بداية

رواية غربة الايام -62

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -62

نهلة: "زين. الحمدلله!! . خلاص بس نباج تعطينا مهلة شهر ونص او شهرين عشان نقدر نحول لج المبلغ ع حسابج.."
ياسمين: "عندكم شهرين. أي تأخير ولو ان شالله يوم واحد. بشوف لي شراي غيركم.."
نهلة: " لا لا لا . ان شالله ما بنتأخر حتى قبل الشهرين بتحصلين المبلغ عندج"
ياسمين: "زين. نهلة؟"
نهلة: " هلا"
ياسمين: "هالخدمة عمري ما بنسالج اياها.."
ابتسمت نهلة وقالت: " لا تزعليني منج ياسمين. نحن ماامبينا هالرمسة"
ياسمين: "انزين عيل خبريني بآخر التطورات. لا تنسين"
نهلة: " ان شالله. ياللا حبيبتي باي"
ياسمين (وهي تبند الموبايل) :" باي"
في الدوحة، وفي بيت ناعمة اخت فاطمة. كان التيلفون يرن ونوال تركض بسرعة من الصالة الثانية عشان ترد عليه قبل لا يبندونه. وشلت السماعة وهي تاخذ نفس عميق وقالت: " ألوو؟"
ياها صوت خالوتها فاطمة من الكويت وردت عليها: " السلام عليكم. "
نوال (وهي تبتسم ابتسامة عريضة): "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يا هلا والله . فديييييييت هالصوت يا ربي. شحالج خالتي؟"
فاطمة: "هههههه هلا حبيبتي . انا بخير الحمدلله انتي شحالج؟"
نوال: " بخير خالتي فاطمة. والله تولهنا عليج واااااايد واااااايد واااااااايد. متى بتزورينا؟"
فاطمة: "أنا عشان جي متصلة. برد الدوحة جريب.."
نوال (وهي تبطل عيونها ع الاخر) : "والله؟؟ بتبدا اجازتج ؟؟ بس بعده شهر وشوية عن نهاية الكورس"
فاطمة: " ااممم انا قدمت استقالتي.."
انصدمت نوال وتساندت ع القنفة اللي وراها وهي تسألها بهمس: " ليش؟؟"
خالوتها فاطمة كانت من اكثر الحريم اللي عرفتهم طموح ورغبة في العلم والتعليم. حياتها كلها كانوا طلابها ومحاظراتها والشهادات اللي تسعى انها دوم تحصلهن. شو اللي ياها مرة وحدة وخلاها تستقيل؟
فاطمة : " خلاص يا نوال انا كبرت. والشغل في الجامعة يخليني اكبر في اليوم عشر سنين. تعبت. وابا ارتاح في اخر سنوات عمري.."
نوال: " حرام عليج خالتي انتي بعدج صغيرة!!. ليش اتخذتي هالقرار بهالسرعة؟؟ على الاقل لو خذتي اجازة وفكرتي في الموضوع اكثر.."
فاطمة: " أنا فكرت في الموضوع زين. أبا اعيش جريبة من هلي. ومن اختي ناعمة ومنكم. وانا قدمت اوراقي في الجامعة في قطر وامس ردوا عليه ووافقوا. خلاص ابا ارد ديرتي . تعبت من الغربة ومن اليلسة بروحي.."
نوال:" حبيبتي يا خالتي!. والله ما اعرف شو اقول لج. وايد مستانسة انج بتكونين ويانا طول الوقت . انتي تعرفين نحن شكثر نحبج ونتمنى تكونين معانا. لكن هم كنت احس انج تحبين شغلج في جامعة الكويت وكنتي شوي وتستوين عميدة الكلية"
فاطمة: " ما ادري. في لحظة يتني فكرة مجنونة اني اهد كل اللي في ايدي وارد لوطني. يدفعني لهالشي شوق كبير ما اقدر اكتمه. ولأول مرة في حياتي قررت اني اتبع افكاري المجنونة واشوف وين اوصل. العمر ما باجي منه شي وخليني ولو لمرة اتصرف بجنون.."
ابتسمت نوال وقالت: " امي وايد بتستانس"
فاطمة: " قولي لها شهرين بالكثير وبكون عندكم. لين ما احصل شراي للبيت وانقل كل اغراضي للدوحة. "
نوال: " ان شالله خالتي.."
تمت فاطمة تسألها عن اخوانها واهلها كلهم وعقب بندت عنها وتمت حاطة ايدها على سماعة التيلفون وهي تفكر. هل القرار اللي اتخذته هو القرار السليم؟؟ ما كانت فاطمة تعرف اجابة لهالسؤال وقررت انها تخلي اجابته للأيام اللي بتكشف لها صحة تصرفها أو عدم صحته..
بس ما تنكر انها كانت حاسة بسعادة ما حست بها من زمان. أخيرا بترد للوطن. أخيرا بتنتهي الغربة. وبتحس بالاستقرار. وما في احلى من الاستقرار وسط اهلها والناس اللي يحبونها
.
.
ناصر كان متظايج وايد وحاس بالذنب. اللي طلبه منه مانع كان ضد مبادئه. صحيح انه هاكر بس ما كان يحب أبدا انه يأذي أي شخص ثاني. كل اللي يسوي لهم هاك كانوا شباب وكان يدش على كمبيوتراتهم وياخذ منها البرامج اللي يباها وعقب يطلع. بس انه يدش على كمبيوتر بنية بغرض انه يفضحها هالشي كان كبير وما يقدر يسويه..
الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل. وفي يوم من الايام خواته الصغار اللي يموت فيهن بيكبرن وبيكتشفن عالم النت سواءا بمعرفته او بدونها . واللي بيسويه في هالبنية بيتكرر لهن وبينفضحن بدون ذنب وهن مظلومات..
ناصر فكر وايد في الموضوع وقرر انه ما يكون له يد في اللي بيسويه مانع. عشان جي اتصل به الساعة خمس العصر وتم يمشي في الغرفة بعصبية واضحة وهو يتريا مانع يرد على التيلفون. ويوم رد عليه قرر ناصر انه يدش في الموضوع على طول..
ناصر: " هلا مانع شحالك؟"
مانع: " تماام . ها نصور. بشر. شو سويت؟"
ناصر: " اممم . مانع انا متصل بك عشان هالموضوع."
مانع: " حلو. ياللا خبرني."
ناصر: " مانع اسمح لي انا ما بدش وياك في هالسالفة"
مانع (وهو مب مستوعب) : " شو؟؟ شو يعني؟"
ناصر: " يعني البنية هاي انا ما يخصني فيها. حاولت ازرع الفايروس في ايميلها بس ظميري يأنبني. ما اروم.."
مانع (بعصبية): " وليش؟؟ ليش تغير رايك الحين؟؟ امس كنت موافق !!"
ناصر: " يوم فكرت في الموضوع خفت. يعني اول شي يمكن تكون انته غلطان .مايد عمره 16 سنة يعني ما يروم يظهر بطاقة تيلفون بإسمه. حتى لو كانت مدفوعة. !"
ارتبك مانع. كيف ما فكر بهالشي؟؟ بس ما بين عليه وقال بنبرة حادة: "شو قصدك يعني انا جذاب؟"
ناصر: " أنا ما قلت جي. بس يمكن تشابه أسماء. أو يمكن ربيعك اللي في اتصالات قص عليك.."
مانع: " وشو مصلحته يقص عليه؟؟"
ناصر: "يمكن يبا يوهقك !"
مانع: "أففف والله ما توقعت تكون جبان لهالدرجة يا نصور. يعني نسيت كل اللي سواه مايد فينا؟؟ هاي فرصتنا ننتقم منه. شو ياك انته جي مرة وحدة انجلبت دياية؟؟"
ناصر: " أنا ما نسيت. ومايد اكرهه شرات ما انته تكرهه ويمكن اكثر بعد. وبيي اليوم اللي بننتقم منه فيه بس من دون ما نورط وياه حد من اهله او أي بنية ثانية ممكن انه يعرفها"
مانع: " تعرف ؟؟ عطني السي دي مال برنامج الهاك وانا بروحي بسوي كل شي. "
ناصر: " بس الاثم بيرد عليه انا..!!"
مانع: "الحين انته بكبرك اثام. يت على هاذي يعني؟؟؟ انا بمر عليك عقب شوي وعطني السي دي"
ناصر: " أفففف اوكيه بعطيك. بس اسمع .تراني من الحين اقول لك انا هالسالفة بكبرها ما يخصني فيها.."
مانع: " خلاص انزين . والله ما توقعتك جي خواف. كنت اتحراك ريال يا نصور"
ناصر: " الله يسامحك . انا ما برد عليك ."
قاطعه مانع وقال: " انزين انزين. دقايق وبكون عندك.."
وبند الموبايل في ويهه. وتنهد ناصر وهو يطالع الموبايل اللي في ايده واستغرب من نفسه. شو اللي يخليه يتحمل هالانسان للحين؟؟
.

.
.
الساعة سبع ، عقب صلاة المغرب، وصل مايد وخواته البيت وهم تعبانين. أمل وسارة كانن دايخات ورقدن في السيارة ويا مزنة اللي وصلوها بيت يدوتها قبل لا يردون البيت. والحين اول ما دخلن طاحن على القنفة في الصالة وعلى طول رقدن..
ومايد يوم ماشاف حد في الصالة سار قسم عمه عبدالله لأنه ليلى خبرته انه رد البيت وشافهم كلهم يالسين في الصالة هناك وهم يضحكون ويسولفون ويا بعض. وأول ما بطل الباب يت عينه على عمه وهو يتقهوى ويضحك ومحمد يالس حذاله هو ويدوته ويسولفون له. ويوم التفت عمه يشوف منو اللي بطل الباب وشاف مايد واقف يطالعهم ويبتسم لمعت عيونه بحب ودفء وصل لقلب مايد على طول. مع انه كان يعرف انه عمه بيسكن وياهم هني في البيت بس ألحين يوم شافه في غرفته حس فعلا بإحساس انه يكون عمهم موجود وياهم على طول. تماما مثل ما كان ابوهم الله يرحمه دوم وياهم. ارتجفت شفايف مايد وهو يحس انه بيصيح واضطر انه يضحك عشان ما تنساب دموعه اللي ابتدت تتيمع في عيونه ودخل عندهم وهو شوي وبيطير من الوناسة ولوى على عمه بقوة وتم يحببه على راسه وخشمه وأم أحمد تضحك وتقول له: "بس ذبحت عمك ميووود!!!"
عبدالله كان يضحك وهو يلوي على ولد اخوه اللي يذكره بأحمد الله يرحمه وقال لأمه: " خليه امايه خليه . مايد اكثر واحد متوله عليه.."
محمد: "أفاااااااااا"
مايد (بنقمة): " باين انك متوله عليه!!"
عبدالله: " هههههههه جيه عاد؟"
مايد : " اصلا كيف ترد البيت وانا محد؟؟ كيف طاوعك قلبك تسولف وتضحك وانته ما شفتني؟؟"
عبدالله: " ههههههه قلت لهم خلوني في المستشفى لين ما يرد مايد بس ما طاعوا. راغوني!!"
مايد: " فديت روحك يا عمي. والله العظيم انه البيت منور بوجودك. "
وقبل لا يرمس عبدالله رد مايد يلوي عليه مرة ثانية وضحك محمد وهو يحس في داخله بالغيرة من اخوه الصغير اللي ما عنده أي مشكلة في انه يطلع عواطفه لكل اللي يحبهم وما يهمه أي حد حواليه. كان يتمنى يكون مثله وتكون عنده نفس الثقة اللي عند مايد بس محمد انولد وهو جي وما يروم الحين يغير شخصيته..
مايد: " يعني الحين خلاص انته بتم ويانا؟؟"
عبدالله (وهو يمسح بإيده على شعر مايد): " هيه"
مايد:" على طول؟؟"
عبدالله: " هيه على طول.."
مايد : "يا سلاااااااااام عيل الحين بيزيد مصروفي. باخذ دبل. "
ضحكوا كلهم على تفكير مايد وقالت له ام أحمد وهي تظربه ظربة خفيفه على ريوله: " عنبوو ما تستحي على ويهك. كل هاللي تاخذه مني ومن اخوك ومب سادنك؟؟"
مايد: "أنا ريال ومصاريفي وايدة. وبعدين محد يرمس بحضور ريال البيت. عمي الحين هو صاحب القرار هني . صح عمي؟؟"
عبدالله (وهو يضحك):" هيه اكييد"
مايد: "انزين عمي عيل انا بستغل الفرصة وبطلب منك شي طلبته من يدوه مرتين وما طاعت تخليني اسويه"
عبدالله: "شو هالشي؟"
مايد: " أنا الحين ريال عمري 16 سنة وباجي كم شهر وبدخل ال 17 . يعني اروم اخذ الليسن . ليش ما يعطوني الكروزر من الحين عشان اسوقه.؟؟ الا هو كروزر جديم يعني شو فيها؟؟"
أم أحمد (بجدية): " السالفة مب سالفة جديم ولا يديد. انته جان تبا باخذ لك أي موتر تطلبه. بس انته بعدك صغير . شو حايتك بالموتر من الحين؟؟"
محمد: " انته خلص ثالث ثانوي وعقب بنتفاهم في هالسالفة.."
مايد (وهو يطالع اخوه بطرف عينه): "أنا الرمسة اللي قلتها كانت موجهة لعمي. "
عبدالله: " فااالك طيب يا مايد. بعطيك النيسان الجديم من زمان مودرنه. وبتمشي حالك فيه الحين. وعقب ما تخلص ثانوية انا بنفسي باخذ لك الموتر اللي تباه؟؟"
مايد كان مب مصدق اللي يسمعه وقال وهو يحب عمه على راسه وسط اعتراضات محمد وام احمد: " مشكووور عمي والله والله ما بتندم على هالشي. فديييت عمي والله محد يسواه.."
أم أحمد: " مب زين تقبضه موتر وهو بعده ما عنده ليسن!!"
عبدالله: " أمايه تحيدين انا كم كان عمري يوم بديت اسوق؟؟"
أم أحمد: "هذاك أول يا عبدالله . ما كان شي وايد مواتر وما شي هالشباب الطايش "
عبدالله: " ما عليه انا واثق في مايد.."
ابتسم له مايد بامتنان وكان بيتكلم بس ليلى دخلت عليهم وقالت : "عمي انا بسير الصيدلية اييب الدوا لشموس"
عبدالله:" بعدها الكحة ما راحت عنها؟"
ليلى: " لا . الدكتور وصف لي الدوا وبسير ويا اشفاق اييبه.."
عبدالله:" خلاص سيري فديتج.."
أم أحمد: " وييبي لي حبوب الضغط بعد اللي عندي خلصن"
ليلى: "ان شالله يدوه بس وين الوصفة؟؟ ما بيصرف لي اياهن بدونها.."
أم أحمد: " بتحصلينها في غرفتي في الدرج اللي عند الشبرية.."
ليلى: " زين. ياللا باي.."
طلعت ليلى وقال محمد لمايد: " ميود سير وياها .."
مايد: " ما اروم انا تعبان. توني راد من دبي. انته سير وياها.."
محمد: " مالي بارض.."
عبدالله: "وليش تسيرون وياها؟؟ برايها ليلى بتسير دقيقة ويا اشفاق وبترد.."
دخلت تاميني عليهم عقب ما دقت الباب وقالت لأم أحمد: " ماماه في ريال برى انا يودي داخل ميلس"
عبدالله: "هذا أكيد مبارك . مواعدني اييني الحين عقب المغرب.."
محمد: " مبارك هني؟ زين من زمان ما شفته بسير وياك عمي.."
عبدالله:" ياللا نش عيل مابا أخليه يتريا "
مايد: " أنا بعد . من زمان اسمع عنه مبارك هذا ولا مرة شفته"
عبدالله: " تعال ويانا وبتشوفه.."
مايد: " ياللا.."
طلعوا محمد ومايد وعبدالله وساروا الميلس عند مبارك وعقب دقايق طلعت ليلى وأشرت على اشفاق اللي كان يالس عند الموتر وركبت وياه السيارة وساروا الصيدلية
.
.
في الميلس كانوا مبارك وعبدالله ومحمد ومايد مندمجين في سوالفهم ومايد يلس عندهم شوي بس وعقب من التعب ترخص وسار يرقد. ومحمد ياه منصور وتم يسولف وياه ومبارك يعطي عبدالله تقرير مفصل عن كل اللي سووه في الشركة في غيابه. وخبره عن الصفقات والمناقصات وراواه الفواتير وكل شي. وعقب ساعة الا ربع تقريبا انترس الميلس رياييل وترخص مبارك عشان يروح البيت. ووعد عبدالله انه يمر عليه باجر العصر ويكمل وياه سوالف الشغل ..
طلع مبارك من الميلس ومشى عبر الحديقة الكثيفة اللي تحجب منظر البيت تماما عن اللي يمشون من جهة الميلس. ابتسم مبارك وهو يستنشق ريحة أشجار الريحان والياسمين واللوز اللي كانت منتشرة في كل مكان في ارجاء الحديقة. وايد حب هالحديقة وحب شكل البيت الجديم والفخم في نفس الوقت. أول ما دش هالبيت حس بإحساس بالسعادة والدفء. وكأنه مشاعر اهل البيت وحبهم لبعض انعكس في كل زاوية من زواياه..
مشى مبارك بخطوات سريعة باتجاه موتره اللي كان موقفنه عند الباب من داخل. وتنهد وهو يشوف المواتر السبعة اللي كانت مبركنة برى وفكر كيف بيطلع موتره الحين؟؟
في هاللحظة دخل موتر إشفاق اللي كانت ليلى فيه ووقف في الكراج اللي كان قريب من باب البيت. واطالع مبارك وهو حابس انفاسه ليلى اللي نزلت من الموتر وقالت لإشفاق يزقر البشاكير عشان يشلون الاغراض وياه ويدخلونها في المطبخ، لأنها عقب ما سارت الصيدلية مرت على كارفور واشترت اغراض للمطبخ والبيت
مشت ليلى وهي مب منتبهة لمبارك لأنها كانت ادور موبايلها في الشنطة ومبارك كان يمشي وهو يحاول ينزل عيونه بس مب قادر ويوم اقترب منها عشان يسير صوب الباب رفعت ليلى عيونها وهي مصدومة انه شي ريال يمشي جدامها وهي مب منتبهة. ويوم شافته والتقت عيونهم. تحولت نظرتها لجليد وتوقف قلب مبارك وهو يشوف نظرة الكره اللي عطته اياها..
كانت نظرة خاطفة ذبحته فيها ليلى وكملت دربها لداخل البيت. نظرة عمره ما شاف مثلها. كل مشاعر الكره والحزن اللي في قلب ليلى انعكست في عيونها في هاللحظة اللي اطالعته فيها. كانت تكرهه. وتحقد عليه بدرجة فظيعة. ما كانت تتخيل انها ممكن تكره شخص في هالدنيا بهالطريقة بس الحين يوم شافت مبارك عرفت انه الكره اللي في داخلها له مستحيل يكون له حدود. ما قدرت تنزل عيونها عنه او تتجاهله. ما قدرت انها تمر من جدامه وما توصل له ولو شوي من الجرح اللي تحس به يقطع قلبها..
كل المعاناة اللي عانتها ليلى وعانوها اخوانها خلال هالاربع سنوات. هو سببها. حالة سارة اللي كل يوم تزيد عن قبل. هو سببها. امها وابوها اللي تحت التراب. بسببه هو!!. مهما حاولت تقنع نفسها انه ماله ذنب وانه هو بعد فقد عياله ومرته في هالحادث ، الا انه مشاعر الكره اللي في داخلها ومشاعر الألم والوحدة اللي حست بها طول هالسنين من بعد وفاة امها كانت تتجمع في قلبها وتطغى على أي مشاعر ثانية..
كانت تكرهه. تكرهه بجنون. من كل قلبها كانت تكره مبارك. وما حست بشدة هالكره وعمقه الا الحين يوم شافته جدامها وتمنت لو انه هو اللي كان ميت بدالهم..
تم مبارك واقف في مكانه وهو ملتفت لها ويطالع ظهرها وهي تمشي مبتعدة عنه لين ما اختفت ورا الاشجار الكثيفة وأكيد دخلت في الصالة..
ويوم حس بعمره انه واقف في نص الحوي، تحرك وهو يرتجف بكبره ومشى صوب موتره وهو يحس انه دايخ ومهموم. ليش ؟؟ ليش اطالعته بهالنظرة؟؟ هالويه اللي عشق أدق تفاصيله وهالعيون اللي ابتسمت له بسعادة وبراءة في آخر مرة شافها فيها حطمته تماما الحين بهالنظرة اللي صوبتها لقلبه..
وفجأة . مثل اللي نش من وسط كابوس واستوعب اخيرا انه كان يحلم. فهم مبارك السالفة كلها. كيف كان غبي لدرجة انه يفكر بإنه الماضي مجرد ماضي وانه اشباحه مستحيل تطارده وتخرب عليه الحاظر والمستقبل في نفس الوقت. كيف كان غبي لدرجة انه يصدق بإنه ليلى كانت تعرف من البداية علاقته بوفاة امها وابوها ورغم هذا كانت تبتسم له وتتعامل وياه بشكل عادي؟؟
توه بس حس بإنها ما كانت تعرف أي شي . وانها الحين عرفت الحقيقة كلها. أكيد في حد خبرها. نظرة الكره اللي عطته اياها عمره ما شاف مثلها وهو اللي كان متعود على أشد نظرات الكره والاحتقار من اللي حواليه. طول سنوات عمره وعلى كثر الناس اللي قابلهم وحبهم وتعامل وياهم. عمره ما تحطم من نظره مثل ما تحطم اليوم وهو يسترجع نظرة عيونها
احساس جارف بالذنب والهم استولى عليه وللحظة نسى مبارك كيف يشغل موتره. وتم متلخبط مب عارف وين يدخل السويتش. وعقب ثواني ردت له الحاسية وشغل موتره وطلع من البيت بصعوبة كبيرة..
كان فاقد التركيز تماما وهو يسوق موتره ولأول مرة من فترة طويلة جدا، دمعت عيون مبارك
ليلى كانت الحب اللي طلعه من عزلته ومن الوحدة اللي كان عايش فيها
وبالسرعة والسهولة اللي دخلت فيها حياته. طلعت مرة ثانية وخلفت في داخل قلبه جرح كبير واحساس بالندم ما يعتقد في يوم انه ممكن يبرى
.
.
.
.
ليلى أول ما دخلت البيت عطت الادوية ليدوتها ولمريم عشان تعطي شمسة. وفصخت عباتها وشيلتها وبسرعة سارت غرفة امها وابوها وقفلت الباب وراها وتمت يالسة على الشبرية وهي تطالع ارجاء الغرفة وتصيح. كانت مقهورة. وحزينة وتحس بتعب فظيع هد لها كيانها كله. ما تبا تفكر بالاحتمالات وما تبا تفكر بالماضي بس غصبن عنها كانت تفكر. كيف تجرأ مبارك انه يدخل بيتهم وايده ملطخة بدم امها وابوها وبدم حميد. كيف تجرأ يتقرب منها وهي كيف تجرأت تبتسم وتفكر بالانسان اللي حرمها من حظن ابوها وابتسامة امها . بشو كان يفكر وهو يطالعها وهي تبتسم له بكل غباء؟؟ هل كان يتعاطف وياها؟؟ ولا يبا يكفر عن ذنبه ويأرف بحالها ويسوي فيها معروف ويخطبها..؟؟
حست ليلى بألم فظيع يخترق قلبها. عمرها ما حست بهالغضب وعمرها ما كرهت حد هالكثر. كانت تبا اطلع مشاعرها المكبوتة بأي طريقة وما لقت جدامها الا الدموع تغسل بهن كل همومها وحزنها والألم اللي يعتصر قلبها..
مستحيل تسامحه. مهما صار مستحيل تسامحه. مستحيل تسامح المجرم اللي سرق فرحتها ومستقبلها واغتال بقايا طفولتها وحولها من مجرد مراهقة لأم وربة أسرة وهي بعدها في العشرين من عمرها..
مستحيل تسامحه..
.
.
مسحت موزة دموعها بالمنديل اللي في ايدها وقالت للطيفة: " مب راضية ترد عليه ولا حتى ترد على مسجاتي. ويوم اتم اتصل بها تغلق الموبايل في ويهي"
اطالعتها لطيفة بتعاطف وقالت: " يعني شو تبينها تسوي مثلا؟؟ عيل تشكين فيها وتواجهينها بهالطريقة وتصدمينها بخبر مثل هذا وتبينها تسامحج بهالسهولة؟؟"
اطالعتها موزة بنظرة محطمة وردت تصيح بصوت عالي وتأففت لطيفة وهي تلوي عليها وقالت: "ألحين انتي جي بتمين؟؟ من اقول لج كلمة صحتي؟؟ "
موزة (وهي تصيح): " ما اروم!! والله ما اروم ايود دموعي. انتي مب حاسة. لطوف مب حاسة باللي في داخلي"
لطيفة: "والله العظيم حاسة واعرف انج وايد تتألمين غناتي بس بدل لا اتمين تصيحين وتقولين ليتني ما قلت وليتني ما سويت. فكري كيف تراضينها"
اطالعتها موزة وكانت ملامحها غريبة تماما عن لطيفة بسبب عيونها المنفخة وويهها الاحمر اللي كان متورم من كثر الدموع. وقالت وهي تبعد خصلات الشعر اللي طاحت على ويهها: " صعب. صعب اراضيها. انا عمري ما شفتها معصبة جي. لطووف شو اسوي..؟؟"
لطيفة: "بس ليلى تحبج موزوه"
موزة: " وما في افظع من الجرح اللي ايي من الناس اللي تحبينهم"
لطيفة: " صدقيني بتسامحج"
موزة: "ما اعتقد. عندي احساس (ردت تصيح مرة ثانية وقالت وهي تتنفس بصعوبة) عندي احساس انه ليلى خلاص راحت. مستحيل ترد ترمسني مرة ثانية. "
لطيفة: " حرام عليج موزووه لا تسوين جي بعمرج. تفائلي وصدقيني ليلى بترد ترمسج وصداقتكم بترد اقوى عن قبل"
ريحت موزة راسها على جتف اختها وقالت: "تولهت عليها"
لطيفة: "اعرف فديتج والله اعرف.."
غمضت موزة عيونها وتمت تفكر شو تسوي عشان ترضي ليلى. كانت مب قادرة تتحمل فكرة انها تكون زعلانة عليها. هالفكرة كانت فوق طاقتها . وفجأة وهي تصيح. عرفت شو بتسوي . وبطلت عيونها وهي تفكر بهالفكرة اللي نزلت عليها فجأة. ولأول مرة هاليوم. ابتسمت موزة ورفعت راسها وهي تقول للطيفة بحماس: "عرفت!! عرفت شو اسوي!!"
لطيفة: "شو؟؟
موزة: "الحين بخبرج.."
.
.
.
.
أسدل الليل ستاره على كل المشاعر الغاضبة وعلى كل الجراح والاحزان اللي كانت تغلف مشاعر ليلى ورغم عذابها النفسي اللي تحس به ورغم نهر الذكريات اللي جرفها وياه الليلة، رقدت ليلى مثل الطفلة وشموس جدامها. وكان رقادها هادي بدون كوابيس وبدون أي احلام مزعجة..
سارة كانت على عكس اختها، تتنقل بين عالم الاحلام واليقظة وكل شوي تنش من رقادها وهي تنتفض من الخوف. خلاص كانت مب قادرة تتحمل الاصوات اللي ساكنه في راسها. تحس بهم يدشون في احلامها ويعبثون بأفكارها ومخيلتها. كانت متولهة على امها وايد . خصوصا الليلة. أمها كانت دوم وياها. ما كانت تفارقها ولو للحظة . حتى في الليل تيلس عندها واتم تسولف لها وتمسح على شعرها لين ما ترقد. ومن يوم راحت وسارة تحس بإنه جزء من قلبها ظاع وياها..
امها ما خلتها حتى عقب ما راحت. من كثر ما تحبها كانت للحين وياها. بس صوت امها اللي كان يريح سارة وهي صغيرة ويخليها عايشة في عالم خاص فيها ما في حد الا هي وامها، صار يخوفها ويزعجها الحين وايد. الصوت اللي في داخلها. صوت امها. كان يكلمها في كل الاوقات. وكان دوم يحرضها عشان تلحق امها واتم وياها على طول. وسارة ما كانت تبا تروح. خلاص تبا اتم هني ويا اخوانها. ما تبا تروح . بس الصوت مأذنها. ما يخليها في حالها. ما يخليها ترتاح. طول الوقت كان يتردد في خيالها وطول الوقت يجبرها تسمعه ويرتفع فوق أي صوت ثاني ينسمع حواليها لين ما تحس انها خلاص بتختنق..
نزلت دمعة من عيون سارة وهي حاسة بظيج فظيع. كانت تعرف انه عمها راقد في غرفته تحت. وسارة تموت في عمها عبدالله وكل ما يكون موجود تحس انه ابوها الله يرحمه رد لها مرة ثانية..
كانت بتموت وهي تبا تسير وترقد عنده تحت. بس مجرد فكرة انها تمشي في الممر المظلم وتنزل الدري وتسير للقسم الجديم من البيت كان يخليها ترتعش من الخوف..
وفي النهاية حست بالصوت يتلاشى تدريجيا من مخيلتها لين ما اختفى نهائيا وعلى طول استغلت سارة الفرصة ورقدت. قبل لا يرد يأذيها مرة ثانية
.
.

الساعة اربع ونص الفجر، 

انتبه مانع على صوت دقات عالية على باب غرفته. وتأفف بظيج وهو يسمع صوت أبوه يناديه ويقول له: " منووع. ياللا نش بتفوتنا صلاة الفجر.."
نش مانع بصعوبة وهو يقول بصوت خشن: "زين ابويه نشيت. "
بومانع: "أترياك لا تتأخر.."
مانع: "انزين.."
غسل مانع ويهه وتيدد وظهر من الغرفة وهو بعده مسطل. ابوه كل يوم الفجر ياخذه وياه ويسيرون يصلون في المسيد. ومانع تعود على هالشي يوميا ومع هذا كل يوم ينش وهو شوي وبيصيح من التعب ويتمنى لو يوم واحد بس ابوه يغفل ويخليه يرقد براحة..
تنهد مانع وهو يحج شعره ويمشي ورا ابوه في الجو الدافي . ورغم جمال وروعة المنظر والسما اللي كانت تودع ظلام الليل وتبدا تستقبل النهار في ساعات الفجر الأولى، إلا انه مانع كان غافل عن كل هذا وصلى صلاته وهو مسطل وما يعرف حتى شو كان الامام يقول..
ويوم سلم ويا بيوقف عشان يروح ويا أبوه تفاجئ انه المصلين ردوا يصطفون مرة ثانية في صفوفهم وابوه بعد وياهم والأمام رد يستعد عشان يصلي. والتفت مانع على ابوه وسأله بهمس: "صلاة شو هاذي الحين؟"
اطالعه ابوه وهو يهز راسه بيأس وقال: " منوع انته بعدك راقد؟؟ بيصلون ع الميت!"
انصدم مانع ووقف على اطراف اصابعه وهو يحاول يشوف بداية الصف. وشاف بصعوبة الجثة المكفنة والممدة جدام جموع المصلين. وحس بقشعريرة تسري في جسمه وتم يطالعها برهبة وهو يسأله ابوه: " منو متوفي؟؟"
بومانع (وهو يتنهد بحسرة): " هذا سعيد ولد محمد سليمان. الله يرحمه. منو يصدق انه صبي بعده ما كمل ال14 سنة يموت جي من دون سبب. "
مانع كان يطالع ابوه بنظرة مفجوعة وهو مب مصدق: " سعيد؟؟؟ سعيد ؟؟؟ سعيد مات؟؟"
مانع: " هيييه . الله يرحمه ويصبر اهله. "
كبر الامام وابتدوا كلهم يصلون. وصلى مانع وهو يرتجف من تأثير الصدمة اللي انصدمها يوم سمع الخبر..
سعيد كان صبي في فريجهم تعود مانع يشوفه كل يوم وهو راد من المدرسة وكان يستانس وايد يوم يلعوزه. امس الظهر كان معثر له بريوله وطاح سعيد على كتبه وتم مانع يضحك عليه. امس شايفنه وما كان فيه شي. كيف مات.؟؟ كيف؟؟
خلصوا الناس صلاتهم وشلوا سعيد الله يرحمه عشان يدفنونه واضطر مانع وابوه انهم يمشون وراهم في الجنازة. ومانع مستغرب من عمره ومن الدموع اللي كانت تصب من عيونه وهو مب قادر يسيطر عليهن. كان يحس بالذنب لأنه طول هالسنين وهو يلعوزه ويأذيه ويخلي الكل يتمصخر عليه. طول هالسنين وهو يكرهه بدون سبب ومتعته الكبرى في الحياة انه يشوف نظرة الحزن والاحراج في عيونه. والحين مات. مات وهو يكرهه ومانع ما كانت عنده أي فرصة عشان يغير هالشي..
انتبه بومانع على دموع ولده وضغط على جتفه وهو يطالع بحنان وقال له: " الواحد في هالدنيا ما يعرف متى بتكون ساعته. الموت ما يعرف لا عمر ولا مركز اجتماعي . الموت يخطفنا في أي لحظة والانسان يا مانع لازم يكون دوم مستعد لنهايته. "
هز مانع راسه بحزن وهو يسمع كلام ابوه اللي للمرة الاولى يحس به يدخل لأعماق قلبه
بومانع: " اللهم انا نسألك حسن الخاتمة.. اللهم انا نسألك حسن الخاتمة"
مانع (بهمس): "آمين..!"
حظر مانع الدفن وهو مذهول ومحطم نفسيا. خصوصا يوم شافهم يدفنون سعيد ويكيلون التراب عليه. تذكر عمره وعرف انه هذا هو مصيره في يوم من الايام. مجرد كفن وحفرة ضيقة وباردة تحت التراب. لا بينفعه رقاده اللي يحبه اكثر عن الصلاة ولا بتنفعه افكاره الانتقامية واحقاده وكرهه للناس وغيرته منهم. كل هذا بيعذبه اكثر واكثر وهو في قبره..
في هاللحظة يت لطيفة على بال مانع. ومايد وياها. وحس مانع بقلبه ينقبض بشده وهو يفكر باللي كان بيسويه. لطيفة بنية برغم انه عرفها في البوول إلا انها كانت وايد محترمة وياه. وهو كان بيفضحها وبيدمر سمعتها عشان كرهه لمايد ولاعتقاده بإنها تعرفه او يمكن تكون معجبة فيه..
كان يبا يأذي مايد بأي طريقة وما فكر للحظة انه الله سبحانه وتعالى يشوفه وبيحاسبه على كل اللي يسويه
كانت هاي لحظة عمره مانع ما بينساها. والمشهد اللي شافه جدامه. مشهد سعيد وهو ينحط في القبر. بيتم محفور في ذاكرته للأبد. وبيكون سبب ودافع له عشان يتغير للأحسن ويصفي نيته وقلبه وينسى احقاده وافكاره السودا كلها
في هاللحظة. وهو راد البيت من المقبرة. قرر مانع يرد السي دي على ناصر بدون ما يستخدمه. وقرر انه ينسى لطيفة وهو يدعي الله انه يستر عليها. كافي الذنوب اللي كانت مكدسه على قلبه. آخر شي يباه مانع في هاللحظة هو انه يزيد عمره ذنوب اكثر من اللي عنده
.

.
" بعد مرور شهر.. "
" ياااه !! هالشهر مر بسرعة. والله ما حسيت به.."
قالت مريم وهي يالسة تتريق ويا ليلى في الصالة. الساعة كانت ثمان الصبح وكل حد سار المدارس او الدوام. حتى عبدالله اليوم داوم في الشركة لأول مرة من عقب ما مرض..
ردت عليها ليلى وهي تصب لها جاهي: " هيه الأيام تمر بسرعة. خصوصا اذا الواحد فينا كان مشغول"
مريم: " الاسبوع الياي بتبدا امتحانات اخر العام صح؟"
ليلى: " هيه . الحمدلله انه محد من اخواني بيمتحن الا ميود. وهذا ما ينخاف عليه بيعديهن ان شالله"
مريم: " السنة الياية عاد سارونا بتكون صف رابع وبتبدا تمتحن . لازم تشدين حيلج وياها.."
تنهدت ليلى وهي تقول: " هاي بالذات وايد احاتيها مريوم. سارونه وايد تغيرت عن قبل.."
مريم: "أنا لاحظت انها كله يالسة بروحها. خصوصا في الفترة الاخيرة.."
ليلى: " هيه. من يوم انتقل عمي عندنا وهي تقريبا ما ترمس حد غيره. اممم هي كانت جي قبل على ايام امايه وابويه الله يرحمهم. ما كانت تتعامل ويانا وايد وما ترمس الا امايه. والحين ردت لعادتها يوم شافت عمي موجود عندنا طول الوقت.."
مريم: " وهذا اللي مخوفنج..؟"
ليلى: " لا. بالعكس احس انه هاي هي طبيعتها . هي شوي منعزلة عن الباجين. اللي مخوفني كلام مايد اللي قال لي اياه هذاك اليوم. خبرني انها تسمع اصوات. وانها يمكن تكون مريضة نفسيا.."
مريم: " بسم الله عليها. لا لا ما اعتقد انه مرض نفسي. سارة بعدها صغيرة!! لا تحاتين بتكبر وبتعدي هالمرحلة.."

يتبع ,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -