بداية

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -6

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة - غرام

رواية مسلسل ذو العيون الصغيرة -6

فلما وصل عند جدته أخبرها بما حدث وبينما جدته تحاول أن تهون له ما حدث
نهض جابر من نومه وأقبل إليهما وقال لذو قد قلت لك الطيب في هذا الزمان ليس له مكان
هيا يا ذو أنهض اريد أن تذهب معي
فقالت أم جابر أين تريد أن تأخذه
فقال جابر لنزور عمه حسن
فقال ذو أن أخاك لا يحب أن يدخلني بيته
فقال جابر أتعرف لماذا
فقال ذو لأنه يعتبرني أبن زنا
فضحك جابر وقال لا ليس ذلك
فقال ذو إذا لماذا
فقال جابر لأنه يعرف أنك طيب وأنه لن يحدث منك شر
هيا تعال معي لترى ذلك بإم عينيك
وبينما هما يمشيان قال جابر قد أخبروك بما حدث
فقال ذو من تقصد
فقال جابر الذين يدعون أنهم يحسنون اليك
ظل ذو ساكتا
وبدأ جابر يتكلم ويقول لو كان هؤلاء يحبونك بصدق لكان فقط حاولوا أن يدافعوا عنك
ولكنهم وبسبب كلمات خرجت من لساني تركوك
شعر ذو أن أباه ولأول مرة يصيب في كلامه
فلما وصلا بيت حسن بدأ جابر يصرخ ويناديه
فخرج حسن خائف فرحبا بهما
ثم دعاهم للدخول للبيت
فقال جابر وهل صديقة أسامة موجودة
عرف حسن قصد أخوه(فهو يقصد زوجته) فقال نعم
فقال جابر إذا لا أدخل بيت فيه
فقاطعه حسن وقال لقد فرحت جدا بعودتك
فقال جابر إذا أنت تعرف أني عدت
فبدأ حسن يعتذر وأنه أنشغل بإمور عدة
فضحك جابر وقال كنت أظن أنك ستأتي وتسلم علي وتعزمني
فقال حسن كنت اليوم سأتي وأسلم عليك وأعزمك
فقال جابر أنا كنت عارف أنك ستعزمني ولكن أسمع أنا لا أريد أن أجعلك تتعب من أجل عزيمتي ولكن إعطني ألف ريال قيمة عزيمتي
فأخرج حسن من جيبه المال بأسرع وقت وأعطاه ألف ريال
فقال جابر أسمع يا أخي ستأتي لي كل شهر وتعطيني مثل هذا المبلغ مقابل أن أحميك فنحن أخوة إليس كذلك
فقال حسن نعم كذلك
ثم قال جابر أين أبنتك فبدأ حسن ينادي إبنته فجاءت سلمى فلما أمسكها جابر خافت وبدأت تبكي
فقال جابر لا تبكي فسوف أزوجك إبني ذو ثم نظر جابر لأخيه حسن وقال لماذا أنت ساكت إلست موافق أن يتزوج إبني ذو لإبنتك سلمى
قال حسن بلى
فقال جابر إذا قل لذو زوجتك إبنتي
فما كان من حسن إلا أن قالها
فقال جابر لذو قل قبلتها
فقال ذو بل أنا أرفضها فهي بمنزلة أختي
ضحك جابر وقال لأخيه حسن إليس هذا الشبل مني
فهز حسن رأسه بنعم
ثم ذهب جابر وإبنه إلى البيت وقال جابر لذو غدا سأرويك مكان يعجبك كثيرا جدا
فلما قابلت أم جابر ذو سألته أين أخذك أبوك فأخبرها بما حدث وأيضا أخبرها أن عمه الجبان ومن شدة خوفه من أخيه زوجه إبنته لكنه رفض
فسألته جدته لما رفضت فقال ذو لأني أعتبر سلمى مثل أختي

ذو العيون22

وفي صباح اليوم التالي أستيقظ جابر مبكرا ولكنه لم يجد ولده موجود في البيت فلما سأل أمه قالت ذهب للمدرسة
فذهب جابر للمدرسة فسأل عن ولده فدلوه على الفصل فلما طرق باب الصف وفتح المعلم الباب طلب جابر من المعلم أن يسمح لذو أن يذهب معه
فقال المعلم هل أنت أبوه فقال جابر نعم
فبدأ المعلم يثني على ذو وعلى عبقريته
ولكن جابر قاطعه وقال أنا مستعجل وأمور ولدي في المدرسة لا تهمني
كل ما يهمني أن يصبح ولدي رجل بما تعنيه الكلمة
ثم نظر جابر لولده وقال أترك حقيبتك عند أحد أصدقائك
وبالفعل ترك ذو حقيبته وخرج مع أبيه
وقال جابر لإبنه ألم أقل لك أننا غدا سنذهب
قال ذو كنت أحسبك تقصد بعد صلاة العصر
فضحك جابر وقال إن هذا المشوار سيكون أطول مشوار في حياتك
وبدأ جابر وإبنه يخرجان من القرية ويصعدان من جبل وينزلان آخر
حتى وصلا إلى جبل مرتفع جدا له قمة من المستحيل تسلقها
فلما بدأ يتسلقان الجبل
قال جابر لإبنه هل تعرف اسم هذا الجبل
فقال ذو لا
فقال جابر يسموه أهل قريتنا جبل الخرافة
أتعرف لما يسموه بهذا الإسم قال ذو لا
فقال جابر لأنهم يعتقدون أنه من الخرافة أن يستطيع أحد أن يتسلقه
أما أنا أسميه جبل الشجعان أتعرف لماذا
فقال ذو لماذا
فقال جابر لأن قمة هذا الجبل لا تسمح لأي جبان أن يتسلقه فحين يصل رجل جبان إلى نصف هذا الجبل ويرى وعورة الصعود فهو يعلم تماما أن السقوط من أعلى الجبل يعني الموت فيتراجع من حيث أتي
فلما وصلا جابر وإبنه إلى الأماكن الوعرة
نظر جابر إلى إبنه وقال أجبان أنت فنرجع أو شجاع أنت فنمضي قدما
فقال ذو لو كان الموت ينتظرني في أعلى الجبل فسوف أصعده
فأمسك جابر بالتميمة التي كان ذو يضعها على رقبته
ثم قال أعرف أن جدتك من أعطتك هذا
واتعجب منك كيف تصدق كلام عجوز جاهلة فهذه التمائم لن تنفعك ولن ترد الضر عنك
بل هاتان وأشار إلى يديه هما اللتان سترد عنك الضر وتجلب لك النفع
فقال ذو أنا أعلم أن هذه التمائم لا تنفع ولا وتضر وأعلم أن جدتي جاهلة وأعلم أيضا أنك أجهل منها
فإن يداك لن ترد ضر ولا تجلب نفع وإنما الله وحده هو الذي إن شاء ضرك وإن شاء نفعك
فنظر جابر إلى إبنه بإستغراب وقال ما دمت لا تؤمن بها فلما تضعها في رقبتك
فقال ذو من أجل أن أريح قلب جدتي
وبدأ جابر بالصعود وإبنه خلفه
وجابر مسرور وهو يقول ما أجمل أن تصعد قمة وتشعر أن الموت يحيط بك من كل مكان
فقال ذو لا أعتقد أنك ستكون مسرورا أن ضمك الموت الذي يحيط بك
فلما وصلا القمة شعر ذو أن حياته ردت من جديد وقال في نفسه أن هذا الرجل ويقصد أبوه يملك من الشجاعة عشر ما أمتلكه
ثم بدأ جابر يصرخ بأعلى صوته ويقول اااااه
وذو يناظر له بتعجب فلما سكت جابر قال ذو ما الذي حملك على فعل هذا
فقال جابر سأخبرك بشيء لم أقله لأحد غيرك إني في أغلب الأحيان أشعر بضيقة تكاد تقتلني وأنا أعرف أنك ستقول أنها المعاصي ولكن رجل مثلي سلك طريقا لا يمكنه الرجوع منه فإن صراخي هذا يخفف شيء من الضيق هنا
ثم أشار جابر وقال لإبنه أنظر لذلك الجبل فقال ذو أتقصد جبل الموت فقال جابر إذا أنت تعرفه
قال ذو نعم فهذا الجبل يقع تحته مرعى لقبيلتنا ولكن قبيلة الشيخ فرحان دوما يعتدوا علينا فيه
ولقد حدث نزاع لكن أحد شيوخ القبائل حلوا المشكلة
فقال جابر ألم يحدثوك عن المعركة التي صارت فيه
قال ذو نعم ويقولون أن فروسية السيف هي التي أجبرت قبيلة الشيخ فرحان على الهرب
فقال جابر إنهم يكذبون
ثم أشار إلى كومة من الحجار المرصوصة وقال لذو أبعد تلك الحجار وأحفر تحتها
فلما حفر ذو وجد صندوقا فقال جابر أفتحه فلما فتحه وجد أسلحة وذخيرة فقال أخرج واحدا منها وبالفعل أخرج ذو أحد الرشاشات وأعطى أباه
ثم قال جابر كنت نائم في فصل الشتاء في قمة هذا الجبل
وقبل شروق الشمس سمعت أطلاق رصاص فلما أمعنت النظر رأيت خمسة رجال قد تمركزوا في جبل الموت ولم أكن أعرفهم
وكانوا يطلقون النار على رجالا تحتهم فلما سمعت صوت أحدهم وهو يقول لأصحابه أجعلوا من الصخور حماية لكم من الرصاص فعرفت صوت ذلك الرجل كان السيف
فأخرجت رشاشي وبدأت أصيب من كان على جبل الموت حتى قضيت عليهم
وبعد أن شعر السيف أن لا أحد في جبل الموت صعد فرأه أصحابه فأعتقدوا أن السيف هو من قضى على الرجال الذين كانوا يتمركزون على جبل الموت
فسألوا السيف كيف فعلت ذلك فقال وجدتهم مقتولين لكن أفراد القبيلة أعتقدوا أن السيف لا يريد أن يظهر بالمظهر البطولي
فلما جئت إلى القرية وأخبرتهم بما فعلته لم يصدقني أحد وصار السيف فارسهم المحبوب وصرت أنا المجرم المنبوذ
نظر جابر إلى إبنه وقد شعر جابر أن إبنه لا يصدقه فقال حتى أنت ياذو لا تصدقني
هي بنا لنبحث عن صيد نأكله فنزل جابر وإبنه الجبل ووصل مكان منبسط فقال جابر لذو إنتظرني هنا
وبدأ جابر يبحث عن صيد حتى وجد ثعبان طوله لا يتجاوز المتر فأمسكه وجاء به إلى ذو
فقال ذو هل تريدنا أن نأكل ثعابين
فقال جابر لا أريدك تأكل الثعابين ولكن أن أردت أن تبقى حيا فكل منها لأننا سنبقى هنا لعدة أيام
ثم قال جابر ما دمت أني أمسكت الثعبان فإن عليك أن تجمع الحطب
فذهب ذو يجمع الحطب فوجد مجموعة أخشاب مركومة على بعضها فلما أراد أن يأخذها سمع صوت كصوت الثعبان
فالتفت فرأى هذا الثعبان الكبير الذي يفتح فمه ليخيفه لكن كل محاولات الثعبان من أجل إخافة قلب ذو فشلت فأمسك ذو به وجاء به لجابر
فلما رأه جابر أندهش وبدأ يقارن ثعبانه بثعبان ذو فوجد أن ثعبانه ليس إلا كالطفل الرضيع بجوار الرجل البالغ فرمى جابر بثعبانه وقال ما دمت أنك أمسكت بالثعبان فعلي أن أجمع الحطب
وبالفعل أكل جابر وذو من الثعبان ثم بدأ ينظفان لهما مكانا لكي يناما فيه
أستلقى ذو وبدأ ينظر للسماء ليشعر ولإول مرة قول الله تعالى(ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح)
وبقي يتأمل في النجوم حتى نام
وفي صبيحة اليوم التالي نهض ذو ورأى إباه يضع الرصاص بالرشاش فسأله ذو ماذا تفعل
فقال جابر أقطع البصل
عرف ذو أن سؤاله ساذج
فسأله بصغية أخرى لما تملئ مخزن الرشاش بالرصاص فقال جابر من أجل أن أعلمك الرماية شعر ذو بالسعادة ثم أخذ جابر بعض الرصاصات وقال لذو ضعها على تلك الصخرة البعيدة
فقال ذو هل تريدنا أن نرمي الرصاص من هذه المسافة البعيدة
فقال جابر أفعل ما أمرك به وأنت صامت
وبالفعل وضع ذو الرصاص على الصخرة وعاد لأبيه
ثم أعطى جابر إبنه الرشاش وبدأ يعلمه كيف يسدد فعليه أن يكتم أنفاسه لكي يتحكم بتوازنه
وحاول ذو عدة مرات ثم قال أعتقد حتى أنت لن تستطيع إصابتها
فأخذ جابر الرشاش من يد إبنه بسرعة خاطفة وبخمس طلقات أصاب الخمس رصاصات
فأندهش ذو من مهارة أبيه
ولما نظر ذو لأبيه رأى إبيه يمد له بخمس رصاصات ويشير برأسه أن ضعها على الصخرة
فأستمر ذو وأبيه على هذا الحال لمدة خمس أيام
وفي اليوم السادس أصبح ذو يستطيع أن يرمي الرصاصات فقال أبيه حقا أنت معجزة كيف أستطعت أن تصيب هذه الرصاصات بهذه السرعة
لكن جابر قال لذو لا تفرح فإن هذه البداية فقط
ثم نهض وأتجه إلى الصخرة وكان في جيبه إبرتان فأخرجهما فبينما كان يحاول أن يثبت الإبرة الإولى جرحته الإبرة الثانية فمسح بها الدم الذي خرج من إصبعه
ثم ثبتها بجوار الإبرة الأولى
ثم رجع لإبنه ذو وقال له ركز فأنت سترى شيء يلمع من أشعة الشمس إنها إبرتان ثبتهما هناك فصوب عليهما
فقال ذو هل أصيب الإبرة التي فيها الدم أو الإبرة التي ليس عليها دم
فأندهش جابر وقال هل تميز الإبرة التي بها دم والتي ليس بها دم
قال ذو بكل وضوح
فأبتسم جابر وقال أن هاتان العينان الصغيرتان ليست عينا بشر بل عينا صقر
ولم تمضي ساعة واحدة إلا قد أصاب ذو الإبرتان
فأبتسم جابر وقال ليس بعد فالأهداف في العادة لا تكون ثابتة
فأمسك عودان وثبتهما على الصخرة ثم أتى بعود ثالث ووضعه عليهما ثم ادخل خيطا في الإبرة وربطها في العمود الثالث بحيث أن الرياح ستحرك الإبرة يمينا ويسارا
ثم بدأ ذو يحاول أن يركزعلى الإبرة لكن دون جدوى
فنظر ذو لأبيه وكأنه يريد منه أن يساعده فقال جابر لا تركز على الإبرة بل ركز على مسارها فإن إتجهت يمين فأطلق الرصاصة في المكان الذي ستمر منه
وبالفعل بدأ ذو يركز طلقاته على المكان الذي ستمر منه الإبرة
وبعد مضي ساعات أصاب ذو الهدف
ثم أعاد جابر له الإبرة
فيحاول ذو أن يصبها فيخطي عدة مرات ثم يصيبها
حتى أن جابر لما أعاد الإبرة الخامسة أصابه ذو بطلقة ثم أعادتها جابر فأصابها ذو بطلقة واحدة
فأعادها جابر فأصابها ذو مرة آخرى بطلقة واحدة
حينها قال جابر لم تعد إصابتك للإبرة المتحركة بصدفة بل مهارة كم أنت مذهل يا ذو تعلمت كل هذا في ثمانية أيام
عاد جابر وإبنه للقرية وكانت أم جابر قد أشغلت الجميع عن ذو فهي تخشى أن يغضب ذو أبيه فيقتله
فلما شاهدت أم جابر ذو يمشي مع أبيه وهو يبتسم شعرت أن في الأمر غرابة فلما وصلا إليها أمسكت أم جابر بذو وسحبته عندها وسألته أين أخذك أبيك فقال قد علمني أبي الرماية حتى أني أصبحت أصيب الإبرة وهي تتلاعب بالهواء
إستأذن جابر أمه وذهب لصديقه أسامة
فلما تقابلا أخبره بما حدث وبسرعة تعلم ذو ثم قال أصبحت الآن في مشكلة فلم أعد أملك شيء أعلمه له
فضحك أسامة وقال بلى لا زلت تملك شيء تعلمه له
فقال جابر ما هو
فقال أسامة هذا ثم رفع كأس الخمر الذي بيده وأيضا العبث بالنساء
فضحك جابر ضحكا شديدا وقال يا لك من شيطان يا أسامة
أتريد أن أعلم أبني على شرب الخمر والعبث بالنساء
فقال أسامة الست تريد أن يصبح إبنك قريب منك وإلا يأخذه منك الشيخ معيض وجماعته
فقال جابر نعم
فقال أسامة علمه ما أنت تفعل فإن عرف الشيخ معيض وجماعته أن إبنك ذو أصبح سكيرا فسوف يقاطعوه كما فعلوا معنا
فهز جابر رأسه وقال صدقت صدقت


لا اجد الكلمات التي تفي لكما على ردودكما التي تزيدني فرحا بل تجعلني انتظر الغد لاقرأ رديكما المفعمان بالثقافة والرقي والمتعة والنقاش الجاد والانتقاد الرائع لكما شكري فهذا ما املك


ذو العيون 23

وبدأ جابر يفكر كيف يجعل من ولده صورة مطابقة له
فطرت في باله فكرة فذهب لصديقه أسامة وقال له سوف نجتمع اليوم في الغرفة وسوف نغتاب أخوك عبدالرزاق أمام ذو فمن المؤكد أن ذو سيخرج كل ما في قلبه على أخيك وبعد أن ينتهي أعطيه كأس خمر وأقل له أشرب يا بني لتنسى آلامك وهمومك
فأبتسم أسامة وقال أن الشيطان نفسه لا تطرى على باله مثل أفكارك يا معلم الشياطين
وفي المساء ذهب جابر وإبنه إلى الغرفة وبقي جابر ساكت ينتظر قدوم أسامة وبالفعل حضر أسامة والغضب واضح على وجهه
فسأله جابر ما بك يا رجل
فقال أسامة دع ما في قلبي لتجرحه ولا تجعلني أخرجها فأنفضح
قال جابر أف لك يا أسامة هل بين الأصدقاء فضائح أفصح ما في قلبك
فقال أسامة أخي عبدالرزاق
فقال جابر ما به
قال أسامة إنه رجل جشع في هذه الدنيا ويردني أن أصبح مثله يريدني أن أصحو مع الصباح وأهتم بالمزارع وأيضا أشتري ماشية وأهتم بها
يريد مني أن أصبح مثله ألهث خلف هذه الدنيا الفانية
فقال جابر دعك من هذا الأخ الفاسد فإني منذ عرفته وأنا أكره وإبغضه ولا أحب رؤية وجهه النتن
ثم إلتفت جابر لذو فرآه ساكت
فسأله ما رأيك أنت في عبدالرزاق
فقال ذو أن كنت سأقول فيه ما يعيبه فأنا سأقوله في وجهه فأن لم أقله في وجهه فلست ممن يتكلم في قفى الناس
فإن كنتما تريدان أن تقولا شيء عن عبدالرزاق فأذهبا وقولا له ذلك بدل أن تجلسا هنا وتغتاباه
سكت أسامة وجابر وبدأ يناظران في نفسيهما
ثم قال جابر لأسامة أنهض سنذهب لأخوك عبدالرزاق نوضح له ما لا تريده
وبالفعل خرجا من الغرفة وبدأ يمشيان
فقال جابر آرأيت أنه لم يرضى أن يغتاب أخاك الذي أجزم أنه يكره فكيف سيشرب الخمر
قال أسامة هل لديك فكرة أخرى
قال جابر نعم
فسأله أسامة ما هي
قال جابر نجعل ذو يسرق
ضحك أسامة وقال كيف تقنعه بذلك
قال جابر أن ذو يحب التحدي فسوف نقيم تحدي بين أبنك زيد وبين ذو
بحيث نفهم ذو أننا أتفقنا مع أخاك عبدالرزاق بأننا تحديناه
فأنت تعلم أن أخاك عبدالرزاق يحرس ماشيته بالليل ولم يستطع حتى الآن أي لص أن يسرق من غنمه شيء
فالتحدي الذي صار بيننا أننا في الغد سنأتي في الليل ونسرق من غنمه فإن أمسكنا دفعنا له قيمة خروف
وإن لم يمسكنا فإن الخروف الذي أخذناه سيكون لنا
وبالفعل وفي اليوم التالي اجتمعا في الغرفة فأخرج جابر من جيبه الف ريال وأخرج أسامة الف ريال
وأخبرا كلا من زيد و ذو بالتحدي الذي بينهم وبين عبدالرزاق
وفي الحقيقة أنه لا إتفاق بينهم
ثم قال أسامة سيبدأ ولدي زيد أولا لك ساعة أن لم تأتي فيها فسوف نعتبرك خسرت
وبالفعل بدأ زيد يتسلل فلما أقترب من الماشية فبدأت الأغنام تظهر ضجيج فعرف عبدالرزاق أن هناك شيء أفزع الماشية فلما توجه لها رأى زيد قد أمسك بخروف ويريد أن يسرقه فأمسكه عبدالرزاق وقال أتسرق عمك أيها المعتوه
فمن شدة الخوف أخبر زيد عمه عن كل شيء وأيضا أخبره أن ذو سوف يأتي بعده ليسرق أحد الخرفان
فأخذ عبدالرزاق إبن أخيه وربطه في الغرفة ورجع وأستعد ليقبض ذو
فلما مرت ساعة قال جابر إذهب يا ذو وكن حذرا فأنا لا أريد أن أخسر الف ريال
وبالفعل مضى ذو لكي ينتصر في التحدي ولكنه أتجه إلى الغدير فهو قد صنع مكان بقرب من الماء يجمع فيها الثعابين فهو يعتني بها من أجل أن يستخرج السم منها فيضعه في علبه ثم يضع داخل تلك العلب المملؤة بالسم إبر لكي تصبح إبر سامة
ثم أخد أكبر ثعبان بينها ثم بدأ يتسلل حتى إقترب من الماشية ثم رمى الثعبان بأقوى ما يملك فوقع الثعبان بين الماشية فبدأت الماشية تظهر ضجيج فعرف عبدالرزاق أنه ذو فلما إتجه للمكان الذي أظهرت الماشية الضجيج شاهد الثعبان الضخم الذي أمسك بإحد صغار الضان فأتجه عبدالرزاق إلى المكان الذي يضع فيه الحطب وعمد إلى خشبة طويلة فأخذها ودعا إبنه مشبب وطلب أن يحضر الفأس فأمسك عبدالرزاق برأس الثعبان بالعصا الطويلة وقال لمشبب إضربه لكن مشبب خاف ولم ينفذ الأمر فقال له عبدالرزاق تعال أمسك العصا فأمسك مشبب العصا وبدأ عبدالرزاق يضرب الثعبان بالفأس حتى قطعه قطعا
طبعا كان ذو بين الماشية يتنقى ما سوف يأخذه وبالفعل أخذ أكبر خروف وكان عبدالرزاق يستخدم هذا الخروف كفحل لماشيته بل أنه من حرصه عليه لا يعيره لأحد بل لا يسمح لأحد أن يرآه خشية عليه من العين
فلما وصل ذو إلى الغرفة التي يوجد فيها جابر وأسامة سمعا صوت الخروف فلما رأى أسامة الخروف قال لم تجد تسرق خروفا سوى هذا الفحل
فقال ذو أنا لم أسرق بل كسبت الرهان الذي كان بينكم
فقال أسامة هل رأيت زيد
فقال ذو سمعت أخوك يقول لإبنه مشبب أمسكنا زيد وبقي ذو
حينها شعر أسامة أنه في ورطة
وجابر واقف يبتسم فرحا بمهارة ولده في السرقة
فهمس أسامة في إذن جابر وقال علينا إعادة الخروف لأخي فنظر جابر لأسامة وقال نعيد صيدا أتى به ذو لا والله ثم أخرج سكينه وذبح الخروف ثم أستخرج الكبد وأعطاها لذو وقال الكبد لا يأكله إلا الفتى الفذ
عاد الجميع لبيوتهم وأسامة حائر محتار ماذا سيقول لأخيه عبدالرزاق
وفي الصباح الباكر أتجه أسامة لبيت أخيه فلما طرق الباب فتح عبدالرزاق ولكنه لم يأبه لأخيه فخرج من البيت دون أن يكلم أسامة
فما كان من أسامة إلا أن يتبعه وبدأ أسامة يعتذر ويبريء إبنه زيد وأنه كانوا فقط يمزحون
حتى قال وذو هو من سرق خروفك الفحل
توقف عبدالرزاق ثم ألتفت وقال ماذا قلت
فقال ذو هو من سرق خروفك الفحل
فبدأ عبدالرزاق يركض إلى حضيرته فلما بدأ يبحث عن خروفه لم يجده فبدأ يضرب خده ويقول ما فعلت بي يا أخي فبعد أن بدأ يتحسن أنتاجي للخرفان بفضل الله ثم فضل ذلك الخروف ترسل لي أبن السكير لكي يسرقني
ثم أمسك عبدالرزاق أسامة بقبضته وبدأ يذكره ويقول
توفى أبي وأنت لا زلت في فتوتك فربيتك وصرفت عليك بل لم قط أرفع صوتي عليك
فشلت في الدراسة فلم أعاقبك
ثم بنيت لك بيت وزوجتك وصرفت عليك أنت وأسرتك بل وسترت قضيتك التي أرتكبتها وأنت تعرف ما أقصد وأقنعت زوجتك أن ترجع بعد أن خنتها
ثم تكافئي بأن ترسل ولدك وولد السكير ليسرقاني
هل جئت عندي وطلبت مال ثم منعتك
يا أسامة بعد أن أختفى هذا السكير (ويقصد جابر)
من حياتك أستقمت وأصبحت تهتم بزوجتك وأسرتك
ولما عاد السكير عدت معه في الضلال
يا أخي سيكون آخر تحذيرا لك أن بقيت مع هذا السكير فستهلك
أذهب لتلك الغرفة وفك رباط ولدك ولا تعد تأتي هنا أبدا فلست أخي ولست أخوك
أخذ أسامة ولده وهو يفكر كيف يصرف على أسرته ما دام أخوه عبدالرزاق لن يصرف عليه
أتجه عبدالرزاق إلى الشيخ معيض وأخبره بما حدث
فلما جاء وقت صلاة العصر صلى الناس وبعد أن إنتهوا من الصلاة أمسك الشيخ معيض كل من السيف والشيخ محمود
وأخبرهما بما فعله ذو وقال لهما ما رأيكما
فقال الشيخ محمود ما دام ذو ترك الصلاة فليس غريبا أن يسرق
فقال السيف لم يترك ذو الصلاة فجدته أخبرتني أنه يصلي في البيت لأن أباه أصبح لا يفارقه
وكل ما نقدر فعله أن نعوض عبدالرزاق قيمة خروفة وندعو الله أن يهدي جابر إلى الحق فإن أستمر ذو معه فسيضيع من أيدينا
فقال الشيخ معيض أصبت فيما قلت
فخسارة أن يصبح ذو ممن لا نرجو خيره


ذو العيون 24

وفي المساء أجتمع جابر وإبنه بإسامة وإبنه
وقال أسامة قد ضعت يا جابر فقد قطع عبدالرزاق عني مصروفي
فضحك جابر وقال هل أنت طفل يصرف عليك أخوك
أنت لك نصف ما يملك فهذا حقك في ورث أبيك
فقال أسامة قد تنازلت قديما على أن تكتب كل أملاكي بإسم أخي عبدالرزاق
فقال جابر لا عليك لدي مهنة لك ولإبنك ولذو
فقال جابر تهريب المخدرات
فقال ذو المخدرات لا لكن الأسلحة نعم
فرح جابر لما سمع ما قاله إبنه فلأول مرة يقدم ذو تنازلات
وبالفعل بدأ جابر وجماعته بتهريب المسدسات بأحجامها وأيضا الرشاشات والبنادق
وبدأت بعض الأرباح تصل إليهم وفي أحد الصفقات التي قاما بها في التهريب
جمع جابر أسامة وإبنه وزيد وأيضا ذو وقال لهم قد جمعنا ما يقارب خمسين الف
عشرون لي وعشرون لأسامة
وخمسة الاف لزيد ومثلها لذو فقال ذو أنا لا أريد مالا بل أريد مسدس ربع
فنظر جابر بدهشة وقال وما الذي ستفعله به
قال ذو سوف أحاول أن أبيعه بسعر مرتفع
هز جابر رأسه وقال كم تريد أن أعطيك
فقال ذو لست أقبل الشفقة وأحب أن اجعل جبيني يعرق في تحصيل ما تشتهيه نفسي
فأبتسم جابر وقال خذ مسدسك
فأخذه ذو ولكنه ظل واقف فقال جابر ماذا تنتظر قال ذو الطلقات
فمن البديهي أن يطلب من يشتريه أن يجربه
فقال جابر وأيضا أنت من البديهي انه لن يجرب مسدس جديد
شعر ذو أن جابر لن يعطيه أي طلقه
فذهب ذو للبيت فرأته جدته ورأت المسدس ولكن ذو دخل لغرفته بسرعة وبدأت جدته تطرق عليه الباب لكن دون جدوى بعد أن خبأ المسدس أخذ ما كان يضع فيه المسدس وأخذه معه ليوهم جدته أنه أخذ المسدس معه
وكانت جدته جالسة على كرسي قريب من باب ذو فلما فتح ذو الباب بدأ يزيد سرعته فقامت جدته تناديه وتسأله من أين لك المسدس لكن ذو لم يجيب جدته وخرج من البيت
بالطبع كان جابر جالس وهو سارح الفكر فسأله أسامة ما بك
قال جابر إني أخشى من ذو فهو لم يطلب المسدس إلا لأمر ما
فقال أسامة وهو يضحك ويقول أعتقد أنه أخذه ليقتل به الأشرار
فنظر جابر لأسامة وقال قد تكون مازحا ولكنها الحقيقة
فزاد أسامة من ضحكته وقال ما بك يا جابر لم أعهدك تخاف من أحد حتى تخاف من طفل صغير
ولكن أنا سأحل لك المشكلة
فقال جابر كيف
قال أسامة سأجعل إبنك من الأشرار فبذلك سيقتل بمسدسه الأخيار
فقال جابر هل تهزأ بي
فقال أسامة لا أنا اليوم سأجعل إبنك يشرب كأس خمر
فقال جابر وكيف ستفعل ذلك
قال أسامة أريد أن تختبي خارج الغرفة وحين يأتي ذو سأقدم له كأسا من الخمر وحينما لا يراك سيشربه ليجربه لكنه حين يراك يمنتنع
فقال جابر أنت لا تعرف ذو يا أسامة
قال أسامة دع الأمر لي وحسب
فقال جابر بشرط أن تتحمل ردة فعل ذو مهما كانت
فقال أسامة وهو كذلك
وبالفعل اختبأ جابر خلف الغرفة وهو ينظر من فتحة صغيرة ما سيحدث
وما لبث أسامة طويلا إلا و ذو يطرق الباب
ففتح أسامة لذو ورحب به
فنظر ذو وقال أين أبي
فقال أسامة اجلس ياذو أبوك سيأتي
ثم أخذ أسامة كوبا قد صب فيه خمرا وقال خذ يا ذو وجرب أن تنسى الدنيا وهمومها
فأمسك ذو بالكوب
فشعر أسامة أنه نجح لكن نجاحه لم يلبث طويلا حتى شعر بالخمر قد أنسكب في وجه
وبدأ يسمع ذو وهو يسبه ويذمه ويصفه بالسكير المنحط
تظاهر أسامة بالهدوء مع أن قلبه يغلي حقدا على ما فعله ذو
ولكنه قد أعطى جابر وعد بأن يتحمل كل ما يصدر من ذو
ومع مرور الأيام بدأت تظهر في الأفق بعض الدلائل عن تغيرات قادمة
حيث قارب العام الدراسي على الإنتهاء فخشيت أم جابر أن غياب ذو المتكرر سيحول دون نجاحه

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -