بداية

رواية مذكرات نوف -5

رواية مذكرات نوف - غرام

رواية مذكرات نوف -5

_ الحمد الله ...
قام من الغدا ... وصعد فوق ... شوي وصعدت وراه ... رحت أغسل بالحمام ... ولما طلعت كان غاط في سابع نومة ... وهو حتى ما بدل ملابسه ... ارتجفت من فكرة انه نايم في نفس السرير اللي نمت فيه ... بس صح ... هو ليش نومه كذا قليل ... أصلا هذي أول مرة أشوفه نايم كذا ... طفيت الضو ... ونزلت تحت ... غسلت الصحون ... ورتبت المطبخ ... وقعدت أتابع التلفزيون اللي صار صديقي الوحيد هنا .
نمت على الصوفا وأنا ما أدري ... وعيت على ضرب الباب ... خفت وصحيت بسرعة ... سامي كان نازل السلم ... شعره كشة وعيونه نعسانة ... بس يهبل ... راح وفتح الباب ... تكلم مع اللي واقف بالفرنسي اللي ما فهمت منه ولا كلمة :
_ نوف اصعدي فوق ...
وصعدت فوق ... سمعت طقطقة ولجة تحت ... وبعد ربع ساعة هدأ الصوت وسمعت الباب يتسكر ... نزلت ... سامي كان واقف عند المطبخ وماسك دفتر التعليمات يقرأ فيه :
_ غسالة !!
_ وصيت عليها اليوم الصبح ... وجابوها ...
_ يعطيك العافية ...
_ يعافيك ...
وراح للمطبخ ... شكله بيسوي له قهوة ... مسكت العلبة اللي كان ماسكها :
_ عنك ... أنا أسويها ...
_ تعرفين ؟
_ لا تطمن ... قهوة أعرف أسوي ...
_ طيب ... شكرا ...
وطلع فوق ... شكله أخذ له شور ... وبعد شوي نزل ... شعره لسا رطب ... محلق لحيته ... ولابس جنز وتي شيرت أسود وعليه كتابة بيضا ... ما شاء الله عليه ... جنان :
_ تفضل ...
مديت له القهوة ... قعد على الصوفا يشربها :
_ يا مال العافية ... عاد تدرين أحلى شي في الدنيا ريحة القهوة ...
_ بالعافية ...
أخذت قهوتي وقعدت جنبه :
_ أمممممممممم ... تسلم إيديك ... أحلى قهوة ذقتها في حياتي ...
_ ههههههههههههههههههههههههههه ... لا تبالغ ...
_ هههههههههههههههههه ... عاد اللي بوهقك ... تراني مدمن قهوة ... كل شوي أقول لك سوي لي ...
_ ما طلبت شي ...
_ تسلمين ... يالله تبين شي ...
_ طالع ؟!!
هز رأسه بإيه وكأنه مستغرب سؤالي الدائم :
_ إذا تبين شي قول لي ...
_ لا ... سلامتك ...
_ يالله مع السلامة ...
_ مع السلامة ...
وقفلت الباب بعده ... والله ضيقة خلق ... حرام عليه كذا .

المذكرة السادسة

أوففففففففففففففففف ... وينك يا جراح تشوف ضيقة الخلق على أصولها ... هذا وأنت عند أبوي وبيتنا وناسة ... صح أبوي مسوي حجر على طلعاتنا وجياتنا ... بس على الأقل أحسن من سامي ... ومية مرة بعد ... شغلت الغسالة وقعدت أغسل الملابس اللي كانت وسخة ... هههههههههههههههههههه ... يا الله من زمان ما غسلت ملابس ... الله يذكرك بالخير يا يبه ... لما ما كان عندنا شغالة كنت يوم أغسل انا ويوم هو ... أبوي المشاركة عنده أساس الحياة ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... يا حلاة أبوي ويا حلاة ذكرياته .
خلصت الملابس ورتبتها والحين ضيقة الخلق زادت ... وش أسوي يا ربي ... صح مكتب سامي !... خل أروح أرتبه ... مكتب سامي كان تحت في الصالة على زاوية ... مكتب و6رفوف صغيرة تحت بعض مليانة كتب ... بس شنو عفسة !!... ما في مكان الواحد يقعد فيه ... ما أدري شلون يستخدمه ؟؟؟!!.... أول شي جمعت الأوراق اللي معفسها وراميها على الأرض في كيس زبالة ... وبعدين نزلت كل الكتب اللي على الرفوف ورجعت أرتبها ... (نحن لا نزرع الشوك) ... (السجينة) ... (ذهب مع الريح) ... وكتب فرنسية كثيرة ... ليش كل الروايات اللي يقراها حزينة ؟!... أنا إذا ما كانت النهاية سعيدة مستحيل أقراها ... كيفه ... ملائمة لنفسيته ... رفعت كل الكتب على الرفوف ... بقى المكتب ... أوفففففففففففففففف ... قرف ... أول شي رميت كل الزقاير اللي في الطفاية ... يووووووووه ... شكله مدمن زقاير ... عاد أنا أنقرف من ريحتها ... حطيت الأقلام والأدوات كلها بالحافظة ... يا الله ... أكثر واحد شفته عنده أقلام ... وقعدت أرتب الأوراق ... شخابيط بالفرنسي ما فهمت منها ولا شي ... أصلا أنا ما أحب أقرأهم يمكن فيهم خصوصيات ... وقفت عند ورقة فاجأتني ... عليها رسم وجه حزين جدا ... وااااااااااااااااااااااااااو ... روعة معقولة سامي راسم هذا ... وفعلا لقيت أكثر من رسمة ... بس كلها بالقلم الرصاص ... ومرة حزينة وتقطع القلب ... حطيتهم مع بعض وخليتهم على زاوية المكتب ... في أدوات زايدة قلت أحطها بالدرج ... فتحت الدرج الأول ورميتها فيه ... بس لاحظت شي ... الدرج فيه صور ... طلعتها وكانت لسامي في كذا مكان ... في بعض الصور يكون معاه واحد طالع في صوره كلهم وهو ميت ضحك ... سامي كان بس يبتسم ... بس اللي حيرني ... كل الصور فيها بنت مختلفة ... مرة وحدة ماسكة يده ... ومرة ضام وحدة ... ومرة يبوس خد الثانية ... بصراحة حامت كبدي ... أول مرة أشوف كذا لايف ... ومع واحد أعرفه ... زوجي ... ما كنت أحس أنه هالأشياء موجودة بس بالأفلام ... رجعت الصور من غير لا أكملها ... ورحت أشوف التلفزيون .
لبست لي بيجاما ... ورفعت شعري بكليب ... أوففففففففففف ... الساعة 11 بالليل ... بس يالله ... تو طلع فيلم Figet Club على MBC2 والحين أندمج معاه ... مع أني ما أحبه ... بس يالله علشان جراح راح أتابعه ... يا قلبي يا جراح يموت في هالفيلم .
سمعت الباب ينفتح ... شكله جاء ... غريبة بدري !!... أول مرة ... كملت أتابع الفيلم :
_ هاك ... ومرة ثانية إذا تبين شي كلميني ... مو تروحين تشكين ...
حذف لي كيس ... وصوته كان يخوف ... بس من شنو هو زعلان ؟!... حذفت علبة الشيبسي اللي كانت في يدي ... ولفيت عليه :
_ شنو ؟؟؟
_ شنو ؟!!... لا تسوين نفسك مو فاهمة ... كم مرة أقول لك وش تبين ... سلامتك وسلامتك ... لازم يعني أبوك يتدخل ويعطيني محاضرة شلون أدلعك وألبي طلباتك ...
عصبت ... لهجته كانت ترفع الضغط ... لا ويجيب طاري أبوي بعد :
_ وأبوي شكو ؟؟؟
_ ليش مو انتي قايلة له ما عندي جوال ... أبوك بالسعودية يا مدام ... انا اللي هنا ... المفروض تطلبينه مني ... ولا تبينه يجيبه لك مع الساحرة أم مكنسة ...
طلع الغرفة فوق ... شكله يستهزء فيني ... بس هو فاهم الموضوع غلط أنا ما تشكيت لأبوي ... رحت وراه ... ما أحب أحد يفهمني غلط ... بدل لبسه ولبس قميص أبيض وبنطلون أسود وقاعد يلبس الجاكيت الأسود ومعطيني ظهره :
_ أنا ما تشكيت لأبوي ... بس كنت ناسية جوالي ... وأصلا أبوي دوله لي ... بس ...
صرخ علي بقوة وهو يلتفت علي :
_ خــــــــــــــــــــــــــــلاص ... هذا أنا جبت لك جوال ...
أحس دموعي خلاص ... وشفايفي قعدت ترجف بدون شعور ... أول مرة أحد يصارخ علي كذا ... قرب مني أكثر وهو يعدل جاكيته :
_ مرة ثانية إذا تبين شي تقولين لي أنا ... فاهمة ؟
ونزل ومن سمعت صوت الباب يتسكر ... وأنا أفكها مناحة على السرير ... يا ربي ... هذا شفيه ؟!!... مرة ما عنده أسلوب ... لا ويصارخ علي ... وش سويت يعني ... آآآآآآآآآآآآآآآآآه ... وينك يا يبه ؟... يبـــــــــــه ... خلاص مو قادرة أتحمل ... لازم أرجع ... لازم ... يبـــــــــــه ... يا ليتك هنا يا يبه ... يا ليت :
لو شفت ...
حـــــــــــــــالي !!
كيف عايش بلياك ...
تبكي على حالي وتكره ...
غيـــــــــــــــابك !!
ظليت على هالحالة ما تصدقون لو أقول للفجر ... الغربة صعبة ... صعبة مووت ... خصوصا إذا كان شريكك فيها ما يساعدك ... ولا حتى يعبرك ... لحظتها تصير الغربة خلاص ... تابوت .
تعوذت من إبليس ... رحت أتوضأ ... شفت عيوني منفخة وحالتي حالة ... صليت الفجر ... ورحت سويت لي عصير ... ورجعت أتابع الTV ... الله يسامحك يا سامي ... قلبتها علي ليلة نكد .
الساعة 6 الصبح ... شرف الأستاذ ... حاولت أكون طبيعية ... وظليت أتابع التلفزيون ... يا ربي ما أبكي ... يا ربي ما أبكي ... حاسة دموعي شوي وبتنزل :
_ السلام عليكم ...
وجلس مهدود حيله :
_ وعليكم السلام ... (وشربت من العصير أتلهى عنه) ...
كان يطالعني ... نظراته أكلتني ... والله ما علي منه ... يا رب ما تكون عيوني منفخة الحين ... ولا يدري إني بكيت :
_ كلمتي أبوك ؟
لفيت عليه ... أكره هالبني آدم يجيب طاري أبوي :
_ لا ... أكلمه بـــ...
وأحس الكلام ضاع مني ... كمل هو :
_ إيه كلميه ... ترى لما كلمني كان مشغول عليك ...
وقف وقرب مني ... وأنا عيني على قميصه ... أخذ العصير من يدي ... شرب منه وحطه على الطاولة :
_ تمسين على خير ...
ما رديت عليه ... وطلع فوق ينام :
روج ... آثر شفايف على قميصه ... والله روج ... تأكدت لما قرب مني ... معقولة ... ليش طيب ؟... كيفه بالطقاق ... شنو بالطقاق ؟!!... هذا زوجك يا خبلة ... يا ربي ... وش أسوي الحين ؟... صح عادي ... وهو مو هامني ... بس ما أدري ارتعبت من الفكرة ... والله ما يهمني الوقت بالسعودية ... أخذت الجوال واتصلت على أبوي ... وكلمت جراح ... وكلمت مريم .
قعدت على الصوفا أبكي ... ما سمحت لهالعبرات تطلع وأنا أكلمهم ... آخر شي أبيه أني أشغلهم علي ... أهم شي تطمنت عليهم ... يا الله شكثر وحشوني ... ومن سمعت أصواتهم زاد الشوق فيني ... أغلى ثلاثة في هالدنيا ... جراح يقول لي يا نوف شريت فيلم حلو ... ومريم وسوالفها الهبلة ... وأبوي وقلقه علي اللي يحاول يخفيه ... أووووووووف ... متى تنتهي هالأزمة وأرجع السعودية ... متى يا ربي ؟.
نمت على الصوفا ... سمعت صوته وهو ينزل الدرج ... وسمعت باب الشقة يتسكر ... الساعة 11 الظهر ... شكله راح الجامعة ... غمضت عيوني ... وكملت نومتي .
الساعة 3 العصر قمت ... يا الله جوعانة وش أسوي ... سويت لي عصير وشوية سندويشات ... الله يذكرك بالخير يا سوزان ... مشتاقة للدسم موووت ... خلصت ورتبت المطبخ ... رن جرس الباب .
من ؟... معقولة يكون سامي ... بس سامي معاه مفتاح ... ارتعبت ... رحت ووقفت عند الباب :
_ من ؟
_ افتحي لا تخافين أنا ضيفة ...
ضيفة !!... صوتها صوت حرمة ... وتتكلم عربي بعد ... توكلت على الله وفتحت لها الباب ... ودخلت قبلها بنوتة جنااااااان ... رقص قلبي لما شفتها :
_ السلام عليكم ...
ودخلت ... كانت بنت سمرا ... بس مملوحة ... وماسكة أكياس في أيدينها ... حطتهم على الأرض وسلمت علي بعفوية كأنها تعرفني :
_ شلونك يا قلبي وش أخبارك ؟
أنا للحين متفاجأة :
_ الله يسلمك بخير ...
_ ههههههههههههههههههههههه ... يا حليلك ... مصدومة ... عاد أنا ما قلت حتى لسامي إني أبي أجيكم ... أنا بدور ... زوجة ياسر ... أكيد سامي حكا لك عنه ... وهذي بنتي طيف ...
فهمت أن ياسر رفيق سامي ... بس ما تصورون فرحتي لما حسيت إني لقيت لي ونيس في هالمكان ... رحبت فيها ... وبوست الملاك الصغير اللي معاها ... ويا حليلها جايبة ضيافتها معاها حلا وفطاير ... وشكله كله شغل بيت ... أنا بس سويت القهوة ... الحمد الله إني أعرف أسويها بعد ... أخذتها ورحت أجلس معاها على الصوفا :
_ نامت ؟
_ شكلها ضاق خلقها مني ومنك ...
_ عطينياها ... أحطها فوق ...
أخذت طيف ... وحطيتها فوق على السرير ... ونزلت ... وبدت بدور تصب القهوة ... يا حليلها مرة عشرية :
_ بنتك تهبل ... الله يخليها ...
_ تسلمين يا قلبي ... عاد أنا من قال لي ياسر ... إنكم جيتوا ... ما تحملت قلت أخليكم بالعسل أسبوع وبعدين أغير عليكم ...
_ هههههههههههههههه ... حياك الله ...
_ والله من ضيقة الخلق يا ...
_ نوف ...
_ عاشت الأسامي ... عاد والله قال لي ياسر ... بس أنا نساية ... تدرسين يا نوف ؟
_ بجامعة الملك سعود ... أدرس آداب عربي ...
_ وأكيد الحين بتكملين انتساب ...
_ لا ... وقفت دراستي على ما أرجع ...
_ أحسن لك ... أنا حاولت انتساب بس ما ضبطت معاي ... واستسلمت ...
_ ليش شنو تدرسين ؟
_ هههههههههههههههههههههههههههه ... أنا للحين أفحط بالثانوية ... ولما جبت طيف استحيت على نفسي وانسحبت بكرامتي ... والله الزواج والدراسة مع بعض عوار راس ..
_ صاجة ... كم سنة صار لكم هنا ؟
استغربت :
_ ليش ما قال لك سامي ؟... أصلا هو اللي حرض ياسر يكمل دراسة هنا ... ولا أنا زوجي كان خوش وليد ... مقتنع بالبكالوريس ... لما حن عليه رجلك ولعب في مخه ... وقال له لازم تكمل دكتوراه معاي ...
انصدمت ... سامي قاعد يدرس دكتوراه ... بصراحة بدور أحرجتني كل شوي تقول لي ما قال لك سامي ... خلاص ما راح أسألها عن شي :
_ إلا صج تعالي ... شلون تزوجتوا انتي وسامي ؟... عاد تصدقين كنت فاقدة الأمل إن سامي يتزوج ... بس الحين شفتك وعرفت ليش ما قدر يقاوم ...
_ هههههه ... تسلمين ... أحرجتيني ...
_ ما عليك مني سواليفي واجد ...
وقعدنا نسولف في كل شي ... بدور ما شاء الله عليها ... هذرة من الدرجة الأولى ... عرفت منها ... إن سامي وياسر تربطهم صداقة قوية ... وإن هم من أهل الدمام ... وياسر يحضر دكتوراه في الأدب الفرنسي ... وسامي دكتوراه في الآثار والحفريات التاريخية ... والله هالسامي طلع مو هين .
كنا نسمع سوالف طيف المكسرة وميتين ضحك ... كانت قاعدة في حضني ... شكلها حبتني ... وأنا بجد حبيتها من كل قلبي ... رن الجرس ... ورحت أشوف منو :
_ سامي ...
استغربت ... في الساعات اللي مرت نسيته ... مد لي أكياس :
_ قوة ... هذا عشا جاهز و ...
جت طيف تركض أخذت منه الأكياس ... شالها وباسها حيل :
_ هبا ... شلون حبيبة عمي سامي ... (البنت قعدت تضم فيه مأخذة راحتها) ...
_ قوة يا سامي ...
جا صوت بدور من داخل ... شكلها متعودة على سامي :
_ هلا أم طيف ... شلونك ؟... قال لي ياسر إنك هنا ...
_ ما جاء معك ؟
_ لا والله خليته بالمطعم ... الحين راجع له ...
وطيف ارفضت نهائيا إنها تنزل ... وظلت ماسكة في رقبة سامي :
_ خلاص ... تروحين معي ... (هزت رأسها فرحانة) ... قول لي لبدور إنها معاي ...
وطلع ... تعشينا أنا وبدور ... والساعة 10 جاء ياسر مع سامي وراحوا هو وبدور بيتهم ... رحت أرتب المطبخ :
_ وش رأيك ببدور ؟
كان واقف على الجدار وايدينه في جيبه ... بصراحة للحين احتقره ... ومو قادرة أطالع فيه ... يعني الصور قلنا عزوبي وله مغامرات غرامية ... بس الروج وهو رجال متزوج ... يااااااااااااااااااااااااااااااااااااو :
_ عســـــــــولة ...
_ هههههههههههههههههههههه
ضحك من كل قلبه ... استغربت أصلا حتى ملامح وجهه تغيرت :
_ ليش تضحك ؟
قرب وهو يحاول يبلع بقايا الضحكة ... أخذ قطعة خبزة محمصة وأكلها :
_ ألفاظك ... الناس تقول طيبة ... حبوية ... عشرتها حلوة ... انتي لا عسولة ...
_ وش فيها عسولة ؟
_ سلامتك ما فيها شي ... شرايك تسوين لي قهوة ؟
طالعت ساعتي :
_ غريبة ... بالعادة ما تكون بالبيت هالحزة ...
أحسه انقهر ... بس ابتسم يبي يحرني :
_ مضايقك إني أطلع واجد ... ؟
بديت أرتب الصحون :
_ وليش يضايقني ... أنت حر ...
تسند على طاولة المطبخ ... وقعد يتأملني وأنا أشتغل ... يا ربي منه ... هذا شفيه نظراته كذا ... لا هي نظرات حب ... ولا شوق ... ولا ... أعوذ بالله من الشيطان ... خلصت ترتيب :
_ تبي أسوي لك قهوة ...؟
_ لا ... أبي أنام ...
وطلع فوق ... غريبة ... أول مرة ينام بدري ... رحت فوق ... كان مخفف الأنوار ... ومتمدد على السرير ... قعد يتأملني بصمت ... من فتحت الدولاب ... لما أخذت البيجاما ... لحد ما دخلت الحمام لبستها ونزلت تحت ... تمددت على الصوفا ... وتغطيت باللحاف الخفيف اللي عليها ... لما نمت .
صحيت على صوت جوالي ... الساعة 9 الصبح ... أم طيف >> يتصل بك :
_ هلا بدور ...
_ هلا نوف ... شلونك ؟... أقول ياسر يتصل على سامي ما يرد عليه ... قال لي أتصل عليك ...
_ سامي نايم ... و ...
_ قعديه عندهم محاضرة ضرورية ...
_ طيب ... طيب ...
وصعدت أقعد سامي ... غريبة أول مرة يطول بالنوم ... وما يقعد بروحه ... واضح أنه حاط جواله على السايلنت :
_ سامي ... ســ ...
بصراحة شكله يخوف وهو نايم ... حتى وهو نايم متضايق ووجهه معصب ... بس ليش عرقان كذا ... التكييف شغال :
_ سامي ... سامي ...
مسكت كتفه علشان أهزه ... وصرخ وصحى وهو مرعوب :
_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
كان يلهث وغصب يتنفس ... بصراحة أنا مت رعبة ... والله حتى ما مداني لمسته ... بعدت عنه وعن السرير وأنا حاطة يدي على صدري من الخوف ... شافني ورجع مسح وجهه وحاول يكون طبيعي ويضيع السالفة :
_ شفيك ؟
_ ما في شي ... بس بدور اتصلت تقول عندك محاضرة ضرورية ...
مسح رأسه بقوة كأنه توه يتذكر :
_ طيب ...
وقام للحمام ... نزلت أنا تحت ... هذا شفيه ؟... يمكن كان حلمان ... أعوذ بالله ... يمكن شاف كابوس ... نزل من الغرفة وناظر فيني شكله انحرج من اللي صار ... عقد حواجبه وهو يأخذ دفتر محاضراته اللي كان على الطاولة :
_ سامي ...
كان يبي يطلع ... بس رجع لف لما ناديته :
_ اليوم أبي أطلع مع بدور ...
_ كيفك ...
وطلع ... اتفقت مع بدور أمس تمر علي ونطلع مع بعض ... طبعا لأني للحين ما شفت باريس ... وتعذرت بأن سامي كان مشغول ومو فاضي ... وفعلا ما خلينا مكان ما رحنا له ... مدينة ساحرة ... شفافة ... مليانة نقاء ... بس مستحيل تكون مثل لندن ... الناس أذواق ... وإذا كان باريس مدينة الرومانسية ... فأحس إن لندن مدينة الحب الغامض .
تغدينا برا ... وأصرت بدور أروح معاها بيتها ... شربنا الشاهي السعودي المعتبر اللي بدور تقول ما في مقهى في باريس يعرف يسوي نفسه ... اكتشفت ان بدور إنسانة عفوية ... بصراحة بديت أتعود عليها ... عمرها 26 سنة ... تزوجت ياسر ولد عمها من 4 سنوات ... زواج تقليدي يعني ... والله رزقهم طيف (سنتين) ... وياسر مسوي حجر على سالفة العيال ... ولا المسكينة ودها كل سنة عندها بيبي جديد .
_ تدرين عاد العيال الواجد وناسة ...
_ أنا أمي جابتنا 9 ... 4 بنات ... و5 شباب ... وتشوفينها الحين مسوية لي قضية ... علشان ما حملت مرة ثانية ... بس ياسر الله يهداه مو راضي ...
_ ههههههههههههههههههههههههههههههه ... على الأقل انتي أحسن من وضعي ... جربتي حياة القبيلة في بيت واحد ...
_ هههههههههههههههههههههههه ... إيه والله ... ليش انتم كم واحد ؟
_ عندي أخو واحد ...
_ بس ... ما شاء الله ... أمك قنوعة ...
_ أمي الله يرحمها ... جراح أخوي من أبوي ...
تفشلت المسكينة :
_ الله يرحمها ... وجراح كم عمره ؟
_ 15 سنة ... شهر 1 الجاي يدخل ال 16 ...
_ الله يخليه لك ...
_ ويخلي غاليك تسلمين ...
_ والله أحسن لك ... أصلا المشاركة مو حلوة ... والله أنا وخواتي كنا هواش ومشاكل ... ولما تزوجنا بس نتذكر سوالفنا نموت من الضحك ...
_ أنا وجراح كنا كذا ... مو هواش بس مقالب وهبال ... لما أتذكرها الحين ... أكتشف أنها أكثر شي أشتاق له...
_ طيب ومرت أبوك ؟... زينة ...
_ طلقها أبوي من زمان ...
_ أبوك شكله ما له حظ بالزواج ...
_ ههههههههههههههههههههههههههههههه ... تقدرين تقولين كذا ...
ورن جوال بدور :
_ هلا ياسر ... أنا بالبيت ... طيوفة نايمة ... طيب جيب سامي معاك ... لأن نوف عندي ... أوكي ... باي ...
_ حلو زوجك ؟
_ مو أحلى من سامي ...
_ جد عاد ...
_ لحظة شوي ...
وراحت جابت صورة وجت قعدت جنبي :
_ هذا هو ... وهذي أنا ... وهذا أخوي عادل ...
تذكرته ... ياسر هو اللي يضحك بالصور مع سامي :
_ الله يخليهم لك ...
_ تسلمين ... إذا أبي أقهره أقول له سامي أحلى منك ... يموووت من الغيرة ...
_ حرام عليك ...
_ ليش عندك ياسر أحلى من سامي ؟
_ اثنينهم حلوين ...
_ هههههههههههههههههههههههههههه ... يا حليلك للحين تستحين ... عاد اللي أعرفه إن سامي جرئ ... الله يعينك عليه ...
ورن جرس الباب ... راحت بدور تفتح ... ودخلوا ياسر وسامي ... سلم علي ياسر وأنا ميتة حيا ... استأذن سامي بسرعة بعد ما سلم على بدور ... وطلعنا ... وركبنا سيارته اللي كانت واقفة تحت البناية ... وأول ما صعدنا شغل شريط فيروز ... زين طلع يحب فيروز بعد ... تذكرت أبوي وش كثر يحبها ... ولا صوت أمي وهي تغني له أغانيها ... أحس تخدرت من الشوق والذكرى :
_ أشوفك مستانسة مع بدور ...
وطفى الزقارة اللي كانت في يده وشغل وحدة ثانية ... أوفففف ... اخنقتني الريحة :
_ زين اللي طلعت لي في هالغربة ... أحسن من القعدة لحالي في البيت ...
طالعت فيه ... يمكن يحس ... بس الأخ ظل يدخن ولا على باله :
_ سامي ...
كان يراقب الطريق :
_ اممممممم ...
_ متى نرجع السعودية ...؟
تفاجأ سؤالي :
_ ليش ؟... مليتي ؟
نزلت رأسي ... إلا قول زهقت :
_ الحين أحد يخلي باريس ... ويفكر بحر الرياض ... وزحمة الرياض ...
_ المكان مو بشكله ... باللي فيه ...
_ آها ... يعني اللي في باريس مو عاجبينك ...
استغربت كلامه ... وما رديت عليه :
_ ليش سكتي ؟
وطفى الزقارة :
_ لا تقارن نفسك بأبوي وجراح ...
ضحك من كل قلبه ... كنا وصلنا لباب البناية حقتنا ... مد يده وقرص خدي :
_ هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ... أحلى ما فيك إنك صريحة ...
نزلت قبله ودخلت الشقة ... رحت فوق علشان أبدل ملابسي ... ما حسيت إلا صوته يصارخ :
_ نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوف ...
نزلت بسرعة ... وقلبي بيطلع من صراخه :
_ شفيك ؟
كان واقف عند المكتب ... ووجهه متكهرب من التعصيب :
_ من قال لك ترتبين المكتب ؟
فشلني ... كذا جزاي عنده :
_ أنــ ...
_ انتي شنو ؟... كم مرة أقول لك الخصوصيات لا تقربين لها ... ما أحب شي يتغير بنظام هالبيت ... فاهمة ولا لا ...
وحذف كل اللي كان عالمكتب على الأرض ... وطلع وسكر الباب وراه بقوة ... قعدت على الصوفا من الخرعة ... هذا وشفيه ؟... الموضوع ما يستاهل ... بدال ما يشكرني ... والله على يوم بيوقف قلبي من صراخه .
بعد ما صليت العشا دخلت فراشي علشان أنام ... سامي من طلع ما رجع للحين ... بالطقاق ... أنا ما سويت شي غلط ... هالإنسان نفسيته زفت ... على شنو شايف حاله ما أدري ... يا حليل بدور ... من كلامها كانت معجبة فيه ... ما تدري إن هالمزيون عصبي وسربوتي وخوان لا وله علاقات بعد ... وما خفي كان أعظم ... الله يستر منك يا سامي .
ما أدري كم الساعة ... بس أحس أني مو شبعانة نوم ... وعيت على صوت ... أشياء من الصالة قاعدة تتحرك ... وأخيرا فزيت على صوت شي طاح بالأرض وتكسر ... بسرعة وقفت على السلم ... وانصدمت .
سامي كان سكران ... الصالة منورة ... بس هو مو قادر يشوف طريقه ... وجلس على الأرض يشوف قلاس الماي اللي كسره ... خلاه وراح قعد على الصوفا وهو يحاول يفتح ازرار قميصه اللي ضايقه ... شكله كان مرة يخوف ... ارتعبت موووت ... أول مرة بحياتي أشوف هالمنظر ... قام بيصعد الدرج ... وأنا ركض على الحمام ... قفلته عدل ... كل شي بجسمي يرتجف ... يا ربي ... يا ربي يا كريم ... عد هالليلة على خير ... الله يسامحك يا سامي ... والله لتموتني ناقصة عمر .
وعيت من الشمس اللي صارت على عيوني ... كنت متسندة على جدار الحمام ونايمة ... أنا أنام بالحمام ... وش أقول عليك يا سامي ... أوفففففففففففففففف ... أحس جسمي كله متكسر ... وبطني ... آآآآآآآآآه يا بطني ... فتحت الباب بشويش وطلعت ... الأخ كان نايم على السرير بملابسه ... وبالجزمة بعد ... أخذت شاور ولبست لي تنوره جنز طويلة وتي شيرت أورنج ... نزلت وسويت لي عصير وسندويشات ... على ما خلصت رن جرس الباب ... الساعة 10 الظهر ... أكيد هذي بدور ... رحت فتحت لها الباب ... طبعا بدور جايبة حلا جديد تبيني أذوقه وأقول لها رأيي ... سويت القهوة ... وحطينا لطيف توم وجيري علشان تقعد هادية :
_ شفيك ؟... اليوم شكلك مو طبيعي ...
_ تعبانة شوي ...
_ آها ... شكلك يقول مو نايمة ... والله أعلم يمكن ثقلتوا السهرة أمس ...
غمزت لي بعينها ... يا حليلك يا بدور ... كل يوم تألف علينا قصة وتصدقها ... بعد شوي نزل سامي ... سلم على بدور وطلع ... شكله ناسي وش اللي صار أمس ... يحق له ينسى ... مو هو اللي نام مرعوب في الحمام :
_ وهذا سامي توه يصحى ...
يا الله يا بدور ... علقت على السالفة :
_ أقول بدور ... تعرفين صيدلية قريبة من هنا ...
_ صيدلية ليش ؟
_ بطني تعورني ... و ... ما أرتاج إلا على البروفين ...
فهمت علي :
_ قصدك ..
هزيت رأسي بإيه :
_ مو زين الحبوب يا نوف ... والله لو أمي عندك لتذبحك ... ليش ما تشربين دارسين ترى زين ...
_ أنا أعرف نفسي ... ما أرتاح إلا البروفين ... ومن زمان أكله تعودت ...
_ والله صيدلية ما أدري ... خل سامي يجيب لك ... و ...
صرخت مرعوبة :
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -