذو أستطاع أن يتلافى هجومه ثم بدأ ذو يدافع عن نفسه حيث لم يمكن زيد من أن يمسكه بل يلكمه ويتراجع خرج جابر وبدأ ينظر لذو وهو يضرب فتى أكبر منه وبيد واحدة لأن اليد الأخرى كانت تمسك أحد جيوبه
شعر جابر أن ذو يخفي شيء مهم في جيبه
لما رأى أسامة الدم يخرج من وجه إبنه تسلل وأمسك بيدا ذو ثم قام زيد يصفع وجه ذو بكفوف متتالية
شعر ذو بقهر الرجال وبدأ يصرخ بأعلى صوته فدفعه أسامة فسقط ذو فوقعت من جيبه طلقة فعرف جابر ما كان ذو يخبئه فأخذ جابر الرصاصة الساقطة
ثم قام ذو يأخذ الحجارة من الأرض ويرمي أسامة
لكن أباه أمسك به ووضع يده على جيبه ليعرف كم معه طلقات ثم صفعه على وجهه فسقط ذو على الأرض وقال جابر ليس ولدي الذي يقاتل هكذا
ثم ألتفت ذو إلى جابر
فأراه جابر الرصاصة التي معه وقال بقي معك خمس فأفعلها أن كنت رجل
فصرخ ذو وقال لا يبقى حيا من يصفعني يا جابر ثم بدأ يركض جهة البيت
شعر جابر أن منيته قربت فقال لأسامة خذ ولدك وأرحل قبل أن يقتلك ذو
ضحك أسامة فكيف يستطيع لطفل أن يقتل
فقال مازحا لجابر أما نعيش معا أو نموت معا
فقال جابر أنا حذرتك فلا تلمني بعد ذلك


ذو العيون 28

كان جابر ينتظر منيته ثم قال لصديقه أسامة سيموت الكثيرون على يد هذا الفتى يقصد ذو
نظر أسامة إلى جابر بإستغراب فضحك جابر وقال لا تستغرب فسبب موت هؤلاء هو سبب موتك
فقال أسامة وما هو هذا السبب
فقال جابر لأنكم لم تعرفوا ذو حق المعرفة
سأقول لك كلاما لم أفصح لأحد غيرك به
منذ أن رأيت ذو لأول مرة وهو لا يزال رضيع شعرت من عيناه أنه سيكون قاتلي لأنه مهما طال في عمر الظالم إلا سيأتي اليوم الذي يتحاسب فيه
دخل الشيخ معيض مجلسه كالعادة ليشرب القهوة ويتسلى بالحديث مع من يأتي وبالفعل جاء السيف الذي دوما يتواجد مع الشيخ فألتفت السيف ورأى الرصاصات الناقصة في الحزام
فسأل الشيخ هل كنت تقنص
فأستغرب الشيخ معيض السؤال وقال لما
فقال السيف أرى رصاصات ناقصة في الحزام
فصرخ الشيخ أنه عيسى
فقال السيف أمتأكد أنت
فقال الشيخ لقد شككت فيه فلقد قابلته عند باب المجلس وهو خائف
فقال السيف دعنا نذهب له للمدرسة قبل أن يؤذي نفسه أو يؤذي بها غيره
فلما وصلا المدرسة وجيء بعيسى لغرفة المدير وسأله السيف ووعده أن يكون في امان أن أخبرهم أين الرصاصات
فقال عيسى ألح علي ذو أن أجلب له طلقات من حزام أبي فأخذته وأعطيته
فعرف السيف أنه أن لم يسبق ذو فستسفك الدماء
فسأل عنه فأخبرهم عيسى أن أسامة جاء وأخذه
طبعا وصل ذو البيت وفتح الصندوق الذي خبأ فيه المسدس ثم نزع التميمة التي كان يلبسها ووضعها في الصندوق فهو كان يلبسها كتذكار من جدته لكنه الآن يجب أن يأخد بالثار
وبالفعل وضع الرصاصات بالمسدس وأنطلق وهو خارج من البيت قابلته جدته التي كانت في الحضيرة
فرأت المسدس فحاولت أن تمسكه لكن ذو دفعها فسقطت وبدأت تصرخ بأعلى صوتها
و ذو يركض فشعرت أم جابر أن ذو ذاهب لقتل أباه فبدأت تمشي بكل جهدها وتصرخ لعل أحد يسمعها وبالفعل سمعها الشيخ معيض والسيف اللذان خرجا من المدرسة فبدأ الشيخ يركض لجهة صوت أم جابر ويقول عونك أم جابر
فنزلت أم جابر عند أرجل الشيخ وهي تنخاه أن يلحق بذو قبل أن يقتل أباه
حين سمع الشيخ ذلك تذكر رصاصه الذي أعطاه إبنه لذو وشعر أن ذو لو قتل جابر أنه سيكون شريكا في جريمته
فبدأ يركض ركضا عجز السيف أن يلحق به
لكن ذو كان كالريح العاصف
فلما رأى جابر إبنه قال لأسامة قد جاء الموت
شعر أسامة أن كلام جابر صدق فقال لإبنه هياا أركض
لكنه لم يستدر إلا والرصاصة تخترق رأسه فلما رأى زيد أباه والدماء تخرج من رأسه تيبست رجلاه ولكنها لم تدم طويلا لأن الطلقة الثانية جاءت بين عينيه
وجابر ينظر لصديقه وإبنه قد لطخا بدمائهما ثم نظر لذو وهو يبتسم ويقول حان دوري
فصوب ذو على كتفه الأيمن وقال هذه من أجل أمي المها
ثم صوب طلقة آخرى في كتفه الأيسر وقال هذه من أجل أمي البركه
جثى جابر على ركبتيه وهو يبتسم ويقول أرح ذبيحتك أرح ذبيحتك شعر ذو أن نظرات أباه نظرات حب صادقة فبدأ يتردد
فقال جابر أن كنت رجلا حقا أوف بكلمتك ولا تترك رجل صفع وجهك دون قتلته
فصوب ذو بين عيني أباه
والشيخ معيض يصرخ بأعلى صوته لا لا ياذو لا تطلق
لكن ذو لم يأبه فأطلق الرصاصة وهو يصرخ ويقول هذا من أجلي أنا
سقط جابر أمام أنظار ذو شعر ذو أنه أستيقظ من حلم لكن هذا لم يكن حلم بل حقيقة أبشع من أشد الكوابيس رعبا
وصل الشيخ معيض ثم نزل على ركبتيه وأمسك على رأسه
فلما وصل السيف أخذ المسدس من يد ذو ثم قال للشيخ معيض تعال معي لنذهب بذو إلى مركز الشرطة قبل أن يرى عبدالرزاق أخوه وإبن أخوه مقتولان فتزداد الأمور سوء
وبالفعل ذهبا الشيخ و السيف بذو للشرطة
وأنتشر الخبر فبدأ عبدالرزاق وإبنيه وقرابته يركضان للمكان الذي قيل لهم أن ذو قتل فيه أخيه وأبن أخيه فلما وصلوا وجدوا أم جابر جاثية على ركبتيها بجوار جابر الذي كان مشخص بصره للسماء فشعر عبدالرزاق بالخوف من جابر وقال لمن معه هل مات جابر حقا فقالوا إلا ترى لكن عبدالرزاق كان يخشى أن يقوم جابر فبدأ يتنحى قليلا ثم قال والله لو لم تكوني مجرد عجوز خرفاء لقتلتك ولكن اليوم أبكي هذا الكلب وأشار لجابر وغدا ستبكين على جروه
نظرت أم جابر لعبدالرزاق وظلت صامته
فحمل عبدالرزاق ومن معه أخوه وإبن أخوه وتركوا أم جابر مع جابر الذي أصبح جسدا بلا روح
حاولت أم جابر أن تسحب إبنها لكنها عجزت فجلست بجواره تبكي
بقي الشيخ معيض والسيف في مركز الشرطة حتى يحميا ذو من أي تهور قد يفعله عبدالرزاق أو أحد قرابته وبالفعل جلسا يوم كامل معه وفي صباح اليوم التالي أركبا ذو سيارة الشرطة لتأخذه للأحداث في أقرب مدينة وكانت تبعد عن القرية بمسافة بعيدة
ثم ذهبا الشيخ معيض والسيف إلى بيت عبدالرزاق ليعزياه ثم أنصرفا لكي يعزون لأم جابر فلما ذهبا لم يجداها في بيتها
فقال السيف هل يعقل
ففهم الشيخ ما يقصده السيف وقال لا لا لا يمكن
فقال السيف دعنا نرى فلما وصلا صعق الشيخ معيض مما رأى فأم جابر جالسة ورأس جابر في حضنها وقد أصبحت عيناه حمرا بل وريحت جثة جابر أصبحت تعج في المكان
فقال الشيخ معيض للسيف أجمع لي رجال القبيلة
وبالفعل أجتمعوا وكان الشيخ معيض يجلس بقرب جثة جابر
وبقي صامتا والرجال مجتمعون وقد تأذوا من ريحة جثة جابر فقالوا مه ياشيخ
فبدأ الشيخ يمرغ وجهه بالتراب فأنطلق السيف يريد أن يرفعه لكنه صرخ وقال دعني أمرغ هذا الوجه فبئست شيختي على رجال الغراب أفضل منهم
عرف الرجال ما يقصد الشيخ فنزلوا جميعا وقالوا شاهت وجوهنا وأسودت و فعلوا كما فعل الشيخ بنفسه كعقوبة لهم على تركهم أم جابر بجوار إبنها الميت دون دفنه
فقال السيف ليس هذا وقت للندم قوموا لنغسل جابر ونصلي عليه وندفنه وبالفعل حملوا جابر وغسلوه وكفنوه وأتوا به للمسجد فخرج الشيخ محمود وقال ما الأمر فقال الشيخ معيض ذو قتل أباه
فجع الشيخ محمود ثم بدأ يصرخ بل نحن من قتلناه نحن من قتلناه
ثم صلوا على جابر ثم دفنوه
ثم أصبح الشيخ محمود يعيش حالة نفسية سيئة
فذهب للشيخ معيض وسأله عن ذو فأخبره أن الشرطة حولته للأحداث حتى يرى القاضي ما يحكم
فقال الشيخ محمود يجب أن يعاقبنا القاضي فنحن من نستحق العقوبة وليس ذو
ثم قال للشيخ معيض أنا غدا ساسافر من هذه القرية
فقال الشيخ معيض لما
فقال الشيخ محمود كلمات ذو أصبحت تأتيني كل يوم حين عاتبني لما أوقفت تدريسه فقال أن كان الخير سيجعلني ضعيفا والشر يجعلني قوي فإني سأختار أن أكون مع الأشرار فبئسا الخير الضعيف
ولو كنت وقفت مع ذو ضد أبيه لما صار ما صار فأنا أشعر أن سكوتي كان السبب في أن يقتل ذو أبوه
فقال الشيخ معيض بل قل بسببي أنا
وكان السيف بجواره فهمس بإذن الشيخ معيض وقال أنا قلت للشرطة أننا جئنا ولم نرى سلاحا بيد ذو
وأنت تعرف أني خبأته فليس من الفائدة أن يعثروا على المسدس فإن عثروا عليه فقد يأتي لنا بمشاكل نحن في غنى عنها
فقال الشيخ محمود أنا سوف أنصرف لتأخذا راحتكما في الكلام فأنا أردت فقط أن أبلغكما بسفري
فشعر السيف أن الشيخ محمود فهم من همسه للشيخ معيض كلام أخر
فأقسم السيف أن يجلس وأخبراه بما همس بإذن الشيخ معيض ثم قال أريدك ان تكتم الموضوع
فقال الشيخ محمود أنا سأرحل غدا فلا تخشى مني فلن أبوح لأحد
ولقد علمت مهدي كما أتفقنا في البدايه فمهدي الآن أصبح قادرا أن يحل مكاني فهو الآن حافظ القرآن
فما كانا من السيف والشيخ معيض إلا أن ودعاه


ذو العيون 29

فقال الشيخ معيض للسيف دعنا نذهب لأم جابر فهي الآن في وضع لا تحسد عليه
فلما وصلا لبيتها وجداها جالسة أمام باب بيتها والحزن والضيق والكأبة واضحة على وجهها
فبدأ الشيخ معيض يحاول أن يخفف عليها ويقول أعتبريني أخاك وأعتبري السيف بمثابة إبنك والحياة لا تصفو من الأكدار
فقالت أم جابر أتذكر ياشيخ معيض ما قلته عني بأني لو كنت رجل لكان جابر رحمة بالنسبة لي
فأنا أعتقد أنك أخطأت ياشيخ معيض فلو كنت رجلا لما توالدت الوحوش ولأنقرضت لكن كوني إمراة زاد الأمر سوء فلقد صدقت يا شيخ معيض فيما وصفتني به
فقال السيف ما هذا الكلام يا أم جابر فالشيخ معيض قال ذلك الكلام وهو في حالة غضب
والشيخ معيض ساكت لأنه أحس أنه جرح أم جابر بكلام أشد من وقع الحسام
فأستأذن الشيخ معيض وتبعه السيف وقال ما بك فقال الشيخ معيض احس أني كلما احاول مساعدة أم جابر أزيد في معاناتها
فقال السيف أتركك من وسوسة الشيطان ودعنا نذهب لعبدالرزاق لنرى ما الذي يريده
فلما وصلا لبيت عبدالرزاق ورحب بهما وقام بضيافتهما وكان أقارب عبدالرزاق قد حضرو بما فيهما ولديه مشبب ونمر
فبدأ الشيخ معيض يتأسف على ما حدث وإن الأقدار مكتوبة لا يمكن ردها ونحن جئنا لك لنعرف ما يرضيك في دم أخوك وإبنه فأنا أعتبر نفسي السبب فيما حدث
فقال عبدالرزاق أما منك فلا ولو كان قتل أم جابر يشفي غليلي لقتلتها ولو كان إبنها حسن كفو لقتلته بدلا من أسامة ولكن ما يقول الناس قتل خروفا ليثأر لأسد
فليس أمامي سوى رأس ذو
فقال السيف يا عبدالرزاق أنت تعرف أنه لا زال طفل والقاضي سيسقط الحكم عنه
فقام نمر وقال ومن قال لكما أننا نريد أن نأخذ حقنا من القاضي فنحن سنقطع رأسه بأيدينا
فغضب الشيخ معيض وقال أسكت إبنك يا عبدالرزاق فقال عبدالرزاق لقد قال نمر ما كنت أريد أن أقوله
فقام الشيخ معيض ولما مر بجوار نمر وقف ونظر له وقال أسمع يا نمر أن عاد ذو لهذه القرية فلن يعود إلا بعد عشر سنين
فقال نمر ولو بعد ألف سنة فسوف أقتله
فأبتسم الشيخ معيض وقال دعني أكمل كلامي ولا تقاطعني
فإن ذو سيعود وقد أشتد عظمه فإن كنت تستمع لنصيحتي أن عاد ذو فأنجوا بحياتك
فقال عبدالرزاق أتهدد إبني وفي بيتي
قال الشيخ معيض أنا لا أهدده بل أخبره بالحقيقة
ثم أنصرف الشيخ معيض و تبعه السيف
فقال السيف ما الذي نستطيع أن نفعله لذو
فقال الشيخ معيض كل ما علينا فعله هو نسيان ذو وهم سينسوه مع تتابع السنين
بالطبع نقل ذو إلى مدينة بعيدة شيئا ما من قريته
وحكم القاضي بعد أن أطلع على قضية ذو أن يبقى في الأحداث لعدة سنوات منها يحاولون أصلاحه وكذلك ليحمونه من ذوي أهل المقتول وتم تحويله إلى الأحداث مع توصيات مشددة وبالفعل نقله الضابط نواف مع أفراده ولما وصل مركز الأحداث أمسك بيد ذو وأستأذن على مدير مركز الأحداث الذي كان أسمه الدكتور مازن
فلما دخلا المكتب رأى خلف هذا المدير أدراج ذات واجهه زجاجية كان معلق فيها شهاداته وكذلك بعض الجوائز التي حققها المركز ولكن ما لفت نظر الضابط نواف أن هناك فردة حذاء كانت تتوسط الشهادات
فسأله لما هذه الحذاء موجودة هنا فقال مازن هذه الحذاء أسترجعت لي كرامتي
سكت الملازم نواف مندهش مما سمعه
بينما ذو هز رأسه وهو يقول في نفسه ستبدأ المشاكل بيني وبين هذا المدير الذي يتضح أنه معتوه فكيف يضع فردة حذاء بين شهاداته


حقيقة اهمس بها اصبحت كلما انزل حلقة ارتجف لاني اشعر ان هناك متابعة دقيقة لكل كلمة بل ان اصحاب هذه العقول المتابعة لديهم قدرات كبيرة في صياغة ردودهم ارجو من الله ان تحوز كل الحلق على رضاكم وإليكم الحلقة30


ذو العيون 30

فقال الملازم نواف هل من الممكن أن تجعل ذو يذهب ليرتاح في غرفته فأنا أريد أن أقول لك كلاما خاصا
فأتصل مازن ونادى رئيس المشرفين وكان رجل أسمر طويل ذو وجه مرعب وأسمه أمين عبده
فلما دخل أمين عبده قام الملازم نواف هيبة لهذا الوحش البشري فصافحه ثم قال أريدك أن تعتني بخالد
فقال أمين تفضل معي يقصد خالد
لكن مازن قال أتعرف يا أمين أن الملازم متعجب ومستاء من وضع هذا الحذاء في هذا المكان
فنظر أمين للملازم وقال لا تتعجب فالناس فيما يعشقون مذاهب كان يقولها والغضب واضح على وجهه
ثم بدأ الملازم نواف يوضح لمازن حالة خالد النفسية فهو وبعد أن قتل أبوه أصبح بنفسيات متقلبة ما بين الندم وما بين الوحشية
فطمأن مازن الملازم نواف وقال الأمر سيكون تحت السيطرة
وبالفعل حول مازن ملف خالد للدكتور النفسي التابع للمركز وكان أسمه عاصم
وبالفعل قرأ عاصم حالة خالد وعلى الفور وفي اليوم التالي طلب مقابلة خالد
جاء أمين عبده وهو ممسك بيد خالد بعنف حتى أدخله مكتب عاصم
فغضب عاصم من الأسلوب الذي يستخدمه أمين فبدأ يوبخه
لكن أمين نظر لعاصم وقال لولا الله ثم هذا الأسلوب لما أنتظم هذا المركز ولو تركت الأمر على طريقتك لأصبحت الفوضى سائدة في هذا المركز
أن هؤلاء المجرمين لا يستحقون أي شفقة
فصرخ خالد وقال لست مجرما أيها الكلب الأسود
حينما سمع أمين عبده ما قاله خالد خنقة بيدة وبدأ يرفعه للسماء ويقول أعد ما قلته أن كنت رجل
فقال خالد من أجل هذه الكلمة سأعيدها مائة مرة وبدأ خالد يكرر لست مجرما أيها الكلب الأسود
فغضب عاصم ثم أقسم بالله أن لم يتوقف أمين أن يكتب فيه تقريرا يفصله من عمله
شعر أمين أن عاصم سيفعل ما قاله أن لم يتوقف فأنزل خالد وهو لا زال يكرر كلمته
بينما أمين أنشغل في تقديم الإعتذار من عاصم
ثم استأذن بالخروج
ظل خالد يكرر كلامه وعاصم يصغي ويستمع
فلما أنتهى خالد بدأ يصرخ ها أيها الرجل ما أنت فاعل
بينما الدكتور عاصم ساكت ويبتسم
سكت خالد وبدأ ينظر في عاصم ولكن صمت عاصم جعل خالد يخرج له ما في صدره
فقال خالد لا أحتاج لمساعدتك فأنا لست نادم على قتل أبي ومن كان معه
ولو ترد الروح في أبي مائة مرة لقتلته مائة مرة
فقال عاصم لا أحد يفعل ما فعلت ولا يندم
فقال خالد بل أنا
فقال عاصم لماذا إذا تصرخ وأنت نائم وتستيقظ وأنت فزع
فقال خالد أنا أن ندمت سأندم لأنه مات بسرعة ولم أشفي غليلي منه
فقال عاصم أنت تكذب على نفسك أنا لست هنا لأحاسبك بل لأساعدك
فبدأ خالد يصرخ ويقول ألا تفهم لست نادم لست نادم
فدخل أمين بعد أن سمع الصراخ ثم نظر لعاصم وقال إذن لي لأضربه فقال عاصم لو سمعت أنك لمسته فقط فتيقن أن حسابك سيكون معي عسيرا
خذه لغرفته ليرتاح
وبعد أن مر يومان أستدعى عاصم خالد
وكان وجهه خالد يتضح فيه الحزن وأيضا عيناه الحمراوتان تبين أن خالد بكى كثيرا
فبدأ عاصم يحاول أن يهدأ من حزن خالد ويقول أننا لسنا معصومين من الخطأ وكلنا نخطي ولكن العاقل هو الذي لا يستمر في الخطأ
فقال خالد أن أبي كان يحبني وكنت أشعر بحبه كان حبه يختلف عن حب البقية لي
فأبي كان يحبني لأنه كان يشعر أني قطعة منه
أما الباقون حتى جدتي كانوا يحبوني شفقة علي
أتعرف أن من حب أبي لي جعلني أقتله
لو أراد أن يمنعني لأستطاع لكنه كان يظن إن ذلك سيسعدني
أتعرف حين بدأت أطلق عليه الرصاص بدأ يبتسم لي
قد قالت لي جدتي ذلك
فقال عاصم ماذا قالت
فقال خالد قالت أن نظرات أبي تغيرت لم تعد نظرات ذلك الرجل الشرير
ثم بدأ يبكي بكاء مرير فما كان من عاصم إلا أن طلب من خالد أن يذهب لغرفته ليرتاح وينام
وبعد مرور يومان آخران أستدعى عاصم خالد لكن هذه المرة عيناه تقدح شرارا ووجهه يتضح فيه القسوة
وبدأ خالد يشتم أباه ويقول أنه يستحق ما جرى له
واستمر الحال هكذا لأكثر من شهر وخالد يتقلب حاله من حال الندم إلى حال الوحشية
وفي أحد الجلسات خرج خالد عن السيطرة وبدأ يكسر ما تطوله يده فسمع مازن الضجيج والصراخ فأتجه نحو الصوت الذي قاده إلى مكتب عاصم فلما دخل ورأى عاصم يحاول أن يمسك خالد ويهدئه قال هل تسمح لي يا دكتور عاصم أن أخذه إلى مكتبي
فقال عاصم أخشى عليك أن تنفعل ويحدث أمر أسوأ مما حدث
فوعده مازن بأن تكون الأمور على ما يرام
ثم أخذه المكتب وأجلسه على الكرسي ثم أشار إلى لوحة تحمل أسمه فقال لخالد هل تجيد القراءة فقال خالد نعم
فقال إذا أقرأ
فقرأ خالد الدكتور مازن
فقال أتعرف من الدكتور مازن فقال خالد أنت
فقال مازن وهل هذا كل ما تعرفه عني
فقال خالد نعم
فقال مازن إذا حان الآوان أن تعرف من أكون هذا الذي ترآه أمامك وجده أحد مؤذني المساجد مرمي عند أحد أبواب المساجد قبل صلاة الفجر يبكي فحملني ثم حكى قصتي للإمام وللمصلين فبدأو يتحسبون الله على من فعل بي هكذا ثم ذهبوا بي لدار أيتام لكي أجد من يعتني بي
وبالفعل بدأت أكبر وينضج عقلي لأعرف أن هذا الملجأ هو أمي وأبي
ولما بدأت في مراحل الدارسة أصبحت متفوقا فيها وكنا ندرس مع أطفال لكن ليسوا مثلنا فهم طلاب لديهم أمهات وأباء وأسرة تحتويهم
وكان من بينهم طالب أسمه ذياب وكان لسانه وقح وكنت أتجنب مصادمته ومع ذلك لم أسلم شره فحصل بيننا نزاع فتشاجرنا وبدأ يتلفظ بألفاظ لم أعرف معانيها إلا بعد أن كبرت فكان يقول يا إبن ال***** ويقول يا إبن الزنا وأن كان في أوج إحترامه يقول يا لقيطة
شعر ذو بعد أن سمع كلام مازن بشيء من الرعشة فهذا الموقف قد مر به
وأكمل مازن وقال وبعد أن أنهيت المتوسطة وألتحقت بالثانوية وفي الصف الثاني ثانوي حصلت مشكلة كانت هذه المرة كبيرة حيث لم يفتر ذياب من إلحاق الأذى بي بسبي بألفاظه التي طالما أنزلت رأسي بسببها
وتم أخذ تعهد علي وعليه بعدم المشاجرة
وبعد أن دخلنا الفصل أسمع ذياب يتحدث مع من أمامه يخبره بما حدث بيننا وكان يصفني بأبشع الصفات أقلها بشاعة لقيطة
سكت وفي نفسي براكين غضب تكاد أن تنفجر ولكن الأيام مرت ليتسنى لي فرصة صورها الشيطان أنها ذهبية حيث ولأني الطالب الأول في الفصل طلب مني رائد الفصل أن أرتب ملفات الفصل وأسجل أسماء الطلاب الذين لم أجد ملفاتهم
وبالفعل أول ما قمت به هو البحث عن ملف ذياب وبحثت فيه فوجدت ما كنت أريد


ذو العيون 31

حيث عرفت أين يسكن وأيضا أفراد عائلته المكونة من أبوه وأمه وأيضا هو وأخته التي عرفت أن عمرها 14سنة من خلال تاريخ ولادتها فبدأ الشيطان يخطط لي وبالفعل بدأت بتنفيذ خطتي فأنا لا أريد أن أقتل ذياب بل أريد أن أقهره أريده أن يشعر بالذل الذي يسببه لي ولن يكون ذلك إلا أن ألطخ شرف أخته فبدأت أراقب بيته لشهر كامل عرفت من خلالها أن أبو ذياب لديه مكتب عقاري ويذهب له بصفة مستمرة بعد صلاة العصر وأيضا ذياب يخرج بعد صلاة العصر ليلعب كرة قدم مع أبناء حارته
أما أم ذياب فهيا كل يوم أحد تخرج من بيتها ومعها كيس أعتقد أنها تضع فيه القهوة والشاهي وتذهب لجاراتها
مما يعني أن أخت ذياب ستكون لوحدها في البيت
فخططت ليوم الإحد فالسور ليس بذاك الإرتفاع أن أعتمدت على الباب في تسلقه وأيضا أخذت معي أدوات لفتح باب البيت وبالفعل فعلت ما خططت له فبعد أن خرج أبوذياب وذياب وأمه من البيت دخلت وأردت أن أفتح باب البيت بالأدوات ولكن ما أثار عجبي أن الباب مفتوح فدخلت فلما وصلت صالة البيت تقابلت أنا وأخت ذياب فصرخت وأنا أنقضيت عليها لكي أكتم صوتها وبدأت أحاول أن أخلع ملابسها وهي تحاول أن تقاوم لكن ما لبثت إلا وشعرت أن أحد ضربني على رأسي
أتضح لي فيما بعد أن خال ذياب جاء إليهم بالأمس قبل صلاة الفجر بساعة ونام عندهم وظل نائم واستيقظ على صراخ ابنة أخته فأخذ عصا المكنسة فلما راني ممسك بإبنت أخته ضربني على رأسي دون رحمة ثم نقلوني للمستشفى ومن بعدها نقلت للأحداث لأني كنت في عمر لا يمكن أن اسجن فيه وأول شيء حدث لي في هذا الأحداث الذي أنا اليوم أديره صفعة على وجهي من أمين عبده جعلني هذا الكف استيقظ من جديد بل وأشعل نار الحقد في قلبي
فبدأت أفكر في تعويض ما حصل وبعد مضي سنتان وبعد أن ثبت لمركز الأحداث أني أصبحت مستقيما وبالأخص تحقيقي الترتيب الأول تم الإفراج عني فالتحقت بأحد الجامعات بقسم الإدارة وأستمريت في تفوقي وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى وتم قبولي للإعادة ودراسة الماجستير وسافرت لأمريكا وأستطعت بأجتهادي الحصول على الماجستير وأيضا واصلت الدكتواره وحصلت عليها مع إشادة من الجميع بالإمكانيات التي أمتلكها
ولما رجعت كانت كل المناصب العالية مفتحة أبوابها مرحبة بي ولكني تركتها جميعا وأتجهت لكي أدير هذا المركز وبالفعل أصبحت مديرا له وفي أول يوم باشرت فيه كنت أنتظر بشوق رؤية أمين عبده وبالفعل كان من ضمن المرحبين بي لم يعرفني أتعرف لماذا
فقال خالد لماذا
فقال مازن لأن الظالم ينسى والمظلوم لا ينسى
وبدأت أراقب تصرفات أمين عبده وأسجل له هفواته حتى أتضح لي أن أمين عبده يقوم بإختلاسات من المركز حيث يطلب أدوات واجهزة للمركز فإذا وصلت أخذها فأما يستخدمها في بيته أو يبيعها
وأيضا من غير الأختلاس في المواد الغذائية
فترصدت له حتى أثبت ذلك بأوراق رسمية فلما اثبت أختلاساته
استدعيته واستدعيت معه أثنان من الأمن أتعرف لماذا أستدعيت هذان الإثنان
فقال خالد ليشهدان بما يقوله أمين عبده
فقال مازن لا بل أردتهم أن يشهدا ما سوف يحدث فهذان الشخصان كانا موجودان لما صفعني أمين عبده
وأريدهم أن يكونا حاضران حين أرد صفعته
فلما دخلوا المكتب قدمت له صور من الأوراق التي تدينه وعندما قرأها بدأ يرتجف وزدت من خوفه بقولي هذه الأرواق كفيلة بفصلك وليس ذلك وحسب بل وسجنك
فبدأ يخضع ويتضرع ويتوسل لدي أن أخفي الموضوع
فوافقت بشرط
فقال وبدون تردد أنا موافق
فقلت تعال معي وأيضا ناديت الرجلان أن يأتيا
حتى وصلت للمكان الذي صفعني فيه وقلت له قف هنا فوقف فقلت له في نفس مكانك كنت واقف وأنا لا زلت بالمرحلة الثانوية صفعتني على وجهي أشعلت تلك الصفعة نار الأحقاد في قلبي وآن الآوان أن أطفىء هذه النار
فقال أمين عبده والله إني لا أذكر ذلك ولكن خذ حقك مني وأصفعني ولا ترفع بالأوراق
فقلت لن أصفعك بيدي بل بحذائي التي بيدي
فقال أمين عبده أما هذا فلا
فقلت إذا سأرفع الأوراق اليوم
فقال أمين أصفعني بحذائك وأترك الأوراق في درجك
فنزعت حذائي من قدمي وصفعته بكل قوتي
فنظر لي أمين نظرة ذكرتني بنظرتي حين صفعني كنت أشعر حينها بغضب شديد ومع ذلك لا أستطيع فعل شيء
بعد ذلك أرتحت وشعرت أني حققت بعض ما عزمت على فعله

يتبع ,,,,

👇👇👆


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -