بداية

رواية طاريك ينفض القلب -6

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -6

يموت الشجر واقف وظل الشجر ما مات
رياح الدهر تصرخ وهي تجرح جنوبه
لك الله شجر للموت ماترخي الهامات
بقت وقفتك يارافع الراس مهيوبه
شجوني لها مع وقفتك ياشجر واقفات
عيون النظر مع نظرة الفكر مصحوبه
شموخ الشجر عبره لمن يفهم الشّارات
والانسان في غفله والايّام محسوبه
ارّد النظر لا شك يانظرتي هيهات
أبا استوعب العبره بالاشجار مكتوبه
وانا يعتريني ضعف الانسان والهقوات
أروم العزايم يوم وأيّام مسلوبه
أباظهر عن الدنيا مع حالم النظرات
واسافر عن العالم على غايم دروبه
وابا رسم على غيمة دروب الهوى بسمات
وابا نثر كلام الحب طربٍ ومطروبه
وأغنّي بها سامر واقّوم بها عرضات
واباترك ثَرى الدنيا لمن كان مطلوبه
في المساء وهي جالسه مع أمها إمام التلفاز وتحّدث نوف في الهاتف ..
جواهر: أنا من بكره بقدم على أجازه أسبوع ...خلهم يولون ..بنروح الزرع
وخّل الشيخ يدور حد غيري يبرد فيه حرته ...
نوف: أنا ابغي أعرف غانم هذا شقصده ؟؟ شيبغي منج ؟؟
جواهر: شيبغي بعد ؟؟ قال أكيد مثل البنات اللي يعرفهم ...قال يجرب ..مع إني
ماعطيه ويه لكن النذل للحين ما يأس ..
نوف: يبغيله زفّه معتبره منج عشان يحرّم يطب مكتبج ..
جواهر: بكره بشوف بيشّرف وألا لا؟ المشكلة أنه كل مره يطب عليه المدير
ويفشله ...بس شتقولين ...ويهه بليته ...
نوف : جوجو ...اسمع صياح بروح أشوف العيال ...
جواهر: يله بعدين بكلمج...باي باي
التفتت إلى أمها وقالت : يمه شرايج نروح الزرع مالنا عقب بكره ...بقدّم على
أجازه بكره...
الأم: أخيرا ...وإذا مارضوا بالاجازه..
جواهر: مهب على كيفهم ....بخلّي احمد يكلمهم..
اتصلت في أحمد ...
أحمد : اهلييييين ....
جواهر: هلا والله...
أحمد : يمدحونهم ..شعليهم ....يقولون بيضّتي الويه ..
ابتسمت جواهر وقالت: صدق؟؟؟ بس هو اليوم زعابيبه طالعه ...اظن انه
مايعرف يستانس...
أحمد : يقول أن الوزير استانس على ادائكم وسرعتكم ودقتكم في الكشف عن
القاتل..
جواهر: طلعت من روحنا والله مع الضغط اللي يمارسه علينا..بعدين تعال..مهب
يتعود ...أنا مستحيل اطلع مره ثانيه لمسرح الجريمه ...
أحمد : قلتله...
جواهر: اذا مستانس وصَه علي ..خله يوافق على اجازتي اللي بقدمها بكره ...
أحمد : آجازه !!! الحين!!! مهب طبعج ...ليش؟
جواهر: بنروح الزرع احنا مع نوف وعيالها كم يوم ...تعبت من الدوام والله ..
أحمد : بكلمه لج الحين ولا يهمج ...توج حالتله قضية مهمة...بس ماتروحون
بروحكم بجي أنا واهلي وبنقعد كم يوم
جواهر: الله يخليك لي يله بنطرك ...رد علي..
أحمد: يله قلبي ويهج...
جواهر: مع السلامه...
بعد قليل اتصل أحمد وقال: الظاهر مايقدرون يستغنون عنج...
جواهر: والله اغيب ...خلاص ...أنا عندي ايام مهب من حقهم يرفضونها..
والا بغيب مرضي ..بروح عيادة الشرطه وبطلع اجازه..
احمد: بل بل بل ...كلتيني بثيابي ....انتي ليش عجله؟؟ أنا قلتلج مايقدرون
يستغنون عنج ...لكن بعد ما كلمته واقف وقال تستاهل على هالشغل ...
جواهر: تصدق علينا .....مادانيه هالريال....أن شاء الله ارجع من الاجازه
القاهم شايلينه ....هو ويا ذاك اللعين ...
أحمد: من ذاك بعد؟
حكت جواهر لأحمد عن غانم فغضب للغايه وقال: وأنتي ليش ماقلتيلي من
زمان...يحسب ماوراج ريايل ؟؟؟ أنا براويه الكــ......عشان يعرف يكلم بنات
الناس عدل...
جواهر: انا مابغي فضيحه في شغلي ....تكفى أحمد ...
لا تخافين ...أنا براويج فيه والله لا أخَليه يتحسف ..

في اليوم التالي
قدمت جواهر طلب الاجازه للسكرتير وطلبت منه ان يعلمها بالرد حال حصوله
عليه , مر اليوم بطيئاً مملاً حتى مع وجود ابتهاج معاها مقارنة باليومين
السابقين..فوجئت بالسكرتير يبلغها موافقة المدير على الاجازه ...مع دعواته
بالاستمتاع بها ..فكرت ( يدعي أني استانس!!! غريبه ...اكيد هذي من عنده
مهب من عند المدير)
غادرت مع نهاية الدوام لبيتها ولمحت المدير واقف مع ابو حسن في الممر مرت
بهدوء على امل الا يحس بها ولكنها كانت مخطئه ..لأنه التفت عليها وقال : الله
يعطيكم العافيه على هالشغل ....الوزير مرتاح لأداء إدارتنا في القضية ..
أنزلت رأسها وهي محرجه وقالت : لا شكر على واجب..بتوجيهاتكم
سيدي...
أكملت سيرها نحو المصعد ثم نحو سيارتها ولم تعلم كيف وصلت لبيتها ..لأن
التفكير شغلها عن الوقت والطريق...
في المساء تأكدت من امها أن جميع احتياجاتهم لأسبوع في المزرعه
جاهزه..سينضم لهم أحمد مع عائلته وسينام في المجلس الخارجي ليعطي نوف
بعض الخصوصيه ....

في صباح اليوم
توجهت جواهر امها والخادمتين مع السائق وتلاقوا مع نوف وزوجها محمد في
الطريق وتتابعوا حتى وصلوا للمزرعه بعد ساعتين ..انصرف سائقهم بعد انزال
اغراضهم وجلس محمد ينتظر احمد في المجلس...امرت جواهر بتحضير ترامس
الشاي بالحليب والقهوه وزجاجات الماء المعدنيه لأخذها للمجلس مع بعض
الفطائر ...
وتركت امها تشرف على الخادمات ودخلت الى غرفتها ولحقتها نوف التي
ستشاركها فيها في الايام المقبله مع اولادها ...
ساعدتها في تغير اغطية السرير بأخرى نظيفه ثم استلقت عليها ...فتحت نوف
النافذه الطويله ليدخل الهواء للغرفه ثم خرجت لتساعد ام جواهر ففتحت نوافذ
الصاله والغرف ايضاً ....اندفع الهواء العليل في ارجاء المنزل قبل أن تجلس
على احد الكراسي وهي تتأمل اولادها يجرون في الصاله ثم للغرف ومن ثم
لبلكونة الصاله الفسيحه وهم في غاية السعاده...
مع أذان الظهر وصل احمد مع عائلته ...جلس مع محمد وصليا ثم تناولا
الغداء..وانصرف محمد بعدها حتى مع إلحاح أحمد عليه بالبقاء..

بعد الغداء توجهت جواهر للبلكونه الملحقه بغرفة نومها ...طلباً للهدوء من منى
زوجة أحمد واولادهما رزقوا باربع اولاد اشقياء ووفرت لهم 3 خادمات ...كانت
جالسه بأسترخاء على كرسي خيزران مادّةً رجليها على كرسي اخر وضمت
يديها لصدرها واخذت تنظر لأشجار النخيل والسدر والطيور التي تحط عليها
وتغرد ...كان الجو رائعاً اخذت تراقب ذكر الطاووس وهي يمشي بخُيلاء كان
يمشي خلف حمامة بيضاء لابد انها لم تعد لقفص الحمام .....
في لحظه نفش الطاووس ذيله
لأنه رأى أُنثاه قريبه..بدا جميلاً لكنه عندما نعَق كاد ان يصّم أذنيها لقربه الشديد
منها...وضعت كفيها على اذنيها وأغمضت عيناها حتى انتهى ثم وقفت واشّرت
له بعنف لكي يذهب وفعلاً ترك المكان وعاد لها الهدوء مرة ثانيه...اشغلت
مشّغل الاغاني في موبايلها على أغنيه تعشقها للجسمي
شوفي شموخي ترى غالي معي ذاتي
قلبي شموخه يساوي الف من ذاته
أن كان تقصر خطاه بعيد خطواتي
يلعب عليك و طموحه بس غاياته

كانت تفكر في الاثنين اللذان جعلا من عملها الممتع جحيم ..كان الهواء يلعب
بشعرها القصير وقد وضعت النظاره الشمسيه على عينيها واخذت تراقب
العصافير بدون ان تتحرك...
نوف كانت تتحدث مع منى واولادهما يلعبون معاً ... بعد نصف ساعه لاحظت
أن جواهر لن تنظم اليهم فاستأذنت وذهبت لغرفتها ولمحتها جالسه في البلكونه
فانظمت لها : وأنا اقول وينها؟؟ قاعده هنيه بروحج..
جواهر: عيل اقعد مع عيالج وعيال أحمد السنداره؟
نوف :فديتهم ياربي ...على الاقل هم اللي يقدرون يطلعونج من اللي انتي فيه..
جواهر: محد يقدر...للحين منقهره..
نوف : والحل؟
جواهر : اسئلي ريلج ...مايعرف آنسه امريكيه حلوه ...نضَبطها مع مديرنا
وياخذها ونفتك ...
نوف: هههههههههه الله يخسج وانا مصدقتج بعد...
جواهر : وأنا من صدقي ترى ...ماعندي الا هالحل ...او ...
نوف: او ايش...؟
جواهر: ريلج يطلب مقابلة سمو الامير ...ويقوله عن مديرنا الممتاز وعن شغله
الرائع ...يمكن يحطه وزير ...ونفتك ..شرايج؟
نوف : ههههههههههههه والله انج تضحكين ...
جواهر: ممكن تسكرين الموضوع ...مابغي حد يسمع ...مالي خلق حق
الاسئله..
انضمت لهم منى بعد قليل وقالت : وينكم ؟؟ اختفيتوا ..اقول جواهر انتي
مستانسه هنيه؟؟؟ في اجازتج اقصد؟؟؟ ماتحنّين على شغلج؟؟؟ ( والتفت )
تهقون وين عبود؟؟؟ مايندرا شيسوي الحين؟؟؟ بكلم احمد يشوفه ...أنا ماقدر
عليه غربلني ...( ثم نظرت الى نوف ) الا قميصج من وين شاريته ؟؟ أنا أحمد
شرالي واحد يشبهه بس اللون غير ...بنفسجي فاتح ...وفي قصه منيه على
صوب ...اممم يشبهه ...ماتبغون تاكلون شي؟؟ خاطري في كافي ..بنادي ايلين
تجيب لنا كافي ..تبغون؟؟ ( وقفت لتنادي الخادمه ) اظنها برع مع اليهال
..بروح اشوفها ...
عم الهدوء المكان بعد خروجها ...واكتفت جواهر بتبادل النظرات مع نوف التي
ابتسمت لأنها فهمت ماتعنيه بدون ان تقوله ...

في الدوحه

في غرفة نومه كان سيف مستلقي على سريره يفكر...( لازم أنزل تعميم بنقل
غنوم من وظيفته لأي إدارة ثانيه ... !!!! لكن شمعنى هو ؟؟؟لأنه مغربل الحريم
عندنا ...الحريم كلهم والا جواهر ؟؟؟ ايه جواهر ...اكيه خذَت اجازه عشان
تفتك منه ...أنا من كلمني أحمد وأنا كارهه زود
هالغنوم...اوهوووووووووو....لازم افكر في شي ثاني ...شي يخليني اهدا
وارقد ...بيأذن المغرب وانا للحين مارقدت...)

في المزرعه

كانت جواهر تتمشى في المزرعه قبل أن تغيب الشمس كان الجو رومانسي مع
كثرة العشب والشجر بالاضافه الى اصوات الطيور حولها ..ذهبت لقفص الحمام
الكبير ونظرت اليه كان مليء بالحمام الابيض ...
الابيض فقط تم تزواجهم خلال السنوات السابقه وقفت عنده قليل
من الوقت ثم مشت لقفص الحمام الافريقي ...كان عددهم قليل ...ثم اكملت
سيرها نحو الجلسه اسفل شجرة الصفصاف العتيقه جلست على الكرسي الابيض
ورفعت رأسها ونظرت لها ...كم افتقدتها هذه الشجره ....اخبرتها امها أن اباها
احضرها من مصر واوصى بزراعتها في هذا المكان تحديداً لعمل جلسه اسفلها
تكون ظليله وفي نفس الوقت منعزله نوعاً ما عن منطقة المجلس الخارجي
وتتيح بعض الخصوصيه لمن يجلس فيها ...تركتها لّما غابت الشمس وعادت
للمنزل لتصلي المغرب...

بعد يومين

نزل قرار نقل غانم من الادارة وترقية جواهر كرئيس قسم ...احدث ضجه في
الإداره وغضب غانم وغادر متوعداً المدير أمام الموظفين ...لكنه في النهايه لم
يقدر على تغيير القرار ....كان بموافقة وعلم الوزير شخصياً ...نفّذ سيف قراره
في يوم خميس ....قرر أن يخبر أحمد فأتصل به : السلام عليكم ...
أحمد : وعليكم السلام ورحمة الله ....
سيف : أنت وينك ماتبّين ؟
أحمد : اطلع من الدوام اروح الزرع ...الأهل هناك قاعدين ...ومخلي عبدالله
عندكم في الميلس ...ابغيكم تحسون بمكاني...
سيف : خف علينا يابو الشباب....ترانا مهب متصل عشانك...
أحمد : افا!!! مهب عشاني!!
سيف : عندي بشاره قلت بتصل اعلمك بها...
أحمد : بشّر ...
سيف: الرضيعه ...ترقت ...
أحمد : والله ....
سيف : خذت مكان رئيس القسم اللي كان خالي من ترقى راعيه ...والرضيعه
شايله أغلب الشغل وبدون أي شكوى...وعقب القضية الاخيرة...اسمها انعرف
في الوزاره ...
أحمد : زين ياريال ....يله حياك غداك عندنا...
سيف: مشكوور ياخوي ...بس أنت تقول هلك في الزرع ...وأنا ماخلصت شغل
للحين ....
أحمد : عيل خلاص عشاك عندنا ومابغي عذر....
سيف: حاضر وعلى هالخشم ....دام بتأكلني ...ماعندي عذر...بس أنا خاطري
في حمام من حمامكم الحلو اللي عندكم ...
أحمد : أبشر الحمام التي تبغيه بطلعه من القفص وبنسويه لك..
سيف: أنا خاطري في الحمام الافريقي اللي شفته ذاك اليوم...
أحمد : روح زين ...هذا حمام زينه ماينكل...تبغي طاووس بداله..؟.
سيف: ياريال اضحك معاك ....انا ماحب الحمام ...والطاووس احب بس اشوفه
وهو يتمشى قدامي ....ولاتكَلف على عمرك ...
أحمد : عيل ننطرك عقب صلاة العشا ...والسهره صباحي عبدالله بيجي وبعد
نسيبي محمد ....
سيف : صار ..يله توكل على الله ...نشوفك عالعشا ....ماتبي اجيبلك شي وانا
جاي؟
أحمد : لا يبه ...عشان تذلنا عقب...كل شي عندنا ...بس انت تعال ...
ضحك سيف وودعه ثم أنهى المكالمه..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -