رواية يا خالتي اريد امي -2
مهند : ما الذي لديه ؟
الطبيب : قل ما الذي ليس لديه ؟
مهند : أخبرني هل هناك فائدة من علاجه ؟
الطبيب : لا أظن ، لأنه مصاب بالسرطان .
مهند : ماذا ، ما الذي تقوله .
الطبيب : نعم ، وإن هي إلا ساعات وسيفارق هذه الحياة .
مهند : إنا لله وإنا إليه راجعون .
الطبيب : اصبر واحتسب هذا قضاء الله وقدره .
مهند : جزاك الله خيرا أيها الطبيب .
عاد إلى جارتهم مريم وهي تسأله .
مريم : ماذا قال لك الطبيب .
مهند : إنه بخير .
مريم : ولكن وجهك يقول غير ذلك .
مهند : لا ، ولكن جاءني خبر سيء عن أحد زملائي .
وعند المغرب قالت لمهند ،
مريم : هل تتصل لي على هذا الرقم ؟
مهند : بكل سرور يا خالتي .
اتصل مهند على هذا الرقم ، هاتف أحمد يرن .
سلمى : أحمد هاتفك يرن .
أحمد : من ؟؟
سلمى : لا أعلم رقم غير مسجل لديك .
أحمد : أخذ هاتفه ووضعه على الصامت وقال : ربما أحد الزملاء .
سلمى : أجب ربما يريد شيئا ضروريا .
أحمد : لا عليك لا أريد أن يشغلني شيء عنك .
مهند : لا أحد يرد يا خالتي .
مريم : لا عليك ، نتصل به لاحقا .
مكثوا في المستشفى إلى بعد صلاة العشاء ، جاء الطبيب وقال :
الطبيب : اذهبوا إلى البيت ، استريحوا وعودوا غدا .
مهند : إذا هيا يا خالتي وسنعود غدا إن شاء الله .
مريم : لا .. أريد أن أبقى مع أبي .
الطبيب : لا فائدة من جلوسك هنا .
مهند : هيا يا خالتي وسنأتي غدا من الصباح .
مريم : إذا هيا بنا .
وعندما عادوا إلى البيت ، أرادت أن تأخذ ابنها خالد وتذهب إلى البيت .
مريم : شكرا لك يا أم مهند ، أتعبتكم معي ولكن سامحوني لا أحد لدي إلا الله ثم أنتم .
أم مهند : لا عليك ، وإذا أردتي أي شيء فلا تستحي .
مريم : إن شاء الله ، ولكن يا مهند هل تتصل مرة أخرى .
مهند : أبشري .
رن الهاتف ، وردت سلمى
مهند : تفضلي يا خالة لقد أجاب .
مريم : ألو
سلمى : نعم .
مريم : أنا آسفة لابد من أم الرقم خاطئ .
سلمى : لا عليك
مريم : إلى اللقاء .
مريم : أعد الرقم لابد أنك أخطأت .
مهند : عاود الاتصال .
مهند : أجيبي يا خالة .
مريم : ألو .
سلمى : ألو .
مريم : السلام عليكم .
سلمى : وعليكم السلام .
مريم : هل هذا رقم أحمد محمد .
سلمى : نعم ، بدافع الغيرة تقول : من أنتي .
مريم : أنت من أنتي .
ألجمت مريم عن الكلام من هول الصدمة ، رمت بالهاتف وسقطت ، أخذ من بجوارها يصيح ، خالتي ، جارتي ، أمي ، رفعوها إلى السرير ، ولكنها لم تستيقظ ، نقلوها إلى المستشفى ، وسلمى : ألو ، ألو ، ثم أغلقت السماعة ، وأغلقت سعادة مريم معها ، عندما وصلوا إلى المستشفى ، نقلوها إلى التنويم ، والكل ينتظر الطبيب ، ولما خرج الطبيب .
مهند : ما الذي لديها ؟
الطبيب : لديها انهيار عصبي ، وإذا استمرت على هذه الحالة إلى إذا المغرب سنضطر إلى إجهاض وإنزال الجنين .
مهند : ماذا ؟ هل هي حامل ؟
الطبيب : نعم ، لماذا ليس لديكم علم .
مهند : والله لا نعلم لأنها جارتنا .
الطبيب : إن شاء الله تتحسن .
ترك مهند رقم هاتفه لدى الطبيب وطلب منه الاتصال عليه إذا استيقظت ، وذهبوا إلى المنزل وأخذوا خالد معهم ، أخذ مهند خالد لينام معه في غرفته ، أخذ الطفل البريء يسأل عن أمه ،
خالد : هل ستموت ماما .
مهند : لا إن شاء الله .
خالد : وجدي هل سيموت .
مهند : وجدك بخير إن شاء الله .
خالد : لو ماتت ماما وين أعيش .
مهند : إن شاء الله ربي يمدد في عمرها .
خالد : يعني إن شاء الله لن تموت .
مهند : إن شاء الله .
وفي اليوم التالي ، يوم السبت ، وفي الصباح الباكر ، استيقظت مريم ، وهي تسأل
مريم : أين أنا ؟
الممرضة : أنت بالمستشفى .
مريم : ولماذا ؟
الممرضة : سأنادي الطبيب وهو يخبرك بكل شيء .
وعندما أتى الدكتور : الحمد لله على السلامة .
مريم : ما الذي حدث ؟
الدكتور : أنت كنت بالأمس في حالة حرجة أتى بك شاب ووالدته وابن صغير .
مريم : عرفت الذين أتوا بها ، ولكن ما الذي عندي .
الدكتور : كنت ستفقدين حياتك وحياة ابنك .
مريم : من ؟ خالد . ماذا أصابه .
الدكتور : لا . ابنك الذي في أحشائك .
صعقت مريم بهذا الخبر .
مريم : ماذا هل أنا حامل ؟
الدكتور : نعم ، لم تكوني تعلمين .
مريم : لا . مستحيل ، وهي تبكي متوسلة إلى الطبيب أرجوك أيها الطبيب خلصني منه أرجوك لا أريد أن أحمل ، يكفي خالد .
الدكتور : هدي يا امرأة ، واذكري الله .
وهي تبكي وتصيح ، لا أريد ، لا أستطيع أن أقوم بتربية اثنين ، أرجوك خلصني منه ، أرجوك .
أعطوها مهدئا لتنام ، واتصل الطبيب على مهند ، وأخبره أن يأتي في الحال ، أتى مهند وأمه وابن جارتهم خالد ، ذهب مسرعا إلى الطبيب
مهند : ما الذي حدث ؟
الطبيب : عندما علمت بأنها حامل انهارت وانفعلت وأرادت أن تتخلص من جنينها .
مهند : ماذا ؟ هل ما تقول هو الحقيقة ؟
الطبيب : نعم ، ولكن أرسل أمك لتتحدث معها .
ذهب مهند إلى أمه وقال لها : يا أمي أريدك أن تهدئيها ، وتحاول أن تقنعيها أن هذا الأمر غير جائز .
وعندما دخلت أم مهند إلى غرفتها .
أم مهند : يا أم خالد ، ما هذا الأمر الذي تقولين ، لماذا لا تريدين الابن ؟
مريم : يا أم مهند ، زوجي قد خانني ، زوجي ذهب في شهر للعسل وتركني في أحلك ظروفي ، زوجي تزوج علي .
أم مهند : ما الذي تقولينه ؟
مريم : نعم ، هذا ما عرفته بالأمس .
أم مهند : يا أم خالد ، وما دخل هذا بإجهاض الجنين ، لماذا تودين أن تقتلي هذه الروح البريئة ، عاقبي زوجك وليس نفسك وابنك .
مريم : أنه ابنه وأريد أن أعاقبه .
أم مهند : إذا عاقبتيه فعليك أن تعاقبي خالد .
مريم : ماذا ؟ خالد . وما دخله ؟
أم مهند : لأنه ابنه كذلك .
عندها أيقنت مريم أنها على خطأ ، وقالت
مريم : يا أم مهند اطلبي من ابنك يبحث لي عن غرفة صغيرة لي ولأطفالي .
أم مهند : إن شاء الله .
مريم : أريد الخروج من المستشفى .
أم مهند : إن شاء الله ولكن أعطيني وعد بأنك لن تفعلي شيئا لجنينك .
مريم : أوعدك .
استدعت أم مهند ابنها وأخبرت أن يطلب من الطبيب أن يخرج مريم من المستشفى وأنها على ما يرام .
مهند : إن شاء الله .
ذهب إلى الطبيب وأخبره بأن خالته تريد الخروج من المستشفى ولكن الطبيب رفض وقال
الطبيب : لابد أن تمكث عندنا حتى الغد .
مهند : لا تستطيع لأنها لابد أن تخرج وتذهب لزيارة أبيها .
الطبيب : لماذا ؟
مهند : إن أباها مصاب بالسرطان وهو في العناية .
عندها وافق الطبيب على الخروج ولكن بشرط أن تلتزم بالعلاج وأن تبتعد عن العصبية .
خرجت من المستشفى عند أذان الظهر .
استراحت في البيت عند جارتها ، وسألت مهند عن أبيها ، وأخبرها بأنه على ما يرام وسيذهبون إلى زيارته بعد العصر ، وبعد العصر ذهبوا إلى زيارة أبيها ، وكانت بحالة أسوأ ممن كانت عليه بالأمس ، جلس عنده حتى انتهاء الزيارة ، وعادوا إلى البيت عند أذان العشاء ، وأرادت الذهاب إلى منزلها ، ولكن أم مهند رفضت أن تذهب وهي بهذه الحالة ، وافقت مريم على أن تنام عندهم ، وفي الساعة العاشرة مساء ، جاء اتصال لمهند ،
مهند : أخذ يقول في خاطرة من يا ترى هذا المتصل ؟ وماذا يريد ؟ دعني أرد : ألو.
المتصل : السلام عليكم .
مهند : وعليكم السلام . من معي ؟
المتصل : أنا طبيب العم سعيد .
مهند : أهلا وسهلا . ماذا تريد ؟
الطبيب : أريدك أن تأتي مباشرة إلى المستشفى ؟
مهند : لماذا ؟ ما الذي حدث ؟
الطبيب : أريدك أن .... ثم سكت .
مهند : تريدني ماذا ؟
الطبيب : أريدك أن تستلم جثة أبو مريم .
مهند : ماذا ؟ ما الذي تقول ؟
الطبيب : هذا الذي حدث ، وأردت أن أخبرك ، فأرجو المبادرة وإلى اللقاء .
يتبع ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اليوم بإذن الله راح أنزل لكم تكملة رواية/ ياخالتي أريـد أمي للكـاتب:عبدالله الغامدي
نزل إلى الفصل الثالث وتوقف عن التنزيل بسبب ظروفه واقترحت عليه أكمل الاجزاء وطلب مني تنزيلها كاملة..
بسم الله نبدأ..*
وفي الساعة العاشرة مساء ، جاء اتصال لمهند ،
مهند : أخذ يقول في خاطرة من يا ترى هذا المتصل ؟ وماذا يريد ؟ دعني أرد : ألو.
المتصل : السلام عليكم .
مهند : وعليكم السلام . من معي ؟
المتصل : أنا طبيب العم سعيد .
مهند : أهلا وسهلا . ماذا تريد ؟
الطبيب : أريدك أن تأتي مباشرة إلى المستشفى ؟
مهند : لماذا ؟ ما الذي حدث ؟
الطبيب : أريدك أن .... ثم سكت .
مهند : تريدني ماذا ؟
الطبيب : أريدك أن تستلم جثة أبو مريم .
مهند : ماذا ؟ ما الذي تقول ؟
الطبيب : هذا الذي حدث ، وأردت أن أخبرك ، فأرجو المبادرة وإلى اللقاء .
الفصل الرابع:
سقطت العبرة على خدي مهند وهو لم يجلس مع ذلك الرجل ، ولم يسمع منه الكلام ، وإنما حزين على أم خالد ، ما هذا الذي أصابه ، زواج حبيبها ، وموت أبيها ، ومرض بنفسها ، كيف لي أن أخبرها ، وماذا أقول لها ، أبوك غادر الأكوان ، والدك لن تقابليه بعد الآن ، وأرادت مريم أن تذهب إلى دورات المياه ، وكانت بجانب غرفة مهند ، مات أبو مريم يوم السبت ، وذهبت أم مهند معها لتغلق الباب على ابنها ، دخلت على ابنها وأغلقت الباب ، وذهبت مريم إلى دورة المياه ، أخذت أم مهند تسأل ابنها ما بالك حزينا ، وهو يقول
مهند : لا شيء يا أمي .
أم مهند : لا هناك شيء عظيم .
مهند : لا شيء يا أمي وإنما حزين على جارتنا .
أم مهند : هناك كلام تريد أن تقوله ولكن لا تستطيع أليس كذلك ؟
مهند : بلى يا أمي .
أم مهند : وما هو .
وبينما مريم خارجة من دورة المياه قال
مهند : لقد توفي أبو مريم .
صعقت مريم صعقة قوية ، أغمي عليها ، ركضت أم مهند إليها وهي لم تعلم أنها سمعت الخبر ، وإذا بها ساقطة على الأرض ، رفعتها أم مهند ، ورششت على وجهها بعض الماء ، ولما أفاقت سألتها أم مهند : ما بك ، مريم : لا ، لا وأخذت تصيح بالبكاء ، لا أبي لم يمت ، لا ، كيف مات وهم يقولون أنه بصحة جيدة ، لماذا لم يقولون لي أنه سيموت لأبقى بقربه ، وأم مهند تهدئها
أم مهند : هذا قضاء الله وقدره ، اصبري واحتسبي .
مريم : لماذا أنا يا ربي ؟ لماذا أتت المصائب علي فجأة ؟ لماذا اخترتني أنا يا ربي؟ لم يبق لي أحد .
أم مهند : اذكري الله ،
وبينما هم يبكون ، دخل عليهم خالد ،
خالد : ما بال أمي تبكي وتصيح .
مهند : لا شيء يا خالد ؟
خالد : لا بد أن أعرف من أحزن أمي .
مهند : لا أحد يا خالد .
ذهب خالد مسرعا إلى أمه ،
خالد : ماما ماذا بك ؟
وهي تصيح ولا تريد أن تجيب أحدا ، أخذه مهند بيده وقال له إن جدك مات .
قال خالد ، ذالك الطفل البريء ، يعني لن أراه بعد الآن .
مهند : نعم ، لن تراه بعد الآن .
تسقط الدموع على جفن ذلك الطفل البريء ، ويحزن ذلك الطفل الصغير ، حزنا على فقد جده ، وحزنا على بكاء أمه .
وأخذت أمه تقول : لم يمت أبي ؟ قل لي يا مهند بأنك تمزح معي ؟ قل لي بأن أبي سيعود إلي وهو ضاحك مسرور ؟ قل لي أنه حي وإنما خيل إليهم أنه مات ؟
مهند : بل مات يا خالة ؟
أم خالد : أنت تكذب علي ؟ لماذا تكذب على خالتك ؟
مهند : والله إنه لحق يا خالتي ؟
وعندها أيقنت الأمر وبدأت تبكي بكاء مريرا .
وفي اليوم التالي صباحا ، ذهب مهند إلى المستشفى من أجل أن يكمل إجراءات خروج جثة أب مريم من المستشفى ، وعندما أكمل الإجراءات ، واجتمع الأقارب من أجل أن ينقلوا الجثة إلى المغسلة ، نقلوها ، وغسلوها ، وودعوها ، ثم صلوا عليها صلاة الظهر ، دفنوه ودعوا له ثم انصرفوا ، وأحمد في سعادته لاهي ، وفي زوجته وولده غير مبالي ، تنقضي أيام العزاء الثلاثة ، وفي اليوم الرابع ، طلبت مريم من جارتها أن تطلب من ابنها دارا صغيرة غير هذه الدار ، بحث مهند ووجد دارا مناسبة لهم في نفس حيهم ، وقريبة من مدرسة خالد ، على نفقة فاعل خير ، وعندما انتقلت إليه ، طلبت منهم أن لا يخبروا أحمد بمكانهما ثم انصرفا ، وفي كل ليلة تذكر أباها ، وتعاتبه قائلة ، أبي : لماذا تركتني وحيدة ، لماذا رحل بهذه السرعة ، هل رحلت حقا ، أم ستعود لا حقا ، هل رحلت يدك الحانية ، وسكنت روحك الداوية ، أبي : كم افتقدك ، كم احتاج لك ، زوجي تركني ، وأنت رحلت عني ، وأنا سأصارع الأيام والليالي وحدي ، بكت حتى نامت ، نامت على الأسى والحرمان ، وتصحوا على الأحزان ، بدأت تعد ولدها ومن بقي لها في هذه الدنيا بعد الله سبحانه للمدرسة وذلك يوم الخميس ، ذهبت إلى السوق تجر خطاها من أجل شراء ما يحتاج إليه ضناها ، أخذت جميع الأغراض التي يحتاج إليها خالد في المدرسة مم دفاتر وأقلا وغيرها ، سأل ذلك الطفل البريء عن أبيه
خالد : ماما ؟ أين أبي ؟
مريم : إنه مسافر في عمل .
خالد : متى سيأتي ؟
مريم : ربما لن يأتي بعد الآن .
خالد : لماااااذا ؟
مريم : لأنه تناسانا .
خالد : ولكن أبي وعدني أنه سيشتري لي هدية .
احتضنت مريم وليدها وقالت : بني ، حاولت أن تنسى أبيك ، أنا أمك وأبوك وكل ما تريد ، أبوك تزوج يا خالد ونسينا ، وبكيت حينها .
التفت خالد إلى أمه ومسح الدموع من على خديها وقال : أماه ، لا تبكي أرجوك .
احتضنت ابنها بكل حرارة وتبسمت قائلة : لن أبكي مرة أخرى ، سأعد لك العشاء ، ثم تعشوا وناموا تلك الليلة .
وفي يوم السبت كان دوام خالد ، ذلك الطفل يداوم مشيا على قدميه وهو لم يتعود على ذلك ، وأمه على عتبة الباب تنظر إليه إلى أن يصل إلى المدرسة ، ويعود مثل ما ذهب وأمه جالسة على الباب تنتظره ، أين أبيه الذي كان يسرح معه ؟ أين أبيه الذي كان يعود معه ؟
وبعد أسبوعين من الدراسة عاد أبو خالد حاملا الألعاب والهدايا من أجل زوجته وولده خالد ، بعد أن استأذن من زوجته الأخرى ، بعدما طلب الأذن من سلمى ، عاد إلى البيت بعد صلاة العصر في يوم خميس ، ذهب إلى بيت عمه أبو مريم ، ولما وصل إلى منزل العم ، وجده خاليا لا يوجد به أحد ، وبينما مهند عائد إلى البيت ، استوقفه أبو خالد وقال
أبو خالد : لو سمحت .
مهند : نعم .
أبو خالد : أين ذهب جيرانكم هؤلاء ؟
مهند : من هم ؟
أبو خالد : العم سعيد وزوجتي وابني .
مهند : أنت أبو خالد .
أبو خالد : نعم ما الذي حدث ؟
مهند : تسأل الآن ، تسأل بعدما دمرت بيتك ، تسأل بعدما نسيت زوجتك وابنك ، تسأل عن تلك التي لاقت الويلات وأنت في زواج وفرح وسبات .
أبو خالد : ما الذي حدث ؟
مهند : العم سعيد أعطاك عمره بعد زواجك وسفرك بيومين ، وزوجتك رحلت لا ندري إلى أين بعدما علمت بزواجك .
أبو خالد : لا . ما الذي تقوله ؟ هل أنت جاد ؟
مهند : نعم .
أبو خالد : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبدأ في البكاء واستوقفه مهند وقال
مهند : لا تتظاهر بالبكاء ، ولا تتظاهر بالحزن والأسى ، من أجل ما احد يضحك عليك ، أبو زوجته مات من ثلاثة أسابيع والآن يدري .
أبو خالد : لم يخبرني أحد .
مهند : قل أنت لم تسأل عنهم من يوم أن تزوجت .
أبو خالد : طيب . أين زوجتي ؟ أين ابني ؟
مهند : لا أستطيع أن أقول لك شيئا فقد استحلفتني أن لا أخبرك ، ولكن اطمئن إنها بأيد أمينة ، كل ما أستطيع قوله : للأسف أنت دمرك بيتك بنفسك ، فتحمل نتائج تسرعك ، وبينما هو ذاهب قال لأبي خالد : أرجو ألا تذهب إليها ولا تبحث عنها لأن نفسيتها متدهورة وخصوصا بعدما علمت بأنها حامل بالطفل الثاني .
أبو خالد : هل هي حامل ؟
مهند : وحتى هذه لا تعلم عنها شيئا .
أبو خالد : والله لا أعلم إلى الآن .
مهند : نعم هي حامل وأرادت أن تسقطه ولكن هدأتها والدتي ثم قال : يا عم للأسف أنت كسرت كأسا ثمينا لا يمكن أن يعود وإن عاد فلن يعود كما كان وإنما سيبقى لديه آثار من الكسر .
طأطأ أبو خالد رأسه وذهب إلى بيته وهو يحدث نفسه قائلا واآسفاه ما الذي فعلته بحالي .
ذهب إلى البيت وهو مهموم حزين ، طرق الباب .
فتحت سلمى الباب وإذا به محمد حاملا لعبة ابنه خالد والكآبة واضحة على محياه سألت سلمى قائلة :
سلمى : ما بالك يا أبا خالد ؟
أحمد : لم أتوقع أنها صادقة فيما قالت عندما قالت لي : تزوج ولكن لن أمكث معك بعدها .
سلمى : من هي ؟
أحمد : إنها حبيبتي وأم ولدي إنها أم خالد ، واآسفاه على ما فعلت بحالي .
سلمى : أهدأ واذكر الله الأمور سوف تصلح بإذن الله .
أحمد : كيف وأنا لا أعلم إلى أين ذهبت ، كيف تأكل ، كيف تطعم ولديها ، من يصرف عليها ، هل هي صحيحة أم سقيمة ، هل هي شابعة أم جائعة ؟ لا أعلم . آه ما الذي فعلت بحالي .
لا بد أن أذهب إلى البيت ، ربما عادت إلى شقتنا ، لن تتركني ليس لها إلا أنا بعد الله .
يتبع ,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك