رواية روحي لك وحدك -33
استغربت من انتقاله بين المواضيع , وردت عليه بهمس : اللي تبيه ريما , هاذي حياتها وراح تعيشها بنفسها ,سمعوا صوت العنود : يا نااااس , تعالوا هنا , نبي , نشرب الشاهي ,
التفت منصور لها وأشر بيده انهم بيجونها , ورجع يناظر ربى ومد يده لها ترددت تمد ها له
وهمس : عنود تطالعنا , عادي لا تكبرينها ,
مدت يديها ليده , شعور بالامان سرى في قلبها , وقررت انها تكون طبيعيه , بعد ما وصلت لخالتها والعنود , قعدت على الكنبه , وقعد منصور بجنبها , صبت العنود الشاهي في الاكواب , لكن ام محمد استئذنت منهم ودخلت عشان تنام ,
العنود : كح كح , شكلي فضوليه
بينكم , ما راح اشرب شاي عشان ما اسهر يالله بالأذن .
ربى : عنيد عن السخافه
عاد . والا تبين تتغلين ,
منصور : والله انا انصحك وبشده روحي نامي ,, ضحكت
العنود وطالعت ربى : اقولك اخوي انا ادرى فيه ,,
طلعت العنود والتفتت ربى
لمنصور : ليه كذا بتزعلها , مافيه شي خاص اصلا عشان تتركها تروح .
منصور :
خلها تنام ابرك ,
رجعت ربى كاسة الشاي وقامت : انا بدخل انام عن اذنك , مسك
منصور يدها ورفع عينه لها : وتتركيني هنا بالحالي , هزت كتفها من الاحراج , وقف
وبهمس : روحي نامي ,
انسحبت بسرعه من الموقف , ودخلت غرفتها ,
زهق منصور
من ثقلها , وقعد يشوف التلفزيون , يبي يقضي الوقت , متأكد انه لو دخل الغرفه الحين
ما راح يملك نفسه , ويمكن يتطور الموضوع ويغصبها على شي , ويكرر مأساتها ثاني ,
تنهد بعمق ومد جسمه على الكنبه , وبدون شعور غفت عينه من التعب ,
لبست بيجاما
حرير , ورفعت شعرها بعشوائيه مثل كل مره , نظفت وجهها من المكياج الخفيف , وتعطرت
ودخلت في فراشها , بعد ما راحت للطرف الاخير منه , غمضت عيونها تبي تشعر بالنوم قبل
يجي منصور , لكن تفكيرها فيه وفي ريما , وفي حياتها استحوذ عليها ,
مرت ساعه ,
واستغربت ان منصور للحين ما دخل الغرفه , اكيد تضايق من اسلوبها معه ,
شافت
ساعتها اللي كانت على الساعه ثنتين ونص , بدت تقلق , خافت لا ينام في الصاله وتشوفه
خالتها وتصير مشكله , او لا يكون طاح ,بسرعه نطت من السرير , وطلعت من الغرفه بهدوء
, تسحبت للصاله بخطوات هاديه , وشافته نايم على الكنبه ومنظره يقطع القلب , كان ضام
يديه الثنتين على صدره , , قربت منه , وهمست : منصور ,
ما رد عليها . قربت
اكثر ونزلت لمستواه وشافت هدوئه , ورددت منصور , ما تحرك , خافت لا يكون فيه شي ,
مدت يدها لقلبه تبي تحس بتنفسه ودقات قلبه , وحطت راسها تبي تسمع , لما سمعت دقات
قلبه تنهدت من الخوف , وهمست : الحمدلله ااااه يا رب ,
فتح منصور عينه بعد ما
حط يده على يدها في صدره : لذا الدرجه خايفه علي ,
انصعقت منه وحست بالقهر انه
يختبرها وطلعت للغرفه وتلحفت ما تبي تحكي معه كلمه زايده ,
بعد لحظات دخل
منصور في الفراش وطالعها متلحفه , ابتسم بعد ما تطمن انه ما بقى على رضاها الا
خطوات بسيطه ,
انهارت بعد ما طلع , مب عارفه كيف تتفاهم معه , بيسافر على
الفجر واكيد هو بمثل شعورها يحس بالتوتر والضيقه , فكرت تروح له بس نفسها ما
طاوعتها . شعور قاسي انك تستجدي عواطف انسان هو في حاجتك اصلاً لكن نشأته كانت
السبب الرئيسي في غموضه , بدلت ملابسها وخذت لها شاور ينشط خلايها الضعيفه , لبست
لها قميص من القطن الخفيف , مزين بتطريز رقيق على اعلى الصدر , وبكم قصير يتدلى من
اطرافه الجبير الدقيق ,
, تعطرت بكثافه وتمنت انه يكون في الغرفه , لكن خيبتها
كانت كبيره لما شافت غرفتها فاضيه , توقعت انه يمكن يرجع , يفصلهم عن السفر ساعات ,
مشت للباب ,وقررت انها تروح له , تتكلم معاه أي شي بس ما يكون اخر لقاء لهم كله
جفاء ,
بعد ما فتحت الباب ,ارتجفت حيا ,من شكلها , وتراجعت خطواتها مره ثانيه
ورجعت غرفتها , ترددها ارهقها , حياها منه , مشاعر كثيره سيطرت عليها في لحظه
ومنعتها تسوي الشي اللي هي تبيه ,
بعد ما دخلت في فراشها , استرخت على المخده
, وغمضت بعيون متعبه , صورته في بالها , شكله , كل شي يحيطه مر في بالها , تسارعت
دقات قلبها بقووه , حبها له واضح , بس
تمنت منه انه يتقدم خطوه ويشعرها ان كل
اللي صار تحت ماله معنى وانها اغلى انسان بحياته , تمنت يقولها كلمه بسيطه , يا
قلبي , يا دنيتي , يا روحي , أي شي بس ينطق ,
توترت اصابعها ورفعت الملحف ,
ونزلت من سريرها بهدوء , حركت شعرها على فوق بدون ترتيب , نزلت خصلها على خدها
بطريقه خياليه , وطلعت من الغرفه , ,فتحت باب المدخل المطل على جناحه , الهدوء
يسيطر على المكان ,
تسارعت دقات قلبها اكثر واكثر وصارت رجفتها تمشي بهدوء في
مفاصلها , زمت شفايفها ,,
وطقت باب غرفته بهدوء ما سمعت رد , توقعته بيكون
نايم , ففتحت الباب بهدوء تام , انصدمت ان سريره مرتب , وخالي وبرودة الغرفه طغت
على المكان , سكرت الباب , وتراجعت للباب اللي يدخل على المكتب , بدقه خفيفه ما
تذكر , اصدرت صوت على الباب وجاها صوته : نعم .
فتحت الغرفه بهدوء تام ,
واصبحت المواجهه بعد ثواني ولازم تتماسك وتدور الكلمات المناسبه ,عشان تتكلم معه ,
كانت الغرفه تسبح في ظلام الا من ضوء المكتب ,
شافته جالس يكتب , ولسى بثوبه ,
شعره الكثيف معطيه شكل خيالي ومو طبيعي , بانت الهالات من انعكاس الضوء على وجهه ,
وبأمكانها تشوف كل شي بشكل واضح من مكانها ,
تقدمت بخطوات اكثر وانتصفت في وسط
الغرفه ,
نزل القلم من يده على الاوراق اللي قدامه , وشبك يديه في بعض , لما
شافها دخلت , تسارعت نبضاته , والتزم الهدوء عشان يقدر يتحكم في مشاعره ,
ناظرها
بعيون مثقله من الوجع , وارتباكها كان واضح جدا , هزت كتفها ورفعت يديها تبي تتكلم
, نزلتها بضعف والتفتت للجهه الثانيه تحاول تدور الكلمات المناسبه اللي تبتدي بها
حوارها ,
رجعت تناظره مره ثانيه لكن عيونها كانت مليئه بدموع الالم والضعف
والشوق , نظرتها كانت شفافه , هزت راسها بعفويه ورفعت يدها لشفايفها تبي تضغط عليها
ما تطلع صوت بكائها ,
وقدرت بصعوبه تنطق : انا تعبانه ..,
قام من كرسيه
بسرعه وبخطوات سريعه قرب منها وحضنها من خصرها , ورفع يده الثانيه لشعرها يهديها ,
بطريقه ابويه , وبهمس : لا لا يا بعد عمري لا تصيحين , كله ولا دمعتك غاليه علي ,
طلبتك ,
ما قدرت عبير تمسك نفسها وكلماته تسقط في قاع فؤادها , وارتجفت بقووه
بعد ما دفنت وجهها في صدره وصوت صياحها غالب على هدوء المكان , حضنها اكثر واكثر
وهو يحاول يشعرها بالامان , لحد ما استكانت بين يديه وهو يمسح دموعها بيده , وبكم
ثويه , وبهمس اكثر : ارجوووك لا تزيدين علي , ترى اذا شفتك متضايقه احس بغصه تذبحني
,
عبير وانفاسها المتوتره واضحه : مو لازم تسافر , اعتذر منهم قلهم أي شي ,
ابيك معي , انا بدونك حياتي مالها معنى , ضمها بقووه وكلماتها تؤثر في نفسيته وترفع
من معنوياته
سلطان : عبير انا لازم اسافر , هذا شغل مهم وماراح ائتمن عليه احد
, واللي غرس غلاك في قلبي ,اني راح اخلص بسرعه وارجع لك ,
رفعت يديها وتعلقت
برقبته وريحت راسها على كتفه وبخجل : ما اصدق اني معك الحين , احس اني في حلم ما
ابي اقوم منه , وبهدوء : سلطان
ضمها بقوه اكثر : لبيه ,
عبير بخجل : كل
المشاعر ذي في قلبك وحرمتني منها ,
رفع وجهها بيده وناظر عيونها : طلبتك تنسين
الماضي , ونبتدي صفحه جديده ,
همهمت بموافقتها وضمته تبي تشعر بحقيقة الموقف ,
ذهولها من صراحة سلطان معها , كانت كبيره , بس قررت انها تفديه بروحها وتكون له
رووحه اللي تحتويه , حررت نفسها بعفويه وتكلمت :اكيد سهرتك , بخليك تنام احسن وراك
سفر ,
مسك يدها وبصوت واطي : ما راح انام الا بجنبك , خذيني معك ,
ضحكت
عبير بحياء , ورجعت لغرفتها , دخلت فراشها وراحه تغمرها انها قدرت ترضيه قبل ما
يسافر وتكبر الفجوه بينهم , ارتسمت بسمتها على شفايفها , تذكرت احتضانه لها من
لحظات , غطت وجهها بيدها , واحمرت خدودها وهي تسترجع االهمسات اللي بينهم ,
وفي
لحظه سمعت صوت الباب وسلطان , واقف عند الباب يطل براسه وبصوت مبحوح : ممكن انام
هنا ,
ارتفعت عبير من المخده ,وبأيماءه من عيونها التقت نظراتهم , ودخل سلطان
سريرها وبهمس
: لو كنتي بس مو طالعه من عمليه كان سهرتك للفجر ,
ضحكت
عبير بدلع : ابي اسولف معك طيب ,
سلطان بحنان : يا رووحي , انا كلي لك , تعالي
بقولك شي ما ابي أي احد يسمعه غيرك , ضحكت عبير اكثر وقربت خدها له تبي تعرف وش راح
يقول لها لكن همسات سلطان كانت اقوى من كل الكلام ,
كان اسوأ يوم مر عليها في
حياتها , ما تقدر تستوعب اللي صار كله . نامت ساعات بسيطه لا تتجاوز الثلاث بعد
وصولها لبيتهم , ما فتحت جوالها من بعد ما وصلت لأن صدمتها في راكان كانت كبيره
وردة فعله على الموقف كانت اكبر من احتمالها , بعد ما قامت اليوم , شافت مكان امها
خالي , مسكت ساعتها اللي كانت عند راسها وشافت الوقت يأشر على تسع الصباح ,
رفعت
ملحفها وقامت من السرير , بدلت ملابسها وخذت لها جلابيه قطن ناعمه وطلعت تشوف امها
,
لقتها في المقلط وعندها صينية القهوة , ومتمدده على جنبها بالها بعيد ,
خذت
نايفه نفس عميق لأنها ما تكلمت مع امها من البارح ,,
وحاولت تكون قويه , جثت
بركبتها جنب امها وقعدت على جنب متكيه على يدها وشافت امها وبصوت خافت : صباح الخير
لأغلى ام في الدنيا ,
ردت عليها امها : صباح الخير يا قلبي , ومسحت دمعه ,
وقعدت بهدوء تبي تتشجع اكثر
نايفه : افاااااا , لا تصيحين يا يمه , اللي خلقني
ما راح يضيعني , اذا الله كاتب لي نصيب معه , بتنحل اموري , واذا الله مو كاتب , مو
نهاية الدنيا , بكمل دراستي وبشتغل , وبصرف على نفسي , تكفين يمه لا تتكدرين ,
تكلمت
ام نايفه بحزن وهي تقلب المنديل بيدها وعينها بالارض : يا قلبي , انا راضيه باللي
من عند ربي لكن راكان ما خبرت عليه شي يخرب علاقتك معه , وش ذا المشكله اللي منتي
راضيه تقولين لي عنها , يمك انتي تنقصك الخبره وبعدك صغيره , الحرمه ما تترك بيت
زوجها عشان أول مشكله , عطيه فرصه يثبت اذا هو على حق او لا ,
خذت نايفه نفس
عميق وتنهدت : وانا ما عطيته فرصه ,, انا طلبت منه يحكي عندك وهو رفض , واصر على
موقفه , ولا يستشهد بأمثال تغث ,
يمه اللي صار يخصه هو , لكنه رافض يعترف
بالخطأ, طيب اذا كان كل شي مو صحيح , ليه يتنرفز ويعصب بدون داعي , خليها على الله
يمه ,
ام نايفه بخجل : طيب انتي ما قلتي لي وش السالفه يا عمري ,
نايفه
بثقه : طلبتك يا يمه انسي الموضوع , وربي راح يفرجها علي , انا من عرفته ما قد
اخطيت بحقه , تنهدت مره ثانيه , وخذت ترمس القهوه تصب لأمها ,
تمدد على كنبة
الصاله , ورجع يده تحت راسه وناظر السقف , من دخل البيت اول البارح لحد اليوم
الصباح ما ذاق شي , يطالع مكانها كل شوي , سريرها ملابسها , عطورها , كلها تتكلم عن
فقدها لصاحبتها , اجل وش يقول هو , اللي يمر الوقت بحضورها كأنه ثانيه , وبغيابها
كأنه دهر ,
راجع تصرفاته وكلماته المتهوره , طول عمره عصبيته فالته , بس يرضى
بسرعه ,لكن اليوم كان موقف يصعب احتماله , خذلته نايفه لما صدقت كل شي وتركت بيتها
,
تذكر نظراتها , كان فيها شي مؤلم , كانت رغبته انها تكذب كل شي وتصدق كلامه
هو فقط ,
لكن هجومها عليه احزنه بشده , رجع يتخيلها , تمنى انه في كابوس ويقوم
منه الحين ,
تمنى انها تدخل الحين , وتغمره بعاطفتها , يبي يهمس لها عن شوقه
لها , صار له ايام ما شم ريحتها , تنهد بقوووووه وغصه بحنجرته من فقدها , وبعد
لحظات شاف اتصال من مشاعل , كان اخر شي يبي يشوفه ,
كررت الاتصال وبعد فتره رد
عليها بدون نفس : مرحبا
مشاعل : وش فيك تقولها بدون نفس , وين نايفه ما ترد
على جوالها ,
راكان بحزن : اااه , مدري ,
مشاعل بتريقه : سلاااامتك من
الاه يا خوي , وشفيك , لا يكون نيوف زعلانه عليك وانت متعذب عشانها ترى بسنعها لك ,
كانت تتكلم بضحك واخر شي يبيه راكان في ذا الوقت المزح ,
راكان بحزن : نايفه
في بيت اهلها ,
مشاعل بروع : وشو , ليش , وش السالفه ,
راكان : مشاعل
سكري الحين راسي مصدع ومابي اتكلم ,,
الصداع رهيب وكل ما مر عليه الوقت يحس
بينفجر من الالم اللي في جسمه , شعور صعب ,
ونفسيته طاحت في القاع ومنظرها في
اخر لحظه لمحها قطع قلبه من الالم ,
اتصلت مشاعل بسرعه في بيت ام نايفه وجاها
صوت والدتها بهدوء : هلا يا مشاعل
مشاعل بقلق : خالتي وش المشكله , وش صاير
طمنيني فديتك ,
ام نايفه بهدوء : والله يا بنتي مدري عن شي ونايفه رافضه تتكلم
, خليها يمكن تهدى اعصابها شوي وبعدين تحكي ,
مشاعل : ممكن ازوركم يا خالتي
,
ام نايفه بحزن : البيت بيتك يا قلبي ,,
كانت نايفه تقطع شرائح الفلفل ,
والبصل , ودموع عينها تنساب بهدوء من اثرها
جهزت الصحون والاكواب , ووضعت
مقادير الطبخ في قدر الضغط , وانتظرت على كرسي المطبخ وهي تسبح في عالمها , راقبت
المطبخ الصغير , رجعت له بعد غياب فتره ليست , طويله , اشتاقت للهدوء , ولوحدتها في
عالمها الخاص , اشتاقت ان تغسل صحونها بيديها ,
دللها راكان وكأنها اميره
مترفه ,
تسائلت ماذ يفعل , ومتى نام , , ام شاركها تلك المشاعر واضرب معها
في
التقاء روحيهما على بعد ,
بعد ما انتهت من المطبخ , دخلت تأخذ شاور , حتى تجهز
صينية الغداء لأمها ,
لفت الفوطه على شعرها المبلول , وطلعت تسكر على القدر
الصغير , تفاجئت ان مشاعل في منتصف صالة البيت الصغير تحادث والدتها ,
سلمت
عليها بحب , واعتذرت منها ترتب نفسها , دخلت للمطبخ ومشت بشكل آالي ,
جهزت كل
شي بشكل سريع ,
دخلت لغرفتها وجففت شعرها بسرعه ,
ودخلت عند مشاعل في
المقلط , تقدمت بخطوات هاديه وجلست بجنبها , بعد مالمحت امها تمسح دموعها , تكلمت
بثقه : وشرايكم انكب لكم الغداء ,
مشاعل : نايفه اتركي الغداء وكل شي , يا
قلبي , انا مب راضيه انك تتركين بيتك , عشان شي ما يسوى اكيد ,
طالعت نايفه
حجرها ومسكت اصابعها بعجز : متأكده انه ما يسوى ؟
مشاعل : ما راح اكذب عليك
انا سئلت راكان لكنه رفض يتكلم معي , انا ما قدرت اقعد في بيتي ثانيه وانا عارفه
انكم بينكم مشكله ,
نيوف ترى يمكن عشان اخوي كبير عليك صعب تفهمينه , انا بشرح
لك ..
قاطعتها نايفه بهدوء : صدقيني العمر ماله دور ابداً ,,
مشاعل :
نايفه يا عمري , انتي اكيد عاقله وراح تفهمين عذر راكان لك , احنا مو عارفين
المشكله بس عطيه فرصه يثبت لك وجهة نظره ,,
تكلمن نايفه بضيق : لا تحاتين ,
ربك بيحلها ان شالله ,
مشاعل : طيب عشان خاطر الوالده قومي معي نروح
لبيتك..
طالعتها نايفه بحزن قضى على كل مشاعر الامل : انا ابي ارتاح عند امي ,
سامحيني ما اقدر ارجع , ربك يفرجها ,
قامت نايفه تجهز الغداء ومشاعل تحاول
تمسح دموعها بعد ما شافت مقدار الالم اللي غمر نايفه من دقائق ,
فتح عيونه على
صوت غريب , صوت من دورة المياه , نزل من السرير وقرب من مدخل الباب و وسمع صوت احد
يرجع . استغرب , اكيد ان ربى هي اللي داخل ,
وش فيها , انتظر عند باب المدخل
لحد ما طلعت ربى وفوطتها بيدها وهي تمسح وجهها وتأخذ نفس ,
تفاجئت انه واقف
عند الباب , وتكلمت بهدوء : منصور وشفيك ؟
منصور : انتي كنتي ترجعين , ارتبكت
ربى وماعرفت وش ترد عليها , ما قدرت تجيب كذبه
لأن منصور قرب من يدها , وتكلم
:ربى انتي ليه ترجعين تكلمي ,
ربى زمت شفايفها وتكلمت : شي خاص فيني مو من حقك
تسئلني ,
منصور ماسك نفسه ما يبي ينفجر فيها : ربى تكلمي وشفيك , وش قصدك مو
من حقي ,
تكلمي وش مخبيه علي ,
رفعت شعرها بعجز وهي تهز يديها في الهواء
: انا حامل ,
منصور بروع : حا م ل ,, وش تقصدين حامل من متى وشلون ,
ربى
بقلق : وشلون يعني , نسيت , قاطعها منصور بضجر : ما نسيت , بس متى عرفتي , تكلمي
يالله ترى صبري قل .
عرفت من فتره ,
منصور باستغراب : عرفتي وما قلتي لنا
, انتي شلون تحتفظين بشي ننتظره انا واهلي لنفسك ,والا الانانيه اعمتك عن الطريق
الصح ,
ربى بقلق : لا تحملني شي اكبر من طاقتي , انا عرفت من فتره وما امداني
اتكلم ,
منصور بقهر : ولو ما سمعتك بنفسي ترجعين متى كنتي ناويه تعلمينا ست
ربى ,
ربى بأرتباك : مدري , ما فكرت ,
منصور : اكيد , لأنك تبين تعاقبيني
, وتجازيني علي شي , في الماضي , وعدتك اني ارضيك باللي تبين بس انتي تبين تحسسيني
بالالم , والحرمان , تبيني اتذلل لك عشان تفرحين , انا عارف قصدك ,
ربى : اذا
انت فاهم كذا بكيفك , انا كنت ابي اتكلم في الوقت المناسب ,
طالعها منصور
بنظره الم مشبعه بالاحتقار لفعلها : انتي كنتي تبين تخفينه عشان شي في نفسك , لكن
ما توقعتها منك , تحرميني متعة اني افرح بذا الخبر مثل كل الناس , عن اذنك , ودفها
من طريقه ودخل يبدل ملابسه ,
اللي تبيه صار , احساسه بالالم , شعوره انه خارج
دائرتها , قدرت ترسم عقابها بشكل ارضاها ,
وقفت عند تسريحتها بعد ما رتبت
غرفتها , كان صوت شلال الماء واضح لها من الغرفه ,
تعطرت وطلعت لخالتها .
لقتها مع العنود قاعدين يسولفون مع بعض ,
قربت من عندهم وقعدت بجنب ام محمد
وبخجل تكلمت : خالتي
ام محمد : سمي يا قلبي ,
ربى : سم الله عدوك , خالتي
ابي اقولك ان الدوره تأخرت علي ,
فتحت ام محمد عيونها بفرح وقالت : حااااامل
!!!
ربى بحياء : فحصت في البيت وطلع حمل , صوت للولاش العنود واصل لباب
الاستراحه ,
ام محمد : الف مبروووك يا قلبي , دخل منصور على الازعاج اللي صاير
وقامت له امه بفرح: مبروووك يا قلبي , ما اقدر اصبر لين اشوف ولدك بين يدي ,
همس
منصور : الله يبارك فيك يمه ,
ام محمد : افاا وش فيك منت فرحان , لا يكون تبي
ربى تسوي مانع مثل بنات هالايام ,
ناظر ربى بنظره عجزت تفهمها, دخلتها في حيره
وشعور بالضيق ,
وتكلم بصوت مبحوح : وش رايكم نرجع للرياض , عندي شغل ضروري
,
ام محمد : الله تشوفه يا قلبي ,,
دخلت تجهز اغراضها بصمت , تفاجئت من
ردة فعله , هي كانت متوقعه انه يزعل ويصارخ في وجهها ويسب او يقول أي شي , بس ردة
فعله كانت ابد مو وارده في خيالها , تجاهلها ,
وبرودة تعامله , زادت من توترها
, دخل الغرفه , وفتح شنطته , وصار يطلع ملابسه بيده
وماسك العصا بيده الثانيه
: ويحاول يرتبها بيد وحده , قربت تبي تساعده بطريقه عفويه
لكنه تكلم : لو
سمحتي , انا برتب شنطتي , خلصي شغلك ,
وكمل يحط ملابسه وسط دهشتها , وقفت
تناظره بحزن وهي تشوف صعوبة الشغله ,
وهمست : منصور انا بكمل , لو سمحت مافي
داعي تسوي كذا ,
ما رد عليها وكمل شغله وهو يرمي ملابسه فوق بعض بدون ترتيب ,
ويحاول السيطره على اعصابه اللي كانت على مؤشر الانفجار , طلع من الغرفه , وشال
شنطته بيده , وتكلم بدون ما يطالعها : انا بنتظركم في السياره ,
طول الطريق
وعينها عليه في المرايه , كان يسوق بشكل زايد لدرجة ان خالتها تهديه , وتهمس كل شوي
: بالراحه يا ولدي ,
رجعت راسها على جنب واتكت تبي تغمض عيونها , وتخيلت
حياتها المستقبليه مع منصور لو بتظل كذا , اكيد راح تنهار مع مرور الايام ,
غمضت
ودخلت في نوم عميق بدون ما تشعر بنفسها , لاحظ منصور في المرايه استرخائها ,
وكمل
الطريق بهداوه اقل , بعد ما فكر انه مسئول عن راحتها حتى لو كان زعلان ,,
قبل
كذا بساعات , عبير وسلطان واصلوا للفجر , وهم في عالم ثاني , عالم سحري بالنسبه لهم
, التقاء ارواحهم بعد البعد والقسى , كان له طعم ثاني , تكلموا في اشياء كثيره ,
همست
له عبير بكل اللي في نفسها , واعترف لها بماضيه واشياء مرت عليه كان يحس انه وحيد
فيها وما قدر يشاركه أي احد لغموضه ,
اصرت عليه عبير وهمست : هل حبيت ,
رفع
عيونه للسقف وبعده رجعها وناظر وجهها الطفولي , وبخجل : مثلك ما قد حبيت ,
عبير
بدلع : مراوغ , انت تحاول تهرب من السؤال ,
سلطان بضحك : ابي اسئلك انتي وش
تظنين .؟
عبير كانت متكيه على يدها ومشاهدته , قعدت وحطت الملحف بحضنها وصارت
تفكر بطريقه طفوليه : اممممم اتوقع كان لك تجارب بس مو جديه ,
اتكى سلطان بيده
على خده وناظرها بحب وابتسامه في طرف شفايفه وبصوت مبحوح : انتي اول انسانه لفتت
انتباهي وحبيت اني اعرف عنها اكثر ,
رمشت عبير بهدوء واستغراب : وشلون ؟؟
خذ
نفس وتنهد بعمق : اول مره سمعت صوتك , ووواضح رنة الدلع , واصرارك تكلمين ابوك
نرفزني خصوصا وانا اقولك عنده اجتماع ,
تأكدت انه مادام بنت مساعد فيها كل
هالدلع والقوه , اكيد فيها اشياء ثانيه ممكن تجذب الواحد , خصوصا اني اشوف ابوك
انسان واثق من عمره بس الهدواه تغلب طابعه ,
بصراحه هذاك الليله فكرت فيك ,
وقارنت صوتك بكل الناس اللي مروا في خيالي , والمشاهير والنجوم
ابي اعرف من
تشبهين ,
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك