رواية وصية قلبت حياتي -1
رواية الوصية التي قلبت حياتي ..للكاتبة : شغوف ..
منتديات غرام | أقلام لا تتوقف عن الإبداع
(( بدآية ))
قُرعَ جرس الباب قرعة متتابعة أصابتني بفزع وأنبأتني عن خبرٍ قريب سأعرفه ..هذا ما شعرت ُ به في لحظة طرق الباب المتواصل
ركضت نحو الباب وشياطين رأسي تحوم حولي مع شعوري بخوف خفيف ..
( يا لقلة الذوق أهكذا يُطرق الباب ) ؟!!!!!
فتحتُ الباب فتحةَ مغضب خلت أنها أفزعت الطارق وكل غضبي قد طار وبرد حينما رأيت
هيئة الطارق !!!
هي كانت تعيش بـ سلام وهدوء مع وحدة خانقة .. بعيدة عن والدتها
فأتتها وصية من عمها المتوفى
قلبت كيانها
بعثرت شتاتها
تساؤلات دارت في رأسها
ترى أي حياة مبهمة سأعيشها ؟!!
بين تجربة فاشلة
ووصية قاسية !
وتدور الأحداث لتلتقى بابن عمها الرافض في قرارة نفسه للوصية ..
لتكون التخبط والحيرة في مشاعرهما
الجزء ( 1 )
دارت بي الأفكار وتاهت بي السبل
بعد مجئ الضيف المجهول يا آلهي هل أنا في حُلم أم في حقيقة وددتُ لو أني لم أفتح
الباب
وتركته يطرق حتى يمل !
أخذت أتقلب في سريري وأنا في حزن عميق وأصرخ بلا صوت
لماذا لماذا ؟؟
كم يعتصرني الألم والقهر حينما أتذكر مادار اليوم الذي لا يًنسى في حياتي
*******
(امراءة عجوز يبدو عليها الوقار وملبسها يدل على انها خادمة لأسرة غنيه)
- نعم ؟
- هل تسمحين سيدتي بوقت قصير أحادثكِ فيه ؟
- ومن أنت ؟ حتى تريدين التحدث إلى ؟
- أنا أحمل رسالة وصيه من أحد أقاربك ؟
- ماذا أحد أقاربي !!!
- إذن تفضلي بالدخوووول
( ابتسمت ابتسامة مصطنعه ومرتبكة الله أعلم ماتحمله هذه المراءة من أمر !)
جلست ضيفتي على المقعد الذي يحمل البساطة والأناقة شيئا كثيرا
أخذت تجول بنظرها في أنحاء منزلي الصغير وكأنها تتفحصه قطعة قطعه مما أثار
استغرابي !!
دلفت إلى المطبخ كي أعد لها قهوة بعجلة وثمة تساؤلات تدور في ذهني من هو قريبي ؟
وماهي
الوصية المحملة إلي ؟!
- تفضلي
- أدام الله فضلك ..
رشفت من فنجان القهوة رشفة سريعه وكأنها قد قرأت أفكاري ..
- أنا يا سيدتي .... موكلة عمكِ يوسف رحمه الله ...
- ماذا ؟!!!
- أخذت أكفكف دمعي وأنا حزينة ..نعم رحمه الله
- ثم تابعت ضيفتي بعد صمتٍ امتدَ لبرهة من الزمن
- وقد ترك عمك وصية لك بحكم أن ابنه خالد يدرس في منطقة بعيدة عن مدينة والده ...
- هل علم ابنه بخبر والده ؟..
- لا لم يعلم فوالده أوصاني بأن لا أخبره حتى لا يؤثر ذلك على دراسته وهو لم يبق
له القليل وينتهي ....
- وهذي ورقة الوصية سيدتي
(فتحتها بيدٍ مرتعشة وقلب يخفق وجلاً )
ما إن تجاوزتُ سطورها الأولى حتى صرخت من هول الدهشة ( لا لا لا )
قلبُ جُرح بسهام
قاتله
وتجربة عصفت به
فاشله
ليت بيدنا لحظة
أن ننهي حالنا
ونبدل كدرنا
فرحاً
صفواً
هناءاً
أم آولئكـ
تدخلوا في حياتنا
وأورثوها شقاءاً
وتعاسه !
الجزء ((2))
على صوتِ هطولِ المطر واندفاعه نحو نافذتي صحوتُ من نومٍ عميق وقفزت فرحة
(ياااااااااااه بالروعة المنظر وبهاء منظره )
تخيلوا معي السماء ملبدة بالغيوم والأرض أصبحت سوداء من شدة المطر والأطفال
يتراكضون منتشين لمقدم المطر ..
أغمضتُ عينيَ المجهدتين وأخذتُ أتنفسُ بعمق وهدوء حتى ُأريح أعصابي المتعبة وأنا
أفكر ليت
المطر يغسل قلبي من كدره ويجليه الى الأبد !!
وتذكرت قول القائل
ومانيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
نعم تؤخذ الدنيا غلاباً
أووووه تذكرت لم أصلي العصر بعد يبدو أن وقتها قد شارف على الإنتهاء أستغفر الله
العظيم يارب عفوكـ ورضاك ..
أعلم أنكم الآن شغوفين لتعرفوا من أنا وكل شئ عني ؟!
أنا اسمي رباب عمري 23 سنه هادئة نوعاً ما طيبة القلب لكن لا أسكت عن حقي مهما
حدث ..
أحب الحياة ومساعدة الآخرين
تخرجتُ من دراستي العام المنصرم بتقدير جيد أعلم أنه لايرضيني ولكن ظروفي العام
الماضي
كانت سبباً في تدني مستواي ..
ستعلمون في ثنايا قصتنا عن تللك الظروف السيئة التي عشتها وأَثرت على مستواي !!
إني الآن في غاية الوجل والهم فبعد أن انفكت عقدة مشكلتي الأولى واسترحتُ منها
أتت إلي
هذه المشكله التي ستقصم ظهري حقاً
رحمك الله يا عمي كيف سمحتَ لنفسكَ بأن تؤذي مشاعري وترجو مني ما كنت على حد قولك
أمنيتك في حياتك ؟!
ابنتي العزيزة
( أعلم أني قد قصرتُ بحقك وخذلتكِ في حياتي وأنا الآن نادمُ أشد الندم على ما
فعلته وأتمنى أن
تسامحيني ولذا لي عندكِ وصية سئلتكِ الله إلا حققتها ..أن تعيشي في منزلي وتتزوجي
ولدي
خالد فلستُ أرتاح إلا لك واني أخاف عليه من غدر الزمان لكني على ثقة شديدة بكِ
أنكِ خير معينُ
له
رجائي مرة أخرى أن لا ترفضي طلبي وأنا في قبري )
آآآآآآآآآآه سالت دموعي لستُ أدري هل هو حزنُ على عمي أم شفقة على حالي فكم هو
مؤلم
أن تأتيك وصيةُ من شخص ميت ليس به روح حياة !!
كيف يطلب مني أن أعيش في منزله ولستُ بمحرمٍ لولده !
آهٍ يا ولده أشفق عليك حقاً فستفاجأ بأمور مريرة حين تعود وأنت مبتهجاً بنجاحك
فقدانك والدك
وتلك الوصية القاسية !
- ياه يا رباب لماذا لم تخبريني ذاك اليوم عما حدث لك أنني عاتبة ُ عليكِ حقاً!
- أعذريني يا هند فأنا كنت في موقفً لا أحُسد عليه كدتُ أن أفقدُ عقلي مما بي .
- ولكني على أية حال صديقتك يا رباب أم نسيتِ ذلك ؟!
- لا بالطبع لم أنسى لكن أحياناً الأحداث العصيبة تنُسينا أحب الناس إلينا.
هند في مثل سني فتاةُ لستُ أدري كيف أصفها إنها رائعةٌ حقاً
لولا الله ثم وجودها في حياتي لما أحببتُ الحياة !
تتصفُ بجمالٍ بارع وخلقٍ رائع ..
تعرفنا على بعضنا أيام الدراسة الإعدادية ولا زلنا معاً ..
نتشارك الأفراح ونتقاسم الأوجاع كأننا روحُ في جسدٍ
اتخذت قراراً لا رجعة فيه بعد أن استخرتُ الله واستشرت أمي وهند
وها أنذا أحزمُ حقائبي كي أذهب إلى منزل عمي رحمه الله
وأفكرَ في أمري وأمر ابنه خالد ...رثما يعود من سفرهـ
أعلمُ أنه ضرب من الجنون ومغامرة جريئة لكن هي وصية عمي فيجب أن أكرمه بتنفيذها
فربما
في ذلك خيراً لي !!
الجزء ((3))
قد تتساءلون أين والدتي الحبيبة ؟!!
والدتي بعد ما أنجبتني توفي والدي وتزوجت بعده برجلٍ آخر عشت طفولتي معهم ثم
انتقلت
لمدينة تبعد عن منزل والدتي كثيراً بحكم دراستي وبقيتُ في هذا المنزل الذي أقطن
فيه فلقد
حصلت على عمل بدخلٍ جيد فلم أشأ أن أتركه لذا آثرت البقاء في منزلي ..
الطريق إلى بيت عمي شاقٍ وممل فهو يبعد عن منطقتي مئات الكيلو مترات مما يتطلبُ
صبراً
وبال طويل ..
أشغلتُ نفسي بمجلة مفضله لدي أقرأها تارة وأخرى أغفو من التعب
دارت في حياتي ذكريات كثيرة مرت علي ..
بداءً بطفولتي الرائعة التي انصرمت بسرعة
تذكرتُ هند وابتسمت من قلبي لقد كنا مشاغبتين حقاً رغم تفوقنا مما أثار انزعاج
معلمتنا
هههههههههه
توارد إلي موقف لن أنساااااه مع معلمة الأحياء
حيث كانت ممله وتطيلُ في شرحها كثيراً مما جعلت نصف بنات الفصل ينمن دون شعور
وبقينا أنا
وهند نتمايل نعاساً
- أوه يا رباب لا استطيع التحمل أكاد أنام ومن ثم استمتعي بصوتِ تغريدي الجميل ؟
- هههههههه وأنا مثلك لكن اصبري ريثما تنتهي الحصة
- لاااااا ستنتهي وتأتي بعدها معلمة العربي وسأنام حقا حينها
- ما رأيك لدي فكرة ؟
- هاتي يا أم الأفكار البناءة ..
- سوف أتظاهر بالمرض والتعب وتكونين أنتي رفيقتي ونذهب إلى حجرة الاستراحة
وننام .
- حسناً أنت مريضة وما دخلني أنا ؟
- أنتي مرافقتي طبعا
- ههههههههههه وماذا تظنين هل ستحسبين نفسك في مستشفى
ثم انتبهنا لصراخ معلمة الأحياء علينا التي أفاقت كل من في الفصل من غمرة نعاسهم
وتنشطن بعدها ..
همستُ لا داعي للنزول إلى حجرة الاستراحة أشعر أني استفت ههههههه
لكزتني برجلها آآآآآه يا مجنونة آلمتنِي كثيرا
- أردتك عوناً فصرتي فرعوناً ..
توقف السائق يبدو أننا وصلنا وأنا سابحةفي
ذكرياتي ..
ترجلت من السيارة ووقفت أنظر إلى الفيلا أوووه يبدو أنها في غاية الفخامة والجمال
...
فُتح لي الباب الذهبي المنقوش بنقوش هادئة ودلفت إلى الداخل
استقبلتني موكلة عمي التي زارتني في منزلي بكل ترحيب
- أهلا بكِ يا رباب فالبيت قد أضاء بنورك
- ابتسمت لها فقط مجامله ..
- فالرهبة تجتاحني والخوف من هذا المصير الغريب
ياااااه أكان هنا عمي يعيش رحمه الله نظرت إلى صورة معلقة في صالة الفيلا
يااااااااااه يبدو انه
عمي
لم أمنع دموعي من السقوط فلقد اجتاحتني نوبة بكاااااء شديدة
يبدو متغيرًا كثيرًا في هذه الصورة فالمرض
العضال قد هشم شبابه وأعجله إلى الشيخوخة المبكرة وقد وخطه الشيبُ وخطاً ...
هالات سوداء
تحيط به وابتسامة كأنما اغتصبها غصباً ياااااه عيناه تشع منهما الحنان والعطف !!
يبدو شبيها ً
بوالدي كثيرا غير أن ملامح والدي تبدو عليها اللين بينما ملامح عمي تبدو عليها
الصرامة والجد ..
لم أذكره بهذه الصورة فقد كان قوياً لا أثر للمرض عليه ..
أخذت أمشي وأنظر إلى الفيلا التي بُهرت حقاً بجمالها
تصميم عربي مع تداخل بعضاً من التصميم الغربي مما أحالها إلى تحفة فنيه فريدة
....
جاءت بي موكلة عمي يوسف ( لطيفه ) بكوب من العصير معه وجبة ساخنة وصلت رائحتها
إلى أنفي
آآآآه يبدو أني أشعر بالجوع حقاً ... تذكرتُ أني لم أتناول شيئاَ منذ الصباح
والآن الوقت المغرب يعني مضى وقت طويل ...فشهيتي مسدودة للطعام !
- كيف حالكِ بعد ذاك اليوم يا عزيزتي ؟
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك