بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -7

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -7

فشعر أسامة أنه نجح لكن نجاحه لم يلبث طويلا حتى شعر بالخمر قد أنسكب في وجه
وبدأ يسمع ذو وهو يسبه ويذمه ويصفه بالسكير المنحط
تظاهر أسامة بالهدوء مع أن قلبه يغلي حقدا على ما فعله ذو
ولكنه قد أعطى جابر وعد بأن يتحمل كل ما يصدر من ذو
ومع مرور الأيام بدأت تظهر في الأفق بعض الدلائل عن تغيرات قادمة
حيث قارب العام الدراسي على الإنتهاء فخشيت أم جابر أن غياب ذو المتكرر سيحول دون نجاحه
فذهبت إلى الشيخ معيض وقالت عندي موضوعان عن ذو أريد مساعدتك فيهما
فقال الشيخ معيض إذا كان بيدي أستطاعة فلك ذلك
فقالت أم جابر أريدك أن تذهب للمدرسة وتخبر معلم ذو عن ظروف ذو القاسية لعله يتعاون معنا فينجحه
قال الشيخ معيض الأولى مقدورا عليها
والثانية
فقالت أم جابر أصبح ذو يساعد أباه في تهريب الأسلحة فلقد شاهدت معه مسدس فبقيت أسأله من أين جاء به حتى قال لي الصدق
وأنا أريدك أن تنصحه لعله يترك التهريب
فقال الشيخ معيض هل ذو يفعل ذلك بإرادته أو مكرها
فقالت بل بإرادته
فقال الشيخ معيض وهل إذا أقنعنا ذو أن يترك تهريب الأسلحة فهل يستطيع أن يتركها أقصد هل جابر سيتركه يفعل ما يشاء
فقالت أم جابر أن رفض ذو أن يساعد أباه في تهريب الأسلحة وأراد جابر أن يجبره فأنا سوف أمنعه
فقال الشيخ معيض غدا أذهب للمدرسة
وبالفعل ذهب الشيخ معيض للمدرسة وقابل المدير وشرح له ظروف ذو فطلب المدير المعلم الذي يدرس ذو
وبدأ الشيخ معيض يقول للمعلم أن ذو ولد طيب وأن ذو ولد شاطر والمعلم مندهش وصامت
ثم قال المعلم ليس عندي طالب اسمه ذو
فقال المدير أنه يقصد خالد جابر
فقال المعلم وأين هو لم أعد آراه يحضر فقال الشيخ معيض من أجل ذلك جئت لكي أشرح لك ظروفه
ثم قال المعلم وما الذي تريده مني
قال الشيخ معيض أن تتعاطف مع ذو وتتجاوز عن غيابه وتجعله يرافق زملائه إلى الصف الرابع
فقال المعلم من الظلم أن ينتقل ذو إلى الرابع بل الواجب أنه ينتقل إلى الجامعة مباشرة
فقال الشيخ معيض أفهم من كلامك أنك سوف تنجحه
فقال المعلم بلا شك
خرج الشيخ معيض وهو مسرور بما سمع وذهب لبيت أم جابر فأخبرها بما سمع
ففرحت أم جابر وقالت بقي ياشيخ أن تقنعه أن لا يساعد أباه على التهريب
فقال الشيخ معيض أحتاج مساعدتك فأنا سوف أذهب الآن إلى كلا من السيف و الشيخ محمود وأطلب منهما أن يأتيا معي مساءا إلى هنا
بينما عليك أن تبقي ذو معك في البيت
فنحن سنأتي فإن رأينا النور الذي بالباب مضاء سننتظر حيث نعلم أن جابر لا زال في البيت
فأن أنطفأت حينها نعلم أن جابر قد غادر
فهزت أم جابر رأسها وقالت بإذن الله تسير الامور كما خططت لها
ولما أظلمت السماء أراد جابر كالعادة أن يصطحب ذو معه إلى الغرفة ليتسامر معه وبذلك يكن تحت عينه
لكن أم جابر تظاهرت بالتعب وأبت أن يأخذ جابر ذو بحجة أنها متعبه وتحتاج من يساعدها
فقال جابر ما دمتي مريضة فسنبقى معا نعتني بك
