بداية

رواية الحب جمرة من لظاه انا اكتويت -48

رواية الحب جمرة من لظاه انا اكتويت - غرام

رواية الحب جمرة من لظاه انا اكتويت -48

باب الحمام .. لازم تدخله لانها ما عادت تتحمل الوضع .. صحيح انها بتلاقي صعوبه مع هذا الفستان لكن لازم تحاول وتتحمل ..
طلعت الشمس ولم بنتهي صراع انفال مع هذا الفستان .. وستسلمت لنوم بالفستان ..
حاول ان يحرك جسده ويلف للجها الاخره لانه تعب من هذه الوضعيه المؤلمه .. لم يعتد النوم على شيء غير
مريح ومن غير وساده .. لف جسده بصعوبه وبضجر الى الجها الاخر لكن لم يحس بالراحه .. رفع يده الى
وجهه وحك شعره وعقد حواجبه .. مد يده واخذ جواله من الطاوله وقربه من وجهه ونظر الى الساعه كانت
الساعه السادسه صباحا .. نظر الى المكان من حوله وتذكر ان بالامس كان زواجه .. كان يوما صعبا وثقيلا
حتى بعد زواجه لم يستطع تقبل هذا الزواج ويرى صعوبة وجوده مع انفال .. لذى سيحاول ان لا يتكلم معها
الا لضروره ويتحاشى النظر اليها الى ان يتقبل وجودها مبدئيا في حياته .. وبعدها لكل حادثا حديث
رفع جسده واحس بالم في مفاصله وفقراة ظهره .. والم في رقبته ..حرك رقبته بشكل دائري واحس براحه
قام من الكنب .. ودخل الغرفه .. وتفاجأه مما راه
كانت انفال نايمه بفستانها الابيض على احدى جوانب السرير من غير ما تتلحف بالبطانيه .. قرب منها شهاب
وتامل ملامحها الذبلانه .. ابتسم على شكلها الظاهر انها ما نامت الا متاخر من فرحتها بالفستان .. لهذي
الدرجه مخترعه عليه حتى ما فسخته ونامت فيه يالله هي بتلبسه مره وحده ما بتلبسه كل يوم .. والله يا
خوفي بتظل لابسته اسبوع .. خل تلبسه اسبوع ان شألله تلبسه لم يتمزع ان وش لي دخل فيها فستانها وهي
حره فيه
دخل شهاب دورة المياه ( وانتو بكرامه ) .. تروش وبدل ملابسه وتوضا .. وطلع الصاله يصلي ..
فتحت انفال عينها لما اسمعت صوت الباب وصوت حركه .. وعرفت ان شهاب صحى .. تحس بارهاق فضيع
ما عرفت تنام بهذا الفستان وما رتاحت لما حاولت تنام فيه .. ارفعت جسمها وجلست .. وعلى طول رجعت
يدها للخلف وحاولت تفك الفستان ( نفذ صبري بموت لو ما طلعت منه ) لكنه عيا يفك ..
قامت من السرير .. وطلعت من الغرفه جلست على الكنب ..لما شافت شهاب يصلي ..
لما خلص صلاه ناظرت فيه لكن ما ناظر فيها وجلس على الكنب .. حست بالاحراج وبصعوبه الطلب لكنها مجبوره تطلبه منه ..
انفال وهي تناظر في الارض : شهاب
لما ما سمعت استجابه او رد من شهاب ارفعت راسها وناظرت فيه شافته يناظر في اللوحه الي معلقه على الحائط قباله ( شكله يحب اللوحات والفنون الجميله )
انفال برتباك : شهاب .. الفستان
شهاب لما سمعها قال في سره ( مسكينه جات لها حاله نفسيه من فرحتها بذا الفستان )
انفال بتردد : الفستان .. ماهو .. راضي ينفك
في البدايه شهاب ما ستوعب الكلام .. لكن لما استوعب كلامها ناظر فيها بنظره بارده
انفال زاد ارتباكها لما شافته يناظر فيها .. لكنها تشجعت وقالت : ممكن .. تفكه
شهاب وهو قايم بلامباله : طيب
انفال قامت بهدوء .. وبلعت ريقها .. ولفت للخلف وعطت ظهرها لشهاب ... بخجل
قرب منها شهاب وناظر في الفستان .. رفع يده ولمس شعرها الى كان مقطي ظهر الفستان وازاحه بهدوء علشان يشوف ظهر الفستان بوضوح ...
في البدايه كان شهاب يظن ان انفال طلبت منه هذا الطلب علشان تتقرب منه او محاولت دلع وحركات اغراء
لكن لما حاول يفك الخيط لقى صعوبه في احلال عقدت الخيط .. مبين ان الي رابط الفستان رابطه من قلب
وبكل قوته وكذا ربطه فوق بعض .. شهاب وهو يحاول يفك الخيط سمح لنفسه ان يرفع نظره ويناظر ظهر
انفال الظاهر من فتحات الخيوط المتضاربه .. لاحظ صفاء بشرتها وبياضها .. رفع نظره اكثر وناظر شعرها .
. بسرعه نزل نظره وركز على العقده التي بين اصابعه ..
لما ما قدر يفكها .. بسرعه راح جلس على الكنب وترك انفال واقفه مكانها
شهاب بلا مباله وهو يناظرفي السقف : ماهي راضيه تفك
انفال التفت بهدوء وحيره على شهاب ..وناظرت فيه
شهاب ببرود : ماراح ينفك الفستان الا لما نقطع الخيوط .. معكم مقص
انفال اكتفت بهز راسها بنفي
شهاب وهو يناظر في جواله : الحين ادق على عمي طلال اخليه يجب مقص معه لما يجي ياخذنا
ما انتظر رد من انفال .. ودق على عمه طلال .. بعد اربع رنات جاه صوت عمه طلال
طلال بصوت كله نوم : هلااا بالمعاريس
شهاب ببرود : هلاا عمي
طلال : كيف اصبحتو
شهاب : الحمدلله
طلال : ليه تقولها من غير نفس .. اشوفكم جالسين مبكره ولا ما نمتو امس
شهاب ماحب ياخذ ويعطي بالكلام مع عمه بوجود انفال .. قال برود : عمي وانت جاي جيب معك مقص او سكين
طلال بستغراب : ليه
شهاب وماحب يقول لعمه السالفه : بعدين اقولك .. بس انت لا تتاخر علينا
طلال مازال مستغرب : طيب .. الحين اجيكم .. توصي بعد شيء اجيبه معي
شهاب : لا سلامتك .. مع السلامه


بــعد نصف ساعه تقريبا جا طلال .. ونزل شهاب ياخذ المقص منه ووده لانفال علشان تفك خيوط الفستان
واجيرا بدلت ملابسها بعد عناء ليله كامله مع هذا الفستان لاتدري لماذا لم ترتاح له من اول ما شافته في الصاله وحين هو سبب عنائها واختناقها .. فلا اظن انه سيبقى ذكره جميله بنسبه لها

فــي المطار .. وفي هذه البقعه من الارض التي تجمع انوع متضاده من المشاعر .. الم الفراق .. وفرحت
القاء .. كم هي قاسيه لحظة الوادع .. وكم هي جميله لحظه احتضان عائد .. اناسا تحمل حقائبها امله ان
تعود يوما .. وناسا تحمل حقائبها هربا لعلها تجد ذاتها بعيدا عن هذه الارض .. وناسا مضطره ان تسافر
مثل هذا الشخص الذي يمشي بالقرب من طلال .. وعلى وجهه جمود بملامح هادءه .. يجر بين يديه عربة الحقائب .. وينظر الى الناس من حوله .. وكانه يحسدهم على حالهم فمهما كان مقصدهم الذي جاؤ من اجله
هم افضل منه ..
اما مع انفال فكان الوضع مختلف كانت تمشي بالقرب من عمها طلال .. عنيها لم تهدء لم تثبت على نقطه
واحده من اول مادخلت المطار .. تحس ان هي سافرت .. ان هذا المطار عالم مختلف عن العالم الذي اتت
منه .. تراه واسع وكانه مدينه .. الناس من حولها لا يقفون .. كلن يتحرك .. اناس تخرج واناسا تدخل ..
اطفال يركضون .. واخرين يبكون .. هذا يحمل حقيبه صغيره وهذا يجر حقائب .. هذا جالس ينظر وهذا
جالس ينتظر .. هذا يودع وهذا يلوح بيده مودعا .. هنا شبان .. وهنا عائله .. وتلك مجموعة فتيات ليس
معهم رجل .. هناك عوائل متجمعه .. وهنا امراه ورجل وطفل صغير ..
جلست انفال على كراسي الانتظار .. تنتظر عمها طلال وشهاب لقد ذهبو يكملو اجراءات السفر
وهي ما زالت في حالة الذهول من اول ما دخلت المطار .. عالم مختلف ..وفوضه .. وناسا كثيره
جلست امراه في الكرسي المجاور لكرسيها ..
المراءه : السلام عليكم
انفال بصوت واطي : وعليكم السلام والرحمه
المراءه : معك احد ولا مسافره لحالك
انفال استغربت من سؤاله( ليه في بنات يسافرون لهم ) : لا معي زوجي
المراءه : اهااا .. وين مسافرين
انفال هزت اكتافها : مدري والله
المراءه بستغراب : جايين المطار وما تدرون وين بتسافورن
انفال ما حبت تعلق على كلامها .. وتشرح لها قصت حياتها وان هم بروحون شهر العسل وان عمها مسوي لهم مفا جأه .. لفت راسها وجلست نتظار الناس من حولها ..الي هم في حركه مستمره
قامت الحرمه من جنبها لما جا زوجها وولدها ..
وقفت انفال لما شافت عمها طلال متجه لها ..
طلال ببتسامه : ليه وقفتي خليك جالسه
جلست انفال وجلس جنبها عمها طلال ..
طلال : شخبارك يا انفال .. مستعده لسفر
انفال : انا بخير .. عمي ليه ما جا ابوي وعمي واخواني معك
طلال : ان شألله يجون لما تجون بالسلامه
انفال بعفويه : عمي كل هذي الناس بتسافر
طلال : لا مو كلها بتسافر بعضها جايه تودع المسافرين .. وبعضها جايه تستقبل المسافرين .. وبعضها بسافر
انفال وحبت تتكلم مع عمها طلال لانها تحس انها من زمان ما تكلمت وخذت راحتها بالكلام .. ولقتها فرصه لما تجاوب عمها طلال معها .. وخاصه ان شهاب مو موجود ..
انفال براحه : تصدق عمي انا اول مره بحياتي اجي المطار .. وما كنت اتوقع انه كذا كبير وواسع وفيه ناس كثيره واطفال .. وبنات
طلال : وان شألله ما راح تكون اخر مره تجين هنا .. بعدين راح تشوفين مطارات ثانيه اكبر واحدث من هذا المطار
انفال بتردد : عمي وين شهاب
طلال : راح يشتري فطور .. اكيد ما كليتو شيء من امس
انفال بعفويه : حدي جوعانه
جا في هذي لحظه شهاب وما كان حامل بيده شيء .. وجلس جنب عمه طلال بعد ما يتكلم ..
طلال وناظر في شهاب : وين الفطور
شهاب : الحين اذا دخلنا داخل بشتري .. يالله بنقوم ندخل
قام شهاب وطلال وانفال .. وتمشو للمدخل .. وودعهم طلال .. ودخلو داخل
طلال توه بيمشي رجع مره ثانيه وقرب من شهاب ..
طلال بصوت واطي : اهتم في انفال وحاول تتقرب منها .. وغير تعابير وجهك الجامده وخلك طبيعي
مشت انفال جنب شهاب الى كانه يمشي لحاله وما حاول يلتفت عليها يشوفها اذا تمشي جنبه ولا ضاعت
حاولت قد ما تقدر ان تسرع في خطواتها علشان تجاريه في المشي وتكون بصفه وبنفس الخط الي يمشي
فيه .. وما حاولت تناظر من حولها كثير علشان ما تنسى نفسها .. وتلقى شهاب بعيد عنها .. اكثر من هذا البعد ..
جلس على الكرسي وجلست جنه .. ماتدري ليه تحس انها مثل الخدامه الي تلاحق كفيلها وتخاف تضيع
وتتهوه في بلد مو بلدها .. وفي عالم غير عالمها .. لكنها تناست هذا الاحساس لما سمعت صوت بداخلها
يردد بصدى قوي .. هذا زوجك .. هذا ولد عمك .. هذا شريكك


بالرغم من القرب الجسدي الي بينهم الى انهم بعيدين كل البعد عن بعضهم .. شهاب يحاول ان يتنسى
وجودها وهي تحاول ان تحس بوجوده .. وهو يتمنى ان يعود وهي متشوقه الى السفر ..
انفال بتردد : شهاب حنا وين بنسافر
شهاب بلا مباله : انتظرو وراح تعرفون


.. على الركاب المتوجهين الى اسبانــيا على رحله رقم 1344 التوجه الي بوابه رقم 9 ..


شهاب لما سمع النداء قام من الكرسي .. انفال لما شافته قام قامت هي بعد .. واعرفت ان هذي الرحله هي
مقصدهم .. اســبانيا .. رددت الاسم بينها وبين نفسها تأكيدا على ما سمعته .. اســبانيا .. استحضرت خريطة
العالم في بالها وحاولت تحدد موقع اسبــانيا .. تذكر ان هي تقع فوق المغرب .. في غارة اروبا .. تردد عليها
اسم هذه الدوله في بعض المواد الدراسيه في الجغرافيا .. والتاريخ .. لما كانو يدرسون عن الحضاره
الاندلسيه والفتوحات الاسلاميه والاستعمار والادب لما كان يدرسون عن الشعر وتاثره بالحضارات .. كلما
زاد تعمقها في التفكير بهذه الدوله زاد شوقها لان تمشي في شوارعها .. وتلمس ثقافتها وتراثها .. اسبانــيا
ما كنت اعتقد في حياتي اني راح اسافر بطياره .. واروح اسبانيا .. يالله وربي ما ني مصدقه ..


فــي احدى شوارع الدمام .. في هذا الصباح
كانت تمشي سياره من غير هدا .. ضائعه بين شوراع هذه المدينه .. حائره في أي نافذ تدخل .. كحيرت
سائقها .. كان غازي يطلع الصباح يدور في شوارع الدمام .. لانه ما تعود على النوم الى وقت الظهر ولانه
جاي هنا علشان يستعيد جزء من قلبه الذي تركه هنا عندما ضعف وقرر الهروب .. الهروب كم يقلل من
شأن نفسه هذا التعبير .. البتعاد ارقى بقليل .. على الاقل يحفظ القليل من قدره امام نفسه ..
رفع جواله .. ودق على اخوه جواد ..
جواد : هلاااا غازي ..
غازي : هلاا فيك .. كيف حالك
جواد : انا بخير .. انت طمني عنك .. كيف الامور في الشرقيه .. مشت ولا
غازي بتنهيده : مدري والله .. انا كلمت وافي من يومين .. وما اشوفه رد لي خبر
جواد : طيب دق عليه خلينا نخلص .. يالله محتاجين لك في الشركه .. وعمام يسألون عنك
غازي عقد حواجبه لما جاب غازي طاري عمامه : جواد شخبار الوالد والوالده
جواد : طيبين .. قول لي كيف كانت ردت فعل وافي لما خبرته
غازي : عادي .. ما عارض وقال ان بياخذ راي عليا والاهل وبرد علي .. اشوفه طول
جواد : اكيد راح يطول انت لا تنسى وش جاهم منا .. اقول انت لا تشغل بالك وامسك خط الرياض وارجع لنا
واذا قرر رقمك اكيد عند وافي راح يدق عليك ويخبرك .. اذا ربي كاتب لك ترجع لها بترجع واذا ما ربي كاتب خلاص شيلها من بالك وعيش حياتك .. وانت الف وحده تتمناك
غازي : بس انا ما ابي الا هي .. وبعدين وش يرجعني الرياض خلني بعيد عن مقابل وجيه عمامك
جواد : هاذولي اهلك ومردك لهم .. انت وين الحين
غازي بتنهيده : والله هذا انا صار لي يومين ادور بهذي الشوارع من الصباح .. والظهر اتغدى خفيف
والعصر اطلع مع الشباب بعد ما يخلصون العمل .. وفي الليل اروح المقهى .. وبعدين ارجع الشقه انام والله شتقت للعمل والشركه .. الحياه كذا ممله
جواد : وش الي جابرك على ذا الوضع .. ارجع الرياض وعيش حياتك
غازي : ماني راجع الا لما اسمع الرد .. ان شألله اظل على ذا الحال شهر
جواد : بكيفك .. المهم دير بالك على نفسك .. وطمني عليك .. وحاول تدق على وافي تقيس النبض
غازي : طيب .. بحاول ادق عليك .. سلم على الاهل .. ماعدا عمامي وخوالي
جواد : ههههههههه ههههههه هم الاهل .. يبلغ
غازي : مع السلامه
قفل غازي الخط .. ورجع يناظر طريقه .. مايدري وين وصل .. وكيف وصل الى هنا .. رفع جواله مره ثانيه
وناظر الشاشه .. مدري ادق على وافي ولا ما ادق .. طيب ادق وش اقوله لا تنسى موضوعي خليني ادق
عليه اذكره اني انا بالشرقيه وما زلت عند كملتي واني قد الي قلته .. ومستعد اثبت هذا الشيء .. كل خوفي
ان نساني وما عبرني .. لا لا وافي مو من طبعه التجاهل .. وبعدين انا وش فيني مستعجل صبرت طول هذي
الشهور ما اقدر اصبر لي كم يوم .. عاد ان شألله يصير الي في بالي ..
تعبث غازي بجواله .. وشاف رقم عليا ظل يـتأمل بارقامه .. مدري ادق عليا واكلمها وسلم عليها يمكن لما
تسمع صوتي تتغير اشياء كثيره .. طيب اذا دقيت عليها وش اقول لها .. اقول لها اني مشتاق لها واني ما
نسيتها واني وفيت بوعدي ورجعت علشانها .. بس اخاف كلامي فات وقته يمكن عليا تغيرت وصارت اقوى
من اول وما عدت اهمها ولا اعني لها شيء وصرت مجرد شخص ماضي وبظل بنسبه لها ماضي انطوت صفحتي في كتابها وصارت مقروئه ..


فــي بيت بوضاري .. بعد الغدا تجمعت العائله في الصاله .. يشربون شاي ويريحون ..
ام ضاري وهي تصب الشاي في الكوب : بو ضاري توه من شوي متصله ام انفال تبي تطمن على انفال وتسألني الذي دقينا عليهم ولا لا .. انت كلمتهم ؟
بوضاري : لا ما كلمتهم .. قلت اليوم العصر بدق عليهم
ام ضاري وهي تمد الكوب لبو ضاري : الا هم وين مسافرين
بوضاري وهو ياخذ الكوب : تسلم يدك .. سافرو لاســـبانيا
ام ضاري ببتسامه : الله يسلمك .. طيب بروحون برشلونا ولا المدريد
بوضاري وهو يقرب الكوب من فمه : والله مدري عندهم شهر .. يلفون اسبانيا بكبرها .. اهم شيء انهم ينبسطون
ام ضاري وهي تقطع الكيك : ان شألله .. الله يهنيهم تبي اقطع لك قطعه صغيره ولا كبيره
بوضاري : لا صغيره ..كلمني اليوم طلال لما وصلهم المطار وطمني عليهم
ام ضاري : الا وين طلال ما جا معك على الغدا
بو ضاري : معزوم عند واحد من الشباب الي معه في العمل على مزرعه
ام ضاري بتردد : بوضاري
بوضاري : نعم
ام ضاري : امس لما كنا بالزواج .. شفت وحده من صديقات انفال ما شالله عليها جمال ودلال واخلاق ومال
و اصل طيب .. دخلت خاطري .. وحبيت نخطبها لطلال .. عاد انا سألت ام شهاب واتفقت معي في الراي
انها مناسبه لطلال وما اعتقد راح يلاقي افضل منها .. انت وش رايك
بوضاري : والله اذا انتي تشوفينها مناسبه لطلال .. وبنت ناس .. انا ما عندي مانع بس ان شألله هو يرضى
فيها .. والله انا واخوي بوشهاب مستعدين نزوجه أي وحده يأشر عليها .. المهم ان نشوفه متهمني ومستقر
ومكون عائله .. بس هو الله يحفظه كل ما نجي نفتح معه موضوع الزواج يتهرب ولا ياجل الموضوع ولا
يتحجج بحجج ضعيفه غير مبرره رفضه لزواج .. انا قلت يمكن ما يبي يتزوج وحده من بنات العائله
ومستحي يقول لنا .. وهو عارف ان حنا لو بنزوجه ما راح نزوجه غير بنت عمه .. قول لي يا ام ضاري من أي عائله هي صاحبة انفال
ام ضاري : انا سألت انفال وقالت لي انها من عائله الفلانيه وابوها برفسور في جامعة الملك فيصل وامها
بعد دكتوره بالجامعه .. هي مبين عليها انها بنت عز .. وبعد سألت انفال اذا هي مخطوبه او محيره قالت لي لا
بوضاري بحماس : والنعم .. خلاص انا اليوم اكلم طلال .. وافاتحه بموضوع الزواج وخبره عن البنت الي شفتيها له .. وان شالله خير
ام ضاري بتردد : بو ضاري ودي اقولك شيء
بوضاري : قولي
ام ضاري : مدري والله وش اقول .. بس يعني لو تيسرت الامور وطلال قال يبي البنت .. اخاف ام عبدالعزيز
تسوي سالفه وتقول ان انا الي خطبتها له .. وهو اخوها مو اخوي .. وهي المفروض الي تخطب له .. والمفروض اني ما اتدخل بينهم بصراحه يا بو ضاري اختك ما تحشم احد وانا اخاف انهــ ,,
قاطعها بوضاري : لا تخافين .. اذا طلال قال يبي البنت خلي ام عبدالعزيز علي .. واذا قال ما يبيها خل هي تدور له وحده من معارفها
رفعت بوضاري جواله ودق على طلال ..
بوضاري : السلام عليكم
طلال : وعليكم السلام .. هلاا بوضاري
بوضاري : انت وين الحين
طلال : توني طالع من المزرعه .. بروح بيت اخوي بوشهاب بريح شوي وببدل ملابسي وبروح الدوام خير يا خوي بقيت مني شيء
بو ضاري : تعال عندي البيت ابيك بموضوع
طلال : خير ان شألله .. خلاص مسافة السكه وانا عندك
بوضاري : انتظرك .. فمان لله
حط بوضاري جواله جنبه ورفع صحنه وكمل اكل قطعة الكيك ..


فــي الجبيل .. وفي احدى الشقق السكنيه ..


كان نايم على السرير بالعرض ورجله معلقه في الهواء .. جا وافي من العمل تعبان ومخزن الطاقه فارق
ويصفر والمؤشر قام يشب لبه حمره معناتا ممكن ان يختل التوازن الجسدي والعقلي في أي لحظه بسبب
الارهاق والجهد المبذول فوق معدل الطاقه .. وخاصه انه هو صار له يومين ما ينام عدل اساسا هو متى نام
نومه زي الناس .. على سرير وحط راسه على مخده ناعمه وقطى نفسه ببطانيه سميكه ونام بعمق لمده 7
ساعات على الاقل وبجامت نوم مريحه .. لما شاف السرير ما قدر يقام وتبديل الملابسه يبيله وقت وجهد
وهو مو قادر حتى يرفع يده .. يحس ان اطرافه صارت ثقيله .. رمى نفسه على السرير بالعرض ونام ..
حس بهتزاز في مخباه .. وصوت جوال يرن ..
عقد حواجبه بضيقه وهو نايم لان هذي ثاني مره يرن الجوال ..
دخل يده في مخبا وطلع الجوال .. وقربه من اذنه ورد .. وهو مغمض عيونه ..
وافي بصوت كله نوم : نعم ..
مشاري : الله ينعم عليك وش هذا الاستقبال الحلوو بعد الانقطاع
وافي من غير وعي : اخلص
مشاري : عمي انت وش فيك سكران ولا نايم
وافي بصوت كله نوم : الاثنين ..
مشاري بترجي : عمي عاد تكفى صحصح معي شوي
وافي ويحاول يفتح عينه : وهذا انا مصحصح .. وبعدين انت قلي وينك لا تسأل ولا تدق .. وما نشوفك
مشاري بتنهيده : والله عندي مشاكل بالعمل وبالحياه وبكل شيء ..
وافي بهتمام : وش هذا المشاكل
مشاري : ما ينفع اقوله لك بالتلفون .. عمي انت وينك
وافي : انا بالجبيل بالعمل
مشاري بخيبه : صحيح فكرتك بالدمام .. متى راح تجي
وافي : والله مدري بس حاليا ما افكر ارجع لدمام بجلس هنا .. اقابل عملي .. و الوجيه السمحه بظل هنا
ارتاح يومين .. تعبت من الطريق .. اقول انت وينك ما شفتك في اليومين الي رجعت فيهم لدمام
مشاري : كنت رايح الرياض في عمل مهم .. بخصوص المشاكل الي صارت بالعمل والحمدلله انحلت .. اقول عمي يعني ما راح ترجع لدمام
وافي بستغراب : اذا تبني ارجع برجع .. الحين
مشاري بضيقه : لا ياعمي خلك في عملك .. وانا الحين بجي لك
وافي ( اظاهر ما هي مشكله صغيره ) : طيب انتظرك .. اذا وصلت كمني
مشاري : خلاص يكون بينا اتصال


ماهي المشكله التي واجهة مشاري .. ويبي عمه يساعده ؟
كيف ستسير الامور في اسبانيا .. وما مدى تقبل كل منها لوجود الاخر بقربه ؟
ما موقف طلال من موضوع الزواج وتحديدا موقفه من الزوجه المرشحه له ( دلال ) ؟
كيف بتتصرف ام تركي مع موضوع حمد .. هل ستخبر بو تركي او انها ستخفي الموضوع ؟
الفــصـــل السادس عشـــــر ..

الجـــــزء الثـــانـــي ..

... : تدري وش اصعب شيء انك تفكر بعقلك وانت في وسط الحزن .. مهما كان مستوى تفكيرك وكبر عقلك ومهما بلغت القمم واعلى المراتب عقلك راح يظل .. ضعيف .. امام كميائيات الحزن الي تتفاعل بداخلك عاجز عن فهم مركباتها وطريقة تكوينها .. الحزن مثل الفايرس الي اذا ضرب بالعقل يعمل مسح كامل لقاعدة البيانات ويلخبط المعلومات ويهز صندوق الذكرى وتعيش ببقايا عقل .. ( استنشق كميه من الهواء المحمل برائحة البحر واكمل ) .. تصدق عشت في الدنيا كثير وانحطيت بمواقف انفرضت علي وتعايشت معها اكتسبت معلومات وخبرات .. مريت بحالات احباط لكنها ما اثرت فيني كثير .. لحظات مرت علي حسيت اني فاهم الدنيا مضبوط وشامل كل جوانبها .. وفخور بلي حققته ومستعد اواصل بالصعود .. لكن احيانا الاقي نفسي تارك العالم من حولي ومنعزل في زاويا افكر في اجابات لتسائلات غبيه تدور في بالي من غباوت الاسأله محد بضيع وقت بالاجابه عليها .. ليه مساحة البحر اكبر من اليابس ! ليه حنا مانقدر نلمس السما !
وليه الاحلام في لحظة تموت !
قاطعه وافي بهدوء : لان كل شيء بهذا الكون له نهايه
مشاري بحزن : بس احلامي توها بالمهد.. ما بتدت حتى تموت
وافي وهو يتأمل وجه مشاري الحزين : كيف عرفت انها ما تت .. يمكن هي في فترة سكون
لحظات صمت مرة بين الاثنين الجالسين بالقرب من البحر على احدى شواطىء الجبيل الهادىء والخاليه من الناس .. عيونهم تتامل البحر .. وانفسهم تحمل الكثير لقد مر على جلوسهم حوالي نصف ساعه .. والكلمات تلف وتلف حول دائرة بلا مدخل او تنتظر الاشاره بالدخول .. معركه في وسط معركه .. اموجا هادءه في الواقع .. وهائجه في الخفاء .. تتسارع الامواج وتضرب في صخور الحزن لعلها تحولها الى فتات وتأخذه الى اعماق المحيط ..
رفع راسه وافي وناظر قرص الشمس الي اخذ موقعها في وسط السماء ..
وافي بصوت واطي : وش قمة الحزن بنسبه لك
مشاري بنبره مخنوقه : ياليت لحزني قمه كان ارتاح .. هذي قمه الحزن وهذا اعلى ما وصله .. لكني احس نفسي اتسلق جبل الحزن وماني واصل للقمه وكل ما زدت في الصعود اختفت الارض من تحتي والضباب الاسود يحجب الرئيه والقي نفسي معلق لاني طايل الارض ولاني واصل للقمه
(لحظة صمت) .. كانت فيها العيون تتامل البحر ..
وفجأه ..انسحبت خيوط الصمت بعيدا .. امام ضحكات وافي التي علت
وافي : ههههههههههههه هههههههههههههه هههههه
مشاري التفت على عمه وافي وجلس يناظر فيه بنظرات استغراب .. ووافي ما زال غارق في ضحك
وافي لما شاف نظرات مشاري له .. وقف ضحك وغفل فمه ببتسامه ..
مشاري بشويت عصبيه : ما اشوف في كلامي شيء يستدعي الضحك
وافي ببتسامه : عارف .. واسفه غصب عني .. خلاص ولا يهمك نشيل بعدين الضحكه بالمنتاج قبل لا نعرض الفلم
مشاري ناظر عمه بنظرات عتاب ..
وافي : يا اخي صار لنا ساعه جالسين هنا .. اصبغتنا الشمس باسود .. وانت كلامك كلام افلام وكتب في البدايه قلت خليني اجاريه .. وندخل في جوا الافلام .. اجيك يمين اجيك شمال ابيك تدخل بالموضوع .. ابي اسمع شي فاهمه .. شيء من مسرح الواقع وانت ما زلت في سيناريو الفلم
مشاري بستسلام : عمي امي تبي تخطب لي بنت خالي نوره
التفت وافي على مشاري وناظر فيه كانه يبي يتأكد اذا كلامه هذا مو مزحه : ليه .. وسجى
مشاري : اه يا عمي .. جبتها على الوتر المألم .. امي من فاتحتها بالموضوع وهي منقلبه تفكر ان حنا نبي نطلعها كذابه ونبي نستر على الموضوع علشان ما تروح تعلم ابوي وعمي .. وصارت كل تذم في سجى وهذي الفتره زادت علاقتها بخالتي نوره وصارو كل يجون بيتنا ولا امي تروح لهم .. عاد انا سكرت الموضوع شوي لمن تهدأ ورحت كم يوم الرياض لان صارت مشاكل بالعمل ورحت اشوف الوضع ولما رجعت فاتحتني بالموضوع .. ان هي تبي تزوجني بنت خالتي
وافي ومندمج مع مشاري : طيب ليه ما قلت لها انك تبي بنت عمك وان انتو محجوزين لبعض من زمان
مشاري بحزن : قلت لها .. قالت عادي هذا بس حجز ما صار شيء وكثير ناس يحجزون ما يتزوجون الي حاجزينها وبعدين سجى صغيره الطريق قدامها طويل .. اما بنت خالتي هي تغريبا من سني اصغر مني كم شهر وماراح تلقى الى يتزوجها ويستر عليها .. تدري وش المصيبه ان خالتي وزوجها يجون كل يوم يترجون امي وابوي .. وخالتي كل تدق علي وتبكي على بنتها الي ما لها احد ولا احد بضمها اذا غمضت عينها وماتت ..
وافي بتسائل : ليه هي ما عندها اخوان
مشاري هز راسه بالنفي : للاسف لا .. خالتي ما جابت الي هي وعيشوها على الدلال وكل شيء تطلبه يجبون لها وكان يرفضون الخطاب بحجت انها للحين صغير او يبون لها واحد غني ويقدر يعيشها بعز ومرة السنن وقامو الخطاب يقلون بالتدريج
وافي : يعني هم الحين يبونك تسوي لهم خدمه انسانيه على حساب مشاعر سجى وعمك
مشاري بضيقه : عمي احس اني مخنوق وعاجز وماني قادر اسوي شيء .. ما ادري من اسمع قلبي ولا عقلي .. امي ولا حبي .. بكاء خالتي ونكسارها ولا اهاتي وضراخات الحب بداخلي
وافي وهو يحط يده على كتف مشاري بحب : يا مشاري ترى كلنا بشر وحنا مو مصنوعين من حديد كلنا قابليني للكسر والضعف امام الحب .. ودمعة الام .. وارضاء قريب .. ومساعدة محتاج احيانا تكون مستعد ترضي الكل على حساب نفسك واحيانا ودك ترضي نفسك وما همك الكل ..بس احب اقولك شيء لا تمشي عكس التيار لانك راح تتعب
مشاري : وش قصدك يا عمي يعني اروح اتزوج بنت خالتي
وافي : انا ما قلت كذا .. يعني لو بتسبح عكس التيار راح يجيك الموج من قدام .. وبتبذل جهد كبير وانت تحاول تكسره .. وتتعب وتضعف ولما تصحى راح تلاقي نفسك مكانك ما تحركة .. اسبح بتجاه التيار وحاول تكون انت المسيطر .. ( كمل وافي وهو يوقف ) .. يالله قوم معي
مشاري وهو يوقف : وين
وافي : خلنا نروح نسبح
مشاري بنظرت استغراب : مجنون نسبح بذا الوقت
وافي ببتسامه : لا قصدي خلنا نروح الدمام .. بكلم امك وابوك
مشاري : وش راح تقول لهم
وافي ببتسامه : بقولهم اني بتزوج بنت خالتك بدالك

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -