بداية

رواية طاريك ينفض القلب -73

رواية طاريك ينفض القلب - غرام

رواية طاريك ينفض القلب -73

دخلت بهدوء كالحية الرقطاء التي تترصد لفريستها لتهجم عليها وتفاجأوا بها
أمامهم تبتسم بشر وتقول : صباح الخير...
صد عنها سيف وهو يرد باقتضاب ( الناس تسلم ..)
خلود بدلع : لا تعصب عاد... مهب حلو عليك ...
سيف وهو يفكر ( حلّج بطنج إن شاء الله )
كانت جواهر تراقب الموقف بدون تدخل وهي مستغربه من خلود وجراءتها ...
خلود : مبروك يقولون ملجتوا ...
جواهر: الله يبارك فيج ... تبغين شي خلود؟؟
خلود : ابد ...شفتكم قلت امر ابارك...( ثم وجهت حديثها لسيف) سيف الا
شالاخبار ؟؟؟ للحين تسهر على التلفون ...والا عقلت ؟؟؟
نظر لها سيف نظره غاضبه وقبل أن يرد عليها سمع جواهر تقول وبهدوء شديد
: شوفي حبيبتي لو قصدج عن حياته قبل لا يرتبط فيني ...فهو قالي عن كل
شي.. حتى على المكالمات اللي تالي الليل ..الله يستر عليج... وانا سامحته...
تبغين شي ثاني والا بتروحين تكملين شغلج المتراكم احسن ...
خلود بغضب : شقصدج ؟؟؟ شلون تسمحين حق عمرج تقولين لي مثل هالكلام؟؟
انتي...
قاطعتها جواهر وهي واقفه وتشير للباب : لا تسمحين لي ولا اسمح لج ...
اطلعي من مكتبي أنا مشغوله وعندي كلمة راس مع زوجي حبيبي ..
خرجت خلود وهي تضرب الأرض بحذائها من وتركت سيف مشدوه وينظر
لتصرف جواهر مع خلود .... الغضب
حاول أن يتكلم ويفسر الموضوع ولكن جواهر رفعت كفها الأيمن في وجهه وهي
تقول : لو سمحت ... ما في داعي ... المكان مش مناسب لمناقشة مثل
هالمواضيع... وارجوك ... خلني بروحي ...
انتهت من أخر كلمه نطقتها ثم أمسكت رأسها بيديها وكأنها تحميه من
الانفجار..
خرج سيف يجرجر ساقيه وهو ينظر لجواهر بحزن ويفكر ( شقصدها؟؟ صدقتها
يعني وزعلت ..؟؟ بس هي دافعت عني قدامها وفشلتها ؟؟؟ شالسالفه؟؟؟ الله
ياخذها هالحقيره ...ليش جات تلمح هالشكل ... والله حاله ...)
فيما بعد
كانت جواهر في منزل نوف تحكي لها ماجرى وصوتها يهتز ويبدو عليها القهر
في المساء
وبعد منتصف الليل..
كتب سيف هذه الأبيات في رسائل وأرسلها لجواهر ... كانت قصيده للأمير خالد
الفيصل غناها محمد عبده بصوته وكانت في منتهى الروعة ...
لك حق تزعل ثم لك حق نرضيك
ما اقوى زعل حبيب قلبي وعيني
ما دام قلبي يا اريش العين مغليك
اطلب ولك روحي وما في يديــني
لا تـنـشـغل مالك وزينٍ يضاهيك
ابـيــك أنا لـو كان غيرك يبيني
يوم الله احسن صورتك خصني فيك
فـيك الجـمال وصادق الـود فيني
شعري يزين بوصف زينك وطاريك
والأرض مــن مـمشـاك فيها تزيني
اول غــناتي صوت الأشـواق يدعيك
واخــر غــناتي شـق صدري حنيني
كانت جواهر تستلم الرسالة تقرأها ثم تلقي هاتفها على السرير حيث استلقت
تنظر للتلفزيون بدون أن تهتم بما تشاهده ....وكلما سمعت رنين وصول
الرسائل أمسكت بهاتفها وفتحت الرسالة الواردة ثم رمته ثانية ...أثرت فيها
الكلمات بقوه لكنها لم ترد عليه ...تبعها عدة اتصالات منه بلا مجيب ...ثم
سمعت رنة الرسائل فقرأت ( ردي على حبيبتي...) ثم ( انزين ردي علي
واسمعيني ...اعرفي السالفه عدل ..) ( اخبرج مره عاقله ....)
رددت وكأنها تحدث نفسها: لا والله ...الحين استخفيت ...
ثم وصلتها رسالة جديده ( لا تحديني اتصل في اخوج الحين واقعده من رقاده..
ردي علي لو سمحتي)
رن هاتفها بموسيقى أغنية رومانسية تذكرت كلماتها بعد تهديده... فنظرت اليه
وحملته في كفها ثم ضغطت زر قبول المكالمه وهنا سمعت صوته القوي: الو..
ردت بصوت منخفض : الو..
سيف: ما بغيتي تردين...
صمتت ولم ترد فواصل : حياتي ليش زعلتي ؟؟ أنا يوم شفت ردج عليها
هالواطيه استانست ...وتأكدت انج منتي مصدقتها ...
جواهر: والحين شالمطلوب مني؟؟؟
سيف: حبيبتي ليش تكلمني جذيه ؟؟؟ انتي ما عندج ثقه فيني؟؟؟
جواهر: حياتك قبل لا تعرفني ملك لك وما يحق لي أني احاسبك عليها...وحتى
أنا حياتي قبل لا اعرفك ملك لي وما يحق لك انك تحاسبني عليها ...
عم الهدوء بعد اخر كلمة نطقتها وهو يفكر ( شقصدها ؟؟؟ كانت تعرف حد
قبلي!! والا شتقصد ؟؟؟ )
بعد دقائق علمت جواهر أنها أصابت مقصدها فقالت له وبكل ثقة: أنا محتاجه
ارقد الوقت متأخر ... تصبح على خير...
سيف بعد تردد: وانتي ...من ...هله....
تركته وهو يفكر بكلامها ...تركته وقد ارتسمت الصدمة على وجهه ...تركته
لوحده مع ظنونه...ما اقساها ....
تركها وقد ارتسمت ابتسامه على وجهها ..تركها وقد احست بأنها اصابته في
مقتل.. تركها وقد لقنته وبجمله واحده درسٍ لن ينساه طول عمره ...انها مثله
تماماً ومساويه له..في كل شيء ....اجل ...في كل شيء...
مضى شهر

كانت احوالهم لا تسر ولكنهم يكابرون ...كانوا يدعون أنهم احباب امام الناس
ولكن عندما ينفردون يكون الصمت ثالثهم وبالذات منى التي تساءلت بعد أسبوع
عن عدم زيارة سيف لجواهر بخبث ...مما دعاها للاتصال به في المساء
جواهر: السلام عليكم ...
سيف وببرود : وعليكم السلام ...
جواهر وبتردد كبير : مهب مار علينا ؟؟؟ هلي يسألون عنك...
سيف: أحمد يشوفني في المجلس...من قصدج ؟؟ مرته ...ما ابغيها تسأل
عني..
جواهر : بتحس ان بينا شي ....
سيف: ما يهمني احساسها ...هي بكبرها ما تهمني....
جواهر وقد اوشكت على البكاء من القهر : على كيفك ...مع السلامه...
أغلقت الخط قبل ان تسمع رده..وقالت وبصوت عالي : الحين هو الغلطان وبعد
يرفض طلبي ويسوي نفسه زعلان!!!
في الناحية الأخرى وعلى شاطئ البحر كان سيف مع سعيد الذي كان يراقبه...
احترم رغبة سيف بالمشي على الشاطئ فانتظره بجانب السيارة ورآه وهو
يجلس بعيداً على الرمال ...وبعد نصف ساعه عاد ووقف امامه وتنهد ...
سعيد: شفيك شايل الدنيا على راسك ؟؟ انت للحين في حوسه مع مرتك؟؟
سيف: لي بكره ...هالبنت عنيده وراسها يابس ...مسويه نفسها زعلانه...
سعيد: وليش ما تراضيها وتفتك !! وعلى قولة امي الهون ابرك ما يكون..
سيف: لازم هي تراضيني ...أنا اللي زعلان ...لأنها ما تثق فيني...
سعيد: يا عيني على الكلام ...انت من تحسب عمرك...
سيف: انا الشيخ سيف...
سعيد: طالعني وحط عينك في عيني..
واجهه وهو يفتح عينيه : هاه ...
سعيد: تبغي تقنعني أنها ما وحشتك !!!
سيف: ....واجد ...اصلاً انا مارقدت عدل من ذاك اليوم ...
سعيد: عيل روح لها وراضها .... اقولك ... عطها بطاقة عرسي ...وقولها أن
حضورها ضروري ...
سيف بغضب: نعم ؟؟؟ وليش ان شاء الله حضورها ضروري؟؟
سعيد: اوهوه علينا ....انت ايه ...خلك معاي...أنا ابغي السالفه علثه عشان
تبين لها اهميتها في حياتك ..فهمت ( صرخ عند قوله اخر كلمه )..
سيف : ايوااااا... تخطط مع وجهك؟؟
سعيد: طبعاً ...اصلاً لو مهب تخطيطاتي ما نفعت ..انت ما تسوى شي بدوني..
ولازم تعرف هالشي عدل..وتدعي أن الله يخليني لك ...
ضحك سيف وهز رأسه ...
قبل أن ينام بعث برسالة نصية الى جواهر ( بمر عليكم بكره بعد صلاة المغرب
بإذن الله ) وصلت بعد ثواني الى جواهر فقرأتها وقالت : شاللي غير رايه ؟؟
تعطف علينا يعني !!! أنا براويه ...
بعثت برسالة الى سالم تطلب أن تراه بعد المغرب ووصلها تأكيد انه استلمها...

في اليوم التالي
لم يتقابل سيف وجواهر في ذلك النهار وكأنه قد تعمد ذلك ... كان في الأيام
الأخيرة يمر ويسلم عليها وهو واقف لئلا يشك الموظفين في أمر خلافهما ...
وفي المساء وصل سالم قبل سيف ودخل المجلس ... وعندما أخبرت الخادمة
جواهر بقدومه لبست شيلتها وعباءتها ودخلت عليه مرحبة ...
جواهر: مرحبا ....شحالك سالم ؟؟ وينك ؟؟ من زمان ما بينت ...
سالم: ويني بعد ؟؟؟ في هالشركة الله يحرقها وافتك ...
جواهر: بسم الله من فالك....الله لا يقول...شجاك ؟؟ استخفيت انت ؟؟
سالم : والله...انحبست حبسه...حتى الشباب اللي في كلية احمد بن محمد
العسكرية ياخذون اجازة كل خميس لين السبت ...وانا يعطيني الجمعة مهب
عشان وجهي ...عشان الشركة تسكر اصلاً وعشان صلاة الجمعة..
جواهر: عيار ....كل ما اتصل فيك تكون في حدا المولات ..تفتر فيه مع ربعك..
سالم: كذبج... كم مره بس .. وبالحسرة اكون طالع من الدوام منهد ما اقدر
اشوف طريقي ... ويكونون مسندريني بالاتصالات ...امر عليهم شوي عشان
خاطرهم...
جواهر: واليوم ؟؟؟ هذاك عندي ...
سالم: ما رحت الدوام العصر... قلت حقه أنج تبغيني في موضوع ضروري
ورضى...
جواهر: كذبت عليه !!!!؟؟
سالم : ما كذبت ...مهب انتي قلتي تبغيني؟؟؟ انا زودت شوية بهارات من
عندي.. خبرج...
ضحكت جواهر ضحكة ناعمة توقفت عندما سمعت رنة هاتفها معلنه أن سيف
وصل ...استأذنت منه وخرجت بسرعه لتفتح الباب وتدخل سيف للمجلس ...
تفاجأ سيف عندما رأها بالشيلة والعباءة فسألها بعد السلام: حد عندكم ؟؟؟
جواهر: سالم ... مر علينا قبل لا يطلع مع ربعه...
سيف وهو يرفع حاجبه الايمن : ايواااااا ..من متى وهو عندكم ؟؟؟
جواهر : توه ...
دخل سيف المجلس مع جواهر وسّلم على سالم وهو يسأله: الا عندنا اليوم ؟؟؟
شالطاري؟؟
سالم: قصدك عندهم ؟؟ للحين ما راحت جواهر بيتك...
سيف: كله واحد ... عندهم والا عندنا ...
سالم: مار اسلم من زمان ما جيتهم...لكن... بكره لين راحت بيتك بمر عليكم كل
يوم ولا تزعل ...
سيف: الله يعين...

سالم: الله يعين الجميع ...الا سعيد متى عرسه بالضبط؟؟ كل يوم له موعد ؟؟
سيف: الشهر الجاي ...كل يوم يدور حجز لين لقى في فندق الانتر...
سالم : هناااااااااك !!! في قلعة وادرين ...
سيف: عن اللواته... كنك رايح ستي سنتر بس كمل 3 كيلو والا انت قدام باب
الفندق...
سالم: يالله ... بنتعنى شنسوي .. بس هاه ... تحمل تسوي عرسك مناك انت
بعد...
سيف: أي عرس !!! الله كريم ... إذا عرست ...إذا عرست .. بسويه في
الرتز..
سالم: صدق انك ضار ... الرتز ابعد زين...
سيف: بس اكشخ... واللي مهب متعني لي ولمرتي مالت عليه...
سالم: بل ...بل ...ليش تسب زين ..
سيف: انا ما سبيتك انت...ليش انت ناوي ماتتعنى لنا !!!!
سالم: افأ عليك ... إذا ما تعنيت عشان جواهر ...اتعنى عشان من عيل ؟؟
سيف: بس جواهر ...؟؟؟
سالم: اوهوووه..علينا ...انا شمقعدني عندك؟؟؟
سيف: مادري ؟؟؟
التفت سالم الى جواهر وقال: ما تشوفين ريلج انتي ؟؟؟ ليش ساكته عنه؟؟
ماتشوفينه شمسوي فيني؟؟؟
جواهر وهي تبتسم: انا مثل سويسرا ....محايده...
سالم وهو يقف ويتوجهه للباب: الشرهه علي اللي يقعد معاكم...
جواهر وهي تلحقه وتقول: تعال كمل قهوتك...
سالم : من زينها عاد..بروح اقعد لي في كافيه واشرب اللي احسن منها وانا
اشوف المزايين والسّحر...يله اقلبي وجهج..
بعد أن عادت جواهر الى سيف جلست في كرسي بعيد عن كرسيه وصمتت
بانتظار أن يبدأ هو بالحديث ولكنه اكتفى بالنظر لها ....مما أربكها وجعلها تلعب
بأظافرها وهي تفكر( ليش ما يتكلم ؟؟؟ ليش ما يقول شي ؟؟؟ أي شي ؟؟ على
الاقل يعتذر من اللي صار ويقول أنه ما يفكر في حد غيري ....)
وضع سيف رجل على رجل وهو لا زال ينظر لها ويفكر ( هذي متى بتتكلم ؟؟
مافي الا أني انا اللي ابدي ماتهون علي للحين زعلانه )
سيف: شحالج جواهر؟
جواهر: بخير ... أنت شحالك؟؟
سيف: نحمد الله على كل شي ... امي تسلم عليج..وتقول من زمان ماسمعت
صوتج؟؟؟
جواهر: الله يسلمها ... لها وحشه والله ..
يتبع ,,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -