بداية

رواية بعض المواقف صداها بالعمر باقي -39

رواية بعض المواقف صداها بالعمر باقي - غرام

رواية بعض المواقف صداها بالعمر باقي -39

أيامي التي عشتها معكم كانت أجمل ذكرى ..

و أروع مشاعر ..

بيسان...

ميس...

مايا ...

علاء ...

عبد الرحمن ..

ياسر ...

فيصل ..

و قمر ..

كلهم والله كانوا في مثابة أبنائي أنا ..

رغم أنني لا أعرف ما هو شعور الأمومه ..

لكنني أحسست بشيء أعجز عن وصفه عندما كنت معهم ..

أدرسهم ..

أطعمهم ..

أتحدث إليهم ..

فأحسب أن ذلك هو شعور الأمومه ..

جل ما أرجوه أن أكون قد تركت فيهم ذكرى طيبة ..

عن إنسانة أحبتهم من كل قلبها ..

سلوى ..

أم محمد ..

دلال ..

إيمان ..

لبنى ...

ليان ..

ما أكبرها من قلوب حانية ..

وقفوا إلى جانبي ..

أصروا على أن يضموني إليهم بكل حب ..

و أنا لم أستطع للأسف أن أقدم لهم أي شيء ..

خصوصاً عزيزتي الغالية و أختي الحبيبة .. سلوى ..

هذه كانت عائلتي أنا ..

عائلتي الجديدة ..

التي جعلتني أشعر بالفخر لأنني كنت فرداً منها في يوم ما ..

أما عنك أنت ..

لا أدري ماذا أقول ؟؟..

كنت أسمع عنك كثيراً ..

عن طيبتك ..

حنانك ..

حبك لكل من يحيط بك ..

كنت أغبط كل من له علاقة بك ..

لم أفكر في يوم من الأيام أنه من الممكن أن أقابلك وجهاً لوجه ..

أو أن أكون قريبةً منك إلى هذا الحد ..

أتذكر تلك المره عندما حدثتني فيها سلوى عنك ..

أن أكون زوجة لك ..

كم خفق قلبي حينها ..

أيمكن أن يكون هو من يسعدني ؟؟..

كنت قد نسجت حول حياتي معك تصورات كثيرة ..

كلها جميلة ورائعة ..

وأنت يا عبد الله ..

و الله يشهد أنك لم تقصر معي في أي منها ..

بالعكس ..

لقد قدمت لي ما لم أكن أتوقعه منك ..

أنت لم تخطأ ..

أنت دون أن تدري جعلت الحب يتسلل إلى قلبي ..

لم أشعر في البداية ..

لكنني شعرت بعد فوات الأوان ..

من كان يعلم !! ..

من كان يتصور !! ..

أنا نفسي لم أصدق !!..

ُأحب !!..

أنا راما أشعربالحب !! ..

لا ألومك إن قلت عني مجنونة أو ساذجة ..

فأنا كذلك ..

و من أجل هذا الحب ..

حاولت أن أبتعد ..

عرضت حياتي معك لمصيبة لم أتوقع أن تضر أحداً سواي ..

لكنني كنت مخطأة ..

أنت الآن تشعر بالخيانة ..

الألم ..

الحقد ..

الكره ..

ربما أكثر ..

أخفيت الكثير عنك ..

الكثير..

لكن أرجوك ثق ..

بأنه لم يكن إلا لأجلك ..

ولحمايتك ..

صدقتُهم ..

وندمت لأنني لم أخبرك بشيء ..

لن أجعلك تحقد على إنساناً آخر ..

لن أجعلك تفكر بالإنتقام من أحد آخر سواي ..

لأن قلبك الطاهر أسمى و أروع من أن يلطخ بتلك المشاعر السوداء ..

لكنها إن كانت لي أنا ..

فلا ضرر ..

لأنني أستحقها ..

عبد الله ..

أخر ما يمكنني قوله ..

كان صعباً علي أن أفتح قلبي من جديد ..

صعب علي أن أحب من جديد ..

صعب علي أن أحبك ..

لكن الآن ..

صعب علي أن ..

أنسى حبك ..

راما .. )

لقى نفسه قدام باب المستشفى ..

نزل بسرعه ..

سلوى كانت تنتظر عبد الله قدام غرفة سوسن ..

سلطان تأخر لأنه الطرق زحمه ...

كانت تمشي رايحه جايه في الممر وهي تفرك يدينها ..

يا ربي هذي واش قصدها ؟؟..

واش تبي بالضبط ؟؟ ..

الله يستر ..

لا يكون راما لها دخل بالموضوع ..

يووووووووه ..

رفعت عينها ..

إلا أخوها عبد الله جاي ..

سلوى فرحت : عبد الله !!!! ...

عبد الله بعد ما وصل لها....

سلوى وهي تحاول تكون هاديه : اسمعني زين .. سوسن اختفت من أمس الليل وتوهم الصبح اللي لقوها ..

الحين هي تعبانه مره .. صارت مشاكل الله لا يوريك .. المهم .. جلست تصارخ بكلام غريب ..

تقول نادولي عبد الله خليني أكلمه قبل ما تتدمر حياته .. و .. و كانت تتوعّد واحد ..

ما أدري .. الظاهر .. الظاهر اسمه سعيد .. اذا ما كنت غلطانه ..

عبد الله رفع راسه بحده وفي عيونه نظرات غريبه ..

نظرات ما فهمتها سلوى ..

كان فيها صدمه ..

ولهفه ..

وحزن ..

نظرات صعب تفسيرها ..

سلوى تلبكت : ع .. عبد الله خير واشبك .. انت تعرفه شي ؟؟ ..

عبد الله : بسرعه افتحيلي طريق .. خليني أدخل ..

سلوى ما تأخرت ولا دقيقه ..

دخلت الغرفه ..

سلوى : سوسن عبد الله هنا ..

سوسن كان دايخه من المهدئات ..

لكن أول ما سمعت اسم عبد الله حست النشاط دبّ فيها ..

سوسن بلهفه : عبد الله جا ؟؟ ..

سلوى : ايه ..

لفت الستاره حولين السرير ..

و نادت أخوها ..

دخل عبد الله الغرفه وهو على أعصابه ..

قرب عبد الله من الستاره عشان يسمع مضبوط : نعم يا سوسن ؟؟.. ..

****

سوسن تبكي : وهذا اللي صار ..

عبد الله كان واقف في مكانه..

ما تحرك ولا حركه ..

كان معطي ظهره لسلوى ..

فما قدرت تشوف ملامحه ..

أو أثر كلام سوسن عليه ..

كانت راح تفتح فمها ..

لكن ..

عبد الله : وهو وينه الحين ؟؟ ..

سوسن تصرخ : الله لا يرده بعافيه .. ما أدري عنه .. ما أدري عنه ..

عبد الله نزل راسه : تدرين يا سوسن .. ان الله يمهل ولا يهمل ..

ولعلمك أنا صحيح كنت نادم ومقهور .. قبل ساعه من الحين ..

لكن الآن ..

حتى لو ما كنت قلتيلي شي ..

حبي لها باقي مثل ماهو ..

لف عنها ..

وسوسن فكتها صراخ مره ثانيه ..

عبد الله كانت عيونه في كثير ..

كثير ..

يا الله يا ربي سامحني ..

سامحني يا ربي على اللي سويته فيها ..

سامحني يا ربي على ظني السيء ..

حس انه شوي راح يبكي ..

كان يتذكر كلام الرساله في كل لحظه ..

سلوى كانت مكتمه ..

الحين فهمت واش كان قصد راما في أبها ..

خرجت من الغرفه ورا أخوها ..

سلوى لما شافته ساكت .. بخوف : عبد الله .. ؟ ..

عبد الله رفع راسه وهو يحاول حبس الدموع : ظلمتها يا سلوى .. ظلمتها .. الحين ..

والله لو سار لها شي مستحيل راح أسامح نفسي .. مستحيل ..

*****

الساعه كانت اثنين الليل ..

عبد الله ما اتحرك من مكانه ..

كان جالس جنب غرفة راما تماماً ..

يبغى يشوفها ..

يسلم على يدها ..

يضمها ..

يعتذر ..

صحيح انها تتحمل المسؤوليه على اللي صار ..

لكن عبد الله حط كل المسؤوليه على نفسه و بس ..

حس بعطش ..

نزل يشتري مويه ..

وهو أسفل ..

فك قارورة المويه البارده ..

تجرعها ببطء ..

يبغى يحس بالبروده شوي في جسمه ..

وبعد ما نزلها من فمه ..

لفت نظره طفلين ..

بنت و ولد ..

جالسين على كراسي الانتظار ..

كانوا صغار ..

يلتفتون حولهم في براءه وحب استطلاع ..

عبد الله افتكر عياله ..

ابتسم ..

شويه قطع عليه المنظر رجال جا يتكلم معهم ..

عبد الله ما كان شايف و جهه ..

قاموا الصغار من الكراسي ..

أول ما لف الرجال وجهه ..

عبد الله رفع حواجبه : إياد !!!! ..

مشي إلين وصل لهم ..

إياد ابتسم أول ما شاف عبد الله ..

وبعد ما تصافحوا ..

عبد الله وهو يطالع في الأطفال : عيال سلمان ؟! ..

إياد : ايه .. سيف وسمر .. أمهم أصرت اني أجيبهم ..

عبد الله نزل لهم ..

خلى نفسه في طولهم ..

و بأحلى ابتسامه : أهلاً .. كيف حالكم ؟؟..

سيف رد : الحمد لله ..

سمر كانت تحاول تخبي نفسها ورا أخوها ..

عبد الله مد يدينه وشالها .. : أهلين سوسو ..

ذكّرته بقمر ..

سمر كانت تطالع فيه بخوف ..

سلم عبد الله على خدها ..

ونزلها على الأرض ..

عبد الله : الله يحفظهم ..

إياد : آمين .. يللا يا حلوين عشان لا نتأخر على أمكم ..

أول ما مشيوا ..

رن جوال عبد الله ..

عبد الله : السلام عليكم ..

إبراهيم : هاااااااه ( يتثاوب ) وعليكم السلام عبادي .. لساعك في المستشفى ..

عبد الله : ايه .. وانت داق بس عشان تسمعني تثاؤبك ..

إبراهيم : خخخخخ .. و الله نعساااااان ..

عبد الله : كيفهم العيال .. ؟؟

( عبد الله بلغهم إنه راما تعبانه في المستشفى ) ..

إبراهيم : جننوني من يوم ما كلمتهم وهم يزنون يبغون يروحون لها ..

عبد الله تنهد : يللا .. إن شاء الله تقوم بالسلامه و يزورونها ..

إبراهيم : المهم .. كنت حاب أقلك إنه الشرطه تدور على الـ .. الـ .. واش أختار سبه ؟؟

واش أختار .. واش تختار يا إبراهيم ؟؟ ..

عبد الله : برهوم خلصني ..

إبراهيم : خلاص بس حبيت أطمنك ..

عبد الله : تسلم .. بس إذا لقوا أي شي بلغني ..

إبراهيم : ولا يهمك .. مع السلامه ..

عبد الله : مع السلامه ..

قفل السماعه ..

وطلع مره ثانيه ..

افتكر انه يبغى يسأل الرسبشن عن دوام الدكتوره ..

و بعد ما سأل ..

الموظف : آه .. دكتور عبد الله ..

عبد الله : هلا ؟؟..

الموظف : في واحد من أقاربكم سأل قبل شوي عن رقم غرفة المريضه ..

عبد الله قطب حواجبه باستغراب : وهو وينه الحين ؟؟ ..

الموظف : بلغته انه الزياره ممنوعه لكنه أصر ينتظر .. تلاقيه عن الباب الحين ..

عبد الله بسرعه : شكراً ..

عبد الله تحرك بسرعه للغرفه ..

مايدري ليه قلبه يقله انه في شي ..

راح للغرفه ..

ما في أحد عند الباب ..

الممر كان فاضي ..

حط يده على مقبض الباب البارد ..

هو طوال ذيك الفتره ما دخل ..

مع انه يقدر بالدس ..

لكن كان يبغى يعطي نفسه فرصه للتفكير ..

قلبه كان يدق ..

فتح الباب بكل بطء ..

هدوء ..

ما صدر أي صوت ..

الستاره كانت مغطيه على السرير ..

بحيث انه الداخل مع الباب ما يقدر يشوف المريض ..

عبد الله تقدم بهدوء ..

......... : أخيراً وصلت لك ..

عبد الله انتفض جسمه أول ما سمع الصوت ..

وبسرعة البرق فتح الستاره ..

*****

إبراهيم : نعم ؟؟ ..

فتحي : بدري .. سنه عشان ترد .؟؟...

إبراهيم : نعساااااااااااااااان أبغى أنام .. خير جد جديد في الموضوع ؟؟..

فتحي : كشفوه .. الحين رايحين يقبضون عليه ..

إبراهيم فز من سريره : وين .. ؟!!

فتحي : دخل لمستشفى ( ..... ) .. الحين راح يدخلون وراه ..

إبراهيم تفاجأ : عبد الله .. خليني أبلغه ..

قفل السماعه ..

دلال كانت نايمه وانزعجت منه .. و بصوت ناعس : إبراهييييييم ..

إبراهيم كان يلبس ثوبه .. بسرعه : كملي نومك كملي نومك .. أنا ماشي ..

******

سعيد كان يبغى يعطي راما كلام مسموم قبل ما يحاول يسوي أي شي ..

مع إنها نايمه ..

ما دري إلا بصوت الستاره وهي تنفتح و أحد ناط عليه ..

سعيد تفاجأ صار يرافس و يصرخ .. وهو يحاول يفك نفسه ..

عبد الله ليقاته البدنيه عاليه ..

مستحيل يقدر عليه سعيد ..

لكن المشكله انه كانت معه أدوات حاده ..

عبد الله وهو في خضم المضاربه و بأعلى صوته ..وكل قهره : يالحقير يالسافل ما كفاك اللي سويته ..

انت تحسب انه ما وراها أحد ..

سعيد كان يحاول يدخل يده في جيبه ..

لكن عبد الله ما أعطاه فرصه ..

جلس يضرب فيه و يضرب ..

وسعيد نفس الشي ..

عبد الله كان كل همه انه يبعده عن راما ويطلعه برا الغرفه ..

جره عبد الله مع بلوزته و دفه بكل قوته على دولاب صغير..

صقع فيه سعيد بقوه ..

كان على الدولاب مزهريه ..

طاحت و تكسرت ..

سعيد هذي فرصته ..

مد يده و أخذ قطعه ..

مع انه دايخ من الضرب اللي أكله ..

عبد الله جري عليه بكل سرعه : اطـــلــــع بــرااااا ..

سعيد جرح عبد الله في يده بالقطعه اللي معه ..

لكن عبد الله ما كان يحس بشي اسمه ألم في ذاك الوقت ..

تكسرت أشياء كثيره في الغرفه ..

غير الدمان الحمرا ..

جوال عبد الله اللي طاح من جيبه كان يرن ..

انفتح الباب ..

إلا الممرضه واقفه ..

صارت تصرخ من الفجعه ..

عبد الله اغتنم الفرصه ..

ودف سعيد بكل قوته مع الباب ..

طاح سعيد على الأرض برا الغرفه ..

عبد الله لحقه ..

الممرضه كانت تنادي حقين الأمن ..

سعيد طّلع سكينه كبيره من جيبه في حركه سريعه ووقف ..

كان مفجوع ..

مقهور ..

محروق ..

ما توقع في لحظه انه شي مثل كذا ممكن يصير ..

سعيد : ههههههه .. مسكين .. لعبت عليك .. ما تدري إني لعبت عليها قبلك ..

عبد الله وصل قمة غضبه ..

لكن .. ابتسم : انت المسكين .. ما تدري اننا كلنا كنا نلعب عليك مع سوسن ..

سعيد امتقع وجهه ..

لا ..

مستحيل تكون ضحكت علي ..

أنا اللي ضحكت عليها ..

سعيد بقهر : هذيك أخذت جزاءها الحين دورك انت ..

هجم سعيد على عبد الله بكل قوته وهو يضحك مثل المجنون ..

عبد الله انتبه لرجال الشرطه اللي طلعوا ..

الدور فضي ..

الناس كلها شردت ..

سعيد ما كان داري عن شي ..

فجأه ..

سمع صوت شي ..

اصطدم بجسمه ..

الرؤيه صارت مهتزه ..

مغبشه ..

الأرض قربت منه أكثر ..

طاح على ركبه ..

طاحت السكينه من يده ..

وهو يحاول يتنفس ..

رفع عينه لفوق ..

عبد الله كان يطالع فيه بإستحقار ..

كل هذي اللحظات ما أخذت جزء من الثانيه ..

وقف بكل سرعه بالرغم من انه انضرب ..

وجري على أسفل ..

جري و جري ..

و الشرطه وراه ..

كان يلهث ..

يلهث ..

جري ..

وجري ..

نزل مع الدرج بسرعه ..

أول ما طلع مع باب المستشفى للشارع ..

طبعاً كان فيه مين ينتظره ..

قدر يتفلت منهم ..

نط بكل سرعه ..

وهو في الشارع ..

والناس كلها مراقبه الموقف بترقب ..

ما حس بنفسه إلا وسياره مسرعه باتجاهه ..

فايز يصارخ في السياره : لا ..لا .. في شرطه ابعد يا نزار .. ابـــعــــد .. ابــعــــــد ..

لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..

طااااااااااااااخ ..

صريخ ..

زعيق ..

آهات ..

دماء ..

أجساد متناثره ..

نيران مشتعله ..

******

سعيد كان جسمه مقطّع ..

مرمي على الشارع و كله دم ..

رفع راسه وهو ينازع : .. أ .. أقتلها .. لـ .. لازم ..

شهق شهقه قويه ..

و طاح راسه على الأرض . .

الضابط : ايوه فتحي .. لا .. بس عندنا أربع جثث على الطريق ..طيب .. طيب .. مع السلامه ..


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -