بداية

رواية طاريك ينفض القلب -22

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -22

زمان ...والله لوما الشغل ماجيت....بلد كل همهم المظاهر ناس يكشخون ببدله
عشان يروحون السوق حتى في عز الحر....الواحد مايقدر ياخذ راحته بجينز
وتي شيرت ....
ابوحسن: لو رايحين مصر والا لبنان مهب احسن لنا ؟؟؟ على الأقل امورك تنحل
بالخَضر...
سيف وهو يبتسم: صدقك ...وبنستانس بعد ...وبدون مذله..يازين مصر
زيناه... طول اليوم وانت تضحك ....
أخذا يتبادلان الحديث عن ذكرياتهم وهم يضحكون.....
بعد ساعة ونصف وصلوا فندق Churchill كانت سيارة جواهر أخر
الواصلين..دخلت السيارة تحت المظلة الكبيرة وبذلك احتموا من المطر.. دخلت
من الباب الكبير الذي يسنده أربعة أعمدة رخام رمادية اللون القت نظرة شاملة
للبهو ثم توجهت مع منى الى جلسة جانبية وجلست على أحد الكراسي أما أحمد
فذهب الى مكتب الأستقبال ليسأل عن حجزه ....لاحظت جواهر أن اللون
الرمادي يعم المكان أضافة الى لون البيج للجدران وأرضية الرخام المصقول
والاثاث....والكثير من اللوحات الرائعة التي لم تستطع أن تمسك نفسها من أن
تقف وتتأملها واحدة تلو الأخرى ...فعلت ذلك بكل براءة ولم تلحظ نظرات سيف
التي تلاحقها ...

فيما بعد دخلت جواهر غرفتها ذات الطابع الحديث كانت الجدران باللون الأبيض
والاثاث والستائر باللون البني ...وبجانب النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة
يقبع كرسي مفرد امام طاولة صغيرة وفي زاوية الغرفة مكتب صغير مع
كرسيين.. وامام السرير دولاب للادراج وفوقه تلفاز بشاشة مسطحة ...أحست
بشعور غريب..احست بعودتها للحياة الواقعية ,الحياة التي هربت منها كل هذه
السنين .. الحياة الجامدة التي لا روح فيها والتي تقيس كل شي بمقياس العقل
والعقل فقط...

وقفت بجانب النافذة تنظر للخارج وسرحت بتفكيرها الى مكان بعيد ولم تحس الا
وبأحمد واقفاً بجانبها وهو يقول لها : اللي ماخذ عقلج….
التفتت له وبأبتسامة شاحبه سألته: أنت هنيه؟؟
أحمد : ايه …هنيه …من مساعه اناديج وانتي ماتسمعين …
جواهر: اسمحلي يا اخوي …في اشياء شاغلتني وافكر فيها …
أحمد : قولي وش شاغلج ؟ يمكن اساعدج …
جواهر: جيتنا هنيه مسئولية كبيرة …أهم جهاز من الاجهزة اللي بنعاينها هو
من طلبي ….
أحمد : and

جواهر: يمكن مايعجبهم الجهاز...ويمكن يطلبون سعر مبالغ فيه ويمكن ...
أحمد : ويمكن ماتلقونه أصلاً ...ويمكن ويمكن ....Relax هذي النوعية من
الصفقات مايكون فيها مشاكل ...أي صفقة حكومية يكون سقفها أقل من مليونين
تكون عادية ....لو كانت بـ200 مليون ...ذيك الساع خافي وتوتري....
ابتسمت جواهر لرد أحمد وقالت : بتطلعون ؟
أحمد : منى قاعده تصلي وبتبدل وإذا خف المطر بنطلع تبغي تروح Oxford ..
جواهر: عيل خلاص ...بشوف حسين إذا سعادة الوكيل مايبغينا لأني أنا بعد
ابغي اروح Selfridges ..أشوفكم هناك...
بعد أن صلّت استلقت على سريرها واتصلت في حسين الذي أخبرها أنه سيرسل
لها جدول الرحلة وأن الوكيل سيرتاح لباقي النهار...وأنه سيجتمع معهم يوم غد
الساعة 11 صباحاً للتحضير لأجتماع يوم بعد غد الأثنين مع وزارة الداخلية
البريطانية ...اخرجت لها لوح شكولاته من حقيبة يدها وتناولته وهي تتصل في
أمها ..وبعدها أتصلت في نوف لدقائق ثم قررت الخروج للغداء والتسوق في
Selfridges ارتدت بنطلون جينز أسود وقميص كتان طويل للركبة أسود مع
بوت جلدي أسود وشيلة سوداء وأخرجت لها معطف بيج طويل وارتدته وخرجت
من غرفتها..عندما وصلت للبهو وجدت ابوحسن وسلم عليها وسألها : ماتعرفين
مطعم القى فيه عيش وصالونه؟؟
جواهر مبتسمه: اعرف واحد قريب بس في مجمع اسمه Selfridges في الدور
الرابع وانا رايحه هناك الحين ...
ابوحسن : جزاج الله خير ...ماقصرتي...
سيف كان مستلقياً على سريرة واضعاً رجلاً على رجل ويفكر...يفكر في أمه
التي كلمها منذ قليل وعرف أن اخوته لم يزوروها كما هو مفترض منهم ...
فأتصل في سعيد يشكو له همه ..بعدها قرر أن يصلي ويستحم ثم ينزل
للردهه..ارتدى جاكيتBOSS جلد بني مع بنطلون بني وكنزة بيج وحذاء جلد
بني ...مشّط شعره الناعم الطويل نسبياً للخلف ووضع عليه القليل من الجل
ومشطه مرة أخرى ثم رش على نفسه عطرDior Homme ثم تأكد من أن
ساعة يده على معصمه وغادر غرفته ...

عندما خرجت جواهر من الفندق كان المطر قد توقف ولكن السماء ظلت ملبدة
بالغيوم .. عبرت الى يمين الشارع ودخلت في شارع جانبي صغير ثم أخر حتى
وصلت للباب الجانبي لـ Selfridges ودخلته..
اخترقت قسم العطور والمكياج حتى السلم الكهربائي واستقلته للدور الرابع حيث
مطعم Food Garden Cafe ذا الطعام الشرقي ( هندي ولبناني ) وأجمل ما
فيه أنها لن تنتظر الطعام فهو جاهز( بوفيه ) ماعليها الا أن تأخذ صحناً وتملأه
بما تشتهيه نفسها ...
دخلته وخلعت معطفها لأن كل المتاجر في أوروبا تكون دافئة فهم يشغلون
التدفئة المركزية فيها ..أمسكته بيد وأمسكت الصينية باليد الاخرى وأخذت
تدفعها على الطاولة وأمام قدور الطعام.... وضعت في صحنها بعض الفتوّش
والحمص ... ثم اختارت شقف دجاج وطلبت من الشيف اللبناني شيّها لها
ووقفت تنتظره .. لم يكن هناك الكثير من الزبائن لذا خدمها بأبتسامة على وجهه
واضاف لها رغيف خبز ساخن... تحركت بصينيتها للأمام حتى وصلت لقدر
شوربة العدس الكبير فصّبت لها القليل منه وأرادت أن تحملها لتأخذ لها كأس
من العصير ....ولكن وبما أنها كانت تحمل معطفها بيد والصينية التي ثقُلت باليد
الأخرى , فتأرجحت الصينية وكادت أن تسقط على الارض لولا أن حملها أحدهم
عنها في لمح البصر...

جلس سيف في الردهة قليلاً ولما قرصه الجوع تذكر أنه لم يتناول شيئاً منذ
فطوره فقرر أن يذهب لأقرب مطعم ليأكل أي شي.. أتصل في ابوحسن ووجده
ينتظر بالبهو فنزل له....فأعلمه بأن جواهر أخبرته عن المطعم فقرر أن يرافقه
اليه وبعد قليل وبعد أن سألوا البواب ... مشوا في نفس طريق جواهر ودخلوا
من نفس الباب, دقائق وكانوا واقفين في نفس الصف .... لمح سيف جواهر
وهي تغرف لها الشوربه وأخذ يختار السلطات بدون اهتمام , كان يضعها في
الصحن وبصره معلقاً عليها...وعندما لاحظ انها ستسقط الصينية لم يحس بنفسه
وهو يترك صينيته مكانها بجانب ابو حسن ويهرع لمساعدة جواهر التي رفعت
عيناها لتشكره فالتقت بعيناه وتعطلت لغة الكلام وأحست بالحراره تشتعل في
وجهها من الحرج وعندما لاحظ سيف ذلك ابتسم لها وقال : معبله عمرج
بالاوركوت .... هالكثر بردانه؟؟

لم تقدر جواهر أن تنطق بكلمه فحمل عنها سيف الصينية وتوجه الى المحاسبه
ووضعها هناك على الطاولة وهو يقول لها ساخراً : عفواً .... وعاد الى حيث
صينيته ودفعها الى حيث السمك البريطاني المقلي مع البطاطا ووضع قطعتين في
طبقه وهو يراقب جواهر التي دفعت ثمن غدائها ثم ارتدت معطفها مرة أخرى
وحملت صينيتها وتوجهت الى أبعد طاولة في المطعم مقابل النوافذ التي تطل
على العاصمة وهو يبتسم ويفكر( مسكينه ...توهقت ورجعت البسته مرة
ثانية... هههههه لو حاطته على طاولة وراحت ورجعت جان ماحصلته ...)

جواهر بدورها جلست وهي متضايقة من تصرف سيف معها وإحراجه اياها
بكلامه ....وتفكر ( يبط الجبد ....يحر....يحررررر....اونه هالكثر بردانه ....
وهو شخصه؟؟ اخخ )
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -