بارت من

رواية قلوب تتراقص على انغام الالم -74

رواية قلوب تتراقص على انغام الالم - غرام

رواية قلوب تتراقص على انغام الالم -74

خذته جنى و هي تبتسم بكل صعوبة:مشكورة ..-نزلته لـ الجازي و همست:امسكي ..
تراجعت جمان خطوتين لوراء و جلست قبالهم .. كلمات كثيرة مرت على مسامعها لكن لحد هاللحظة مو فاهمة وش علاقتهم بأمها ..
دخلت وسن و بكل ضيق:ما يرد ..!
جمان:أنتي دقيتي من تلفون البيت .. يمكن لما يشوف رقم جوالك يرد ..!
وسن و هي تجلس جنبها:جربت .. بس نفس الشيء ..!-قربت رأسها لها و همست:الحين عرفتي وش يبون ..؟!
هزت رأسها بالنفي:لاء .. بس شكلهم يعرفون أمك ..!
جمان:طيب ليه دقيتي على مياف .. و ما ناديتي محمد يتصرف معهم ..!
وسن:مياف هو الوحيد اللي كان يعرف أمك ..
..
زفرت بكل ضيق و هي تقطع حوارهم .. جنى:ما عليه ممكن عصير ليمون أو أي شيء يهديها ..
وقفت وسن:إن شاء الله ..-طلعت و تركت لهم المجلس ..
جمان بكل تردد كبير و واضح:الحين أنتوا وشلون تعرفون أمي ..!
جنى بكل حيرة:وشلون أقولك إياها الحين ..!
جمان:نعم ..!
جنى:أنا و الجازي نصير خواتك .. أمنا وحدة .. و عشان كذا الجازي متأثرة بموتها لله يرحمها ..
جمان و نظرة التوهان بـ عيونها:شلون ..!! –حست بدمها يغلي و دقات قلبها تتسارع"هاذي وش تخرف" ..وقفت و هي تصرخ بكل صدمة:أنتي وش تقولين ..!
.._.._.._.._.._..
سلطان بكل خوف:شلون ..!؟
الضابط:التقرير يقول كذا .. لكن نقدر نسوي لها تشريح و نعرف أكثر ما تدري يمكن أحد دسه لها ..
سلطان:البنت سكرانة و متعاطية مخدرات .. هذا كله بيكون عليها .. وين بتكتشفون لو أحد لاعب عليها ..!
الضابط:الحين الجنائية عندنا تغيرت و نقدر نكشف إذا كانت تعاطت هاذي الاشياء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ..
زفر بكل ضيق:التشريح يعتمد على موافقة ولي أمرها و ما أتوقع عمي يوافق على هالشيء ..
زفر الضابط بكل ضيق و هو يلمح أبو بسام واقف بعيد متجمد فـ مكانه و نظرة التوهان واضحة بعيونه ..:الحين أبوها مصدوم من اللي صار بس أنا متأكد لما يجي بكرة راح يصحى من هالصدمة و هو اللي راح يطالب بالتشريح ..!
تنهد بكل آسى على بنت عمه:ما ظنتي يا حضرة الضابط .. بس خلني أكلمه ..
الضابط:تفضل ..
مشى بخطوات هادية لـ عمه .. ارتفع صوت تنهيداته و هو يحس بالعجز عن الكلام ..
نطق أخيرا:عظم الله أجرك يا عمي ..
رمش بعيونه أخيرا:أجرنا و أجرك ..
سلطان بكل تردد:تقرير المستشفى يقول أنهم لقوا نسبة كحول و مخـ..
لف عليه و الصدمة واضحة بعيونه:نعم ..!
سلطان:هذا التقرير ..
أبو بسام بكل عصبية:هذا كلام تقوله عن بنت عمك ..!
سلطان:حتى أنا ما صدقت و الضابط قال نفس كلامي هالشيء مو طبيعي و يبون يشرحون جثتها عشان يعرفون إذا أحد أجبرها أو ..
قاطعه:بتزيد الطين بله يعني ..!
سلطان:ما عليه هو صعب .. بس على الأقل نثبت براءة بنتنا قدام الشرطة و المستشفى و محد بيعرف ..
ابتسم بكل سخرية:قبل كان مستحيل أحد يعرف لكن الحين .. قنوات و جرايد كلها تدور الفضايح ..!!-غص بعبرته:يكفي .. يكفي فضايح ..-اختنق صوته أكثر:أبي أستلم جثة بنتي و أرجع الرياض و أدفنها هناك ..
سلطان بكل ضيق:بس يا عمي ..
قاطعه:هاذي كلمتي الأخيرة و ما عندي غيرها ..
زفر بكل ضيق و هو يلف على الضابط و يناظر فيه بكل خيبة أمل ..
.._.._.._.._.._..
مياف و عيونه تتفحص أبوه:يعني صحى ..
عبد الملك:للحين ما فتح عيونه .. لكنه استجاب حسيا و أتوقع قريب يصحى ..!
زفر بكل ضيق:حمستني على الفاضي ..!!
عبد الملك:ليش تضايقت .. هذا يعطينا أمل ما راح يخيب إن شاء الله ..
مياف بكل عصبية:مو قصدي كذا بس طلعتني من عند غزل ..
قاطعه بهمس:اشششش .. أنا مطلعك من عندها عشان هالموضوع .. بس حبيت تعرف عن أبوك قبل ..
مياف بكل خوف:غزل فيها شيء ..؟!
عبدالملك بكل ضيق:ايه فيها أنت ..!
..
.
..
ريح ظهرها على الكنبة فـ مكتبه:مليك الله يخليك خل عنك الكلام الفاضي ..
عبد الملك بكل عصبية:أي فاضي .. مياف زيارتك لها غلط .. و أنت وياها فـ الأخير راح تفترقون و كل اللي قاعد تسويه تعذب نفسك و تعذبها معك ..
فرك جبينه بكل توتر:بكرة لما تطلع بتطلق و نعيش أنا وياها مع بعض بالحلال ..
ابتسم بكل استهزاء:فـ خيالك هذا ..!
مياف بكل عصبية:عبد الملك ..!!!!
مده يفتح الدرج و طلع الحبوب المهدئة:مو قادر أتفاهم معك بسبب توترك .. كم يوم مر من غير ما تأخذ حبوب ..؟!
مد يده و خذا الحبوب بكل هجومية .. طلع حبة و يده ترتجف أكثر:مدري ..-بلعها أخيرا ارتاح نفسيا لكنه لازال يرتجف ..
عبد الملك بكل لوم:لا تخلي غزل كل حياتك أنتبه لـ نفسك أنت ألحين بمرحلة علاج و محتاج الاستقرار النفسي ..
مياف:راحتي معها ..
زفر بكل ضيق:بقول لك على شيء و أبيك تخليه سر بيننا ..
مياف بكل استغراب:وش هالشيء ..!
عبد الملك:اليوم طاح بيدي ملف من قسم الطب النفسي .. أول ما قريت الأسم توقعت أني متوهم و مشبه لكن لما قارنت تأكد من صاحب الأسم ..
مياف بكل فضول و هو يحس بأعصابه ترتخي:من صاحب الأسم .. –بكل استهزاء:المهم ..!
عبد الملك و عيونه كلها ترقب لـ ردة فعل مياف:تركي .. تركي زوج غزل ..
ارتسمت الصدمة بعيونه لـ ثواني و بكل تردد:الحقير .. موجود هنا .. أنا لازم أشوفه عشان أربيه ..
عبد الملك بكل عصبية:هذا اللي طلع معك ..!! اسمعني يا مياف .. الرجال ممكن يعرف بموضوع زوجته بأي لحظة وقتها بتكون أنت اللي عرضتها للخطر ..
مياف:تبيني أبعد عنها ..!!!
عبد الملك:صلح غلطك و ابتعد ..
مياف بكل هجومية:مستحيييييييل ..
عبد الملك:ما في شيء مستحيل .. أنت مو شاغلك موضوع أختك جمان خلاص خلك مركز معها ..
مياف بكل عناد:ما في أي شيء يبعدني عن غزل ..-وقف و بنرة أقرب للتحذير:غير الموت ..!
زفر بكل ضيق و هو يحس أنه وصل لليأس معه ..
..
مشى فـ الممر بكل عصبية لكنه هداء على طول حس بالمهدئ يسيطر على انفعالاته ..
تلفت حوله حتى يشتت تفكيره اللي مو قادر يتقبل فكرة بعده عن غزل ..
سحب جواله من جيبه .. لعل و عسى يلقى اللي يلهي .. و فعلا ..
وقف بنص الممر مصدوم .."خمس مكالمات من مليك و واحد و عشرين من وسن ..!!" ..
طلع رقمها و دق عليها .. رنة ثنتين .. ردت بكل عصبية:وينك أنت ... طاحت يدي و أنا أدق ..
مياف:وش بغيتي ..؟!
وسن:الحق علي البيت بيطيح على رأسي ..
مياف بكل خوف:ليه وش صاير ..!
وسن:جو لـ عندنا ثننتين سألوا عن أبوي و قالوا لـ جمان أنهم خواتها من أمها .. و ما صدقت صرخت عليهم و سمعها محمد دخل هو و مشاري و عبد المجيد و انعفست الدنيا ..
مياف بكل ربكة:وشو .. وشلون ..!!!
وسن بكل ضيق:مياف أنت لازم تجي الحين أنت الوحيد اللي بتحل هالموضوع .. قبل لا توصل أمي على الأقل ..!
مياف و هو يضغط على زر اللفت:جايك ..
.._.._.._.._.._..
أروى:هههههههههههههههه .. تخيلي . استغفر الله من وصلنا لهنا و أنا وياك حش فيها و بس .. خلصت حسناتنا بسببها ..
ريتاج و هي تبعد مزاز البيبسي عن فمها:ايه و الله ..
أروى:يا حليله أخوك طلع و تركنا .. و الله أنك ما عندك سالفة يوم تقولين عنه ذاك الكلام ..!
ريتاج:يقال له ذوق طلع عشان تأكلين على راحتك .. بس هو أساسا هالأيام شياطينه هاجدة ..!
أروى:يا الله عاد و الله إني حبيته ..
ريتاج:ما عليه برفع له ضغطه قدامك عشان يطلع على حقيقته و بتشوفين ..!!
أروى بكل خوف:أقول اهجدي .. خله يكمل لنا سهرتنا .. ما صدقنا نطلع و نغير جو تبين تنكدين علينا .. !!
طق الباب يقطع كلامهم .. رفعت أروى الغطاء على وجهها ...
دخل بدر و لون وجهه مخطوف:يلا خلصوا أكلكم بنمشي ..
همست ريتاج:إن شاء الله ..-رجع يطلع ..
أروى:وش فيه أخوك ..؟!
ريتاج بكل خوف:شكل شياطينه طلعت قومي قبل لا يعصب ..
أروى:وش شياطينه ..!! وجهه متغير و كأنه سامع شيء موب زين ..!
ريتاج:لا تشتغلين لي محللة أرووه قومي يرحم لي أمك ..!!
أروى:طيب خليني أخلص وجبتي ..
ناظرتها ريتاج بكل لوم .. أروى بكل عصبية:هو قالوا خلصوا و اطلعوا ..!!!
زفرت بكل ضيق و هي تدعي بسرها .. إن الله يستر من اللي جاي ..
.._.._.._.._.._..
تحري الشرطة الجنائية:أنا آسف يا سيد مبارك .. لكنننا لم نتوصل لأي شيء بشأن مقتلها ..!
مبارك و الحزن بعيونه:كيف ذالك و أنتم متخصصون ..!
التحري:السلاح الذي قتلت به غير موجود بقاعدة بياناتنا .. و لا نعرف أيضا أين صنع ..!! هو الشيء الوحيد الذي قد يدلنا على قاتلها ..!
زفر بكل ضيق:لقد فعلتم ما بوسعكم ..!
التحري بكل خيبة أمل:متأسف ..
مد يده يصافحهم:شكرا على كل ما بذلتوه ..
ابتسم له .. سحب يده و طلع من الغرفة ووصل لـبرا المبنى ..
ركب سيارته و طلع الجوال .. فتح رسالة جديدة .."الكعكة وصلت لـ مكانها الأخير شكرا على تعاونك .. و سأعطيك باقي أجرك بعد أن يتم إغلاق الفاتورة" ..
.._.._.._.._.._..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا احلل مسح اسمي من على الرواية ..
تجميعي : ♫ معزوفة حنين ♫..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشاري بكل ضيق:عبد المجيد إهدا ..!
صرخ فيه بكل عصبية:كل هذا بسببك أنت و أخوك مياف .. قبل كنا عايشين بسلام بس كل شيء خرب ..
طلعت لنا هالجمان و الحين كملت مع هالنصابتين ..!
صرخت جنى فـ وجهه بكل عصبية:احترم نفسك لو سمحت ..!!
محمد بكل ضيق:عبد المجيد ..!!
عبد المجيد:موب ساكت لحد يقول لي اسكت .. يكفي كل اللي صار بسببكم .. ممكن تقولون لي الحين شلون بتفهمون أمي .. أصلا وشلون بتصدقهم ..!
مشاري و هو يرص على أسنانه:عبد المجيد أبوي فعلا له بنات من زوجته الثانية و هو كان يدور عليهم بعد ..
عبد المجيد:نعم ..-بكل استهزاء:كملت و الله .. يطلعون ثلاثة مدري من أي داهية جايين يقولون إنهم خواتي و مو بعيدة إذا أبوك راح بكرة يجون يقولون نبي ورثنا ..
طلعت من صمتها أخيرا .. وقفت الجازي و هي تمسح دموعها و كلها إصرار تعاندها و توقفها:لا و أنت الصادق .. أربع بنات .. فيه أخت رابعة لنا و لعلمك ما نبي الورث كل وحدة فينا لها هدفها من هالجية و الفلوس آخر شيء نفكر فيه ..!
عبد المجيد و نبرة السخرية تتعمق بنبرته:و الله .. ممكن تقولين لي وش أسباب جيتكم لهنا ..
الجازي بنبرة صوت كلها حدة:جيت عشان أبوي .. لي كلام معه ..-ناظرته بكل احتقار:لو قلت لك هالكلام عقلك الصغير ما راح يستوعب ..
تعمقت ملامح العصبية بوجهه .. و تطايرت شرارة الشر من عيونه:احترمي نفسك ..-تقدم خطوتين بكل اندفاع ..
استوقفه محمد:عبد المجيد .. مهبول أنت ..!
عبد المجيد بكل عصبية:ما تسمعها وش تقول فـ بيتي و تغلط ..
الجازي بنفس نبرتها الحادة:في بيت أبوي لو سمحت ..!
عبد المجيد:سمعت .. سمعت وش قالت .. جابت طاري البيت يعني طمعانه ..
زفرت بكل ضيق و هي تلف على أختها:الجازي الله يخليك خلينا نطلع من هنا ..
الجازي بكل لوم:تستهبلين أنتي .. دخلتنا لـ هنا ما لها رجعه ..!!
قربت منها و همست:بس هم ما يبوننا ..
الجازي:أنا ما لي حاجة بهالمكان .. أنتي اللي راح تخسرين لو طلعتي من هالمكان ..
جنى بكل ربكة:شلون ..!
الجازي بهمس:محد فيهم بيعترف فيك أبوك بين الحياة و الموت و لازم نثبت أنك بنته و كل شيء بحياتك يتعدل .. غير كذا بـ ..
قاطعهم بكل ضيق:وش قاعدين تتهامسون به هااه ..
مشاري بكل عصبية و هو يجر أخوه:خلنا نطلع برا ..
عبد المجيد و هو يحاول يقاوم:أطلع و أترك لهم المكان مستحييل ..
قرب محمد و جر عبد المجيد مع أخوه .. مد مشاري يده لـ مقبض الباب ..
فتح الباب ... سبقهم بدخلته قبل لا يطلعون ..
صرخ فيه عبد المجيد:شرفت يا وجه المصايب ..
مياف و نظرة التوهان فـ عيونه:وش صاير ..؟!
دفت مياف اللي واقف بـ طريقها .. دخلت وهج و هي تنزل طرحتها:وش فيكم وش صاير ..؟!
وسن و الخوف بعيونها:وهج ..!
مرت من جنب أخوانها و هي تناظر فيهم بكل استغراب:ليه ماسكين عبد المجيد كذا ..!-لفت على الغريبات الموجودات بينهم:من أنتم ..؟!
عبدالمجيد:هذو ..
قاطعه محمد:بسسسس خلاص .. أنت الحين تسكت و بس ..
دف أخوانه عن طريقه .. دخل مياف و عيونه معلقة بـ عيونها .. حس بشيء يجذبه لـ ناحيته ..
كبرت .. ملامح وجهها تغيرت لكن نفسها عيون الجازي .. ما تغيرت ..
قرب منها أكثر و أكثر و هو يشوفها نسخة أقرب لأمها .. همس بكل توتر و خوف:الجازي ..
حست بشي من الرهبة .. إنسان للمرة الأولى بحياتها تقابله .. حتى ملامحه ما تذكرها بأحد لكن حست بشيء بعيونه .. يرجعها لـ واحد و عشرين سنة لـ وراء ..
..
.
طفلة بعمر الثمان السنين .. شالت كل أغراضها من على السرير .. كراسة التلوين .. مقلمة ألوان و ما نست تأخذ البراية معها ..
مرت على أمها فـ المطبخ .. الجازي:ماما .. بطلع أرسم فـ الحديقة ..
قربت منها أمها .. نزلت لـمستواها و هي تداري على بطنها المنتفخ بسبب الحمل:أنا وش قلت لك يا ماما ..!
الجازي و بعيونها نظرة ترجي:بس اليوم ..
تنهدت بكل ضيق:طيب وش رأيك أفتح لك البلاكونة و اجلسي قدامها ..
الجازي:بس ..
نورة بكل إصرار:ما ينفع يا ماما .. سمعتي بابا وش قال لك الطلعة للحديقة ممنوع ..!
الجازي بكل خيبة أمل:ليه ..!!
زفرت بكل ضيق:لحد الحين فيه عمّال يشتغلون .. برا يصير نزعجهم ..؟!
بكل استسلاميه:طيب خلاص ..
ابتسمت له:شطورة حبيبتي .. –مسكت يدها .. طلعتها للصالة .. فتحت باب البلاكونة لها .. جلست جنبها تراقبها لحد ما لاحظت أنها اندمج .. انسحبت بكل خفة و رجعت للمطبخ ..
..
.
على بعد أمتار بسيطة .. المكان الأبعد لـ فلة أهله هو الأريح بالنسبة لـ مياف ..
داخل البيت الكل ينزعج منه .. من تصرفاته الغير محصورة و كلامه الكثير بسبب سنة الصغير .. مكانه الوحيد كـ العادة الحديقة ..
لكن كل حدود الحديقة اللي حول الفلّة هي ملك لأخوانه الكبار و ما له الحق يلعب معهم أبدا ..
و لازم يبعد لآخر الحديقة .. زفر بكل ضيق و هو يحرك الكورة بطرف رجوله .. قمة الملل .. قمة الطفش .. يسيطرون عليه ..
و الأهم من هذا قمة الهدوء يخيم ع المكان .. لدرجة أنه قدر يسمع صوت زن خفيف لـ باب ينفتح .. شد انتبهاه و التفت .. لمح ملحق بيتهم المكان المُحرم فـ داخل أسوار بيتهم لأنه و بكل بساطة ..
"البيت المسكون" بالنسبة للكل و محد يتجرأ يقرب منه .. بسبب خوفهم من الأشباح .. تملكه الفضول .. و بعقله الصغير ما كان يشوف الموضوع غير أنه مغامرة و راح تكون أجمل مغامرة بحياته لأنها الوحيدة ..
تقدم بخطوات هادية .. تفحص الأبواب كلها مسكرة ما في قدامه طريق غير أنه يلف للجهة الثانية ..
زفر بكل ضيق و إحساس الخوف يتسرب لـ داخله .. قرب أكثر ... لمحه أخيرا ..
"الباب المفتوح" .. و لمح طرف الستارة يتطاير من داخله .. قرب أكثر ..
لمحها من بعيد جالسة على الكرسي و تلون بكل تركيز .. ابتسم .."نفس الأشباح اللي فـ الأفلام" ..
حست بخطواته و رفعت رأسها .. تجمد فـ مكانه .. و زاد الخوف بداخله ..
صرخت بكل خوف:ماماااااااااااااااااااااا ..
طلعت لها ركض:خير ماما وش فيك ..؟!
أشرت عليه ..
رفعت نورة عيونها .. بلعت ريقها من الخوف .."أكيد واحد من عياله" .. قربت منه .. ابتسمت بكل خوف:اهلين حبيبي ..
نطق بكل توتر:أنتم أشباح ..؟!
اتسعت ابتسامتها .. من تفكيره .. مدت يدها:تعال هنا ماما ..
نزل عيونه على يدها و نفسها نظرة الخوف بعيونه ..
ابتسمت:لا تخاف إنا مو أشباح ..!
حس بالأمان من نبرة صوتها .. قرب أكثر ..
جرته لعندها .. نزلت لـ عنده:اسمعني حبيبي أنا و بنتي فقراء و على قد حالنا .. ما عندنا بيت نسكن هنا .. عشان كذا أبوك جابنا لـ هنا .. و محد يدري ..
قربته لها أكثر:و أنت واحد شاطر .. و مؤدب .. ما راح تقول لأحد أنك شفتنا هنا طيب ..!!!
مياف بكل حيرة:طيب أنا كل يوم أطفش أقدر أجي هنا ألعب ..؟!
ناظرت فـ بنتها بكل حيرة .. و رجعت تلف عليه .. ابتسمت:عادي حبيبي تقدر تجي ..
وقفت و هي تجره لـ عند بنتها الجازي ..:أجلس هنا ماما ..
جلس بكل استسلامية .. رجعت تنزل لـ عنده:كم عمرك أنت ..؟!
رفع مياف يده و هو يأشر بأصابعه .. سبع ..
نورة بكل حيرة:ما تعرف كم ..؟!
مياف بكل خيبة أمل:كل أصدقائي فـ الفصل يقولون كذا بس أنا ما أعرف كم ..
نورة:هذا رقم سبعة .. دام عمرك سبع سنوات أكيد أنت مياف ..!!
هز رأسه بالتأكيد ..
نورة:هاذي بنتي الجازي و هي أكبر منك بثلاث أرقام .. تعرف كم ..؟!
نزل رأسه و بكل حزن:ما أعرف الأرقام .. علمونا بسسسس ..
رفعت رأسه و هي تبتسم:و لا تزعل حبيبي الجازي راح تعلمك كل الأرقام و الحروف .. -لفت على بنتها:طييب ..!
هزت رأسها بالتأكيد و ابتسمت ..-وقفت أنا راجعه للمطبخ انتبهي له طيب
..
الجازي:إن شاء الله ..-راقبت أمها و هي تبعد قربت من مياف .. و ابتسمت له ..
رد لها الابتسامة ....
.

لمعة الدموع بعيونها .. بلعت ريقها و همست:مياف ..

قرب منها و طبع بوسة على جبينها بكل حب و هو يقاوم عبراته ..
صمت خيم على المكان و ذهول تملك الكل حتى جنى .. قشعريرة سرت بـ جسم وهج ..
منظر بحياتها ما شفته تسمعه عنه كثير .. بس حست بعظمته اليوم ..
بعد عنها و هو يتأمل ملامح وجهها:تغريتي كثير ..
ابتسمت له و دموعها تخونها و تنزل:حتى أنت ..؟!
.._.._.._.._.._..
جالسة على سريرها بالظلمة .. ضامة رجولها لـ صدرها .. و عبراتها تخنقها لكنها مو قادرة تستسلم لها ..
أحاسيس خوف و رهبة بحياتها ما مرت عليها .. و حاسة بالعجز أكثر لأنها مو قادرة تعبر عنها ..
زفرت نهى بكل ضيق و هي تجلس و تشغل الأبجاورة:و بعدين معك ..؟!
نوف و هي مازالت على وضعيتها:خليني بحالي ..
نهى:لا تنومين أصلا أي وحدة بمكانك ما راح تقدر تنوم .. بس انسدحي جلستك كذا فـ الظلمة .. بسم الرحمن الرحيم تخوف ..!
نوف بكل لوم و صوتها يختنق:بس هذا اللي همك .. خليني إن شاء الله كل جن الدنيا يدخل فيني و أموت و أرتاح منكم ..
نهى بكل عصبية:موب أنتي وافقتي بمزاجك ...؟!
نوف و صوتها يختنق أكثر:يعني لو رفضت كانوا بيسمعون كلامي ..!!
نهى:محد بـ يسمعه بس مشاري كان بيسافر و يطلقك و اللي عنده شيء يطلعه ..!!
هزت رأسها بالنفي و صوتها يرتجف:موب صحيح ..
قربت منها بكل خوف:نوف وش فيك ..؟!
لفت وجهها بعيد عنه:قلت لك خليني لحالي ..
زفرت بكل ضيق:أدري أنك للحين موب راضية عن هالزواج .. بس صدقيني مشاري يحبك و راح يسوي أي شيء عشانك .. و بتشوفين عقب وش بيسوي بتندمين على كل لحظة رفضتيها فيها ..
نوف:طبعا بخليني أندم .. و بينتقم فيني كل اللي سويته فيه ..!
نهى بكل صدمة:نوف وش هالكلام ..!
نوف:لا تحاولين هاذي الحقيقة ..
نهى بكل إستعباط:شوفي طول ما أنتو هنا ما راح يضرك بشيء .. بس لما تسافرون بيستفرد فيك برا و الله عينك ..
طيرت عيونه و بكل عصبية:نهووووووووووووووي ..!
ضحكت عليها:ههههههههههه .. و الله أمزح ..-خذت نفسها:يا الله عاد نوافة .. ترا ما يستاهل كل هالقلق .. صار لكم فوق العشر سنين متملكين معقولة للحين ما تعرفينه ..!
نوف بكل خوف:سمعت أسماء تقول إن الرجال مع أهل غير و مع زوجته غير ..
نهى:طيب المفروض تكونين مستانسة .. هذا مشاري مطيّن عيشت أميرة .. و إن شاء الله يكون معك ... عسسل ..
ارتسمت بعيونه نظرة حيرة:لازم أتعب .. أمرض .. لازم يجيني أي شيء ..
نهى:استغفر الله .. وش هالكلام ..!
نزلت رجولها من على السرير .. طلعت ركض من الغرفة .. لحقتها نهى:نويييييف ..
دخلت المطبخ .. خذت لها كأس موية .. و كبته فوق راسها ..
وقفت عند الباب:وش تسوين يالخبلة ..؟!
نوف و هي ترجع تطلع:الحين بوريك ..-رجعت تدخل لغرفتهم ..
لحقتها نهى و صبرها بدا ينفذ ..
دخلت وجهت المكيف لها .. و جلست تقاوم الهواء بكل صمود ..
دخلت نهى .. تفاجأة من فكرة أختها المجنونة .. قربت و بكل عصبية رفعت ريش المكيف ..
صرخت بوجهها:مجنونة أنتي ..!! وش تسوين ..؟!
نوف:هاذي طريقة سمور إذا بغت تغيب .. وخري عن المكيف ..
دفتها بعيد و بكل ضيق:انهبلتي .. يجيك شلل و إلا تشنج ..
نوف بكل برود:كل يوم سميرة تسوي كذا ما صار لها شيء ..!!!
نهى:إذا ما صار اليوم بكرة يصير ..
نوف:وخري عن طريق نهوي ..
نهى بكل ضيق:اسمعيني زين نويف .. أنا سكت لك كثير كله يوم و بفتك من مسئوليتك موب ناقصة هم و غثا زيادة منك ..
تعودت تسمع الكلام الجارح من الكل .. محد كان يتقبلها و محد كان يسمعها .. حست بصاعقة تنزل على مسامعها .." كله يوم و بفتك من مسؤليتك موب ناقصة هم و غثا زيادة منك"..
لمعت الدموع بعيونها و هي تحس بالهمّ داخلها تراكم و صار همين .. همّ زواجها و همّ كلام أختها اللي مستحيل تنساه ..
سحبت نفسها من الغرفة بكل هدوء .. طلعت و هي تلملم بقايا الكرامة اللي بقت لها بهالدنيا ..
رمت بثقلها على الكنبة .. تنهدت بكل ألم و هي ما تسمع غير صدى كلام أختها الأخير ..!
..
.
جلست على طرف السرير .. دفنت وجهها بين كفوف يدها .."يا الله تهورت .. و أنا دايم كذا كل ما جيت بكحلها أعميها ..!" ..
.._.._.._.._.._..

رفعت فستان زواجها و ركضت ..

 ركضت و استمرت تركض من غير ما تعرف وين رايحة و إلا من ايش خايفة ..
طاحت على وجهها .. حست بألم يحرق جسمها .. جلست و حاولت تقوم لكن حست بيدها تزلق و ما قادرة تثبتها .. رفعتها و لقتها غرقانة دم ..
..
..
جلست مفزوعه من نومها .. للمرة العشرين .. تسارعت أنفاس غزل بكل خوف ..
مدت يدها المرتجفة .. رفعت كاس الموية و شربت منه ..زفرت بكل راحة و هي تستوعب أنه حلم ..
ريحت ظهرها على السرير بكل تعب .. "يا ربي .. محد غيرك أعلم بـ ضياعي .. يا رب ما أبي أموت وأنت غضبان علي ..-تنهدت بكل ضيق .."شلون بيرضى علي و مياف كل يوم عندي ..!!!" ..
ضاق فكرها فيه قدر أنفاسها اللي ضاقت بهالغرفة .. فركت يدها بكل توتر لعل و عسى تبعد هالالم عنها .. ضغطت الزر ..
جتها ركض .. الممرضة بكل خوف:نعم مدام ..!
استوقفتها الكلمة .."مدام ..!!! .."من تزوجت و هي مأخذه و ما زالت تأخذ هاللقب من غير أي وجه حق ..-زفرت بكل ضيق:تعبانة مو قادرة أنام .. أبي مسكن أو مهدئ أي شيء ..!
الممرضة:بس ما ينفع مدام .. أنتي لسه يأخذ مسكن من ساعة و نص بس ...!
غزل:روحي شوفي لي أي الدكتورة ..
بكل ضيق:دكتورة مو موجودة ..!
غزل:أي دكتورة أي دكتور مو مهم ..!
الممرضة:خلاص .. خلاص .. خمس دقايق بس ..-طلعت و تركتها تختلي بنفسها من جديد ..
دفنت وجهها بين أحضان كفوفها .."أستاهل كل اللي يصير .. رحمتك يا رب" ..
رجعت تدخل بكل هدوء .. الممرضة:دكتورة عبد الملك هنا ..
سحبتها الطرحة من ع الكامدينة و غطت رأسها .."ما لقت غيره ..!!!" ..
تنحنح و دخل .. قرب منها ..
الممرضة بكل خوف:ممكن يدك ..!
مدتها .. و بدون أي مقدمات طلع إبرته و غرسها بـ وريدها ..
غمضت عيونها بكل خوف .. ما حست بـ أي ألم ... لكنها صارت حساسة لأي شيء يلامس جسمها حست بحكة خفيفة ..
مد الأبره للممرضة .. جمعت أغراضه و طلعت ..

يتبع ,,,

👇👇👇


تعليقات