بداية

رواية غربة الايام -35

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -35

مرت أشهر حمل ياسمين بطيئة. ومتعبة. ومملة. كانت كارهة كل شي حواليها. عبدالله من الليلة اللي علت صوتها عليه في غرفتهم وهو متجاهلنها تماما ولا كأنها موجودة. يتغدى ويتعشى في بيت أمه أو ويا ربعه برى البيت وينام في الغرفة الثانية عقب ما نقل ثيابه واغراضه كلهن هناك. الرمسة اللي سمعها من مرته جرحته وايد واللي جرحه أكثر انها ما فكرت تعتذر أو حتى تبين له انها ندمانه. كانت عايشة حياتها بشكل طبيعي وعبدالله يشك في داخلها انها مستانسة ومرتاحة جي وهي بعيدة عنه.
كل شي كان يمشي بعكس اللي خطط له. حياته كلها كانت معتفسه فوق حدر. مبارك من يوم طلع من الشركة وخذ وياه أكبر مشاريعها وعبدالله مب مطمن. كان قاعد في مكتبه يراقب الزباين والمستثمرين وهم يعتذرون له ويعطونه الف سبب وسبب يخليهم يلغون عقودهم وياه. وعقب اسبوع بالضبط يوصله خبر انهم تعاقدوا ويا مبارك..
كان متوتر وحياته الخاصة ويا مرته متعبتنه أكثر. كان متوله عليها من الخاطر. كل ما يشوفها يتمنى يقعد وياها ويلوي عليها . يتمنى يطمن عليها. بس هي بنت حاجز بينها وبينه. وبينت له أكثر من مرة انه هالحاجز مريحنها. أكثر من مرة يا دريول أهلها وخذها دبي . وكانت اتم هناك بالأسابيع. وفي الشهر التاسع من حملها استوى هالأمر عادي عند عبدالله. حتى لو ما كان مرتاح من الوضع الا انه تعود عليه خلاص..
تعود يعيش بروحه. مثل ما كان متعود على هالشي طول عمره..
وياسمين فعلا كانت مرتاحة للوضع. رغم انه الحمل ملوع لها بجبدها ورغم انها كانت خايفة انه جسمها يخترب عقب الولادة. بس كانت في داخلها تعرف انه هالياهل بيغير اشيا وايدة في حياتها وبيفيدها أكثر مما كانت تتوقع..
عبدالله رغم انه كان مطنشنها إلا انه كان حاط لها مبلغ كبير في حسابها وكانت تطلع وتشتري لها اللي تباه ..
محمد في هالاشهر خطب مريوم. ورغم انه عبدالله كان رافض هالشي لأنه مريم مريضة إلا انه محمد كان مصر على رايه وفعلا تمت الخطوبة على خير . وعقب 3 أشهر تزوجوا وسافروا شهر العسل نيويورك لأنه محمد يبا يودي مريوم عند دكتور متخصص هناكي..
وتمر الأيام وشيخة على نفس حالتها. حبها لحارب (عايشة) كل يوم يكبر ويزيد. احساسها بالفضول تجاه هالشخص اللي قدر يقاوم كل إغراءاتها وما حاول للحين انه يستغلها أو حتى يسمع صوتها. احترامها له . وقوته اللي فرضها عليها خلت شيخة تتخلى عن كل شي وعن كل حد وتعيش أيامها بس على أمل انها في يوم من الايام ممكن توصل له وتخليه يحبها مثل ما هي تحبه. ريلها فهد كان كالعادة غافل عنها . أيام الاسبوع يقضيهن في دبي ونهاية الاسبوع تمر بسرعة وما يلاحظ فيها التغيرات اللي بدت تطري على زوجته. ما لاحظ أو تجاهل انها دوم سرحانة. وانها تنزعج منه يوم يرد في الويك اند..
واستمرت الأمور على حالها..
لكن اللي صار في آخر أسبوع من حمل ياسمين غير الأحداث كلها
.
.

الجزء الواحد والعشروووون

كان يوم مشمس وحار جدا جدا في نيويورك والحرارة مرتفعة لدرجة 41 الساعة 12 الظهر رغم انه شهر 3 . محمد كان توه ناش من الرقاد وواقف عند دريشة غرفة النوم يطالع الشارع المزدحم في هالساعة ويتريا مريم تنش عشان يطلعون يتغدون..
اسبوعين مروا على زواجهم ومحمد عمره ما توقع السعادة اللي كان يحس بها في هاللحظة. وكأنه فراغ كبير في داخله امتلا قناعة ورضا. في هاللحظة. وهو في شقتهم في ويست سايد ، نيويورك. كان محمد أسعد انسان في الدنيا. التفت محمد صوب مرته وابتسم بحنان. مريم تحب الرقاد. شرات القطوة إذا خليتها راقدة مستحيل تنش. اقترب منها محمد وتمدد حذالها على الشبرية وقرب ويهه من ويهها. وتم يطالع ملامحها وهي راقدة. ومن هالمسافة الجريبة شم محمد ريحة شعرها اللي يموت فيها . كانت محنية شعرها قبل يومين ومحمد يتخبل على ريحة الحنا في الشعر.. شعرها كان في كل مكان. ع المخدة وعلى جتفها وعلى طرف اللحاف. ومحمد كان خاطره يلعب به ويمسح عليه بس ما كان يباها تحس به وهو يطالعها. شكلها كان وايد حلو. وملامحها هادية ومرتاحة. ما كان يبا يخرب على عمره هاللحظة..
بس عقب دقيقتين. ما قدر يتحمل وحط ايده على خدها وحاول يوعيها..
محمد: "مريامي.. مريامي.."
بس مريوم ما اتحركت. ورد محمد يمسح على خدها. : " مرياااامي. نشي !!"
انتبهت مريم بس ما بطلت عيونها واعتفس ويهها وهي تمد شفايفها بدلع..: "هممممم؟؟"
محمد: " ياللا عاد نشي . مليت وانا اترياج تنشين.."
مريم (وهي بعدها مغمظة عيونها): "ما اروم. رد ارقد حماده.."
استند محمد على كوعه واطالعها بقهر وقال: "حمادة؟؟ مريوم لا تزقريني حمادة!!!"
هني مريم ابتسمت وهي مغمظة عيونها وتذكرت قبل لا تسير المطار ويا ريلها انه سارة زقرته حمادة وتظايج وايد. ومن ساعتها وهي ما تزقره الا حمادة. ويوم سمعته يتحرطم ضحكت غصبن عنها وبطلت عيونها واطالعته بكسل..
مريم: "نعم؟ شو تبا؟ ليش مقعدني من الفير؟"
محمد: "الحين الفير؟ مريوم الساعة 12. يوعااان ابا اتغدا"
ابتسمت له مريم وردت تتلحف وقالت له عقب ما غمظت عيونها: " وليش مقعدني ؟ منو قص عليك وقال لك اني اعرف اطبخ؟"
محمد: "أدري ما تعرفين. قومي بنظهر . بنتغدى في 21"
بطلت مريم عيونها: "وين؟؟"
محمد: "21 . هذا المطعم اللي مجابلنا.."
مريم: " مابا. هالمطعم من اسمه مبين عليه مب شي.."
محمد: " ياللا عاد قومي..!!"
طنشته مريم وتمت راقدة وتنهد محمد باستسلام وهو يطالعها. وفجأة يته فكرة وابتسم بشطانة وير عنها اللحاف بقوة. وعلى طول شهقت مريوم واطالعته بنظرة معناتها "إذا ما رديت اللحاف بتنجتل" بس محمد تجاهل هالنظرة وشل مريوم عن الشبرية وهي تزاعج وتضحك في نفس الوقت ووداها الحمام عشان تغسل ويهها وتتنشط. ويوم وصلوا للحمام كانت مريوم ميتة من الضحك واعلنت استسلامها ..
مريم: " خلاص خلاص بسير وياك والله تنزلني محمد والله.."
محمد: " بنزلج. بشرط.."
حطت مريوم عينها في عينه وسألته وهي تبتسم: "شو الشرط؟"
محمد: "أبا بوسة.."
ابتسمت مريوم ابتسامة عريضة وقربت ويهها من ويه محمد . وفي هاللحظة نزلها محمد وقال وهو يضحك: "اغسلي اسنانج قبل..! هههههههه"
انقهرت مريوم منه وشلت المجلة من فوق الطاولة الصغيرة اللي حذالها وفرتها عليه بس للأسف ما صابته ويوم شافته بعده يضحك دشت الحمام وصكت الباب وراها بقوة ويلس محمد نص ساعة يحاول يراضيها. ويوم سامحته طلعوا اثنيناتهم وراحو المطعم وطول الوقت ومحمد ميود إيدها وكل ثلاث دقايق يرفع ايدها لشفايفه ويبوسها..
كانت جميلة. مرحة. وقلبها صافي..
وفي لحظات مثل هاذي..
كان ينسى تماما انه حبيبته مريضة. وانه في نيويورك عشان يوديها عند الطبيب المختص
في المطعم، وعقب ما طلبوا الغدا وقبل لا اييبون لهم طلبهم. سلت مريم نفسها وهي تطالع اللوحات المعلقة جدامها على اليدار. والحرمة العيوز اللي كانت مجابلتنها في الطاولة الثانية وتطالعها باستغراب (أو يمكن باحتقار) لأنها متحجبة كانت مريوم بترد عليها بنفس النظرة بس صوت محمد خلاها تشل عينها عنها وتطالعه هو بدالها..
محمد: " كيف كان شكلج وانتي ياهل؟"
تفاجئت مريم من سؤاله وابتسمت وهي تقول: " كنت ضعيفة وقصيرة وشعري كان دوم كشة. "
ابتسم محمد وهو يتخيلها وكملت مريوم: " وكنت استحي وايد. وأخاف من كل شي. وكنت اكره الروضة"
محمد: " منو كان يحبها؟ أنا سرت يومين أو ثلاثة بس وعقب ما طعت أسير. أمي وحليلها كانت توديني وتيلس ويايه للفسحة بس عشان اتعود ع الوضع من دون فايدة"
مريم: " هههههه. أنا كنت كل يوم الصبح اصيح. امايه تيرني عشان اطلع برى والحق ع الباص وانا ارافس وازاعج جني خبلة ما أبا اركب. واتم متعلقة في الباب ولاصقة فيه . وفي النهاية سواق الباص يدخلني بالقوة ويسير "
محمد: " هههههههههههههه. وحليلج مريوم!"
مريم: " وانته؟ كيف كان شكلك ؟"
محمد: " أنا كنت دبدوب وأبيض جنى زلمة. وكنت البس نظارة. نظري ضعيف من يوم كنت ياهل. وكنت هادي وما ينسمع لي حس في البيت. وكنت استحي العب ويا البنات"
ابتسمت له مريم بحنان ومدت ايدها وحطتها على ايده فوق الطاولة. ورد لها محمد الابتسامة وهو يفكر انه عمره ما كان على طبيعته ويا أي شخص في هالدنيا إلا وياها هي. في هالاسابيع الاخيرة اللي عاشها وياها كان يكتشف في داخله انسان يديد يتكون على ايدها. انسان ثاني له هدف في الحياة . إنسان يحب. ومع انها للحين ما قالت له انها تحبه بس محمد كان يحس بمشاعرها تجاهه. وكل ما يتأمل عيونها ويشوف حبه منعكس فيهن. كان يحس بفخر كبير انها مرته. وحبيبته هو..
عقب ما تغدوا وخلصوا. طلعوا من المطعم وانصدموا من الحرارة الفظيعة اللي برى. صيف نيويورك كان اشد عن صيف العين والرطوبة كانت رهيبة لدرجة انهم كانوا يتنفسون بصعوبة ورغم هذا مريوم ما كانت تبا ترد الشقة وتمشوا هم الاثنين في الشارع وفي دربهم مروا على واحد يعزف موسيقى الجاز ووقفت مريم تسمعه وهي مستغربة انه يعزف في الشارع والناس يمرون ولا جنه شي غريب جدامهم . لو كانوا في البلاد كل حد بيتيمع عليه..
كملوا دربهم وساروا الحديقة وشافوا مجموعة يهال عندهم قوارب خشبية صغيرة تتحرك بالرموت كنترول يالسين عند البحيرة يلعبون وسارت مريوم ووقفت على الجسر اللي فوق البحيرة تطالعهم من فوق وهم يتسابقون. وفي داخلها كانت تفكر بعيالها اللي بعدهم ما انولدوا. تباهم يكونون حلوين. شرات هالولد اللي ميود القارب الحين. وتبا عيونهم تكون نفس عيون محمد بالضبط..
محمد كان يطالعها بإعجاب. خدودها صار لونهن وردي بسبة الحر. وابتسم وهو يفكر انه شكلها وهي واقفة هني ووراها هالبنايات والأشجار والبحيرة. وفي عيونها هالنظرة الرومانسية الحالمة. كأنها صورة في مجلة أو مشهد من فيديو كليب . وهالشي خلاه يحس برغبة كبيرة انه يغني لها وحدة من هالاغاني السخيفة اللي كل كلماتها " حبيبي " و"أحبك" . عمره ما حس بهالاحساس. انه مب قادر يشبع منها مهما اطالعها ومهما كان جريب منها . وكان متأكد انه حتى لو صبها في كوب وشربها بعده ما بيشبع منها. إحساس غريب. ولذيذ في نفس الوقت. هذا كان احساسه في هاللحظة..
اطالعته مريم وعيونها كانت تلمع وهي تسأله: "من متى وانته تعرف منصور ؟"
وهني ابتدا محمد يغني.
محمد: " يسألووووني ليه أحبك. حب مااااا حبه بشر. وليييييييه انتي في حياتي. شمسهاااااا وانتي القمر. وليه صوتك لو وصل. صحراي يملاها الزهر. علميييهم يالحبيبة. آاااه ياااا أغلى حبيبة"
بطلت مريم حلجها واطالعته بعبط..
اقترب محمد ويود ايدها: "يسألوني ليتهم مثلي يعيشون الهوى. الاصابع في الايدين الواحدة ما هي سوى. عندهم حبك طبيعي وعندي فوق المستوى. فهميييهم يالحبيبة. آاااه آاااه يا أغلى حبيبة"
مريم: "أنا. محمد. آاا" ما عرفت مريم شو تقول وتمت تتلفت حواليها بس محد كان مهتم لهم. فردت تطالعه وابتسمت وهو ولا هامنه .. يطالعها ويكمل الاغنية. : "يسألوني وفي شفاتي يرتعش حر الجواب. ما دروا انتي بحياتي راحتي وانتي العذاب. وانتي حلمي اللي عشقته وطار بي فوق السحاب. خبريهم يالحبيبة آااه يا أغلى حبيبة"
وهني باسها محمد على طرف خشمها ولوى عليها بقوة وهي تضحك. وفي هاللحظة طلعت منها الكلمة اللي كان خاطره يسمعها من زمان. وهمست له في إذنه بكل رقة: " محمد....أحبك.."
في الإمارات الساعة كانت 12 في الليل. وكل حد في بيت أحمد بن خليفة كان راقد. البيت مظلم والهدوء فظيع. وفي الطابق الأول . في أول الممر. كان باب غرفة أمل وسارة مبطل عشان لا يزيغن وهن راقدات. أمل كانت راقدة على طرف الشبرية وأي حركة ممكن تخليها اطيح ع الارض. ولحافها سبقها وطاح تحت ورغم البرد إلا انها ما كانت حاسة وتمت راقدة في مكانها بدون حركة..
وفي الطرف الثاني من الغرفة. بعد كومة الدباديب اللي على الأرض وشنط المدرسة وبيت العرايس. كانت سارة راقدة رقاد متقطع في فراشها . لحافها ملتف عليها شرات المومياء وكانت راصة على عيونها حيل . كانت خايفة تبطل عيونها. في ظلام الغرفة كانت خايفة اذا بطلت عيونها انها تشوفهم. تشوف الناس اللي يرمسونها دوم. كانوا دوم يرمسونها في الليل. يوم يكون كل حد راقد وهي بروحها تسمعهم. وفي شي في داخلها متأكد انها اذا بطلت عينها وشافتهم بياخذونها. وبيودونها مكان بعيد هي ما تبا تسير له..
ارتجفت سارة وهي تسمع الهمس المعتاد في إذنها: "سارة. سارة.."
كان الصوت ياي من داخلها وعشان جي مب قادرة تحدد مصدره تحسه ينبع من راسها والصوت يبتدي خفيف وبهمس شرات صوت اليهال..
" سارة. سارووووونا.."
رصت سارة عيونها حيل ورفعت لحافها لخشمها . وفي هاللحظة تذكرت يدوتها يوم تقول انه اسم الله يطرد الشياطين. بس ما تجرأت تبطل حلجها عشان تسمي . و في داخلها كانت تردد "بسم الله الرحمن الرحيم" مرة ورا الثانية. ورغم هذا تكرر الصوت مرة ثانية وهالمرة كان أوضح. " سارونا نشي. نشي"
بطلت سارة عيونها بشكل عفوي. بس محد كان جدامها. من وين ايي هالصوت؟؟ انجلبت الصوب الثاني واطالعت الغرفة في الضوء اللي ياي من الممر. محد . كل حد كان راقد في هالوقت..
هي بس اللي كانت واعية..
هي . وهالاصوات اللي تسمعها..
في هاللحظة ياها الصوت شرات ظربة قوية على ويهها " قومي!!!"
شهقت سارة بصوت عالي ويلست في فراشها وهي تتلفت حواليها. وابتدت عيونها ادمع من الخوف وبصعوبة حاولت تتكلم: "م. ممـ. منو؟"
بس اللي رد عليها كان صمت فظيع استمر دقايق طويلة وسارة تتلفت في الغرفة. وتحس بحبات العرق تتجمع على طرف ويهها رغم برودة الغرفة. كان قلبها يقول لها ردي ارقدي. خلاص. كانت خايفة وفي نفس الوقت فضولها كان كبير. تبا تعرف من وين ايي هالصوت. ويمكن. يمكن لو ركزت عدل. بتعرف..
وفي الظلام. نزلت سارة ريولها الصغيرة من فوق الشبرية . التي شيرت الطويل اللي كانت لابستنه كان يوصل لركبتها وتحته ريولها كانت ضعيفة وترتجف بقوة وهي واقفة عند شبريتها. وشعرها الطويل الذهبي مغطي ظهرها كله. كان الخوف ساكن ملامح ويهها في هاللحظة. وبإصرار كبير حبست سارة انفاسها وهي تتريا الصوت. اللي في النهاية سمعته. وحددت مكانه..
كان الصوت هالمرة صغير. وناعم. صوت ياهل. وكان ياي من الكبت اللي جدامها . يناديها ..: "سارة. تعالي. بتين؟؟ سارة؟؟"
من كثر خوفها اندفعت سارة صوب الكبت بسرعة وبطلت الباب بكل قوتها . كانت عيونها زايغة. وويهها ابيض من الخوف وكان الكبت مليان ثياب وجواتي . وبس. ما كان فيه أي شي ثاني..
حست سارة براحة وحطت إيدها على خدها وهي تلتفت عشان تمشي صوب الشبرية. وهني كانت الظربة القوية بالنسبة لها. يوم سمعت الصوت مرة ثانية وكان هالمرة صوت مألوف. صوت تعرفه عدل وكبرت وهي تسمعه. صوت أمها. وراها تماما. " ليش ما تسمعين الرمسة سارونا قلت لج تعالي!!"
صرخت سارة بصوت عالي خلا أمل تنتبه واطيح من فوق الشبرية وركضت برى الغرفة من دون ما تطالع وراها. كانت تركض بكل سرعتها في الظلام والدموع تنزل من عيونها بسرعة وحست انها دشت في غرفة ثانية. وفجأة. ألم فظيع كان يخترق راسها وقبل لا تحس بأي شي ثاني. كانت طايحة في غرفة مايد . فاقدة الوعي. عقب ما اصطدم راسها بقوة بالتلفزيون اللي كان جدامها..
مايد كان راقد طبعا يوم سمع صوت الظربة القوية في غرفته وعلى طول انتبه ويلس يطالع الظلام اللي جدامه. بس ما شاف شي. واقتنع انه حلم. بس قبل لا يرد يرقد دشت أمل غرفته وهي تركض وقالت له: " مايد. مايد نش.."
اطالعها مايد باستغراب وقبل لا يسألها قالت له: "سارونا كانت تزاعج في غرفتنا وطلعت تركض. ما ادري وين سارت.."
مايد: "امولة انتي تحلمين؟؟"
أمل: "لا لا . صدق ميود ما اعرف وين سارت"
نش مايد من فراشه وهو يتأفف . ويتحرطم وشغل الليت عشان يشوف اخته عدل وفي هاللحظة يت عينه على سارونا اللي كانت طايحة تحت. وخيط كثيف من الدم ينزل على طرف ويهها..
الساعة ثمان الصبح . في جامعة الكويت وبالتحديد في مكتب الدكتورة فاطمة. كل شي كان مرتب ومشرق. الستاير كلها مبطلة والملفات وأوراق البحوث والامتحانات مرتبة بشكل منظم على طاولة عريضة في طرف المكتب وكان في مكتبه صغيرة فيها بعض الكتب اللي تحتاجها فاطمة في محاظراتها. وعلى مكتبها . كان برواز فيه صورة بنتها إيمان وبرواز ثاني فيه صور عيال إيمان . وبرواز كبير فيه صورة أحمد ونوال. عيال اختها نادية. وحذال هالبراويز الثلاثة كان كوب مليان قهوة أمريكية وجريدة وبطاقة دعوة..
بطاقة الدعوة هي اللي كانت شاغلة بال فاطمة وهي سبب الابتسامة الخفيفة اللي تكونت على أطراف شفايفها. بيعقدون مؤتمر مخاطر العولمة في دبي عقب ثلاث أسابيع. فاطمة كانت مدعوة انها تقدم ورقة عن مظاهر العولمة ضمن فئة المراهقين في المجتمع الخليجي. وهي تعرف انها تقدر تجهز هالورقة في اسبوع واحد . رغم هذا كانت تفكر ترفض الدعوة. في أعماق نفسها كانت تعرف إنها تتمنى تشوفه. تتمنى تكون وياه. على الرغم من السخافة اللي تحس بها يوم تفكر فيه. إلا انها فعلا كانت تحس بشوق كبير له. وعلى الرغم من انه الوقت مبجر. بس كانت تعرف انه ربيعتها لميا قاعدة وفي الاستوديو الحين. عشان جي اتصلت بها عشان تستشيرها. ويوم ردت عليها وسلموا على بعض خبرتها فاطمة عن المؤتمر..
لميا: "وشو اللي يمنعج من انج تروحين؟"
فاطمة: "انتي تعرفين شو اللي يمنعني لموي"
لميا: " لا تخلين غبائج يوقف حاجز بينج وبين سعادتج يا فاطمة. لا تحاولين تنسين انج تحبينه وتتظاهرين انج قنوعة بحياتج من دونه"
فاطمة: "أنا ظيعت فرصتي. الريال عرس خلاص.."
لميا: " وانتي ما بتاخذينه من مرته . سيري دبي. احضري المؤتمر. وإذا حسيتي انج تبين تشوفينه لا تترددين. شوفيه كصديقة. يمكن تلاقين جواب للأسئلة اللي في داخلج"
فاطمة : " أسئلة؟"
لميا: " ليش تزوج هالمراهقة؟ ليش ما ترياج وحاول يدورج ويوصل لج؟ والأهم . ليش سكن افكارج طول هالفترة؟؟ يوم بتشوفينه. بتلقين الجواب لكل هالاسئلة صدقيني . وساعتها بتقررين . يا انج تعيشين من دونه. أو انج اتمين مسكونة بطيفه للأبد.."
عقب ما بندت فاطمة عن لميا. حست انها محتارة اكثر عن قبل. مهما كانت فاطمة تحبه إلا انها في داخلها انسانة عندها كبرياء ومشاعرها جدا مرهفة. بتحظر المؤتمر. لكنها مستحيل تحاول تتصل به أو تشوفه..
عبدالله بالنسبة لها ماضي. ولازم يتم في الماضي
ويوم اتخذت هالقرار ، تنهدت بعمق ولبست نظارتها ووقفت وشلت بعض أوراق البحوث اللي على الطاولة العريضة وطلعت من المكتب بسرعة عشان تلحق على محاظرة الساعة 8 ونص..
في الإمارات كانت الساعة تسع ونص. وليلى يالسة في غرفة اختها سارة تطالعها بحزن وهي راقدة. أمس كانت ليلة طويلة بالنسبة لهم كلهم. الساعة وحدة ودوا سارة الطوارئ وخاطوا لها الجرح اللي في يبهتها ومن ساعتها وهي راقدة رقاد عميق. الدكتور قال لهم انها بخير وما ياها شي من الظربة. بس اللي كان شاغل بال ليلى هو شو اللي خلا سارة توصل لغرفة مايد وهي تركض بهالسرعة ؟ معقولة مجرد كابوس ممكن يخوفها هالكثر؟؟
تنهدت ليلى والتفتت على أمل اللي كانت بعدها راقدة وطلعت من الغرفة..
تحت في الصالة كانت أم أحمد ترمس صالحة في التيلفون..
أم أحمد: "مب زين عليج يا صالحة لا تظلمين البنية."
صالحة: "أنا مب ظالمتنها. ولو مب متأكدة من اللي قلته جان ما خبرتج"
أم أحمد: " انتي ما ادانين شيخة. بس بعد هاذي مرت ولدج. ما يستوي جي ترمسين عنها"
صالحة: " أمس سمعت صوت باب الحوي يتبطل الساعة أربع الفير. ويوم وايجت من الدريشة شفتها داشة ولابسة عباتها. أقول لج تطلع فليل انا متأكدة"
أم أحمد: " انزين وشو دراج انها شيخة. يمكن ينية. !!"
صالحة: "لا لا سلامتج. هي شيخة ما غيرها. أعرفها انا. ويوم بيي فهد هالاسبوع بخبره"
أم أحمد: "لا تخبرينه ولا شي. البنية عندج تخبريها اذا كانت هي ولا لاء ليش تسوين مشاكل بين الريال ومرته؟"
صالحة: " وتتحرين لو سألتها بتصدق؟؟ "
أم أحمد: "بس انتي تعرفين فهد. ما بيصدق عليها شي. ولدج هذا وتعرفينه"
صالحة: "بيصدقني انا امه. والله ودي اخبره الحين هالحزة بس اخاف عليه يحرج وايي الحين من دبي . تعرفينهم ايوون مشتلين وما يشوفون الدرب وهم محرجين. "
أم أحمد: " استغفري ربج يا صالحة وعيني خير. البنية عندج اسأليها ولا تظلمينها"
تنهدت صالحة وقالت في خاطرها انا شو اللي خلاني اخبر ام احمد ؟
أم أحمد: " ها يا صالحة؟ شو قلتي؟؟ شو بتسوين؟"
صالحة: "انزين انزين بسألها. بسير لها الحين فوق"
أم احمد: "هى زين تسوين. "
بندت صالحة عن أم أحمد ويلست في مكانها . لا بتسألها ولا شي. وبتخبر فهد يوم بيرد هالاربعا. هاي كانت فرصتها عشان تنتقم من شيخوه النسرة. وما بتكون صالحة لو ظيعتها من إيدها..
ايشة في هالوقت كانت ترتب شنطة ريلهاا خليفة اللي قال لها انه بيسافر مصر اسبوع وبيرد. كانت مليانة غضب ومرارة ورغم هذا كانت ملامحها هادية وإيدها ثابتة وهي ترتب ثيابه وتحطهن في الشنطة. أمس تأكدت من علاقته اليديدة. وحدة عربية ساكنة في خورفكان. وعايشة سمعته أمس وهو يحجز لهم في الشاليه في دبا. إجازة الربيع ابتدت وبدل لا يشلها هي وعياله ويوديهم دبا عشان يستانسون. بيسير هناك ويا هالسافلة . خلاص ما عادت تحس بحزن ولا بشفقة على نفسها . هالمشاعر ماتت من زمان. كل اللي تحس به الحين هو إصرار فظيع انها تنفذ خطتها أخيرا. وهالسفرة اللي المفروض تحطم قلبها. خلتها تحس براحة كبيرة. أخيرا بتقوم بخطوتها. أخيرا بتنفذ انتقامها
دش خليفة الغرفة واطالعها ببرود. أما عايشة فرفعت عيونها واطالعته . نظرة أخيرة قبل لا يروح. ريلها وايد وسيم ويعرف يتعامل ويا الحريم عدل ويمكن هذا اللي يخليهن يتعرفن عليه ويتمن وياه رغم انه متزوج. ويمكن بعد هذا اللي خلاها تصبر للحين عشان تنفذ اللي خاطرها فيه من زمان. وتمت تراقبه وهو يلبس ثيابه ويطلع جوازه ويخليه في مخباه وفي النهاية التفت لها وابتسم وهو يقول: " ما توصين على شي من مصر حبيبتي؟"
عايشة: " سلامتك. هذا بس اللي اباه.."
خليفة: " لا ما يستوي. بييب لج احلى هدية. "
ابتسمت عايشة وقالت في خاطرها" عشان تكفر عن ذنبك اللي بترتكبه في حقي؟" بس يوم تكلمت كل اللي قالته كان: "تحمل على عمرك. ولا تتأخر"
اقترب منها خليفة عشان يبوسها بس عايشة التفتت بسرعة وشلت الشنطة وعطته اياها. ما عادت تتحمل لمسته وهو ما اهتم وخذ الشنطة وطلع. وبطلوعه من البيت. عطاها الضوء الأخضر عشان تتحرك..
سارت بسرعة صوب موبايلها واتصلت بأخوها حمدان..
عايشة: "ألو؟"
حمدان: "هلا عايشة. ها؟ راح؟"
عايشة: "هى توه طلع.."
حمدان: " أوكى. ثواني وبكون عندج.."
عايشة: " لا تنسى البطاقة اليديدة..."
حمدان: " ويايه هني. مب ناسنها.."
عايشة: "خلاص. أترياك."
بندت عايشة عنه وتنهدت وهي حاطة إيدها على قلبها. وبسرعة قامت تلم باجي أغراض ريلها اللي في الكبت وتحطهن في أكياس زبالة كبيرة. اليوم بتكون وايد مشغولة. لازم تلم أغراض خليفة كلها . وتفرها بيت أمه. ولازم تغير قفل باب الحوي وباب الصالة. وباب الحديقة. خلاص هذا ما عاد بيته. وهي عقب ما تطلب منه الطلاق. ما بيكون لها أي صلة ثانية وياه..
في بيت أحمد بن خليفة ، كانت مزنة ياية تلعب ويا سارة وأمل مثل عادتها كل يوم العصر. ويايبة وياها عرايسها وحلاوتها في كيس كبير. وكانت لابسة بنطلون وردي وتي شيرت أبيض ونظارة شمسية لونها وردي ..و أول ما نزلها الدريول دشت الصالة وسلمت على أم أحمد وحبتها على راسها وركبت فوق عند أمل وسارة. وهي تمشي شافت خالد في الممر يالس يطالع مجلة فتيات witch وقالت: "إن شفتك داخل عندنا في الغرفة بظربك. فاهم خلّود؟؟"
اطالعها خالد بعصبية وقال: " مب على كيفج..!! هذا بيتنا"
مزنة: " انزين دش وبتشوف.."
وقبل لا تسير عنه شلت المجلة اللي في ايده ..
روحت عنه مزنة وتم هو واقف يطالعها بحقد. ويوم دشت الغرفة صكت الباب وراها وعقت عمرها على شبرية أمل . سارة كانت يالسة على شبريتها تطالع التلفزيون وأمل منسدحة حذالها. وكانن ياكلن كوكيز ويشربن حليب. مزنة يوم شافت راس سارة شهقت وقالت: " شو استوى لج ساروه؟؟"
أمل هي اللي ردت عليها وقالت: " أمس كانت تمشي وهي راقدة ودعمت التلفزيون في حجرة مايد.."
مزنة: "ههههههههههه… ها؟؟ تمشي وهي راقدة؟؟ ساروه كيف؟؟"
سارة: " أنا ما كنت راقدة.."
أمل: "امبلى مايد يقول انتي كنتي راقدة وتحلمين"
سارة: "لا ما كنت راقدة. مزنة والله ما كنت راقدة. أنا سمعت حد يرمسني هني في الغرفة وعشان جي ركضت برى"
مزنة اللي من زمان وهي مقهورة من سالفة هالشبح اللي يطلع لسارة وما يطلع لها قررت انها ماتصدق السالفة وقالت وهي تعق نظارتها وتتنهد بصوت عالي: " أحسن لج ما تشوفين بافي سارونا. تراج ياهل .أي شي تشوفينه في التلفزيون تصدقينه.."
اطالعتها سارة باستغراب وطلعت مزنة عرايسها من الكيس وقامت امل بعد اطلع عرايسها. ونشت سارة ويابت الباربي مالها ويلسوا كلهم تحت ع الارض يلعبون..
أمل: " مزنة وين شعر باربيتج؟؟ ليش استوت قرعة؟؟"
مزنة: "أنا حلقت شعرها. كنت ابا ريال حق باجي العرايس.."
سارة: "حرام عليج شعرها كان وايد حلو. ليش ما سويتي الدبدوب ريال؟؟"
مزنة: "ما ينفع. لازم ريال آدمي. مستحيل أزوج باربي لدبدوب. تخيلي عيالهم كيف بيطلعون؟؟"
قبل لا ترد عليها سارة بطل مايد الباب بقوة وقال: "أهاا!!. أنا قلت أكيد مزنوه الدبة هني.."
اطالعته مزنة بحقد وقالت: " دب انته وخواتك.."
مايد: " تعالي أباج.."
مزنة: "مابا"
طلع لها مايد عشرين من مخباه ولوحهن جدامها. وعلى طول نشت وركضت صوبه. ويوم خذت البيزات يرها مايد من ايدها وطلعها عن أمل وسارة ووداها غرفته وصك الباب.
مزنة: " نعم؟؟"
مايد: "اسمعيني زين انا اباج تساعديني."
مزنة: " شو عندك؟ "
مايد: " انتي بتباتين عند يدوتج اليوم؟"
مزنة: "هى امايه في دبي ويا ابويه.."
مايد: " انزين اباج تسوين لي شي. اوكى؟؟"
اطالعته مزنة بنص عين وقالت: "خطة؟"
مايد: " أحلى خطة بعد. ومحد يروم ينفذها غيرج انتي. شو قلتي؟"
ابتسمت مزنة ابتسامة عريضة وقالت: "أوكى أوكى.."
مايد: "بس هاااا… لا يكون تخبرين ساروه وأمل. أو أي حد ثاني.."
مزنة: " لا لا هاذيلا يهال شدراهن..؟؟"
مايد: "خلاص اسمعي اللي بقول لج اياه واحفظيه عدل"
في هالوقت كانت ياسمين طالعة ويا شيخة وسايرات باريس جاليري يتشرن. رغم انه علاقتهن كانت وايد مختربة بسبب عصبية ياسمين الزايدة هاليومين . بس في سوالف الطلعة كانن متفقات تماما. ياسمين كانت حاطة مكياج كامل على ويهها. آي شادو اسود ويا رمادي وروج وردي . ومظهرة نص شعرها من الشيلة. وشيخة شراتها . ورغم انه ياسمين كانت في شهر حملها الاخير الا انه ملامح التعب على ويهها كانت مختفية تماما ورا طبقات المكياج اللي على ويهها. وعقب ما لفن ساعة كاملة في المحل وهن يدورن شي ياخذنه أخيرا لقت ياسمين اللي كانت تباه..
ياسمين (وهي تشهق): "شيخوه شوفي!!"
اشرت ياسمين على ساعة شانيل سودة شكلها رائع جدا. وأول ما شافتها شيخة ابتسمت وقالت: " ما تبينها صدقيني"
اطالعتها ياسمين باحتقار وقالت: "انا اللي اقرر هالشي. مب إنتي . أوكى؟"
شيخة: "هالساعة بخمسة وستين ألف درهم. ها؟؟ بعدج تبينها؟"
اعتفست ملامح ويه ياسمين وقالت والاحتقار ينقط من بين حروفها: " هه. يكون في علمج اني الاسبوع اللي طاف اشتريت عقد من الفردان بخمسة وعشرين ألف. انتي نسيتي انا مرت منو؟؟"
ابتسمت شيخة وهي مستمتعة بعصبية ياسمين: " لا ما نسيت. بس يمكن انتي نسيتي "
ياسمين: "شو قصدج شيخوه؟؟ "
شيخة: " ما شي. ما قلت شي.."
ياسمين: "هه!!"
صدت ياسمين عنها ونادت البياعة وقالت لها انها تبا هالساعة . وعلى طول استوت ياسمين أميرة في عين البنات اللي يشتغلن في المحل. وكأنها يوم قالت بتشتري هالساعة نطقت بالكلمات السحرية. وفجأة كلهن كانن عليها. اللي تباها تيلس وما اتعب عمرها. واللي تباها تشم آخر عطر. واللي تبا تبيعها آي شادو وعلبة ميكياج. وياسمين طبعا مستانسة بكل هالاهتمام وتطالع شيخة بغرور..
ياسمين (للكاشير): " تفضل هاي الماستركارد مالتي. "
ابتسم لها الكاشير ومرر البطاقة على الآلة. وتريا شوي لين ما طلعت له الورقة . وبابتسامة ثانية رجع البطاقة على ياسمين وقال لها: " آسف مدام. البطاقة ما بتشتغل.."
عقدت ياسمين حيّاتها بحيرة وقالت: " مستحيل. جرب مرة ثانية. أنته غلطان"
رد الكاشير ومرر البطاقة مرة ثانية على الماكينة بس طلعت له نفس الورقة . وقال لياسمين: " البطاقة ما بتشتغل أنا متأكد مدام.."
انقهرت ياسمين من اللي استوى وحست انه خدودها تحترق من الفشلة . وقالت له وهي راصة على أسنانها: " مستحيل!!. انت شو دراك. ؟؟ بطاقتي تشتغل. أنا امس مستخدمتنها. "
هز الكاشير راسه وقال: "سوري مدام. " وأشر لها عشان تبتعد لأنه في وراها ناس بيدفعون..
حست ياسمين انها دايخة وهي تلتفت وتشوف الحرمة اللي وراها تطالعها . والعاملات نفس الشي. واللي يقهر اكثر انه شيخة كانت واقفة وراها تترياها وعلى ويهها ابتسامة خبيثة ويوم يت عينها في عين ياسمين قالت: " ها ياسمين؟ بتردين البيت؟؟"
تنفست ياسمين بصعوبة وطلعت من المحل بسرعة والدموع تحرقها في عيونها . ما كانت تبا تروح ويا شيخة. أول ما طلعت في الشارع لقت تاكسي موقف وركبت فيه وقالت له يردها البيت. كان هذا أكثر موقف محرج تعرضت له في حياتها كلها. مستحيل ترد باريس جاليري اللي هني مرة ثانية. خلاص. بيتذكرونها للأبد. بيتحرونها مفلسة وتقص عليهم. ليش؟؟ ليش هي من بين الكل تعرضت لهالموقف؟؟ وكيف بطاقتها ما تشتغل؟؟ عبدالله مسوي لها هالبطاقة عشان تشتري اللي تباه. وهي يوم سألت البنك قالوا لها انه ال limit فوق ال100 ألف في الشهر. ورغم انها ما كانت تبا تكلم عبدالله. بس يوم ردت البيت اتصلت فيه على طول عشان تعرف شو السالفة..
عبدالله كان في مكتبه ويا سهيل. يراجعون حسابات الشهر اللي طاف. وروان يالسة في زاوية من المكتب تطبع رسالة للبلدية . كانت روان حاسة انه في مشاكل كبيرة في حياة عبدالله وهالمشاكل كانت بعيدة تماما عن حالة الشركة المالية هاليومين. أكيد السبب من المدام اللي قد بنته. تنهدت وهي تطبع وقالت في خاطرها " رجّال ما بيهمهم إلا الجمال وبس. !!"
قطع عليها حبل أفكارها صوت التيلفون وهو يرن ونشت عشان ترد عليه بس عبدالله أشرلها بإيده عشان ترد تيلس ورد على التيلفون بنفسه..
عبدالله (وهو يفصخ النظارة ويمسح على عيونه بظهر إيده): "ألو؟"
ارتبكت ياسمين وما رامت ترمس في البداية. من زمان ما رمسته . وبطلت حجلها وردت صكته..
عبدالله: "ألو؟؟؟"
ياسمين: " ألو عبدالله"

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -