بداية

رواية وصية قلبت حياتي -20 البارت الاخير

رواية وصية قلبت حياتي - غرام

رواية وصية قلبت حياتي -20

الجزء ( 17 )

الفصل الثاني والأخير

رباب : ( باستنكار ) وهل أبقيت لعقلي شيئا .. لو أخبرتني منذ بداية رجوعك لها لتفهمت لكنك كنت تستغفلني .. لكن ... ( بابتسامة كبرياء ونظرة ثقة ) مبارك لك عودتك لها ....
خرجت من الحجرة بقلب مكسور وان كانت قد أظهرت له عكس ذلك .. كان خالد يتألم في داخله .. فهي عزيزة عليه .. لكن حبه لسحر عاد إليه بأقوى من ذي قبل !!!
بداءً من تلك الليلة التي حادثته فيها .. رغم محاولاته لصدها ألا انه خضع للحديث معها .. استعطفته .. أخبرته أن الجنين سقط لنفسيتها واستطاعت بدهائها أن تؤثر عليه .. حتى أصبح يحدثها في كل يوم وقد عادت لتملأ حياته ..
آآآآلو .. مرحبا خالد .. اشتقت إليك جدا ...
ماذا تريدين بعد أن طلقتك .. أخبريني .. إنني أعيش بسعادة مع زوجتي بعيدا عنكِ .
أهان عليكَ أن تتركني بعد ذاك الحب .. وتلك المشاعر .. أتدري ما حل بي بعد ذلك .. لقد سقط الجنين الذي هو وأقسم لك أنه ابنك .. سقط فنفسيتي كانت متأثرة بفراقك .. ثم أجهشت بالبكاء ,,
خالد الذي شعر بالحنين والشوق لها يجرفه إليها فما زالت تستوطن فؤاده رغما عنه ..
وماذا عن ذاك الذي كنت تحادثينه بما ستبررين الآن ؟!!!
اقسم أنني ما حادثته إلا بسبب مشكلة طرأت عليه فساعدته فيها وانتهى الأمر بسلام !
أتعلم انك عاقبتني أشد من العقوبة ذاتها ..أمعقول ذلك الحب الذي كان مضرب الأمثال وحسد قريناتي يغدو..سراب ؟!!!
انتهى الأمر عندك لكنه لم ينته عندي .. ثم لا تنسي انك أنت من أوصلت بنا إلى هذه المرحلة..
وان كنت .. لقد أخطأت فندمت ولست بمستعدة أن أخسرك ثانية .. فأنت كل حياتي يا خالد ..
لست بقادر على أن أنسى ما رأيته منك سابقا .. أسلمتك قياد قلبي وهويتك بكل صدق ثم نقضت مابيننا من أفعال فجرت مشاعر غضبي ..
اسمع .. إنا اعترف بكل ماجرى وللأسف كنت خاسرة جدا .. وآخر كلام لي .. فأرجو أن تتحمله وتسمعه .
هاتي ؟!
لننسى الماضى ولنفتح صفحة بيضاء نقيه ولنعود إلى ذاك الحب ولنتوج حبنا با العرس وان شئت أتيتك فنعيش بسعادة وهناء .. أو لننفصل انفصالا نهائيا وأتزوج بأحد الخطاب الذين يطرقون بابنا ..
أهذا ما لديك ؟؟؟
نعم ..
هذا الموضوع بالذات يسلتزم مني تفكيرا .. طويلا لأحدد ماهي مشاعري والى أين يتوصل قراري ..
حسنا .. سأكون في انتظارك .. وأرجو أن لا تطيل ..

من بعد هذه المحادثة وخالد في صراع مرير أيعود لها بعد تلك الخلافات .. كان متعجب من عودتها بعد إصرارها على الطلاق ..
كان هو قبلها يشعر بالشوق لها لا يدري لم تفجرت براكين حبه الذي البسه قناع الكره والصدود .. وفي نفس الوقت هو يحب رباب فعلا وكان سعيد بها وبزواجه لكن الحب القديم ثار ..

بعد تفكير طويل أخذ منه جهده قرر أن يعود إليها .. ويفتح صفحة جديدة .. فلم يكن يتخيل مجرد تخيل أن يطلقها وتصبح لرجل آخر وتذكر ذاك الذي يرغب بها .. ف شعر بالغيظ وكان رجوعهما لبعضهما أمر مؤثرا بالطبع على علاقته رباب فهي كانت تستحوذ على تفكيره وبشدة .. للحد الذي يشعر انه غارق في عالم سحر ولولا مشاغله لكان هو عندها الآن ..وكم كان يشعر بالخجل من أن يرى رباب أمامه يحس انه يظلمها ويستغفلها .. وهي التي منحت له كل ما تملك .. لكن تبقى فكرته (هذا من أبسط حقوقي ) ىتسيطر عليه


منذ الغد دوامت رباب في عملها وهي مجروحة وحزن الكون يسيطر عليها .. كانت تمشي وتتحرك وكأنها آلة فذهولها أكبر من أن تتحمله .
ياآلهي .. أحقا خالد سيرجع لها وأبقى أنا فقط زوجته وهي حبيبته وعشيقته , رباه لا أحتمل كيف لم انتبه لهذا الأمر وكيف فاتني .. يالي من حمقاء ساذجة .. أهكذا جازيتني ياخالد جازيت حبي رفضت لأجلك مؤيدا وأحرقت قلبه وأظن أن هذا هو ذنبه !!
اممم لا اعلم إن كنت سأبقى معه أم أتركه ؟؟
لا كيف أتركه وأجعل هذه تستأثر بكل شئ ولن أجعل خالي فيصل يتشمت بي وكل من ألقوا بااللوم علي , خالد سيرجع لي حتما مهما جرى إنها نزوة وسيعود إلي بعد أن يعرفها على حقيقتها .... آآآآآآه ربي إني محتارة متخبطة ...
كانت تجلس على مكتبها والهم باد عليها وقد وضعت يدها على خدها في سرحان عميق ..
- مال القمر ساهما ؟؟
استيقظت من سرحانها لتجد الدكتور فارس أمامها ارتبكت وتأكدت من حجابها ..
طبعا لم تجبه اكتفت بتطنيشه والتظاهر بالانشغال .. بالأوراق التي على سطح مكتبها
- من سمح لك بأن تدخل مكتبي دون استئذان ؟
- هههه نحن لسنا في المنزل حتى يكون هناك استئذان بل نحن في مكان عام ..
- من فضلك اخرج من هنا فلست في استعداد لأن أضيع وقتي مع أمثالك ..
- اها أتطردينني وأنا ( وأشار إلى نفسه بتيه ) الدكتور فارس وإذا قلت لك أنني لن أخرج من هنا ثم وضع ساقه على الاخرى وأنا على استعداد تام لأن أساعدك في أي مشكله
- حقير ... سافل
وانطلقت بساقيها وغضبا يشتعل في صدرها متوجهة إلى مدير المستشفى وأخبرته عما لاقاته من الدكتور فارس فوعدها أن ينظر للأمر ... وأنه سيكف عن ملاحقتها .
كانت تشعر بالتخبط والحيرة يغوص في أعماقها لذا قررت أن تمنح نفسها إجازة لمدة أيام قليلة بحيث تستطيع فعلا ترتيب أفكارها المبعثرة .

مرت عليها أيامها رتيبة مملة كانت تتحاشى النظر إلى خالد أو محادثته فما زال جرحها ينزف ..حتى ضاق هو بذلك ..
وبينما هما يتناولان الغداء ..
- رباب هذا الحال لا يعجبني لم أعد أشعر إني متزوج .. لقد ضجرت من هذه الحالة ..
(نظراتها ترتكز على صحنها الممتلئ )وماذا تريدني أن أفعل لك ؟
- عودي كما كنت رباب الوردة الفواحة التي يضحك أركان البيت معها .
- للأسف ياخالد .. تجرحني وتدمي قلبي وبكل بساطة تريدني أن أنسلخ من مشاعري ؟؟
- كنت أظن ان سعادتي من سعادتك ...
- حينما تتوحد سعادتنا معا يكون ذلك سعادتي .. أما شئ يخصك وحدك وتؤثره علي فلست اعتقد أنه يهمني أن أسعدك فيه ..
- الحمد الله .. ونهض من على السفرة حانقا ..
بينما رباب .. أغمضت عينيها بألم ( مازلت أحبك أحبك جدا ) لكن رغم عني إن أعاملك هكذا يجب أن تعرف مرارة الأمر علي ..
.
.

مازلت تتظاهرين بالعناد والصمود لكن داخلك مكسور أنا أعلم ذلك جيدا لكن يجب أن تتقبلين ذلك .. لكن افتقدتك حقا آآآه رباه اشعر بشوق لها ,,
خطرت على باله فكرة ثم راقت له .. نعم يجب أن نسافر ذلك هو الحل لجفاء مشاعرنا

ولهي عليك.. يا حزني عليك .. أنا السبب .. أنا السبب ..
بهذه الكلمات كانت تتمتم سعاد بينها وبين نفسها فقد أخبرتها رباب بكل ماجرى ..
ولأنها أم فقد أغضبها الخبر .. أيتزوج على ابنتي ويؤثر عليها تلك الغريبة ... انه ضرب من الجنون ..


- اخبريني ياأمي ماذا أفعل أشعر أني منهارة جدا .. لا احتمل أن أراه يأتي بها .. سأجن .. سأجن حقا ..
- هدئي من روعك ياابنتي إنها نزوة وستنقضي صدقيني هم الرجال هكذا .. لكن اثبتي وحافظي على بيتك سيعود إليك أقوى من ذي قبل .. أسألي مجرب ..
- آآآآآه ياأمي منذ أخبرني وأنا لم أذق للراحة طعما ولا للنوم لذه ..
- ماعهدتك هكذا ضعيفة كوني كما ربيتك قوية لا تزلزلها الظروف .
- الآن استأذنك ياأ مي اشعر بأني غير قادرة على التركيز .
أعدت طعام الغداء وجهزته بدون أن تشعر ذلك فقد شغلت بابنتها ..

تنهدت ودمعت عيناها وهي تتذكر كلام ابنتها المنهارة ...
( سبحان الله إنها غيرة طبيعيه خلقها الله في المرأة و قوة تحافظ بها على كيانها )

جالسة على المقعد في الصالة أمام التلفاز تفكر وتضرب أخماس بأسداس ثم ابتسمت بسخرية ..
أين كلامي لخالد قبل أين وأين كله تبدل .. لكن بالتأكيد موقف الأمس غير موقف اليوم ..
بالأمس لم يكن يمثل في قلبي غير شيئا يسيرا لذا شعرت أني تقبلت الموضوع أما الآن فهو زوجي وحبيبي وكل ما أملك فصعب علي أن أرضخ .. بهذه السهولة .. لكن ماذا بيدي لن استطيع أن امنعه ... أف فليذهبا للجحيم .

هناك على أحدى الجزر الساحرة وبالتحديد في أحد الفنادق

كانا هنا خالد والرباب ..
فقد أتيا منذ سويعات وهاهما الآن يستعدان للنزول إلى إحدى المطاعم لتناول العشاء ..
رباب في نفسها كانت مسرورة على رغم من أنها تعلم أن هذا ما قبل العاصفة التي ستحل بها ..(أريد أن أنسى همي وأعيش يومي )
وخالد لم يكن بأحسن حالا منها فقد آلمه حالها وسعد حينما رأى السعادة بادية عليها (ليتني أمنحك إياها دوما والى الأبد )
كان الهدوء يعم المكان إلا من صوت الملاعق التي تضرب في الصحون مكونة سيمفونية رائعة ... يعشقها الجياع
وكم انزعجت رباب من الاتصالات التي تتوالى على محمول خالد وهو لا يجيبها لأنها علمت أنها سحر .. شعرت بالغيرة تحرقها حتى هنا تلاحقنا ..
تظاهرت بعدم الاهتمام .. ثم استأذن منها خالد لدقائق .. فاستشط بها الغضب .. انه لا يصبر عنها أبدا .. تبا .
انزوى هناك في احد الأركان بعيدا عن رباب .. وضغط برقم سحر ..
- الو .. السلام عليكم ..
- وعليكم السلام .. أخيرا تنازلت وأجبت على اتصالاتي ؟
- سحر كم من مرة أخبرك إذا رأيتني لم اجب على اتصالاتك لمرتين فهذا يعني أنني لا استطيع محادثتك ..
- اها ولماذا لاتستطيع ألهذه الدرجة تخشى ابنة عمك ؟
- المهم أنا الآن مشغول ..أكلمك لاحقا ..
- لحظة لكنني أريدك أن نتفاهم في موضوعنا ..
- ليس الآن فأنا في رحلة استجمام مع زوجتي وأرجو أن لا تحادثيني متى ماوجدت وقتا حادثتك ..
- نعم نعم .. في رحله ..حسنا اذهب له الان قبل أن تغضب ...

ضربت الأرض برجلها بقوة ..

سحقا .. لك كنت أظن أني استحوذت على تفكيرك لكن هي تبدو تنال جانبا منه ... حسنا .. حسنا سآخذه منك رغما عنك وأحرق قلبك وسترين .. اهنئي الآن فيه فهذه آخر الأيام تستمعين فيها مع خالد .


عاد إليها فوجدها تكتم انفعالها فابتسم ..
- مرحبا ..
- اهلا
- هيا لنخرج من هنا الى مكان جميل ...
( انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهته )
- هيا

كانا يسيران على الرمال والهواء اللطيف يداعبهما وأشعة القمر تنير لهما الوجود
ويبدوان أكثر سعادة من قبل ..
رباب .. شعرت بان هذه الرحلة هي هبة من الله لها لكي تهدأ أعصابها الثائرة كانت ممسكة بيد خالد بقوة كأنما تنشد الأمان وكأنما تستشعر حقا أنه لم يعد لها وحدها بل ستشاركه أخرى وتقاسمها فيه ..
انتبهت عليه وهو يقهقه ..
بهدوء ياعزيزتي يدي لن تطير ..
( ضحكت بحياء )
دعني التمس فيها الدفء اتستخسره علي ؟؟
هههههه ان شئت أعطيتك الأخرى أيضا ..
- أتعلم ياخالد أنني سعيدة جدا الآن ؟
- لم ؟ هل لأنك أتيت الى هنا ؟
- لأنك عدت خالدا الذي اعرفه الذي نبض قلبي بحبه .. الذي احتواني ثم تغير علي فجأة ..
- أحقا ياربا ب شعرت بتغيري ؟
- نعم وآلمني ؟
- أنا اعترف كانت أياما قاسية كنت اهرب منك .. من نظراتك اشعر بها تخترقني ..لكنني سأظل خالد للأبد ..
- رباب وفي نفسها تقول ( بل حبك الذي أنساك إياي وليتني اصدق هذا )
أتمنى ذلك يا خالد ..
(تعبا من المسير )
فجلسا في إحدى الكراسى المعدة للآستراحه ..
ظلت صامته لاتجرؤ على الحديث فلقد استعادت مامضى رغم عنها ... وقد أشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى .

هكذا اللحظات الجميلة تنقضي بسرعة من دون أن نشعر تماما كان هو حال رباب وخالد ..
لقد أعادت لهما هذه الرحلة حيويتهما والعلاقة الجميلة بينهما ..

واقفة أمام المرآة تتأمل التغيرات الجديدة التي أضفتها على مظهرها من صبغ لشعرها باللون الأحمر النحاسي وبتلك القصة الجديدة في شعرها وقد بدت حقا كاالقمر هي بلا شئ جميله فكيف بهذه التغيرات ..ابتسمت بمكر

- يااااااه كم أنا جميلة أليس كذلك يا أمي ؟؟
- ههه بالطبع أنت تسبين العقل واللب ..
- جميل أن يغير المرء من نفسه .. أشعر بالسعادة والابتهاج ..
- حينما يراك خالد حتما سيجن بهذه الملاك البشري التي أمامه
- آآآآآآه حقا أشعر بالشوق له ومعرفة ردة فعله حينما يراني لا بد أنه سينسى زوجته ويتركها (وبضحكة شيطانيه )هههههههههههههههههه
- هل أتممتِ استعدادتكِ للسفر ؟
- نعم انتهيت من حزم حقائبي ..
- مازلت غير مقتنعة بفكرة سفرك المفاجئة هذه .. وأشعر أن قلبي ينغزني ثم كيف تسافرين وخالد لا يعلم عن قدومك ؟؟
- مفاجأة ياأمي .. سأقتحم بيته وأحرق قلب زوجته بالتأكيد حينما تراني ستموت حسرة ..امم أمر جيد أنني اعلم عنوانه وإلا لما استطعت السفر إليه ..
- قد قلت لك أن جاراتنا مستعدة أن تعمل عملا تفرقين به بين خالد وزوجته ويصفو الأمر لك ..
- بابتسامة غرور لا عليك ياأمي أنا أريد أن يتفرقا بمجهودي انا بتعبي أنا فأنا واثقة على قدرتي على كسبه هذه المرة ولقد عاد خالد المتيم المجنون ههههههههه لكن إن الم تفلح مخططاتي فسألجأ لهذا الحل وأنت بالتأكيد ستكونين في نجدتي ؟؟
- ههه طبعا طبعا لكن أوسعي يدك ..
- ( غمزت لها ) يدي دائما واسعة ..
- والآن أريد أن أضع اللمسات الأخيرة فالطائرة قرب موعد إقلاعها ساعتين باالضبط ..

صباح الخير يارباب ..
صباح الورد ياحبيبي ..
لماذا استيقظت باكرا اليوم ؟
تعلمين لقد اعتدت على النهوض باكرا في عملي ..
- صحيح ..
- هل أفطرت ؟
- لا انتظرك ..
- حسنا هيا ..
في أثناء تناولهما الفطور طرأ على بال رباب الدكتور فارس ..
- خالد ؟؟
- نعم ..
- أريد أن أحادثك اليوم بشأن عملي
- خيرا ماالأمر ؟
- دعنا نفطر أولا ثم أخبرك ..
- حسنا .. على رأيك ..
انتبه خالد على صدح محموله بنغمة مسج فتحه ( اليوم ياحبيبي ستنتظرك مفاجأة تغير من مسار حياتك )
( غريب أمرك ياسحر على ماذا نويت )
ضغط برقمها لأكثر من مرة فوجد أن الهاتف يعلن عن أنه مقفل \ فاحتار أكثر ,, دارت في باله كل التوقعات ماعدا مجيئها إليه ..
نهض من السفرة وسط استغراب رباب من تحوله المفاجئ وسرحانه العميق .. ثم انتبه لها وأخرج نفسه قائلا :
نعم .. قلتي أن هناك موضوعا ستحدثينني فيه ؟
- أخشى أن الوقت غير مناسب ...
- لا تحدثي بل هو مناسب ..
أخبرته باختصار أنها تود أن ينقلها من المستشفى إلى غيره لأنها غير مرتاحة فيه
ماذا يعني هذا الكلام .. من أي ناحية أنت متضايقة ؟
- تخوفت من فكرة أن تخبره فهي تعرف ردة فعله أنها لن يرحمها وسيثور .. فليست بحاجة إلى المزيد من المشاكل التي هي في غنى عنها ..
بصراحة أنا لم ارتح لهذا المستشفى فسمعته سيئة وأنا لا أود أن أبقى فيه ..
- أو تظنين أن النقل سهل أنه يحتاج لوقت طويل .
- وماالمشكله سأنتظر االمهم أن لاأبقى فيه ..
- حسنا سأنظر في الأمر ...( شعر انه مشوش وغير قادر على التركيز
يمر الوقت على سحر ثقيلا ثقيلا فهاهي وأخاها في الطائرة وقلبها في الأرض حيث يقبع خالد ..كانت تشعر بفرحة عارمة تجتاحها ,, إنها تحسب الدقائق والثواني لكي تصل بسرعة ..
ويعود لها خالد وتقهر قلب تلك ... أخذت شيئا كما تزعم سحر ليس من أملاكها بل هو يخصها وحدها .
ضحكت بقوة وتمتمت { أي جنون فعلته , لكن لا يهم في سبيلك ياخالد }

خلد إلى النوم خالد على غير كعادته يبدون أن هناك شيئا ما يدور في رأسه .
جلست متململة .. { لم لا أكلم هندا فقد اشتقت لها }
- مرحبا هند السلام عليكم ..
- وعليكم السلام يارباب ...
- سبحان الله للتو كنت احدث هيثم بشأنك
- هههه وماذا كنت تحدثيه عني ؟؟؟
- عن صداقتنا وقوتها وبعض من المواقف المضحكة
- ههههه جميل جميل صديقتي مازالت لم تنساني حتى وهي عند زوجها
- ههه بالطبع أو أنساك أنا ؟؟
- هل من أخبار جيدة ؟؟
- امممم ربما هناك مفاجأة مذهله ..
- حقا ماهي ..
- ربما أكون حامل ..
- ماااااااااااذا حقا ..مبرووووووووك هههههههههه
- لست متأكدة بعد لكن حالما اتاكد أخبرك ..
- حقا إنها مفاجأة جميله وان شاء الله يكون صدقا هذا الكلام ..
ياااااااه ما أسرع ماانقضت الأيام ياهند ها أنت على وشك أن تصبحي أما .. سبحان الله ..
أتم الله لك يا عزيزتي .

صعدت لحجرة خالتي لطيفة ..
طرق الباب بخفه ,, فآذنت لي ..دلفت إلى الداخل فرأيت المسبحة في يديها وذاك الردايو الذي يصدح بالقران الكريم ..
شعرت بأجواء روحانيه في حجرتها ..
اقتربت منها ..
استقبلتني بابتسامة صافيه ..
- لم تنزلي اليوم ليس من عادتك ياخالتي ؟؟
- كنت اشعر ببعض الكسل فأحببت أن أمكث هنا ..
- لكنك تبقين وحدك
- ومافيها ياابنتي لو أدركت مافي الخلوة من سعادة ولذه لتمنيت أن تكون أوقاتك كلها خلوات ..
- اممم لم أفهم ياخالتي ..
- حينما تخلين بالله سبحانه فتذكرينه وتسبحينه ويمضي وقتك مابين انشغال بذكر أو دعاء والله هي السعادة ..
- نعم نعم .. صدقتي بارك الله في أوقاتك ..
- والآن دعيني أتركك في خلوتك كي أنظر في أمور البيت ..
- ههههه حسنا ياابنتي .. أعطاك الله كل عافية وقوة
خرجت من الحجرة وأغلقت الباب قلت في نفسي ( ليتني بعمق إيمانك القوي )
نظرت إلى الساعة فوجدتها العاشرة صباحا توضأت وصيت ركعتي الضحى
دعوت الله من كل قلبي أن يصرف عني شر تلك ( سحر )
وأن يقدر الخير لنا
أحسست براحة تسري إلي وخدر لذيذ يدب في
توجهت لحجرتي كي أنام قليلا .. فتحت الباب بهدوء سرت إلي رائحة الغرفة ..الله ماأجملها .. انها رائحة عطر خالد ..
نظرت إلى خالد وجدته مستغرقا في نومه .. ابتسمت ( احبك رغم كل شئ )

اف ماهذا الاتصال المزعج .. ابعد أن دخلت في نوم عميق استيقظ من إزعاجه ..
أرخيت سمعي لخالد ومكالمته الغريبة ..
المتصل : السلام عليكم .
خالد : وعليكم السلام ..
المتصل : هل أنت خالد يوسف ....
خالد : نعم أنا هو ذاته خير أن شاء الله ..
المتصل : يحدثك مستشفى .... نرجو حضورك الآن وعلى وجه السرعة ..
خالد : خيرا مالأ مر
إن حضرت ستفهم كل شئ ولا تقلق نفسك ..
خالد : حسنا .. وقت قصير وأكون عندكم .
التفتُ له بفزع خيرا من وماذا يريدون ؟؟؟
خالد بقلق واضح : لا ادري .. لا ادري لم يخبروني بشئ سأذهب وأرى ..
هنا قلبي زادت نبضاته واقشعر جسدي .. ويلي ربما أمي أو أحد من أهلي به أذى ..
لا اعتقد ذلك ...
ذهب خالد وأخذت بلا وعي أبحث عن جوالي فوجدته هاتفت والدتي ويدي تنتفض ..
اطمأننت على سلامتها وأنهم كلهم بخير ..
ارتحت نسبيا ومازال بعض القلق يعتريني ..

سار خالد بسرعة قصوى وهو يفكر لم يريدونني ؟؟؟
اللهم اجعله خيرا .. أشعر بانقباض في قلبي .. لا اله إلا الله
وصلت إلى المستشفى .. وهناك ..
خالد يوسف أليس كذلك ..
نعم باالضبط ..
لا بد انك مؤمن بالقضاء والقدر ..
- بالتأكيد ولكن ماالداعي لقول هذا الكلام ؟؟

هناك مريضة أصيبت بحادث وهي في حالة حرجة بين الموت والحياة .. ولا تنادي غير خالد خالد ..
خالد : مريضة ولا تنادي غير اسمي من هي يادكتور اجبني فلم اعد قادرا على الاحتمال ..
الطبيب : سحر حسين ....
خالد : ( ذهول وصدمة ) ماذا سحر ؟؟؟!!!!!!
اخذ يركض في المستشفى كالمجنون ولا يدري إلى أين يذهب باالضبط سأل الممرضات فأخبروه أنها في العناية ...
دخل وهاله مارأى ... الأطباء مجتمعون حولها والأجهزة تحيط بها وأنين ضعيف يصدر منها ..
ااقترب منها .. شهق مما رآآآآآآآه ..
لا هذه ليست سحر .. (وجهها به كدمات وحروق بليغه )
سحــــــــــر ؟؟؟؟؟
نظرت إليه اقترب منها أكثر رغم رفض الأطباء ..
أخذت دموعه تسيل يا ألهي ماالذي جرا لها ... ولم تحول شكلها هكذا ؟؟
شد على يدها بقوة .. التفتت إليه بوهن ,, فرت دمعة من عينيها ابتسمت
خالد ... الحمدالله أني رأيتك قبل أن أموت
خالد : صه لن تموتي ستعيشين باذن الله
سحر : أرجوك سامحني أريت ماقد جرى لي هذه نيتي السيئة كنت نويت بك وبزوجك شرا .. لكن يبدو أنها لن تتم .. عدني أن تسامحني وأن لا تنسى سحر ..
عدني أرجوك ..
خالد : لم يا سحر لم أتيت لقد سرت إلى حتفك لا محاااااااااااله ..
سحر بابتسامة واهنة .. انه قدري ياااااخالد.. قدري أن احبك وأعشقك وأسير بنفسي إلى موتى ,, آآآآآآه وزاد صوت الجهاز ثم توقف ,,,
سحررررررررررررررررررررر لا تذهبي وتتركيني لقد وعدتني أن لاتتخلي عني وتفجرت الدموع من عينيه كاالنهر ..
لا ترحلي
لاترحلي

.

.

وأسدل الستار على الراوية ...


تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -