بداية

رواية مذكرات نوف -16

رواية مذكرات نوف - غرام

رواية مذكرات نوف -16

_ بخير ... الحمد الله ...
_ الحمد الله ...
_ أنت بالشركة ؟
_ إيه والله ...
_ تقدر تمرني اليوم ...
_ أقدر !! ... إلا قولي غصب عني أمرك ...
_ طيب ... أنطرك العصر ؟
_ لا ... أتغدى عندك ... وش رأيك ؟
_ حياك الله ... يا الله ما عطلك ... مع السلامة ...
وسكرت الجوال ... وقلت لسوزان تجهز الغدا اليوم ... وطلعت غرفتي ... أخذت لي شور ... ولبست لي ثوب بيت قطن زهر وقصير شوي ... أحسن شي فيه أنه واسع ... يا الله بطني بدأ يكبر ... ورفعت شعري كله بكليب ... وقعدت أناظر وجهي في المراية ... أحس نفسي صايرة عجوز ... بشرتي متشققة ... وعيوني جاحظة ... وفيه سواد عميق حولهم ... ههههه ... سامي ما راح يعجبه الحال ... قبل لازم يشوفني بأحسن حالاتي وإلا يزعل ... كيفه ... خله يزعل ... ونزلت أستناه تحت .
الساعة 2 تغدينا وخلصنا ... ولما راح يغسل قلت لسوزان تسوي لنا شاهي ... وحطته لنا بالصالة ... قعدت ... وجاء جلس جنبي ... ناظرني وهو متضايق :
_ نحفانة حيل ...؟
ناظرته وأنا ما أدري من وين أجيب القوة :
_ اللي مريت فيه مو شوي ...
وقعدت أصب الشاهي ... قال :
_ الحمد الله على كل حال ...
وما حسيت غير لما مد يده على بطني :
_ كبران بطنك !!
نزلت يده ... ومديت له الشاهي :
_ شلون الشغل ؟
_ تمام ...
وقعد يناظر فيني أكثر :
_ لازم تروحين للدكتورة شكلك مو طبيعي ...
ما اهتميت له :
_ سامي !!
وانتبه للي أبي أقوله :
_ شنو قررت ؟
عقد حواجبه :
_ بشنو ؟
_ وضعنا ... أنا وأنت ... حياتنا ... من قبل ... (وتنهدت) ... من قبل يموت أبوي وأنا في بيته ...
_ كنت أبي أعصابك ترتاح ...
_ والحمد لله أرتحت ...
ناظرني مستغرب أكثر :
_ أجل خلاص ... نرجع بيتنا ...
_ وإذا قلت لك إني ما عاد أبي اعيش معاك ...
عصب سامي ... وفهم ليش أنا من اليوم ألف وأدور ... وقعد يلعب في كاسته :
_ يعني شنو ؟
_ يعني إذا أنت رجال ... وعندك كرامة ... ما أظن تقبل على نفسك تعيش مع وحدة ما تبيك ...
_ نوووووف ... أظن أكثر من مرة قلت لك أنا طلاق ما أطلق ... وخلي عنك لعب العيال ...
_ بس أنت طلقتني ... وما كانت ساعتها لعب عيال ...
_ كنت في لحظة غضب ... والوضع الحين يختلف ... بينا و ...
_ ما بينا شي ... كل شي بينا مات ... بالعكس يمكن اللي بينا يشجع نترك بعض أكثر ...
صرخ فيني :
_ واللي في بطنك ؟!
_ قلت لك اللي لك راح تأخذه ... بس اعتقني يا سامي ...
حط كاسته على الطاولة وقام :
_ لا الظاهر إنتي اللي صار أثر في عقلك ... وأنا مو مستعد أسمع هبالك ... عن إذنك ...
وطلع وتركني ... ما عليه يا سامي ... لا ما جيت بالطيب ... تجي بالغصب .
بالليل قلت لأيمن يسوي لي معاملات طلب طلاق في المحكمة ... بس قال لي إن الوضع راح يكون صعب وأنا لسا حامل ... بس على كل حال قلت له يسوي اللي أبي ... وناظرت في بطني ... خمس شهور وأولد ... مو مستحملة أبقى على ذمة سامي كل هالمدة ... آآآآآآخ يا ربي ... أسبوع وتبدأ الدراسة ... لازم أشد حيلي ... وأدير بالي على جراح لأنه هالسنة آخر سنة في الثانوية ... الله يرحمك يا يبه كنت شايل هم وش كبره .
بعد أسبوع كنت راجعة من الجامعة ... وأكلم جراح في الجوال علشان أقوله لا يتأخر علشان يقدر ينام شوي قبل لا يجي أستاذ الفيزياء الخصوصي وهو خلقة مستصعب هالمادة ... وأول ما فتحت الباب انصدمت .

موضي كانت جالسة في الصالة ولا مأخذة راحتها ورامية العباية ... وجنبها أخوها الأهبل اللي مو مسوي حرمة لهالبيت ... رجعت وحطيت الغطا على وجهي ... وصرخت :
_ ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــوزان !!
وجت سوزان ركض ... قالت موضي :
_ الناس تسلم أول ...
_ الله لا يسلمك ... وأنت يا الأخو شرف أطلع برا ...
عصب عادل :
_ أقول يا أم لسان ... اقضبي لسانك أحسن ... صج ما في تربية ...
_ والله اللي يدخل البيت بدون حشمة هو اللي بدون تربية ...
وهبت موضي :
_ أقول ترى هذا بيت ولدي ... لا تخليني أنا اللي أطردك ...
_ إيه صح ... ولدك يا مدام ... اللي ما تدرين أصلا عمره 15 ولا 16 ... أقول شرفي إنتي وهالثور اللي وراك والباب ياسع جمل ...
سوزان كانت خايفة وتناظرني ... قال عادل :
_ أنا أبي أعرف زوجك هالسامي وينه ... ما يقص هاللسان و ...
وقاطعته قبل لا يكمل :
_ اقضب لسانك وفارق ... قبل لا أطلب الشرطة ...
وضحك يستهزء فيني ... وجلس :
_ أعلى ما في خيلك اركبيه ...
ودخل جراح ... وأول ما شافهم انصدم :
_ نـــو ...
_ جراح ... أطلب الشرطة ... وخل هالمزبلة تفارق ...
وتقدمت موضي بكل هدوء وسلمت على جراح :
_ هلا يمه هلا ... جيت ؟
واللي قهرني أن جراح كان مستسلم لها ... ويناظرني بخوف :
_ هلا بولد أختي ... أقول جراح ترى بعض الناس كانوا يبون يطردونا من بيتك ...
وهنا وبس ... أحس إني خلاص لازم أنفجر ... وخصوصا لما شفت استسلام جراح :
_ البيت يا محترم بيتي أنا ... وجراح ضيف عندي ... ضف خشتك أنت وأختك وفارقوا ...
وناظر هو وأخته في جراح ... اللي تمتم :
_ صح ... أبوي حاط البيت باسم نوف ...
وصرخت ... ليش جراح سلبي معاهم وين كرهه لهم :
_ ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوزا ن ... إطلبي الشرطة ...
وراحت موضي تأخذ عباتها :
_ بدون فضايح يا أم الفضايح ... طالعين ... قوم يا عادل ...
وأخذت أخوها وراحت ... كشفت غطاي وأنا وجهي محترق ... ناظرت في جراح :
_ شصار ؟... أشوف طاق الخوة معاهم ...
_ مو خوة ولا شي ... بس لما توفى أبوي خوالي وقفوا و ...
_ وعقب شنو ؟... تدري أبوي مات وهم ما راضوه ... شلون ترضى على نفسك ... شلون ؟
_ نوف أنا والله مو قصدي ... أدري أبوي كان يكرهم ... بس ... بس هذولا أمي وخوالي ...
وعطيته هذاك الكف اللي برد قلبي ... مو معقولة ... صج أبوي كان أعقل واحد في الدنيا ... وكان حاسب حساب هاليوم :
_ إذا تبي أمك روح لها ... ما أقول غير يا خسارة تعب أبوي فيك ... كان معاه حق يوم كان خايف منهم ... الظاهر صج طلعت ولد موضي ... بس أبي أذكرك ... ترى هذي أمك هي اللي باعتك ... ورمتك على أبوي وأنت لسا في اللفة ... يعطيك العافية يا ولد أبوي ...
وطلعت وخليته مع دموعه ... أدري في جراح ... صغير وعظمه طري وبسرعة ينضحك عليه ... بس بسرعة يحس بالغلط وتأنيب الضمير خصوصي تجاهي أنا ... أبيه يكرهم مرة وحدة .

المذكرة الواحد والعشرون 

من أمس ... وعقب اللي صار ... وأنا ما كلمت جراح ... أبي أعذبه نفسيا علشان مرة ثانية ما يتصرف بشي بدون علمي ... مرات لما يطالعني بخوف كان يكسر خاطري ... بس أمسك نفسي غصب عنه ... حتى اليوم هو جاء أخذني من الجامعة ... وبسيارته قلبي بغى يطلع من مكانه ... أول ما وصلنا البيت ... على طول سحبت المفتاح من يده وحذفته على فادي الحارس :
_ فادي مرة ثانية لا تعطي جراح المفتاح ... مفهوم ؟
ارتبك فادي ... يطالعني ويطالع جراح ... بس شكله راح يطيعني لأني الأكبر ... دخلت ودخل جراح وراي :
_ شلون تكلميني كذا قدام الحارس ؟
_ لأنك غلطان ... والسيارة أنا قلت لازم ما تطلع فيها ...
_ ما لك شغل ... وبعدين أنا الرجال بهالبيت ... وأنا اللي يقول شنو لازم يصير وشنو مو لازم ... والسيارة راح أطلع فيها ... غصبن عنك فاهمة ؟!
وطلع غرفته وتركني ... يا ربي وش أسوي الحين ... وشلون أتعامل مع هالولد اللي رجولته علي مرة وحدة ... حسبي الله عليك يا موضي إنتي وإخوانك .
على طول اتصلت بأيمن ... وطلبت منه يبيع كل سيارات البيت غير سيارة أمجد السواق ... كذا على الأقل ارتاح أنه ما يطلع فيهم وهو ما معاه إجازة ... وسيارة أبوي خليت أمجد يوصلها الاستراحة ويخليها هناك .
الساعة 6 المغرب ... كنت جالسة في الصالة وقبالي كتبي ومراجعاتي وأدرس ... شوي ونزل جراح وهو لابس ومتكشخ :
_ على وين ؟
_ مو شغلك ...
وقبل لا يوصل الباب :
_ ترى ما في سيارة ... خل أمجد يوصلك ...
_ سيارتي موجودة ... شكرا ...
_ سيارتك بعتها ... وما في بالبيت غير سيارة أمجد ... والمفتاح عندي ...
ناظرني بعصبية :
_ ومن سمح لك تبيعين السيارة ؟
_ أبوي الله يرحمه ... حط لي توكيل على كل شي يخصك ... وإذا فيه مضرة لك أنا أقدر أتصرف فيه ...
شوي ويكفخني بالجوال اللي في يده ... وعلشان يقهرني ... رفعه واتصل :
_ هلا خالي ... أقول أنت قريب ... طيب مرني ... أبي أروح بيت أمي ... وما عندي سيارة ... مشكور ... يا الله باي ...
وطلع وخلاني ... بصراحة قهرني ... وعلى طول صعدت لغرفة أبوي ... رميت نفسي على السرير ... وفتحتها مناحة ... ليش ؟... ليش اللي قاعد يصير ؟... ناقصة انا !!... كل هالعذاب ... وينك يا يبه ؟... وينك ؟... وقعدت أبكي لحد ما مليت ونمت .
وما صحيت غير وسوزان تطق علي الباب :
_ يا آنسة إنتي هون ؟
مسحت بقايا الدموع :
_ نعم سوزان ...
_ الأستاذ سامي هون ...
سامي ... يا ويلي من هاليوم ... مو راضي يفكني من شره :
_ طيب يا الله جاية ...
غسلت وجهي ونزلت ... سامي كان جالس على الصوفا :
_ قوة ...
وجلست :
_ هلا يقويك ... شلونك ؟
_ الحمد الله ...
والتزمنا الصمت لما جت سوزان وحطت العصير قدامنا ومشت ... ناظرت فيه :
_ خير ...
فرك ايدينه ببعض ... نزل رأسي كأن يقول لنفسه ... "طول بالك يا سامي " ... بعدين ناظر فيني :
_ ليش رافعة علي قضية ؟
_ قلت لك طلقني إنت اللي مو راضي ...
_ والمحاكم هذا آخر شي عندك ...
_ أنت اللي حديتني ...
_ بس طلبك انرفض ...
_ لأني حامل ... وبس أولد راح أجدد الطلب ...
مسك يدي ... وعلى طول نفضت يده ... ووقفت :
_ سامي إذا ما عندك شي ... أنا تعبانة ووراي اختبار بكرا ...
كلمني بهدوء :
_ طيب ... أنا بعد قدمت على طلب ...
وناظرته بخوف ... وكلمني بكل لؤم :
_ بصراحة مو حالة ... يعني فوق الخمس شهور وأنا بديرة وهي بديرة ... وبيت الطاعة يفرض عليها تجيني غصب ...
_ يعني بتغصبني ؟
_ إنتي اللي حديتيني ...
ليش ؟... ليش توهمت إي حبيت سامي في يوم من الأيام ... مستحيل ... مستحيل يكون هذا سامي نفسه ... اللي كان في باريس :
_ وأنت ترضاها على نفسك تعيش مع وحدة ما تبيك ...
_ وما أرضاها على نفسي بيتي يخرب ... وزوجتي تمشي وتروح على كيفها ... وولدي يتربى بعيد عني ...
ولا رديت عليه ... شرب من العصير اللي قدامه ... وقام :
_ بكرا جهزي نفسك ... أمر عليك العصر ونرجع بيتنا ... (وباس خدي وأنا لسا لوح من الصدمة) ... باي ...
وطلع وخلاني ... يا ربي ... ليش المصايب تجيني مرة وحدة ... موضي واخوانها ... وجراح ... واللي في بطني ... والحين سامي ... شنو أتحمل علشان أتحمل ... جراح !! ... بكرا عنده اختبار أحياء وهو للحين ما جاء ... رفعت الجوال واتصلت عليه :
_ نعم !!
_ وينك ؟
_ شتبين ؟
_ اختبار الأحياء بكرا ... من يدرس له ؟
_ ما لي خلق ...
_ جراح ... عن اللعب ما أنت صغير ...
_ قلت لك ما راح أدرس ... أصلا أنا اليوم راح أنام عند أمي ...
وسكر الجوال بوجهي ... آآآآآآآآآآآآخ يا ربي ... حسبي الله على اللي كان السبب ... وش أسوي أنا الحين ... وفعلا جراح ظل عند أمه ... وأنا ظليت ليلي كله قلقانة .
لا أنا رحت الجامعة ... ولا جراح راح المدرسة ... والعصر كنت قاعدة قدام التلفزيون في الصالة تحت ... شوي وفتحت سوزان الباب لسامي :
_ السلام عليكم ...
_ وعليكم السلام ...
ناظرني بنص عين ... على باله للحين بيبي وأصيح وأعصب ... الدنيا علمتني كثير يا سامي :
_ جاهزة ؟
_ سوزان جيبي عباتي والشنطة فوق ...
وراحت سوزان ... وفتح الباب ودخل جراح ... وفي وجهه كل علامات الشعور بالذنب لما طاحت عينه في عيني ... أدري فيه ما يحب يزعلني ... بس هو بزر وقاعدين هالملاعين يلعبون في عقله :
_ السلام عليكم ...
_ هلا جراح ...
وسلم هو وسامي على بعض ... ولما نزلت سوزان بشنطتي وعباتي ... ناظرني :
_ ماشين ؟
ضرب سامي على كتفه :
_ إيه والله ... ما شبعت كل هالوقت وهي مقابلتك ...
وقرب جراح لما لبست عباتي علشان يسلم علي ... دفيته ... وطلعت ... وخليته هو وسامي وراي .
طول الطريق كنت ساكتة ... وسامي ساكت ... أول ما وصلنا ... ما لحقت سامي للبيت ... طلعت من السلم الخلفي وعلى طول لجناحنا ... يا الله يا هالمكان ؟ ... وش كثر شفت فيه حب وش كثر شفت فيه غثا ... نزلت عباتي ... ورن جوالي ... >>> جراح يتصل بك ...
ولا راح أرد عليه ... حضنت الجوال وقعدت أصيح ... اعذرني يا يبه ... بس ما عندي غير هالدموع .
صحيت الساعة 1 بالليل ... وسامي نايم جنبي ... ومغطيني باللحاف ... قمت للحمام ... أخذت شاور ... ولبست لي بيجاما شوي عريضة ... وطلعت من الجناح ... وفي المطبخ نويت أسوي لي عصير ... أحس نفسي جوعانة موت بس ما لي خلق أسوي لي أكل ... وأول ما أبي أطلع صادفت ديمة داخلة :
_ هلا وغلا ...
وضمتني بكل حب :
_ شلونك يا الخايسة ... ليش ما سلمتي علينا أول ما جيتي ؟
_ ما عليه ديمة والله كنت تعبانة ...
_ يا قلبي واضح عليك ... أشوف ... (وضيقت البيجاما على بطني) ... والله البيبي كبر يا نوف ...
_ ههههههههههه ...
بعدت ايدينها ورحت أجلس على الصوفا في الصالة ... وهي الحقت وراي :
_ ليش مو نايمة للحين ؟... بكرا ما عندك مدرسة ؟
_ تدرين فيني أروح المدرسة مواصلة وأرجع على طول أنام ... وبكرا عندي اختبار ... وبحجة الدراسة أمي رضت أسهر ...
وعورني قلبي ... جراح وش يسوي الحين ؟ :
_ تصدقين جوعانة ؟
_ هههه ... حتى أنا بس ما لي خلق أسوي شي ...
_ إطلبوا من المطعم ...
وجاء وجلس جنبي ... شكله كان يسمع سوالفنا :
_ قومي يا ديمة أطلبي من المطعم ...
_ على حسابك ؟
_ ههههههههه ... على حسابي ...
_ يعيش أخوي ... (وباست خده وراحت للتلفون) ...
ناظرني وهو يحط يده على مسند الصوفا وراي :
_ شلونك الحين ؟
ناظرته مستغربة :
_ لما رجعت بالليل كنت تبكين ... وتقولين إن بطنك تعورك ...
_ أنا !!
_ إيه إنتي ...
_ يمكن ما كنت حاسة بنفسي ...
وجت ديمة تجلس على الطاولة قبالنا :
_ طلبت ... وجبة لي ... ووجبة لنوف ... وإنت يا سامي ما تحب الوجبات طلبت لك بيتزا ...
_ لا مشكورة أنا مو مشتهي شي ...
_ حلو ... يعني أنا ونوف نأكل البيتزا بعد ...
_ طيب ... قومي سوي شاهي ...
_ ليش شاهي ؟... نشرب مع الوجبات بيبسي ... الظاهر أبوك عودك عالشاهي ونسيت ...
_ أنا ما أشرب البيبسي ... أحب أشرب شاهي قومي ...
_ سا ...
_ خلك يا ديمة ... أنا أروح أسوي ...
وقمت ... سامي كان يبي يصرف ديمة ... بس هي ما فهمت ... سويت الشاهي ... ولما طلعت كانت بس ديمة قاعدة على الصوفا ورجولها على الطاولة وتلعب في جوالها ... ولما شافتني حطته على الطاولة:
_ راح ينام ...
_ ههههههههههههههه ... كنت حاسة ...
_ أجل ليش يتعبك ... صج أخوي فراغة ...
_ ما جاء المطعم ... والله حدي جوعانة ...
_ هههههههههههههه ... ما خبرت إنك تأكلين واجد ...
مسكت بطني :
_ مو أنا ... الحبيب اللي هنا شكله راح يطلع دبدوب ...
وقعدنا لحد ما جاء المطعم ... أكلنا وعلى طول ديمة راحت تراجع ... وأنا صعدت فوق ... سامي كان نايم ومطفي النور ... أول ما رفعت اللحاف :
_ جراح اتصل عليك ... (والتفت لي) ... أكثر من مرة ...
ولما شفت جوالي ... فعلا في 6 مكالمات من جراح لم يرد عليها ... رجعت الجوال لمكانه ... وجلس سامي قبالي :
_ ممكن سؤال ؟
وناظرت فيه :
_ ليش زعلانة مني ؟
وابتسمت ... كمل سامي كأنه يفكر :
_ غصبتك تروحين لعرس سلوى ... ما رضيتي ورحتي بيت أبوك الله يرحمه ... عصبت وطلعت كلمة الطلاق في لحظة غضب ... ورجعت واعتذرت منك ... وتصافينا ... والحين إنتي حامل ... وأبوك الله يرحمه ... ليش الزعل ما أني فاهم ؟
_ طلقني يا سامي ... طلقني ترتاح وتريحني ...
_ إنتي منو مبرمجك على كلمة الطلاق ... كل سالفة طلقني وطلقني ... وبعدين يعني ... قلت لك للمرة المليون ما راح أطلقك ...
_ علشان تحبني ... ولا علشان اللي في بطني ... ولا علشان الحلال اللي اتركه أبوي باسمي ...
طالعني بغضب :
_ أنا كنت معاهد أبوك إني ما أمد يدي عليك ... بس الظاهر راح تجبريني على هالشي يا نوف ...
_ عادي اضربني ... فرصتك ... أبوي مات ... وما عندك أحد يحاسبك ... سو اللي تبي يا سامي ...
ومد يده ... وضمني لصدره ... وأنا أصلا ما قاومت ... كنت أقاوم الدموع علشان ما تنزل ... مسح على ظهري وهو يضمني أقوى :
_ ليش يا نوف ؟... ليش كل هالمشاعر الحادة ؟... ما عرفتك كذا ...
وتعلقت فيه أكثر ... يا الله مفتقدة هالشعور ... إني أرمي حملي على غيري ... إني أرتاح من أشياء تعذبني ... وبعد أبوي ما عندي غير سامي ... اللي غصب عني يحسسني بالراحة ... وهمست في إذنه وأنا أصيح :
_ سامي !!
_ يا عيون سامي ...
_ جراح ...
_ وش فيه ؟
_ متعبني ...
_ ليش ؟
بعدت عنه وأنا أمسح دموعي ... جراح ما ينفع لمشكلته غير رجال يقوم بدور أبوي ... وناظرت فيه :
_ مو راضي يدرس ... وهو آخر سنة بالثانوية ... غير أمه وخواله اللي لاعبين في رأسه ومالين قلبه مني ...
_ علشان كذا إنتي زعلانة منه ؟
هزيت رأسي بإيه :
_ أبوي وصاني أنه يكمل دراسته ... وقال لازم يسافر للندن علشان يدرس في الجامعة ... ما يهون علي جراح يضيع حلم أبوي ...
ومسح وجهي بيده :
_ طيب خلاص لا تبكين ... أنا أكلمه وأدبه لك ...
_ أخاف ما يسمع منك ...
_ لا ما عليك ... أنا أقدر أقنعه ... إنتي لا تشيلين هم ...
وتنهدت بتعب :
_ إن شاء الله ...
وعلى كلمتي أذن الآذان .. رددت معاه ... وردد سامي وهو يقوم يتوضأ ... ولما طلع :
_ إذا صليتي إرجعي نامي ... شكلك تعبان ...
_ لا ما يسوى أنام ... عندي محاضرة الساعة 7:30 ...
_ بلا محاضرة بلا هم ... نامي أحسن لك ... يا الله أنا طالع ...
_ مع السلامة ...
وأخذ شماغه وطلع ... صحيح أنا اليوم تعبانة وما فيني حيل أداوم ... الحمد الله ... يا رب سامي تطلع معاه نتيجة مع جراح على الأقل أستفيد منه بشغله ... يا حليلك يا نوف ... الدنيا علمتك شلون تستغلين الناس .
علاقتي مع سامي بدأت تتحسن .. هو يسوي أي شي علشان يرضيني ... وأنا عادي معاه ... طبعا الرجال ما ينفع له إلا رجال ... سامي عقل جراح ... ومع شوية رشاوي واغراءات رجع جراح يقابل دروسه ... والعصر يروح مع سامي للشركة علشان يتعلم الشغل ... سامي ذكي وحسسه بقيمته ... إذا أنت رجال بجد خلك ذيب وتعلم كل شي يخصك ... وكذا ارتاح بالي من ناحية جراح ... ومشكلة خواله وأمه مقدور عليها ... أصلا هم ما شافوا ما حيلته شي ... بدأو ينسحبون من حياته شوي شوي ... وحتى هو حسيته بدأ يكرهم .
وأنا من الجامعة الصبح على طول لبيت أبوي ... أشوف طلبات جراح وأوصي الخدم عليه ... وبالليل أرجع لبيتي وأنام على طول ... وكذا كان روتيني اليومي :
_ وش قالت لك الدكتورة اليوم ؟
ورفعت اللحاف وتمددت جنبه :
_ تقول كل شي أوكي ... بس الضغط راح يتعبني ...
_ ومن شنو الضغط ؟
_ تقول عندي ارتفاع بالضغط ...
وناظرني سامي برحمة ... شكلي كاسرة خاطره فحب يفرحني :
_ اليوم رحت المدرسة أسأل عن مستوى جراح ...
_ وش قالوا لك ؟
_ يقولون ممتاز ... وإذا استمر على هالوضع بيتخرج وبتفوق بعد ...
مسحت على بطني اللي صاير بالونة وأنا حدي فرحانة :
_ الحمد الله ...
وحط يده على بطني وهو يقرب :
_ يتحرك ؟
_ شوي ...
وفجأة تحرك البيبي ... ووخرسامي يده :
_ يعورك ؟
_ لا عادي ... سامي !!
_ هلا ...
_ كنت أبي أقول لك علشان حفلة أمل بنت عمك ...
_ إذا تضايقك أمل لا تروحين ...
_ لا هي ما عزمتني ... بس خالتي أم فيصل لزمت علي أجي ... وأنا مستحية منها ...
_ يعني راح تروحين ؟
هزيت رأسي بإيه :
_ خلاص اللي يريحك ...
وفعلا حضرت حفلة أمل ... طبعا الحفلة حفلة تخرج ... من شنو ؟... من معهد تكنولوجيا خاص ... فوق مو فلوس ورشاوي فرحانة الأخت ومسوية حفلة ... وفي الحلفة كانت الناس منقسمة ... نصهم مجانين حش ونصهم مجانين رقص ...كانت جالسة جنبي سلوى وحتى هي صايرة أم كرشة :
_ نوف !!
_ هلا ...
_ للحين إنتي زعلانة على عادل ؟
طبعا سلوى قصدها لما دخل بيتنا هذيك المرة مع أخته العقربة :
_ طول عمري زعلانة منه ومن اهله وش الجديد يعني ؟
ونزلت سلوى رأسها ... مسكينة والله خسارة هالبنت في هالناس ... حطيت يدي على يدها :
_ سلوى !... كوني أكرههم شي ... وكوني أحبك إنتي شي ثاني ... لا تخلطين الأمور ...
وابتسمت ... هالبنت رقيقة بشكل ... على بالها أكرهها من كره زوجها الأهبل ... وكملت يوم جت أكبر هبلة وجلست جنبي :
_ سلوى متى راح تولدين ؟
_ هههههههههه ... تو الناس ...
_ يا دبة سبقتيني ... (ورفعت يدينها تدعي) ... يا رب ... يا رب فيصل يوافق على سعود وأتزوج وأجيب عيال أكثر منك يا سلووه ...
_ ولد أبو سالم ... عاد يقولون خوش ولد ...
_ هو خوش ولد أكيد ... بس أخاف سامي يطلع لي بالحسبة ويخرب علي كل شي مثل العادة ... مدري حق شنو مخللني ...
وطالعتني ... هبلة على بالها تبي تقهرني ... كان زمان يا أمل !!
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ...
وتلويت في سريري من الوجع ... سكاكين تقطع فيني ... ألم رهيب ... التفت علي سامي
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -