بارت من

رواية طاريك ينفض القلب -42

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -42

سعيد: هو قال تعشى عند حبيبة قلبه بس ما قال إنها بنت عمه ...
سيف: معاك حق يمكن خدامتهم عيل....
سعيد : الحين حتى لو كلامك صحيح.. أنت شحارك ؟؟؟ هم أخوانها وعادي عندهم
وهو ولد عمها ....يمكن يحبها صج وبياخذها....
سيف بانفعال: أنت شتقول هذا اصغر منها بوايد...هذا بزر شتبي فيه؟؟؟
سعيد وبكل هدوء : إذا عن العمر أنا اعرف شباب وايد ماخذين بنات عمرهم اللي
اكبر منهم ....عادي ...
لم يرد سيف عليه لكنه وجه نظره لأبعد نقطه وبدأ بالتفكير .....كانت أفكار
سوداويه....لم يعرف ماذا يقول او ماذا يفعل ....
بعد عدة أيام
تغيرت حالة سيف النفسية والجميع لاحظ ذلك فقد اخذ بالانطواء ولم يتحدث مع
الجميع كعادته بل كان يكتفي بأبسط الكلمات لم يعد يرغب بالذهاب إلى المجلس
وحتى عندما يخرج مع سعيد كان يكتفي بالتعليق البسيط على أحاديث سعيد .....
لقد خمن السبب ولكنه لم يناقشه فيه بل أراد لسيف أن يعيش الوضع بأقسى ما فيه
ليكتشف بنفسه مشاعره الحقيقة , لابد من أن يجتاز مرحلة الإنكار ليدخل مرحلة
القبول.. وعليه أن يكون لوحده في هذه المرحلة ...
في مكتبه كان سيف يتذكر اجتماعه الشهري مع الموظفين ....حاول أن لا يحصل
أي تواصل بالعيون مع جواهر...حاول بكل الطرق أن يتجنب النظر لها وهو يتناقش
معهم ...وكم كان ذلك صعباً خصوصاً أنها جلست مقابله على طاولة الاجتماعات
وحاول أن يركز نظره على الآخرين وخصوصاً خلود التي حضرت بأكمل زينتها
حتى عندما دخلت المكتب تسبقها رائحة عطرها النفاذة ونظراتها التي كانت عليه
منذ أن دخلت من الباب....كان يهرب من جواهر إلى خلود بدون قصد منه...لم
ينتبه أن الجميع لاحظ نظارته لخلود مما أسعدها ...حتى انتهى من الاجتماع وترك
الطاولة وهو يتصنع الانشغال بهاتفه النقال ووضعه على أذنه وتركهم جميعاً ووقف
أمام النافذة وهو معطيهم ظهره ينظر الى حديقة المجمع..
عادت جواهر إلى مكتبها ومعها ابتهاج التي أخذت بإبداء امتعاضها من تصرف
المدير أثناء الاجتماع ...وجواهر معها بجسدها فقط ولكن عقلها كان بمكان اخر..
ابتهاج : مكانش بيبص لحد غيرها !!! أنت مبترديش ليه؟؟ هو أنا بكلم نفسي؟
جواهر: نعم ؟؟؟ أنتِ قلتِ شي؟
ابتهاج: لا أبداً كُنت بقول مالك؟
جواهر: ما فيني شي؟
ابتهاج : علّي أنا الحركات دي؟؟ لا ياختي خدي بالك أنا خابزاك وعجناك....
جواهر : شدعوه فطيره!!!
ابتهاج: امك ازيها؟
جواهر: بخير أحسن مع الحبوب اللي كتبها لها الدكتور...
ابتهاج : وانتي شافيه أن اللي حصل شيء عادي؟
جواهر: وشو ؟
ابتهاج : لما المدير بتاعنا يسيبنا كلنا ويفضل يبص للي ماتتسماش طول الاجتماع
يبئا كلامها طلع صحيح...
جواهر: ما كان يطالعها هي بس.... نظره كان على الكل أنتِ تبالغين ... يمكن
لفتت نظره مثلنا من هيئها الغريبة المبالغ فيها ...خبرج...
ابتهاج وهي تحك ذقنها: يمكن .. دي عامله زي عروسة المولد... أنا نفسي
اشوفها ساعة عزا ..او وهي صاحية من النوم..
جواهر: عزا؟؟؟ الحين تشوفين العالم يروحون العزا بمكياج كامل... راحت ايام
التعاطف مع الناس وحزنهم ...وصار اذا كانت الوحده متوفي لها قريب وايد مثل
امها او ابوها تتنازل وتحط كريم اساس بس.... يا زَعَم هي حزينة...
ابتهاج : معاكي حئ ....بس عندنا الحال زي ماهوا ...يمكن اللي بيعملو كده هم
الناس المتريشه بس...
طلبت ابتهاج لهم فنجانين قهوة واخذوا يراجعون بعض الأوراق ولم يلحظوا أن
سيف وقف من بعيد وهو ينظر لجواهر ويمسك ورقة في يده ليبدو أنه يقرأها..
تحرك عائداً لمكتبه عندما سمع صوت موظف في الممر....
كان في مكتبه بعد أن صلى الظهر يتفحص البريد ولكنه قفل الملف بقوة ثم تنهد
في هذه اللحظة اكتشف سبب ضيقه وملله .....اكتشف سبب سهره وعدم نومه...
اكتشف سبب فقدان شهيته وعدم جوعه ....اكتشف جلوسه في بيته وعدم رغبته
في السمر مع الأصحاب ....وقف بسرعة وذهب للنافذة وأحس بغصة في صدره لقد
اكتشف أنه يحب ....يحب جواهر ....شعور مختلف عن شعوره تجاه أي احد..
حتى جين ....كان شعور قوي جارف به الكثير من الأنانية والاهتمام.. أنانية منه
لأنه يرغب بأن يكون الوحيد في حياتها ....والاهتمام بكل تفاصيل حياتها
الصغيرة... كان يحبها ....لأجل ذلك كانت تصعب عليه حين تقوم بكل مشاورها
لوحدها ... كان يرأف لحالها ....( كنت أتمنى لو أني اروح معاها كل مكان عشان
ما تكون بروحها ....شالفايده الحين فات الاوان....ولد عمها يبغيها.. يمكن عشان
جذيه كانت ترد اللي قبل.. لأنها تنطره يخلص دراسته.... مالت عليك من قلب
....اللي ما تعرف متى تحب والا من ....)
في المساء وبعد صلاة المغرب
توجهت مع أمها لعيادة القلب وبعد أن انتظروا ساعة دخلوا على الطبيب تفحصته
جواهر لثانية قبل أن تجلس مع أمها إمام مكتبه الصغير ..كان شاب في الأربعينات
من عمره ممتلئ الجسم تبدو عليه الثقة الشديدة بالنفس....وبعد أن اخذ بعض
المعلومات تفحصها لدقائق ثم قرأ التحاليل المرفقة مع جواهر واخيراً التفت على
جواهر وقال بهدوء ورزانة : الوالدة محتاجه فحوصات جديدة وبعضها دقيق
ويبغيلكم شوية صبر....وبحاول اشوفكم بعدها ..
جواهر: يعني ما تقدر تعرف من الفحوصات حالتها بشكل مبدئي...
د.جاسم وابتسامه مرتسمة على وجهه: اختي أنا مقدر خوفج على امج ...بس أنا
ما تعودت أعطي تشخيص مبدئي.... لازم المريض يسوي كل التحاليل اللازمه
عشان مع النتائج تكتمل عندي الصورة واعرف أيش نواجه بالضبط...
جواهر: والدوا ...نكّمل عليه...؟
د.جاسم : مهب كله ...بس نوع واحد ( وامسك العلبة لتراها ) Dilatren هذا
لضغط القلب وبضيف لكم حبوب ثانية تعطينها حبه وحده في اليوم لين أشوفكم مره
ثانية...
التفت على الممرضة وسألها : متى اقرب موعد ممكن اشوفهم فيه؟
تفحصت الممرضة دفتر المواعيد وقالت : بعد أسبوع مناسب الساعة 7 فالليل ؟ في
مريض اعتذر لأنه بيسافر .......
جواهر: مناسب ....نكون خلصنا من التحاليل والفحوصات المطلوبة...
د.جاسم : اتفقنا عيل ....بنطركم بعد أسبوع أن شاء الله ...( ثم التفت إلى أمها
وأكمل ) لا تحاتين يمه أن شاء الله مابه الا الخير...واللي الله كاتبه هو اللي
بيصير...

ام جواهر: ونعم بالله ....
خرجوا من عنده ونزلوا بالمصعد إلى الدور الأرضي وأجلست أمها على كرسي ثم
اتصلت بالسائق ليأخذهم الذي لم يتأخر وخلال دقائق كان ينتظرهم أمام الباب
صعدوا للسيارة وعادوا للبيت ولكنها في الطريق أمرت السائق بأخذ طريق
الكورنيش لترفه عن أمها قليلاً ...اشترت لها عصير طازج من الانفال ثم أكملوا
طريقهم للبيت...
فيما بعد... وبعد أن وصلوا للبيت جاءهم سالم ليتطمئن على ام جواهر...
جواهر: تعشيت ؟
سالم : مابغي... ردي علي ...قال شي الدكتور؟
جواهر: طلب فحوصات زياده وعطانا موعد بعد اسبوع...
سالم : موعد مع طبيب في مستشفى حمد بعد اسبوع !!! اكيد دكتور خرطي ومحد
يبغيه....
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات