رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -38
حملت حقيبتهـا واخرجت منها ورقه صغيره .. كتبت عليها بضع كلمات له وتوجهت نحـو باب الغرفه ..
ضلت ساكنه قليلا كي تفتح الباب بهـدوء .. ولكنها لم تفتحه حتى سمعت صوته وهو يبعد الغطاء عن وجهه
ويستدير لها – الى ايــن ..؟
وقعت الحقيبه منهـا .. لقد افزعهـا .. كان الصمت يخيم على الغرفه وهي في اوج افكارها عندما اقتحم هو سلسلة
افكارهـا .. استدارت بعد هذا له .. لم تنظر في عينيه .. هذا افضل .. كانت تتفاداه وهي تقول – سأخرج قليلا ..
_ تعالي ..
نظرت له .. عينيها تعلقت به وهو يمد يده لها .. لم يكن ينظر لها وكان وكأنه منزعج من ما يقوم به
ولكنه لم يبعد يده .. بدت تتنفس بعمق وتتحرك بهدوء ..
كانت الافكار السابقه كلها تدخل رأسها .. ولكنها لم تعرف اي فكره تختار .. لم تعرف ان كانت ستعود للوراء ..
ان كانت سترتكب الاخطاء مجددا . . ولكن هذه المره ستترك هذا له .. ليفكر هو ..
حتى وصلت له .. امسك بيدها وانزلها لتجلس على السرير قربـه .. لم يقربها اكثر ولكنها كانت تحتاج ان يحتضنها ..
مازال هناك دموع تريد ان تخرج .. لم ترد البكاء .. لم يكن يجب ان تضعف .. ولكنها دست وجهها في صدره وبدت تشهق ..
حاولت امساك نفسها كي لا تبكي .. بينما الاوان قد فات ..
بدأ هو يمسح علىى رأسها .. واحيان اخـرى يقبل خصلات شعرهـا حتى هدئت .. رفع وجهها له وقال وهو خائف ان يحطمها
مره اخـرى – اسمعـي لامار ..
خافت .. احس بها تنكمش .. لقد شعرت .. هو لم يهدئ بعد .. لم يتنازل عن فكرته ..
ضلت تحدق به خائفه مما سيأتي ..
قال بعد هذا – يجب ان تفكـري بعقل اكبر ..
انه يحاول اذن اقناعهـا .. لقد فهم ان صراخه عليها لم يعد يفيد .. اذن فالاقناع هو الحل ..
وكم هو بارع في هذا الحل ..
حاولت الانسحاب من بين يديه ولكنه لم يتركها تتحرك – لا تكوني طفله ..
_ لن اقتلـه ..
_ انه ليس شخص .. الا تفهمين ..
_ لقد دخلت في الشهر الرابـع ..
نظر لبطنهـا تلقائيا .. لم يبد عليها ابدا .. كيف يمكن ان تكون بهذا النحـول ..؟
لم تعي ما تقوم به الا بعد ان احست بيدها تلتف حول بطنهـا .. وكأنها تحميها ..
رفع عينيه لها متفاجأ .. قال بعدها بألم – هل انتي خائفه مني ..
ادارت عينيها عنه وقالت بثبات – لن اتخلى عنه ..
صرخ – لامار ..
وقفت بسرعه – انا احبك .. لا بل اعشقك .. بل اتنفسك امون .. اتنفسك .. هل تعرف هذا .. ولكن ليس هذا ..
ليس طفلـي آمون .. ارجوك .. ليس ما اعيش من اجله ..
تتحدث وهي منهاره تماما .. لقد عرف ان ما تتحدث عنه شيء تقدسـه .. احس بنفسه ضعيف امامها ..
لم يعد يتحمل كلامهـا .. بدا يعبث بشعره بعصبيه حتى رما بالوساده خلفه – اللعنه .. اللعنه .. اللعنه ..
جلست هي ارضا .. ولكنها استطاعت ان تتوقف عن البكاء .. تتنفس بهدوء .. لا تعرف ماذا تفعل ..
قال بهدوء وهو يعيد رأسه لينظر للسقف – سأترك العمـل ..
رفعت وجهها له .. عن ماذا يتحدث .. سيترك العمل .. وهل هذا مهم الان .. هل هذه هي اولوياته ..
لن يصور الفلم المعروض عليه هو اهم من طفله ..
ولكنه لم يقصد هذا .. ادار وجهه لينظر لها وقال مجددا – سأعتزل ..
حدقت به .. اعتزل .. اعادت الكلمه في رأسها .. – التمثيل ..؟
قالت بهمس ..
وقف بعد هذا وكأنه لم يعد يريد اكمال الحديث .. اخذ منشفه ودخل ليستحم ..
كلوديا كانت مع ميا بعد ذلك .. عرفت منها انها ستتزوج وكانت سعيده جدا لهذا الخبر الرائع ..
اخبرتهـا ميا انها يجب ان تحضر حفل الزواج رغم انه لن يكون بمستوى الحفلات التي تعودت عليهم كلوديا
فضحكت الاخرى عليها – وكأني اعيش حياتي كلها في قصر كهذا .. ايتها الحمقاء بالطبع سأحضر ..
_ هذا رائع ..
_ من هـو اذن ..؟
ابتسمت بخجل – انه يعمل في احدى شركات السيد مايكل ..
نظرت لها كلوديا مستغربه فقالت ميا – نعم .. انا ايضا استغربت ان يطلب مني طلب كهذا ..
فهـو على قدر معقول من الوسامه .. ولديه وضيفه ودخل ممتاز .. لماذا سينظر لخادمه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. تعرفين انك جميله جدا ..
_ هناك اجمل مني ..
ضحكت كلوديا – هل تريدين ان تتركيه اذن ..
ابتسمت ميا – لا .. اقصد ان اقول فقط ان استغرابك ليس غريبا ..
_ انا لم استغرب لهذا الامر فتوقفي عن التقليل من نفسك ..
فقط كيف تعرفتي عليه ..؟
_ انه يحضر احيانا بعض الاوراق للسيد مايكل ليوقعها .. وهكذا رأني ..
_ واعجب بك .. ثم عشقك .. اليس كذلك
ضربتها بخفه – توقفي عن هذا ..
_ هل ستكملين العمل اذن ..؟
_ لا ..
_ ااه ..
ردت كلوديا .. شعرت بالسعاده من اجل ميا .. كم هو رائع ان ترتاح اخيرا ..
كانت تتمنى دوما ان تحضى ميا على فرصه لتشاهد العالم .. لتعيش كما تعيش اي فتاة بعمرها .
فهذا اقل حقوقها ..
_ اشعر بالحزن لتركي العمل .. ولكنه لم يقبل
_ كم هو رائع .. وانتي حمقاء .. حتى ان كُنتي تحبين هذه العائله ولكن كم سيكون جميل ان تعيشي اخيرا
كما يعيش الأخرين ..
_ ماذا تقصـدين ..؟
نظرت كلوديا محرجه وتلعثمت – اه .. ااه .. حقا لا شيء ..
علت ضحكت ميا – كم انتي حمقاء .. دائما تفعلين ما تندمين عليه ..
_ نعم .. هذا صحيح ..
_ ماهذه الجديه فجأ ..؟
ابتسمت كلوديا بهدوء – لا شيء ..
_ توقفي .. هناك شيء .. هيا قولي ماذا ..
_ حقا لا شيء .. مشاكل صغيره فقط
_ انا اخبرك بكل شيء بينما انتي .. انك حقا لئيمه
وقفت ميا لتحضر لكلوديا كأس عصير – نعـــم ..؟
_ لقد تعرفت على ايفـان ..
_ لقد تعرفتي عليه هنا .. اعرف هذا ..
لم تكمل كلوديا فحدقت ميا بها مطولا قبل ان تقول متلعثمه – لقــد .. لقد اُعجب بـكِ ..؟
كانت الصدمه باديه على ميا فضحكت كلوديا عليها – لماذا هذا كله ..؟
_ حسنا .. اليس من الرائع ان يقع شخص كأيفان بك
_ لم اقل بعد شيئ ..
_ ولكنك لم تنفي
_ هل تضنين حقا انه رائع ..؟
_ الا ترينه كذلك ..؟
_ لا .. ليس هو .. بل ان .. ان يكون بيننا علاقه ..؟
جلست ميا وقالت وهي تشرد بتفكيرها – لا افهم سؤالك تماما .. ولكن العيش مع ممثل .. ربما يكون ..
_ توقفي ايتها الحمقاء .. ليس هذا ..
غضبت ميا – اذن ماذا .. تحدثي وانهي الامر ..
_ هناك شخص اخر .. اقصد
لم تعرف كيف تكمل فقالت ميا بسرعه وكأنها تنتظر هذه الفرصه منذ زمن – ادوارد ..
اتسعت عينا كلوديا وبدت الصدمه تملء وجهها .. لم تعرف ماذا تقول فعرفت ميا انها اصابت عين الحقيقه ..
احست كلوديا بعد هذا بالاحراج .. استدارت وبدت تطرق بأصابعها على الطاوله بهدوء ..
_ هل يعرف ..؟
لم تجب كلوديا فقالت – السيد ادوارد اقصد ..؟
هزت كلوديا رأسها .. احست ميا بالالم عليها .. بالطبع تعامل معها كما يفعل مع الجميع .. ومن تصرفاته يبدو
انه يقسو عليها اكثر .. – دعيه ..
رفعت كلوديا وجهها .. بعد برهه من الصمت قالت ساخره – وكأن هناك شيء بيننا كي اتركه ..
_ حسنا .. انسيه .. دعيه .. سمها كما تشائين .. ولكن السيد ادوارد لم يخلق للحب ..
_ هل هناك اناس مخلوقين للحب ..
_ لا اعرف ان كان هناك غيره .. ولكن السيد ادوارد لا يعرف ماهي العاطفه .. انه فقط هكذا ..
_ اعرف ..
_ اذن كيف ..؟
نظرت لها كلوديا فرفعت ميا يدها لتعبث بخصلات شعرها – كيف وقعتي بحبه ..؟
بعد صمت قصير اطلقت كلوديا ضحكه .. لقد كان سؤال ميا يبدو محيرا حقا ..
لم تجبها فقالت – ماذا اذن ..؟
قلت كلوديا – ماذا ..؟
_ ماذا قررتي ..؟
_ بشأن ..؟
_ السيد ايفان ..؟
_ لم اقرر شيء ..
_ هل تضنين انه يطلب علاقه جاده ..؟
_ ماذا تقصدين ..؟
_ السيد ايفان .. ممثل شاب .. تعرفين .. اقصد
_ لقد طلبني للزواج ..
_ ااااه ..
انها صدمه اخرى ..
_ اعتقد ان من الافضل ان تعطي نفسك فرصه للتعرف عليه ..
نظرت لها كلوديا بدون ان تقول شيء .. اكملت ميا – ربما سيكون هو الذي تحتاجينه لتنسين ادوارد ..
_ ربما لا ..
_ لا تضعي احتمالات كهذه .. فكري فقط انه سيكون من الجيد ان تكوني مع ايفان ..
_ ولكني لا اشعر بشيء حياله .. اشعر باني اقوم بخداعه ..
_ لا تقومين بهذا .. الامر بسيط .. احببتي شخص ولم تكن تلك العلاقه ذات نهايه جيده .. مالخطأ في التعرف على
شخص جديد ..
ابتسمت كلوديا واخذت نفس عميق – لقد ارتحت لتحدثي معك .. دعينا الان من هذا ..
_ يبدو ان حالتك صعبه ..
..||
اخذها جون لغرفته وبدأت تسأله عن كل شيء تراه من محتواها .. لقد كانت غرفه جميله ..
فيها يوجد الشيء الكثير .. بدى لها ان جون مهتم جدا بالتكنلوجيا والاعاب الاركترونيه ..
اذن ان غرفته مليئه بهـا .. لعبت معه كثيرا بألعاب الفيديو .. كما قام بتعليمها اكثر على استعمال الحاسوب
وشاهدو البرامج التلفزيونيه .. لقد احست بالمرح معه ..
واحست انه ايضا سعيد بما حدث .. بدى انه يتعرف على اشياء جديده في حياته ..
العلاقات .. كم بدى غريبا عليه في السابق .. احست ان ما وصل اليه جـون لها بعض الفضل فيه .
جاه لجـون اتصال بعد ذلك من احد اصدقائه والذي فاجئ كلوديا .. لم تعرف من قبل ان لجون علاقات خارج هذه
البيئه . ولكنه كان يتحدث مع صديقه بطريقه جميله .. لقد بدى انه صديق قريب جدا ..
تركته لوحده وخرجت .. كانت الشمس الان قد غابت .. لقد حل الضلام ..
بدى الجو رائعه في الخارج ولكنها لم تخرج بل جلست في الشرفه لتتمتع بمنظر السماء الصافيه ..
اخرجت هاتفها بعد هذا وبدأت تلعب بالارقام وتعبث بالرسائل .. كانت تنزعج كلما رأت اسم ايفان .. لقد
كانت اخر مكالمه بينهم سيئه .. قررت انها كانت على خطأ في ذلك الوقت .. انفعلت بدون وعي منها وقامت بقول
حماقات ما كان يجب عليها ان تقولها .. بدت تفكر بوعي اكبر .. هل من الجيد ان تتصل به ..؟
قررت بعد هذا ان تتصل وتسأل فقط عن احواله .. بعد ان رن كثيرا واحست انه لن يجيب .. او ربما
ترك هاتفه في حين انه سافر لانه قد لا يعمل بنفس الرقم هناك اجاب عليها صوت انثوي ..
_ نعـم ؟
هل هي منزعجه .. احست كلوديا ان من اجابت عليها كانت غاضبه جدا – مرحبا ..
قالت متلعثمه فردت عليها الاخرى – ماذا تريدين ..؟
_ عفوا .. هل هذا هاتف ايفان ..؟
_ نعم انه هاتفه .. ماذا تريدين منه ..؟
سمعت صوت ايفان يقترب – من هناك ..؟
سأل الفتاة فأجابت – لا احد ..
استغربت كلوديا الحوار الدائر بينهم .. ولماذا لا تريد هذه ان تعطي الهاتف لأيفان ..
جائها صوته الان – كلوديـا ..؟
هل يتسائل – الم يضهر اسمي على الشاشه ..؟
_ بلى .. ولكني لم اتوقع ان تتصلي ..
ماهذا الترحيب .. فكرت في بادء الامر انه منزعج منهـا .. فقالت – اسفه ان كنت اتصلت في وقت غير مناسب ..
_ لا .. لاداعي .. ليس هناك فرق ..
لم تعرف ماذا تقول الان .. فقال لها – مابك ..؟
ردت عليه بأنزعاج – لا شيء ..
_ اذهبي ..
قال ايفان فأستغربت كلوديا .. ولكنه اوضح بعد هذا – ليس لك ..
وابعد الهاتف الان ليتحدث قليلا مع تلك التي ترافقه في مكانٍ ما ثم عاد لكلوديا – اسف .. ماذا قلتِ ..؟
_ يبدو انك مشغول .. سأتركك الان ..
_ انتظري ..
قال بسرعـه .. توقفت قليلا ولم تغلق .. قال – جيد انكِ اتصلتي ..
_ لا اعتقد .. يبدو اني تسببت في مشكله ..
احست بالنزعاج .. هي لا تشعر بالغيره ولكن لماذا يتحدث معها بشيء والان هو مع اخـرى ..
وكما بدى لها فالعلاقه بينهم ليست بريئه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. لماذا اتصلتي ..؟
_ لا لشيء .. فقط اتصلت .. والان سأغلق ..
غضبت مجددا .. وقامت بأغلاق الهاتف في وجهه .. لم تعد تتحمل ..
ما بها الناس .. كانت تنظر للهاتف وهي تقف في الشرفه .. عصرته بقوه وحاولت رميه حين امسك بيدها
احد من الخلف .. فزعت واستدارت بسرعه لترى ادوارد يقف امامهـا .. كان يمسك بيدها حتى انزلتها فافلتهـا ..
قال بعد هذا وهو يُقرب وجهه منهـا – تبدوان مناسبيـن جدا ..
بدأ قلبها يدق نواقيس الخطر .. امسكت بالشرفه بيديها وهي تحاول اللا تقع .. لم تفهم ما قاله ..
لقد كان جل اهتمامها نحو عينيه اللاتي لم تفارقنهـا ..
_ فأنتما كليكما احمق ..
اكمل جملته ولكنه لم يتحرك .. حاولت ان تبتسم بسخريه ..
_ عكسك انت وكلارا تماما .. فأنتما لا تتناسبان ابدا ..
ابتسم وكأنه اهتم بما تقوله وسأل – كيف هذا ..؟
حاولت ان تبتعد ولكنه لم يسمح لها .. بدى قلبها يجعل من تفكيرها صعب ..
وبدت تشعر بمغص شديد جراء اقترابه منها .. قالت وهي تنظر بالاتجاه المعاكس له – انها فتاة مسكينه حالمه ..
اعتقد ان من تناسبك هي سيدرا .. فقد كانت تشبهك تماما ..
بدت منزعجه الان .. امسك وجهها بأصابعه و اداره له .. اجبرها ان تنظر لعينيه وقال – وانتـي ..؟
كاد قلبها يتفجر الان .. ماذا يريد .. الى اين يريـد ان يصل بتعذيبها ..
_ انا ايضا ضمن اللائحه التي لا تناسبك ..
ترك وجهها الان وامسك بكلتا يديه بسياج الشرفه ليحبسها بينهم ..
_ اريد ان اذهب ..
_ بتي تخافين مني موئخرا ..؟
_ ربما اشمئز هي الكلمه المناسبه ..
لم تعرف كيف ومن اين جائتها هذه القوه لتقول تلك الكلمات .. لكن ملامحه لم تتغير .. لم يبد عليه الانزعاج ..
ولا شيء اخر .. ولكن لا يهم مادامت تستطيع ان تريه كم تمقته .. مادامت تستطيع تبين مشاعرها ..
ولكن بالعكــس تماما عما هي عليه حقيقتا ..
قرب وجهه اكثر منهـا .. حاولت ان تتنفس ولكن هذا كان مستحيل ..
اصبحت شفتيه قريبتين جدا منها .. خافت جدا .. هل يحاول تقبيلها ..؟
ماذا ستفعل الان .. شعرت بقلبها يكاد يخرج من بين اضلعهـا .. لم تستطع الحراك ..
خرجت بعد هذا ضحكه مدويه جعلتها ترتجف .. كان هو من يضحك ..
انها سخريته المعتاده .. ابتعد عنها وقال بسخريه جرحتها – لم يبد عليك الاشمئزاز كثيرا ..
بدأت تتنفس بقوه من شدة الغضب .. كيف استطاع ان يفعل هذا .. ولكن لا .. ليس هذا هو السؤال .
بل لماذا يفعل هذا .. ماذا يريد منها .. هل تسليه حقا .. هل ينتشي بجرحهـا ..؟
ضلتت تحدق به عندمـا اخرج سيجاره من جيبه واشعلها .. بدأ ينفخ دخانها ..
انه غير مهتم .. تحركت بسرعه لتدخل للقصـر ..
اللعنه على هذه الحال .. لما جئت الى هنا ..
في وقت متأخر حضرت والدتهـا ولكنهـا دخلت مباشرتا لمكتب السيد مايكل ..
فكما قالت ان هناك شيء مهم ستتحدث به معه ريثما تتجهز كلوديا كي يعودو للمنزل ..
كان السيد مايكل يجلس خلف مكتبه يقرء احدى الملفات عندما اقتحمت عليه زوجته وروزا المكتب ..
خلع نظارتيه وقال – ماذا هنـاك ..؟
_ لما لم تخبرنـي ان جورج خرج ..؟
نظر مايكل لروزا بهدوؤ وقال بعدها – لم اشعر انكِ مهتمه ..
انزعجت روزا منه .. لم تفهم لما فعل هذا – هل هو من طلب منك ..؟
_ لا .. لم يطلب شيء .. لم تثبت التهمه عليه كما كان متوقع لذا اخلو سبيله ..
_ كان يجب ان تخبرها مايكل ..
علقت كاميليا فقال – لم ارها مهتمه به ..
_ هل انت منزعج لهذا ..
_ روزا .. دعينا اذن نتحدث قليلا بعقلانيه .. لقد غاب جورج .. مده طويله .. لن اتحدث عن مدة مكوثه في
السجن فهي شيء اخر .. ولكن اربع سنوات كانت مده طويله .. لقد اراد تأمين حياة كريمه لكم ..
الن تلتمسي له العذر في هذا .. الن يغفر له هذا شيء ..؟
_ وكأنك لا تعرفه ..
_ ما زلتي لا تثقين به ..
_ وسأضل الى الابد ..
قالت روزا هذا واكملت .. – جورج ليس اهلا للثقه .. انت تعرف هذا ..
_ انه مختلف .. لقد تغير .. انكِ لا ترينه عندما يتحدث عن كلوديا .. عندما بدت تعامله كأب ..
عندما يقول شيء اخبرته اياه هي .. او ان اتصلت به .. هو يتغير تماما .. يصبح كالطفل ..
لقد اصبح ابا .. انتي بحاجه له .. وطفلتك ايضا .. لما لا تعترفين بهذه الحقيقه ..
_ هل يجب ان اضحك .. اعود له من اجل المال ..؟ هل هذا ما تقصده ..؟
_ تعرفين تماما انه ليس كذلك .. احتياجكم لبعض هو احتياج عاطفي .. انا اعرف مقدار حبك له
فلما لا تكتفي بهذا فحسب ..
_ واترك كل شيء يحدث في حياته جانبا ..
نظر لها بدون ان يقول شيء فأكملت – هل لك ان تخبرني لما ما زال مستمر بعلاقته مع هذه العصابه الى الان ..
لم يقل السيد مايكل شيء .. فقالت – اذن فالامر كذلك .. انه جورج .. وليس شخص اخر ..
اعتقد ان هذه الحقيقه كافيه لأفكر مئه مره قبل ان اضع طفلتي تحت رحمته ..
سألها بعد هذا – لماذا تسألين اذن عنه ..؟
نظرت له وقالت – لأطمئن ..
ضل يحدق بها وهكذا فعلت كاميليا .. تحركت بعد هذا ..
_ سأذهب الان .. لا تخبره بما جرى .. ارجوك ..
هز رأسه معلنا الموافقه وخرجتا المرأتين من المكتب ..
لم تسمح الفرصه لكاميليا بالتعليق .. لقد كانت كلوديا تقف وهي تنتظر والدتها مع جون ..
لم يتأخرا كثيرا بعد هذا .. فسرعان ما عادتا للمنزل .. اوصلهمـا السائق الى حيث تصل السياره
واكملتا الطريق سيرا على الاقـدام .. احست كلوديا ان والدتها في عالم اخر .. ولم تحب ازعاجهـا ..
فهي ايضا لديها الكثير لتفكر به قبل العوده للدراسه ولحياتها الطبيعيه ..
كان هناك من يقف اما باب المنزل عندما وصلتا .. نظرت كلوديا قليلا بتمعن بينما اشتعل قلب روزا
متلهفا لذاك الرجـل الواقف .. لم يكن سوى جـورج ..
بعد ان تأكدت كلوديا بدت تجري نحوه حتى احتضنها بقـوه ورفعها لفـوق ..
_ كم اشتقت لك صغيرتي ..
_ انا ايضا ابي .. متى عدت ..؟
سألت بسرعه عندما انزلها للأرض فقال .. – منذ فتره .. ولكني اسف صغيرتي .. كنت منشغل تماما ..
اقتربت روزا الان ووصلت لهم .. ترك عينيه لتحدقـان بها بدون خجـل .. لقد كان هو الاخر متلهف لرؤيتهـا ..
كم احس بالألم عندما رئا وجهها الشاحب .. بدت وكأن الحياة لا تسير معهـا بالشكل الصحيح ..
قال وهو يحرك شعر كلوديا بيديه – كيف حالك روزا ..
نظرت له .. اذن فهو يحاول ان يلعب لعبة التهذيب .. لما لا ..
ابتسمت بهدوء شديد زاد ورفعت وجهها له مما جعل زرقة عينيها تزداد – بخير .. كيف حالك انت ..؟ وكيف كانت سفرتك ..
_ مزعجـه .. مزعجه جدا .. ولكني الان بخير ..
هزت رأسها له وتحركت لتدخل .. ولكنها توقفت فور سماعها لكلام كلوديا ..
_ هل تدخل ابي ..؟
سألته واحست بعدها انها قامت بأحداث كارثه .. ولكنها مشتاقه له وتريد ان تجلس معه قليلا ...
بينما ابتسم هو عندما رئا روزا وقد توقفت .. عرف انها تنتظر جوابه وكما يبدو الجواب لم يعجبهـا ..
_ بالطبع عزيزتـي .. هل ستقدميـن لي القهـوة ..؟
ابتسمت بمرح شديد جعل قلب جورج يتحطم على تركه لها كل هذه المده – نعم .. وسأقدم لك ايضا الكعك ..
ضحك ودخل بينما سبقتهم روزا حيث تركت الباب مفتوح لهـم ..
بدأ يدير بعينيه في ارجـاء المنزل .. انه جميل .. احس بالدفء فيه ..
الدفء الذي فقده منذ رمى بروزا وحطم حياته بعمل العصابات والتهريـب ..
لقد دخلت روزا لغرفتهـم بينما توجها جورج وابنته لغرفة الجلـوس ..
جلس هو وقالت له كلوديا وهي تكاد تطير فرحا بوجود والدهـا في منزلهم بانها ستذهب لتضع القهوة ..
دخلت روزا للغرفة مناديا كلوديا .. وقفت امام جورج عندما جائها صوت كلوديا من المطبخ – انا هنا امي ..
ضلت تحدث به بينما هو كان ينظر لها مبتسما .. لم تعرف لما لم تتحرك .. لقد ارادت ان تنظر له قليلا ..
وقف هو وتقدم منهـا فخطت خطوتين للخلف وقالت مرتبكه – لا ..
بدت تحرك يديها بتوتر – لنكن طبيعيين امامهـا ..
_ هل انهيتي الامـر اذن ..؟
فهمت انه كان ينتظر منها قرار اخر .. ولكنها لا تستطيع .. مازال جورج في مستنقع الوحل ذاته منذ
تركته .. لو كانت وحدها لرمت بنفسها في حياته بدون تفكير .. ولكنها ليست كذلك .. انها مسؤله عن طفله ..
مسؤله عن فتاى تعرف انها ان عادت لجورج ستقوم بتدميرهـا .. كل شيء يمكن ان تراهن به ..
حتى حياتهـا .. الا كلوديا .. انهـا خط احمـر .. عندما يأتي دورها لتدخل المسأله فالحسابات
كلها تختلـف ..
لم تجبه فقـال محاول ردعها عن قرارهـا – فكـري مليـاً .. لا تكوني ضدي مع الجميع ..
_ لقـد جلبت كل شيء لنفسـك بنفسـك ..
ابتسم بألم – اعرف .. وانا اطلب عفـوكِ الان ..
فليتوقف عن التحدث بهذا اليأس .. ضلت كلوديا واقفه عند الباب وهي تنظر لهـم .. شعرت بجو الغرفه المتوتر ..
حاولت الابتسام ولم تعرف هل يجب ان تتراجع .. كان يجب ان تتأنى بالدخول ..
تحركت روزا وذهبت للمطبخ بعد هذا ..
صاحت كلوديا خلفها – لقد حضرت لك ايضا امي ..
لم تجبهـا .. بدت كلوديا تلوم نفسها على دخولها الاحمق .. كان يجب ان تعطيهم فرصه ..
تقدمت بعد هذا واعطت والدهـا فنجانـه وجلست بقربـه .. لم يتحدث فأقتربت منه وقالت – هل تشاجرتما مجددا ..؟
نظر لها وابتسم بعد هذا – انكي فتاة مشاغبه .. لا يجب ان تتدخلي بمسائل الكبار ..
ضحكت معه وقالت – هل تحبها حقا ..؟
نظر لها مستغرب سؤالها المفاجأ .. هل هي خائفه على روزا منه ..
ولكنه لم يجبها بل ضربها بخفه على راسها وقال – الى اين ستذهبين بعد التخرج ..؟
اعتدلت في جلستها وقالت وهي تفكر – امممم .. حقا لم افكر بعد ..
_ ماهي المهنه التي تعجبك ..؟
_ لا اعرف .. افكر دائما ولكن ليس هناك ما يجذبني .. لم اقرر بعد ..
_ يجب ان تفكري جيدا .. ويجب ان تدرسي بجد كي تنجحي عزيزتي .. اريد ان افخر بك
_ بالطبع ابي .. ستفخر بي ولاكن .
نظر لها فقالت – ولكن ربما لا انجح بدرجات عاليه ..
ضحك وقال – المهم ان تنجحي ..
_ انت اب رائع ..
_ ايتها اللئيمه .. لانني اقبل بنجاحك بدرجات متدنيه ..
_ انها مصلحه .. هههههههه
روزا كانت تستمع لهم وهي تشعر بقلبها ينبض بقوه .. لم هي سعيده بوجوده ..
انهـا تشعر بالامـان .. هي لا تريده ان يذهب مجددا .. ولكن كيف هذا ..
كيف سيكون الامر .. كاد رأسها ينفجر من شدة التفكير .. فهي تريده ولكنها لا تستطيع ان تتنازل
عن اشياء كثيره .. ان حياته مليئه بالعثرات .. ان تغاضت عن شيء فلا تستطيع ترك كل شيء فقط والعوده له ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك