رواية الليالي الطويله -15
ليصوروا وغادر عيسى لوحده فازاحوا الغطاء عن العروس وانضمت لهم مناير ايضاً... كانتلحظات رائعه بكل معنى الكلمة كان فيصل يلتفت على مريم باستمرار ويحدثها لأنه لاحظ توترها
الشديد وخوفها عندما قبلها على جبينها منذ قليل وقبل ان يجلسا ...امسك بكفها وطمنها قائلاً :
شفيج خايفه؟؟؟ محد بياكلج ابتسمي حبيبتي ...عشان المصوره مش عشاني ....
ابتسمت مريم غصباً عنها على قوله ...فربت على كفها بيده الاخرى وهو ينظر اليها بحب
واهتمام ...
انتهى الحفل وعاد الجميع الى بيتهم وهم تعابى وسلموا من استجواب ابومحمد ....اما
العروسان فقد قضوا ليلتهم في غرفة مريم ...
في مساء اليوم التالي غادر العروسان الى الجزر الماليزيه بناءَ على نصيحة صديقه الذي قضى
ايام العسل فيها ...كانت رحلة بحرية لثلاثة اسابيع ينتقلون فيها بين الجزر الماليزيه
والتايلندية....وقبل ان تنام مناير دخلت غرفة مريم واخذت تنظر الى الغرفة وتتذكر مريم وتبكي
بحرقة وكأنها فقدتها ....كانت هذه اول ليلة تقضيها مناير بدون مريم ...وستكون للابد ...فقط
هي واخواها ووالديها ...احست ان البيت فقد احد اعمدته بغياب مريم....
في بيت نور
كانت مشاعل تشاهد الرسوم الكرتونيه ونور لحقت سلطان لغرفة النوم وكان يحدث احد زملائه
في العمل وبيده اوراق يكتب على بعضها ويقرأ من بعضها وكانت الاوراق متناثره على السرير
حيث جلس ....نظرت اليه نور ثم استلقت بجانبه في صمت ولكنها وبما انها لم تنم الا قليلا
غفت .... واحست نفسها تئن ثم صحت على صفعات خفيفه من سلطان وفتحت عيناها فإذا هو
ينظر لها باضطراب وهو يبتسم .. يبدو ان الرجل سمع صوت انينها ...لابد انه كان
عالياً...وقفت ثم غادرت الغرفة وذهبت لمشاعل قائلة : جان زين قعدت عند مشمش ولا
هالفشيله ...
في بيت ابو محمد
بعد ايام وبعد انتهاء العمال من جناح فيصل ومحاسبة ابو محمد لهم جلس مع ام محمد وكان
يحس بالتعب وعندما ارادت ام محمد ان تعطيه فنجان القهوه لم يمسكه وسقطت يده وعندما
خافت عليه وسألته عما به اخذ في الهمهمه بكلام غير مفهوم ...عندئذ اتصلت بسعود وامرته
بالقدوم فوراً وقد كان في المجلس فجاء على الفور وجلس بجانب ابيه وسأل بقلق : يبه عسى
ماشر؟
همهم الاب له بشيء لم يفهمه ...احس سعود ان اباه غير طبيعي فحمله وركض الى السيارة
وساقها بسرعه الى طواريء مستشفى حمد ووضعوه على كرسي متحرك واسرعوا به لغرفة
الطبيب المناوب والذي حوله لغرفة الاقامة المؤقته لقسم القلب وبعد الكشف عليه من الدكتور
اخبره ان اباه مصاب بجلطه وانهم سيعطونه بعض المورفين لتهدئته حتى يعالجوا
التجلط...طبعاً بعد دقائق امتلىء المكان باولاده واحفاده حاول سعود تهدئتهم وخصوصاً امه
واخواته وابنته ولكنهم استمروا بالبكاء الا عندما طمئنهم الطبيب عندئذ خف الذعر عنهم
قليلاً...تحدث محمد مع الطبيب لدقائق ثم اتصل من هاتفه النقال لعدة اشخاص ثم ذهب هو
وسعود مع الطبيب ثم عاد واخبر جدته ان ابيه سيسافر الى لندن مع سعود بعد غد عند اكتمال
الحجوزات للتذاكر وللمستشفى....ذهبت مناير الى ابيها وامسكته من يده واقنعته بأن تصحبهم
وعندما رأى اصرارها وحزنها على جدها وافق ...
اخرجت مناير من حقيبة يدها ورقه صغيره كانت تخبئها لدعاء كانت قد كتبته فيها منذ قرأته في
احد الكتب وكان لعلي بن الحسين لفك الفرج واخذت تقرأ
الهي كيف ادعوك وانا انا
وكيف اقطع رجائي منك وانت انت
الهي اذا لم اسالك فتستجيب لي
فمن ذا الذي اساله فيستجيب لي
الهي اذا لم اتضرع اليك فترحمني
فمن ذا الذي اتضرع اليه فيرحمني
الهي فكما فلقت البحر لموسى عليه السلام ونجيته
اسالك ان تنجيني مما انا فيه
وتفرج عني فرجا عاجلا غير آجل
بفضلك ورحمتك ياارحم الراحمين
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه
ولم تعد مناير الى البيت الا لتحضير حقيبتها وللاستحمام وعادت لجدها ترقبه قليلاً والدمع يملأ
مقلتاها او تقرأ ايات القرأن وهي تمسك رأسه حتى حان موعد السفر ذهب الجميع الى المطار
لتوديعه وانتظروا عند بوابه المطار الجانبيه وصعدوا الى سيارة الاسعاف ...لم يحس ابومحمد
بما حوله ابداً
بعد عدة ايام في لندن
كان البروفيسور اياد عربياً مسلماً وكان حنوناً على ابومحمد كثيراً مما اثار تعجب الممرضات
في القسم فقد اعتادوا على صرامته مع الجميع كان في اواخر الاربعينات وسيماً ذوشعر
رمادي...كان مشتاقاً لكل ماهو مسلم في هذه المدينه الممله وانعكس ذلك على معاملته لابو
محمد كبير السن الذي حتى وهو غائب عن الوعي يتمتم بذكر الله واصبع التشهد مرتفعاً اغلب
الوقت ...سأل مناير عندما لاحظ ذلك فأجابته: جدي يذكر الله كثيراً ....لم يفته اي فرض في
المسجد.... كان يدفع ابناءه واحفاده للصلاة .....كان يراعي الله في حياته وحتى في تجارته
حتى نًمت واصبحت شركة كبيرة ...لم يظلم احداً...ويكثر من الصدقات ويظهر الزكاة كل عام
....وكان يردد دائماً حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( مانقص مال من صدقة ).
بكت مناير وهي تصف جدها ...احست انها تصفه لشخص لايعرفه وكأنه لم يعد موجوداً
...كانت تبكي باستمرار منذ اصابته بالجلطة في الدوحة لم تترك المستشفى الا للاستحمام وتغير
الثياب ..لم تعطي كلام اخوانها اي اهتمام عن ضرورة عودتها للمنزل ليتسنى لأصدقائه
زيارته..كانت تخرج للاستراحة ثم تعود ثانية ...كانت تقول انه ليس لديهم الحق في حرمانها
من جدها ...حرمانها هي ...وهي فقط... حتى عندما علمت انه سيسافر الى لندن مع اباها
اصرت ان تصحبهم...وقفت بوجه الجميع واقنعت اباها بأنه سيحتاج احد معه ..وهي الوحيده
التي تقدر ان تصحبهما فهي اكملت الدراسة وخالد لن يقدر ان يترك العمل هذه الايام ربما فيما
بعد ... وفيصل لازال في ماليزيا ....وافق سعود لمعرفته بعناد مناير ان ارادت شيئاً ...
كانت الساعه العاشرة صباحاً وعندما اخذت مناير الكريم المرطب واخذت توزعه على يده وعلى
رجله وتدلك يده وهي تحدثه عن كالعاده عن اخر اخبار العائلة واذا بعينيه تنفتح قليلاً ويتسم
عندما يراها فيناديها بضعف: نور...يبه هلكان ماحولج اكل تطعميني !!!
مناير ترد وهي تبكي من الفرحة وتضمه بشده : من عيوني يبه من عيوني ...حمدالله على
السلامه ....
ضغطت على الجرس وطلبت من الممرضه عندما حضرت ان تجلب حالاً طعاماً
لجدها...فاحضرت طعاماً خفيفاً له واخذت مناير تطعمه وهي فرحه وتعيد له الاخبار التي كانت
ترويها له وهو فاقد الوعي...وبعد ان انتهى من طعامه اخبرها بأنه كان يسمعها طوال الوقت
وحتى القرأن الكريم ...كان يسمع كل شي...
بعد عدة ايام
كان يوسف يمشي في ممر مستشفى كرومول واذا مناير تمشي متجه نحوه في نفس الممر
عندما وقعت عينها عليه توقفت وتوقف هو بمواجهتها وعينه في عيناها ....احس ان الزمن قد
توقف عند هذه اللحظه...يتبادلا النظرات ...لم يصدق عينياه ..ابتسم فرِحاً وبتلقائيه ابتسمت
هي ايضاً ثم اخفضت رأسها خجلاً ...ورفعته ثانيه ...لايعرف كم وقفا هناك ولكنهما وقفا وكأن
محمد عبدو يغني لهما في هذه اللحظه اغنية الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل :
يوم اقبلت صوت لها جرحي القديـم
يوم اقبلت طرنا انا وشوقي والنسيم
وعيونها ااااااااااه
عين لمحتني وشهقت
وعين حضنت عيني وبكت
الحظ الليلة كريم
محبوبتي معزومه من ضمن المعازيم
بالصدفه من ضمن المعازيم
في زحمة الناس صعبه حالتـــي
فجأه اختلف لوني وضاعت خطوتي
مثلي وقفت تلمس جروحي وحيرتي
بعيده وقفت وانا بعيد بلهفتي
ماحد عرف باللي حصل
وماحد لمس مثلي الامل
كل ابتسامه جاءت رجعت لشفتي
كل الدروب الضائعه مني تنادي خطوتي
يارحلة الغربة وداع لرحلتي
الحظ الليلة كريم
محبوبتي معزومه من ضمن المعازيم
بالصدفه من ضمن المعازيم
ياعيون الكون غضي بالنظر
اتركينا اثنين عين تحكي لعين
اتركينا الشوق ماخلى حذر
بلا خوف بنلتقي وبلا حيره بنلتقي
بلتقي بعيونها وعيونها احلى وطن وكل الاماني
يارحلة الغربه وداع لرحلتي
اخيراً استطاع يوسف ان ينطق : شحالج مناير؟؟
مناير : بخير.
يوسف : وشحال جدي بومحمد ؟
لاحظت مناير تسميته لجدها بجده وردت : بخير..اليوم اشوى... وعى وكلمنا ...عرفني...
( قالت اخر كلمه بحزن ...) وطلب ياكل...حمدالله على كل شي.
يوسف : ان شاءالله بيرجع معافى مشافى للبلاد قريب بأذن الله ...انا جاي هنيه في شغل قلت
امر على جدي بومحمد واطمن عليكم ..توني البارحة واصل ...
مناير: فيك الخير والله ...تعال بدليك الغرفة...
يوسف : دليني الغرفة وانا بروح مابغي اعطلج ..
مناير: كنت رايحه اطلب الدكتور حق جدي ..تفضل ...
تقدمها وهو يسألها التوجيهات حتى دخل على جدها ثم عادت للبحث عن الطبيب اياد ليرى
جدها ...طلبته عن طريق الممرضه المسؤوله واتصل بعد ثواني معدوده ووعدها بأن يمر عليه
بأسرع ما يمكن .. فعادت لجدها ووجدته يتحدث مع جدها لم تعرف ماذا تفعل ...تبقى في
الخارج ؟؟ام تدخل لجدها ...ولأن اباها في الشقة ولم يحضر للآن وبعد تردد دخلت في
استيحاء..يوسف رقص قلبه عندما رأها وجدها ابتسم فرحاً ايضاً وامرها بأن تضّيف يوسف
شيئاً ...قدمت له الشاي بالحليب الذي اعدته هذا الصباح لمست يده يدها بالصدفه مما اجفلها
حتى انها كادت ان تسكب الشاي عليه لولا انه مسك الكأس بسرعه قائلاً بصوت منخفض حتى
لا يسمعه الجد : مب كل مره تسلم الجره ( مشيراً الى الحادثة السابقه لهما مع الشاي )
ردت بخجل : اسفه
وعادت لمكانها بجانب جدها وهي تنظر لخارج الغرفه ....اخذ يوسف يحدث ابومحمد ويسليه
بدون ان يلتفت على مناير حتى وصل الطبيب سلم ودخل وامسك بيد ابومحمد واخذ يسأله عن
صحته وينصت له بكل اهتمام ..اخذ يفحصه بمساعدة الممرضه وبعد دقائق اخذ يكتب في الملف
الطبي ثم جّر الكرسي بجانبة وسأله : ياوالدي بسألك سؤال ...اكلك... دايماً دسم ؟
ابومحمد : اكلي عادي ....( تدخلت مناير قائله : دكتور كل اكله دسم حتى البيض ماياكله الا
بدهن عداني )
الطبيب : دهن عداني !!!
يوسف : سمنه بلدي يعني ..
الطبيب وهو يهز رأسه :الله يهداك ياوالدي ....تدري ان الله لطف بك هالمره لكن المره الجايه
اذا استمريت على نفس طريقة الغذاء الله اعلم...ياوالدي ترى رب العالمين بيسألك يوم القيامه
عن جسمك فيما افنيته ....بتقوله في الاكل ....كمية الدهون في جسمك عالية جداً وتكدست في
شرايين القلب وسدتها ولولا فضل الله ورحمته واهلك اللي انتبهوا لبداية الجلطه وودوك
المستشفى مثل ماسمعت.. كان ماندري ايش صار خصوصاً ان كثير من الناس مايعرفون
علامات الجلطه فيتعب صاحبها زياده....احمد ربك ياوالدي ...
ابومحمد: يستاهل الحمد ...
الطبيب : بعطي اولادك ورقة فيها نوع الوجبات اللي بتاكلها ...على طول ان شاءالله..
توعدني؟؟
ابومحمد : يابوك والله الاكل بدون دهن عداني ماله طعم بس شنسوي ...
الطبيب : وماتضرب بالخمس على الرز واللحم كالعاده ....
ابومحمد : نشّاد عن وجهك انا بس ...والله لين حطو الذبيحه قدامي الا بضرب بالخمس
وبالعشر..
لم يستطع الطبيب ان يمسك نفسك اكثر بمواجهة ابومحمد ....ضحك عالياً وشاركه الضحك كل
من يوسف ومنايرالتي ضحكت بهدوء ....
قبّل الطبيب انف ابومحمد قائلاً له : فديت خشمك يابومحمد ..مابغينا نتطمن عليك ...كنت في
حال والحين وبفضل رب العالمين بحال ثاني ...اذا ماراح تطيع الكلام بنمسكك عندنا بدال
ماتروح وتجي ....خلاص ..( ويقف وبطريقه للباب ) مع السلامه ياجماعه..مضطر ارجع حق
مرضاي.
التفت ابومحمد الى النافذه وتمتم قائلاً : فللي مايحفظك ....
سمع الطبيب كلماته الاخيره فابتسم وهو يفكر ( ما اشبهه بأبي....)
انتهى الجزء بحمد الله وفضله
وسامحونا
الخطبه
دخل سعود غرفة اباه مع خروج الطبيب وهو يبتسم والذي سلم عليه ثم انسحب بدون ان يعطيه
فرصه ليسأله عن حالة ابيه...تفاجأ بوجود يوسف في الغرفه سلم عليهم وقال: هلااااااااااا
شحالك يابوعلي ...اي ريح طيبه حذفتك علينا ...هنا في بلاد الضباب ( كان يتحدث بالفصحى
بشكل مضحك )
قال ابومحمد : شهالكلام يابوك !!!! تتكلم تركي ....والا افغاني ؟؟
ضحك الجميع على ابومحمد وقال سعود : افا يبه ...ماعدت تسمع !!! انا اكلم بوعلي عربي
فصيح وانت تقول تركي!!!
ابومحمد : ماسمعت الا خرابيط ...اعدل كلامك خلنا نفهمه ...
سعود: ان شاااااااااااااءالله ....بوعلي ...شجابك لندن ؟؟؟
يوسف : عندنا اجتماع مع شركائنا هنيه كم يوم قلت امر على جدي قبل لا اروح لهم ...لأني
اذا رحت ماظني بيفكوني....
سعود : اخاف الا اجتماعك مع مزايين وانت الا تعّذر عشان ماتفكهم ..
يوسف : مزايين عاد !!! وهنيه ...مافي الا الليدي ديانا وهذي ماتت مالحقت علي ...
سعود: يعني لو لحقت عليك جان بتقابلك ....!!! من تحسب نفسك ...الشيخ حمد؟؟؟
ابومحمد : الشيخ حمد !!! شفيه ؟؟؟ صار شي في الدوحه وانا غايب ؟؟؟؟ لاتخشون
علي..علموني .....انا من متى هنيه؟؟؟؟
سعود وهو يمسك ضحكته : مافيه الا الخير شيخنا ...انا بس اسولف مع يوسف وانشده عن
البلاد ويقوللي ان الشيخ زاد معاشات الضباط ...
ابومحمد : يستاهلون يحرسون بلادنا ...ماقصر بومشعل ....الله يعطيه الصحه والعافيه..
هنا وقف يوسف وهو يحاول التماسك وقال : انا اترخص الحين ....اسمحولي تأخرت ...
سلم على ابومحمد ثم على سعود والقى نظره على مناير ووجدها تنظر لهما فودعها بعينيه ..ثم
خرج ... عندها تحركت مناير من مكانها وحكت لأبيها عن كل ماقاله الطبيب...
لم يزرهم يوسف ثانية الا بعد ثلاثة ايام ولم تكن مناير موجوده مع ابيها وجدها الذي كان
نائماً...فقد عادت لتجلب بعض الاغراض وتشتري العشاء لهم ..احس يوسف بخيبة امل كبيره
انعكست على نفسيته جلس معهم وتحدث معهم قليلاً وكان متعباً ويحس بالنوم يغالبه ...
سأله : عسى ماشر شكلك تعبان ؟؟؟
يوسف : صار لي كم يوم رقادي قليل ...عندي اجتماعات مع شركتين مطلعين روحي معاهم
...صبح ومسا ...الله ياخذهم
سعود : الله يعينك ياولدي ..روح الفندق الحين وحط راسك وارقد ...
يوسف : اوكي...يله عيل من رخصتكم...
خرج يوسف وكان واقف بكسل وتعب امام بوابة المستشفى ينتظر سيارة الاجره عندما نزلت
مناير وهي تحمل حقيبتين ثقيلتين وكتب في يدها من سيارة الاجره ...لمحها يوسف فابتسم
واقبل نحوها يعرض عليها ان يساعدها بحملها ..
يوسف : مسا الخير مناير ...
مناير : مسا النور
يوسف : عطيني الاغراض بشيلهم عنج ...
مناير بخجل :لا عادي ...بشيلهم انا ...مابغي اعطلك ...
يوسف وهو يأخذ الحقيبتين : ماهنا عطله ...بس بوصلج لين الغرفه ..
مشوا في البهو ثم اخذوا الاسانسير الى الدور الثالث بدون ان يتحدثا وعندما اقتربا من الغرفه
سلمها الحقيبتين وودعها قائلاً : تامرينا بشي؟؟؟
مناير : لا مشكور...ماقصرت ..
يوسف مودعاً : فيمان الله ..
مناير : مع السلامه ...
راقبته قليلاً وهو ينصرف ثم دخلت للغرفه ....
في اخر الليل وهي لوحدها في زاوية غرفة جدها ومصباح جانبي يضيء لها المكان كانت
تمسك كتاب لعبدالوهاب مطاوع ...كاتبها المفضل ... ولكنها لم تكن تقرأ بل كانت غارقة
بافكارها التي اخذتها بعيد .....بعيد الى يوسف ...لقد رأفت لحاله عندما رأته اليوم ...لاحظت
الهالات السوداء اسفل عينيه ...والبدله التي كان يمسك بجاكيتها بملل وربطة العنق المرخاه
وقميصه المفتوح الازرار...بدا انه لم يحلق منذ ايام لقد كان يشبه ممثلها المفضل جورج كلوني
( مسكين شكله تعبان وزهقان ....ياترى شفيه ؟؟؟؟ جنه ما رقد من زمان ؟؟ كل هذا
شغل!!!)
اشغلت شريط محمد عبدو ووضعت السماعات في اذنها حتى لاتزعج جدها بالصوت فسرت
الكلمات الشاعريه للامير نواف بن فيصل
- على البال
- كل التفاصيل.. واحلى التفاصيل
- والحل والترحال
- والنار والهيل
- والقمرة اللي نورت ليل ورا ليل
- والنظرة المكسورة
- والبسمة المقهورة
- والخطوة المغرورة..واحلى المواويل
- دايم على البال
- ماادري الى اليوم
- ولا الزمان انساك.. ياقلبها قلبي
- ماادري الى اليوم
- توله على مضناك ولا انتهى حبي
- ياقايد الريم ذكراك
- ما غيبت عن خاطري ساعة
- الروح لك مع صاحب الروح نزاعه
- متى الوصل..قول..باجيك
- واسابق الساعة
- كم شمس غابت وانا اشوفك
- شمس الضحى اللي تباريني
- اذا منع جيتك خوفك
- نورك فلا غاب عن عيني
- الحب تدري مهو بيدي
- سيدك تراه الهوى وسيدي
- ابيك تبدى مواعيدك
- ولا انا ابدا مواعيدي..اللي على البال
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك