رواية طاريك ينفض القلب -14

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -14

عينة شعره يتشغل في صباغة السيارات...والثاني يعمل بجانب البحر لتركز اليود
في عينة شعره
سيف: مكتوب تواجد في العينة الأولى رصاص ومذيبات وجزيئات جليكول
إيثيلين وبوليستر..... تركيزهم كان قوي....والثانية نسبه عالية من اليود...لكن
بالنسبة للبصمة الجينية فهي واحده...وبالتالي فالأحتمال الوحيد للجاني أن
يكون له توأم مع أن اختبارات البصمة الوراثيه لا تميز بين توأمين متماثلين لأن
تركيبهما الجيني يكون متطابق....ممتاز ...هذا التحليل يساعد التحريات على
سرعة معرفة الجناة ....
أتصل بالسكرتير ليحضر وقال له: الحين تحط كتاب تغطيه مع هالتقرير وتطرشه
مكتب النائب العام بسرعه خله يتصرف ...وجيبه أوقعه بسرعه ...
فكر ( والله جابتها بنت عبدالرحمن....غلبت كل الموظفين ...غلبتهم
مره....هههههههه مالت على شواربهم....) كان يبتسم فأبتسم ابوحسن
بدوره..وغادر المكتب ..
قبل نهاية الدوام وبينما جواهر في مكتبها تنهي ترتيب نسخ من أخر تقارير
طبعتها وتضعها في الملف قبل أن تعود لبيتها فإذا بها تتفاجأ بالمدير يقف أمامها
ممسك طرف الباب وكأنه لا يريد الدخول وقال لها بكل جديه : Good job
أنقذتي سمعة الشرطة هالمرة وسهلتي لهم أنهم يلقون الجناة ....توأم !!!
مستحيل حد يقد يفكر بهالنتيجة...
نظرت اليه وبدون أي مشاعر واضحة قالت : شكراً سيدي ...
المدير: مستعدة حق السفره؟
جواهر: نعم سيدي.. عندي نسخة من ورقة العمل وكم ورقة ممكن نحتاجها..

في المساء
في مقهى Le Notre كان سيف يجلس في الخارج على أحدى الطاولات مع
سعيد ...بجانبهم كان لاعب أفريقي مشهور تم ضمه لنادي السد الرياضي لأربعة
مواسم برقم خيالي ..وعلى الجانب الأخر كانت هناك فتاتان جميلتان يبدو عليهم
أنهما من أسر ثرية وأنهما لم تتعدا السابعة عشر....ولكنهما تتصرفان
كبالغتان...وجذبتا إنتباه كل من حولهما...كانت تجلس في الطاولة غير بعيده
عنهم حبشيه تنظر لهما طوال الوقت أمامها كأس من العصير وشكلها في غاية
التعب وكأنها تتنظرهما...
سعيد: والله قهر....بنات في عمر الورد مهملين بروحهم فهالليل!!!!! وين أهلهم
عنهم؟؟؟
سيف: بالضبط....وين أهلهم...هم مالهم ذنب ...أهلهم لاهين عنهم ومخلينهم
مع الخدم....ويعطونهم هالفلوس وبس....
سعيد : أيه والله ....أنتشرت هالايام ظاهرة العيال اللي مامعاهم أهل ومهملين
طول اليوم مع الخدم والسواقين...وتشوفهم في كل مجمع يدورون بدون هدف
وحتى يتشّرون بدون داعي ....مافيه أي معنى من حياتهم وماعندهم أي
قدوة..يسوون تصرفات غريبة ويلبسون ملابس أغرب عشان يجذبون الأنتباه
لنفسهم ...تلاقيهم عصبيين دايماً ويدورون الحب والحنان والاهتمام في أي
مكان وعلى أي ويه....مساكين والله ...ذنبهم في رقاب أهلهم اللي لاهيين
عنهم...بيندمون بس وقت ماينفع فيه الندم...
بعد قليل جاءه إتصال ورد عليه ...وصف مكانهم ثم أقفل الهاتف...
سيف: من تكلم ؟؟
سعيد: ناصر...
سيف : شعنده؟
سعيد : يبغينا ...قلته يمر علينا هنيه...
سيف :هالريال من زمان ماشفته ...قاطعنا ...مافيه خير....
سعيد : ياريال يمكن عنده ظروفه ... تدري أنه ماسك شركة ابوه الله يرحمه...
سيف: اييييه نسيت .... يله اليوم بنعرف ظروفه...والله أني أشتقت له..وأشتقت
حق سوالفه....للحين مالقيت حد في مثل خفة دمه...

بعد دقائق لمحوا ناصر يوقف سيارته وينزل منها ويتجه لهم...كان طويل القامة
وعريض المنكبين ....جسمه رياضي لكنه كان يمشي وكأنه يحمل ثقلاً على
كتفيه ...لحيته نمت بغير ترتيب ...عيناه كانت غائره والسواد يحيط بها...وجهه
ككل يبدو عليه التعب والارهاق وقلة النوم...
بعد السلام ....جلس معهم وهو يسند رأسه بكفه بدون أن يتكلم....
سيف: شحالك ياخوي ؟؟وش علومك؟؟
ناصر: حمدالله...
سعيد: ماعدت تنشاف ياخي ...مول ....نسيت ربعك...
ناصر: اسمحولي ...مشاغل الحياة ...ومتاعبها...
سيف: كلنا عندنا مشاغل...بس أنت مهب خالي....شوف شكلك....وين ناصر
الزقرت؟؟؟للهدرجه ناسي نفسك!!!
ناصر: وأنسى أمي بعد....بلاك ماتدري شبلاني..
سعيد: بيعنا في السوق ياخوك....
ناصر: أشتريك ياسعيد أشتريك...
سيف: وش اللي بلاك...قول ياخوي يمكن نساعدك...محتاج؟؟ ترا رقبتي
سداده..الفلوس فالبنك ماحتاجها...تدري لا مره ولا عيال...خذها فك ضيقتك...
ناصر: مشكور ياخوي...أذا علفلوس...موجوده...بس...
سيف: بس ..شو..طيحت قلوبنا ...قول ...
ناصر: المره ... رجعت بلادها...وتركتلي رسالة تقول فيها أنها ماعادت تحبني
ومافي شي يخليها تستحمل هالعيشة المتخلفة...
سعيد: توها مكتشفه أنها مختلفة!!! ليش ماقالت يوم لميتها من الشارع وسكنتها
بيت ماتحلم فيه...ليش ماقالت يوم عيشتها عيشة ماعاشتها مع أهلها...ليش
ماقالت يوم وديتها باريس وروما ولندن وعلمتها تدش أحسن المحلات وتشتري
أغلى الماركات...وتسوق أحسن السيارات !!!!
تأرجحت دمعة بين جفنيه ولمعت من الأضاءة القريبة...ولمحها كلاهما ...
أحس الأثنان بالأسى ....يالغلاء هذه الدمعة...
تحدث بعد مده...
ناصر: كنت أعتقد أنها حَبتني مثل ماحبيتها..كانت تاخذ كل اللي تبيه بدون
ماتقول...كل طلباتها كانت مجابه...بنيت لها قصر مهب فيلا...الخدم والحشم
كانوا حواليها نسافر متى مابغت ووين مابغت...حتى العيال قالت واحد بس قلت
كيفها مع أني أحب اليهال..حتى أسمه هي مختارته عشان يطلع سهل
بالانجليزي..سمته يوسف...ودختله المدرسة الأمريكية...كنت أوديه بالخش حق
أمي وأبوي...كان دايماً تقول أنها تبغي تعلمه شلون يكون متحضر وأنه إذا قعد
مع هلي بيصير متخلف....
سعيد: تخسي وتهبي ....وحده مثل هاذي تقول هالكلام....ورضيتها على
هلك!!!!! ياحيف عليك...
ناصر: أقولك أحبها....ماتسمعني ...كنت أحبها ...
سعيد : أي حب أي خرابيط....الحب يرفع من الشخص عمره ماذله...أنتو
فاهمين الحب غلط....الحب شي سامي يبذل له الطرفين كل شي عشان
ينجح...تسمعني...الطرفين مهب واحد...الحب مافيه أنانية ...الحب عطاء عمره
ماكان تملك...هذي عمرها ماحبتك ....
ناصر وهو يهز رأسه.....: لا تزيدني ياخوي لا تزيدني......
سعيد: والحين شاللي تغير؟
ناصر: شردت بولدي...
سعيد وسيف: وشو؟!!!!
ناصر: قالت بروح لندن كم يوم عشان الشوبنج...وانا ماقدرت أروح معاها
فخذت معاها يوسف...امس متصله من أمريكا تقولي أنها ماعاد تحبني وتبغي
الطلاق بهدوء وبأسرع وقت...
سعيد : وأنت شقلتلها؟؟؟
ناصر: حاولت معاها ومارضت...وترجيتها ومارضت...
سعيد : ترجيتها بعد!!!!! هذي يبه مايبغيلها ترّجي ....يبغليها تكفخ...
ناصر: يوسف معاها ياسعيد ....وبعدين هي في أمريكا ماقدر أسوي أي شي..
سعيد: والمطلوب منا ؟؟؟
ناصر: تساعدوني ...ابغي النصيحة شسوي؟؟
سعيد : عطنا وقت نفكر ....
عم الصمت بينهم ....لمدة...ثم قال سعيد: تبغي رأيي؟
ناصر: الحقني به يرحم والديك؟؟
سعيد: توكل محامي بالموضوع ...محامي ممتاز...يكلمها ويعرض عليها ثمن
تركها يوسف..
ناصر: كيف يعني؟؟
سعيد: يعني تشتري ولد منها....وهي تغسل أيديك منها...
ناصر : أنت شتقول؟؟
سيف: سعيد معاه حق...مرتك مادية جداً بتبيع ابوها لو قدرت...أعرض عليها
200 الف دولار وأرفعها أكثر أن شاءالله توصلها مليون وصدقني
بترضى...الموضوع يبغيله محامي شاطر يعرف يلعبها معاها صح ...وأنت أطلع
من السالفه ...ولو أتصلت تحمل ترد عليها....أقولك ...غير رقم الجوال
أحسن..بتحس أن مافي حل الا أنها تتعامل مع المحامي وبتشوف...صدقني ولدك
بيرجع لك...
ناصر: بس محامي الشركة ما يعرف الا الامور التجارية...وأنا ماعرف غيره...
سيف: أي محامي الشركة أنت...يبغيلك محامي أمريكي شاطر في هالمواضيع أنا
بشوف لك واحد ممتاز لا تحاتي....ولا تستخر شي عشان ولدك.... ولدك
تسمعني..لو ماكفت فلوسك لا يهمك ترا يوسف أغلى من أي شي...
ناصر: لا شنو ماتكفي...الخير وايد... أبوي الله يرحمه ما قصر..ورثّنا الخير...
بس أنت بتجيب لي أسم المحامي في أسرع وقت ممكن...
سيف: اليوم فالليل بتصل نيويورك ..بيكون عندهم الصبح ..ولا يهمك ...بكره
الصبح بتصل فيك وبعطيك الرقم والاسم ...قبل لا أسافر ....بأذن الله...وبَكون
فاتح جوالي دولي خلك على أتصال معاي...
ناصر وقد بدا له بصيص أمل .....: أن شاءالله ... مشكورين وماقصرتوا...
سعيد: هذا اللي خذنا من الزواج من غير بنات البلاد....الحين لو ماخذلك قطرية
ماتسوي ذيه ...بتزعل وبتروح بيت أهلها...بتلتهك وبتدفعك حلك وحلالك؟؟؟...
سيف: خلاص ياسعيد لا تزيد على الريال....كفاية اللي هو فيه.....

في وقت متأخر من الليل وسيف يشاهد التلفاز وهو يجري إتصالاته بنيويورك
وفي أقل من ساعة حصل على أسم محامي شهير مختص بحالات الطلاق كتب
المعلومات في رسالة ثم أرسلها لناصر ....وقرر أن يحادثه في الصباح...
في نفس الوقت كانت جواهر تشاهد فيلم Out of sight لجورج كولوني مع
جينفر لوبيز كانت تعشق تمثيله وتستلذ بمشاهدته وخصوصاً في هذا الفيلم الذي
يمثل فيه دور لص بنوك ولوبيز حارسة السجن تنقل المساجين من السجن الى
أي مكان أخر كالمحكمة أو سجن أخر...وتقع بينهما قصة حب غريبة ...أستلقت
على فراشها وهي لا تزال تفكر في كولوني....كم تمنت أن يحبها شخص
مثله..تعلم أنها أمنية مستحيل تحقيقها ولكنها أمنية...نامت وهي سعيده...
وأبتسامة على محياها....
********
انتهى الجزء بحمد الله وفضله

الجزء الثامن

في صباح اليوم التالي كانت حقائب جاهزه أخذها السائق ومر على أحمد وأخذ
الشنط الاخرى وذهب للمطار حيث كان بأستقباله حسين موظف بالعلاقات العامة
بالوزارة وأتخذ كل الأجراءات الخاصة بالوفد وضّم لهم أسم أحمد وزوجته
بتوصية من سيف وبعد ساعة حضرت جواهر للمطار مع أحمد ومنى وتوجهوا
لصالة كبار الزوار في المطار والتي تقع في الجهة الشمالية ...دخلوا ووجدوا
ضابط سألهم عن أسمائهم وتحقق من القائمة التي لديه وأخذ منهم جوازاتهم ثم
سمح لهم بالدخول للبهو الذي تفرعت منه صالات عديدة تحتوي جلسات
متنوعه...كل صالة تتميز بلون مختلف..أشار لهم الى الصالة التي جلس بها
باقي الوفد فدخلوا لها وأتخذوا لهم جلسة في الزاوية وأنتظروا هناك.. حتى تمت
مناداتهم للصعود على الطائرة كان أحمد جالس مع سيف طوال الوقت ألقت عليه
نظرة كان يرتدي بدلة كحلية مع قميص أصفر فاتح وربطة عنق كحلية منقطه
بالأصفر...أما أحمد فأرتدى بدلة سوداء كتان مريحة وكنزة رمادية ..سّلم
الضابط الجوازات الى حسين بعد أن خُتمت ... فيما بعد وعندما خرجوا من
البوابة أستقلوا سيارات BMW المخصصة لركاب الدرجة الأولى لتأخذهم
للطائرة ..ركبت جواهر مع أخاها وزوجته والباقي كان قد لحق الوكيل..
كانت المقاعد ثنائية وطبعاً أضطرت أضطراراً كبيراً أن تجلس بجانب منى لأن
الوفد أحتلوا أغلب المقاعد وجلس أحمد بجانب سيف الذي غير بطاقة الصعود
مع شخص أخر ليجلس معه...
أستمرت الرحلة 7 ساعات والذي لّطف الوضع بالنسبة لجواهر أنها وضعت
السماعة عندما جلست على مقعدها وشغلت تسجيل للقرأن الكريم وأقنعت منى
بتشغيله أيضاً حتى أقلعت الطائرة ثم أخذت تقلب القنوات وتشاهد friends
على القناة الكوميدية ثم الفيلم العربي الجديد ملك وكتابة...كان فيلم غريب في
وقت تسابق الجميع على عمل الأفلام الكوميدية...نالت عنه هند صبري البطلة
على جوائز عديدة....أستحقتها...
فيما بعد وقبل أن تنتهي الرحلة قلعت عباءتها وطوتها ووضعتها في حقيبتها
اليدوية والكبيرة نوعاً ما ....كانت قد أرتدت بدلة سوداء مريحة ولا تتكرمش
من الجلوس...مع قميص أبيض أنيق أشترته من بوتيك فرنسي صغير في
الصيف الماضي وشيله ديور سودا ...نظرت في مرأتها الصغيرة الى وجهها
تأكدت من كحل عينها وأضافت بعض gloss الى شفتيها والقت نظرة أخيرة ثم
أبعدتها قليلاً وأذا بها تلمح نظرة المدير فيها ...أقفلتها بسرعة وهي تفكر
( الحين هذا كان يطالعني !!!)

هبطت الطائرة على أرض مطار شارل ديغول وتم وصلها بالخرطوم وما أن فُتح
الباب حتى دخل مندوب من السفارة قدم نفسة لهم كان جزائري يدعى مصطفى
تحدث قليلاً مع حسين موظف العلاقات العامة وأخذ جوازات السفر الخاصة
بالوفد وطلب منهم أن يتبعوه...كانت جواهر ومنى أخر الصف مشوا بطريق
مختلف عن باقي المسافرين...فتحت تليفونها النقال وأتصلت بأمها لتطمئنها
بوصولهم ثم أتصلت بنوف .. وأنهت المكالمة في ثوان ...أدخلهم مصطفى من
بوابات مختلفه وفي دقائق كانوا على السلم الكهربائي ثم الى مكتب ضابط
الجوازات المنفصل والقريب من السوق الحرة..خرج الضابط الفرنسي وطابق كل
مسافر بصورته وأبتداء بالوكيل الذي تحرك بأتجاه الباب الجانبي ليخرج وتبعه
الجميع بعد ثواني...مضت الأجراءت في منتهى السهولة...أتجهوا نحو إحدى
البوابات والذي تنتظرهم امامه سيارات المرسيدس للوفد بأكمله مع السائقين
وأيضاً توجههوا لأخر سيارة بإشارة من حسين والذي وزع الوفد على السيارت
وتحرك الوفد للفندق...تحدث أحمد مع السائق باللغة الأنجليزية عندما صعد
بجانبه وقال له أن يتوجه لفندق Etoile saint-honore hotel ....والتفت
الى جواهر قائلاً: الجوازات خذتها والشنط قالوا بيجيبونها لنا بعدين ....
بعد أن تحركت السيارة قليلاً لخارج المظلة الكبيرة تساقط عليهم مطراً خفيفاً
فتحت جواهر النافذه قليلاً وتنشقت الهواء العليل الذي إفتقدته منذ عدة شهور
منذ الصيف...أغمضت عيناها وهي تفعل ذلك ....وفكرت (آآآآه شكثر أحبج)
طلبت من السائق الذي سيرافقها طوال الوقت أن يدير الراديو على محطة
الشرق ....سمعت صوت المذيع اللبناني يقرأ الأخبار سرحت بخيالها طوال
الوقت لم تسمع الحديث الذي كان يدور بين أحمد ومنى ...
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات