رواية نورس على شطآن الماضي -9
باستغراب اجابته..(( لاشئ؟؟لماذا تسأل؟))
بارتباك..(( لا..لاشئ..فقط شعرت انها قلقه او ربما متعبه..))
ضحكت رجاء على تعليق حامد...
الذي سرعان ما سألها..(( لم الضحك؟؟))
ابتسمت له..(( لانها سالتني هي كذلك...))
واكملت ببرود ..(( حامد تغير كثيرا مابه؟؟؟..))
بحده سالها..(( وهل اخبرتها؟؟))
بارتباك اجابته..(( اخبرتها انك ستتزوج اميرة فقد لا غير.....)
وهو ينظر لها بحده..(( هذا فقط؟؟؟.....انتبهي رجاء انها اسرار وشرف عائلة... ليس لك ان تتحدثي بالامر لاحد ابدا..))
بارتباك اجابته (( اعلم..اعلم اخي))
وقبل ان ينصرف اخفض صوته وهو يحدثها...((وما هي ردة فعلها..اخبريني رجاء...))
رجاء..(( اخبرتك مسبقا نورس لا تفهم ماذا بداخلها..لكني شعرت باهتمامها فقط...وعندما حاولت ان افتح موضوع رفضها... انهت الحديث بانها لا تناسبك ...))
تألمت رجاء وهي تسمع تعليق حامد وهو يهم بالانصراف...
(( لا اناسبها؟؟؟؟ وهل اميرة من تناسبني؟؟؟))
صعدت نورس سيارتها خارجة من منزل صديقتها رجاء
كم ترغب في ان تفرغ كل حزنها بصمت ولوحدها..
ادارت المحرك...
وبعد لحظات وجدت نفسها امام ساحل البحر...
فتحت نافذت السيارة...
وانزلت الكرسي للخلف...
واغمضت عينها....
وهي تصارع الحزن الذي بداخلها..
كانت ذاهبه لصديقتها علها تبوح لها بهمها
الا ان الظروف ابدا لم تسعفها
موضوع اميره
شل كل تفكيرها
انها تعيشه
نفسه الموقف
وربما قريبا يفتضح امرها
الا ان لا احد له ان يستر عليها كما فعل حامد
اخذت نفسا عميقا لحظتها
وخطر ببالها
لو انها اباحت بسرها لحامد هل سياخذ نفس الموقف
ضاقت من هذه الفكرة
وعادت تتأمل امواج البحر في صمت...
حتى انتبهت لسيارة تقترب منها...
كان فيها شباب..
وقد رفعوا صوت الموسيقى عاليا...
اغلقت النافذة بسرعه...
وادارت المحرك...
بعد ان راتهم يشيرون لها... محاوله منهم لمعاكستها...
عادت نورس للمنزل مع صوت اذان المغرب...
وقبل ان تدخل..التقتها عمتها...
(( جيد انك عدت تعالي معي..))
(( الى اين؟؟))
(( نذهب للصلاة جماعه ... منذ فترة لم ترافقيني...))
(( وهل هناك مكان للنساء؟؟))
((بالتاكيد وهل سأصلي مع الرجال... ))
لم تتردد نورس في الذهاب معها...
ربما تغير من الحزن الذي بداخلها...
عادت نورس مع عمتها من الجامع
وهي تحمل شعور مختلف
مختلف كثيرا عن ما كانت عليه قبل ساعة واحدة فقط
الجو الذي قدمت منه
غير من نفسيتها كثيرا..
حتى انها اقترحت على عمتها ان تساعدها في اعداد وجبة العشاء
استغربت العمة من نورس
فهي نادرا ما تدخل معها المطبخ
كان احساس مختلف لكلتاهما
لا تدري نورس مالذي ينتظرها
ولكنها تعلم ان الله سبحانه وتعالى لن يخذلها ابدا
لطالما اتجهت اليه سبحانه
في كل شدائدها
ولم تشتكي يوما لاحد غيره....
وفي جانب اخر
على شاطئ البحر
وقف مع صديقه المقرب حمد
كعادتهما بعد صلاة المغرب
وبصمت
فقط صوت امواج البحر
عادت لذاكرته موقفه معها اليوم
الشاطئ التاسع
الموجة الاولى
تذكر كيف دخل الغرفه الدراسية
وراها معه
مع نبيل
نبيل ذاك الطالب الذي عرف بين كل الاساتذه انه هنا في الجامعه ليس من اجل الدراسه
وانما تغيير للجو ومعارف جدد
فاكثر من مرة يلتقي بها في الجامعه ويلاحظ ان نبيل يحدثها او قريب منها
ولكن اليوم يختلف عن كل يوم
كأن امر بينهما
لاحظ حزنها والارهاق واضح على محياها
في حين كان نبيل يحدثها بلا مبالاة
وما اثر فيه نظراتها
نظراتها التي اخذت توزعها بينهما
عندما انفعلت فجأه مع نبيل ووقفت مواجهه لهما
كأنها تحدثه هو
تخبره بامر ما
لكنه لا يدري ماهو..
ولا يدري..
ماذا يجمعه مع نبيل في نظرها هي...
واضح ضيقها منه..
ولكنها في الوقت نفسه تكلمه باهتمام وبحزن واضح...
يكفي لباسها للعباءة..
جعلها مختلفه...
مختلفة كثيرا...
كانت في حالة حزن غريبه..
بوده وقتها ان يقترب منها يحدثها...
يسألها عن سبب كل هذا الحزن في هذا اليوم بالذات...
وخاصه انها قد تغيبت في المحاضرة السابقه...
الا ان احمد وحضوره وقتها ...
منعه من ابداء اي ردة فعل...
لكنه بقي ينظر اليها...
الى نورس
التي التقى بها في المانيا
تلك الفتاة التي يتباهى الجمال في طلتها
نعومتها ورقتها كلما نظرت اليه بعينيها التي يملئها حزن غريب
وهي تمسح بيدها على شعرها الذي بدى كقطعة حرير
لتحادثه كانت تتحدث بشفتين رقيقتين
ترجف حياء من نظراته اليها
والتي يراها بنفس الحزن ولكن ليس غريبا عليه
يعلم سببه
ولا يعلم ما نتيجته
لا يصدق انها امامه
كبرت اصبحت فتاة ناضجة
جميله بما تحمل الكلمة من معنى
رقيقه بحركاتها ولفتاتها التي بدت له مدروسه خاصه كلما التفتت اليه هو بالذات
بدت طويله عن السابق. واكثر جاذبية...فقد مرت سنوات...
ربما 10 سنوات
نبرات صوتها تخترق ضلوع صدره كلما نادى باسمها
لتجيبه ((نعم دكتور..))
لكنه الان
يريد ان يفهم سبب الدموع المحتبسه في مقلتيها اليوم...
كان يشعر انها تريد ان تكلمه...
واخذ يهمس بنبرات حزينه...
(( ياترى ما كل هذا الحزن؟؟؟
ماذا حدث معك اليوم؟؟؟
وماذا حدث بعد ان.......))
لم يستطع ان يكمل
فقط اشعل سيجارة
واخذ يحرقها
رمى سيجارته على الارض وبعصبية ضغط بقدمه اليمين عليها....
( مابك ؟؟؟ لم كل هذه العصبية؟؟؟؟)
ناصر وعينه على امواج البحر التي ترتطم بالصخور....( اشعر بالضيق.....)
ابعد حمد السيجارة عن شفتيه والتفت الى ناصر...
( كل هذا من فراق زوجتك؟؟؟ لم اتوقع انك تحبها لهذه الدرجة...)
وكأنه يكلم نفسه....( انك لا تفهمني..)
شعر حمد بجدية حديث ناصر معه.... التفت له...( ناصر تكلم ما الذي يضايقك؟؟؟)
ناصر وعيونه تائهه على امواج البحر....(التقيت بها....)
حمد باهتمام..( التقيت بمن؟؟؟؟)
التفت اليه ( نورس..التقيت بها...تصور...)
حمد تحرك من مكانه واقترب منه...
( نورس... اين التقيت بها؟؟؟)
وبصعوبة نطق..( في الجامعة....)
وضع حمد كفيه على كتف ناصر اشارة له بالجلوس....محاولا ان يهدئه....
(ناصر انت متأكد انها هي؟؟؟؟)
بعد ان جلس..( نعم..هي نفسها...كنت اشك في هذا سابقا ولكن الان تأكدت...)
حمد..(وهي؟؟؟ عرفتك؟؟؟)
ناصر..( نعم..عرفتني....متأكد انها عرفتني...)
حمد (وكيف تأكدت؟؟؟؟)
ناصر( تتصور لم تركت زوجتي في بريطانيا وهي حامل ورجعت؟؟؟؟)
حمد (لم هذا السؤال الان؟؟؟؟)
ناصر(اجبني اولا...)
حمد(عدت من اجل العمل ...التدريس في الجامعه...بما انك انهيت البعثة الدراسيه واصبحت دكتورا)
ناصر( كنت استطيع ان اؤجل العودة فصل دراسي كامل.... على الاقل حتى موعد ولادة سمر..)
حمد ( ماذا تريد ان تقول....؟؟؟؟؟؟)
ناصر( حمد..انا عدت من اجل نورس....عدت لتدريس في الجامعه من اجل ان اقابلها...ولا اعرف هل ما فعلته هو الصواب..؟؟)
كان حمد يرغب في تهدئة اعصاب ناصر....
فهو صديقه المقرب وصداقتهما عمرها اكثر من 8 سنوات...
في بداية تعارفهما كان يلاحظ تغير مزاجه فجأة وانزاعجه وعندما يسأله حمد عن السبب يقول فقط انه تذكرها..
تذكر نورس...وسرعان ما يغير الحديث عنها...
ما يعرفه حمد ان صديقه ارتبط بفتاة منذ زمن..
.لا يعرف تفاصيل علاقتهما...ما يعرفه فقط ان اسمها نورس ...وافترق عنها.....
ولم يقابلها بعد ذلك....
وضع كفه على كتف صديقه..
( ناصر ...تكلم ان كان هذا يريح اعصابك....)
التفت ناصر الى حمد.... واخذ في الحديث..وهو يوزع نظره بين صديقه وبين حركة موج البحر....
كان حمد يسمعه باصغاء...
فهذه المرة الاولى الذي سمع تفاصيل عن علاقته بهذه الفتاة...
ولم يرغب ان يقاطعه حتى بحركه منه..
يشعر ان صديقه يريد البوح عن ما بداخله....
وهذا نادرا ما يحدث...
(حمد الجميع يعلم اني عدت تنفيذا للشرط الموجود في العقد بما اني مبتعث من الجامعه لدراسة الدكتوراه فانا ملزم بالتدريس فيها ما ان انهي الدراسه...
كنت استطيع ان اؤجل عودتي للفصل القادم بعد ولادة زوجتي....
لكني عدت من اجلها..من اجل نورس...)
كان يرى علامات التساؤل على ملامح وجه صديقه( تصور يا حمد كيف عرفت بوجودها...
لن تصدق ان اخبرتك)
اكمل ناصر حديثه دون ان ينتظر تعليق منه..
كان يتحدث وكأنه يصف مشهد امامه....
( زوجتي تشاهد تصوير الحفل..
وانا ممسك بكتاب واوزع نظري بين صفحاته والشاشه...
كان بداية التصوير دخولي مع سمر....
كانت سمر تدقق في كل شئ ظاهر بالتصوير...
كانت متوترة من حركة احدى المدعوات بعد مرورنا قريب منها في الزفه.... كان الموضوع فارغ بنظري...
لم اعطه اهميه... في حين هي مصره تعرف من هذه المدعوة التي تنصرف قبل ان تنتهي الزفه...
صارت تعيد اللقطه اكثر من مرة ... لمعرفة من تكون...؟؟؟ وانا اضحك عليها ...
هدا توترها قليلا وباستغراب قالتها ( هذه نورس ..عرفتها... )
لم اعرف ان كلمتها ستهزني ...
اسقطت الكتاب من يدي... واقتربت من سمر اكثر وعيني على ما تشاهده....والاسم الذي نطقته..نورس؟؟؟ معقولة تكون هي؟؟؟)
حمد باستغراب..( كيف عرفت انها هي نفسها نورس...)
ناصر ونظرات حزينه في عينيه..
( شئ بداخلي يقول انها هي... وتأكدت من ذلك....)
بانفعال اكثر ( اعدت اللقطه في غياب سمر...
وصرت ادقق اكثر.... الفتاة بالفستان الابيض والاحمر....
جالسه على الطرف... لم تكن تنظر الينا..
التفتت فقط ماان اقتربنا منها..و ما ان تجاوزناها تحركت من مكانها بحركة سريعه ووضحت جزء من ملامحها...
التي ميزتها سمر بصعوبة....)
حمد ( هل تعني انك عرفتها من شكلها..)
ناصر ( طبعا لا...قلت لك ملامحها لم تكن واضحة.... ومستحيل ان اميزها من هذا التصوير...عرفتها من اسمها ,,و ردة فعلها ما ان التفت لنا .....تأكدت انها هي...)
تغيرت نبرة صوته.. نبرات حزينه... اقرب الى البكاء...
( رأتني يا حمد...في ليلة زواجي ممسك بعروستي...
لم تتحمل المشهد... فانصرفت من المكان... )
غطى ناصر وجهه ليمنع نفسه عن اظهار مشاعر اكثر..حتى لو كانت لصديقه المقرب...
لكنه رفع نظره اليه ... وبضعف لا يعرف حمد اي تفسير له...
(لا ادري يا حمد هل ما افعله هو الصواب....
اخذت بياناتها من قسم التسجيل...
وعرفت المقررات التي تدرسها....
وطلبت تدريس مجموعتها بالذات لمقرر الاقتصاد...
تعمدت ذلك.... ولكنها تغيبت ....
تغيبت عن المحاضرة 3 ايام متتاليه..لابد انها علمت وتهربت مني....
لكني رأيتها بعد ذلك..
حضرت اولى محاضرتها معي
.لمحتها ما ان دخلت..
لم ترفع رأسها لتنظر الي ....
كانت تشغل نفسها باوراق في يدها....
بينما شغلت نفسي بجهاز العرض....)
وقف ناصر وكأنه يحادث البحر..وحمد خلفه... يسمعه باستغراب...
( قرأت الاسماء التي في القائمة دون ان اهتم لتسجيل الحضور لهم...
عيني فقط على اسمها...
نورس...نورس...
وهل هناك غيرها نورس...
صرت اكرر الاسم..
اريد منها ان تنطق تتكلم...
لم اسمع صوتها...
صرت اردده مرة ثانية..
.رفعت كفها الذي بدى لي كأنه يرجف...)
التفت الى حمد وارتفعت نبرات صوته..( الرجفه نفسها في كفيها قبل 10 سنوات عندما......)
واكمل وهو يغالب شعور قاسي......
(كم انا قاسي.. عليها حتى بعد هذه السنوات....
لم يكفيني كل هذا..عدت لاناديها مرة اخرى...
نورس...
واخيرا سمعت صوتها تجيبني...
وهي تقول نعم...
كنت اريد ان اسمع نبرة صوتها مرة اخرى..
حتى اصدق انها امامي وانا اناديها. عدت وكررت اسمها وانا اسالها عن سبب الغياب...
لم تجبني...
كدت اكشف عن كل ما بداخلي لحظتها...
تجاهلتها غصبا عني...
واكملت باقي الاسماء ....
تظاهرت بانشغالي في الشرح ....
وهي منشغله بالكتابه...
اخطف نظري اليها...
لا ترفع نظرها ابدا....
حتى لمحتها فجأة تنظر الي ....
وما ان انتبهت حتى هربت ...هربت بنظراتها..........كانت.....)
وهذا حال كلانا في كل محاضره...
تصور ان في احدى المحاضرات انفردنا في الغرفه الدراسيه
لم تكن تعلم بوجودي
لم اتحمل ذلك
كنت اخشى نظراتها لو انتبهت لي
ولكني سعدت بذلك لا ادري لم....
((كل هذا الصراع
تعيشه منذ قدومك الى البلاد دوم ان تفضفض لصديقك؟؟؟))
ناصر بصوت منخفض...
(( لان ما حدث اليوم هزني كثيرا... طوال تلك الفترة كنت صامدا امامها..وامام ذكرياتها...
وحديث نظراتها اليوم.لم افهمه ياحمد ..لم افهمه......)) وهو يتذكر نظراتها اليه والى نبيل...
حمد يقاطعه..( ناصر...اهدأ يا ناصر. وضعك تغير ..لا بد ان تتغلب على كل ذكرياتك معها...فلو انك التقيت بها قبل شهور لكان الامر مختلف...)
التفت ناصر لصديقه الذي لم يستوعب بعد علاقته بنورس..
اكمل حمد..( ناصر انت متزوج... وتنتظر مولود.. اترك الماضي.)
تاهت نظرات ناصر في البحر... فصديقه لا يعلم عن شئ...
ولو عرف الحقيقه لما قال عن نورس ماضي....
لو عرف الحقيقه لفقد احترامه...
( دعنا نذهب....) ناصر باستسلام....
تقدم معه حمد وهو ينظر اليه بقلق لاول مرة يرى ناصر بهذا الوضع...
يشعر ان ما بينهما ليست علاقه عابرة...هناك شئ اكبر... لا يفهمه....
انصرف كلا منهما بسيارته....
الموجة الثانية
من الشاطئ التاسع
والتي ستكشف عن شخصية نبيل
ان الشاطئ التاسع
هو كشف للحقائق
وكشف لمشاعر ابطالنا اكثر
هذه الموجة
خاصة لـ نبيل
الموجة الثانية من الشاطئ التاسع التي مرت عليه نورس
فيه راح يبان شئ مخفي لدى نبيل
ليس كل شئ حتى لا نتسرع
ولكن شئ من شخصيته
اتمنى ان يرضيكم
بس ببقى انتظر ارائكم
فأنتم لا تعلمون كم تهمني تعليقاتكم وتوقعاتكم
في سردي للاحداث
لا تكتفون بالقراءة
اتركوا بصمتكم
الا تستحق نورس؟؟؟؟
الشاطئ التاسع
الموجة الثانية
( ياترى من هي سعيدة الحظ التي اخذتك منا هذه المرة؟؟؟)
التفت لمجموعة الشباب الذين يلعبون الورق...
وبقى على صمته ونظراته لهم...
كررها محمود ( نبيل... اين ذهبت؟؟؟)
دون اهتمام رد عليه نبيل..( معك محمود.... معك...)
ضحك الجميع بصوت عالي..وواصلوا اللعب....
ترجل نبيل من مكانه...
مبتعدا عنهم
خرج من الديوانية...
وقف قريب من المدخل..
وهو يشعل سيجارته..( نبيل ... مابك...؟؟؟)
التفت اليه نبيل...
(لا شئ محمود..)
*(لا اعتقد)
نبيل بضيق..(محمود...)
*(نبيل هناك امر يشغل بالك ..الا تريد ان تتحدث لي.....لن اضغط عليك)
امسكه نبيل من ذراعه قبل ان ينصرف...
( محمود... )
*(تحدث نبيل...اشعر ان الامر يتعلق بفتاة)
(وكيف عرفت؟؟؟)
*(وهل هناك ما يلهيك ويشغلك غير الفتيات؟؟)
(وهل تراني بهذه الصورة محمود)
*(الجميع يراك هكذا )
بنبرة صوت غريبه(وانت؟؟؟)
(انا؟؟؟؟انا مختلف عن كل من حولك)
ابتسم له نبيل
وهو يغمز له*(ولكني متاكد ان ما يشغلك احدى الفتيات)
(معك حق محمود)
*(ومن هذه التي فعلت بك كل هذا؟؟)
(نورس..)
*(اي نورس؟؟؟)
(اسمها نورس)
*(وهل هذا اسم فتاة)
(نعم...اسمها نورس..اول مالفت انتباهي فيها اسمها
ومن ثم لمعه غريبة في عينيها كلما لمحتها
فتاة غريبه..مختلفه عن كل الفتيات)
باستغراب رد عليه محمود (ماذا حدث نبيل؟؟؟ لم اتصور ان ياتي يوم تقول شعر في احداهن..لطالما اعتبرتهن تافهات)
(هذه تختلف يا محمود..تختلف كثيرا)
*(اين التقيت بها؟؟)
(في الجامعه...)
*(ولم تشغل بالك بهذه الصورة... ماذا قالت لك؟؟؟)
وهو ياخذ نفسا عميقا (ان ابتعد عنها ولا ازعجها..تصور؟؟)
محمود وقد ارتفع صوته (نبيل من صدى مغامراته تتردد في كل ارجاء الجامعه ومحيطها تطلب فتاه منه عدم الازعاج...)
قطع حديثهم رنين الهاتف...
نظر نبيل الى رقم المتصل
وبحركة سريعه قطع المكالمة
((اخبرتها ان لا تتصل ..لقد مللت منها ...))
*(من ؟؟نورس؟؟)
(طبعا لا..نورس امر اخر...)
*(معك حق مادام قالت لك ان لاتزعجها فلابد انها امر مختلف)
اخذ نفسا عميقا ( امر مختلف معك حق ولكن.....)
*(لكن ماذا؟؟؟)
(لدي ما يجعلها تترجى كلمة مني؟؟؟)
*(نبيل ..لا افهمك)
(ليس المهم ان تفهم...)
سمعا نداء احدهم من داخل الديوانية
*( نحن هنا..ثواني فقط..)
(ادخل لهم..وانسى ما قلته لك...)
*(الى اين؟؟؟)
وهو يرمي بقايا السيجارة تحت قدميه
(الى البيت)
والتفت له قبل ان ينصرف
(انسى كل ما قلته لك)
صعد نبيل سيارته الهمر بلونها الاسود
وما ان ادار المحرك
حتى ارتفع صوت الموسيقى الصاخبه بصوت عالي
لطالما عشق هذا النوع من الموسيقى
اشعل سيجارة اخرى
وعينه على الطريق
اما عقله في مكان اخر
هناك ..
في اروقة الجامعه
حيث يلتقي بها كل يوم
وفي المقابل هي تصده
انها المرة الاولى التي تتعامل فيها فتاة معه بهذه الصورة
لقد تعرف على الكثيرات
خاصة من طالبات الجامعه
حتى وان لم تكن الفتاة ترغب بمصاحبته وهذا نادرا مايحدث معه
كانت تكتفي معه بعلاقة زماله
هذا النوع من الفتيات
التقى بهن
يشعر بشئ من الاحترام اتجاهن
بعكس الاخريات الاتي ما ان يلتفت لهن حتى استقبلته بابتسامه وماهي الا ايام حتى تكون جالسه بقربه في هذه السيارة...
لكن هذه تختلف عنهن جميعا...
تصده ترفض حتى ان يحييها اوان يحدثها بأمر الدراسه...
احتار معها كثيرا...
لا يعرف باي طريقة يجبرها على قبول الحديث معه...
حتى وقعت مذكراتها في يده...
اخذ نفسا عميقا وتذكر كيف لحقها الى المكتبة دون ان تنتبه له...
راها من بعيد...
تضع راسها بارهاق على ملفها...
نظر اليها...
الى البراءة في وجهها...
وهي مغمضة العينين...
لم تكن تشعر بما حولها...
واضح عليها الارهاق مع ان الوقت مازال مبكرا على ذلك...
بعد اقل من ساعه انصرفت من مكانها....
الى دورة المياه...
تحرك بسرعه...
نحو الطاولة الجالسه عليها...
بعد ان لمح الملف عليها...
لايدري لم فعل هذا...
لم يكن يعلم ان هناك ما يهمه داخل هذا الملف...
وما ان وقع نظره على الدفتر..
سحبه بسرعه..نظر خلفه...
الكل مشغول بالمذاكرة...
وهي ليست هنا...
واختفى من المكان بالسرعه نفسها التي سلب بها الدفتر...
لا يدري لم فعل ذلك...
ليس هذا ما قصده....
لكنه فعلها وانتهى الامر....
تذكرها كيف كان شكلها في اليوم الثاني...
بدأت مرهقه حزينه....
ولاول مرة يراها بالعباءة....
بدت مختلفه كثيرا...
حاول ان يربط هذا الحزن بما سلبه منها...
شعر وقتها ان ما اخذه شئ مهم....
بينما هو لم يفكر ان يفتح صفحاته....
فقط مرة واحده...
فتحه قبل ان يخفيه في درج السيارة الامامي...
وجد مجرد خواطر واسماء لافراد لا يعرفهم....
لم يحب القراءة يوما...
لذا اغلقه دون اهتمام...
ولكن ما راه منها بعد ذلك...
شعر بان امر مهم يحويه هذا الدفتر...
لتحزن عليه بهذا القدر...
تذكر دموعها لحظة ماعرفت انه معه..
نظراتها...
الرجفة التي في يدها...
شعر بها وكأن طير سقط في المصيدة...
لم يكن يتوقع ان هذا الدفتر سيخرج منها كل هذه المشاعر وردة الفعل الغريبه...
رغب وقتها ان يعرف ما يحويه بين صفحاته...
يتبع ,,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك