بارت من

رواية ملاك الحب -9

رواية ملاك الحب - غرام

رواية ملاك الحب -9

هزت رأسها بالإيجاب .. فبذكره لله تبارك وتعالى أراح تفكيرها .. أردف حسام متحدثا بأسلوب الطبيب اللطيف :
- وعلى كل حال حاولي أن تتناولي الكثير من المنبهات في هذه الفترة .. ولكن قبل الساعة السابعة مساء حتى لا تسبب لك الأرق .
أجابته باستسلام :
- حسنا .
------------------------
مر ذلك الشهر كلمح البصر .. بين انشغالها بتحضير نفسها .. وتلك التغييرات اللازمة التي أصابت البيت كي يستقبل كل المدعوين من العائلة والأصدقاء ..
لم تكن نور قادرة على استيعاب ذلك الكم المتدفق من المشاعر .. والتي غمرتها يوم عقد قرانها على حسام .. كان الكل في البيت يسيطر عليهم التوتر الشديد .. وكانوا مشغولين بكل شيء ولا شيء .. فالكل يستعد لاستقبال الشيخ الذي سيقوم بإتمام العقد ورجال العائلة اللذين سيصاحبونه .. فأصبح البيت كخلية نحل تضج بالعمل الدءوب .. بعد آذان العصر مباشرة جاء الشيخ ليجمع بين كف حسام ووالده .. لقد كانت رغبة نور بأن يزوجها العم صلاح لحسام ..
أنصتت النسوة من الحجرة المجاورة لحديث الشيخ المطمئن وتلاوته لبعض الآيات القرآنية .. ثم بدأ بتلقين العريس .. وولي أمر العروس ما يجب قوله .. لا تدري نور لما كانت تشعر بقشعريرة غريبة تسري في أوصالها .. حتى أنها أفلتت دمعه من عينيها .. كانت الرهبة تعم المكان .. إحساس مهيب ذلك الذي يغشى بيتها في هذا الوقت .. ففي تلك اللحظات سيربط وثاقها رسميا برجل .. ليصبحا بعد ذلك كيان واحد .. كم هو عجيب هذا الشعور .. وكم أن البعض لا يقدره .. كانت تلك الكلمة التي ألقاها الشيخ قبل قليل في حديثه ترن في أدنيها ((وأخذنا منكم ميثاقا غليظا)) .. لم تكن تفكر يوما بالارتباط .. إلا في سبيل حبها لسامح .. وبعده لم تراودها تلك الفكرة .. ولكنها الآن تفكر بمسؤوليتها أمام هذا الميثاق الغليظ والذي ستقطعه على نفسها ..
بعد لحظات .. جاء عمها يحمل دفترا طويلا ليعطيه لها .. حتى توقع على العقد .. أخذت القلم بيد مرتعشة .. وبدأت ترسم توقيعها بقلب مضطرب .. لقد تزاحمت عليها الأحاسيس فلم تعد تفهم حقيقة ما تشعر به .. كان هنالك حزن غريب يكتنفها .. لا تدري مصدره .. هل هو حزن على عمرها الضائع .. على حبها الأرمل .. أم هو ذلك الشعور الذي يخالج كل عروس في يوم كهذا .. فرحه خجولة تستتر تحت ذلك الحزن على فراق هذا الدار الذي ولدت وترعرعت بداخله .. وتلك الأم الحنونة .. ولكل تلك العادات الصبيانية و اللامسؤولة .. كم هو مربك هذا الشعور .. أن يمتزج بداخلك الفرح والحزن .. وتبتسم والدموع تغرق عينيك ..
قبلها العم صلاح مباركا لها .. وانطلقت معه زغاريد عمت المكان وترددت في أرجاء البيت معلنا فرحه صادقه للعروسين الشابين .. بعدها شعرت بحضن والدتها يغمرها .. فأجهشت ببكاء طفولي .. فراح الكل يؤنبها وهم يشاركونها دموع فرح صادق .. بعد أن خرج الشيخ .. وكل الرجال .. سمعت نور والدتها تستوقف حسام ممازحه :
- ألا تنوي إلقاء التحية على زوجتك .. يا حسام ؟.
تقدم حسام من الأم بحياء شديد .. وقبلها على رأسها .. فضمته إليها وهي تدعو لهما بالحياة السعيدة .. كانت نور تشعر بأن قلبها قد جن من شده تلك النبضات الهوجاء والغير مبررة .. لقد كانت تلك المرة الأولى التي يراها حسام بعد أن أضحت شابه ومن دون حجاب .. كانت ترتدي فستانا بسيطا بلون زهرة السوسن .. فأظهر ذلك اللون الناعم بياض بشرتها .. كانت سيوره الرفيعة ملقاة بإهمال فوق كتفيها الناعمين .. وكان يكشف جزءً من أعلى صدرها .. يضيق في منطقه الصدر ويتسع بعده ليصل إلى أعلى ركبتيها .. كان تصميمه اقرب إلى ما ترتديه الحوامل .. ولكن قماشه الحريري المنسدل برفق .. والذي يرقد بألفه على جسدها النحيف .. استطاع أن يظهر معالم جسدها الأنثوي .. لم تكن تحب الأصباغ كثيرا لذلك لم تكثر منها .. مما جعل وجهها ينير بفتنه تلك البراءة التي تكلله .. شعرها الأسود الطويل كان معقوصا خلف رأسها بطريقه مهمله مما زادته جمالا .. فراحت خصلاته تتناثر على كتفيها وتتدلى إلى منتصف ظهرها ..
لم تكن تؤمن بجمالها .. ولطالما أنكرت نظرات إعجاب من حولها .. ولكن تلك النظرة التي استقرت في عيني حسام .. منذ أن رآها جعلت وجنتيها تشتعلان بحمرة الخجل .. كانت نظره مذهولة بعض الشيء .. وكأنه توقع أن يرى طفلته الصغيرة .. ولم يدرك بأنها قد أضحت أنثى فاتنة .. يلفها ذلك الجمال الطاهر والبريء ..
عادت نور تنظر إليه بعد أن استطاعت التأقلم مع نظرته التي كانت لتقول أنها اقرب إلى الهيام والعشق لولا معرفتها بمشاعره نحوها .. تطلعت إلى ذلك الوجه الأسمر الجذاب .. ولتلك الابتسامة الساحرة التي مؤكد قد استطاع بها خطف أبصار الموجودين .. راح قلبها يقرع طبول الارتباك .. ولكنه كان ارتباكا لذيذا .. إحساس قوي بداخلها جعلها تشعر بأنها صارت ملكا لهذا الشاب الواقف أمامها .. نعم .. لقد وقعت منذ قليل على ملكيته لها .. هي تدرك في قراره نفسها شكليه هذا الارتباط .. ولكنها قطعت وعدا على نفسها عندما كانت ترسم تلك الخطوط الملتوية المسماة بالتوقيع .. لكي تسعد هذا الشاب بكل ما تستطيع من قدره .. وأن تحافظ على قدسية هذا الرابط الذي يجمعهما .. فهو يستحق ما هو أكثر من ذلك ..
عندما وقف حسام بجسده الطويل أمامها .. ابتسم لها بحنان .. واحتضن وجهها بيديه الدافئتين .. وانحنى قليلا كي يقبلها على جبينها بلطف .. في اللحظة التي أحست بلمسه شفتيه .. تعالت الزغاريد من حولهما .. ثم أفلتها برفق وحدثها بصوت منخفض يكشف عن مدى إعجابه بها :
- هل حقا هذه أنت .. صغيرتي ؟.
ابتسمت نور بحياء بالغ وهي تهز رأسها بالإيجاب بعد أن تعقد لسانها فهي لا تزال تعجز في التعامل مع كلمات الإعجاب .. كان حسام لا يزال غارقا في بحر عينيها السوداويين .. حتى تملكها إحساس بأنه لا يدرك شيئا مما يحيط بهما .. ولا يرى سواها .. تدخلت رهف محاوله إحراجهما :
- هيا أيها العاشقان ألن تغيرا موضع الخواتم ؟.
خلع كلا منهما خاتمه .. وكان هو البادئ بتغير خاتمها ليدها اليسرى .. من ثم قامت هي بنفس الشيء معه .. لا تدري كيف خلت الحجرة فجأة .. فتساءلت ببساطه محاوله أن تكسر حاجز الصمت الذي يأسر حسام .. فهي لم تتعود ذلك الهدوء منه :
- لا اعرف لما لا يبقون على الخاتم في يد واحده ؟.
أجابها بصوته الهادئ .. وهو يمسك يدها اليسرى برفق ويمرر أنامله عليها :
- لان هنالك مقوله .. بأن هنالك وريد يصل مباشرة بين هذا الإصبع والقلب .
- حقا ؟.

هز رأسه .. وأجاب ممازحا :

- نعم .. هكذا ستقعين في حبي دون أن تدركي ذلك ؟.
أجابته بشقاوة :
- وهل هذا يعني بأني لم أكن احبك ؟.
نظر لها بتلك الطريقة التي أضحت تربكها .. وتشعرها بجديه كلامه :
- بل ستحبينني بنفس طريقتي .
صمتت نور بحياء .. كانت تسمع أحيانا رنة صادقة بين كلماته المازحة .. مما يزيد توترها .. ولكنها سرعان ما تكذب تلك الأحاسيس الغريبة ..
في المساء حضرت صديقات نور وبعض نساء الحي .. وزميلات والدتها في العمل .. وبالرغم من ذلك الجو المرح الذي كانت تشيعه الفتيات .. وتعالي الزغاريد مع تلك الألحان الصاخبة .. إلا أنها كانت تبحث بعينيها عن ذلك الشخص الذي لم يحضر إلا الآن .. مع أن الخال صلاح اخبرها بأن والدة حسام لن تستطيع الحضور فهي تشعر ببعض التعب .. إلا أنها ظلت على أمل أن تغير رأيها وتحضر ..
بعد أن خلى البيت من ضيوفه .. راحت الأم ونور ورهف يساعدن بعضهم في تنظيف البيت .. لقد فظلت رهف المبيت عند نور كي تمد يد العون لهم .. وبعد ساعة من العمل الشاق .. اغتسلن وتناولن العشاء .. ورغم الإرهاق الذي تملك الفتاتين إلا أنهما لم يستطيعا النوم ..
دخلت الخالة حياة إلى حجرة ابنتها .. فسارعت رهف بالسؤال :
- هل ستقيمين حفلا الزقرة والغسل لنور يا خاله ؟.
- بالطبع .. أنها ابنتي الوحيدة .
تغضن وجه نور .. وتساءلت بضيق فلقد كانت تكره تسلط الأضواء عليها :
- وما الداعي لذلك يا أمي ؟.
أنبتها الأم بلطف :
- إنها إحدى تقاليدنا يا نور .
تساءلت نور باستسلام هذه المرة :
- من الذي اخترع هذه الحفلات ؟.
ضحكت الخالة حياة على ابنتها وأجابت ببساطه :
- لقد كان القدماء يقيمون تلك الحفلات لهدف معين .
تساءلت رهف بشغف :
- هيا قصي لنا يا خاله كل ما تعرفيه .
- حسنا .
عدلت الصديقتان من جلستهما استعدادا للحكاية .. فانزلقتا بجلستهما وأسندت نور رأسها على كتف صديقتها .. وأسندت رهف بالمقابل رأسها على رأس نور .. ولكنها حذرتها متصنعه الجدية :
- إياك أن تنامي .. لدينا قصه يجب أن نسمعها .
ضحكت نور عليها .. ولم تغير من جلستها ولكنها ضربت فم رهف بخفه :
- إذا فلتسكتي أيتها الثرثارة .
بدأت الأم بالحديث .. وهي تبتسم لشقاوة الفتاتين :
- إننا الآن نقيم حفل الزقرة والغسل ولكن بالطريقة الحديثة .. فنحن الآن نفصل بينهما بيوم لنرتاح فيه من صخب الاحتفال .. ولكن قديما .. كانوا يقيمون الاحتفالين بشكل متتابع .
قاطعتها رهف متسائلة :
- ما الذي تقصدينه ؟.
- ما اقصده هو .. أنهم قديما كانوا يفاجئون العروس عندما تعود من المرعى .. ويغطونها بقماش اخضر .. ويجلسونها في بهو البيت .. ليبدأ حفل الزقرة .. كانت الفتيات في الماضي لا يملكن حرية الاختيار أو الموافقة على شريك الحياة .. وبهذه الطريقة كانت الفتيات يدركن أنهن سيرتبطن بشخص ما .. كانت العروس المغطاة تجلس على تلك الحالة لليوم التالي .. والكل يغني ويحتفل بجانبها .. حيث يسمى اليوم التالي بحفل الغسل .. وفيه تذبح الذبائح .. ويدعى الناس لتناول الغداء .. في الوقت الذي تدخل فيه العروس لتستحم .. وتغتسل بالحناء .. من ثم تأخذها النسوة لتزينها .. ويواصلن الاحتفال في ذلك اليوم أيضا .
تكلمت رهف بشفقه :
- يال الفتاة المسكينة .. كيف هو إحساسها وهي تزف لشاب لا تعرف عنه شيء .
ابتسمت الأم وهي تخرج من الحجرة :
- ليس بالضرورة أيضا أن يكون شابا .. فبعض الأسر الفقيرة كانت تزوج بناتهن من أجل المال .
نظرت رهف إلى نور .. فوجدتها شاردة والابتسامة تعلو شفتيها .. فضحكت وهي تحدثها :
- على ماذا تبتسمين ؟.
عدلت نور جلستها .. وهزت رأسها يمينا ويسارا وهي لا تزال تبتسم .. مما أثار فضول رهف .. فعاودت سؤالها بإلحاح اشد :
- هيا يا نور اخبريني ما الذي يضحكك .

كانت نور تعلم بأن رهف لن تتركها .. فأجابتها ببساطه :

- كم هي محظوظة تلك الفتاه التي سترتبط بشاب لا تعرفه .. لو كان ذلك الشاب حسام .
ضحكت رهف على حديث نور الغريب .. وتسامرت الفتاتان إلى أن غلبهما النعاس ..
لم تعرف نور كيف تتسرب الأيام من بين يديها كحفنة ماء .. كانت تغرق في دوامه المشتريات .. وتجهيز نفسها لحفل الزفاف .. وما يسبقه من احتفالات بعد أن أصرت والدتها على إقامتها .. كانت تتسوق بشكل شبه يومي مع رهف التي لم تكن تتركها دقيقة .. وتساعدها في كل شي .. مما جعل وجودها وذلك الجو المرح الذي تشيعه .. يخفف على نور الكثير من الضغوطات ..
وفي إحدى المرات والفتاتان تتجولان في سوق عدن .. انتبهت رهف للساعة في يدها :
- آه لقد تأخرت كثيرا .. ويجب أن أعود للمنزل الآن .
ودعتها نور بعد أن أوصلتها إلى محطة الحافلة .. واتجهت هي إلى ذلك المحل الذي كانت تود تبديل قطعه ملابس منه .. قبل أن تعود إلى البيت .. وبعد خروجها من ذلك المحل .. شعرت بسيارة خلفها .. وسائقها يطلق البوق .. ابتعدت أكثر عن الطريق .. بالرغم من أنها لم تكن تعيقه .. ولكن السيارة ظلت مصره على ملاحقتها .. استغربت نور من ذلك .. وفكرت بأنه مؤكد شاب صغير من أولائك الشباب المستهترين والذين يعتقدون أنفسهم أضحوا رجالا بامتلاكهم للسيارات وتدخينهم للسجائر ومعاكستهم للفتيات .. ابتسمت وهي تتخيل صدمته عندما يراها جيدا ويدرك بأنها اكبر منه بكثير .. ولكنها اضطرت إلى النظر إليه بعد أن نفذ صبرها .. وما أن رأته تسمرت في مكانها .. خاصة بعد أن فتح لها باب السيارة وأمرها بضيق :
- هيا اصعدي .
كانت تلك النظرة القاسية التي يرشقها بها .. تهز قلبها رعبا .. بدأت ملامحه تقسو أكثر وتعقدت حواجبه فوق عينيه البنيتين بعد أن نفذ صبره .. خاصة عندما تعالى صوت بوق لسيارة أخرى تقف خلفه وتحثه على السير .. في الوقت الذي لم تعرف نور ما الذي يجب عليها فعله للفرار من هذا الحبيب المجروح .
(10)
تقاليد يمنية
كانت الحيرة تلفها .. واضطرابها يزداد .. خصوصا بعد أن سببت أزمة سير .. فيبدو أن سامح قد اقسم ألا يتحرك إلا بها .. كان ينتظرها بعصبيه بالغه .. وهي تقف مشدوهة لرؤيتها اشتعال الغضب في عينيه .. بدأت ترتجف خوفا منه .. فهل تستطيع الصعود معه .. النظر في عينيه .. تلك العينين البنيتين واللتان لطالما عشقت بريقهما الصارخ بحبها .. ولكنها الآن ترى فيهما توهج كرهه لها .. شعرت نور بأنها محاصره ولم تجد مفرا من الصعود معه .. كما أنها لا تملك سببا لرفضها الصعود مع ابن عمها ..
نعم فسامح سيبقى دوما .. ابن عمها .. ومهما تغيرت المسميات .. والمشاعر التي تربط كليهما .. لن تستطيع أبدا تجاهل رابط القرابة بينهما ..
حرك سامح السيارة بسرعة جنونية .. ما أن استقرت نور بجانبه .. مما زاد خوفها منه .. كانت تود أن تأمره بان يخفف السرعة .. ولكنها لم تجرؤ على فعل ذلك .. وظلت تنظر أمامها متصنعه الهدوء وهي تلعب بأناملها بتوتر واضح .. وكأنها طفل صغير مخطئ ينتظر عقاب والديه ..
لم يحدثها هو .. فراحت تختلس النظر إليه .. روعها منظره الذي لم تدقق عليه مسبقا .. لقد كانت آثار الأرق بادية على ملامحه .. وترسم ظلالها تحت عينيه .. كما أنه أصبح أكثر نحافة .. لقد رأته غاضبا من قبل .. ولكن ما تراه اليوم كان اسوأ .. كان يمسك بمقود السيارة بقوه والعروق تبدو نافرة تحت جلد يديه ..
وفجأة التفت إليها مباغتا إياها بسؤاله الغريب والذي لم تستوعبه للوهلة الأولى :
- متى تنوين تركه ؟.
- اترك من ؟.
- حسام .
فغرت نور فاهها دون وعي منها .. ثم عقدت حاجبيها وتساءلت بحده :
- هل جننت يا سامح ؟.
كانت حاجبيه لا يزالان مقعدان فوق عينيه .. وضغط على أسنانه .. ثم أجاباها بحرقه :
- ألا يحق لي ذلك بعد كل ما تفعلينه بي يا نور ؟.
لم تستطع الرد عليه .. فخفضت رأسها وهي تحاول تهدئه ذلك القلب الذي راح يتلوى بين ضلوعها معلنا رفضه لكل قراراتها .. أنها لم ترى سامح بمثل هذا الضعف أبدا .. وهذه المرة الأولى التي يتمسك بها بهذا الشكل .. وإصراره هذا يعذبها .. يجعلها تشعر بالسخط على نفسها .. لأنها تسبب له كل تلك المعاناة ..
حلق الصمت فوق رأسيهما لبرهة .. بعدها شعرت به ينحرف بالسيارة ليوقفها على جانب الطريق .. التفت إليها وبدأت ملامحه ترق بعد أن رأى تلك الدموع التي كانت تتلألأ في عينيها السوداويين :
- لماذا يا نور ؟.. لما قررتِ تعذيبي .. ونسيتِ بأنك تجرحين نفسك بالمقابل ؟.
لقد كان محقا في كل كلمه يقولها .. نعم .. إنها تحس بجرحه يتعمق في صدرها هي .. ولكنها لا تستطيع أن تصارحه بالحقيقة ولا أن تجعله يعاني معها مرضها النادر .. فهي تحبه .. ولطالما أحبته ..
ردت عليه بصوت خافت وكأنها تجيب على أفكارها هي :
- لا استطيع يا سامح .. لا استطيع ..
- ما هو الذي لا تستطيعينه .. أنا لا أجد سببا مقنعا لهذا الارتباط .. لذلك يكفي يا نور .. لقد نجحت .
رفعت رأسها والدهشة تعلو ملامحها .. إنها لم تعد تفهم ما يرمي إليه .. أردف هو برفق اكبر :
- نور .. أن كنت تودين اختبار مشاعري نحوك .. فها أنا اعترف بأنك نجحت .. أنا أموت في كل لحظه .. ولن أتقبل أبدا فكره هذا الارتباط المزيف .. لذلك يكفي .. يجب أن تنهيا هذه المسرحية التي تقومان بها .
كان كلامه يزيد من عذابها .. ولم تعرف بماذا تجيبه .. كيف تقنعه دون أن تجرحه أكثر من ذلك .. كيف تخبره بأنها لم تعد ملكا له .. فجأة تذكرت كلمات حسام لها .. بان سامح لابد أن يغفر لها يوما .. لذلك نطقت أخيرا بكلمات خافته تقطر حزنا :
- ثق بأنه سيأتي يوم ستتوضح لك كل الأمور .. وبعدها ستكون أنت من يملك الخيار .
شعرت بملامحه تقسو من جديد .. وراح يصرخ بحده وهو يسد أدنيه :
- كفى .. كفى .. أنا لا أود أن اسمع مثل هذا الكلام ..
ثم امسك بكتفيها وهزها وعينيه تلمعان بحزنه المكتوم :
- هيا يا نور .. اتركيه .. اتركيه من اجلي .. فلتنهي هذه التمثيلية الآن .
لم تشعر نور بنفسها إلا وهي تحضن يدها اليسرى والتي يستقر على إصبعها خاتم حسام .. وكأنها تحميه من حبيبها المجنون .. فكانت حركتها تلك سببا في تشنج يدي سامح الممسكة بكتفيها .. كانت عينيه تكاد تخرجان من هول الصدمة .. بعد أن ميز أن نور أضحت الآن زوجه أخاه .. بفعل هذا الخاتم ..
بعد لحظات سقطت يديه من عليها .. وأثار الدهشة لا تزال تسيطر على كل خليه في وجهه الوسيم .. ثم ضرب مقود السيارة بقبضتيه .. فانتفضت نور رعبا .. وهي تغمض عينيها الدامعتين .. أتاها صوته المترنح تحت وطأه دموعه .. وتساءل بصعوبة :
- متى ؟.
توقف قلبها لرؤيته يبكي .. وتمنت لو استطاعت أن تحضنه .. أن تخفف عنه .. أن تنسيه كل ما سببته له من وجيعة .. حاولت أن تسيطر على نفسها كي لا تفلت نشيجها .. وأجابته بصوت مهزوز على ذلك السؤال الذي تدرك مقصده منه :
- لقد تم عقد القران قبل أسابيع .. ونحن على وشك الزواج أيضا في الشهر القادم ؟.
التفت إليها بسرعة خاطفه .. وكأنه سيهم بتكذيب حديثها .. أو هكذا تمنى .. ولكنه أدرك صدقها بعد أن عاود النظر إلى ذلك الخاتم الذي يلمع بين أناملها الرقيقة .. حاول أن يتابع حديثه معها .. ولكن الصدمة ألجمت لسانه .. مؤكد أن والدته فضلت عدم إخباره بذلك .. كما انه لم يعد يتواجد في البيت .. بعد أن أقام مع مجموعه من أصدقائه العزاب ..
غطى وجهه بيديه ليحبس تلك الدموع التي تحاول الإفلات منه .. واخذ نفسا عميقا وهو يمرر أنامله بين خصلات شعره .. لم تعد نور تحتمل هذا الجحيم الذي تعيش فيه .. رؤيتها لهذا الحبيب .. الذي تحرق قلبه بيديها .. وبالرغم من أنها لا تعرف أين هي الآن .. إلا أنها فتحت باب السيارة محاوله الهرب كعادتها .. شعرت في تلك اللحظة بيده تمسك بذراعها ليستوقفها .. ثم بدأ بتحريك السيارة .. دون إن ينطق بكلمه واحده .. أغلقت هي الباب مره أخرى .. وجلست والدموع تنزلق على وجنتيها بصمت .. وبعد لحظات كانت السيارة تقف أمام منزلها .. كانت لا تشعر بقدميها .. وأحست بأنها تجر نفسها بصعوبة .. لم يكن قلبها يقوى على فراقه وهو بتلك الحالة .. ولكنها لم تستطع سوى أن تقول له كلمتين قبل أن تخرج :
- أنا أسفه .
كان عقلها مشتتا .. وأحست بان قلبها يوشك أن يقفز من صدرها لكي يبقى بجانبه .. ولكنها لم تجد سوى كلمه أسفه لتودعه بها .. بالرغم من إحساسها .. بأنها مظلومة مثله ..
استندت بظهرها على باب منزلها بعد أن أغلقته خلفها .. وظلت تغالب دموعها .. لم تكن تود أن تراها والدتها بتلك الحالة .. ظلت صوره سامح تتحرك أمام عينيها فتزيد من وجعها .. بعد برهة أطلت والدتها من أعلى الدرج .. بعد أن سمعت صوت الباب .. صعدت نور مسرعه وهي تخفي دموعها .. فاحتضنتها الأم بقلق :
- لما تأخرت يا نور لقد قلقنا عليك ؟.. ولما هاتفك مغلق ؟.. لقد كاد حسام أن يجن بسببك .
- حسام ؟.
تساءلت بشرود .. فراحت الأم تشرح لها :
- لقد جاء لرؤيتك بعد أن انتهى من عمله .. وكان يود أن يخرج للبحث عنك لولا أننا اتصلنا برهف وطمأنتنا عليك .. هيا ادخلي فهو ينتظر في حجرتك .
تركتها والدتها عند باب الحجرة .. فراحت دموعها تنهمر بغزاره اشد عندما علمت بوجود حسام .. فتحت الباب وهي ترتجف .. كان هو يقف وسط حجرتها .. وما أن رأته .. اندفعت نحوه بسرعة بالغه وانفجرت باكيه في حضنه .. كانت تغطي وجهها في صدره .. لكي تكتم نشيجها المتزايد .. طوقها حسام بذراعيه الدافئتين .. وضمها إليه برفق وهو يربت على رأسها .. والقلق يتخلل كلماته الهادئة :
- ما بك صغيرتي .. هيا اهدئي .. ولتخبريني ما الذي حدث ؟.
لم تستطع الحديث .. فالحزن الذي تشعر به لم يدعها تتغلب على دموعها .. ولم يترك لها مجالها للحديث .. لم يحتمل حسام صمتها .. وبدأت أسئلته تنهال عليها :
- هل حدث لك مكروه ؟.. هل ضايقك احدهم ؟.
كانت نور لا تزال تتشبث به وهي تحرك رأسها يمينا ويسارا فوق صدره .. فأردف حسام بتوتر :
- إذا ما بك .. صغيرتي ؟.
هدأ نشيجها أخيرا .. بعد أن استنزفت كل دموعها .. وعندما غمرها الهدوء .. استطاعت سماع ذلك النبض الهائج والذي يرن في إذنها القريبة من صدر حسام .. انتفضت نور لذلك .. ما الذي تقترفه في حق حسام .. ها هي تعود لتعذبه بهمومها من جديد .. رفعت عينيها إليه لتحدثه بحزن اشد :
- أنا أسوأ إنسانه على هذا الوجود يا حسام .
حضن حسام وجهها ورأت الألم يرتسم على ملامحه :
- لماذا تقولين مثل هذا الكلام .. صغيرتي ؟.
- لأنني كذلك .
عاودت الحديث من خلال دموعها الجديدة :
- لأنني لم اكتفي بتعذيب سامح .. بل أشركتك معي في هذه الدوامة المؤلمة .
أطبق الصمت عليه .. وراحت هي تفرغ محتويات قلبها المجروح :
- لقد رأيته اليوم .. وجدت العذاب يسكن بين عينيه .. ولأول مره بحياتي أره يبكي .. لقد كنت أنا السبب في دموعه يا حسام . أنا السبب في كرهه لي ولك .. لقد بت اكره نفسي على ذلك ..
رفعت رأسها إليه من جديد وتساءلت متوسلة :
- ما ذنبك أنت في كل هذا يا حسام .. ومتى سينتهي هذا العذاب الذي اشعر به .. متى ؟.
أجلسها على السرير بهدوء .. وجلس هو على إحدى ركبتيه إمامها .. طوق أناملها الناعمة بيديه الدافئتين .. وبدأ يحدثها بصوته العميق الهادئ :
- متى ستدركين أنت مدى حبي لك ؟.
راح قلبها ينبض بقوه .. جراء تلك الكلمات التي هزت كيانها .. وتلك النظرة الغريبة والتي لم تعد تفهمها .. كانت تلك المشاعر التي تشع منه أقوى من أن تحتملها .. مما جعلها تشعر بسخط اكبر على نفسها عندما إجابته :
- وهل استحق أنا كل هذا الحب ؟.
راحت تنظر إلى أناملهما المتشابكة بأسى .. وسقطت إحدى دموعها لتستقر على يده .. داعبت أنامله تلك الدموع المتناثرة على خديها .. ثم رفع رأسها لكي ترى عينيه .. تلك العينين اللتان تشاركها كل انفعالاتها .. وترى فيهما تلك الروح الجميلة التي يمتلكها .. كان حبه لها .. والذي لا يقبل التنازل عنه أبدا .. يربكها كثيرا .. مؤكد أنها لم تخطئ في ذلك السؤال .. فهي لا تستحق حب حسام لها .. اخذ هو نفسا عميقا ثم ابتسم لها بود :
- أنت حقا لا تدركين قدرك في قلبي .. يا نور ؟.. ولكن ما يهمني الآن هو أن لا أرى هذه الدموع مره أخرى .
أكمل حديثه هذه المرة بعد أن عاودته سحابه الحزن :
- صغيرتي .. لقد أخبرتك مسبقا .. إن ارتباطنا هذا لن يدوم .. وأنا كفيل بتوضيح كل الأمور لسامح .
لا تدري لماذا انقبض قلبها عند قوله ذلك ولكنها ابتسمت مطمئنه بعد ذلك القلق الذي سببته له .. و قف هو ليجلس بجانبها على السرير .. ضمها إليه برفق وقبلها على رأسها :
- أن هذه الابتسامة هي ما سأظل انشده دوما .. ولا تعاودي قول هذا الكلام عن كرهك لنفسك مره أخرى .
رفعت رأسها إليه محاوله أن تتحدث ولكنه وضع إصبعه على شفتيها :
- الاعتراض غير مسموح .. ويجب أن تنفذي أوامر زوجك .
هزت رأسها بالإيجاب بسرعة .. فوقف هو مودعا إياها بعد أن نظر إلى الساعة وأدرك تأخر الوقت :
- يجب أن اذهب الآن .
أمسكت بذراعه وهي تحاول إبقاءه :
- ألن تتناول العشاء معنا ؟.
- اعذريني .. فأنا أود أن التقي شخص ما ؟.
- حسنا .
كان تواجد حسام في حياتها يشعرها بالأمان .. بالدفء .. داعب وجنتها بأنامله وهو يحدثها قبل أن يخرج :
- ليتك تستطيعين رؤية نفسك بعيوني .. يا صغيرتي الحساسة ؟.
شعرت نور بان يتعمد دفع قلبها للجنون .. فالتهبت وجنتاها بحمره حياء .. أشاع منظرها الخجل الفرح في ملامحه .. ثم امسك يدها وجرها خلفه قائلا بمرح كي يخرجها من ذلك الجو المربك والذي يدرك هو بأنها لم تتعوده منه :
- هيا .. فلتهربيني الآن .. قبل أن تمسكني والدتك للعشاء .
سارت خلفه باستسلام .. وهي تكتم ضحكتها .. حتى لا تشعر والدتها بهما .. وراحا يتسللان على الدرج .. ودعته بابتسامتها الجميلة .. وعندما عادت إلى حجرتها .. غضت في نوم عميق .. خالي من الهموم ..
----------------------
كانت نور تشعر بان الأيام تشارك من حولها فرحتهم .. وتنقضي بسرعة كي تزف العروسين الشابين لبعضهما .. وعند قدوم الشهر الجديد .. غرقت في سلسله الاحتفالات التي أصر الأهل والأصدقاء على إقامتها للعروسين المحبوبين فأصبح الغناء والرقص لا يهدأ بداخل البيت .. وعلى غير المتوقع استمتعت نور كثيرا بتلك الحفلات وخصوصا حفل الزقره .. كانت تلك الوجوه الباسمة .. والفرحة التي ترقص في عيون كل من حولها تشعرها بالسعادة .. كما أن الخالة هدى حضرت تلك الاحتفالات بعد أن استطاع حسام إقناعها بمساعده العم صلاح .. فبوجودها اكتملت الفرحة في قلب نور ..
أحبت نور عندما غطوها بالقماش الأخضر والمطرز فراحت تطالع الكل وهم يزغردن حولها ويرقصن بفرح .. كانت مستمتعة وهي تراهم من وراء ذلك الحجاب .. فبتلك الوضعية لم تكن تعاني مشاعر الخجل من تركيز الأنظار عليها .. بعد فتره ليست بالقصيره قاموا بزفها إلى الحمام .. لتغتسل .. كانت التقاليد تقتضي بان تدخل جده العروس أو والدتها معها .. لكي تساعدها بالاغتسال بالحناء والهرود .. وغيرها من مساحيق الأشجار الطبيعية .. ولكن نور احمرت خجلا عندما حاولن إقناعها بذلك .. واستطاعت أن تفلت منهم .. بعد ذلك جاء دور صديقاتها في تزيينها .. فجعلوها ترتدي الزي التقليدي لفتيات عدن وما يسمى بالدرع كان عبارة عن قماش حريري خفيف وشفاف .. تتناثر عليه بعض الفصوص اللامعة .. ويفصل بشكل بسيط وواسع كان جمال الدرع يظهر بالألوان المرسومة عليه .. وبقماشه الشفاف .. والذي ترتدي الفتاه تحته ما يشبه التنوره الطويلة وحماله صدر يكونان مطابقان للونه .. ويبقى خصرها النحيف ظاهرا من تحت قماش الشفاف .
كانت رهف تحوم حولها بمرح .. وتحاول مساعده الفتيات بإتمام زينه نور .. فقمن بتبخير شعرها بالعود والبخور .. ثم بتسريحه وذلك بعمل جديلة طويلة تلف بخيوط من زهور الفل العطرة .. فلقد كانت تلك التسريحة تعد من تقاليد حفله الزقره وكانت تسمى بالصفاء بعد ذلك ألبستها رهف الذهب .. وشدت الدرع حول خصرها بحزام من الذهب أيضا .. في الوقت الذي كانت إحدى صديقات نور تضع الأصباغ على وجهها الجميل .. وبعد نصف ساعة تقريبا .. كانت نور تشع بفتنه بريئة .. أكملن الحفل بعد ذلك .. وشاركت نور صديقاتها في الرقص اليمني المسمى بالشرح .. كما رقصت مع والدتها .. ووالدة حسام ..
في تلك الأثناء كان حسام يحتفل أيضا مع أصدقاءه .. كانت التقاليد اليمنية تقتضي من الشاب أن ينصب خيمة خشبية كبيره بجانب بيته ليقيم حفل المقيل والذي يتناولون فيه القات .. ولأن حسام لا يتناوله لم يحبذ أقامه ذلك الحفل .. لكن أصدقاءه أقمن له حفلا آخر وهو الليوه .. فهي شبابيه أكثر من المقيل .. ففيها يوضع مكبري صوت في ركني الحارة .. ويتجمع شبابها وكل أصدقاء العريس .. بحضور فرقه شعبيه .. للغناء اليمني .. ويبدأ الشباب بعمل حلقه كبيره يتشاركن فيها الرقص والمرح طول الليل ..
بعد انتهاء الحفلين .. ذهب حسام لبيت نور .. كي يحضر لرهف فستانها من عند الخياط .. فلقد كان حفل الزفاف بعد الغد .. وعندما فتحت له نور الباب .. ضحك الاثنين على بعضهما .. لم يكن حسام قد رآها من قبل ترتدي الزي التقليدي للنساء .. وهي كذالك .. ظلت تتفحصه .. وهو يقف ممشوق القامة أمامها .. كان يرتدي قميصا اسود اللون مع إزار يسمى بالمعوز .. لقد كان وسيما جدا .. وذلك اللون الأسود الذي يرتديه كان يزيد من جاذبيه بشرته السمراء .. طلت رهف من الحجرة برأسها بعد أن شعرت بصمتهما .. ثم قال بمرح :
- حسام .. حتى أنت ارتديت الزي التقليدي ؟.
جاءت الأم على حديث رهف .. وتقدمت منه لتسلم عليه .. فقبلها على رأسها بأدب :
- فليباركما المولى .. وليحرسكما من كل عين حاسده .
ابتسم العروسين بحياء .. ثم فجأة دخلت رهف إلى الحجرة وجاءت بالكاميرا .. لكي تلتقط لهما صوره .. بعد ذلك نظرت بريبه إلى حسام .. وتساءلت بقلق .. وهي تراه خالي اليدين :
- أين هو فستاني .. الم يجهز بعد ؟.
خبط حسام جبينه بيده برفق وأجابها بحياء :
- لقد نسيته في السيارة .. سأحضره حالا .
ضحكت رهف عليه وقبل أن تعلق مازحه .. أشارت لها نور بعينيها كي تكف .. فهي تدرك مدى خجل حسام .. ظلت نور تنتظره ودخلت رهف والأم إلى الحجرة .. عندما رأته أسفل الدرج .. استوقفته كي تنزل هي لأخذ الفستان .. نزلت بسرعة وعند الدرجة الأخيرة كادت تسقط فتلقاها هو بين ذراعيه .. ابتعدت من حضنه بحياء .. فحدثها مازحا :
- هل تسعين لتشويه عروستي ؟.

يتبع ,,,

👇👇👇
تعليقات