فتلعثمت أم جابر في الكلام ثم قالت لا لا أريدك أن تبقى هنا فأنت سبب مرضي هيا هيا أذهب لصاحبك
أحس جابر أن أمه تدبر لأمر فخرج جابر من البيت
بينما كان ذو صامتت وبعد أن مر أكثر من عشر دقائق من ذهاب جابر ذهبت أم جابر وأطفأت النور الخارجي
فضحك ذو وقال وهل هذه العلامة المتفق عليها
ليس أبي غبيا لهذه الدرجة فهو يعرف أنك تدبرين لأمر
ولم ينهي ذو كلامه إلا والباب يطرق
ففتحت أم جابر الباب فدخل الشيخ معيض والسيف والشيخ محمود
وكان ذو جالسا فسلموا عليه لكن ذو لم يأبه لهم
فشعر الشيخ معيض ومن معه أن أخلاق ذو قد تغيرت كثيرا
فقال الشيخ معيض أنا أعرف أنك غاضبا منا لأننا تركناك
فقال ذو إذا تقرون بخطئكم
بأنكم تركتموني لوحدي مع رجل فاسد مجرم لا يحرم حرام ولا يخشى الله ثم تريدون مني أصبح رجل صالح
فقال السيف ماذا كنت تريد منا أن نقتل أبيك
فقال ذو نعم أقتلوه أن لم يستقم
فقال الشيخ محمود نحن لم نأتي لنتناقش في هذا الموضوع بل جئنا نعاتبك
فما عرفناه أنك أصبحت تساعد أباك في تهريب الأسلحة وأنت بذلك تقحم نفسك في الحرام
نظر ذو إلى الشيخ محمود وقال له وما رأيك في الذي يسكت عن الحق
سكت الشيخ محمود
فضحك ذو وقال نعم أبي شيطان وكل اهل القرية يعلمون ذلك
لكن أهل القرية لا يعلمون أنكم شياطين خرساء
ثم خرج ذو من البيت


قبل ان اضيف الحلقة احب ان اقول ان كل حرق تكتبوه لديه قيمة عندي اكبر من قيمة الذهب فحروفكم نور تساعدني على المشي الى اقصى درجات السعادة فشكرا لكم
ذو العيون25
بدأت أم جابر تحاول أن تهون الموقف وهي تقول هذا الفتى أشبه أباه
لكن الشيخ معيض كان في أشد غضبه وقال بصوت مرتفع وجابر أشبه من؟
ظلت أم جابر صامته تنظر للشيخ معيض
والسيف يحاول أن يهدئه
فقال الشيخ معيض دعني يا السيف أن أخرج ما في قلبي فلقد كتمته لسنين عدة
فقال هل تعرفين أن جابر أشبهك هل تذكرين ثم رفع شالا كان لا يخرج بدونه ليندهش الشيخ محمود والسيف مما شاهداه فإذن الشيخ معيض اليسرى مقطوعة
فقال الشيخ معيض اتذكرين من فعل هذا بي
وأم جابر صامته
فقال الشيخ معيض أتعرفان لما عضت أذني من أجل أني قلت البنات يلعبون لوحدهم والأولاد لوحدهم فأرادت أم جابر أن تذهب مع البنات فقلت لها مازحا هي أنتي أبقي مع الأولاد فلست بنتا
فأنقضت علي وفعلت بإذني ما فعلت
ابتسمت أم جابر وقالت إلا زلت تحمل في قلبك علي من أجل فعلة صدرت في زمن كنت طفلة لا ادري ما كنت افعله
فقال الشيخ معيض بالفعل كنت طفلة ولو كنت طفل لذاق اهل القرية كأسا أمر مما ذاقوه من كأس إبنك جابر
فقال الشيخ محمود استعيذوا من الشيطان فنحن جئنا لحل مشكلة ليس لإثارة مشكلة
فأمسك الشيخ محمود بيد الشيخ معيض وقال هيا بنا نخرج
وبينما هم يمشون قال السيف للشيخ معيض ماذا دهاك فأنا أعرفك حليما
فبكى الشيخ معيض وقال لقد أنفعلت لما رأيت أن كل ما فعلناه لذو ذهب سدى
وبعد أن كنت أرجو أن يكون ذو من أهل الخير أصبحت أرجو الآن أن نكتفي شره
فقال السيف لا تقنط يا شيخ معيض فإني لا زلت أرى في وجه ذو الخير
وصل ذو إلى الغرفة ودخل فوجد أباه جالس وكأس من الخمر أمامه
فجلس ذو أمام أبيه وقال ما رأيك فيما جرى
فقال جابر عن أي شيء تقصد
فقال ذو كنت اشعر بك وأنت تتصنت عند النافذة
فأبتسم جابر وقال إذا كنت تعرف أني كنت أستمع
فقال ذو نعم ولقد أردتك ان تسمع وجهة نظري فيك
فقال جابر كنت أعتقد ذلك ولكنك أختصرت فأنا أستحق أكثر مما قلته
فقال ذو إذا تعرف أنك على خطأ فلما لا تتوب
فضحك جابر وقال أتوب
أسمع ياذو هناك أناس يمتلكون قلوب بيضاء لكن حين تجتمع المعاصي بهذا القلب يصبح هذا القلب أسود نتن يجعل صاحبه لا يستطيع أن يعود لطريق الخير بسهولة
ولكن هناك أناس يوجد لهم قلوب سوداء شريرة هذه القلوب تضخ دماء فاسدة وهذه الدماء الفاسدة لا يمكنها أن تتوب ولا أن تتراجع عن فعل الشر ولا يوجد لها حل سوى سفكها
قال ذو لا يوجد قلوبا ودماء كما قلت
فقال جابر بلى قلبي وقلبك
ثم بدأ يشرب كأس الخمر و ذو جالس يفكر فيما قاله أبوه ويحاول أن يكذب أباه فليس قلبه أسود وليست دماءه سوداء
ومرت الأيام وأصبح جابر يفكر في تهريب شيء يجعله يكسب أكثر فتهريب الأسلحة لا يوفر له كل ما يريده
فأخبر أسامة عن ذلك فشعر أسامة بالخوف الشديد
ولكن جابر بدأ يغريه بالأرباح فطمع أسامة في جني الأموال
ولكن جابر طلب من أسامة أن لا يشعر ذو بذلك فهم لن يأخدوا ذو معهم فهو يخشى أن عرف أن يفعل لهم مشكلة
وبالفعل بدأ جابر وأسامة بفعل ذلك وبدأت الأموال تجري بأيديهم
شعر مشبب أن أوضاع عمه أسامة بدأت تتغير وكان يسمع أن جابر وعمه يهربان الأسلحة فذهب لعمه أسامة وبدأ يخبره أنه يعمل مع أباه الساعات الطويلة ولا يحصد هو وأباه إلا أرباح قليلة
وطلب من عمه أن يساعده لكن أسامة رفض فبدأ مشبب يذكر عمه بما صنعه عبدالرزاق بأسامة ويقول والآن لما جاءك أبن أخيك لا تساعده
فقال أسامة أمهلني بعض الوقت لأرى جابر وأخبره بما تريده
فكلم أسامة جابر وأخبره بما يريده مشبب فوافق جابر دون تردد وكان جابر يمني النفس أن يصبح مشبب مجرما ليحرق قلب عبدالرزاق عليه
فأجتمع جابر بأسامة ويزيد ومشبب في الغرفة ولم يكن ذو معهم
وبدأ يقول لهم من يريد أن يبقى في تهريب الأشياء الصغيرة ليجني أرباح قليلة فليبقى
ومن كان يريد تهريب الأشياء الكبيرة ويجني الأرباح الكبيرة فليرفع يده
فرفع مشبب يده مباشرة
فقال جابر أتعرف ما الأشياء الكبيرة قال مشبب لا أعرف سوى أنها ستجني لي أموال كثيرة
فقال جابر يا لك من وغد مثل أبيك تحب المال حبا شديدا
فقال أسامة لمشبب بل أبقى في تهريب الأشياء الصغيرة مع ذو فإن امسك بك ومعك الأشياء الكبيرة قد تفقد رأسك
فقال مشبب ما تقصدون بالأشياء الصغيرة والكبيرة
فقال جابراقصد بالصغيرة تهريب الأسلحة وأما الكبيرة فأقصد بها المخدرات وما دمت عرفت هذا يجب أن تعرف أني لو سمعت أحد يتكلم بذلك فسوف أقتلك
وبالفعل أنضم مشبب معهم في تهريب المخدرات وبدأ يخبأ ما يربحه في مكان لا أحد يعلمه غيره
وبدأ عبدالرزاق يستغرب أختفاء مشبب عنه بالساعات وكلما سأله يقول أنه يلعب مع أبن عمه يزيد
فلم يلقي عبدالرزاق أهتماما لذلك لأنه يثق في مشبب كثيرا
وبالفعل أصبح كل من جابر وأسامة يمتلك نصف مليون من تهريب المخدرات
وبينما كانوا في الغرفة بدأ أسامة يخرج من جيبه حبوبا ويأكلها فسأله جابر ما هذه فقال أسامة حبوب مهدئة
حيث أن أسامة لما دخل عالم التهريب أصابه خوف وذعر وقلق كلما فكر في أحتمال أن تقبض الشرطة عليه وهو يهرب المخدرات
فأخذ ذو الوصفة وبدأ يقرأها وأكتشف أن هذه الحبوب تجعل متناوله يدخل في نوم عميق
بدأ جابر يخطط لعملية تهريب كبرى يريد بعدها أن يترك التهريب ويستمتع بما حصل عليه
حيث أنه سيتعامل مع عصابة المخدرات التي أراد سابقا خيانتهم لكنه فشل وأصيب صاحبه نادر ومات متأثرا من الجراح
فهو يخشى أن يعرفه أحد أفراد العصابة فيحاولون الأنتقام لصاحبيهما اللذين قتلهم جابر
فجابر يحتاج إلى قناص ماهر يجعل العصابة تحسب له الف حساب قبل أن تفكر في خيانته
فبدأ جابر يقنع أسامة أن يدفع ما لديه من المال وهو يخرج كل ما لديه من مال ثم يشترون البضاعة التي ستكلفهم مليون لكن أن وصلوها للمروجين سيحصدون خمسة مليون
بقي أسامة مترددا خائف أن الطمع في الكثير قد يفني ما معه فشاور يزيد ومشبب
فلم يتردد مشبب في أن يقنع عمه في الدخول في العملية بل ذهب لجابر ومعه كل ما يملك يريد أن يصبح شريك لكن جابر أجتمع بأسامة ويزيد ومشبب ووضح لهم عدة نقاط منها أن نصيب كل من مشبب ويزيد سيكون 150الف ريال
ويكون لأسامة أثنان مليون و 250الف وله مثل ذلك
لكن مشبب بعد أن حسب المبلغ وجد 200الف ليست لأحد فسأل عنها
فقال جابر هذه لذو فقال أسامة وهل وافق على أن يهرب المخدرات فقال جابر لا
فقال أسامة فكيف ستفعل قال جابر نوهمه أننا نشتري رصاص بكمية كبيرة
ولكن جابر لم يستعجل في تنفيذ هذه الصفقة وبقي يخطط له لمدة ثلاثة أشهر
طبعا بدأ العام الدراسي الجديد وذهب ذو للمدرسة وأصبح في الصف الرابع لكن رغبه ذو أصبحت ضعيفة فهو يذهب للمدرسة من أجل أن يرضي جدته
وكان ذو دائم السرحان داخل الفصل فهو يشعر أن هناك أمور تدبر من قبل أبيه ويشاركه في ذلك كل من أسامة وإبنه ومشبب
بقي ذو يراقب الوضع بحذر وفي أحد المرات شاهد أبيه وأسامة ومعهم حقيبتان ويدخلان الغرفة فحاول أن يتصنت عليهما لكن جابر قد أحس أن أحد ما خلف الباب ففتح الباب بسرعة فما كان من ذو إلا أن قطع ازرار ثوبه وألقاها على الأرض وتظاهر أنه يبحث عنها فقال جابر عن ماذا تبحث
فنهض ذو وبيده الزرار وقال هذا
ثم دخل الغرفة فرأى أسامة جالس وبجواره الحقيبتان جلس ذو بجوار أسامة وبدأ يفكر كيف يعرف ما في الحقيبة فخطر في باله فكره وهي أن يسرق الحبوب التي مع أسامة ثم يضعها في براد الشاهي فيناما وهو يفتح الحقيبة فبدأ يدخل يده بخفة في جيب أسامة حتى أنتشل الحبوب من جيب أسامة بدون أن يشعره بذلك
ثم قال ذو لأبيه هل أصنع لكما شاي فقال أسامة ياليت وكانوا يطبخون خارج الغرفة على الحطب فخرج ذو وأعد الماء وبدأ يطحن الحبوب ليضعها في الشاي لكنه تفاجأ أن أباه وأسامة خرجا من الغرفة وقالا له سوف نغادر فأشرب الشاي وكانا يحملان الحقيبة قام ذو وخبا الحبوب التي سرقها بعد أن طحنها فقد يحتاجها لكشف ما في الشنطة
ولكن الأمور كانت سريعة حيث أجتمع الجميع في الغرفة وبدأ جابر يشرح لهم كيف يقومون بالعملية وبدأ يخبرهم أنها ستكون أكبر عملية لتهريب الرصاص وأنهم سيتعاملون مع عصابة خطرة
فقال ذو لما لا تخبرني من قبل
قال جابر لم أعلم أحد سوى في عصر اليوم أخبرت أسامة ليحضر ماله
ونحن نحتاجك يا ذو فلا تخذلني وبدأ جابر يوزع المهام فجابر وأسامة سيكونان المفاوضين وعلى يزيد و مشبب حمل الحقيبتان أما ذو فدوره دور القناص الذي يحميهم من أي محاولة غدر
وبالفعل وبعد أن أنتصف الليل أنطلقوا وعند صخرة كبيرة أمر ذو أن يصعد عليها حيث سيكونون على بعد خمسين متر منه ثم أخرج جابر من جيبه نصف ريال على شكل قطعة معدنية
وقال لذو إذا رفعت هذه القطعة فأصبها فهز ذو رأسه بنعم
ثم أنطلق جابر وأسامة وأمر زيد ومشبب أن يبعدا عنها عشرة أمتار تحسب لأي خيانة فلما تقابلوا مع العصابة قال جابر قبل أن نتحدث أريد أن أريكم شيء ثم رفع القطعة النقدية وما لبث ثواني إلا والقطعة تطير من يده فقد أصابها ذو ثم قال جابر أن قمتم بخيانتنا فسوف تهلكون أنفسكم
قال زعيم العصابة نحن نريد المال مقابل البضاعه ولا نية لنا في خيانتك وأعلم أنه أيضا لدينا رجال يصوبون بنادقهم على رأسك أن أحسوا منك خيانة
ثم تبادلوا البضاعة
فأراد أسامة أن يتأكد على ما تحتويه الحقيبة لكن جابر قال دعنا نغطي بأجسامنا على الحقيبة فقال أسامة لماذا
فقال جابر من أجل أن لا يراها ذو
فقال أسامة وهل يستطيع أبنك أن يراها من هذه المسافة وفي هذه الظلمة
قال جابر أصبحت اؤمن أن ذو ليس شخصا طبيعيا
فقال أسامة سأنفذ ما تقول وبالفعل تأكدوا من صحة البضاعة وعادوا إلى الغرفة قبل شروق الشمس وبدأ يحتفلون بهذا الإنجاز و ذو كان ينظر لهاتان الحقيبتان التي وصفهم أباه أنها أكبر عملية سيقوم بها
فبدأ الشك يدور في عقله فقام وقال سأعمل لكم حليب ثم أخذ علبه الحليب وفتحها وبدأ يدخل يده فيها حتى عثر على الحبوب التي طحنها ثم فتح الكيس وسكبه على الحليب
كان جابر يراقب ذو فخشي أنه يريد أن يضع شيء في الحليب فقام وقال ساساعدك وكان يريد مراقبته وبعد أن سخن الماء بدأ ذو يأخذ بالملعقة من علبة الحليب وكان يغرف من المكان الذي سكب فيه الحبوب المطحونة لم يشعر جابر بذلك فلما أنتهى شعر جابر أنه لا يوجد شيء في الحليب
وبدأ الجميع يشربون بشراهه
وبعد أقل من نصف ساعة بدأ الجميع يتساقطون من النوم وشعر جابر أن ذو قد فعل فعلته فبدأ يمشي بصعوبة حتى وصل إلى الحقيبتان وأحتضنهما ثم نام
أنتظر ذو لعشر دقائق أخرى ثم أنتزع الحقيبتان من تحت أباه فلما رأى ما داخل الحقيبتان دهش فالحقيبة تحتوي على هروين وليس رصاص فخرج خارج الغرفة ثم أشعل حطبا كثيرا ثم وضع الحقيبتان فيه
ثم أسند ظهر على جدار الغرفة ونام
ومع آذان الظهر أستفاق ذو وقام ينظر إلى الحقيبتان التي قد إلتهمتها النار
وفي نفس الوقت أستفاق جابر وبدأ يبحث عن الحقيبتان فلم يجدهما ثم بحث عن ذو فلم يره فخرج من الغرفة فرأى إبنه واقف ينظر لبقايا النار فلما أقترب جابر منه رأى بقايا الحديد من الحقيبتان
فقال هل فعلتها يا ذو
فقال ذو لا أحد يستطيع أن يخدعني
فقال جابر وأنا أيضا لا أحد يعبث معي تذكر يا ذو أنك من بدأت وأقسم لك أنك ستندم
نظر ذو لأبيه وقال هل ستقتلني قال جابر لا بل سأقهرك
فأبتسم ذو وقال لا أملك شيء تقهرني به
قال جابر الأيام بيننا


ذو العيون 26

ذهب ذو إلى بيت جدته وبعد نصف ساعة أستفاق أسامة فلم يجد جابر ولا إبنه ولا الحقيبتان فخشي أسامة أن جابر قد خانه فخرج مسرعا فرأى جابر واقف بجوار نارا قد خمدت فأقترب منه
وقال ما بك
فنظر له جابر وقال ألا ترى
فنظر أسامة وقال بتعتعة هل هذه الحقيبتان
فقال جابر نعم
فقال أسامة من فعل ذلك
فأجاب جابر أنه ذو
فقال أسامة هل ضاع كل شيء
فقال جابر نعم ولا تستغرب فهكذا هو الحرام يأتي بسرعة وينتهي بسرعة ثم مشى
بينما ظل أسامة واقف يتأمل النار التي أخمدت كل أحلامه بالثراء
فخرج مشبب من الغرفة ورأى عمه أسامة واقف فذهب إليه فرأى أثار الحقيبتان فقال إذا فعلها ذو
قال أسامة وكيف عرفت
قال مشبب عرفت ذلك من نظراته الطويلة إلى الحقيبتان
ثم قال مشبب ما رأيك يا عم أن نترك العمل مع جابر وإبنه فأنا أمتلك سبعين الف رفض جابر أن يقبلها لما أردت أن أكون شريكا في هذه الصفقة
فإن أستغليناها سنجني أموال كثيرة
نظر أسامة إلى مشبب ثم قال أريدك أن تنسى هذا الطريق للأبد وإن عرفت أنك أردت فقط أن تفكر أن تعود سأبلغ أباك فإن لم يردعك فسوف أبلغ الشرطة هل سمعت ما أقول
قال مشبب نعم
فقال أسامة إذا أذهب من هنا ولا تعود له ثانية وساعد أباك هذا أفضل لك
بدأ جابر يفكر بأكثر شيء يمكنه ان يسبب لذو الحزن إن فقده
وأيضا ذو أصبح يفكر ويريد معرفة ما يدور في عقل أبوه
ومرت بضع أيام فشعر ذو ولأول مرة أن أباه أصبح ممن يقول ما لا يفعله
ومع الصباح الباكر أخذ ذو حقيبته وذهب للمدرسة
وبعد صلاة الظهر مباشرة جاء جابر إلى بيت أمه وبدأ يناديها فخرجت أمه وقالت ما بك
فقال جابر زوجة السيف وقعت من على السلم وهو الآن في المركز الصحي وتحتاج لمتبرعين بالدم
ولكنهم لم يجدوا فصيلتها فأذهبي إليهم ليروا فصيلتك لعل فصيلتك تناسبها فتساعديها
فبدأت أم جابر تمشي بسرعة وهي بالطريق قابلت الشيخ معيض ولكنها مشت بجواره دون أن تسلم عليه بل لم تجبه وهو يسألها ما بك تمشين مسرعة
وبينما أم جابر تمشي قابلت السيف ومعه إبنه و ذو فأقبلت عليه وهي تقول سلامات لزوجتك
فقال السيف وما بها زوجتي
قالت أم جابر ألم تقع من على السلم
فقال السيف ما بك يا أم جابر من قال لك هذا الكلام
فعرفت أم جابر أن جابر كذب عليها فقالت يبدوا أني صدقت الحلم الذي حلمت به
ثم أعتذرت وقالت لذو هيا بنا
فسألها ذو ما بك يا جدة فقالت جاء إلي أبوك وأخبرني أن زوجة السيف سقطت وتحتاج مساعدة
شعر ذو أن أباه فعل ذلك ليدبر أمرا ما
فبدأ ذو يركض وجدته تتبعه وتسأله ما بك
ولما وصل ذو إلى البيت رأى أبوه واقف وبيده سكين قد لطخت بالدم وقد قطع رأس الناقة البركة ووضعه على صخرة
لما رأى ذو ذلك بدأ يصرخ صرخات غضب
فأبتسم جابر وقال قد قلت لك لا تعبث معي


ذو العيون 27

ومن شدة غضب ذو أنقض على أبوه يريد أن يقتله لكن أباه دفعه بقوة بيده فتدحرج ذو على الأرض ثم قام ذو ودخل البيت
كانت أم جابر ترى الصراع الذي كان بين جابر و ذو فلما وصلت رأت رأس الناقة فعرفت على أي شيء كان ذو يصارع أباه
فبدأت أم جابر تدعو على جابر بالهلاك جزاء فعلته
ثم خرج ذو ومعه سكين أرادت جدته أن تمنعه لكن دون جدوى ثم أنقض على جابر فأمسك جابر بالسكين ثم نزعها من يده وبدأ يجرح جبهت ذو بالسكين وهو يقول من العار على الرجل أن يقتل بسلاحا كان بيده
فإن كنت تعلم أنك لست بكفؤ لان تحمل سكينا فأتركها خيرا لك من تحملها وتطعن بها ثم دفعها بكل قوته فسقط ذو على وجهه
ذهب جابر وأمه تدعو عليه وبقي ذو ملقى على وجهه لبضع دقائق وجدته جالسة بجواره لا تدري ما تفعله
فنهض ذو والدمع يسكب من عينه وأخذ يمسحها وبدأ يحفر حفرة ليدفن الناقة كما يرآها الأخرون ولكن ذو يرى أنها أمه
كان صوت ذو وهو يقاتل أباه كجرس أنذار جعل أهل القرية يركضون بأتجاه بيت أم جابر وكان الشيخ معيض والسيف من ضمنهم فلما وصلوا رأوا الناقة وقد قطع رأسها وأيضا رأوا ذو يحفر فأراد السيف مساعدته لكن ذو قال لا أريد أن يدفن أمي سواي
فبقي الناس يتفرجون
فقال أحدهم بصوت خافت هل ذكر جابر أسم الله عليها فأجاب أخر سوف أذهب وأسأله وبالفعل ذهب هذا الرجل لجابر وسأله هل ذكرت أسم الله عليها فقال جابر نعم
ولكن لما فقال الرجل من أجل أن نأكلها فضحك جابر وقال لو سمعك ذو لقتلك فرجع وأخبرهم بما قال جابر فقال أحدهم سوف نكلم الشيخ معيض فلما قالوا له ذلك قال الشيخ معيض ماذا تظنون من فتى لا زالت الدموع تسكب من عينه على ناقة كانت عنده بمثابة أمه هل سيدعك تفعلون ذلك فوالله أني أخشى أن يقتل أباه بسبب هذه الناقة فشعر الناس بالخوف ولم يعودوا يريدون لحم الناقة
فلما أنتهى ذو من الحفرة أراد أن يسحب جسد الناقة إلى الحفرة لكنه ما أستطاع فنظر نظرة إلى الشيخ معيض شعر الشيخ أنها نظرة تطلب المساعدة فبدأ يسحب معه ثم جاء السيف ليساعدهما وحين رأى الناس ذلك أقبلوا جميعا يحملوا الناقة ليضعوها في الحفرة ثم بدأ ذو يدفنها وهو يبكي فلما وصل إلى دفن رأسها توقف وما أستطاع فبدأ السيف يدفن رأس الناقة لعل ذلك يخفف من ألم ذو
فقام الشيخ معيض وعزى ذو على وفاة الناقة وكذلك فعل الناس بقي ذو ثلاثة أيام لا يغادر المكان الذي دفن فيه الناقة
فجاء جابر في اليوم الثالث فرأه ذو وبدأت نظرات الشر تقدح من عينه ثم قال والله سأقتلك والله سأقتلك
وجابر ينظر ويبتسم فجاءت أم جابر تركض ثم بدأت تطرد ولدها جابر من المكان
وفي اليوم الرابع ذهب ذو للمدرسة ولم تكن المدرسة هدفه بل زميله عيسى أبن الشيخ معيض فذو يذكر أن في مجلس الشيخ معيض يوجد مسدس ربع بحزامه الذي يحتوي على طلقات فأراد أن يطلب من عيسى أن يأتي له ببعض الرصاص
وبدأ ذو يرجو عيسى ليوم كامل دون جدوى ثم اليوم الثاني واليوم الثالث وبلا جدوى فعيسى يعتذر لأن هذا الفعل سرقة لا يمكن أن يفعله
وكان جابر جالس في الغرفة لوحده وبدأ يشعر بشيء من الضيق والحزن
وفي مساء ذلك اليوم سمع الناس صراخ من قمة جبل الخرافة كان الصراخ عبارة عن آهات أخرجها جابر سمع أغلب أهل القرية ذلك بما فيهم ذو فجاءت أم جابر وهي تقول هل تسمع يا ذو أن أباك يحرقه الندم فقال ذو وأنا كذلك يحرقني القهر في كل يوم يمر وهو باق على قيد الحياة
وفي عصر اليوم التالي جاء جابر يريد أن يأخذ إبنه ليتفاهم معه في جبل الخرافة
فبدأ جابر ينادي ذو لكن ذو لم يرد عليه فقال جابر أنا أبوك فأجبني حينما أناديك
لكن ذو بدأ بالصراخ وهو يقول لست أبي بل عدوي لست أبي بل عدوي
فلما سمعت أم جابر صراخ ذو أخذت البندق وعزمت قتل أبنها جابر فبدأت تركض بإتجاهما لكن ذو ركض ودخل للبيت فأراد جابر أن يتبعه لكن أمه حالت دون ذلك بل صوبت البندق بأتجاه جابر وقالت ماذا تريد فنظر جابر لأمه نظرة لم ترها أمه من قبل نظرة ضعف وأنكسار وهو يقول أريد ولدي أريد ولدي
أنزلت أم جابر البندق وهي لا تصدق ما تراه فعينا جابر قد أمتلأت دموعا هذه الدموع التي لم ترها في عينا جابر حتى في صغره
فلما أحس جابر أنه سيبكي بدأ يركض مبتعد عن البيت
ثم بقي يمشي ولم يشعر إلا وهو واقف أمام المسجد وكان الشيخ معيض والسيف واقفان بخارج المسجد يتكلمان عن ذو وماذا يستطيعان أن يقدما له
فأندهشا عندما أصبح جابر أمامهما
شعر السيف أن هاتان العينان ليست كعينا جابر
فنظر جابر لهما ثم قال أريد أن أشكركما على كل شيء قدمتموه لذو وأيضا أريد أن أوصيكما عليه
فقال الشيخ معيض وهل سترحل
فقال جابر نعم
فقال الشيخ معيض هذا أفضل شيء ستفعله
أحس السيف أن قصد جابر في أن يرحل ليس السفر بل شيء اخر قرأه السيف من عينا جابر
فقال السيف بل عد يا جابر إلى رشدك وعهدا علي أمام الله أن استقمت أقاسمك نصف مالي ولكن عد
والشيخ معيض يهمس في إذن السيف ويقول له دعه يرحل
فنظر جابر للسيف ثم تبسم وقال كنت أعتقد أني أفضل منك في الشجاعة والإقدام وكنت أعتقد أن الناس يفضلونك علي لأنهم يحقدون علي
ولكن الآن عرفت أنك أفضل مني لأنك تملك قلبا شجاعا لا يخلوا من الرحمة
وأنا أملك قلبا شجاعا لا يوجد فيه شفقة
فأنت أيها السيف كنت حري أن يحبك الناس
فقال السيف أنا لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام بل أريدك أن تعود لنا بقلبا يريد التوبة والغفران من الرحمن
فقال جابر لا يمكن لمثلي أن يعود فالدماء الفاسدة تجري في كل عروقي وسوف تجبرني على أن أعود إلى الشر ولا يوجد توبة لهذه الدماء الفاسدة إلا بسفكها
فقال السيف أن هذا الشيطان يوسوس لك بأوهام ليجعلك تقنط من رحمة الله
ثم أستأذنهما جابر وأنصرف
والسيف يرفع صوته ويقول الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة الله يقبل التوبة
حتى أبتعد عن نظره
وفي المساء صعد جابر جبل الخرافة لأنه شعر بضيقة خانقة وبدأ يصرخ بأهات لكن هذه المرة زادت ضيقته
فذهب للغرفة التي قضى فيها أوقات ندم عليها
ثم بدأ يفكر بالإنتحار لكنه بقي متردد لأنه يشعر برجاء أن يصفح عنه ذو ويرضى أن يعيش معه

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -