بداية

رواية الكسر ما ينفعه تجبير -9

رواية الكسر ما ينفعه تجبير - غرام

رواية الكسر ما ينفعه تجبير -9

وعببدالله .... مات ..
ما صار شي .. ماتو .. عادي .. بعدت يدين خالتي موضي عني بعنف .. صحيح ما كنت اقدر اوقف دموعي .. لكن .. ما كنت في حالة هستيريا زيهم .. هديت بديت استوعب الوضع .. رحت للباب .. وناظرت بالدائره الزجاجيه الي كأنها شباك تطل عالغرفه ..
كنت مستعده اشوفه .. وهو مغطى بغطاء ابيض.. والدم عالمفرش ..
الدم الي كان على وجهه لحظتها .. كان مالي وجهه .. والخوف الي سكن قلبي اني افقده .. توني احس بغلاه .. عبدالله .. ماااهو صديق .. عبدالله اخوي .. توني ادري انه اخوووووي .. توني ادري اني متعلقه به بهادرجه ..
توني افكر لو انه ما كان بحياتي وش كان بيصير لي .. كان جزء كبير منها .. وخلاص بفقده ..
فتحت عيوني .. مستعده خلاص للصدمه .. مستعده اشوفه ميت .. فتحتها بشويش .. كانت صدمه ...... صدمه كبيره ..
صدمه غير متوقعه .. صدمه تركت دموعي تمشي اسرع من اول .. اسرع بكثير .. بس ما كانت غير دموع الفرح ..
كان جالس .. والممرضه تنظف جرحه .. كان يكح شويه .. ويرجع الجهاز لفمه .. ويتنفس بسرعه ... حطت له اللزقه وتركته..
رجع راسه على ورا وترك جهاز الاوكسيجن على وجهه .. وانا طالع ..
قمة السعاده .. لحظتها حسيت ان روحي طلعت مني ورجعت .. ما مات .. ما همتني لا فاتن .. ولا خالتي ولا عمي .. اهم شي هو ..
عبدالله بخير .. عبدالله حي .. عبدالله يتحرك قدامي ..
رفع راسه بشويش وشال الجهاز عن وجهه .. طالعني .. بنظره تحمل الف معنى ومعنى .. وانا اكتفيت بأني اصيح ..
من غير اي ملامح .. غير ابتسامه صغيره مره .. طلعت بالغصب .. ما قدرت اوقفها ..
صرخه زلزلت جدران المستشفى .. صرخة مليانه دموووع وحزن .. التفت بروعه .. كانت ماما عالارض .. والقصه هاذي ما راح تنهتي .. قصة الدموع الي انا عايشتها .. ما كلفت نفسي اتحرك .. طالعت خالااتي الي توهم جايين يلتمون على ماما ويبكون كلهم ..
ماتت .. ماتت .. ماتت .. ما كانت فاتن .. كانت خالتي .. ماتت ... خالتي انا .. اخت امي انا .. دمي الي بعروقي هو دمها خالتي الي عمري ما حسيت انها خالتي ماتت .. وفاتن .. ماتت ..

كل شي فكرت فيه لحظتها هو .. اني في حالة صدمه قويه ماني عارفه كيف استوعبها .. بين يوم وليله بابا يدخل المستشفى وخالتي وبنتها يموتون .. وبعد شوي راح يقولون عمي .. ومو بعيده بابا يموت من الصدمه .. وتنتهي المأساة كأنها نهاية مسلسل خليجي ما عرفو يوصفون له نهاية غير موت كل الشخصيات .. وينتهي بدموع .. زي ما هالموقف انتهى بدموع ..
لا .. ما انتهى .. الكل يتحرك .. يروح يجي .. الكل يبكي .. البعض اغمى عليه من الصدمه .. وانا هنا واقفه واطالع .. قدامي عبدالله ووراي كل اهلي يبكون .. وراي كانو توهم ماشين بجثة بنت خالتي .. بنت ..... خالتي .... والحين مشو بجثة امها ..
وماما متعلقه فيها .. وخالاتي يبكون .. وليله شكلها ما راح تنقضي على خير .. رجعت نظري لعبدلله .. اكبر صدمه بتصدمني اكثر من موت هالثنتين اني الاقي عبدالله مصدوم بموتهم بعد .. لكن .. رجعت ابتسم لما شفته نايم . فجأه نام .. ما امدا .. ولا ..
يمكن امدى .. مرت ربع ساعه عالموقف الي قبل شوي.. لكن كان كل شي يمر بسرعه .. يمر بسرعه كبيره .. لدرجه ما سمحت لعقلي انه يستوعبها ..
جلست بهدوء عند الباب .. عبدالله بخير ... والباقي لا .. اهم شي هو .. بس .. مالقيت تفسير لدموعي .. معقوله جالسه ابكي علشان فاتن وامها ..
من يكونون هالثنتين بالنسبه لي اصلا ..
فاتن .. كانت تغار مني لكن .. حسيتها اختي كنت دايم اتغاظى عنها لكن برضو .. انقهر منها .. يمكن اكبر سبب خلاني ابكي عليها .. لانها كسرت خاطري ..
اي انسان بيشوف وحده حلوه مثل فاتن وبعمر الزهور .. تموت .. وما بقى على زواجها الا شهرين .. صح .. شهرين .. كانت بتتزوج بعد شهرين .. وماتت .. من الي ما راح يبكي لمن يشوفها قدامه ..
كفايه ان منظر خطيبها الي هو ولد خالتي .. داخل بروعه وهو يتلفت يمين شمال يدورها .. مو قادر يستوعب انه فقد عروسته .. شي مثل كذا كفيل انه يخلي الواحد يبكي ..
حسيت اني بفلم هندي .. ما كنت وتها رايقه للدموع .. كنت تعبانه من الهموم الي بقلبي .. بتجي فوقها هموم وهموم .. انا ماني مجبوره ابكي هنا .. ولاني مجبوره احزن .. انا قلت وقررت وخلصت .... راح اعيش حياتي زي ما انا ابي اشوفها... وقفت من جديد وطالعت عبدالله .. اذا هو بخير خلاص .. هذا اهم شي .. اذا السالفه فيها موت انا ما راح ابكي .. ولا راح اضيق صدري .. لو انها ماما وهي ماما ماتت
برمجت نفسي على اني ما ابكي عليها .. انا تعبت من حياتي ومحد مقدر .. ناقصه انا هموم ..
اصلا من يصدق ان ام وبنتها يموتون وابوهم بالانعاش وولدهم عليه غذايه .. وش سبب هذا كله .. مشيت بهدوء لسيارة الاسعاف الي نقلتهم . العمال الي بالاسعاف كانو يطالعون اهلي بشفقه .. وما الومهم .. قربت .. وقلت بصوت حسيت انه ما ينسمع .. كان اشبه بالهمس ., اسا سا انا انصدمت لمن شفت صوتي كذا .. شاللي مخلي ملامحي بارده .. وصوتي مبحوح .. متى امدى هالاشياء تصير لي ..
قرب عامل الاسعاف:عفوا اختي ما سمعتك ؟؟
قلت بصوت اعلى:من وين جايبينهم ؟؟؟؟

العامل سكت شوي : احترق بيتهم .. و .. الولد هذا كان بره بالحوش ما صار له شي بس البنت الي توفت الحين كانت جوا ومعها ربو .. والام كانت بالمطبخ يوم حصل الالتماس بمكيف المطبخ .. وابوهم كان جوا بعد .. بس الله ستر عليه ..
هزيت راسي وانا اقول بهدوء .. اهاا .. كني استوعب القصه .. اجل حريقه .. مسكين يا عبدالله ..
ما رجعت لداخل .. مشيت للسيارتنا .. كانت شنطتي جوا .. ووو .. طرحتي جوا .. ما استوعبت انها مو على راسي الا لما لفحني الهوا وترك شعري يجي على وجهي لكن .. كملت طريقي وركبت السياره .. وركب وراي عمر .. :مدام وين روه ..
طالعت بالشباك .. ابي اخذ منظر اخير للمكان .. صحيح كنت برا ما اشوف شي .. بس حسيت اني ابي اطمن قلبي على عبدالله .. لازم ارتاح انا ..
التفت على عمر وحاولت ارفع نبرة صوتي شوي عشان يسمعني : اطلع من هنا ..
خلاص ابي ابتعد واريح شوي .. تعبت كفاية دموع .. عيوني ما تستحمل ..
تركت عمر يمشي بالسياره وين ما يحب يمشي .. وانا .. انسدحت ورا .. وانا افكر .. ما كانت مراتب السياره مريحه ولا كانت سرعة عمر مخلتني اثبت بمكاني بس ..
كان جو السياره يساعدني على التفكير .. وش بيصير لعبدالله .. فقد امه .. واخته .. ويمكن ابوه بعد .. مدري ..
وش بيكون تأثير الصدمه عليه ... انا عمري ما تخيلت يصير هالموقف بالدنيا لي او لشخص اعرفه ..
ابجي انحط بالموقف هذا بكبره .. صعبه .. انا بالنسبه لي مريت بظرف زي كذا .. لكن انا متأكده ان طعم الحزن الي بيذوقه عبدالله بيكون مر اكثر .. الوضع مختلف ..
انا ما عرفت ابوي بحياتي .. هو عارفه .. وعاااش معه واحد وعشرين سنه تقريبا .. وتربى بيده .. بعدين فقده .. او يمكن يفقده
انا ما عرفت امي بحياتي .. هو عشقها .. قد ايش عشقها وانا ماني قادره استوعب انو فيه انسان يحب امه كذا .. كان يسولف لي عنها كثير. .. كان يحبها كثير .. كان متعلق فيها كان بار فيها بشكل مو طبيعي .... وخلاص فقدها ... ابد ما نقدر نقارن وضعي بوضعه ..
واخيرن .. انا اصلا ما عندي اخوان .. مو عرفتهم او ما عرفتهم اصلا ما عندي .. وهو عنده .. ومو اخت وبس كانت اخته التوأم .. يعني كانهم روحين بس بجسد واحد .. كنت عارفه انه يحس فيها كثير .. كان كثير يفضلني عليها بأشياء صحيح يحبني اكثر منها وهذا واضح بس ...
عارفه انه لو درا انه بيفقدها طول عمره بيكون اقسى عليه لو فقدني انا ....
طيب انا .. لو اني انا الي متت .. لو الدنيا بدون شجون كيف راح تصير .. تنهدت .. عبدالله ما يستاهل الي يصير له .. انشالله على الاقل ابوه يقوم بالسلامه .. ما دام ان اخته وامه راحو ..
طلبت من عمر يوقف بالبيت .. ونزلت .. استقبلتني ام سلطان :هاه وشلون ابوك ..
طالعتها بإبتسامه صفرا .. هه تسألني عن بابا .. قلت بكل بساطه:بابا .. زين .. ما عليه ...
وضحكت ضحكه صغيره ومشيت لكن مسكتني:وش فيك يا بنيتي وين العبايه وين شنطتك ..... وين امك .. ؟
ناظرتها .. كنت اتكلم بلا مبالاة ما قد تكلمت بها بحياتي:ماما .. تصيح بالمستشفى ..
ام سلطان ارتاعت:وش صااير ..
انا:ما صار الا العافيه .. مافي شي مهم .. بس خالتي ام عبدالله ماتت .... وفاتن ماتت .. وعمي بالانعاش وعبدالله .... لا عبدالله كويس ..
هزيت راسي بإنكار:ما احس ان السالفه تسوى .. ماما مكبرتها ...
ورقيت فوق:يلا عن اذنك بنووم .. راسي منتفخ .. لا تصحيني..
كنت داريه اني تركت ام سلطان وراي مصدومه لكن .. وش اسوي .. ترا هالكلام ما كان يطلع من قلبي اصلا ما كنت افكر لحظتها انا وش اقول ..
كل الي كان شاغلني الحين .. اني ارتاح .. رميت نفسي على سريري بعنف .. بعباتي بالجينز بكل شي .. ومسكت وسادتي .. وبديت ابكي .. وابكي .. وابكي ..
كنت عارفه ان سالفة الدموع هاذي بيطول عمرها معي .. بس .. الله يرحمهم .. ما بيدي شي غير اني ابكي .. لحد ما انوووم ..
شجن قومي صلي .. اذن المغرب ..
قمت وانا مكشره على صوت ماما المبحوح .. لقيتها لابسه اسود ووجهها باهت .. ووجالسه تحط عباتي بالشماعه ..
تعدلت من مكاني:ماما .. عظم الله اجرك ..

وقفت بهدوء .. وشكلها مسحت دمعتها:اجرنا واجرك .. يلا صلي عليك فروض ما صليتيها ..
لحظتها استغربت .. ماما ماهي منهاره .. الا .. منهاره اكيد منهاره المنظر الي شفته اليوم ما يقول انها ما كانت منهاره .. بس ماما قويه .. هذا الي فهمته وفسرته الحين .. قمت من سريري وتوني بدخل الحمام اغسل وجهي بس تذكرت:ماما .. عمي ؟؟
ماما بشبه ابتسامه .. وباهته بعد:ادعي له ..
فرحت من جوا انو ما صار له شي بس برضو عورني قلبي .. الي صار اليوم شي مو سهل لا علينا ولا على عبدالله وعمي ..
ماما:انتي توك قايمه شكلك بتسهرين .. بس انا بقومك الصبح ..
اخذت نفس طوييل:العزى عندنا ..بكرا
نزلت راسي .. فكرت بسرعه:بابا درى يعني ... ؟
هزت ماما راسها:الدكتور ماهو مأيد فكرة انو نقوله بس لازم .. لكن بنقوله بالتمهيد .. اليوم انشالله بعد صلاة العشا بنروح له ..
تنهدت:وعبدالله ...؟ درا ؟؟
ماما:درا ..
نزلت راسي:وطلع .. ؟؟
ماما:طلع ..
ابتسمت غصب عني:وينه .. مو بيتهم محترق ؟؟
ماما:ببيت عمك بو راكان الحين ..
انا:ليش ما يجي عندنا ؟؟
ماما:ليش فقير هو ولا عاجز .. عندهم خمس فلل غير الي احترقت ..
قصرت من نبرة صوتها:الله يعينه بعد قلبي عبدالله .. ما يستاهل ..
انا:ايه .. خلاص خليه يجي عندناا ..
ماما:يا ماما هو تعبان وراح عندهم اليوم ..
انا:ما جاه شي ..؟
طلعت ماما:كدمات ..
انا تنهدت ودخلت الحمام .. مسكينه ماما .. شكلها مررررررره مكسووره .. باين عليها انها بكت كثير .. الله يرحمهم .. توضيت وصليت
ودعيت لفاتن وخالتي .. شكلهم خلاص دفنوهم .. انشالله اكون انا وراهم .. طفشت من هالحياة الممله .. كل يوم زي الي قبله وعارفه وش بيصير بكره .. بيصير زي الي صار اليوم .. وان كان فيه حدث صار لازم يصير حدث يضيق الصدر ..
يا تموت خالتي وبنتها ولا عبدالله يزعل علي بدون سبب ولا العنود ما تستلطفني وانا مدري ليه ..

افف بس .. توني بفصخ جلالي الا اذن العشا كملت صلاتي ورحت لدولابي .. اطلع لي اي شي اسود البسه .. تنهدت وطلعت لي جنز وبلوزه اهم شي شي يمشي الحال .. بلوزه سودا وخلاص ..
مدري ليش احس اني شريره .. مو شريره بس .. كنت اتوقع اني حساسه اكثر من كذا .. انا زعلانه طبيعي زعلانه ومتضايقه .. الي ماتت خالتي مو اي احد بس .. مدري ..
حتى عمي ترا ما زعلت عليه .. خالتي وفاتن يمكن فاتن شويه بس عمي ... اقل من شويه بشوي .. لاني ما نسيت كلامه ابدن ..يجرحني لحد الان .. كل ما اتذكره تخنقني العبره ..
بس الله يسامحه .. ويقومه بالسلامه .. مو عشانه .. عشان عبدالله وبابا بس .. ولا هو ما همني .. صحيح فرحت انه ما توفى بعيد الشر عنه بس ........ اففف مدري ..
لبست عباتي .. حاولت قد ما اقدر البس عباة مافيها اشياء كثيره بس ما لقيت .. استغربت من نفسي كل عباياتي كذا بهالشكل .. يالله مو مهم .. جلست انتظر ماما تنزل .. تذكرت جوالي .. وشنطتي بعد .. نسيتهم بالمستشفى .. ضااق صدري مره وقمت التفتت لقيت ماما نازله
وبيدها شطنتي:يلا بنمشي ..
رحت واخذت شنطتي:شكرا جبتيها ..
مشت وما ردت .. احس اني رايقه وهي مره واصله معها .. الله يعينها الحين كيف بتقول لبابا .. انا عارفه انها بتخرب السالفه وبتصيح قبل ما تتكلم حتى .. خخخ وانا اقول ماما قويه ..
رحنا كان بابا توه صاحي .. وكان سيف جوا يكلمه ..
ماما وقفت عند الباب ثواني وراحت .. مدري وين راحت .. بس انها طلعت .. توني بلحقها الا وقفني بابا:تعالي وين رايحه
التفت وابتسمت:هنا ما رحت مكان ..
بابا:وش فيه وجهك كنه منصفق .. وامك وين راحت ..
سيف انحرج:طيب انا عن اذنكم ..
توه بيطلع الا تكلم بابا:ولدي يا سيف استنى ..
رجع سيف:امر عمي ..
يا حليله والله مؤدب ..
بابا: يعني ابطلع الحين مالي شر ..
سيف:مع اني ودي انك تقعد معنا الله يهديك بس حالتك استقرت تقدر تطلع .. ما عاد تبينا اجل ..
ضحك بابا : والله ماني طالع من جزاك .. الله يوفقك يا رب .. هاذي بنتي شجون .. انشالله بتصير دكتوره زيك
ابتسمت على كلام بابا وطالعت بسيف وطالعني
سيف:ايه حصل لي الشرف قبل .. يلا انا بكتب لك اذن خروج بس
قاطعه بابا:منب منفعل من شي بس اخلص علينا
ضحك سيف .. يا حليلهم .. يمونون على بعض وشكل بابا حب سيف .. بصراحه شخص ينحب ..
سيف:يلا عن اذنكم ..
ابتسم لي وطلع .. رديت له الابتسامه ولفيت وجهي لبابا بهدوء وبدت الابتسامه تتلاشى بشويش وانا انزل راسي على تحت ..
بابا:وش فيكم عاد .. شكلكم ما تبوني ارجع
تنهدت ورحت عنده وجلست:من قال .. الله يقومك بالسلامه الا نبيك ..
بابا:وين امك؟؟
انا:تبي اناديها .. مدري وين راحت ؟؟
بابا:لا لا .. اجلسي معي الحين بتجي ... والله ان هالسيف ولد حلال وطيب ..
هزيت راسي :ايه ..
بابا:شجن وش فيك .. ضايق صدرك من امك .. تعبانه ؟؟
جلست اطالع بعيونه .. السالفه ما تتمهد .. ماني صابره ماما تجي وتقوله .. لقيت نفسي فجأه اتكلم لا شعوريا
بابا .. فاتن وخالتي ام عبدالله يطلبونك الحل ..
بانت الصدمه على وجهه وفتح عيونه .. هز راسه :لا حول ولا قوة الا بالله ..
رجع التفت علي:متى ؟؟؟؟؟
نزلت راسي:اليوم ..
تنهد بابا : انالله وانا اليه راجعون .. الله يرحمهم ..
طالعت بوجهه .. كان مره حزين لكن مو راضي يبين هالشي .. رجع سألني:شلون ؟؟
بلعت ريقي .. كنت عارفه انه بيسأل سؤال اصعب من هالسؤال: احترق بيتهم
ارتاع وشد على يدي بقوه وعيونه تجمعت فيها الدموع:واخوي ؟؟
هزيت راسي..ما كنت قادره اكذب بس .. حاولت :بخير .. انشالله بخير ..
اخذ نفس طويل ورجع راسه لورى وهو يردد .. انالله وانا اليه راجعون .. انالله وانا اليه راجعون
جلس فتره بعدين رفع راسه كأنه تذكر:وعبدالله ؟؟
انا:طلع ...... من المستشفى ..

اول ما رفعت عيوني اطالع بابا لقيت الدمعه على طرف عينه .. لكن لا بابا قوي .. عرفت انها ما راح تنزل .. شديت على يده وصرت انا الي ابكي .. حرام اشوفه حزين قدامي .. وهو تعبان .. ومو ناقص ..
بابا كان مره يعز فاتن .. وعمي بو عبدالله كان اعز اخوانه عليه .. عشان كذا ما تركني اسافر الا معه ... كان مره يحبه .. ودي اعرف بس وش شعور بابا الحين ..
ملامحه بارده .. شوي حزينه بس بارده .. ثواني دخلت ماما .. ناظرت الدموع على خدي وبابا علامات الصدمه باينه عليه .. جت وجلست .. كانت تبي تصبر بابا بس شكلها ما عرفت تصبر نفسها اصلا ... فلقت ان الحل الافضل انها تطلع تكمل بكي برا عشان ما تضيق صدره ..
والاحسن اني بعد امسح دموعي ..
طلعنا كلنا من المستشفى والهدوء يعم بالسياره .. كلن سااكت واجواء حزينه .. فجأه من غير مقدمات
اسنهري دنهري موكا مكالات ..
وش ذا الشي ؟؟ وش هالخرابيط ؟؟؟ اغنيه هنديه ذي ...!
شوي يرفع عمر جواله ويبدى يقرقر .. ياااااااااربي مو وقته ودي الفخه على خشته .. جالس يسولف مع خويه واحنا بهالحاله
لا هو ودلاخته حاط نغمة اغنيه هنديه زي وجهه ..
انا ما قدرت امسك اعصابي على عالسواق الغبي فصخت جزمتي وذبيتها على راسه ..
مدري وش صار بعد كذا .. حظنت ماما وانا اصيح:قهرننني يا ماما خلوه يسافر ..
كنت اصيح من القهر .. والله مو وقته وقسم بالله .. بابا مره تضايق وصرخ علي .. وانا بحظن ماما ابكي .. كنت مقهوره من جوا ومدري كيف اطلع حرتي ..
كل الي اذكره ان بابا لاغاني واني ضيقت صدره زياده وخليت عمر يشب نار وصار يسرع بالطريق من الغضب لدرجة خلت بابا يضيق اكثر واكثر ..
وصلنا البيت .. ماما نزلت تساعد بابا وانا مسحت دموعي ونزلت من السياره صرخت بقهر على عمر : انت كـ ** ..
ودخلت وانا امسح بقايا دموعي .. من جد حقير موب وقته ..
اهم شي طلعت شويه من الي بقلبي على احد .. رقيت فوق غرفتي وصفقت بالباب .. مدري ليش صفقت بالباب .. يمكن من القهر ..
ودقيت على ليلى وبديت اصيح فجأه واعلمها وانا اشاهق ان كلن مات وان عبدالله كاسر خاطري بدرجه واني واني......
لحد ما طلع الصبح .. جت ام سلطان تقومني:شجون يمي قومي الناس جت بيتكم ..
هممممممم وش تبي ذي توني ما نمت الا خمس دقايق .. جالسه تقومي .. غطيت روحي بالوساده ..
ام سلطان:شجون يما قومي النااااس تحت ..
الناس؟ اي ناس ؟؟ قمت وانا مرتاعه ... العزى ...!
قمت وغسلت وجهي .. وبسرعه غيرت ملابسي وطلعت .. ناظرت الصاله من فوق .. طليت بوجهي لقيت حريم وصياح وخالاتي فيه وعماتي وكلن .. تنهدت ..
خنقتني العبره .. احس اني استرجعت منظر امس .. نزلت بشويش وانا طالع في الحريم واغلبهم يطالعون فيني .. كانت اكثر وحده متأثره خالتي العنود ... رحت لماما وجلست جمبها .. حطيت راسي على كتفها وجلست اطالع الناس .. اول ما جت وحده من خالاتي قمت من مكاني ورحت كنبه ثانيه ..
انا ما كنت اصيح .. بس كل مره اشوف وحده تدخل وهي تصيح ومدري ايش ما استحمل ابجى اصيح معها ..
كل ما اشوف وحده تبكي تذكرني ان الي ماتو ناس غاليه علي صحيح ما عرفتهم ويمكن كنت ابغضهم بس ما تكتشف غلات الشي الا اذا فقدته ..
حتى ماما .. كانت ساكته .. لكن لمى تجي وحده وتسلم .. وتبدى تصيح .. وتحظن ماما .. وتقول الله يرحمها كانت توها بتتزوج .. مسكينه فاتن .. ولا تتكلم عن خالتي .. هي الي تخلي ماما تصيح .. انا انقهرت من هالعالم ..
اطالعهم وابكي بهدوء .. احاول اخفي دموعي .. مدري هي دموع حزن ولا قهر .. يعني هم جايين يخففون عننا مفروض ينطمون .. اكره الناااس ..
شوي شوي بدى دمي يفور من الحرمتين الي جمبي ..
ام حمد ما جت .. والله انها قليلة مروه ما تجي الا باالعروس
الثانيه : اييه ما شفتيها بعرس منى .. لابسه ذاك الفستان الاصفر الي يحوم الكبد .. لا وجايبه كل بناتها ثمان ول عليها
الاولى:ايه ما تشبع هالحرمه الله يعين رجلها جايبه له ثمان بنات ولا ولد .. ما طلقها ..
الثانيه: لا تحلف عليها ان ما جابت ولد بيتزوج عليها .. بس خلك عن هالاشاعه انا شايفتها ببيت اهلها شكلها عطاها ورقتها
الاولى تضحك: والله جابته لنفسها ..
وش يحسون فيه .. بديت ابكي اكثر واكثر من القهر ذولا جايين عزى ناس ميته ويسولفون ويضحكون .. عطيتهم نظره خلتهم يسكتون من جد ..
بس ما مرت ثواني الا بدو يتكلمون لكن بصوت اقصر .. يعني اني ماني سامعه
الاولى:شوفي شوفي ذي بنت هاله اللي توفت .. اخت ام عبدالله
الثانيه:هاذي بنت هاله ؟ لا شوفي شلون تناظرنا قبل شوي .. مبسوطه ما طلعت على امها جمال ودلال .. طالعي شلابسه
الاولى:احد يلبس طنطلون بعزى .. لو ان فيها خير لخالاتها كان شفتيها لابسه قميص اسود لا وفوقه العبايه والطرحه بعد .. يا زين بناتنا بس .. تربيه واخلاق ..
انا انهبلت منهم .. هذا الي ناقص .. قمت لهم ووقفت قدام الاولى الحـ**** ذي ..
قلت بهمس على قد ما اقدر:الباب يوسع جمل ترا .. بيتنا يتعذركم ..

ورحت جمب ماما ولفيت يدي حول ذراعها وحطيت راسي على كتفها وجلست ابكي .. مسكت يدي .. بعدها غمضت عيوني.. تجي وحده تسلم علي ما ارد عليها .. جلست على هالحال افكر وشلون عبدالله الحين لحد ما عم الهدوء .. رفعت راسي .. الكل راح .. وماما لحد الحين جالسه جمبي وتطالع قدامها بيأس ..
انا:ماما راحو الناس ..
هزت راسها...
انا:ماما لا تضيقين صدرك ..
طالعتني بحزن وقامت ..
تسندت على الكنبه وانا اتنهد .. قد ايش اثر فيني هالحدث .. فكرت بعبدالله .. ما دام العزى عندنا اكيد موجود ..
رحت لمجلس الرجال .. تأكدت من الطريق قبل .. مافي احد ..
فتحت الباب بشويش .. كان لابس ثوب .. وشماغ بدون عقال ولافه حول رقبته بطريقه عشوائيه .. ودافن راسه بين رجوله وجمبه واحد من عيال عمي .. سعد
حاولت ادخل راسي اكثر لكن من غير ما ينتبهون .. المجلس فاضي .. بقايا فناجيل قهوه مدري ايش ...
حسيت بسعد بيطلع قمت ركضت لمغاسل الرجاجيل .. طلع من المجلس انتظرته لمن يطلع من الباب الي عالحوش ورحت دخلت ..
فتحت الباب بشويش ..
وجلست خمس دقايق واقفه .. افكر وش اقول له .. وكيف ابدى معه .. بيردني وبيعصب علي .. ؟؟
رحت له بهدوء .. وبشوية تردد .. جلست جمبه فتره ساكته .. تنهدت واخذت يده بيدي : محد يموت قبل يومه
جلس فتره ما تحرك .. بعد خمس دقايق رفع راسه .. يااااربي كاان مره مكسور وحزين .. مدري هالظرف بيعدي بسرعه ولا لا ..
بلع ريقه وجلس يطالعي .. رجع نزل راسه وهو يهزه بشويييش : ما اعترضت ..
رفعت راسه بيدي:طيب لا تسوي كذا
حرك يده بهدوء علامة استنكار:ما سويت شي
اخذت نفس عميق .. مو هذا الكلام المناسب الي ينقال .. يوم شفته كل شوي يرجع ينزل راسه .. رجعت رفعته :لا تنزل راااسك طيب
ناظرني بنظرات غريبه .. وتجمعت الدموع بعيونه:شجن وش تبين مني ؟؟
لحظه هدوووء .. رفضت اتحسس من كلامه .. ما راح اتحسس انا عارفه انه يمر بوقت شين الحين وانا لازم اكون جمبه زي ماهو دايم يصير جمبي ..
حطيت راسي على كتفه:تدري ان الدنيا ما تسوى
رجع راسه على ورا وسنده عالكنبه وهو رافعه .. بحيث اني وخرت راسي عن كتفه عشان يقدر يتحرك ..
قال بعد نفس طويل:ما تسوى .. الحين ما تسوى ..
وطاحت دمعه صغيره .. ما سمحت لها تكمل ومسحتها:ايه ما تسوى هالدمعه ...
طالعني وهو على نفس حالته:مو شرط اكون حاس فيها وهي تنزل..
تعدل من وضعيته ومسك يدي وضغط عليها .. كانت عيونه حمرا .. وحزين وكئيب .. يحق له طبعا ..
قال بعد فترة سكوت:بس انا السبب ..
انا:سبب ايش ؟؟ مو صح انك تحط اللوم على نفسك .. محد يموت ناقص عمر
عبدالله:مو انا اللي ....
سكت وهو يناظر قدامه .. كأنه يتذكر .. لكن ولا دمعه نزلت بعد الي مسحتها .. كانت على طرف عينه بس ما نزلت ..
بدى يتكلم .. يقول لي وش صار .. كان ماسك يدي بقوه .. ما اظن انه حاس بنفسه .. كان يتكلم يبي يطلع الي بقلبه
يتكلم بصوت مبحوح وبيأس كبير ..

عبدالله:امس .. كان ابوي متضايق لان ابوك بالمستشفى .. وامي يومها .. قررت تفرحه .. تبيه يصير مبسوط .. وراحت تسوي الغدا بنفسها .. من زماان ما دخلت المطبخ .. شي خلاني .... خلاني اتذكر اول لمن كانت تسوي لنا كيك بالشوكولاطه انا وفاتن ... وكانت دايم تقولنا اطلعو برا لمن اخلص .. مو خايفه علينا من النار .. لا .. ما تبينا نحتر ونطفش .. لانها ما تحب تشغل المكيف ..لكن ..... يومها طلبت منها تشغله .. قالت لي انو ما يصلح مكيف بالمطبخ بس انا اصريت عليها .. كان شكلها قدام الفرن وهي واقفه كاسر خاطري .. لكن هذي هي رغبتها .. ما اعترضت .. بس اصريت عليها تشغل المكيف .. ورحت لفاتن .. ضربت باب الغرفه ودخلت .. لقيتها قدام المرايه شايله فستانها .. تناظر نفسها بالمرايه ..التفت وطالعت فيني .. جتني بكل فرحه تعلمني وين تخطط تسافر شهر العسل .. وانا اناظرها وفرحان .. وهي كانت اسعد انسانه بالدنيا عمري ما شفتها سعيده قد ذاك اليوم ......... الي هو امس .. جلست تسولف لي عن تخطيطات العرس ...بالضبط زي زمان .. لمن كنا انا وياها نلعب عرس .. كنا صغار .... بالروضه .. جلست تسولف لي تقول انها تبي تسترجع ذيك الايام .. وجلسنا نتذكر .. لحد ما دق ابوي علي .. طلب مني انزل له عشان اشيل معه اغراض بالسياره ..كان توه طالع من المستشفى .. توه شايف ابوك .. ونزلت .. ومريت على امي بالمطبخ .. لقيتها ما شغلت المكيف .. تضايقت .. طالعتها بكل حنان وطلبت منها للمره الثانيه تشغله .. ونزلت تحت .. وصلت للباب ....... بس
سكت شوي .. هالمره ما قدر يمسك دموعه .. طاحت كم دمعه كانت غصبن عنه .. كان وقتها يتكلم بعفويه ..... لا مو بعفويه بس يمكن بـ ... مدري بس كان يتكلم ويشرح لي كل شي صار بذاك اليوم كأني كنت معه بالضبط .. ما قدرت امسك نفسي قدام دموعه لكن حاولت ..
لهادرجه الموقف قاسي .. بعد البس هاذي اكيد فيه شي .. اجل ليه سكت .. انتظرته فتره .. هو رجع يكمل
عبدالله:كل الي اتذكره صوووت قوي .. وصراخ ... طحت بعدها عاللارض .. فيه شي قوي طيحني .. ما ادري وشهو بس .. طحت بقوه .. جلست فتره عالارض حاولت اقوم حسيت اني ما اقدر .. سمعت صوت ابوي يصرخ .. التفت بعيوني ناظرت الباب .. كان ابوي توه داخل ومرتاع .. ويناظرني .. ويناظر البيت .. ما كنت مركز وقتها كل شي كان مغبش .. كان يصرخ بأسمي .. ماني قادر اجاوبه لكن قدرت افهم وش فيه .. كان خايف علي .. تسائلت ليش بس .. على طول شفت الجواب بعيني .. شفت النار تطلع من الشبابيك .. ودخان اسود .. ومنظر عمري ما قد شفته .. كنت خايف .. تفكيري متجمد .. كنت بس استوعب ان ابوي جالس يبي يدخل جوا بالبيت .. الي كله نار .. وانا عالارض اطالع .. عرفت لحظتها انو بيتنا احترق ... استيعابي كان بطئ .. ما فكرت مين الي جوا او وش السالفه .. كنت بس اطالع ابوي يدخل .. ابي امنعه ماني قادر .. حاولت . ووقفت .. كانت يدي تعورني شوي بس .. مسكت الالم شويه .. وصلت للباب وانا انادي ابوي ..
لكن النار .. والدخان .. وطريقي مغبش .. حسيت بشي يطيح علي .. شي ثقيل .. قمت على صوت الاسعاف .. كنت بداخل السياره وقدامي ناس .. ما عرفت منهم .. ما كنت اطالع زين .. كان فيه دم يسيل على عيوني... كل الي اتذكره انو فيه شي طاح علي .. وان بيتنا محترق وانا السبب ... وان كل اهلي كانو جوا البيت وقتها ..
فكرت .. وش اللي صار .. لكن ما قدرت .. كل شي كان يمر بسرعه .. اسمع صوت امك تصيح .. وخالتي ... شوي احس بألم اكثر بيدي .. كنتي انتي .. ماسكتني وتبكين .. تقولين لا تموت .. من سمعت كلمة ...موت .. حسيت اني مت .. غمضت عيوني وجلست اتخيل .. انا ميت الحين .. واهلي يبكون علي .. والحين بيقبروني ... تلاشى كل شي على ريحه مزعجه صحتني .. وجهاز الاوكسجين على وجهي..
كانت الممرضه تمسح الدم عني ... طالعت حولي ادورهم .. امي وابوي وفاتن .. بس حصلتك انتي واقفه عند الباب .. ناظرتك كنت ابي الاقي جواب بس .. كنتي مبتسمه .. شي فرحني .. بس لمن التفتي وما عاد شفتك .. حسيت ان فيه شي صاير ...... وما حسيت بنفسي الا انو اغمى علي من جديد ...... قمت ... لقيت اختي وامي ميتين وابوي بين الحياة والموت ...
سكت بعدها ونزل راسه .. ترك يدي فجأه .. انا مدري كيف اوصف شعوري لحظتها ..
كل الي فكرت فيه انو ... الي قدامي انسان ما يستاهل الي يصير له ابدن .. وش ذمبه باللي صار ..
ليش يستحق كل هالحزن .. حاولت قد ما اقدر امسك نفسي ..
ما كنت عارفه وش اقول ... تشجعت شوي واخذت نفس: طيب لا تكدر خاطرك .. خلاص بكيت .. وزعلت .. وبعدين ؟؟ بيرجعون يعني؟
سكتت شوي .. ياااااربي وش هالكلام الي اقوله .. انا غبيه فيه احد يقول هالكلام ..
ما حسيت به الا هو رافع راسه ويهزه :مافي بعدين ..
يتبع ,,,,
👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -