رواية قلوب تتراقص على انغام الالم -16
فتح الباب بكل هدوء .. و مشى بخطوات خفيفة حتى ما تحس فيه و فعلا ما حست .. سكر الباب و دخل ..
تقدم بخطوات .. أخف بعد ما شافها مسكرة عيونها .. و واضح عليها التعمق فـ النوم ..
قرب منها أكثر و أكثر و هو يتأملها .. "وشلون طاوعك قلبك .. يومين ما أسمع صوتك .." امتدت يده بكل هدوء و لامست أطرافها خدها ..
..
حست فيه على طول و فتحت عيونها بكل خوف .. ناظرته بصدمة .. و جلست بكل سرعتها و بكل خوف:م ..م .. مياف ..؟!
ابتسم و لعثمته الصدمة .. :غ .. غززل .. – بلع ريقه:ب .. ب .. بسم الله عليك عسى ما صحيتك ..؟!
غزل و الخوف ينفض أطرافها:أنت وشلون دخلت ..؟!
همس:قصري صوتك لحد يسمع من السسترات .. – و مع ابتسامة كلها راحة:كل شيء يمشي بالواسطة ..-سحب كرسي كان مسند على الجدار قربه للسرير لأقصى حد .. وجلس:وش فيك خايفة مني ..؟!
عدلت جلستها بعد ما كانت على طرف السرير:لا .. بس فاجأتني ..
طلع نفس و بنبر كلها هدوء:افا بس يا غزل .. لهالدرجة أهون عليك و لا أهمك ..!!
رجعت خصلات شعرها لوراء اذنها:وشو له هالكلام أنا وش مسوية لك ..؟!
مياف بكل عتب:ولا عارفة بعد وش مسوية ..؟!
غزل بنبرة اختلط فيها الخوف و العصبية:مياف الله يخليك اختصر ..
مياف بكل صدمة:وتبين تطرديني بعد ..؟!
غزل بكل ارتباك:موب كذا بس أخاف يجي الدكتور و الا سستر و يسوون سالفة وشلون تكون بالمستشفى بوقت مثل كذا ..!!
مياف مع ابتسامة أمان:لا تخافين .. حطي أعصابك بـ موية باردة أنا ما أسوي أي شيء الا و أنا واثق ..
زفرت براحة و بـ عيون كلها حيرة:طيب وش الشيء اللي هنت علي فيه ..؟!
مياف:فـ آخر مكالمة بيننا قلت لك بترك لك الخيار تدقين علي إذا حابة علاقتنا تستمر بس كأنك ما صدقتي ..؟!
غزل و ملامح الحزن ترتسم على وجهها:ما كان الخيار بيدي ابدا .. بنفس اليوم اللي قلتي هالكلام تعبت و دخلت المستشفى و من يومها حد ما أصحى و أشوف أقاربي و أكل وجبتي و أرجع أنوم ..
مياف:بس الدكتور ما قالت لي إن حالتك صعبة لدرجة أنك تصحين ف ساعات معينة و تنومين ..!!
غزل مع ابتسامة إحراج:حالتي موب صعبة بس أنا تعبانة من قبل ما يجيني فقر الدم ..
مياف و التردد بعيونه:طيب لو طلعت من هنا بعد شوي أعتبر علاقتنا منتهية ..
غزل بكل تردد:لو كنت ابي انهي علاقتنا ما سمحت لك تقعد من الأساس ..
ابتسم بانتصار .. هالكلمتين من غزل حسسته بأهميته بحياتها و هذا دليل على قرب مراده ..
ابتسمت بعفوية ..
مياف بعد تردد كبير:الى متى جالسة هنا ..؟!
غزل:سمعت أختي تقول أسبوع بس طبعا مستحيل ..
مياف:وليه مستحيل ..؟!
غزل بكل قرف:ما أحب المستشفيات و ولو علي ما حطيت أصبع لي فيها .. بس على قولتهم حدتنا الظروف ..
ابتسم:طيب ليه من البداية ما تجنبتي هالشيء ..؟!
ابتسمت باحراج .."وش أرد و أقولك .. لاعت كبدي من أكلهم اللي من 15 سنة ما تغير و الا الأجواء و المناظر اللي تفتح الشهية ..
قطع عليها تفكيرها بعد ما لاحظ سرحانها:غزززل ..
لفت عليها و ابتسمت:خير ..
مياف:سؤالي ما عجبك ..!
غزل:موب كذا بس كنت أفكر وش قد مقصره على نفسي .. لدرجة أنه يمر يوم كامل من غير ما أكل شيء ..
زفر بكل ضيق ..
ناظرته بعيون كلها تساؤل .. :فيك شيء ..؟
ابتسم:حتى أنا أكره المستشفيات ..
غزل بكل عتب:دامك ما تحبها ما كان المفروض تجي .. حتى لو ..
قاطعها و هو يبتسم بكل خبث:أكره المستشفيات بس أحبك ..
تغيرت الدنيا عندها بهاللحظة .. حست باللون الأحمر يضبغ وجهها و دقات قلبها تتسارع و كأنها تلاحق بعضها . . أبدا ما توقعته يقولها صريحة .. وشلون بنبرة حستها جت على وتر حساس بقلبها .. وقلبت كيانها ...
..
დ
لاْ قال " اَحبك "
. . يوقف الكوْنِ سّـاعة
وَِ مَحُد يِحسّ بوقْفة آلّكوْنَ ..
. . |[ غـيري َ
استغرب على نفسه ما تعود ينطقها بسهولة بس استغرابه ما منعه من تأمل ملامح وجهها الطفولية رغم تعبها و اصفرار لونها لكنه على طول انقلب للأحمر ..
بس ما كان تغير ملامحها للخجل العامل الوحيد اللي جذبة و ما خلاه يرمش ثانية وحدة ..
ملامحها الطفولية رجعته لـ سنواااااات لوراء ملامح يعرفها و حافظها أكيد مستحيل تكون هي لكنها تشبه لها ..
شبه كبييير .. صحيح تشبه لها فـ الشكل لكن مشاعره لها تختلف .. يحس غزل .. بعفويتها .. فـ كلامها و تصرفتها و ملامح وجهها البرئ .. تدخل قلبه من غير استئذان .. مهما حاول يصدها أو يمنع هالشيء ..
أما هي دخلت قلبه لكن بطريقة ثانية ..
..
رجعت خصلات شعرها اللي تناثرت على وجهها بمجرد ما نزلت وجهها و حست بحرارة تتسرب لداخل جسمها بسبب نظرته الغريبة لها .. بكل تردد:مـ..مـياف ..
مياف و نظرات السرحان ما زالت بعيونه:هاااا ..
غزل:وش فيك سكت فجأة ..؟!
ابتسم:تذكرت شيء ..
غزل بعد تردد كبير تبي تغير أجواء التوتر اللي سيطرت ع المكان:طيب .. أقدر أعرف ليه تكره المستشفيات ..؟!
وقف فاجأه:أنا لازم أمشي الحين .. واسطتي ما تقعدني أكثر من كذا ..
غزل:بــ .. بس ..
ابتسم:وش فيك ..؟!
غزل بكل خجل:ما كأنه بدري ..؟!
ابتسم:ما دريت أنك بالمستشفى الا اليوم .. حاولت أزورك بدري بس ما شاء الله اهلك ما تركوك ..!! بس بكرة بجيك بدري إن شاء الله ..
ناظرته بكل حيرة ..
ناظرها بكل تردد:إلا إذا يضايقك طبعا ..
هزت رأسها:لا ابدا ..
قرب منها ..
و انكمشت على نفسها .. خافت من خطواته السريعة ..
انحنى لها .. و باسها على رأسها .. همس:ما تشوفين شر ..
ابتعدت عنها و طلع من الغرفة .. لكن طيفه بقى فـ مكانه ..
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم تأخر الوقت لكن كعادتها إذا شغل بالها شيء النوم يجفاها ..
ناظرت ساعتها للمرة العاشرة بكل توتر .. "يا الله يا طول ساعات الانتظار" ... همست:استغفر الله ..
نزلت رجولها ع الأرض وبدت تمشي بخطوات بطيئة روحة ورجعه .. روحة ورجعة .. و عيونها تراقب كل حركة لـ رجولها ..
رفعت عينها على الباب .. و قررت ليان أخيرا أنها تطلع من غرفتها ..
طلعت بكل هدوء حتى ما تسبب أي إزعاج لكن الإزعاج كله كان ينتظر فـ الصالة ..
طلعت بكل سرعتها بعد ما سمعت الصوت .. عقدت حواجبها و بكل ضيق:لوجين وش قاعدة تسوين ..؟!
كانت عيونها مركزة على شاشة التلفزيون .. بس صوتها المزعج قطع حماسها .. لفت لوجين ببرود متصنع:قاعدة أرقص ..-بكل عصبية: يعني ما تشوفيني مركزة مع الفيلم ..؟!
ليان تحاول توطي صوتها رغم عصبيتها:تستهبلين أنتي و الا تستهبلين .. سهرانة أوكية .. تتابعين فيلم ما عليه .. بس الصوت العالي و بهالوقت اللي البيت كله نايم هذا وش اسميه ..؟!
لوجين و عيونها ع الشاشة:محد قالهم ينومون هالحزة ..؟!
ناظرتها ليان بكل احتقار:قمة الاستهتار و لا مبالاة ..
ناظرتها بنص عين:روحي تفلسفي بعيد عني ..
ليان:موب متحركة من هنا الا لما تقصرين ع الصوت ..
وطت لوجين الصوت مو عشان شيء بس لانه فاصل اعلاني و هي متعودة تكتم الصوت حتى تريح أذنها شوي لا أكثر و لا أقل ..
ليان:طيب ليش ما تنزلين تحت أو فـ المجلس دامك ما تستانسين ع التلفزيون الا وصوته واصل لاخر الدنيا ..
لوجين و هي تريح ظهرها و بكل برود:متعودة على حجم الشاشة هاذي ما احس اني اناظر تلفزيون الا بها ..
ليان رفعت حاجب:السالفة عناد و الا استهبال ..؟!
لوجين وهي تغطي عيونها:اسمعي ترا موب ناقصة بعد ساعتين بس باخذ لي 7 محاضرات من مدرسة الهم ..
جلست جنبها و طلعت نفس تريح أعصابها المشدودة .. و بنبرة أهدى:لوجين هاذي آخر سنة لك بالثانوي المفروض تجتهدين عشان تجيبين نسبة ..
بعدت يدها و لفت عليها:لا تخافين حتى لو ما اجتهدت و ما تعبت بدخل القسم اللي ابيه ..
ليان بنبرة تحذيرية:ترا حتى الواسطات هالايام ما عاد تمشي ..
ابتسمت بكل استهزاء:نشوف .. – لفت ع الشاشة و رجعت تلف على ليان و كأنها تذكرت شيء ..
لوجين:الا صحيح اللي سمعته ..
ليان و هي ترجع شعرها على وراء:وش اللي سمعتيه ..؟!
لوجين:اخوك يقولون .. صحى ..
ليان بكل صدم:بسام .. قصدك ..؟!
لوجين بكل برود:من عندنا غيرها فـ غيبوبة ..
ليان:لا لا لا ... أنتي بـ جد موب معقولة .. أخوك صاحية من غيبوبته من الصبح و توك تدرين ..!!
لوجين تحك راسها بكل ضيق:و أنا وش دراني .. جيت من المدرسة تعبانة حد ما غيرت ملابسي و نمت .. و توني صحيت من ساعة تقريبا و لو موب ريتاج داقة علي كان ما دريت الا بكرة .. بعد تحسبيني وكالة رويتر كل الجديد عندي ..؟!
ليان .. "أنتي أعظم من وكالة رويتر بس اللي تبينه تسمعينه و اللي ما تبينه تطنشينه" ..
سحبت لوجين الريموت و رجعت تعلي ع الصوت بعد ما رجع الفيلم ..
وقفت و ناظرتها بكل حسرة و بنبره كلها لوم:ما في منك فايدة ..!! ..
مشت بخطوات هادية كعادتها و نزلت للدور الأرضي .. تلفتت يمين و يسار هدوء قاتل مسيطر ع المكان .. خذت لها كم لفة فـ الصالة و عقبها قررت تطلع برا فـ سور البيت .. رمت نفسها على أقرب كرسي فـ الحديقة لانها تعبت من المشي .. سندت رأسها على ظهر الكرسي وغمضت عيونها لثواني لا يمكن دقايق هي ابدا مو حاسة بالوقت لكنها حست بذكريات اليمة كثيرة و صارت لها بوقت قياسي ..
رغم انشغال فكرها بس تداركت صوت الباب .. فتحت عيونها على طول و ابتسمت ..
وقفت:سطام ..
ناظرها بكل استغراب:وش مقعدك لهالحزة .. ما في شيء تقلقين عليه بعد ..؟!
ناظرته بكل إحراج و تصنعت العذر:قلقت عليك قلت أنزل انتظرك ..
ناظرها بعيون كلها استهزاء .. "متاكد ما جبتي خبري و لا واحد بالمية حتى" .. نثر أطراف شعرها القصير لقدام:أنا طالع أنوم .. تبين شيء ..؟!
ناظرته بكل حير:أنا بكرة موب مداومة أبي أروح لبسام أزوره ..
ناظرها بكل تعجب ينتظر باقي كلامها ..
بكل تردد:توديني ..؟!
سطام بنبرة قريبة للعصبية:وليه أنا سواق عندك ..؟!
ليان و الإحراج واضح على ملامح وجهها:تعرف إني ما أحب أطلع مع السواق كثير ..
سطام بكل عصبية:أنا تعبان و طالع أنوم و لو صحيت بصحى ست المغرب فـ دوري لك على أحد يوصلك إذا السواق موب عاجبك ..!!
ناظرته بكل صدمة ..
..:تصبحين على خير ..
مر من جنبها و دخل البيت .. "مصدق نفسك يا سطام .. محد حتى حاطك بحسابه حتى ليان الملاك الطاهر ما تشوفك الا لمصلحة و بس" .. تنهد بكل ضيق و هو يناقض نفسه .."بس طول الفترة اللي راحت ليان ما قصرت معي .. محد صبرني على اللي أنا فيه غيرها ..!! .." نفض رأسه .. مو مستعد يزحم تفكيره بأشياء أكثر شركة أمه لحالها تكفيه ..
..
ظلت واقفة بمكانها .. "الله يهديك يا ليان كان المفروض تختارين وقت ثاني .. بس ما أنا ما حبيت أفاجأه الصبح..؟! " .. تنهدت بكل ضيق:اففففففففففففف ..
.._.._.._.._.._..
ابعدت طرف الستارة باطراف أصابعها .. تأملت منظر الشروق فـ سماء هاليوم الصافية ..
رغم ان الشمس محاله تبين وقت الشروق فـ الرياض لكن تدرج الوان السماء وقت الشروق شيء خيالي ما تقدر تشوفه من أي مكان ..
ابتسمت بعد ما سمعت صوته جاي من وراء السماعة ..
..:صباحك سكر يا قلبي ..
لمى مع ابتسامة عفوية طالعة من القلب:صباحك كل خير يا روحي ..
سلطان و هو يريح ظهره ع السرير:ها عساك نمتني زين ..؟!
لمى بصوت أقرب للهمس:دامني نمت على صوتك أكيد بنوم زين ..
سلطان بكل حالمية:يا حياتي أنتي ..؟!
ابتسمت:وأنت أخبار نومتك أمس ..؟!
سلطان:أكيد ما يحتاج أقولك ..
اتستعت ابتسامتتها و زادت فرحتها بقلبها أكثر ..
سلطان بنبرة كلها تردد:أقول لموو ..
لمى و هي تسند راسها على اطار الدريشة:آمر يا عيونها ..
سلطان:تسلم لي عيونها ..
احاسيس حلوة تختلط بداخلها ..:وش بغيت عيوني ..؟!
سلطان بكل عزم:ما كأننا طولنا فـ علاقتنا ..؟!
لمى إحساس قوي بالاستغراب ضيع كل المشاعر الحلوة اللي كانت تعوم فيها:وش قصدك ..؟!
ابتسم:قصدي موب وقت التعارف خلص .. موب المفروض يكون قربت اللحظة اللي نكون فيها تحت سقف واحد ..
مليون فكرة و فكرة طرت على بالها .. "وش قصده نتقابل لهالدرجة طايحة من عينه و الا ..
قطع عليها تفكيرها:متى أقدر أجيب أمي و نجي نزوركم ..؟!
رغم الصدمة لكن هالشيء ما منعها من الفرحة:سلطان وش قاعد تقول .. من كل عقلك قاعد تتكلم ..!!
سلطان جلس من الحماس:ليه .. ؟! شايفتني لعاب و الا موب عاجبك ..؟!
لمى بكل إحراج:موب القصد .. بس ..- بعد تردد كبير:صراحة فاجأتني ..
سلطان:لمى أنا للمرة المليون أقول لك أني أحبك و صراحة باليومين اللي مروا فقدت كثير ولا أبي هالشيء يتكرر أبي نكون مع بعض على طول ...
ابتسمت .. بس رجعت تتذكر أمها كيف بتفهما و يمكن تفشلها و أبوها اللي حد ما تقوله الكلام اللي تحفظها اياه امها .. فجأة تفاتحه بموضوع زي كذا .. حست بألف عقبة و عقبة في طريقها ..
لمى بكل تردد:بس أنا محتاجة وقت ..؟!
سلطان مع ابتسامة عريضة:دامك اقتنعتي بالفكرة ما يهم خذي كل الوقت اللي تبينه ..
ابتسمت بكل راحة:الله يخليك لي و لا يحرمني منك ..
سلطان:و لا منك يا قلبي ..
لفت لوراها بعد ما سمعت صوت .. حست بنور فـ الصالة .. همست:قلبي أنا بسكر أخواني شكلهم صحوا و أنا بروح أتجهز للجامعة ..
ابتسم:طيب بس لا تحرميني من صوتك ..
..:اوكي .. باي ..
سلطان:باي يا عمري .. – سكر الخط و قرب الجوال من أحضانه ورفع عيونه للسقف .. "يالله يا رب تخليها من نصيبي" ..
.._.._.._.._.._..
يمشون بممرات مبناهم فـ الجامعة و صوت ضحاكتهم يتعالى ..
جنى و لمعة الدموع بعيونه:آآخ يا بطني حرام عليك .. مقدر ..
ريناد مع ابتسام عريضة:من زمان ما ضحكنا ..
لمى و هي تمسح طرف دمعتها:ايه و الله .. يا الله لك الف الحمد و شكر ..
جوري مع ابتسامة عفوية و بنبرة لوم:طول الوقت زعلانين يوم جيتوا تضحكون ضحكتوا على خلق الله ..
لمى و هي تاشر لها بالنفي:لا لا .. اللي مسوينه البنات فـ أنفسهم موب من خلق رب العالمين ..
جنى و آثار الضحك بدا يتلاشى من على ملامح وجها:ايه و الله حتى رب العالمين ما يرضى على أشكالهم ..
ريناد:خلونا من الكلام اللي ما منه فايدة .. ليان داومت اليوم ..؟!
جوري:ايه و الله ما شفتها اليوم ولا أمس .. ودي أتحمد لها بالسلامة على طلعت أخوها من العناية ..
جنى:لا أمس كلمتني و قالت لي بتروح زيارة لأخوها الصبح ..
لمى:الله يطمن قلبها و يريح بالها ..
البنات ... بصوت واحد:آآمييييييين ..
لفت جوري على فجر ... اللي ماشية معهم بس فكرها بعاااااالم ثاني ..
جوري بكل استغراب:فجر .. عسى ما شر ..
لفت عليها فجر:ما شر وش فيك ..؟!
ريناد:ما شفتي نفسك من أول ما دخلنا و أنتي موب معنا حتى الابتسامة ما طلعت منك ..
ابتسمت بإحراج:فكري مشغول مع غزل ..
لمى بكل خوف:عسى بس موب صاير لها شي ..؟؟
فجر بكل اندفاع:لالالا .. بس ..- رجعت تتكلم بهدوء:هي ما تحب المستشفيات و نفسيتها مش ولابد أخاف تمرض زيادة ..
جنى بكل تطنيش:خليها بتقعد يوم و يومين و لي طلبت الطلعة بترفض الدكتورة لانها موب قاعدة تتحسن .. بعدها بترضى غصبن عليها ..
ريناد:و جنوو الصادقة .. أنتي اللي الله يهديك مدلعتها و فوق هذا طول الوقت مقلقتك فـ حياتك ..
ابتسمت:بس هالشيء مفرحني .. و ..
قاطعتها جنى:قالوها الفار ما يحب الا خناقه .. و كل ما غزل ضيقت عليك تحبينها أكثر و أكثر ..
..
رن جوالها يقطع حديثهم .. ابتسمت بكل إحراج و سحبت جوري نفسها من بينهم ..
..:هلا و الله و غلا ..
نواف بكل توتر:دخلتي محاضرتك ..؟!
جوري:لاء هذا أنا قريبة من قاعتي .. ليش تسأل ..؟!
نواف:بسرعة بسرعة .. اطلعي أنا أنتظرك برا ..
جوري بكل خوف:ليش وش صاير ..؟!
نواف:قدامنا الطريق كلها أشرح لك .. بسرعة اطلعي ..
جوري و هي تتوجه برا:طيب طيب ..
لحقتها جنى و استوقفتها:على وين جوري ..؟!
لفت عليه:ما عليه مستعجلة بطلع .. سلمي ع البنات ..
جنى:وين بتطلعين وليش ..؟!
جوري:نواف دق علي و قال أطلع من غير ما يقول ليش ...- قربت منها و سلمت عليها بسرعة و هي تبعد .. :بااااااي ..
..
.
..
لفت عليه بكل صدمة:وشلون ..؟!
نواف يسوق بكل توتر:ما عاد بقي لهم غير نص ساعة ..؟!
جوري:أبوك و زوجتك بيجون .. أنا وش دخلني ..؟!
نواف .. و هو ينقل نظرة بينها وبين الطريق:تسهبلين أنا قلت .. لـ دلال أنهم بيعطوني شقة عشان أسكن فيها ولازم أسكنهم فيها إذا جو يزوروني ..
جوري بكل صدمة:وأنا وين بروح ..؟!
نواف:بوديك لفندق ..؟!
جوري بكل توتر:تستهبل .. فندق ..!! و لحالي طبعا ..؟!
نواف:يعني بالله عليك وش أسوي و بعدين الفنادق أمان محد بيجيك و كلها سكيورتي ..
جوري بكل خوف:بس بنوم هناك لحالي .. لا ما يصير ابدا ..
وقف السيارة قبال العمارة اللي ساكنين فيها:لا بس اللي يصير تقعدين فـ بيتك و يجي أبوي مع دلال و ننفضح .. و يخرب علي كل تخطيطي ..!!
جوري بصوت مخنوق:وش ننفضح أنا و أنت متزوجين على سنة الله و رسولة ..!!
قاطعها نواف:موب وقته النقاش .. انزلي لمي اللي تحتاجنه عشان أوديك .. بسرعة الوقت يمشي ..
نزلت بكل استسلامية .. ما كان بيدها الخيار .. مثل كل مرة ..
.._.._.._.._.._..
رغم أنها موب المرة الأولى اللي تمر من هالطريق .. لكنها تحس هالمرة غير أحلى من قبل أحلى بكثير ..
ابتسمت بكل راحة و اخيرا بتشوفه .. حياتها من غيره مثل الجسد من غير روح ..
وقت ما كان بسام بين الحياة و الموت هي كانت مثلة متعلقة لاهي حية و عايشة مع الناس و لا هي ميتة و مرتاحة من هم الدنيا .. لفت على سطام اللي جالس يسوق جنبها .. و ابتسمت أكثر ..
..
رجعت بذاكرتها لدقايق معدودة ..
..
ما قدرة تنوم شايلة هم الروحة لزيارة بسام .. ما تدري ليه صاير لها قلق من السواق مع انه دايم تروح معها إذا ضاق بها الحال .. تنهدت بكل ضيق .."الله يصلحك يا بسام عودتني توديني و تجيبني .. و خذيت عليه ..
قطع عليها حبل أفكارها .. طق الباب .. وقفت بكل ياس و فتحته ..
حك رأسه بكل إحراج:كانك تبيني أوصلك قدامك عشر دقايق بس موب أكثر ..
ابتسمت و إحساسها بالمفاجأة شلها لثواني ..
ليان ..:بس أنت كاشخ يعني بتطلع للشغل موب معطـ..
قاطعها:صاروا تسع دقايق .. استعجلي قبل لا أغير راي .. – مشى بعيد عنها و نزل لتحت ..
طلعت نفس بكل راحة .. :الله يخليكم لي و لا يحرمني منكم ..
..
رجعت لواقعها ..
سطام بكل ضيق:ليان .. ليييييييان ..
لفت عليه:خير ..!!
سطام وهو يفتح الباب:وصلنا يالله بسرعة قدامك عشر دقايق بس .. ابي أداوم اليوم ..
"يا ذا العشر دقايق اللي ماسكة معك ".. نزلت من السيارة و مشت وراها ..
ناظرت بساعتها تحس بالوقت يمشي مثل السلحافاة أو أبطء ..
ركبو اللفت .. تنهدت و هي تحس بصوت دقات قليها بأذنها ..
نزلوا و مشوا خطوتين .... ووقف قدام الغرفة ..:هاذي هي ..
ليان بكل تردد:طيب هو صاحي بهالوقت ..
ناظرها بكل عصبية:صاحي أو موب صاحي مشكلتك موب مشكلتي .. و بسرعة لا تعطليني .. – مشى لبعيد عنها و جلس بكراسي الانتظار ..
فتحت الباب بكل هدوء .. إحساس بالرهبة و الخوف من الوضع المرير اللي وصل له بسام .. يتملكها كلها ..
و مع انها عارفة بوضعه بالضبط بس حاسة أنها راح تنصدم للمرة الثالثة ..
تقدمت بخطوات هادية لعند سريرة ..
..
مريح جسمه ع السرير و عيونه مسكرة .. خدوش بسيطة و كسور واضحة منظرة ابدا موب غريب كثير تشوفه بالأفلام و المسلسلات .. قربت منه أكثر ..
بس بحياتها ما توقعت تشوفه بالواقع و بأقرب الناس لها ..!!
..
حس عليها و فتح عيونه .. حرك عدسة عينه يمين ويسار لعل و عسى يلمح شيء ..
تنهد بكل يأس:من ..؟!
حست بعبراتها تختنق .. و هي تشوف عيونه طايرة للسقف و موب قادرة حتى ينزلها ..
..
إحساس داخله .. غريب .. عارف ان في شخص بغرفته لكن هالشخص موب أي أحد ..
حطت يدها على فمها تمنع صوت شهقاتها ..
بسام يتصنع العصبية بنبرة صوته:ميين ..؟ أنا متأكد إنه في أحد بـ تتكلم و الا أنادي لك السسترات ..
خذت نفس تريح صوتها حتى ما يحس بحزنها عليه .. ليان بنبرة كلها قوة متصنعه:شـ أخبارك بسام ..؟!
دقات قلبه تتسارع و دموعه وده تخونه .. همس بخوف:ليان ..
حطت يدها على فمها تمنع نفسها من الانهيار قدامه .. تراجعت خطوتين لوراء لعل و عسى ما يحس عليها ..
مد يده .. محتاج لها أكثثر من الهواء .. نطق و اليأس بصوته:ليااااان ..
.._.._.._.._.._..
نزل شنطتها .. و ملامح الندم و الحزن على وجهه ..
عطته ظهرها ما كانت مستعدة تشوفه أكثر ..
همس نواف:محتاجة لـ شيء ..؟!
جوري و هي ما زالت على وضعها:لا ..
نواف بنبرة ندم:قلت لك نتفاهم بعدين ..
قاطعته بنبرة حادة:و انا ما قلت شيء ..
نواف:طيب إذا احتجتي أي شيء بأي وقت دقي علي ..
لفت وجهها للجهة الثانية .. موب مستعدة تعيد كلمة "مشكور" .. أي شخص ممكن تجامله تبتسم بوجهه رغم جرحها له .. تتصنع حبه رغم كرهها له .. حتى بس تكون اجتماعية ..
لكن نواف لاء .. تحب تعامله مثل ما تحس .. لأنه الشخص الوحيد اللي تعيش معه عشانها تحبه ..
طلع وسكر الباب وراه ..
ركضت لعند الباب و قفلته حتى ما يرجع .. همست:يا ليت أقدر أهرب منك .. ياليت عندي بيت غير بيتك .. يا ليت عندي أهل بهالدنيا غيرك .. –شهقت من أعماق قلبها ..
خمس سنين عايشة معه .. لكنها ما كانت تحس بالمعاناة اللي هي عايشة فيها .. الا لما انتقلت معه و صاروا يقضون مع بعض اليوم كله ..
اليوم بس حست أنها ظلمت نفسها بزواجها منه .. وحست بظلم الدنيا لها لما حرمت من أعز شيء للانسان .. أهله و عزوته ..
.._.._.._.._.._..
تلفت يمين و يسار الهدوء المسيطر على المستشفى بيخنقه ..
مد سطام يده يتحسس جيبه اليمين .. للأسف ما لقى الآيبود اللي تعود عليه كثير فـ أيامه الأخيرة .. وسيلة من وسائل النسيان عنده ..
طريقة تشتت تفكيره و تنسيه الهم اللي عايش .. فيه مد يده لـ جيبه الثاني لقى اللي يبغاه .. باكيت السجاير لكن .. طاحت عينه على اللوحة .."ممنوع التدخين "..
زفر بكل ضيق .. كل شيء فـ حياته ممنوع .. طلع الجوال من جيب القميص .. حتى ما يعطي مجال لـ التفكير يشغله .. فتح سجل المكالمات ..
تنهد بكل حسرة و هو ما يشوف رقمها .."من أسبوع من قبل ما أطلقها حتى و هي مقاطعتني .. يااا الله وش قد الحياة أنانية كل شيء حلو تأخذه مننا" ..
نفض رأسه للمرة العشرين محاولة يأسه منه .. حتى يشتت تفكيره ..
وقف و بكل حماس بدا يتمشى فـ الممرات .. و عيونها تناظر كل زاوية بتركيز ..
لعل و عسى ينسى اللي هو فيه ..!!
يتبع ,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك