بارت من

رواية عذاب الحب ينهيني -9

رواية عذاب الحب ينهيني - غرام

رواية عذاب الحب ينهيني -9

ام حمد ( بعصبيه ) : انتي تكلمين فيصل ولد ام فيصل بالتلفون ..
سامية : هههه الحين هذي السالفه .. هههه
ام حمد : جاوبيني .. ولا تيلسي تضحكين .. تكلمينه والا لا .
ساميه : اكيد لا – تقربت من امها – امايه انتي عمرج شفتي شيء غلط علي
ام حمد : لا والله ... عارفتنج وعارفة جيف( كيف ) ربيتج ... بس اختج تقـ..
قاطعتها: اختي ما عندها سالفه .. انا بخبرج شو صار .. امس يوم قلتيلي اروح اييب اغراض حمود من السيارة .. ما عرفت افتح الدبه وفيصل كان طالع وساعدني .. وما قصر عليه بياض الويه ( الوجه ) .. وسلووه الغبيه يتني وهي تنافخ وزعلانه ومعصبه وتقولي فيصل وفيصل .. انزين الريال ما غلط .. الحين غلط اذا ساعدني؟
ام حمد : لا والله .. والصراحه عيال ام فيصل اخلاق وادب .. ولا سمعنا عليهم كلمة
تابعت والدتها المدح في اخلاق فيصل واخويه .. ومع كل كلمة كانت تشعر بان هناك احساس غريب يتملكها .. تراءت لها صورته .. وضحكته .. ومسكت يده ليدها .. نسيت ما فعلته اختها .. ولم تهتم .. ذهبت لغرفتها واغلقت الباب ولا تزال صورة فيصل في خيالها .. رن هاتفها .. نظرت اليه فاذا المتصل اسيرتي .. رمته على السرير ..
ساميه : اووو شو يبي هذا الحين ..
فتحت حاسويها واخذت تبحث فالنت .. اشتاقت للمنتدى فدخلته .. وهي تتصفحه وترد على المواضيع اذا بهاتفها يرن .. لم تكن المرة الثانية ولا الثالثة التي يرن فيها .. لقد رن اكثر من ست مرات .. ووصلت عليه رسالة نصية ولكنها لم تهتم له .. وفجأة وهي تتصفح المنتدى اذا برسالة خاصة .. والمرسل اسير الهوى .. فتحتها لم يكن عنوانها سوى مجموعة من النقاط فتحتها وكان مضمونها :
شو فيج من البارحه متغيره علي .. وليش ما تردين ع الفون .. انا غلطت عليج .. قلت لج شيء ضايقج .. ردي علي وفهميني ..
سامية : اووف .. الحين شو اقوله هذا .. اكتبله اني مالي خلج اكلمه .. والله ما ادري شو صارلي .. بس ياللا بسايره ..
كتبت له ردا على رسالته : حبيبي سامحني .. تدري دورتي الشهرية مقربة ونفسيتي تعبانه واايد .. ولا طايجه ( طايقة ) حتى عمري .. سامحني يا روحي ..
وما ان ارسلتها حتى ضحكت بملأ فمها : هههههههههههههههههههههههه
.....................
تجمع عدد من الشباب في احد المقاهي ومن بينهم سعيد الذي حضر مع احد أصدقائه .. لم يرغب بالحضور ولكن اصر عليه ان يأتي .. الدخان يملأ المكان .. وصوت تلك الاله التي تاخذ من وقتهم وصحتهم الكثير يدوي في المكان ( الشيشه او الارجيله ) .. لم يعجبه الوضع .. فهو لم يضع هذا السم في فمه يوما .. رائحة الدخان تضايقة .. وبان هذا الامر للجميع
..: شو بلاه صاحبك يا عبيد .. شكله ما يحب هالسوالف .. والا احنا ما عايبينه .
عبيد : شو ما عايبينه .. بس هو ما متعود ع الدخان .. صح سعيد .
قام سعيد واقف وهو معصب : يا اخي شو هذا .. تعال وياي وناسه وما ادري شو .. بالاخر يايبني هني ..
وقف واحد من الشباب : ليش مب عايبينك .. شو في هني .. والا احنا مب من مقامك
عبيد : شو بلاكم .. استهدوا بالله .. ايلس يا سعيد ..
سعيد : مب يالس ويا هالشله الفسدانه ..
..: شوو .. شله فسدانه ..
ويمسكه من ثوبه محاولا ضربه ولكن تدخل بقية الشباب وفضوا النزاع .. وبعدها ترك سعيد المكان ولم يهتم لرجاء عبيد .. عاد عبيد للشباب
.. : وينه .. وبعد رايح تراضيه .. عبوود اللي ما يبينه خله يولي .. هذيلا احنا وهذي هوايتنا .. الشيشه ..
عبيد : يا ريال .. هو ما قصده شيء ..
شاب اخر : ليش ؟؟ شايفنا بغمان ( اغبياء ) ما نفهم قصده ..
عبيد : حاشاكم .. بس ولا يهمكم بيب لكم واحد ثاني تقدرون تعتمدون عليه ..
اعتدل ذاك الشخص الذي تشاجر مع سعيد في جلسته .. وقال : نبي سعيد ..
قالها ونظرة عيناه توحيان بالشر..
...................
منذ الساعة التاسعة من هذا اليوم ومريم مع امل وهند وحمده في السوق يتبضعن .. لم يتركن محل من تلك المحلات لم يطأنه باقدامهن .. واكثر الاحيان تكن مجرد فرجة لا يستهويهن شيء ويخرجن كما دخلن .. عند الساعة الحادية عشر تعبن من التبضع فتوجهن للكوفي .. مريم ذهبت لشراء ما يروي عطشهن .. وجلسن هن على احدى الطاولات
حمده : امل شكلج واايد تعبان .. انتي بخير .
امل : ما في شيء .. بس ما رقدت زين .. ولا كنت بيي .. بس مريووم نشبه
هند : هههههههههههه صدج انها نشبه ..
حمده : بس احسن انها خلتج تطلعين .. لاني سمعت انج دووم فحجرتج ..
امل : لا والله .. مب دووم .. بس ما احب اطلع ..
حملت الصينيه وعليها ما طلبته فاذا بها تسمع من ينادي : نورا
التفت فاذا بشاب ثلاثيني ينظر اليها باهتمام .. تقدم منها اكثر .. شعرت بالخوف وتراجعت قليلا وهي تقول : غلطان اخوي .. انا مب نورا .
..: اسف اختي .. ظنيت انج بنت اعرفها .. السمووحه منج .
ظلت واقفة ترقبه حتى ابتعد عن نظرها .. وبعدها ذهبت لطاولة التي عليها البنات .. وضعت الصينية وجلست ..
مريم : اندوكن ( خذن ) ولا وحده تكرمت تروح بدالي ..
..: ههههههههههههه
هند : منو اللي كنتي تكلمينه .
نظرت مريم بنظرة غيض لهند بسبب تلميحها بالكلام : واحد غلطان
امل : شو يبي .
مريم : ما شيء .. زقرني ( ناداني ) باسم نورا .. وبعدين قالي اني اشبه بنت يعرفها وهو مغلط .
هند : ليكون يعرف عمتج نورا .. لان في شبه بينكن .
حمده : عااد عمتي نورا من وين تعرف شباب .. البيت وين ووين تطلع منه .
امل : صدج .. عمتي نورا ما لها بهالسوالف .
هند : ياما تحت السواهي دواهي .
مريم ( بعصبية ) : انتي شو فيج يالسه ترمسين رمسه مخبقة .. وكلن يشوف الناس بعين طبعه
هند : شو تقصدين مريوم .. ترا كل مرة اتوحين ( ترمين )علي كلام واسكت
مريم : والله اللي ع راسه بطحه يحسس عليها
حمده : شو فيكن ..
مريم : مادري عنها .. من اتكلم تيلس تلمح وتقول كلام من تحت لتحت .. اللي بيته من زجاج ما يرمي الناس يا هندووه ..
امل : خلاص بس .. فضحتنا .. صوتكن عالي ..
هند : قولي حق بنت عمج هالكلام ..
مريم : بنت عمها اشرف من ناس الله يستر عليهم
هند : مريووم تراني حاشمتنج للحين ..
مريم : اقول سكتي احسن .. ما في اتعب نفسي بالرمسه وياج .
حمده : استغفر الله العظيم خلاص .. بتسكتن والا باخذ امل وبنخليكن ..
هند : انا بسكت بس قولي لاختج تسكت ..
مريم : احسن .. تريحينا من صوتج ..
...... ...........
فزعت وقامت من نومها .. احست بقلبها يحاول الخروج من صدرها .. تعوذت من الشيطان .. لا تعرف سبب ما رأته في منامها .. الموت .. هل هي ساعتها ام ساعة احد تعرفه قد دنت .. كانت تتصب عرقا .. اخذت هاتفها ونظرت لساعة .. انها 12 الا ربع .. قالت في نفسها : غريبة تاخرت فالرقاد اليوم .. ياربي شو هالحلم اللي صاير يلاحقني .. معقولة نهايتي قربت .. بس ليش كل مرة يتغير الميت .. يا ربي ..
قامت من سريرها وتوجهت لدورة المياه غسلت وجهها وفرشت اسنانها وخرجت .. وقفت تحملق في هاتفها وهو على السرير .. تقدمت وحملته .. فتحت صندوق الوارد .. على رسالته الاخيرة التي ذكر فيها اسمها .. تنفست بعمق واتصلت به .. مع كل رنه يزداد توترها .. ويضيق نفسها ..
..: الووو
كان صوته غريبا وبان عليه التعب .. لم تتكلم ..
..: ليش ما تتكلمين .. خايفة .. اوكي لا تتكلمين .. انا بتكلم ..
نورا : ليش صوتك تعبان ..
بدأ يكح .. رد قائلا : تغير الجو .. والزكام ..
نورا : ليش رجعت ؟
..: ما رجعت .. لاني اعرف اني اصلا ما تركتج .. ولا فارقتج فيوم .. وادري انج للحين تحبيني مثل ما انا احبج ..
نورا : بس ما بنكون لبعض فيوم .. وانت تعرف باللي صار ..
..: اللي صار ماضي .. وانا شاريج يا نورا .. يعلم الله اني ما حبيت غيرج ولا نسيتج فيوم .. دايم معي وانا راقد وانا واعي .. ولا يوم غبتي عني ..
نورا : بس انا بغيب
..: شو تقصدين .؟
نورا : ولا شيء .. بس الحياة معاندتنا .. من يوم مات ابويه وكل شيء يمشي ضدنا.
ما توقعتج انهزامية .. انا يالس احارب عشانج .. وانتي تبين تتركين كل شيء وتستسلمين :...
نورا : تعبت ..
بعوضج عن كل التعب .. احبج .
............
الاحلام بدأت تجتاح رأسة .. والشهرة تطرق بابه .. اليوم سيقابل صاحب شركات الوليد المعروفة في دولة قطر .. وهاهو يصرخ على السكرتيرة لتجد له ابنه ..
السكرتيرة : موبايله مسكر .. ما بعرف وينو ( لبنانية الجنسية )
علي : طلعيه لي من تحت الارض .. اريده يكون معي وانا اقابل راعي شركات الوليد .. روحي شوفيه وين
خرجت مسرعة من مكتبه وهي لا تعرف كيف تنفذ طلبه .. دخل اخيه عليه
مبارك : شو فيك معصب .. الاجتماع يسوي فيك جذي .
علي : اريد فهد يتعرف ع الريال .. اريده يكون معي فكل شيء .. وينه للحين ما داوم . وهذي مب عادته .. وفوق هذا مسكر تلفونه .. وقايله انه لازم يكون مويود( موجود ) بالاجتماع اليوم .
مبارك : استهدى بالله .. والغايب عذره معه .
ابو فهد : خله يوصل بس .. وان اعلمه جيف ( كيف ) يخالف كلمتي .
في هذه اللحظه تنبأ السكرتيرة ابو فهد بوصول صاحب شركات الوليد الى مكتبه .. امرها ان تدخله .. دخل ابو حسن اولا .. وسلم على ابو فهد واخيه مبارك( ابو حمد )
ابو فهد : وينه .. والا ما بيحضر .
ابو حسن : موجود .. الحين يدخل .. بس يكمل مكالمته .
دخل وصوت عكازته نبأ بذلك .. الانظار عليه وهو يمشي بهيبته المعهودة .. تقدم من طاولة المكتب .. والقى التحية ليردوها .. وصافح ابو فهد واخيه .. وقبل ان يجلس اخذ النظارة الملونة عن عينيه .. لتجحظ عينان ابو فهد .. ويصيب الذهول ابو حمد.
ابو فهد : انت ؟؟
فلاح : شحالك يابو فهد .. كلمتك ادل ع انك بعدك تذكرني ..
ابو فهد : بس شركات الوليد .. لريال اسمه ..
قاطعة فلاح قائلا : عبد الرحمن سالم .. اللي هو ابو وليد ..
ابو فهد : وانت شو دخلك فيه وفشركاته .. ؟
فلاح : انا المدير .. والمتصرف الوحيد بشركاته ..
...... .
الانتظار صعب .. والأصعب الخوف من القادم .. وقف في ذالك الرواق الطويل .. خائف ولسانه لا يكل من الدعاء .. ينظر لثواني ساعته .. ويرى أنها بطيئة .. مشى قليلا وعاد أدراجه .. وهو بين ذهاب وأيآب شعر بالاختناق .. يعلم ان الموت يتربص بالمكان .. جلس القرفصاء وحركة يديه دليل كبير على خوفه وتوتره .. يذكر الله بين الفينة والاخرى .. وينظر لباب تلك الغرفة التي ادخل فيها منذ اكثر من ساعتين .. ولم يخرج احد حتى الان ليطمئنه .. عاد ووقف .. لا يعرف ماذا يفعل .. أو لمن يلجأ في هذا الوقت .. هو المسئول والمتهم أمام الكل .. يريد أي احد يواسيه .. ولكن من .. طال بقاءه .. قال في نفسه : شو اللي أخرهم .. يا رب لطفك .. اللهم لا أسألك رد القضاء ولكنني أسألك اللطف فيه ..
وهو بين خوف ومناجاة لله سبحانه .. خرج من يحمل له خبر يفصل كل شيء .. أسرع بلهفة لتلك الممرضة .. لكنها لم تجبه بجواب شافي .. كل ما قالته بان الطبيب الذي أجرى العملية هو من سيخبره .. زاد خوفه .. وانتظر خروجه .. أخيرا خرج .. نظر اليه وعيونه ترتجي خبرا سارا .. طال سكوت ذلك الطبيب .. وزادت دقات قلبه مع سكوته .. اخيرا تكلم وقال : أنت مؤمن بالأدر(بالقدر).. واحنا عملنا اللي علينا .. بس ربك ما كتبلهوش انو يعيش .. البأيه (البقية ) فحياتك.
خارت قواه واسند جسده بالجدار .. يريد أن يستوعب الذي تفوه به ذلك الطبيب .. لا مستحيل هل انتهى .. لا .. هذا ما كان يجول في فكره .. تمالك نفسه وسالت دمعة من عينه وتمتم : إن لله وأنا إليه راجعون .
ـــــــــــــــــ
منذ اكثر من اسبوع لا احد يعلم عنه شيء .. الخوف يتملك قلبها على ابنها الذي لا تعرف مالذي اصابه .. أهو حسد .. أم ماذا ؟؟ ها هي تبث حزنها لزوجها .. هو الآخر يحزنه حال ابنه .. وهم على حالتهم من الجلوس اذا به يدخل والانكسار على وجهه .. دخل حاسر الرأس وغترته على كتفه .. وعينيه تنبأن بأمر خطير .. يبدو انه كان يبكي .. تقدم ووقف .. القى التحية .. قامت والدته تحتضنه ..
ام راشد وهي تحتضنه : الحمد لله انك بخير يا ولدي .. وين كنت .. شو صاير وياك ..
كان جامدا ونظره على والده الجالس .. قام ابو راشد .. وهو عازم على الشدة معه ..
ابو راشد ( بعصبية ) : انت الين متى بتم جذي .. متى بتعقل وبتصير ريال ..
ماجد : انا ريال غصبا عنك وعن اخوك ..
ابو راشد : احترمني واحترم عمك .. لو انت ريال ما تهيت بالايام محد يدري عنك شيء ..
ماجد : البركة فيك وفعمي .. ما قصرتوا .. عرفتوا جيف(كيف) تحلون المشكلة ..
ابو راشد : أي مشكلة ..
ماجد : شيخة .. والا نسيت انك وعمي هددتوها بابوها .. وماتت بسببكم .. وحالتي هذي كلها من ورا ايدك وايده
ام راشد : منو شيخة ؟
ماجد : سالي ريلج ( زوجك ) منو تكون شيخة .. ابشرك يا ابو راشد .. سيف مات اليوم ..
غادر المكان .. ووقف ابو راشد مذهولا من كلام ابنه .. عن أي تهديد يتكلم .. هو لا يعلم أي شيء عما فعله ابو فهد .. احس وكأن جبلا عظيما رمي عل اكتافه .. جلس وام راشد لا تكل من تكرار السؤال : منو شيخة ؟
تكلم ابو راشد .. وباح لها بكل شيء .. لينكشف لها سر تغير ابنها المفاجأ
ام راشد : ومن متى يابو راشد نشوف اعمارنا ع الناس .. من متى الفلوس تكبرنا وندوس ع اللي اقل منا ...
ابو راشد : يام راشد حتى لو انا وافقت وخطبتها له .. بو فهد ما بيوافق .. وانتي تدرين ما اقدر ازعل اخوي ..
ام راشد : ياليتك كنت خبرتني .. كنا بنحل كل شيء بدون ما يتدخل اخوك .. ويضيع ولدي بسواته .
دخل راشد والقى التحية وقبل راس امه ومن ثم رأس والده .. لا يزال بلباسه العسكري .. سأل عن سبب منظرهما .. وجاءه الجواب من امه .. وكانت تتكلم بعصبية وحرقة ..
راشد : وينه الحين ؟
ام راشد : راح حجرته .
راشد : عن اذنكم ..
صعد السلالم وهو يفكر كيف سيكون لقاءه مع اخيه بعد ان عرف الاسباب وراء تغيره .. وصل غرفته .. طرق الباب وانتظر .. فتح ماجد الباب ليدخل راشد ..
ماجد : شو اللي يايبنك .. اذا ياي تقولي محاضره .. فاللي في مكفيني ..
راشد : كل هالشيء يا ماجد فصدرك .. ليش ما يتني وقلتلي .. ليش ما فتحت قلبك لي ..
جلس على جانب سريره وطأطأ رأسه : حسيت الكل ضدي .. محد مهتم في .. ولا فشو اللي اريده .. ابوي كسرني يوم خبر عمي .. وعمي ذبحني يا راشد – سالت دموعه – ما هتموا في .. كان كل همهم احنا منو واهلها منو ..
جلس راشد بجانبه لافا بذراعه على كتف ماجد : وانت نسيت ان لك اخو يقدر يساعدك .. نسيت يوم كنا صغار والين ما صرنا بالثانوي واحنا مع بعض واللي يصيرلي اول حد يعرفه انت .. واللي يصير معك اول حد يعرفه انا .. ليش ما يتني وفتحت لي قلبك قبل ما تروح لابوي ..
ماجد بصوت متهدج : ياليت ما تنفع الحين .. عمي سيف مات .. كنت معه بالمستشفى .. ما اعرف شو اسوي وجيف اتصرف ..
راشد : لا تصيح .. خلك قوي يا ماجد .. وانا بكون وياك ..
لا شعوريا بكى على كتف اخيه .. ليحتويه راشد ويطمأنه بأنه سيكون معه في كل ما يخص الدفن والعزاء .. وخاصة ان سيف لا احد له غير ماجد الذي اعتبره ابنا له ..
...... ........
غادر المكتب وهو يحس انه على طريق الوصول لهدفه .. عرف كيف يكسر ابو فهد .. عرف كيف يفرض عليه ان يحترمه .. حقا ان المال يخلق الهيبة لمثل هذه الفئة من الناس .. كان جالسا في مكتبه والغيض يتآكله
ابو فهد : هذا من وين طلعلي .. والله لو دريت انه هو ما شاركته .. ولا حطيت ايدي فايده – ضرب بقبضة يده على الطاولة - ايدي اللي رفضت امدها له من اكثر من ست سنين مديتها له الحين وانا مجبور يا مبارك .. تعرف شو يعني مجبور ..
مبارك : لا تسوي بعمرك جذي .. وفلاح باين انه ريال زين .. ما اظن ..
قاطعه : أي زين .. ريال رفضته وطردته مثل الكلب من بيتي تظن انه ما يخطط لشيء .. آآه يا مبارك .. كل سيولتي حطيتها بهالمشروع .. الله يستر .. ما بقدر انسحب لاني بخسر فلوسي .. عرف جيف ( كيف ) يلعبها الحقير ...
دخل بعد ان طرق الباب .. فاذا به يصرخ عليه : انت وين كنت .. الحين ياي .. شوف الساعة جم (كم ) بتوصل الساعة ثلاث وانت الحين مداوم .. وين كنت .
فهد : السلام عليكم
مبارك : وعليكم السلام والرحمه .. هلا فهد ..
ابو فهد : خبرني وين هايت ومخلي كل شيء علي ..
فهد : كنت فشغله ضرورية .. ليش معصب جي ( هكذا ) .. شو صار
ابو فهد : وتسال شو صار .. اقول اطلع روح كمل هياته .. شو اللي يايبنك الحين ..
فهد : استغفر الله العظيم .. ابويه اعصابك .. لا تنسى ان عندك الضغط والسكر .. اهدى وكل شيء بينحل .. ولو اني مب عارف شو صاير ..
بدأ يهدأ جلس واخذ كوب الماء وشرب منه .. ومسح لحيته بيده .. ظل فهد واقفا ونظر لعمه مبارك وقال : شو اللي صار يا عمي .
مبارك : قابلنا صاحب شركات الوليد .. اللي ابوك داخل معاه بمشروع ضخم فالدوحة .. والمصيبة ان الريال نعرفه .. وابوك طاردنه من بيته .
جلس فهد وعلى وجهه علامات الاستفهام : مب فاهم شيء ..
ابو فهد : تذكر الريال اللي طردته من بيتي من ست سنين .. يوم يا يخطب عمتك نورا ..
فهد : المقعد .. اللي كان خطيب عمتي .. فلاح
نظر بو فهد لابنه بنظرات استنكار من كلامه : فهد
فهد : هلا ابوويه .. آمر
ابو فهد : عمتك نورا بعدها ترمسه .. ؟؟
فهد : لا ما اظن .. شو اللي خلاك تقول هالكلام ..؟
ابو فهد : كلامك .. وكانك عارف كل شيء .. ومب بعيده بعد متآمر معه ضد ابوك
فهد : شوو .. انا اتآمر ضدك .. شو هالرمسه يا ابوويه ..
مبارك : ايلس يا ولدي .. ابوك معصب ولا عارف شو يالس يقول
ابو فهد : الا عارف .. وادريبه انه مب موافق ع اشياء واايد اسويها
فهد : بس ما توصل اني اتآمر ضدك يا بوفهد .. عن اذنكم بروح مكتبي ..
بعد ان خرج : الله يهديك يا علي .. شو هالرمسه .. هذا ولدك .. اللي بيمسك كل شيء من بعدك .. عساك طولة العمر
ابو فهد : بس دومه ويا نورا .. طلعاتها كلها معه .. وين يروحون ومن وين ايون ما ادري عنهم ..
مبارك : عمته .. وواجب عليه يطلعها ويونسهاا ..
ابو فهد : كل شيء بيبان يامبارك .. كل شيء بيبان ..
................
الساعة الرابعة عصرا .. صلت صلاة العصر ودعت ربها ان يفرج همها .. ما ان انتهت حتى طوت السجادة ووضعتها على السرير .. مشت متلمسة مكان الباب .. وخرجت من غرفتها قاصدة غرفة والديها .. طرقت الباب ودخلت بعد ان اذنت لها والدتها بالدخول .. والدها كان على سجادته يصلي .. لقد شعر بالتعب هذا اليوم ولم يقصد المسجد .. جلست بجانب والدتها على الارض .. انتهى من صلاته ..
ابو سعيد : هلا ببنيتي .. آمري .. ييتج غريبة اليوم .
مها : ابويه اريد ارمسك فموضوع .. واذا لي خاطر عندك .. ما تردني .
ام سعيد : شو فيج .. ما تشوفين ابوج تعبان .. شو تبين منه ؟
ابو سعيد : لا تعبان ولا شيء .. الحمد لله ما في الا العافية .. تبين اتعبيني غصب .. قولي يا بنتي .. اسمعج .
ترددت ثم قالت : ابويه .. انت مؤمن .. وتعرف ان الشيء اللي صابك ما كان بيصيب غيرك .. صح ؟
ابو سعيد : الحمد لله ..
مها : ابوويه .. انا راضية باللي صابني .. وسعيد ماله ذنب .. عشان تعامله جذي .. هو يوم قال انه بيطلع بسيارتك انا قلت له بروح معه .. هو ما جبرني .. وانا كنت كبيره مب صغيره .. ويوم صار الحادث .. كان ممكن يروح فيها .. بس الحمد لله يت الضربة ع راسي .. والحمد لله ع كل حال ..
ابو سعيد : يا بنتي بس هو غلط يوم خذ سيارتي وهو بعده ما يعرف يسوق زين .. ولا عنده ليسن .
مها : بس ابوويه هو خذ عقابه ويكفي اللي وايهه ( واجهه ) .. اريدك ترجع معاه مثل قبل ..
ابو سعيد : ان شاء الله يا بنتي .. والله اني صاير اعامله غير .. اعرف اني قسيت عليه .. بس لمصلحته .. ولا يصير خاطرج الا طيب ..
قامت وتلمست والدها ثم قبلت رأسه . ودعت له بطولة العمر .. ثم خرجت من الغرفة قاصدة الصالة .. وما ان وصلت الباب حتى اصطدمت بسعيد .. ووقع هاتفه على الارض .
سعيد بعصبيه : شفيج .. زين جذي كسرتي موبايلي .. ما تحسين ..
نزل على الارض ياخذ هاتفه ..
مها : اسفه
سعيد : وين اصرفها هذي .. صدج غبية .. متى الله ياخذج ونفتك منج ..
تركها وذهب لغرفته .. سالت دموعها وغيرت طريقها لغرفتها .. دخلت واغلقت الباب .. جلست على سريرها وقالت بصوت متهدج باكي : يا رب .. مالي غيرك .. وانت اعلم بحالي .. اللهم ارحمني وصبرني .. اللهم اهديه .. اللهم اني بديت اكرهه .. فمسح الكره من قلبي .. اللهم ارحمني.
هذا هو حالها .. بكاء ومناجاة لربها ما ان تكون وحدها بغرفتها .. حياتها جحيم بسبب اخيها سعيد .. يعاقبها بذنب لم تقترفه .. تسمع كلامه الجارح وتسكت وتدعي الله ان يهديه .
........................
ياللي جرحتني ترا الجرح مدفون 0000 وسط القلب سر ماحد داربه
اخاف من عذال الحب يدرون 0000 ويكتبون نهاية حب في اول شبابه
روحي عليله والسبب منك مزيون 000 وقلبي معلق بحب من هو غدابه
اثر الغلا زايد به القلب مطعون 000 طعنات كلامك افقدتله صوابه
اسمع باسمك والعرب لك ينادون 000 وافرح مع العربان جل ومهابه
اخشي عليك من العواذل يكيدون 000 واموت من حسرة زمان الطلابه
تبغي الحقايق مني يازين وش لون 000ويرتاح بالك بالهوي خذ باسه
همسة : الابيات لشاعر بدمه كتب همه العنزي
حالها كسير .. ونفسها حزينة .. تشتاق له .. تشتاق لكلامه ... لضحكاته معها .. تشتاق لاسمها من بين شفاهه .. لا تريد ان تخبر احد باي شيء .. حتى مريم تتجاهلها .. اصبحت حبيسة غرفتها .. والدموع رفيقة لياليها .. ها هي جالسة تسرح شعرها الطويل .. وتنظر لنفسها بالمرآة ولدموعها التي لا تتوقف الا بالقوة .. طرق الباب وسارعت لمسح دموعها .. دخلت والدتها وهي تحمل هاتفها النقال بيدها ..
ام راشد : اندوج ( خذي )
امل باستنكار : شو
ام راشد : ناصر يريدج .. يوم تخلصي انا فحجرتي ..
اخذت تتأمل الهاتف وهو في يدها .. ما ان خرجت والدتها .. حتى رفعته بخوف الى اذنها .
امل : الوو
ناصر : السلام عليكم .. شحالج يا قلبي ؟
امل : وعليكم السلام .. بخير .. انت شحالك ؟
ناصر : الحمد لله .. امل سامحيني .. اسف .. والله اني احبج .. وامووت فيج بعد .. لو تدرين بحالي من دونج .. انا ميت اموول .. وانتي حياتي .. فديتج سامحيني ..
امل ( وهي تبكي ) : وانا بدونك ميته .. بس انت بايدك قتلتني ..
ناصر : فديتج لا تصيحين ( تبكين ) .. والله دموعج غالية .. حبيبتي دخلي المسن مثل قبل .. والله كل ليله افتح ايميلي وايلس ( اجلس ) اترياج (انتظرك) .. سامحيني يا قلبي .. سامحيني
امل : حذفتك من الايميل .. وحذفت القروب .. ما اريد جروح ثانيه .. بسني اللي ياني ( أتاني )
ناصر : فتحت ايميلج وضفت ايميلي ..
امل : وتاكدت من الايميلات اللي معي .. والا لقيت ايميلات شباب ..
ناصر : خلاص امل .. والله اللي في مكفيني .. لا تزيدينها علي ..
امل : انت جرحتني يا ناصر –بكت – والله كل يوم يمر كلامك علي .. احس نفسي بموت .. ما توقعت انك انت تشك في ..
ناصر : دخلي المسن .. الله يخليج امووله .. انتي كل شيء بالنسبه لي .. لو تحبيني تفتحين الايميل الليله ..
امل : لازم اسكر .. خالتي تتصل ع امي .. ياللا مع السلامه
ناصر : لحـ ...
اغلقت الخط .. ردت على خالتها .. مسحت دموعها وتوجهت لغرفة والدتها لتعطيها هاتفها .. تمالكت نفسها حتى خرجت من الغرفة .. وبعدها عادت دموعها تتدفق على وجنتيها .. وهي قاصدة غرفتها .. اذا براشد يراها .. لحق بها وطرق باب غرفتها ودخل قبل ان تاذن له .. راها منكبة على سريرها تبكي .. جلس بجانبها ووضع يده على كتفها
راشد : امووله شو فيج .. ؟؟ امي قالت لح شيء؟
زاد بكاءها .. تابع : حبيبتي شو فيج .. شيء صاير معج باليامعه(الجامعة)
وهو يطرح الاسئلة عليها اذا بسلطان يقف عند الباب الذي نسى راشد ان يغلقه
سلطان : يمكن زعلانه مني ..
امل : خلوني بروحي .. اريد ابقى بروحي
راشد : انت سويت لها شيء ..
قامت جالسة وطأطأت رأسها : سامحني سلطان .. ما كان قصدي اصرخ عليك .. سامحوني كلكم –تتكلم ويتقطع صوتها بسبب شهقاتها- سامحوني .. والله تعبانه .. حاسه اني بموت
راشد : بسم الله عليج
قربها من صدره واحتظنها : لا تقولين هالكلام مرة ثانية ..
سلطان : انا مب زعلان منج .. بس كنت متضايج ( متضايق)
ابعدها عن صدره .. واخذ خصلات شعرها عن وجهها .. ومسح دموعها باصابعه .. وابتسم ابتسامة صغيرة
راشد : احنا كلنا معاج .. واذا شيء مضايقنج قوليه بترتاحين .. واذا حد غلط عليج سامحيه .. اموول اختي قوية .. مب ضعيفة وتييب ( تقول ) طاري الموت ع اللسانها .. صح والا انا غلطان.
سلطان : صح .. امل مب ضعيفة . ولا تعودنا عليها جذي ..
راشد : قومي غيري ملابسج .. و لبسي عباتج .. عازمنج ع العشا ..
سلطان : وانا ..
راشد : وانت شدخلني فيك ..
امل : هههه
راشد : فديت هالضحكه يا ناس .. دام اموله ضحكت خلاص .. قررت اعزمك معنا .
انتابها خجل من كلام اخيها ..
سلطان : لا والله .. خلاص انا زعلت .. ما بروح معكم
راشد : وفرت
امل : هههههههههههه خلاص رشود اذا تبيني اروح سلطان يروح معنا ..
اقترب سلطان من اخته وطبع قبلة على خدها : تعيش اختي ..
راشد : محد مدلعنك غيرها .. ياللا تجهزوا .. انا بتسبح وبترياكم ..
...... ......
الكل مجتمع على العشاء .. كانت نظراته لهما غريبة .. ادركت ان هناك امرا ما قد حصل .. فهذا اليوم يوم المفاجآت بالنسبة لها .. بدأ بذلك الحلم الغريب .. وتلاه كلام فلاح لها .. والان نظرات ابو فهد .. لم تستطع ان تتهنى بما في طبقها .. كما هو حال فهد .. اما امل ومريم اجتاحهما شيء من الاستغراب .. بعد ان انهى طعامه وقف قائلا : نورا عقب ما تتعشين تعاليلي الميلس انتي وفهد .
تركهم وغادر .. نظرت نورا لفهد وكانها تساله ماذا يريد؟ ..
مريم : شفيكم اطالعون بعض ؟
فهد ( وهو يقف ) : الحمد لله .
ام فهد : ما كلت شيء ..
فهد : شبعت الحمد لله ..
قامت نورا من بعده .. وتوجهت لمجلس الرجال لتقابل اخيها .. دخلت وجلست بجانب فهد
نورا( وهي تهمس ) : شو فيه ابوك معصب ؟
فهد : الله يستر .
ابو فهد : نورا
نورا : هلا اخووي .. آمر
ابو فهد : شخبار حبيب القلب ..
نورا ( باستغراب ) : شو تقصد اخوي ..
ابوفهد ( وهو يقف وبعصبيه ) : اقصد فلاح .. والا نسيتيه .. سمعي يا نورا .. انا خليتج على كيفج اكثر من اللازم .. من باجر( باكر ) ما في طلعه برع البيت .. لا مع فهد ولا مع غيره .. سامعه .
نورا : ليش .. مب كافي الحبسه اللي انا فيها .. بعد تريد تحبسني اكثر .. وانا وين اروح .. تراني مع ولدك .
ابو فهد : وبذات فهد لا تطلعين معه .. فاهمه
فهد : ابويه هالكلام ما يصير .. عمتي من حقها تطلع وتشـ
قاطعه : تطلع وتقابل حبيب القلب .. ومب بعيد انها متآمره معه .. وهي اللي قالتله يشاركني ..
نورا : انت شو تقول .. فلاح من يوم انت طردته وانا ما اشوفه ..
فهد : ابويه .. عمتي لازم تطلع من البيت ..
ابو فهد : انا قلت كلمتي .. نورا ما لها طلعه من البيت خير شر .. الين احل الموضوع مع اللي ما يتسمى .
نورا : مب بكيفك يا ابو فهد .. يبتني من قطر ومن حظن يدتي .. ورميتني فبيتك .. ولا يوم سالت عني حية والا ميتة .. متى ما تبيني ناديتني .. توسلتك اروح ليدتي المريضة اشوفها .. ولا رضيت .. ماتت ولا شفتها .. وسكتت .. قلت ابويه موصينه علي .. عاادي اخوي العود وله حق علي .. حرمتني من خطيبي وطردته من بيتك وانا اشوف واسمع كل شيء .. وبعد قلت عاادي .. يمكن يبالي الاحسن .. بس انك تحبسني فبيتك فلا يابو فهد
تقدم منها ووجهه احمر وعيونه ستخرج من مكانها من شدة غضبه .. رفع يده يريد ان يضربها .. فاذا بيد فهد تمسك يده .
فهد : عمتي ما تتحمل ضربه من ايدك .. وعمتي نورا بتطلع من البيت لانها مـ...
نورا : فهد ..
ابو فهد : شو اللي بينكم ..
نورا ( ودموعها تنزل ) : ما بينا شيء .. بس حبس ما بتحبسني ..
ابو فهد : مب بكيفج .. وطلعه من البيت ماشي .. وانت – يوجه كلامه لفهد – اذا سمعت انك طلعت معها فيوم ما بيصيرلك شيء طيب ..
خرج من المجلس والغضب يجتاحه اجتياحا .. رمت نفسها على الكرسي وبكت
نورا : رجع .. ولا يدري شو بتسوي في رجعته .
فهد : رجعته خير لج عموتي ..
نورا ( بعصبيه ) : أي خير يا فهد .. أي خير .. كنت اظن انه تزوج وعايش حياته .. دمرت حياتي عشانه يا فهد .. ما بقى شيء من عمري .. شو اللي رجعه ؟
فهد : حبه لج .. وانتي ما بتموتين .. سامعه .. وبتزوجين فلاح .. بتزوجين الريال اللي حبيتيه كل هالسنين .. الريال اللي ولا مرة قلتيلي عنه .. بس هو قالي كل شيء .
نظرت اليه باستغراب : قالك ؟ انت قابلته ؟
بدأ نفسها يضيق .. وعيناها لم تعدان تريان شيئا .. اقترب منها وامسكها من ذراعيها ..
فهد : عموتي .. انتي بخير ..
نورا : انا بموت يا فهد .......
...... ................
خرج من المجلس والغضب يجتاحه اجتياحا .. رمت نفسها على الكرسي وبكت
نورا : رجع .. ولا يدري شو بتسوي في رجعته .
فهد : رجعته خير لج عموتي ..
نورا ( بعصبيه ) : أي خير يا فهد .. أي خير .. كنت اظن انه تزوج وعايش حياته .. دمرت حياتي عشانه يا فهد .. ما بقى شيء من عمري .. شو اللي رجعه ؟
فهد : حبه لج .. وانتي ما بتموتين .. سامعه .. وبتزوجين فلاح .. بتزوجين الريال اللي حبيتيه كل هالسنين .. الريال اللي ولا مرة قلتيلي عنه .. بس هو قالي كل شيء .
نظرت اليه باستغراب : قالك ؟ انت قابلته ؟
بدأ نفسها يضيق .. وعيناها لم تعدان تريان شيئا .. اقترب منها وامسكها من ذراعيها ..
فهد : عموتي .. انتي بخير ..
نورا : انا بموت يا فهد .......
اسندها على الكرسي وجرى مسرعا لغرفتها .. اخذ يبحث مثل المجنون عن دوائها ... صرخ : وينه .. دخلت مريم عليه .. اذهلها ما فعله بالادراج ..
مريم : عن شو ادور ( تبحث )
فهد (وهو يبحث بدرج التسريحة ) : لقيته ..
وعاد ادراجه الى المجلس دون ان يعير مريم أي انتباه .. ذهبت خلفه .. لتجد عمتها جالسة بتعب وقد شحب وجهها .. اقتربت بخوف ..
مريم : شو فيها عموتي .
فهد : تعبت شوي ... تبيني اوديج المستشفى ؟
هزت رأسها دليل على الرفض ..
مريم : بس شكلج واايد تعبان .. بروح اييب عباتج وعباتي وبنوديج المستشفى
وقبل ان تذهب قالت نورا : لا .. ساعدوني اروح حجرتي ..
فهد : اذا خايفة من ابوي .. فانا بتصرف معه
نورا : لا .. اريد اروح حجرتي ..
لبيا لها ما تريد .. وبعد ان تركاها في غرفتها .. وهي على سريرها رن هاتفها .. اخذته بتعب .. وبدون ان ترى من المتصل ردت .
نورا ( وبتعب واضح ): الووو
فلاح : شو فيج ؟ انتي بخير ..
نورا : ما في ... شيء .
فلاح : اخوج سوالج شيء .. حبيبتي ريحيني ..
بكت وبانت شهقاتها المتعبة له ..
فلاح : حبيبتي لا تخوفيني عليج .. ترا والله الحين اييج ..
نورا : انا تعبانه .. اريد ارتاح ... حرام عليكم –زاد بكاءها – انا انسانه مثلي مثلكم .. حرام اللي تسونه في .. ما كافي قلبي اللي فاي لحظه يمكن يوقف .. تعبت يا فلاح .. تعبت ...
فلاح : تزوجيني ؟؟
سكوت .. وصمت غريب من قبلها .. انتظر الرد .. لم يقل أي كلمة .. اما هي فسالت دموعها اكثر لتغرق وجهها الحنطي .. قالت في نفسها : لا .. ما اقدر .. انا محكوم علي بالموت في أي لحظه .. ما اريد اعذبك معي .. انت ما تعرف انت شو بالنسبة لي .. وهبت نفسي لك .. وحلفت ما يلمسني أي ريال غيرك .. بس ما اقدر
فلاح : حبيبتي ... تزوجيني ؟
نورا : بعدك تحبني ؟
فلاح : ما اعرف شو اقولج .. كلمة احبج قليلة .. مشاعري لج اكبر من الحب .. كل شيء صار بينا ما نسيته .. ويمكن هذا الشيء اللي معيشني للحين .. انتي ما تعرفين انج الهوا اللي اتنفسه .. والماي اللي اشربه .. انتي روحي يا نورا .. اخوج رفضني مرة .. بس الحين ما بيرفض .. بيرحب بزواجي منج غصب عنه .. ليش ساكته يا قلبي .
نورا : بس انا ما احبك .
سكت وكأنه يريد ان يعي ما تفوهت به .. لم تنتظر أي رد منه .. بسرعة اقفلت الخط .. وغطت نفسها بلحافها واخذت تبكي


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات