رواية ام الجماجم وحب في المقابر -1

رواية ام الجماجم وحب في المقابر - غرام

رواية ام الجماجم وحب في المقابر -1

قصه قد تبوا خياليه ولكنها حدثت على ارض الواقع
الحلقه الاولى:
قاد فارس سيارته المرسيدس مساءاً في شوارع مدينة الناصرة متوجها الي احد المطاعم للقاء عدة اشخاص في انتظاره
توقف فارس على الاشاره الضوئيه وفي اقل من ثانيه فتح باب السياره وصعدت امرأه جلست بجانبه واغلقت الباب ورائها بهدوء وثقه وهو ينظر مذهولا مستغربا دون ان يفهم شيئا مما يحدث كل مايراه شبحا اسود او كتلة سوداء متحركه جال ببصره من القدم حتى الراس
لعله يرى شيئا يدل على جنس الكائن الذي يسكن تحت هذه الملابس رجل هو ام امرأه ولكن عبثا فلا عيون ولا وجه ولا ايدي ترى من خلف هذا السواد وامام هذا الحال نطق الكائن الساكن خلف تلك الملابس بصوت انثوي جميل وهادئ وواثق : عفوا هل تستطيع ان توصلني الي كفر كنا ؟
ابتسم فار وقال : عفوا ربما اخطأت انا لست سائق تاكسي
فقالت بهدوء : اعلم ذلك هيا اوصلني الي كفر كنا وبدون مبالاه وجد فارس نفسه يسير باتجاه كفر كنا وتناسى انه على موعد هام فكل ما كان يشغل باله هو ان تكون صاحبة تلك الصوت الملائكي وادار بوجهه نحوها وقال: عفوا ياحجه
وعل ىالفور ادارت وجهها نحوه وقالت له: انا مش حجه
قال : عفوا بقصد شيخه
قالت : وش شيخه كمان
قال : اذن متدينه بدرجه كبيره
قالت : لا انا مش متدينه
قال : عفوا هل انت مسلمه؟
قالت: يمكن شو هذا بهمك
فقال مستفزا: طيب ليش لابسه هالخمار
فقالت: انا لابسته لاني لابسته
فقال: طيب مين انتي ؟
فردت عليه : انا قدرك يافارس
ذهل فارس فكيف علمت باسمه وبدأ يفكر بأشياء كثيره
وقال وهو يضحك: قدري انا !! قولي لي ياقدري من سلطك علي وحكا لك عن اسمي
فقالت: اه انا قدرك انت وكيف عرفت اسمك هذا شغلي انا كأنك مابتأمن بالقدر
فقال : انا مابأمن بشي
فقالت: ادا هيك تعلم من اليوم انك تأمن بأشياء كثيره
فقال : لا بأس ساؤمن ولكن قولي لي ماهو اسمك ام سأناديك " آنسه " قدرك ام "مدام" قدرك
فقالت: قدرك انت
قال : طيب ياقدري انا اكشفي عن وجهك علشان اشوفك
فقالت: علشان ايش بدك تشوفني
فقال : مش قلتي انك قدري بدي اشوف قدري انك حلو ولا ياساتر
فقالت : ماتخاف قدرك حلو كثير ومش ياساتر ومش راح تشوفني هلأ راح تشوفني في الوقت المناسب
وقال فارس وهو مستفز والفضول يقتله : بدي اشوفك هلأ مادمتي بتقولي انك قدري
فقالت: وقف السياره ادا بدك تتاكد اني حلوه تفضل اكشف عن وجهي وارفع الخمار وراح تشوف بس احسن الك ماتعملها هلأ
صمت فارس حائرا مدهولا مترددا بين ان يمد يده ليرى ماذا يخفي هذا الخمار ايفعل ذلك ام لا ولكن يده لم تتحرك اما صاحبة الصوت الجميل ذات الخمار الاسود فقامت بفتح باب السياره وخرجت تسير في شوارع كفركنا لااحد يرى شيئا وعاد فارس الى الناصره مسرعا لعله يلحق بالاشخاص الذين ينتظرونه ليجدهم قد غادروا المكان
ابتسم وقال لنفسه: يا لقدري السيء لقد خسرت الصفقه خسرتها لاشباع فضولي بالكشف عن سر هذه الكتله السوداء وماتخفيه خلف هذا الخمار واصل فارس السير في الطرقات يفكر بسر هذه المرأه وماتخفيه ونظر الى حيث كانت تجلس فراى على الكرسي جمجمه بحجم كف اليد وقد زرعت مكان تجويف العينين كرات مطاطيه ذات لون احمر كان يشع منها ضوءا باهرا ربما بسبب انعكاس الضوء عليها امسك فارس بالجمجمه وقد سرت قشعريره في جسمه نظر الى الجمجمه كان منظر الفكين اقرب الى الابتسامه
ضحك فارس وقال لنفسه: يالقدري جمجمه وتبتسم ..احتار من حاجه هذه المرأه الي هذه الجمجمه ؟ ولماذا تكرتها معه؟ ام انها نستها دون قصد؟ لا بد ان هذا الخمار يخفي قبحا لا مثيل له وهذا واضح بدليل انها تحمل جمجمه
مر يوم وفارس مازال يفكر بامر هذه المراه ..شعور غريب يشده اليها لا يدري سببه...! اهو الفضول ام شئ اخر لايعرفه...!؟
سار فارس بسيارته دون هدف محدد ذهب الي كفر كناحيث نزلت فربما يجدها هنا او هناك .. ولكن دون جدوى وعندما عاد الي الناصره رأى نفس المرأه تجلس على احد مواقف الباصات .. اقتر ب منها واراد ان يحدثها لكنه كان خائفا من ان تكون هذه المحجبه اليت يراها امرأه
اخرى .. فكيف يميز ان كانت هي ام شبيهه بها .. وبحركه غير متوقعه اقتربت ذات الخمار الاسود من شباك السياره..
وقالت: ليش اتأخرت يافارس .... انا بستناك من ساعه ونص..؟
صعدت الي السياره واغلقت الباب.. وهي مازالت تعاتبه على تاخره وكأنها على موعد مسبق معه..
بقي فارس صامتا وعلامات الاندهاش والتعجب تظهر على وجهه والحيره تعتصره لانه لم يفهم شيئا مما يدور حوله
فقالت له: وصلني لحيفا
ضحك فارس وقال : بتؤمري بوصلك لحيفا ولوين مابدك بس قولي لي يا......
قاطعته وقالت: ياسمين اسمي ياسمين ناديني ياسمين
فقال : ياسمين قولي لي عن جد كنت بتستنيني ولا بتمزحي ؟
فقالت:آه انا كنت بستناك ... انت شو مفكرني كنت بسوي هون ..بستنى واحد تاني .. على العموم اذا مابدك تشوفيني بنزل هون
فتحت الباب وهمت بالنزول لو لا انه اعتذر لها
وقال : انا بدي اشوفك بس مش شايف منك غير هالسواد!؟
فردت عليه غاضبه وقالت: مش مصدقني ..؟ قلت الك انا حلوه اقسم بحيات ستي اني حلوه وراح تشوفني في الوقت المناسب
رد عليها فارس بصوت غلب عليه الحزن واليأس وقال : ياسمين قولي لي هل انت انسانه انا بعرفها وحابه تمزح معي من ورا هالخمار ولا في احد مسلطك علي علشان تجنينيني
قالت ياسمين : لا انا ما بعرفك ومافي حدا سلطني عليك بس من اللحظه الاولى الي شفتك فيها صرت قدرك وبعدها عرفت عنك كل اشي
قال لها فارس:شو قصدك...؟!
قاطعنته ياسمين وقالت له : لقد وصلت علي ان اذهب
غادرت ياسمسن الغامضه وبدات تسير بالشارع حتى اختفت بين الزحام وعيون فارس لم تعد تستطيع ملاحقتها فاخد بالضحك مستسخفا مما يحدث وقد اتخد قرارا ان لا يفكر في هذه المراه الغامضه الي تود فقط ان تثير فضوله في لعبة ذكيه .. فلابد ان يكون من ورائها احد .. وعاد الي عمله ليشغل نفسهولكنه فشل في ان يطرد خيالها من مخيلته
واخذ يسأل نفسه : مالذي يشدني الي هذه المقنعه السوداء ؟ هل هو الفضول ام ان اسلوبها المثير قد اثر بي ؟
شقت السياره طريقها من جديد الي الناصره وما ان وصل فارس حتى بدأ يقوم باتصلاته لترتيب عدة مواعيد لعمله .. بدل التفكير بسخافة هذه المراه وما ان مرت عدة ساعات واقترب الوقت من منتصف الليل وقرر العوده الي البيت حتى فوجئ بالمراه صاحبة الخمار الاسود تشير بيدها ليتوقف.. دق قلب فارس بسرعه واصابه شعور غريب لم يعرفه من قبل ..شعور ممزوج بخوف رهيب من المستقبل .. وسعادة لرؤيتها
توقف واقتربت ياسمين من السياره وفتحت الباب ورمت بجسدها الملفوف بالسواد على الكرسي
وقالت ياسمين : فارس ممكن توصلني لبئر سبع؟
لم يستط فارس الاجابة بل وجد نفسه يسير في الطريق المئديه الي بئر سبع دون ان يجادل او يأبه اذ كان عليه العوده الي البيتاو اذا كان احدهم بانتظاره ..خيم الصمت لدقائق طويله عليهما كانت كانها سنوات... لم يتكلم احدها ونظر فارس الي المراه بعد ان استجمع جملة واحده بعد الذهول الذي اصابه
وقال فارس : ياسمين انا في حياتي كلها ماعرفت شو هو الحب .. ومش مهم مين بتكوني او مين انت.. انا بصراحه حبيتك من اول مره سمعت صوتك فيها .. ماشفتك وما بعرفش مين بتكوني .. بس لاول مره في حياتي بشعر اني مهزوم ايوه انا مهزوم بحبك
وقالت له ساخرة : بعدك ما شفتني وحبيتني .. والله يساعدك لما تشوفني شو راح يصير فيك ...
فقال فارس: راح احبك اكثر
فقالت ياسمين: بصراخه انا كماننفكره اني احبك وخاصة اني قدرك يا....
قاطعها فارس وقال : ياسمين عن جد انتي مصدقه شو بحكي ؟
فقالت ياسمين :اه يافارس مصدقتك ..ما انا قلت من اللحظه الاولى اني انا قدرك
فقال فارس: ياسمين مين انتي ؟
فقالت ياسمين: ماتسال راح تعرف لحالكمين بكون....
وفي هذه الاثناء مرت السياره من امام حاجز للشرطه كان بجانب الشارع السريع بيت تل ابيب وبئر السبع واشار الشرطي الي سياره فارس بالتوقف لتجاوزه السرعه .. استجاب فارس للنداء وتقوف بجانب الطريق واقترب من النافده شرطي وطلب من فارس اوراقه الخاصه الرخصه والتأمين ورخصة السياره وهم فارس في اعطاء الاوراق الي الشرطيوفي تلك الاثناء طلبت منه ياسمين ان لا يستجيب لطلب الشرطي وان يسير بسرعه..
سار فارس وهو لايأبه بعواقب مافعل مع الشرطه واخدت ياسمين تضحكولكن ماهي الا لحظات حتى كانت عدة سيارات شرطه تطارد سياره فارس وتنادي عليه بان يتوقف على يمين الطريق
وجد فارس نفسه في ورطه كبيره وتوقف رغم ان ياسمين طلبت منه ان لا يهتم بهم ونعتها بالجنون
وقال لها: انتي مجنونه وبدك تقتلينا
احاطت الشرطه بالسياره بعد ان توقفت واقترب الضابط منها وعلى وجهه علامات الغضب..
وما ان اقترب حتى بادرته ياسمين قائله: ماذا تريد ؟
بدت علامات الذهول على وجه الشرطي وقال: لا شيء .. لا شيء..!
فقالت له ياسمين : اذن ابتعد من هنا!!
ابتعد الشرطي وصعد الى السياره العسكريه ودون ان يكلم احدا .. ويبدوا ان احد افراد الشرطه اصابه الفضول فاقتربمن السياره هو الاخر .. ولكن ما ان راى ياسمينحتى ابتعد هو الاخر مسرعا وكان كل منهما قد راى رئيس دوله او شيئا مهما او شيئا غريبا وبسرعه ادار فارس راسه باتجاه ياسمين وراها تحمل بيدها "جمجمه" وراى شعاعا احمر باهتا سرعان مااختفى فحرك فارس عينيه من تاثير الشعاع واخد يفحص بعينيه من اين مصدره وهو متاكد من انه رآه ينبعث من تحت النقاب الاسود اكمل فارس سيره مذهولا وهو يفكر بما حدث وهل ان منظر النقاب هو مااخاف الشرطه؟ ام ان الجمجمه ؟ ام ان هناك شيئا اخر؟ لم يخف على المرآه ذات النقاب خوف وذهول فارس فقد كان ذلك باديا على وجهه وعلى حركات يديه وعلى اشعاله السيجاره تلو الاخرى بنهم
قالت له: شو في يافارس في اشي؟
فقال: اللي صار مع الشرطه غريب؟
فقالت: وماهو غريب في الامر ان تسال الشرطي ماذا تريد فيقولون لك لا شيء هذا يحدث مئه مره في اليوم ولكن انت مرهق وانا السبب في ذلك اسفه اسفه ياحبيبي ماكان يجب ان اجعلك تقود هذه المسافه الطويله
وصلت السياره مدينه بئر السبع وهناك طلبت منه السير في طريق جانبيه سار بها فارس اكثر من ساعه ليدب الرعب في قلبه ويزداد الخوف اكثر واكثر كلما اوغل في الطريق وكان هذا الطريق في عزله عن العالم فلا شيء امامه او على جنبات السياره سوى الصحراء المظلمه والكتله السوداء التي تجلس بجانبه واصوات عواء الذئاب يملأ المكان وتزيده رهبه تنهدت المراه الغامضه
وقالت: اوقف السياره هاقد وصلنا
اوقف فارس السياره وهو لا يرى شيئا يدل على عنوان
فقال فارس وعلامات الذهول باديه على وجهه: الى اين اني لا ارى سوى الصحراء المظلمه ؟ الى اين هل تمزحين؟
قالت: كلا انا لا امزح سنسير على الاقدام وبعد دقائق سنصل
قال: على الاقدام هل انت مجنونه ؟
قالت : هل انت خائف ؟
قال: نعم انا خائف وهل يوجد عاقل يوافق على السير في هذه الاماكن ولو عده امتار؟
قالت: لا مكان للحب والخوف معا اما ان يقضي الحب على الخوف واما العكس فان اردت ان ازيل الخمار لتراني فتعال معي واعدك بانك ستسعد طوال حياتك
قال: وما ادراني ماذا سيكون تحت هذا الخمار؟
قالت: تعال وستعرف بنفسك

واذا عجبتكم قولوا لي علشان اكملها لكم
تحياتي..
نور القمر

وسارت تشق طريقها في الظلام وفي عتمه الصحراء وكلما سارت خطوه شعر فارس بان روحه تبتعد عن جسده واختفت ياسمين المراه الغامضه ود فارس لو انه يقفز من السياره ليلحق بها ولكن الخوف كان يمنع فهو لا يعي حقيقه مايجري وسرعان ماافاق فارس من ذهوله ليشعر بخوف كبير ممزوج بالحزن والآسىوالاحباط خوفا من هذه المراه الغامضه التي تعلقت روحه بها بصوره غريبه وبقوه لم يعهده من قبل وخوفه ان لا تعود من جديد وان لا يراها على الرغم من انه لم يرها فعلا لم يعرف الا صوتها الآتي من خلف الخمار الاسود كان خوف فارس الاكبر من المجهول الذي تقوده اليه هذه المراه الغامضه المسماه"ياسمين"
وفي وسط تردده وخوفه من ان يلحق بها او لا يلحق بدا يسمع عواء ذئاب آت من بعيد تعالى صوت العواء اكثر واكثر ازداد صوت العواء وتكاثر واخذ الصوت يقترب ادار فارس محرك السياره ليهرب من المكان بسرعه لشعور بالخطر الذي يترقبه وصوت الذئاب يحيط به من كل جانب ابت السياره ان تتحرك وحاول مره اخرى ولكن دون جدوى فمحرك السياره لايعمل وكأن خللا قد حل بها وبحركه لا شعوريه وسريعه اغلق فارس نوافذ السياره واحكم اغلاق الابواب واخذ يترقب وصول الذئاب اليه وهو يتساءل : هل تستطيع الذئاب كسر الزجاج والدخول الى السياره؟ وهل سأتحول الى وجبه عشاء لذيذه للذئاب ؟ وماذا سأفعل ؟؟ وكيف سأتصدى لها ؟؟ كم يبلغ عددها ؟؟ لا بد انها عشرات الذئاب
الصوت يدل على ذلك الصوت قريب جدا وعلى بعد مترين او ثلاثه امتار على الاكثر ولكن لماذا لم تقترب من السياره؟ لابد انها تعلم بانه من الصعب اقتحام السياره فهي ستنتظر خروجي من السياره لأصبح لها هدفا سهلا يالغباء الذئاب هل تتوقع ان اخرج من السياره واقدم نفسي لها بهذه السهوله؟
واخذ فارس يلتفت تاره الى الخلف وتاره الى الامام شمالا ويمينا ليرى ان كانت الذئاب قد هجمت وفي وسط هذا الخوف الرهيب من الموت الشنيع الذي يحيط به من كل جانب تذكر( ياسمين الغامضه ) وتمتم وقال: لعنه الله على ........... " الله يسامحك يا ياسمين على ما فعلت "
فرك فارس عينيه واخذ يحملق في الافق لتعود الطمأنينه الى قلبه بعد ان راى خيوط النور تشق طريقها وسط الظلام معلنه عن بدء شروق الشمس وعن الفرج القريب لخلاص فارس من "الموت" ومع انتشار النور تلاشى صوت الذئاب التي لم يرها نظر فارس حوله ليرى نفسه وسط صحراء جرداء قاحله وعلى مدى نظره لايرى اي اثر يدل على وجود حياه او بشر ازداد فضول فارس حول المكان الذي ذهبت اليه ياسمين
فتح باب السياره واخذ يسير في نفس الاتجاه والذي سارت فيه ياسمين وبدأ يحدث نفسه ويقول: لابد انها قريبه من هنا فهي قالت ان المكان الذي ستذهب اليه على بعد عده دقائق فقط نظر فارس حوله بكل الاتجاهات وايقن انه لو سار عده ساعات فلن يصل الى اي مكان فنظر الى الارض وراى اثار خطواته على الرمال فأخذ يبخث عن اي اثر لخطوات ياسمين الغامضه ولكنه لم ير اي اثر فقرر ان يعود الى السياره ليصلحها ويعود ادراجه الى الناصره بعد ان يأس من وجود اي امل يدله على ياسمين ذات الخمار
وفي طريقه الى السياره لمح عن بعد شيئا يثير الانتباه في وسط الرمال فسار نحوه لدقائق وما ان وصله واقترب حتى دبت القشعريره في جسمه فقد راى قبرا قديما يدل شكله على انه موجود منذ مئات السنوات وكان لون حجارته عباره عن مزيج من الاسود والبني ولون الغبار المتراكم عليه
فتساءل فارس بينه وبين نفسه: ياترى ماهي حكايه هذا القبر ؟؟ ولمن هو؟؟ ولماذا هو في هذا المكان بالذات ؟؟ لابد ان من بناه احتاج الى وقت طويل حتى يبنيه بهذه الطريقه البارعه ؟ ولكم لماذا؟ وبدأت عشرات الاسئله تدور في ذهن فارس ولكن دون اجوبه وبالرغم من الخوف الذي كان يراوده الا انه وضع يده على القبر ليتحسسه ورفع يده التي التصق الغبار بها وشعر فارس انه على القبر كتابه معينه فأخذ يزيل الغبار عن القبر لعله يستطيع قراءة الكلمات المكتوبه فدبت بجسمه قشعريره الموت والخوف حينما قرأ
( افتح القبر لا مكان للحب والشك معا اما ان يقضي الحب على الشك واما ان يقضي الشك على الحب ) افتح القبر وسترى مايسعدك
وما ان قرأ فارس الكلمات المكتوبه على القبر حتى اخذ يهرول مسرعا الى السياره وهو يتمتم: يا الهي ماذا يوجد داخل هذا القبر ومن هو الشخص الذي دفن فيه ومن يكون صاحبه؟؟
فتح فارس بوابه السياره وادار المفتاح وتحرك بسرعه وهو مازال يتمتم: يا الهي من يكون صاحب القبر من يكون؟ وتذكر فارس ان السياره التي كانت معطله بالامس اشتغلت الان واخذت السياره تشق طريقها بسرعه جنونيه الى الناصره
هدأ روع فارس فابطء السرعه واخذ يكلم نفسه بصوت مسموع : لن ادع هذه المراه تلعب في حياتي انا لم ارها ولم اسمع سوى صوتها ولا ادري من تكون لماذا اوهمت نفسي بانني احبها ولماذا اتركها تتلاعب في مصيري اقسم بالله وبكل عزيز باني لا اريدها ولهذا لن افكر فيها حتى لو جاءت ولتكن من تكون فهي لاشيء لا شيء
ولن ادع خيالي يصنع منها شيئا
عادت الثقه لنفس فارس وعاد الى حياته الطبيعيه ليمارس العمل والنجاح بعيدا عن الاوهام وبالرغم من نجاح فارس في قدرته على طرد ( ياسمين المراه ذات الخمار) من عقله وافكاره الا انه ادرك ان الحياه لم تعد مثل السابق وانه غير قادر على الخلاص من شعور الاسى والحزن لفقدانه شيئا مهما في حياته
واخذ يحدث نفسه : يارب ما الذي يربطني بهذه المراه الغريبه؟ هل هو الحب ؟ فانا لا اؤمن بالحب ولن اؤمن به وان كان هناك حب فلماذا لم اعرفه من قبل ؟ لماذا هي؟ فانا اعرف عشرات الفتيات الجميلات لماذا هي وانا لم ارها ولا اعرف ماهم شكلها ؟ سوداء بيضاء شقراء قبيحه اوجميله
لماذا اربط نفسي بامراه الخمار والقبور والجماجم والذئاب والصحراء والخوف والجنون؟ لماذا؟ وما الذي يجبرني على ذلك اي حب هذا لابد انه الفضول ولكن منذ اللحظه الاولى اشعر بهذا الشعور يا الهي هل هو الحب؟ هل الحب مجنون لهذه الدرجه ام انها لعنه علقت بها لتدمر حياتي كلا لن ادعها لن افكر فيها كفاني جنونا وغباءا وضعفا كفى
سار فارس في شوارع الناصره مره يشعر بالفرح والثقه لخلاصه منها وتاره يشعر بالحزن والاحباط لفقدانه اياها
وفجاه لمح فارس في اخر الشارع عن بعد امرا ترتدي السواد والخمار وتسير في الشارع مبتعده خفق قلب فارس بقوه ولم يتمالك نفسه فاخذ يسير خلفها بسرعه ليلحق بها وكأن هناك قوه تسيره نحوها دون ارادته اقترب فارس ولم تعد تفصله عنها سوى عشره امتار او اقل ودخلت ذات الخمار الى احد المحلات التجاريه في الشارع ووقف فارس ينتظر خروجها وبنفس الحظه كانت هناك يد تربت على كتفه وبصوت جميل هادى يقول له: اثقل يا مجنون
فتلفت فارس الى الخلف نحو مصدر الصوت فراى ياسمين ذات الخمار الاسود واقفه تضحك
فقال فارس: ياسمين حبيبتى اين كنت؟ اين اختفيت؟ اين ذهبت؟لماذا لم تات؟ انا احبك ولا حياه لى بدونك لا اسستطيع ان احيا بدون سماع صوتك او ان اراك مع اننى لا ارى سوى الخمار ارجوك ارحمنى
قالت ياسمين ذات الخمار: فارس لماذا تسير خلف هذه المراه من اين تعرفها وماذا تريد منها ؟ انت كاذب انت لا تحبني وان كنت تحبني فلماذا تسير خلف امراه اخرى
قال فارس: ياسمين حبيبتى اعتقدت انها انت خاصه وانها تشبهك في الاسود والخمار
قالت ياسمين :لا يا حبيبى انا احلى منها بكثير وشو جاب لجاب انا ياحبيبى مافي وحده احلى مني
قال فارس : ياسمين بدك تجننيني هو انا شايفك ولا شايفها هو في حد يقدر يشوف من تحت هالعبايه والخمار فانا يادوب سامع صوتك كيف بدي اعرف ان كنت احلى منها واللى هى احلى منك يالله ان كنت واثقه من جمالك ارفعي الخمار علشان اشوفك
ضحكت ياسمين وقالت: انا موافقه على رفع الخمار وهلا بتشوف انى احلى من كل بنات الناصره واحلى من البنت الى انت لاحقنها كمان بس بشرط اول بتنادى عليها وبتخليها ترفع الخمار وبتشوفها تفضل ادخل المحل وراها وشوفها
قال فارس : شو القصه بهذه البساطه بدك ادخل واقول لوحده متدينه يالله ارفعي الخمار علشان اشوف وجهك شو المناسبه ولا بدك اتبهدل ؟
فقالت ياسمين شو هي احسن مني شو بتفكرنى ولا بس بدك ......
فقال: حبيبتى انا بحبك ومن حقي اشوفك واما هي مابتهمنى ليش اشوفها
فقالت: لقد قلت لك انى جميله جدا والله العظيم انا حلوه كثير بدك اوصفلك انا شعري طويل وناعم وعيونى وساع وبشرتى
قاطعها فارس وقال : ياسمين انا ما بهمنى ان كنت جميله ولا لا وعلى فكره مافي وحده بتقول عن حالها مش حلوه فقالت انا حلوه صدقنى وما تستعجل الامور وستفخر بي فانا عندما رايتك لاول مره قررت ان اختار نفسي زوجه لك ولا انت مش واثق بدوقي
ضحك فارس بصوت عال وقال ساخرا : انت اخترت نفسك زوجه لي جميل انا موافق هيا بنا اذن نتزوج
فقالت : لكن يجب ان تصبر بضعه اسابيع حتى انهي بعض المشاكل العائليه ومن ثم نتزوج فورا ان وافق اهلى او لم يوافقوا ولكن الاهم من ذلك يجب ان اتاكد بانك تحبني فعلا ولان هيا تعال اوصلني
فقال فارس ساخرا: والى اين هذه المره تريدين ان اوصلك الى صحراء سيناء ام الى جنوب لبنان ؟
فقالت ياسمين بنبره حزينه: اسفه انا اسفه الى طلبت منك توصلني وسارت بسرعه واختفت وسط الزحام وفارس يناديها ولكنه لم يستطيع اللحاق بها عاد فارس سائرا الى سيارته وهو حزين وخائف من ان تكون ياسمين قد غضبت وان لا تعود من جديد جلس فارس في سيارته وهو لا يدري ماذا يفعل وفي لحظه راى ياسمين ذات
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات