بارت من

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -42

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي - غرام

رواية لن تعشقي غيري فانتي فتاتي -42

احس بحركتهـا ففتح عينيه بسـرعه وهو ينظر لهـا ..
لم يتحرك من مكـانه وهو ينظر لها تعتصر عينيها بهدوء حتى فتحتهما وبدت تتأمل ما حولها ..
كانت عينياها مصوبتان نحو السقف حتى بدت تتلفت لتـرى اين هي .. عندهـا رئت احدهم يجلس على
الكرسي .. ضلت تحدق به وهي تحاول استيعاب الوضع .. ضلام الغرفه لم يدعها تتعرف على الشخص
فورا .. قالت هامسه بتردد – ادوارد ..؟
ضل ادوارد قليلا في مكانه قبل ان يقف ويتقدم منها .. نظرت له مستغربه وجودهـا معه في هذه الغرفه
التي لم ترها من قبل .. هناك شيء حدث قبل قليل .. ماهو ..؟ ارادت ان تتذكر فجلس ادوارد قربها على السرير
عندما جلست هي الاخرى وابعدت الغطاء عنها قليلا .. نظر لها فقالت – ماذا حدث ..؟
الا تتذكر .. ؟ لم يقل شيء .. احست انها في حلم .. وضع ادوارد لا يبدو حقيقيا .. رفعت يدها لتلمس وجهه
فكأنها صعقت كهربائيا .. ابعدت يدها بسرعه ووقفت على السرير ..
وقف هو الاخر بسرعه وقال – اهدئـي ..
_ ابي ..؟
تذكرت ان هناك شيء حدث لوالدها .. قالت بعدها – وامـي ..؟ اين ..؟
_ تعالي ..
ناداها عندما سارت فوق السرير لتقف مبتعده عنه .. هزت وجهها بقوه وهي تصرخ – اين ابي ..
ضلت تصرخ كالمجنـونه حتى فقد ادوارد سيطرته وصرخ بصوت كاد يحطم جدران الغرفه – توقفـــي ..!!
فزعت والسقت جسدها المرتعش على الحائط وهي لا تستطيع ابعاد نظراتها المرتبعه عنه ..
ارتبك بعد تصرفه الذي ارعبها وبدا يفكر قليلا وهو ينظر لها .. وقف بعد هذا ليرتقي السرير ويتحرك نحوها ..
كانت كالمجنونه .. تحاول اقتحام الجدار كي تبتعد عنه ولكنه استطاع ان يمسكها ..
لم تتحرك .. على عكس ما توقعه من مقاومه .. لم تبدي اي تمرد على احتضانها وتحريكها لتنزل من السرير ..
اصبحا كلاهما على الارض الان .. خبئت وجهها وبدت دموعها تبلل قميصه حتى سألت – اين ابي وامي ..؟
قال بهدوء وهو لا يعرف ماذا سيقول غير هذا – امك بخير .. وولدك ..
يريد ان يقول شيء يهدئها ولكن هذا مستحيل .. قال وهو يحاول ضمها بقوه – لقد ...
لم تكن الكلمه تقبل بأن تخرج وتكسر قلبها الصغير .. قالت – مصاب ..؟
هذه صدمه .. هل يعقل ان يكون انهيارها هذا كله لأنه مصـاب ..؟ ام هل تتغابا كي تحصل على
شي مطمئن .. لم يقل شيء فقالت تترجاه – ارجوك ادوارد .. قل انه مصاب ..
قال وهو يبعدها لينظر بعينيها – لا يمكن ..
احس بقلبها يكاد يخرج من شدة نبضه .. بينما بدأ جسدها يرتعش .. قالت بعد هذا وهي تخرج الكلمات
بصعوبه بالغه – ا..مـ....ـي ...
_ سنذهب لها ..
بدت دموعها تتساقط كشلال وهي تحاول التنفس ..
جلس على السرير واجلسها بقربه فقالت – لـ..ل.لـنـ...ذ..هـب ..
كانت تشهق بين كل حرف تنطقه فقال لها وهو يخبء وجهها بين يديه ويقربها من صدره ..
_ سنذهب ..
اخذ نفس عميق وهي تبكي بدون توقف .. لقد وضعت يديها امام وجهها وبدت تبكي كالاطفال
مما جعله يلف ذراعيه حولها اكثر .. بدت تتعب .. او انها لم تعد تتحمل .. شهقاتها بدت وكأنها تريد
الموت .. بدأ ضوء الصباح في البزوغ .. ابعدت وجهها عنه ونظرت للشرفه .. قالت بعدها وكأنها ملت انتظاره ..
_ سأذهب لأمي ..
وقفت فتركهـا قليلا حتى وصلت لباب الغرفه .. وقف ادوارد وسار خلفها .. عندما نزلت السلم كان القصر هادئ جدا ..
لم يكن احد قد استيقض بعـد .. الا يعرف احد ما حدث لها .. لحياتها .. الا يعرفون البركان الذي تفجر ...
المأساة التي حلت عليها .. كانت تشعر بدوار فضيع وبكئابه وحزن لم يمرى عليها في حياتها ..
تتمايل في سيرها بينما يتحرك ادوارد بعدها بهـدوء ..
حاولت التوازن فلم تستطع .. احست فجأ بأنها تكاد تفقد وعيهـا حين قاربت السقوط ..
هـرع ادوراد ليمكس بها .. استندت عليه وهي تحاول استحضار نفسها بصعوبه .. بدت تتنفس بعد
هذا ووقفت مبتعده عنه .. امسك بها ليلف يده حول ضهرها وتحرك .. سارا معا نحو المرأب ..
عندما فتح السياره ضلت هي واقفه وكأنها في عالم اخر ..
نظر لها ولكنها كانت تنظر للأرض بدون حراك .. رؤيتها هكذا هو تعذيب ..
اغمض عينيه وتحرك بعد هذا ليفتح لها الباب ويدخلها لتجلس ..
انه يحركها وكأنها دميه .. جلس بعد هذا ليحرك السياره .. لقد كان الوقت مبكر ..
البرد كان مزعج جدا .. خصوصا انه لم يستطع النوم جيدا .. اخرج سيجاره بدى يدخن كي يستيقض
قليلا ..
...

تحركت وكأنها جسد بلا روح .. تحاول ان تتمسك باي شيء كي لا تقع حتى وصلت للغرفه

التي تبحث عنهـا .. ضلت تنظر طويلا حتى تركز على الاسم الموجود على الباب ..
ثلاجة الموتى ..
قرأته فأحست بالخوف .. ولكنها فتحت الباب بهدوء ودخلت ..
الجو بارد جدا .. انهـا المره الاولى التي ترى بهـا هذه الغرفه .. لقد كان الشعور مخيف جدا
بداخلها .. احست بقشعريره تجتاح جسدها كله وهي تتحرك بدون ثبات نحو الاسامي الموجوده على تلك الصناديق المخبئه ..
لا تعرف كيف استطاعت ان تقدم على هذا .. تبحث عن اسمه .. وهي تتمنـى ان لا تجده ..
لم يبق شيء لكي تتمسك به .. ولكن ربمـا كان ليس هو ..
ربما تحدث معجزه يعطيها الأله فيها فرصه ثانيه لتعـود له .. لتكفر عن ما قامت به معه ..
لتعتذر منه على الجرح الذي سببته له .. لتقـول له انها لم تعش لحضه من حياتها بدون التفكير به ..
وبدون ان تشتـاق له ..
ارتمت بعد هذا ارضا .. رأت اسمـه .. لابد ان يكون هو ..
جـورج .. هذا ما كُتب مع كنيت عائلته .. يستحيل ..
بدت تضحك وهي تتحدث مع نفسها – ان هذا من الخوف عليه .. بدت اتخيل اسمه من شدة تفكيري به
هذا مؤكد ..
كانت دموع الحزن وضحكها الهستيري يجعلها مرهقه للغايه .. حاولت سحب مقبض الصندوق
ولكنه كان فوي وهي كانت منهكة القوى .. ولكنها وقفت بعد هذا وبدت تجره بقوه حتى فُتح ..
صرخت بخوف عندما رأت شيء مغطى بقماش ابيض ...
لقد خافت جدا ... بدت تتنفس بعد هذا وهي تشعر بدموع الرعب تناسب على وجهها كالمطر الغزير ..
لديها امل .. انهـا الى الان تثق بان هذه الجثه ليست لجـورج .. فجورج لن يكون بهذه القسوه ..
لن يتركها هكذا .. لم يمض وقت طويل على عودته فلا يمكن ان يكون قد مل منهـا ..
بيدين مرتجفتين حركت القماش الابيض عن وجه ذالك الجسد ليظهر لها وجه يحمل كل معاني
الأســى والظلم الذي يمكن ان تكون في الدنيا ..
بدت تتنفس بصعوبه وهي تبعد القماش اكثر عن وجه حبيبها .. لقد كان هو ..
نائم بكل هدوء وهو لا يشعر بوجودهـا حتى .. بدأ قلبها ينبض بقوه بينما احست بالوهن في كل انحاء
جسدهـا . ..
تحركت يدها لتحط على وجهه .. مررتها فوق عينيه حتى وصلت لشفتيه الجافتين .. بدت دموعها تتساقط
على وجهه الذي كان خاليا من كل روح ..
_ لماذا عُدت ..؟ الم تستطع ان تموت بعيدا عني ..
كانت تتحدث معه وهي تنتظر منه ان يجيبهـا .. اكملت وهي تنظر له – لقد كدت انسى .. انسى كل شيء عنك ..
لماذا عدت .. فقط لأيلامي .. لقتلتي مجددا .. جئت لتنبش الجرح الذي سببته وتتأكد من عدم التئامه ابدا ..
لقد كان وجودك كافي .. بعيدا عني .. لما لم تمت هناك .. جورج ارجوك قُل .
بدت تبكي واصبح الكلام صعب جدا .. لم يعد هناك شيء تستطيع ان تقوله .. فهو لا يسمعها الان ..
لقد كان ينتظر منها شيء طوال تلك المده ولكنها لم تقل له شيء .. والان عندما اصبح لديها الكثير
والكثيـــر لتقوله لم يعد يستمع لهـا .. عادت لتنظر له وهي تمسح دموعها – جرحتني فيما مضى وحدي ..
والان عدت لترسم في حياة كلوديا جُرح لن يلتئم بتاتا .. لم اعودها على المأسي جورج ..
لم يكن يجب ان تبدأ على التعرف عليهم بخبر كهذا ..
صرخت بعد هذا – لماذا عُـــدت ..؟؟؟
فتح احدهم الباب بسرعه وكان احد العاملين في المشفى ..
_ ماذا تفعلين سيدتـي ..؟
لقد بدى مستغرب وجودها .. نظرت له وهي مستغربه .. انها مع زوجها فماذا يريد هذا ..
حاول ان يطلب منها الخروج ولكنها لم تبد انها تستمع له .. نادا مساعدين معه وحملوها للخارج ..
لقد كادت تتجمد بملابسها الخفيفه تلـك ..
بعد ان وصلت للقسم الذي توجد به غرفتهـا لمحت كلوديا تدخل مع ادوارد فأصبحتا متقابلتين تماما ..
استغرب ادوارد وقوف روزا خارج غرفتها وتحرك بسرعه .. كلوديا ارادت ان تتحرك ولكنها لم تستطع ..
ضلت تنظر لوالدتها تنتظر منها ان تقترب هي .. تحرك ادوارد بسرعه ليسأل من كان معها ..
قالو له ما حـدث فقال لهم انه سيوصلها لغرفتهـا ..
امسك بها فقالت له – هل قلتم لكلوديا ..؟
_ نعم ..
نظرت بسرعه بعد هذا لكلوديا التي كانت تائهه في مكانها .. اقتربا منها واخذتها روزا بين يديها ..
عادو للغرفه التي لم يكن بها احد .. استغرب ادوارد ان والدته ليست هنا ..
خمن انها خرجت للبحث عن روزا عندما لم تجدها ..
جلست روزا على السرير واجلست كلوديا بقربها لتحتضنها .. قالت كلوديا ..
_ امي .. هل رأيتي ابـي ..؟
لم تفهم ان كانت كلوديا تعي ما تقوله ام انه استفسار عن ان كان جورج مازال موجودا ..
لم تقل شيء فصرخت كلوديا – هل رأيتــه ..؟
ضمتها وقالت – نعم .. نعم ابنتي .. لقد رأيته .. والدك رحل ..
ابعدتها بسرعه وضلت تنظر لها بغضب .. – امي لا .. لا تكذبي .. فأنا لم اصدق ادوارد ولكن انتي ..
نظر لها ادوارد وهو لا يعرف كيف يجب التعامل مع حالتها .. انها فاقده .. او هي لا تريد ان تصدق ما يقولونه مهما حـدث ..
ولكنها توقفت بعد هذا عن الصراخ وعادت لصدر والدتها وهي تبكي بحرقـه ..
خرج ادوارد من الغرفه وتركهم لوحدهـم .. اتصل بوالدته فوجد ان ضنه كان بمحله .. اخبرها ان روزا
عادت .. وكان هو يقف امام الباب بيده السيجاره عندما اقتربت منه ممرضه وقالت بهدوء – التدخين ممنوع هنا سيدي .. تستطيع الخروج ان كان الامر ضروري ..
نظر لها ادوارد في بادء الامر وكأنه لم يهتم مما جعلها تقرر اعادة ما قالته عندما رأته يتحرك ليطفئ السيجاره
ويرميها في سلة المهملات .. ابتسمت له بعد هذا ومعبره عن شكرهـا لتفهمه ..
لم يجب على ابتسامتها مما جعلها تنزعج وتذهب عنه ..
وصلت كاميليا – اين روزا ..؟
_ انها في الغرفه مع كلوديا . .
قال لوالدته وهو يجلس على كراسي الانتظار امام باب غرفتهم .. ارادت ان تدخل فقال – ربما تركهم وحدهم
افضل .. الأن ..
نظرت كاميليا لأدوارد وقررت ان تقوم بما طلبه .. جلست بقربـه وسألت بهدوء – كيف حال كلوديا ..؟
_ سيء ..
قال هذا ووقف لينظر لوالدتـه .. – لدي عمل سأقوم به ..
_ هل ستذهب ..؟
_ نعم .. هل هناك شيء ..؟
_ حسنا .. اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ ليس هناك ما استطيع المساعده بشأنه .. اتصلي بي ان احتجتي شيء ..
سار بعدهـا ليترك والدته مستغربه من اخر ما قاله .. لم يقل هذا من قبل .. اتصلي بي ان احتجتي ..؟
ان هذا شيء لم يفعله ادوارد في حياته كلها ..
اتصل بعد هذا مايكل ليخبرهـا ان الجثه سيحملونها اليوم و يقومون بدفنهـا ..
ولكنها طلبت منه ان ينتظر قليلا .. فهي تعرف ان روزا ليست مستعده ابدا لمراسم
العزاء .. لم يكملا اكثر وقال انه سأتي للمشفـى ..
في وقت لاحق في مكتب ادوارد كان يوقع بعض الأوراق منزعج بتفكيره الذي يتوجه كل دقيقه لهـا ..
اخذ هاتفه بعد هذا واتصـل بأمون ..
انتظر قليلا قبل ان يجيب امون عليه – هل اصدق .. ادوارد يتصل بنفسه وفي وقت مبكر كهذا ..؟
_ اسمع امون ..
لم تعجب نبرة ادوارد آمون فصمت للحضات وقال بعدها عندما تأخر ادوارد عن الحديث ..
_ ماذا الان ..؟
_ هل تستطيعون المجيء ..؟
_ المجيئ ..؟ ماذا تقصـد ..؟
_ اقصد ان جـورج مات ..
للحضات صمت آمون ليفهم الموضوع .. بعدها فكر قليلا قبل ان يقول – هـم ..؟
_ هذا ما حـدث ..
_ هل انت جـاد ..؟

_ هل من عادتي المزاح معـك ..؟

بدأ ادوارد منزعج فقال آمون – متـى حدث الامر ..؟ وكيف ..؟ و..
لقد كان متوتر ولا يعرف ماذا يسأل فقال ادوارد – عرفنـا بالامس ويبدو انه اصيب برصاصه ادت لموتـه ..
_ رصاصه ..
اعاد الكلمه وصمت بعدهـا .. قال آمون بعد هذا بهدوء – كيف حالهم ..؟ كلوديا وروزا ..؟
_ كيف تعتقـد ..
يبدو انه سيء جدا .. الى درجه جعل من ادوارد يتصل ليطلب حضورهم ..
قال آمون بعدهـا – سأرى متى ستكون اول رحله ونحضـر .. متى ستقومون بمراسم الدفـن ..؟
_ لا اعرف بعـد ..
_ حسنا حسنا اذن ..
قال هذا واغلق متوتر .. ما هذه الكارثه التي حلت على روزا الامسكيـنه وابنتهـا ..
استـدار ليـرى لامار تدخل الغرفـه وهي تحمل كيس بيدهـا ..
لقد كانت تنتظر منه ان يسأل كما هي العـاده اين كانت .. فقد بـات هذا السؤال الوحيد
الذي يسأله اياها .. ولكنـه قال منزعج – سأعـود ..
_ الى ايـن ..؟
لم تفهم ماذا يقصده بـ سأعود .. ولكنـه قال بهدوء وهو يشعر بالأسـى – لقد مات والد كلوديـا ..
_ ماذا ...؟؟؟؟؟
صرخت عندما وقعت الاكيـاس من يدهـا .. – هل انت جـاد .. متى وكيـف ..؟ كيف هي كلوديا الان ..؟
_ لا اعرف .. الامر سيء جدا لهذا يجب ان اكون هناك ..
_ سأتي معـك ..
نظر لها قليلا وبعدهـا لبطنهـا الذي بدـأ ينتفخ موخرا – هل يمكنـك ...؟
_ الطريق ليس بطويل .. يجـب ان اذهب ..
_ اعتقد ان هذا جيد .. سأذهب لأرى حجوزات ..
_ اقرب حجز آمون .. اختر اقرب حجز ..
استدار لينظر لها وهز رأسه قبل ان يخرج .. احست بألحزن الشديد .. لقد كانت هذه صدمـه كبيره ..
كيف حال كلوديا وروزا الان .. انها مأساة .. بدأت بعد هذا بتجميع الاخراض بتوتر وهي لا تعرف ان كان يجب
عليها الاتصـال بكلوديا .. .
قررت بعد هذا ان تتصل بأدوارد عله يكون بقربهـا ..
_ نعـم لامار ..؟
_ اين انـت ..؟
استغرب سؤالها وقال – في المكتـب .. لمى .؟
_ هل انت جـاد ..؟ الا تعرف ان ..
قالت بعد تردد – والد كلوديـا ..؟
_ نعم اعرف .. ماذا الان ..
احست بأنه منزعج فقالت – ماذا اذن .. هل انت جاد .. في المكتب .. كيف تترك كلوديا الان ..
_ ماذا افعل لها ..
_ كن بجانبهـا .. فقـط . .
ربمـا كان ما تقوله صحيح .. ولكن ادوارد لن يقتنع بهذا .. هي لا تحتاجه الان وهو لا يعرف كيف يتعامل
معهـا وهي بهذا الجنـون .. سيكون الامر مع والدتهـا اسهـل ..
_ سنأتي قريبا .. ولكن لا تتركها ادوارد ارجوك ..
_ حسنـا حسنا .. سأرى ..
_ حسنا اذن وداعا ..
اغلق الهاتف وهو يشعر بالأنزعـاج من تأنيب لامار لـه ..
دخلت السكرتيره كي تخبره بوصول احـد المستثمريـن الذي كان قد اخذ موعد سابقا معـه ..
_ لقد وصل مدير شركة البنـاء سيد ادوارد .. هل يدخـل ..؟
نظر لها قليلا بصمت ووقف بعد هذا ليسحب سترته من على الكرسـي .. اخذ هاتفه وسار ..
_ لن اعـود اليوم مجددا .. الغي جميع مواعيدي ..
_ ولكــن ... سيد ادوارد ..
كانت تتحدث معه عندمـا خرج بدون ان يبالي بهـا .. هبط السلالم مسرع نحـو سيارتـه ..
..
في المشفى عندمـا دخلت كاميليا الغرفه كانت كلوديا قد توقفت عن البكاء ..
ولكن هذا لم يكن بتاتا امرا جيدا .. فهي كانت كالأموات .. تنظر من الزجاج للخارج بدون التفوه بكلمه ..
بينمـا روزا تحتضن احدى الوسائد وهي تذرف الدمـوع ..
_ هل نعـود للمنـزل ..؟
سألت كاميليا عندما جلست بقرب صديقتها بهدوء فنظرت لها قليلا ..
_ وجـورج ..؟
استغربت كاميليا السؤال فأحست روزا بأنها بدت مجنونه .. قالت بهمس – اقصد الجثـه ..؟
بدت تبكي مجددا عندمـا قالت ذلك .. احتضنتهـا كاميليا ولم تستطع اكمال الحديث ..
استدارت كلوديا لتنظر لهم وكأنها لا تعرف هاتين المرأتين .. ضلت تحدق بهما طويلا قبل ان تعاود
النظر من خلال النافذه وهي تتذكر احـداث الليله الفائته ..
كانت تفكر بحلـول يمكن ان تجعل من والدهـا غير ميت .. تحاول التفكير بطريقه تجعل من الذي
اعتقدوه ابوهـا ليس هـو .. تريد ان يأتي الان ويكذب الخبر ..
فهـي ما تزل تنتظر ان عودا ابويهـا لبعضهمـا .. انتظارها في ان تعيش حياة اسريه جميله
كما حلمت دائما مازال قائما .. لم تكن لتعترض حتى لو ان الامر قد تأخر ..
فلا بأس ان كان جورج تأخر ثمانية عشر عاما قبل ان يتذكرهمـا .. المهم انه تذكر في الاخير ..
وجاء بذلك الفرح وتلك اللهفه ليعيد لهـا كل ما سلب منهـا في طفولتهـا ..
استطاع ان يجعلها تعيش احساس الفتاة المدلله لدى ولدها .. استطاع ان يكمل عائلتهم
بوجوده المتباعد فقط .. فكيـف يرحل الان قبل ان تنتهـي المسأله كلهـا ..؟
كيف يمكـن ان يحدث هذا ..؟ ماذا ستفعـل الان .. لقد بدأت اوراق حياتها تتساقط شيئا قشيئا ..
لو انـها لم تحبه .. لو انهـا بقيت على رفضهـا له .. لو انـه لم يكن بهذا الطيب ..
لـو ....!! هناك امنيات كثيره .. ولكن ليس هناك شيء سيتحقق .. لقد قال القدر كلمتـه ..
استدارت عنهم وتوجهت للبـاب .. نظرت لها روزا متخوفه بسرعه وصرخت – كلوديا ..!!
استدارت بهدوء .. هـدوء شديييد للغايه .. ونظرت مستغربه صراخ والدتهـا ..
_ الى اين حبيبتي ..؟
قالت روزا ودموعها تتناثر حول وجنتيها .. لم تجب وضلت صامته لفتره ..
قالت بعدهـا – سأخرج قليلا ..
خرج صوتها هامسا .. حتى قالت اخر كلمه وهي تكاد تنهـار – اكاد اختنـق هًنـا ..
لم تعرف بما تجيب .. امسكت بها كاميليا وتركتاها تخرج بهدوء ..
استقلت المصعـد حتى وصلت لباب المشفـى الخارجـي ..
ضلت واقفه قليلا وهي تنظر لمى حولها بحزن شديد .. عيناها بدت باهتتـان جدا ..
ونظرتهـا ضائعه .. تحركت بعد هذا لتخرج لحديقة المشفـى .. الليل قد خيم على المكـان ..
والجـو كان يدخله بردا مزعج يحرك العضام .. بينمـا قطرات المطر التي مازالت تبلل الشارع والاشجار
منذ البارحه كانت تعطي منظرا من الكئابه يقبض القلـب ..
خطت بضع خطوات للأمام حتى وصلت لأحدى الكراسي الموجوده امام الاشجـار الكثيفه ..
كأنهـا غابـه .. نظرتهـا كانت متخـوفـه .. ارادت الدخول ولكن صوت ما اوقفهـا ..
_ كلوديــا ..!
استدارت لترى مصدره .. انـه ذاك الرجل الذي حطـم حياتهـا ..
هذا هـو الرجل الأخر الذي تسبب في بكائها لمـده طويله .. نظرت له وكأنها تضع كل اللوم عليه ..
انهـا تقول له تماما انـه السبب في كل ما جـرى لهـا ..
هـو كان السبب الأول في جعلهـا تبدأ علاقتهـا مع والدهـا .. انـه ادوارد لا احد غيره ..
يحدث كارثـه في كل شيء يدخـل بـه ..
اقترب منهـا يذاك العنفـوان نفسـه .. وكأنه لقائهم ذاك .. منذ زمـن ..
لم تكن نظرتـه رقيقه معهـا .. انـها تلك النظرات القاسيـه التي لا يعرف غيرهـا ..
لقد اعتادت عينيه عليهـا .. لدرجه لم يعد يستطيع معهـا تغير شيء ..
لم تتحرك حتى وصل لهـا .. لم تبعد عينيها عنه ولكنـه عرف بأنها كانت تنظر من خلاله
لشيء غير مرئي .. لم تكن تنظر له هـو .. ليس في هذه اللحضه على الأقـل ..
امسك بهـا فأحس بالبروده التي بدت تتغلغل داخل جسدهـا الرقيق .. لم تكن ترتدي شيء
يبعـد البرد او يصـده .. خلع سترتـه ولفهـا بهـا .. لف يده بعد هذا وحركهـا معـه ..
وكمـى توقع .. كالدميـه .. هي ستذهب معه الى اي مكـان بدون ان تفهم .. ليس لأنه ادوارد ..
عرف هذا .. بل لأن كلوديـا اصبحـت فارغـه .. او انهـا تريد هذا وتقوم به متعمده ..
اجلسهـا في السياره واتصل بوالده ..
_ انهـا معي .. حسنا اذن نلتقـي في المنزل ..
عندمـا حرك السياره قامت بفتح الزجاج ليدخل الهـواء النقـي ويلفح وجهها الشاحب ,,
انه هواء ذو نسمـات نقيه ولكنه كان بارد .. بارد جدا ..
جعلهـا تنكمش في مقعدهـا وهي تنظر للخـارج .. دموعهـا كانت تتطاير من شدة الهواء ..
لم تأبه لهذا ولم يقطع هو ايضـا عليهـا شيء .. مرت هذه الساعه بهدوء شديد ..
وكان الاختنـاق هو الشيء الوحيد الذي جمعهم .. فهمـا الان يعيشـان في عالميـن مختلفين تماما ..
كان في ما مضى يشعـر بقربهـا منه مهمـا كانت المسافه بينهـم بعيده .. ولكن الان ..
بدأ يشعـر بأبتعادهـا عنه .. بل بدأ يشعر بالغربـه التي بدت تحل بينهم ..
وبالجمـود الذي ضهر فجأ وكأنه يريد اغاضه ادوارد فقط .. انهـا ليست كما في السابق ..
لم يعـد يشعر بأنتمائها له وهذا ما كـان يزيد من جنونـه ..
عندمـا دخل بوابة القصر كانت هي مغمضة العينين وبدت شاحبه للغايه .. لمس كتفها بهدوء
ليقول – هيا انزلـي ..
ولكنها لم تنزل .. بل فتحت عينيها فقط لتنظر له .. ضلت هكذا حتى فتح بابه وخرج ليفتح لها الباب ..
لم تتابعه بل ضلت عينيها مسمرتان على المكـان الذي كان يجلس به ..
_ هيا كلوديـا .. امك في الداخل ..
انزلت قدميها واحست بعد هذا بالوهـن فأمسكت بالمقعد كي لا تقع منـه ..
رفعت عينيها له وهمـا مليئتيـن بالدموع .. هي تريد ان تعبر عن حزنهـا ولكنها لا تعرف كيف ..
انه حزن كبير جدا .. لا يمكـن للبكاء ان يعبر عنه ..
كيف ستبكـي على والدهـا .. وماذا سيفيد ..؟ هل سيعـود ..؟
هي لم تعـد تريد ان تعيـش .. ان كانت هذه الحياة ستأخذ منهـا كل شيء جميل
فلماذا ولدت اصلا .. لماذا كان يجب على والديهـا ان يكونا هكذا ..؟
لما لم تولد في عائله طبيعيه .. مكونـه من اب وام .. وان حدث ولم يكن لديها اب
فلما كان يجب ان يأتي الان .. لما كان يجب ان يعلقهـا به هكذا ..
ويذهـب .. بدت تتنفس بعمق فأقترب منهـا ادوارد ليمسك بها .. _ ما بك .. اهدئـي ..
لم تعد تستطيع ان تتمالك نفسها .. عندمـا تذكرت ان جـورج مات .. تذكرت لقائها به قبل يومين ..
ضحكاته .. ومزاحه الدائم .. انهارت كليا بعد هذا وبدت تبكـي بحرقه شديده فأمسكهـا لحملها من على المقعد ..
لم تبدي اعتراضا واضحا بل خبأت وجهها بقوه وكأنا تريد ان تخترق صدره ..
وبدأت تبكي كالاطفال .. بصـوت عال و نحيب محزن ..
عصرهـا بين يديه فأحس بأنه آلمهـا .. لم يعرف ان كان من الجيد ان يدخل بهـا هكذا للمنزل ..
ولكنهـا بعد لحضات وضعت يدهـا لتحول بين وجهها وصدره ..
_ ا..نـ...انزلني ..
تتنفس بصعوبه وهي تحاول الحديث .. نظر لهـا فأبعدته عنها .. انزل ساقيها ولكنه ضل ممسكا بها ..
مسـح على وجهها بيده وامسكه بعد هذا لينظر لها .. – ابكـي .. فهذا سيكون الافضل لكِ ..
قال هذا وحركها بعدها لتدخل القصر .. لم تكن والدتهـا قد وصلت بعد ..
لذا قال لها ان كانت تريد ان ترتاح في احـدى الغرف .. نزل جـون في تلك اللحضه ليرى شكل
كلوديا الفضيـع .. ضل يحدق بها طويلا قبل ان يقترب ويقول بخوف – ماذا حدث ..؟
نظرت له وسقطت بعد هذا على ركبتيها لتبدأ بالنحيب مجددا .. اقترب منهـا جون فبدأت تصرخ
بصوت استطاع جميع من في القصر سماعه – لقد مات ابي .. لقد قتلو جــورج ..
احتضنها جون بقوه وهو لا يزل مصدوم مما سمعه .. لم يقم ادوارد بفعل شيء ..
ضل ينظر لهـم وهي جالسه تبكي بأحضان جـون الذي كان حجمه يقارب حجمهـا قليلا ..
كان يريد ان يتحرك للخلف عندما فُتح الباب ودخلت روزا مع والديه ..
لم تسيطر روزا على نفسها عندما رأت كلوديا منهاره ارضا .. جرت نحوهـا واخذتها لتضمها لصدرها ..

يتبع ,,,,

👇👇👇


تعليقات