بداية

رواية مذكرات نوف -4

رواية مذكرات نوف - غرام

رواية مذكرات نوف -4

الجامعة :
_ تصدقين يا نوف إننا نسافر لندن وانتي سامي يعي وما يخليك تروحين معانا ...
صرخت من غباء جراح وهو يحاول ينرفزني وما يدري إنه يفتح جروح لها أول وما لها تالي :
_ جــراح وبعدين ...
_ ههه ... والله شكلك يموت من الضحك ... الحين أبي أعرف تبكين على شنو ؟
_ ما لك شغل ...
_ وين اللي فرحانة ... وتدوج من سوق لسوق علشان تتكشخ لحبيب القلب ... إذا ما تبينه خلاص الحين أدق على سامي وأقوله أذلف ما عندنا بنات للزواج ...
مسحت خشمي وأنا ميأسة من غباء أخوي :
_ لا يا شيخ ...
دخل أبوي الغرفة :
_ السلام عليكم ... (ردينا السلام) ... شفيكم ؟
جزع أبوي من شكلي ... وظل يناظر في جراح ... اللي وقف ببراءة :
_ يبه أنا ما لي شغل ... هي تدلع وتقلد فاتن حمامة ...
_ ههههه ... الله يخس إبليسك يا جراح ... (وجلس أبوي جنبي وضمني) ... شفيك يبه ؟
أحس دموعي زادت ... والعبرة اخنقتني أكثر :
_ ما في شي ...
_ لا حول الله ... أنا أبي أعرف ... هالسامي وينه عنك ... له أسبوع بالرياض ... ومخلي هالقمر يبكي وهو ولا على باله ...
ضحكت ... أبوي على باله كل الرجال مثله ... رفع جوالي واتصل :
_ آآآآلوووو ... وين يا أبو الشباب ... لا حس ولا خبر ... بلا أعذار ماصخة ... اسمع ... العروس مبلشتنا من الحين دموع ومناحة والحالة حالة ... عاد أنا بنتي بالدلع ضاربة الرقم القياسي ... هههههههههه ... كيفي أنا دلعتها وإنت بتدلعها غصب عنك... ههههههههههه ... أوكي ... تبي تكلمها ... أبشر ... هاك ...
ومد لي أبوي الجوال :
_ سامي يبي يكلمك ... يالله يا جراح ...
وسحب جراح اللي كان وده يقعد وطلع وسكر الباب وراه ... مسحت دموعي غصب ... أخذت نفس قوي ... ورديت عليه :
_ آلووووو ...
_ِشفيك ؟
_ ما فيني شي ...
_ أجل ليش البكا ...؟
خنقتني العبرة حيل :
_ ما في شي ... أبوي شوي يبالغ ...
عصب علي :
_ طيب الحين وش اللي يبكيك ...؟
عصبت عليه أكثر ... ألعن أم الاحساس اللي عندك ... يعني وحدة بكرا عرسها ... وش اللي يبكيها :
_ قلت لك ما فيه شي ...
_ اللهم طولك يا روح ... تبيني أجي ...
صار لك أسبوع واصل يا الأخو ... ما له داعي هالاهتمام :
_ ما له داعي ...
_ أجل عن حركات المصاخة ... ولا تقلقين أبوك ... مع السلامة ...
وقفل حتى قبل ما أرد عليه ... هذا شفيه ؟... أحد يكلم عروسته كذا وهي متضايقة ... والله لو يدري فيه أبوي ليذبحه ... وينك يا يمه ... آآآآآآآآآآآآآآآآآه ... وينك بس .
كل شي تمام ... الفستان ... والميك آب ... والشعر ... يا بعد قلبي يا مريم ... دائما ما تقصر معاي ... بعد شوي وأدخل الصالة ... ما أحد جاني في غرفة العروس غير سلوى ... اللي باركت لي من كل قلبها ... يا ليت عماتي وبنات عماني كانوا معاي بهاللحظة ... يا ليت أمي كانت معاي بهاللحظة ... ويا ليت ... ويا ليت ... تنفست بقوة ... والحمد الله ... الثقة العالية بالنفس أحلى شي أخذته من أبوي ... بكل حشيمة لنفسي قبل الكل ... دخلت الصالة :
مذهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــلة
وبديت أمشي ومعاي مريم على صوت فنان العرب اللي وصلني لحد الكوشة وبأمان ... سلموا علي بنات وحريم واجد ... نصهم تصور ونصهم لا ... ما قدرت أركز عدل على الوجيه ... ما عرفت غير أم مساعد وسلوى .
المعـــــــــــرس ... ودخل سامي ومعاه رجال واجد ... اضطريت أتغطى عنهم ... حسيت فيه يبوس رأسي من وراء الغطا ويقعد ... وانتبهت لأحد يبوس رأسي ويبارك لي ... عرفت أنه عمي أبو مساعد ... ولما طلع الكل كشفت سلوى الغطا عني ... التفت لسامي ... حسيته ينافخ ... كان وجه متضايق ... وحتى مو مرتاح بالقعدة ... والمصورة اللي تتأمر عليه زادت الطين بلة ... شفته يسحب وحدة من يدها ويتكلم في إذنها ... راحت البنت للمطربة وقالت لها زفيهم خلاص بيطلعون ... وقف سامي بسرعة ... سحب يدي ووقفت معاه ... ومشينا ... كان يسحبني حيل ... وأنا فستاني ما أقدر أمشي فيه بسرعة ... فقعدت أتباطأ لما مل مني :
_ يووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووه ... جبيها ...
الحمد الله كنا عند آخر عتبة عالمنصة ... ويا رب ما أحد يكون شاف الموقف ... جت البنت اللي صرخ عليها ... ومسكت يدي اللي تركها وراح يوقف عند الباب :
_ تعالي ... شوي شوي ... بالهداوة ...
ونزلت الحمد الله :
_ نوف ...
التفت كانت مريم ... دموعها مغرقة عيونها من وراء البرقع ... حسيت نفسي راح أموت ... ضميتها حيل ... قالت بأحن صوت في الدنيا:
_ مع السلامة يا قلبي ...
ما قدرت أرد عليها بس سمعت البنت اللي نزلتني تستعجلني :
_ يالله يا نوف ...
مشيت وكان لسا واقف ... وللحين معصب ... يا علـــ (وش أقول عليك بس ... فشلتني) .... المصورة الغبية لحقتنا للممر :
_ استنا يا بيه ... دحنا ما صورناش صور خاصة ... إيه يا بيه مش عاوز زكرى ... (سحبتني من يدي ودفتني عليه) ... قربي يا مدام ... قربي ... لازم صور خاصة ... (ابتسامتها كانت شاقة الحلق) ... قربي ... قربي ... اعمل حالك تبوسها يا بيه ...
الرجال خلقة مو طايقها ... أخيرا انفجر فيها :
_ وش رأيك تجين انتي أبوسك ... قلة حيا ... اذلفي عن وجهي ...
البنات كلهم نزلوا روسهم الأرض وفيهم ضحكة قوية ... المصورة المسكينة تفشلت ... وقعدت تولول وعمتي أم مساعد تهاوشها :
_ إيه دا قلة أدب ... دنا وحدة متزوجة ... إيه دا ... صحيح ما عندكش احترام ... يا قليل الأدب ...
_ أقول روحي ... روحي انتي ولسانك ... الله يستر عليك يا يمه ...
وأخذتها البنت اللي نزلتني ... ودخلتها داخل وهي للحين مستمرة بأسظوانتها (يا قليل الأدب يا قليل الأدب) ... طلعت سلوى عباتي ... أخذتها منها ولبستها بروحي ... وطلعت وراه ... لأن الأخ طلع قبلي :
_ نوف حياتي ... اعذري سامي ... ترى هو كذا ... طبعه حامي ...
ابتسمت لسلوى غصب عني :
_ لا عادي ... ما صار شي ...
غطيت وجهي وطلعت وراه ... كان قاط البشت وشكله حذفه داخل السيارة وواقف معه واحد عند السيارة ويتهاوشون :
_ فيصل ... أقولك جيب ...
_ سامي انت وعدتني ...
_ يا أخي خلاص رجعت عن وعدي كيفي ...
_ أعوذ بالله على هالنفسية ...
وحذف في يد سامي ... المفتاح اللي كان في يده ... وشكله زعل ... انتبه سامي لوجودي ... فتح السيارة أوتوماتيكيا ... فتحت الباب اللي قدام وجلست :
_ مو تنسى ... تعال الساعة 8 علشان توديني المطار ...
_ والله ما أوديك ... أجي أخذ سيارتي وأرجع وأنت بقلعتك ... شوف أحد يوديك ...
وراح الرجال ... ودخل سامي السيارة ... عدل غترته في المراية وشغل السيارة ... حاس حاس في أشرطة الكاسيت اللي جنبه ما لقى شي ... استسلم ... وحرك السيارة ... ولا حتى عبرني بنظرة .

المذكرة الخامسة

ليلة العمر ... اللي كل بنت تحلم فيها ... موعودة فيها بالحب والأمان والعمر الوردي ... ما أدري حسيتها ليلة ثقيلة حيل ... وصلنا الفندق ... رمى الغترة والعقال والبشت على السرير وطلع برا ... لا حول الله ... الله يعينه على نفسه ... أول شي رميت الجزمة (والجميع بكرامة) اللي أكثر شي تعبتني ... حطيت رجولي على الأرض وضغطتهم حيل ... يا ربي ... جد يعوروني من طول ما لبست الكعب اليوم ... فتحت الشنطة وطلعت لبسي ... فتحت كل الاكسسوارات اللي كنت لابستها ... ونزعت الطرحة ... أشوى إنها كانت خفيفة ولا كان عقدتني ... بقى الفستان ... يا الله هذا العلة وش اللي يفتحه الحين ... فستاني كان له أزرار فرنسية صغيرة من ورا على طول ظهري ... حاولت ... وحاولت وأنا قدام المراية ... بس تعبت وقعدت عالسرير أحس بيدي تكسرت من كثر ما لويتها ... يا ربي وش هالبلشة ... الحين هذا شلون أفتحه ... أنا اللي ملقوفة يعني أنيقة ... مالت علي وعلى أناقتي :
_ شفيك ؟
انتبهت له فتح الباب ودخل ... شكلي كان يضحك وأنا بائسة وقاعدة على السرير ... ابتسمت أضيع السالفة :
_ لا ما في شي ...
_ طيب ... غيري ملابسك ... ترى العشا على وصول ...
وراح للحمام ... يغسل يدينه ووجهه ... وأنا ظليت قاعدة مبتلشة ... أقوله !!... فشلة !!... أصلا هو حتى ما عبرني !!... يقال اللي متكشخه على شانه !!... أنا أصلا كاشخه على شان نفسي :
_ شفيك ؟... لهدرجة فرحانة بالفستان ...
طلع من الحمام وهو رافع كمومه ... ويفرك في يدينه اللي غسلهم :
_ مو قادرة أفتح الفستان لحالي ...
نبرة صوتي كانت مأساوية حيل ... ولا نظرة عيوني ... يا ربي مهما أحاول أغيرها تبقى نظرة عيوني تكسر الخاطر حتى وأنا فرحانة :
_ طيب ... أوقفي ...
وقفت وعطيته ظهري ... هو توهق وهو يطالع في ظهري :
_ ووين ... وين السحاب ؟
_ مو السحاب ... أفتح الزراير ...
ومد أصابعه وقعد يفتح الزراير ... واحد ... اثنين ... ثلاثة ... ستة ... ودي الأرض تنشق وتبلعني:
_ بـــــــــــــــس ... (لفيت عليه) ... كافي ...
_ بعد باقي ...
_ لا عادي أنا أفتحهم ... شكرا ...
_ العفو ...
وطلع برا الغرفة ... لبست قميصي الأوف وايت ... حرير ومرة راقي ... فتحت شعري وقعدت أمشط فيه :
_ نــــــــــو ... (فتح الباب بسرعة وطاحت عيني في عينه بالمراية) ... العشا ...
_ جاية ...
طلع وطلعت وراه ... الTV كان شغال ... والأخ يأكل وهو مندمج ... وأنا ولا على باله ... قعدت أتأمل فيه ... سامي رووووعة بمعنى الكلمة ... أول مرة أكتشف أنه حلو كذا ... جسمه كان ضخم ... وبشرته سمره ... وشعره أسود كثيف وطويل يوصل لحد كتافه ... وملامحه كانت جنان ... صح قاسية ... بس لازم تذكر الله أول ما تشوفها ... هو حس إني أراقبه ... كل شوي يطالعني وينزل عينه ... على باله يحرجني ... والله لأبحلق فيه ... كيفي هو ما يبي يبحلق بالطقاق ... وأنا كل ما أكل لقمة عيني عليه ... مل الولد وقام للحمام يغسل ... لحقت وراه ... طلع من الحمام ودخلت أنا ... ولما طلعت كان هو برا الغرفة ... تمددت على السرير ... يالله أحس نفسي سنين مو متمددة ... جد تعبت اليوم ... يا قلبي يا يبه ... وش تسوي الحين ... مو متعودة أنام قبل لا أشوفك ... ولا جراح وش يسوي الحين ... وغطيت في النوم من غير ما أحس .
_ نوووووف ... يا نوووووووف ... نوووووووووف ...
فتحت عيوني ... لقيته واقف على رأسي ... لابس جنز وقميص أسود :
_ يا الله قومي الطيارة ما بقى لها شي ... بدلي ملابسك علشان نطلع المطار ...
طلع ورفع الجوال يكلم فيه ... يالله أحس نفسي مكسلة ... ما شبعت نوم ... قمت غصب ... أخذت لي شاور ... لبست لي جنز وتي شيرت بني بذهبي ... استشورت شعري على السريع ورفعته بكليب ... وقعدت أرتب الشنطة :
_ خلصتي ؟!!
_ يالله جاية ...
جاء وأخذ الشنطة ... لبست عباتي ولحقت وراه ... وركبنا السيارة اللي جينا فيها أمس ... شغلها ... ومشينا بهدوء ... شوي ويرن جواله :
_ هلا ... حركنا من الفندق ... بسيارتك ... لا تخاف أخليها بالمطار ما أني مأخذها معاي ... لا يا قعيطي ... والله كيفك ... ما تبيها لا تجي المطار ... من زينها الحين ... ولا أشرطتك ... كلها عراقي وضيقة خلق ... وليه يا فيصل وبعدين وياك ... هذا بدال ما تودعني بكلام حلو ... طيب ... طيب يا شرير ... باي ...
وسكر الجوال ... أحسه يناظرني مستغرب ... يمكن من هدوئي ... بس انا بالي ما كان معه ... بالي هناك ... في البيت اللي تركت جدرانه أمس ... عند الغاليين ... اللي ما فارقتهم بحياتي غير هالمرة ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا يبه ... وآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا جراح ... مشوار الفراق بعد ما بدأ .
في الطيارة نمت على طول ... مو متعودة ما أشبع نوم ... وأمس جد ما شبعت نوم ... كل شوي كنت أصحى وألقى سامي متملل وهو لسا صاحي ... رغم أنه نوم متقطع بس نوم التعب حلو ... كنت لسا خدرانة وأنا رأسي على الكرسي :
_ ليش ما تنام ؟
التفت علي ... وأول مرة يبتسم لي من قلب ... شكله على باله كنت نايمة :
_ ما أحب أنام بالطيارة ...
هالمرة أنا اللي ابتسمت من قلبي :
_ مثل عادة أبوي ...
رجع ظهره ورا ... وقرب مني ... شكل الزمان والمكان والملل أجبره يتكلم معاي :
_ حلو ... في قاسم مشترك بيني وبين أبوك ... مع إني ما توقعت هالشي ...
ما فهمت كلامه ... بس علقت على جزء منه :
_ لازم تحس بالفخر إذا في نقطة التقاء بينك وبين أبوي ...
_ هههههههههههههههههههههههههههههه ... كل فتاة بأبيها معجبة ...
_ المسألة مو مسألة اعجاب ... هذي قناعة ... أبوي إنسان نادر ...
حسيته يطالع في عيوني ... أول مرة سامي يطالعني كذا :
_ تحبينه ؟!... (لما طالعت له مستغربة) ... أبوك ؟
_ هههههه ... وش هالسؤال ؟
فرك ايدينه في بعض ... وهو منزل رأسه :
_ سؤال غبي صح ... (طالعني باصرار) ... نوف كم عمرك ؟
استغربت سؤاله ... هالأشياء موجودة في عقد الزواج ... معقولة سامي لا مبالي لهدرجة :
_ 19 ...
ابتسم لي بمرارة :
_ انتي صغيرة ... ليش قررتي تتزوجين بهالسن ؟
استغربت سؤاله حيل ... معقولة هالبني آدم ... نزلت رأسي ... محتارة وش أقوله :
_ أبوك غصب عليك ؟!!
_ لا ...
صرختي كانت قوية ... حتى هو استغرب ... وأنا تفشلت من الناس اللي التفتوا علينا ... بس ما أتحمل تتوجه لأبوي أي تهمة ... ابتسم يستهزء فيني :
_ وليش الانفعال ؟
_ لأن أبوي ما يسويها ... ما أبيك تأخذ فكرة غلط عنه ... عمره ما غصبني على شي ... أنت تقدمت لي ... وأنا وافقت ... عادي ... مثل كل بنت وولد ...
ومثل كل زواج ...
لفيت رأسي أطالع في الدريشة ... حس إنه ما ودي أتكلم أكثر ... فاحترم نفسه وظل ساكت .
وصلنا باريس ... حساسيتي من اللي صار في الطيارة تلاشت بسرعة ... الحمد الله إني من النوع اللي يداوي جروحه بروحه ... وبسرعة أنسى وأتقبل الواقع ... توجهنا بالتاكسي لشقة سامي ... اللي راح تصير شقتي وبيتي ... الشقة كانت خيال ... اعجبتني مرة ... بس ستايلها جدا ذكوري ... الدور الأرضي كله كان قاعة كبيرة ... فيها ال TV والمطبخ المفتوح على الطريقة الأمريكية وجزء مسويه سامي جيم للرياضة ... والدور الثاني كله غرفة نوم ... جزء للنوم وجزء للتخزين ... متصل فيها حمام كبير حيل ... الشقة غريبة وهذا اللي مخليها جذابة أكثر :
حاسب سامي البواب اللي نزل الشنط على الأرض وطلع :
_ أنا أبي أطلع شوي وراجع ... تبين شي ؟
_ تخليني لحالي ...؟!!!
_ عندي شغل ضروري ... ومن شنو خايفة ؟... قفلي الباب ... وسلي حالك ... سوي أي شي ...
هزيت رأسي علشان ما أدخل معاه في مناقشة وأتنكد ... طلع وقفلت الباب وراه عدل ... موسوسة من أيام شقة أبوي في لندن وهو يقفل باب الشقة عدل ... والله ديار هالناس ينخاف منها ... جارك وهو جارك ما تأمن منه ... يا حليل ديارنا اللي الجارة تطق مع الجار مشوار لمكة وهي مأمنة ... صج نعمة الله يديمها علينا .
صح كنت تعبانة ... بس قررت أرتب الشنط أول شي ... اكتشفت أنه سامي فوضوي لأبعد درجة ... الدولاب ما فيه مكان من العفسة اللي فيه ... قررت أرتب الدولاب أول شي وبعدين أرتب الشنط ... وجمعت اللبس اللي طايح في الصالة واللي على السرير وفي الحمام ... الوسخ حطيته على جنب لأن الأستاذ ما عنده سلة غسيل ... أصلا الشقة كلها ما فيها غسالة ... وبعد ساعتين صار الدولاب ولا أحلى ... صح تعبت ... بس قررت أنظف الحمام وأرتبه ... لأني لازم أخذ شور ... وحالة الحمام بهالعفسة ما تساعد ... رتبت الخزاين اللي بالحمام ... ما تصدقون لو أقولكم مليت 3 أكياس زبالة من علب عطر الحلاقة اللي خالص ... الموس المستخدم ... معاجين الأسنان ... الفرش ... الكلينكس المرمي ... علب شامبو خالص ... يالله يا هالولد ولا برنامج منازل قذرة ... نزلت الأكياس تحت ... الحمد الله لقيت في المطبخ منظفات ... صعدت وخليت الحمام يبرق من النظافة وأخيرا ... جد تعبت أول مرة أشتغل كذا ... اخذت لي شاور معتبر ريحني ... جففت شعري بسرعة ومشطته ... لبست لي بيجاما أزرق فاتح ... دورت كفر للسرير غير اللي موجود عليه ... والحمد الله حصلت واحد تحت في الجم ... ولسا جديد ... فتحته وحطيته على السرير بترتيب ... ونزلت القديم تحت علشان سامي يوديه المصبغة بعدين ... وأخيرا تمددت براحة ... يالله أحس نفسي متكسرة ... وميتة جوع ... وما في شي بالثلاجة ... أحسن شي أنام ... ونمت .
_ نوووووووووووف ... نووووووووووووووف ...
فتحت عيوني ... كان واقف ... لابس بيجاما وشكله مأخذ شور ... شعره لسا رطب ... غمضت عيوني بضيق ... مو شبعانة نوم يا عالم :
_ نووووووووف قومي ... الساعة 11 بالليل ... ما أكلتي شي من الصبح مو زين ... يالله قومي ... سويت عشا ...(ونزل تحت) ...
عشا ... فعلا كنت جوعانة مووووت ... قمت مكسلة ... غسلت وجهي بماي بارد ... مشطت شعري ورفعته بكليب ... ونزلت وراه ... كان حاط العشا اللي مسويه على الطاولة قبال الTV وقاعد يأكل ... خبز وزيتون وجبن ومقلي بطاط ونقانق ومسوي شاهي بعد ... يا حليله عزوبي من الطراز الأول :
_ يعطيك العافية ...
ابتسمت وأنا أجلس ... التفت علي :
_ الله يعافيك ...
قعدت أكل بهدوء ... وفيصل القاسم والاتجاه المعاكس مالي صوتهم الشقة ... قرف ... شكل الأخ مدمن أخبار وسياسة ... الله يذكرك بالخير يا يبه ... صح ... أبوي ... ما كلمته ... ومن يوم العرس ما أدري عنهم شي ... يا ربي ... أحس دموعي بتطلع من عيوني ... هالجوال وينه ؟!... أكيد نسيته ... ولا أبوي دوله لي ... ووصاني أكلمه بس أوصل ... الحمد الله فاصل اعلاني :
_ سامي ...
التفت علي وهو يوطي صوت الTV :
_ ممكن أكلم أبوي ...
طلع جواله من جيبه ومده لي :
_ كلمني العصر ... بس قلت له إنك نايمة ...
هزيت رأسي متفهمة ... أخذت الجوال وصعدت فوق ... قعدت على السرير ... ومن أول رنة رد أبوي :
_ يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ...
وأحس العبرة اخنقتني مووووت :
_ هلا يبه ... شلونك ؟... عساك بخير ...
_ بخير يبه ... وحشتني ... وحشتني يبه ...وحشتني مووووت ... شلونك ؟... وجراح ؟...
_ كلنا طيبين ... هذا جراح عندي يبيك ...
وجاني صوت أكثر مرموش أحبه في الدنيا :
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآلوووووووووووووووووووو ... نــــــــــــوف ...
_ جــــــــــــــــــــــراح ... وحشتني يا قلبي ...
وقعدت أبوس الجوال بدون شعور :
_ نوفتي شلونك ؟... وحشتيني مووووت يا الدبة ... إلا صج لقيت جوالك بغرفتك ... ترى أمس اشتقت لك ورحت نمت فيها ... ورتبتها لك بعد ... أعرفك تحبين الترتيب ...
مسحت دموعي اللي مو راضية توقف :
_ أدري ... نسيته ...
_ وينك يا نوف ... والله ضيقة خلق ... اليوم كله وأنا في البيت لحالي ... حتى رائد مل مني وراح بيتهم ...
يا قلبي يا جراح ... يعذبني وهو ما يدري :
_ سوزان شلونها ؟
_ يا حليلها أمس لما رحتي بكت عليك ... والله تصدقين حتى أنا بالليل بكيت ... غرفتك وهي فاضية تخرع الواحد ... و ...
جر أبوي منه الجوال :
_ أنت وبعدين معاك ... لا تحطين ببالك يا يبه ... شلون باريس ؟
_ ههههه ... والله من جيت نمت ... توني صحيت ...
_ نوم العوافي إن شاء الله ... وشلون سامي معاك ..؟
_ الحمد الله ...
حس أبوي فيني أبكي :
_ ما عليه يا يبه ... صدقيني الدنيا ما تستاهل ... استانسي ... واستغلي أيامك الحلوة ... ولا تفكرين بأي شي ثاني ...
_ إن شاء الله ...
_ يا الله يا يبه ... تبين شي ؟
_ يبه أبي جوال ... جوالي نسيته ؟
_ ولا يهمك ... شي ثاني ؟
_ سلامتك ... بوس لي جراح يا يبه ... ودير بالك على نفسك ... وتكفى يبه خله يطلع مع ربعه ترى يضيق خلقه بالبيت ...
_ هههههههههههههههه ... دام انتي الواسطة ... تبشرين من عيوني ...
وسكرت الجوال ... وحذفت نفسي على السرير ... وبديت مناحة ... يالله ... وش كثر اشتقت لبيتنا ... لأبوي ... لجراح ... يا ربي ... أحس الدنيا ضيقة ... مو قادرة حتى أتنفس :
أشوفك وين يا ؟!!!!!
مهـــــــــاجر !!
قل لي بأي بلد صاير !!
فراقك مو سهل عندي !!
ولا هي أزمة وتعدي !!
تعال وطيب الخاطر !!
أشوفك وين يا مهاجر !!
فراقك علة العلة !!
عقل بالراس ما خلا !!
مثل طير بقفص وحده !!
تبرى الشجر من عنده !!
غصب عنه رضى بوعده !!
زمانه وش جاب وش ودا !!
ذاك البيت وأركانه !!
إلك صورة على جدرانه !!
وأنا اللي مو أنا بغيرك !!
وغلاتك ما عشقت غيرك !!
يا أمس وحاضر وباكر !!
متى ترجع ليالينا !!
وسوالفنا وأغانينا !!
يا أغلى الناس أنا عندي !!
يا حبي وقسمتي ووعدي !!
أريد أنسى .... مو قادر !!
_ شفيك ؟
جلس جنبي على السرير ... شكله منصدم مني :
_ ما في شي ...
مسحت عيوني بإيدي وجلست عدل :
_ وانتي كل ما أقول لك ... تقولين ما في شي ... ليش تبكين ؟
ابتسمت ... عليه أسلوب ... ما شاء الله ... مديت له الجوال :
_ مشكور ...
أخذه :
_ العفو ... (حاول يغير الموضوع) ... يعطيك العافية ...
استغربت ... أشر لي بعيونه على الدولاب وهو يبتسم ... فهمت :
_ يعافيك ... ما سوينا شي ...
_ في أغراض حطيتها بالمطبخ ... إذا لك خلق رتبيها ...
_ إن شاء الله ...
وقبل لا أوصل السلم تذكرت :
_ سامي ... ما فيه غسالة ...!!
عقد حواجبه وهو يوقف :
_ يوووووووووه ... نسيت ... أنا كنت أودي ملابسي المصبغة ... خلاص ولا يهمك أنا أجيب غسالة ... شي ثاني ؟
_ سلامتك ...
_ أجل لا تنتظريني ... نامي يمكن أتأخر ...
_ الحين بتطلع ؟!
هز رأسه بإيه ... وطلع ولا عبرني ... لحقته وقفلت الباب عدل ... الساعة 12 بالليل ... وشغل ضروري ... لا شيخ ... رحت أرتب المطبخ ... زين طلع فيه غسالة صخون ... وأدوات كهربائية واجد ... يبي يسهل على نفسه موضوع الطبخ ... وقعدت أحوس بالبيت ... نظفته كله ... أكثر شي أحبه في الدنيا التنظيف والترتيب ... أخذت لي شاور ... صليت الفجر ... وتمددت على السرير ... ليش سامي كذا ؟... صار لنا يومين مع بعض ... وهو ولا معبرني ... صح نفسيته عن يوم العرس اختلفت ... وتعامله معاي صار زين ... بس مو محسسني إني عروس ... مو رومانسي ... ما أبيه رومانسي ... بس على الأقل يصير إنسان طبيعي ... ما أتوقع رجال مهما كان جاف ... يهد عروسته للفجر لحالها .... وهو ما أدري وين يدوج ... طيب يمكن أنا فيني شي غلط ... مو يقولون الرجال ما يسفه الحرمة إلا إذا مو عاجبته ... بس يا ربي ليش يعني مو عاجبته ... والله إني حلوة ... بس يمكن علشان كنت تعبانة الفترة اللي طافت وما كنت ألبس ... خلاص من بكرا أبدأ ألعب معاه دور إليسا ... ههههههههه ... الله يعينك يا نوف على هالبرود ... خل أنام أحسن على شان أنسى .
صحيت من النوم الساعة 11 الظهر ... الحمد الله ... شبعت نوم لأول مرة من جيت هنا ... أخذت لي شاور منعش ... لبست فستان أبيض قصير ... وصندل خفيف أبيض ... واستشورت شعري وربطته من ورا بربطة بيضا ... وحطيت ميك آب خفيف ... يالله أحس بالنقاء لما ألبس أبيض ... نزلت تحت ما كان في أحد ... معقولة سامي ما رجع للحين !!... رحت المطبخ وسويت لي عصير ... وقعدت أشوف الTV ... أوفففففففففففف ... ملل ... في لاب توب على طاولة المطبخ ... اكيد حق سامي ... رحت وقعدت أطقطق فيه ... شفت في ملف الصور حقه ... أشياء غريبة ... منحوتات ... تحف ... كلام غريب على حجر ... تماثيل عجيبة ... صخور ملونة ... غريب وش اللي يعجبه بهالأشياء ... فتح الباب ودخل ... كان ماسك بيده كتب ... شكله كان في الجامعة :
_ السلام عليكم ...
ضيق عيونه ... شكله تضايق علشان قاعدة على اللاب توب :
_ وعليكم السلام ...
_ وش عندك قاعدة على اللاب ...؟
_ ما عندي ... بس كان ضايق خلقي و ...
قرب يقفل النظام بيده الثانية :
_ مرة ثانية على تقعدين عليه ... فيه خصوصيات ...
فشلة ... أحرجني :
_ آسفة ...
حط كتبه على الطاولة وراح للمطبخ ... رفع أكمامه وفتح الثلاجة :
_ تغديتي ؟!!
هزيت رأسي بلا ... طلع لحم مجمد وحط الزيت في التيفال ... فجأة طالعني مستغرب ... أحرجني ... شكله توه ينتبه للبسي :
_ تعرفين تطبخين ؟
قعدت على الكرسي الطويل اللي على طاولة المطبخ ... وهو كان يشتغل بخفة :
_ لا ...
_ ههههههههههههههههههههههههههه ... صريحة ...
ضحكته كانت تجنن ... يا ربي هالرجال يحير ... كل شوي له حال :
_ كل ما أبي أتعلم الطبخ ما تضبط معاي ... استسلمت ...
_ حلو ... رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ...
ابتسامته عذااااب ... ابتسمت لأول نقاش حلو يدور بينا :
_ قلتها ...
تسند على الطاولة بإيدينه :
_ وش مشتهية على الغدا ؟... لا تخافين ترى أنا أعجبك بالطبخ ...
غمز لي بعينه يضحك ... حسيت الدنيا دارت فيني :
_ عادي أي شي ...
وفعلا سامي طلع طباخ ممتاز ... صح عفس المطبخ فوق تحت ... بس على الأقل أحسن مني :
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -