بداية

رواية طاريك ينفض القلب -62

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -62

ماتقدرين ترفضينه ...نسيتي يوم تتحسفين على اللي سويتيه فيه يوم خطبج وقلتي
لو يبغيني بيرد يخطبني ؟؟ هذا هو رد وخطبج ومالج أي عذر ... ردوا على الرجال
باسرع وقت ممكن ... لاتغربلينه اكثر تراه ممكن يطفش..
لم ترد جواهر ولكنها كانت تفكر بكلام نوف لها...
نوف: جوجو...الو ...ترا هذي مكالمة خارجيه وبفلوس مهب مثل عندنا ببلاش..
ردي علي ولا تفكرين الحين فكري لي سكرتي...
جواهر: أن شاءالله عمتي..
نوف: غصباً عنج...
في نفس الوقت في الدوحة
كان سيف يجلس مع سعيد على شاطئ البحر بالقرب من مشروع اللؤلؤة الجديد
وأضواء المشروع تنعكس على سطح الماء وبدت الفلل التي جهزت في أروع حله
وباقي الأبراج جاري العمل فيها وكانت كخلية النحل كسر الهدوء الذي كان يعم
المنطقة من قبل لكن هذا لم يردع سيف عن القدوم فقد كان يحب هذا الشاطئ
بالذات لقربة من المدينة...
سعيد: مشروع ضخم صح ؟؟؟
سيف: مشروع مزعج خرق هدوء المنطقة ...
سعيد: حد يقول هالكلام عن استثمار بهالحجم بيفيد البلد؟؟؟
سيف: صل على النبي ...لا تشتط واجد بيفيد راعيه....
سعيد: ياخي انت مهب طبيعي يعني اللي بيسكنون هنيه من وين بيتقضون
أغراضهم ووين بياكلون ومن وين بيتشرون هداياهم؟؟؟
سيف: مالي شغل ...روح اسألهم دامك هالكثر مهتم...
قبل أن يرد لاحظوا سيارة بيك اب بيضاء تقترب من الشاطئ ووقفت على طرف
الماء والناس ينظرون....في ثانية زلقت السيارة وأصبحت في الماء ...
اقترح سعيد: نروح نفزع له؟؟؟
سيف: خله يولي...ان شاء الله تطلع سيارة معازيبه ويلعنون قفده...عيل هذي
سواه يسويها؟؟؟
سعيد: نروح نعطيه فول ليت عشان يصرف عمره...
سيف: مافي داعي شوف "الشميمه !!!" سبقوك...حبربش مثله...
اقتربت سيارة لاند كروزر من الماء وخرج السائق يصرخ: عندك قلص؟؟
نزل سائق البيك اب وخاض برجليه في البحر ليصل لسائق الكروزر وتناقش معه ثم
اخرجوا حبل كبير وتم سحب السيارة من الماء في لحظه...عندها التفت سعيد على
سيف وسأل :انت ماتقوللي شفيك؟؟؟ ليش كله معصب ؟؟ مايسوى علينا الملكة
اليزابث ماردت عليك للحين....
سيف وهو يقف وتبدو عليه الضيقة: ما ردوا علي يا سعيد .. هذي ثاني مره...
تعرف وش يعني ثاني مرة ؟؟ لو ما رضت علي هالمره بطلب نقلي من الإدارة..
سعيد: نقل مرة وحده!!!
سيف: مستحيل باقدر اواجهها وهي رافضتني زوج لها...
سعيد: وانت ليش تفاول على عمرك ليش هالتشاؤم كله؟؟؟ أنا واثق أن أحمد بيتصل
فيك هاليومين وبيعلمك انهم موافقين وساعتها تعزمني على عشى في دبي.
سيف: لندن أحسن ...
سعيد: لندن ..لندن المهم على حسابك ...وفالويك اند أنا ماعندي اجازة...خاشها
حق شهر العسل...
سيف: عندنا سفرة بريطانيا عقب أسبوع مع مدير المختبرات فيه برنامج مهم لازم
نروح نفاوضهم عشان نشتريه لأنهم ما يبغون ينشرونه ونبغي واحد مهم الحين..
سعيد: أنا قايلك أنها لعبه عندكم ...كل مابغيتوا تغيرون جو رحتوا على حساب
الوزارة لا وهالمرة جات عالكيف ...مهمة عمل عند الحبيبة...
سيف: للأسف...البرنامج موجود في ادنبره في استكتلندا ...يعني في المملكة
المتحدة على قولتهم ..
سعيد: وش هالبرنامج اللي يخليهم يطرشونكم تشترونه ؟؟؟
سيف: برنامج امني حق تحليل الجرايم ...يفحص الادله اللي نجمعها في أي جريمه
وبعدين يتوقع اللي يصير...
سعيد: شهالخريط....يفحص ويتوقع!!!
سيف: مالي بارض اناقشك هذي تقنية جديدة ما يقدر الشخص العادي اللي مثلك أنه
يستوعبها...قم خل نرجع البيت سندروني هالعمال وحفرياتهم...
هز سعيد رأسه وهو يقول : الحمدلله والشكر ...الله يعينا عليك لين ترد عليك
الحبيبة...
لم يرد سيف ولكنه سرح يفكر في جواهر وعن المعاناة التي عاشاها بسببها ( ان
الله راد وتم الموضوع وتزوجتها بكفخها تكفخ ...بخليها تعرف شسوت فيني ..
مهب كفاية مسافرة عني لا وبعد ماردت للحين ... شاللي مأخرها هذي ماتعرفني
يعني ؟؟؟ ماتذكر يوم اكلمها ؟؟؟ والا مشغوله بأمها مسكينة...؟؟ يمكن صج
مشغوله بأمها واحنا اللي متفرغين نفتح معاها موضوع مهم مثل هذا؟؟؟ آههه)
خرجت منه تنهيدة حارة سمعها سعيد ولم يعلق بل رأف لحال صديقه ...

تقررت العملية بعد أسبوع وكانت سهلة كما شرح لهم الجراح عندما زارهم أخر
مره ويجريها بشكل يومي في هذه المستشفى أو غيرها فقد كان استشاري زائر
لعديد من المستشفيات البريطانية ...
كانت جواهر تصطحب أمها كل عصر إلى حديقة صغيرة قريبة من المستشفى بإذن
من الطبيب وهي على كرسيها المتحرك وتأخذ معها فول سوداني تطعم به السناجب
المنتشرة هناك والتي تتسلق الأشجار وتعبر من شجرة إلى أخرى على الأغصان
المتشابكة......لقد الِفَت يد أم جواهر الممدودة لهم بالطعام وأصبحوا يقتربون منها
أكثر في كل مرة حتى وصل احدهم إلى قدمها كانوا يقضون لحظات مميزه في هذا
الوقت وينسون فيها المرض...وبما أن هذه الحديقة هي أقرب للمستشفى من
ريجنت بارك فقد امتلأت بكبار السن ولاحظت جواهر هذا اليوم عجوز بعمر جدتها
شعرها ابيض كالثلج وتمسك بيد زوجها الأكبر سناً منها وهو يتعكز على عصا
واستغرقوا وقتاً طويلاً ليصلوا إلى اقرب مقعد خشبي فارغ. تمنت في سرها أن
تكون عندما تكبر مثلهما وفكرت ( ممكن سيف يتم معاي لين يصير شعري ابيض
مثلها ؟؟؟ بنحب بعض مثلهم ؟؟؟ والا بيتزوج وحده ثانية عقب ما يضمن أني صرت
زوجته ؟؟؟ بيصير مثل ابوي الزواج عنده لعبه ... يركض ورا نزوات مايعرف وين
توديه ولا من بيجيه عقب ...جابنا كلنا ولا درا عنا ...هل يا ترى لو تزوجنا
بتستمر مشاعره بنفس القوة والا بيتملل مني مثل ما أبوي كان يتملل من زوجاته؟؟
يمكن هو غير ... حتى محمد كنا نحسبه غير لما خطب نوف بس طلع نفس الشي..
الرجاجيل كلهم نفس الشي .. بس سيف يحبني ...هو قالي اني الزوجة اللي كان
يتمناها طول عمره...بس ماقال انه يحبني!! يحبني؟؟؟ كأني صدقت روايات دانيل
ستيل اللي اقراها وظنيت ان فيه رجل بيعترف بحبه لي ولا قطري بعد!!!! ) أخذتها
أفكارها بعيداً حتى عن أمها..
في مساء نفس اليوم
سألها أحمد : تأخرنا على الرجال وهو للحين ينطر .. شقوله ؟؟ موافقة تتزوجينه
والا يروح يشوف له غيرج؟؟؟

ام جواهر: شهالكلام يبه !!! ( التفت الى جواهر واكملت ) جوجو بتريح قلبي
وبتوافق ....ماراح تخليني اسوي العملية وانا للحين ماتطمنت عليها ...اسمعيني
يابنتي كان تبغيني اموت وانا راضية عليج بتوافقين على هالمعرس ...
جواهر وهي تحضنها : اسم الله عليج يمه لا تفاولين على عمرج ....
أحمد: يعني ؟؟؟؟
جواهر: اكرهك .... وعمري ماراح ارجع احبك ....
أحمد: أنا راضي أنج تكرهيني الحين وتوافقين على سيف... بس بعدين لي
تزوجتيه... غصبٍ عنج بترجعين تحبيني لا وبعد بتتأكدين أني ما ظلمتج معاه....
أنا اعرف مصلحتج أكثر منج وأعتقد أنا احنا خليناج تسوين اللي تبغينه طول عمرج
وماقلنا شي...بس هالمره الرجال مايتعوض وانتي معادج صغيرة ... جواهر أنا
اخوج العود واحبج أكثر من ما تتصورين واظن انج تعرفين معزتج عندي عدل اكثر
من كل خواتج ...
أومأت جواهر برأسها وقالت : كلامك صحيح ياخوي ... أنا موافقة على الخطبه
لكن كل شي مأجل لين ترجع أمي بالسلامة...
أحمد: هذا الكلام العدل ...هذي جواهر اللي اعرفها ... مبروك يا اختي ياحبيبتي..
أم جواهر: مبروك يمه ... والله انج فرحتيني... الله يعطيني العمر واشوف عيالج..
أحمد وهو يبتسم : وعيال عيالها أن شاء الله..
التفتت جواهر إلى الحديقة وتأملتها من خلال نافذة الغرفة وسرحت في حياتها بعد
اتخاذها مثل هذا القرار...

ما أن وصل أحمد إلى بوابة المستشفى الخارجية حتى اخرج هاتفه النقال واتصل
في سيف الذي كان عائد للمنزل في سيارته...والذي أوقف سيارته بجانب الطريق
عندما شاهد أسم أحمد على الشاشة...
أحمد: السلام عليكم ...
سيف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هلا والله بأهل لندن...
أحمد: بالمهلي ...شحالك يابوهناد وشحال سعيد والربع كلهم؟؟
سيف: بخير جعلك بخير الجميع ينشدون عنك..طمني شحال عجوزكم؟؟
أحمد: نحمد الله خلصت كل فحوصاتها وعمليتها بعد اسبوع بأذن الله..
سيف: الله يقومها بالسلامه..ويطمنكم عليها..
أحمد: ابغي منك البشارة..
سيف وقد أحس بالدم يندفع بقوة في قلبه: تبشر ...ابشر ...اللي تبغيه..أي شي..
ضحك أحمد على تلعثمه: الأهل وافقوا على الزواج بس على شرط واحد..
أحس سيف بالملل وفكر( وش شرطه بعد؟؟؟ ) ولكنه تمالك نفسه وقال: تشرط
باللي تبغيه وانا حاضر..
أحمد: نأجل كل شي لي ما يرجعون البلاد بالسلامة....هذا شرط الرضيعة...
سيف وهو يأخذ نفساً عميقاً وكأنه يزيح حملاً ثقيلاً من على صدره:بس!!! شي
طبيعي مايصير شي لين ترجعون بالسلامة لازم ننطر عجوزكم تخف من مرضها
بأذن الله...على فكره...انا عندي مهمة رسمية الاسبوع الجاي جنبكم ...
أحمد: فرنسا!!
سيف :جان زين ... ادنبره...
أحمد: حلو...لي خلصت مر علينا عيل..
سيف: ماظن اقدر بس باحاول ..
أحمد: يا اخي تعال مليت من مشاهد نفس الشَيف كل يوم ...ضاق صدري على
الاقل لي جيت بلقى حد عدل اقعد معاه...
سيف: أن شاااااااااااءالله ...عشان خاطرك يالنسيب بعبر لك البحر سباحة..
أحمد : ههههه سباحة عاد !!! بدينا بالتحيلق من الحين؟؟؟ اللي اعرفه أن ادنبره
في نفس الجزيرة البريطانية...
سيف: يا رجال بجيك في قطار ولا تزعل ...
أحمد: لا تعال في طيارة اسرع ....وعن الحركات الماصخة بنطرك اول ماتوصل
بلادكم اتصل...
سيف: إن شاء الله والغنيمة...كم أحمد عندي أنا ؟؟؟بس واحد..
دخل سيف على أمه وهو يصرخ ويناديها :يمههههههه..
ردت عليه من الصالة الداخلية : أنا هنيه يمه ...
دخل إلى أمه وهو يبتسم ملء شدقيه وقبلها على رأسها ثم حضنها بقوة وهو يقول:
باركيلي يمه...
أمه بلهفة : مبارك يبه ..
سيف: وافقت يمه...وافقوا على الخطبه..
أمه: بالمبارك ... متى أروح اخطب رسمي؟؟ يوم الخميس ؟؟
سيف : لا يمه تو الناس...البنت مع أمها في لندن ..مريضه بالقلب...
أمه : الله يشفيها ويشفي كل المسلمين ...بس هي من بنته؟؟؟
اخبرها سيف وهو يقف ليصعد لجناحه ويتصل في سعيد وفكر وهو على الدرج
يصفر بأن يبعث له الخبر على شكل رسائل يرسلها لهاتفه النقال ...وفعلاً بعد أن
بدل ثيابه وارتاح على الأريكة امسك هاتفه وكتب ( يسلم عليك أحمد) وأرسلها واخذ
ينتظر الرد...ثواني وجاءه الرد ( الله يسلمك ويسلمه ...ماتقدر تنطر لي بكره ؟؟؟
لازم تزعجني وانا اتكلم مع مرتي حبيبتي!!! ) ابتسم سيف وكتب( هالمره غير..
ماقدر انطر ... ) رد عليه سعيد ( أي شي ينطر لي بكره.. ويله روح ارقد تراك
ازعجتنا ...) كتب سيف( معليه ...الحين أنا ازعجتكم!!! شوف من اللي بيعلمك ...
لو توديني بحر جميرا مني بقايلك اللي عندي) رد سعيد (بتقول وغصباً عنك ...
بس مهب الحين )
استاء سيف من تصرف سعيد وفكر( لهالدرجة مايقدر يهدها ولا حتى دقيقة
ويكلمني ...) فكتب ( خلها تنفعك أنا بكره من الصبح بروح دبي بروحي )

ثواني ورن هاتفه وشاهد أسم سعيد على الشاشة فلم يرد وعاد الرنين مرة أخرى
فرد عليه بثقل وهو يقول : الووووووو...
سعيد: مسرع مارقدت ... مَحلاك مسندرني بالمسجات...مَحلاك رقدت !!!!
سيف وهو يتصنع النوم: سَعود شتبغي هالحزه....؟
سعيد: شيوديك دبي بكره أنت قايلي انك بتروح لندن عقب اسبوع ؟؟؟
سيف: قصدك ادنبره....
سعيد: تصلح لي يعني مهب راقد قم قم يله وقوللي السالفة خلني ارجع حق حبيبتي.
سيف: حبتك خدامة جيرانا الساحرة...
سعيد: والقايل ان شاء الله... خلصنا مادري متى بنفتك منك ومن سندارتك وتطيح
بجبد مرتك...
سيف: قريب أن شاء الله لي ردوا من لندن..
سعيد بصوت عالي: احلف ؟؟؟ وافقت ؟؟؟ لو اعرف ألوللش جان لولشت بس معليه
بخلي غيري... مبروك ياخوي ....تستاهل والله ...قوللي بالتفصيل ...
سيف: وحبيبتك ؟؟؟ بتتاخر عليها ؟؟؟
سعيد: ماعليك انت..قلتلها هذا واحد من الربع ماتت ناقته ويصيح عليها لأنها
عزيزة عليه...
سيف: بدينا بالكذب؟؟؟ المهم الرجال قال لي أن المره عندها شرط وصراحة احتريت
بعد بتتشرط ...وطلعت أني ظالمها وهي شارطه أن مايصير شي قبل لا يرجعون
بالسلامة البلاد... قلته شي طبيعي ...يعني مثلاً بودي الملاج معاي لندن يملج
علينا!!!! المهم الرجال طفران من القعدة بروحه ويبغيني امر عليه مايدري أن
أدنبره بعيدة ...
سعيد: ماعليك أنت من هالخرابيط...بتمر عليه حتى لو المسافة 5 ساعات بينكم
عشان تكحل عينك بشوفتها ...
سيف: شوفة من ؟؟؟؟
سعيد: الملكة اليزابث يعني بعد من!!!
سيف: عمتك وتاج راسك ...
سعيد: هذا اول ... أيام الانتداب البريطاني والغوص .... الحين أنا عمها وتاج
راسها...
سيف: تخسي ...روح ....روح...دام النفس عليك راضية...
بعد أسبوع
وصل سيف ومعه مدير المختبرات الى مطار ادنبره الدولي بعد توقف ساعتين في
مطار هيثرو لتغيير الطائرة وعندما نزل على سلم الطائرة رأى برج المراقبة وشكله
الغريب فقد بني على شكل كأس العالم لكرة القدم ...وتعجب عندما رأى سكة حديد
للقطارات بجانب سور المطار ...كان الجو غائماً ويبدوا أن السماء قد أمطرت قبل
وصولهم.... بعد أن انتهوا من إجراءات الوصول في مطار صغير نسبياً ولكنه
أفضل من هيثرو كما فكر استقلوا سيارة أجره إلى الفندق الذي حجزوا فيه واسمه
The Glasshouse, Edinburgh's Boutique Hotel
كان يقع في وسط المدينة وتوقفت السيارة أمام بناء غريب تداخل فيه الطراز
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -