رواية طاريك ينفض القلب -63
الحديث مع الطراز القديم كأنهم بنو بناء زجاجي حول قلعة صغيرة من القرن السابععشر...غرفته كانت واسعة ذات نوافذ كبيرة تطل على حديقة صغيرة وذات أرضية
خشبية وكانت مريحة بشكل عام...بدل ثيابه وصلى ثم استلقى على سريره الخشبي
وأخذ يُقَلب في قنوات التلفزيون...
في المساء
كانت جواهر تتحدث مع نوف ...
نوف: وانتي شدراج أنه جاكم؟؟
جواهر: سمعت أحمد يكلمه في التليفون وعقب ماسكر علمني أنه في مهمة في
أدنبرة...
نوف: اها يعني مهب في لندن....جات غلط هالسفره كان لازم يضبط نفسه عدل
ويختار الجهة الصحيحة...
جواهر: أي جهة أي خرابيط ...هذا حتى ما مر علينا ترانزيت...
نوف: وأنتي شحارج!!!! الريال عنده شغل مهب فاضي...
جواهر: توقعته بتعذر بأي شي وبيجينا...
نوف: والله ما عرفنالج!!! انتي مارفضتيه وقلتيله اقلب وجهك انت متفرغ ؟؟ ويوم
كلم اهلج اشترطتي ان مايصير شي لين ترجعون؟؟؟ خلاص هو فهم ..
جواهر: وش فهم ؟؟؟
نوف: اقول...انتي شفيج مقفله اليوم ؟؟؟
جواهر: مادري شفيني قلبي يعورني ...يمكن عشان عملية امي بكره الصبح..
نوف: الله يقومها لكم بالسلامة...انتي عاد لاتصيرين متشائمة هالشكل... قال
الرسول صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه )..
جواهر: أن شاء الله أن العملية بتنجح ...الجراح يقول سهلة ويسويها كل يوم..
نوف: خلاص عيل تعوذي من الشيطان وروحي ارقدي وبكره بنطرج... متى ما
بغيتي اتصلي...
جواهر: ادعي لها نوفه...
نوف: ادعي لها في كل لحظه ...يله تصبحين على خير حبيبتي..
في اليوم التالي
توجه سيف ومن معه إلى جامعة ادنبره حيث يقع مركز جوزيف بيل والذي طور
فيه علماءه البرنامج الأمني لإحصاءات الطب الشرعي أغلب المباني كانت قديمة من
القرن الثامن والتاسع عشر....قضوا هناك أغلب اليوم ...
في نفس الوقت في لندن
كانت جواهر تقفل القرآن كل عشر دقائق وتسأل أحمد: ماجنهم تأخروا؟؟؟
فيجيبها أحمد: تو الناس قالوا لنا 3 ساعات وللحين ماخلصت ساعة...
فتعود لقراءة القرآن ثانية...كانت غرف العمليات بالقبو مع غرف العناية
الفائقة والإنعاش وهناك ممرضه عجوز بدينه من دولة افريقية في الاستقبال ولكنها
لا تعلم شيئاً مما يحدث في الداخل خلف الباب المغلق عندما انتهت المدة وقفوا
ينتظرون أمامها حتى جاءهم الجراح بوجه مبتسم وهو يخلع غطاء الرأس ويمسكه
بيده ويخبرهم عن نجاح العملية وأنهم تأخروا لأنهم اكتشفوا تهتك جدار أحد
الشرايين وأخذ ينزف وأنهم نجحوا في إيقافه ويجب عليهم الانتظار لساعة قبل أن
يدخلوا عليها ... بعد ساعة أدخلوهم للاطمئنان عليها فقط لدقائق على أن ينقلوها
لغرفتها وفعلاً سبقها أحمد وصعد لينتظرها في الغرفة وبقيت هي أمام باب غرف
العمليات... وبينما هي واقفة حضر رجل خليجي في الثلاثينات من عمره وأحست
أنه يرغب بأن يتكلم معها ثم انصرف وبدا مترددا أمام المصاعد ...فجأة عاد ونادى
جواهر: لو سمحتي....
التفتت عليه جواهر وقالت: نعم..
الرجل : تعرفين انجليزي صح؟؟
جواهر: أي خدمه؟؟
الرجل: أختي مسوين لها عملية في ظهرها وهذي العملية الثانية وقايلين لنا أنها
ممكن ماتنجح...وطولوا وانا احاتي اختي هي ماتعرف انجليزي بعد وودي اتطمن
عليها واعرف عن نتيجة العملية...
فكرت جواهر( كم هو صعب جداً أن لا يتقن هذا الرجل بعض من المفردات التي
تساعده في موقفه هذا وحمدت ربها على النعمة)
عادت للممرضة العجوز وحاولت معرفة أي معلومات لتطمئنه بها لكنها رفضت
بحجة أن الجراح عليه أن يطمئن المريض قبل أي أحد أخر....ترجمت كلامها للرجل
وأبدت أسفها لذلك....فشكرها وانصرف وعادت هي تنظر لساعتها وللباب حتى
شاهدت الباب يفتح والممرضين يدفعون سرير أمها عليه...
هرعت لها وأمسكت يدها وهم يدفعون السرير داخل المصعد ودخلت رغماً عنهم
لاحظت أن تنفس أمها هادئ ومستقر وكأنها نائمة اطمأنت ولكنها لم ترفع ناظريها
عنها حتى استقرت على سريرها بغرفتها...كان أحمد يتحدث في هاتفه بجانب
النافذة وبصوت منخفض وعندما انتهى من المكالمة كان الضيق واضح على وجهه
ولكنها لم تسأله...بعد ساعة فتحت أمها عينيها ببطء وعندما شاهدت ابنتها ابتسمت
لها مما أراح جواهر كثيراُ فقالت : الحمدلله على السلامة يمه..
هزت رأسها وأدارت رأسها ولمحت أحمد فابتسمت أيضا ..
جواهر: الدكتور ملزم أن احنا مانتعبج باي شي حتى بالكلام....ارتاحي يمه
وارقدي...
عندما أغمضت عينيها خرج أحمد من الغرفة واتصل في سالم : السلام عليكم..
سالم : وعليكم السلام ... شحال أمي مزنه؟؟ طلعت من العملية..
أحمد: طلعت والحمدلله بخير افتحت عيونها وشافتنا وابتسمت...
سالم : الحمدلله...زين اتصلت توني كنت ماسك التلفون بتصل بس خفت القى
جواهر تصيح وانا ما استحمل الصياح ابد...
أحمد: انا متصل ومتوهق... عبدالله مسافر وعبود مريض وايد والمره كل يوم في
الطواري ومافيه فايده وانا هني ...
سالم: أنا اخوك يا احمد... امر...
أحمد: مادري... تعرف الدكتور شحاته؟؟؟
سالم: دكتور الاطفال ماغيره؟؟؟
أحمد: ايه...
سالم : هذا كان دكتوري يوم أنا بزر...شفيه؟؟؟
أحمد: ولعنه ... شيبه تراه؟؟؟
سالم : لا هو كبري بس متنكر... اكيد شيبه هذا يشتغل في الدوحة قبل ما انولد...
أحمد: المهم...كلمه وجيبه البيت خل يشوف شالسالفه
سالم: ولا يهمك ... الحين بكلمه ...وبجيبه البيت بنفسي برسم الخدمة بعد
شتبغي...؟؟
أحمد: تسلم يا سالم ....ما تقصر... خلك معاي وقوللي شالاخبار اول باول...
سالم: أن شاء الله....
فيما بعد
اتصل أحمد في سالم وسأله عن تشخيص الطبيب لولده فأخبره أن يشك بأن
جرثومة دخلت صدره وإصابته بالتهاب رئوي حاد ويجب أن يدخل المستشفى ليعالج
لأنها عدوى منتشرة ...وفعلاً أدخلوه المستشفى...تضايق أحمد لوضع أبنه وتضايق
أكثر لعدم وجوده معه...
في المساء
اتصل سيف في أحمد ...
سيف:شحال مريضتكم؟؟؟طمنا عليها؟؟؟
أحمد: ابشر نجحت عمليتها والحمدلله فتحت عيونها وعرفتنا..بس الدكتور قال أنها
لازم ترتاح وماتتعرض لأي تعب...
سيف: الله يطمنكم عليها ....على فكره أحمد ترى بمر عليك عقب كم يوم... محنا
مطولين هنيه...المهمة طلعت سهلة مهيب مثل ماتوقعنا...
أحمد: حياك الله...
سيف: عسى ماشر ياخوي صوتك متضايق ...شرايك تجيني هنيه تغير جو؟؟
أحمد: أنا لو اقدر اسافر كان رجعت الدوحة على أول طيارة...
سيف: لهالدرجة مشتاق لها؟؟؟
أحمد: اكيد بشتاق بس ولدي مهب صاحي ورقدوه في المستشفى والمره ماتعرف
تتصرف بروحها في هالحالات....
سيف: انزين كلم عبدالله يجي يقعد بدالك وارجع انت...
أحمد: جان زين ..بس هو في بوسطن عنده شغل هناك وكان ناوي يمر علينا وهو
راجع بعد كم يوم...
سيف: خلاص عيل...كلمه ونسق معاه واليوم اللي يوصل هو فيه هنيه انت تكون
سافرت فيه الدوحه...
أحمد: مهب على كيفنا عنده مواعيد ماخذها من اسابيع...بس بحاول...
سيف: الله يعينك...
في مساء اليوم التالي
جلس سيف مع رفيقه في مقهى في High street يحتسي القهوة وهو يفكر
في جواهر ...كان قد قرر عدم التفكير فيها إلى أن يعود للدوحة ولكنه لم يقدر أن
ينفذ قراره...لقد استاء من مواقفها تجاهه... وجاءت على باله قصيدة دايم السيف
خالد الفيصل
غريب الـدار ومنـاي التسلـي
أسلي خاطري عن حـب خلـي
سمعت الشور من قاصر معرفـه
يحسب البعد عـن داره يسلـي
أسافر عنه مـن ديـره لديـره
عساي اسلاه لكن مـا حصلـي
أهوجس فيه وأنسى إني نسيتـه
وأفكر في لياليٍ قد مضن لي
وأنا لاجيـت أبنسـاه إلتوابـي
خيالـه وأنهمـر دمعـي يهلـي
وأشوفه واقفٍ من دون دمعي
حبيب القلب فـي عينـي يهلـي
دعاني ياغريـب الـدار عـوّد
تـرى مالـك محـل إلا محلـي
مكانك فـي عيونـي ياعيونـي
وقلبـي مـن غرامـك مايملـي
في نفس الوقت في لندن
كان أحمد يتحدث مع جواهر بصوت منخفض ...
جواهر: سافر ياخوي... روح تطمن على ولدك أنا ادري أن منى ماتقدر على
هالمواقف ...
أحمد: وانتو....
جواهر: احنا ماعلينا شر... أمي الدكتور طمنّا عليها...وانا ماروح مكان غير
المستشفى..والفندق مادشه الا حق الرقاد ...وكلها كم يوم ويجينا عبدالله
أحمد: تهقين؟؟؟
جواهر: اهقا ونص... وانت ماقصرت ياخوي... روح شوف هلك واحنا بنكون في
حفظ الله...
أحمد: بروح القطرية عيل من الصبح بشوفلي حجز على بكره...
جواهر: بأذن الله بتلقى العالم كلهم جايين لندن في هالوقت محد يرجع الدوحة...
أحمد: أن شاء الله يطلع كلامج صحيح...
في صباح اليوم التالي
وجد أحمد مكان في رحلة المساء فأتصل في سيف يبلغه...
أحمد: أنا مسافر الليلة...ماقصر موظف السفارة ساعدني ولقالى لي حجز في أخر
لحظة...
سيف وبدون تفكير: وجواهر؟؟؟ وامها؟؟؟؟
أحمد: عبدالله بيجيهم عقب كم يوم...وهم ماعليهم شر ... هم اللي رخصوني...
سيف: خلاص عيل ... أنا بعد يومين بخلص شغلي وبجي لندن ...
أحمد: فيك الخير...أنت مهب غريب أنا اخوك وجواهر خطيبتك...
سيف: وانا فالشوفه...
أحمد : ما تقصر يابوهناد...
في الساعة العاشرة مساءً
غادرت جواهر المستشفى بعد أن أطمئنت على أمها وكانت قد زودتهم برقم هاتفها
الانجليزي ورقم الفندق والجناح ووعدوها بأنهم سيتصلون بها في حالة حدوث أي
طارئ لأمها ...استحمت وصلت وجلست في سريرها تحت اللحاف الوثير ثم اتصلت
بنوف..
نوف: هلا والله بهالصوت....شحالج حبيبتي وشحال أمي مزنه ؟؟؟
جواهر: الحمدلله حالتها مستقرة...كل شوي تقوم وتطالعني بس ماتتكلم..واليوم
تمت تطالعني مده وبعدين دمعت عيونها قطعت قلبي... تصدقين...
نوف: الله يعينج...والله قلبي معاج....الا هم للحين مايرضون ترقدين معاها؟؟
جواهر: لي بكره...اجي الفندق وانا عندي احساس كبير بالذنب...
نوف: لا تقولين جذيه...انتي مع الانجليز وهم لهم قوانين معينة وخبرج يبغون
يسوون لهم راس...
جواهر: وأحمد رجع لكم من 4 ساعات...
نوف: لقى حجز ...مسرع !!!!
جواهر: ساعده واحد من السفارة الله يجزاه خير وطلّع له حجز...
نوف: الله يعينه بعد هو مع هالمره اللي ماتعرف تسوي شي بروحها... تذكرين يوم
يترقد رشود ولدي العام اسبوعين 4 ايام منها كان في العناية...
جواهر: أذكر...كنتي ماتروحين البيت الا عشان تتسبحين واكون قاعدة مكانج لأن
امج تكون في البيت مع البزران...
نوف: ومحمد كان مسافر مع الشغل....ولا قعدت اتبجبج له في التلفون طول
اليوم..
جواهر: عاد انتي غير ومنى غير...
نوف: الحمدلله والشكر...جوجو ... ماتخافين قاعده بروحج؟؟؟
جواهر: لا والحمدلله الفندق احذى المستشفى ولين اطلع من امي اشوف ناس في
الشارع ....عادي الوضع....وبعدين كلها يومين ويجي عبدالله...
نوف: جان زين اقدر احط عيالي عند ابوهم واجيج...والا اقول ...جان زين حبيب
القلب يجيج.....
جواهر: متفرغ هو ؟؟؟؟ الرجال عنده شغل في بلاد غير...
نوف: بس رمية حصاة...لوبغى يقدر يجيج عادي...
جواهر: اقولج ...انتي وايد متأثره بالافلام الهندية اللي تشوفينها ...سكري خليني
ارقد عشان اقوم من وهل حق امي...
في صباح اليوم التالي
استيقظت مبكرة وبعد أن جهزت مرت كعادتها على مقهى اللبناني وأخذت منه
الكرواسون واتخذت طريقها إلى المستشفى والشمس قد صوبت أشعتها على ظهرها
حتى أحست بأنها بحاجة لحمّام أخر وعندما وصلت وجدت موظفة الاستقبال هي
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك