بداية

رواية غربة الايام -9

رواية غربة الايام - غرام

رواية غربة الايام -9

في بيت المرحوم أحمد بن خليفة. ليلى كانت مشغلة سارة وأمل وخالد وياها في المطبخ ويالسين يسوون كيك . سارة كانت واقفة حذال ليلى وأول ما تطلب منها شي تركض بسرعة وتييب لها اياه. وأمل كانت يالسة فوق الcounter وكل شوي تقول لليلى: أنا شو أسوي؟؟
ليلى: صبري غناتي دورج بعده ما يا..
أمل: متى بطبخ؟
ليلى: صبري صبري..
خالد كان مبطل عيونه ع الاخر وملصق خشمه في حوض السمج اللي يايبنه محمد لهم اليوم. من يوم يابه محمد وخالد لاصق فيه ويطالع السمج بانبهار. واضطرت ليلى انها تييب الحوض هني في المطبخ عشان يتحرك وياه خالد لأنه مب راضي يهده..
سارة: يوم بتم كريما. لا تعقينها بناكلها..
ابتسمت ليلى وقالت بحنان: ان شالله حبيبتي ..
سارة كانت بعدها متم*** بعزلتها ورمستها قليلة ونادرة. بس ليلى كانت تحاول تتواصل وياها بكل الطرق وأكثر من مرة لاحظت انها تختفي فجأة وكانت تعرف انها تسير تقعد في غرفة أمها وكانت تخليها على هواها. اذا كان هالشي يريحها حرام تحرمها منه. بس ليلى ما كانت تتجرأ تتبعها هناك. لأنها تعرف انها ما بتتحمل الالم اللي بينتج من دخولها هناك. كانت غرفة أمها وابوها مكان مقدس بالنسبة لها . ما تبا أي حد يمسها او يغير فيها شي. وعشان خاطر سارة بالذات. قررت ليلى تخلي ثياب امها في الكبت على طول وما تحاول انها تشيلهم في يوم من الايام..
أمل: ليلى. شوفي خالد !!!
التفتت ليلى على خالد اللي كان واقف ومتعلق بالحوض. ويرفع ريوله يبا يدش داخل. ضحكت ليلى وشلته بسرعة وصرخ خالد بصوت عالي وهو يمد جسمه عشان ينساب من اياديها بس ليلى يودته بقوة وباسته وهي تقول: مسود الويه . ثرك مب هين طول هالوقت يالس تفكر كيف ادش عند السمج..
وطلعت من المطبخ ومشت للصالة وعطته ليدوتها عشان تيوده وردت المطبخ تكمل الكيك ويا البنات. واستقبلتها أمل بابتسامتها الحلوة . وغمازاتها اللي تجنن ..وضحكتها اللي ترد الروح و....... وأياديها اللي كانت في العجينة. !!!
شهقت ليلى وركضت لها وهي تزاعج: لوله شو تسوين؟؟
أمل (ببراءة): اسوي كيكة..
طلعت ليلى اياديها من العجينة ويلست تنظفهم وهي تقول: شو اسوي فيج ؟؟ أظربج؟؟
أمل: أبا اسوي كيكة..
ليلى: قلت لج اصبري دورج بيي. انتي ما تفهمين؟؟
اطالعتها أمل بنظرة حادة وقالت: انزين. صبرنا. أف!!!!
أم أحمد كانت يالسة في الصالة وخالد على ريولها يلعب ببرقعها. يوم دشت صالحة الصالة حتى من دون ما تدق الباب..
صالحة: هود هود ياهل البيت. وينكم؟؟ تعال ابويه فهد دش محد هني..
أم احمد خذت البرقع بصعوبة من ايد خالد ولبسته ووقفت لصالحة اللي دشت ويا ولدها فهد وسلمت عليهم ويلسوا في الصالة. ولاحظت أم احمد انه صالحة شالة كيس في ايدها بس ما قالت شي وحطته حذالها ..
أم أحمد: حيالله فهد..
فهد: الله يحييج أم أحمد. اا. أمايه انا بسير..
صالحة: ايلس وين بتسير؟؟
فهد (بصوت واطي): أمايه بسير الشباب يتريوني..
أم أحمد: ايلس من زمان ما شفتك..
صالحة: خليه هذا ما ايوز عن هياته. سير برايك..
ابتسم فهد ابتسامة صفرا ووقف وطلع من الصالة. فهد. رغم انه عمره 22 سنة. بس أمه تتحكم فيه بشكل كبير ويعرف انه بينهزب أول ما ترد صالحة البيت لأنها كانت تباه يتم وياها ويشوف ليلى اللي كانت مصرة تخطبها له. بس فهد شايف ليلى من قبل ورغم جمالها الا انه حس ببرود فظيع اتجاهها وكان مصر يتهرب من هالسالفة ويخلص عمره منها بأي طريقة..
أما صالحة. فأول ما طلع ولدها تحلفت له بينها وبين نفسها يوم بترد البيت بتراويه شغله. وركزت اهتمامها على خالد اللي كان متعلق بيدوته ويوايج عليها من ورا شيلة أم أحمد..
صالحة (وهي تبتسم له وتمد له ايدها): خلود. تعال..
بس خالد تعلق أكثر في يدوته . واطالع صالحة بخوف. صالحة تظايجت بس أم احمد في داخلها استانست وقالت: بناتج شحالهن؟
صالحة: بخير . يسلمن عليج وعلى ليلى..
أم أحمد: وليش ما ين وياج؟
صالحة: انشغلن ببيوتهن وعيالهن. ليلى وينها؟ ووين باجي العيال؟
ام أحمد: في المطبخ. يتعبثون ونهم يسوون كيك..
صالحة: حتى محمد ومايد؟؟
اطالعتها أم احمد بطرف عينها. صج انها خبيثة. تبا تعرف وين مايد ومحمد: محمد في المكتب ومايد فوق في غرفته..
صالحة: هيييييييييه. الا محمد شو مسوي في شغله..
أم أحمد: الحمدلله يسوي اللي يقدر عليه...
في هاللحظة دشت ليلى ويا خواتها وسلمن على خالوتهن . ليلى تظايجت يوم شافت خالوتها وتذكرت الرمسة اللي سمعتها اياها ع التيلفون وتمنت انها ما تعيد هالرمسة جدام حد من اخوانها. اذا كانت ليلى عاقلة وكبيرة وتفتهم. اخوانها مراهقين وهالرمسة ممكن تأثر على علاقتهم بعمهم..
ليلى: بسير اييب لكم الكيك اللي سويناه .
صالحة: تعالي ايلسي ما نبا كيك..
أم أحمد: خليها تييبه بياكلونه اليهال..
قامت ليلى وكانت فرصة انها تتهرب من خالوتها . وصالحة يلست تدقق في بنات اختها سارة وأمل. وقالت عقب ما عفست ويهها: واعليه. يحليلهن البنات يبسن ما بجى منهن شي. انتوا ما تأكلونهن؟؟
أم احمد انقهرت منها وقالت: الحمدلله ما فيهن شي. وامبونهن جي ضعاف..
صالحة: حشا لله. ما كانن جي. ماشالله سارة كانت مربربة..
سارة كانت تطالعهم ببراءة وشكلها سرحانة في عالم ثاني وأمل مركزة على صالحة ومبطلة حلجها. وعقب تفكير لصقت في يدوتها وهمست لها : منو هاذي؟؟
ابتسمت أم احمد ومسحت على شعر أمل اللي ردت تطالع صالحة بنفس النظرة المصدومة. وصالحة ما كانت منتبهة لأنها كانت ترمس..
أم أحمد كانت عيونها ع الكيس وما قدرت تقاوم فضولها وسألت صالحة: صالحة؟ بتخبرج هالجيس شو داخله؟
التفتت صالحة ع الجيس وجربته منها وقالت: هاذي ثيابي الليلة ببات عندكم..
في هاللحظة دخلت ليلى الصالة وسمعت خالوتها تقول انها بتبات عندهم وحست انه قلبها انقبض. وسارت صوبهم ونزلت صينية الكيك والعصير واطالعت يدوتها اللي قالت: حياج يا صالحة هذا بيتج
أمل (اللي كانت تبا عذر عشان تكلم صالحة): ومنو بيرقد في بيتكم؟
ابتسمت صالحة: هناك عيالي . وعيالي كبار ما يحتاي حد يرقد عندهم..
ليلى: بسير ازقر مايد عشان ياكل ويانا..
راحت عنهم ليلى وبطلت باب غرفة مايد بهدوء. هالمرة مايد كان صج متظايج ومن أمس ما شافوه. ما فكر حتى انه ينزل يتغدى وياهم. والحين كان يالس يلعب بلاي ستيشن ويوم دشت ابتسم لها ..
ليلى: ميودي ما تبا كيك؟
مايد كان يوعان . بس عقب تفكير قال: لاء مابا..
ليلى: تعال كل ويانا خالوه صالحة تحت..
مايد: مابا ..استحي منها. ما بنزل..
ليلى: اييب لك هني ؟
مايد: ممممممم. لا اتعبين عمرج. طرشي نجمة..
ليلى: زين. ومتى ناوي تنزل تحت؟
مايد: يوم بينتقل محمد من البيت..
ليلى: ههههههه. عيل شكلك بتم هني العمر كله..
طلعت ليلى من غرفة مايد وهي نازلة ع الدري شافت خالوتها واقفة تحت وأول ما شافت ليلى سألتها: ليلى؟ وين غرفة المرحومة؟
استغربت ليلى. ليش تسأل عن غرفة أمها؟؟ بس عقب قالت أكيد تبا تشوف أي شي يذكرها باختها وابتسمت لها وقالت: تعالي خالوه. الغرفة هالصوب..
ومشت ليلى ووياها صالحة اللي كانت تعلق على كل شي تشوفه في دربها ويوم دشت الغرفة وشافتها تامة على حالها بالثياب اللي فيها والعطور والأثاث. انصدمت. واطالعت ليلى بنظرة اتهام وقالت: ليش ثياب امج بعدها في الكبت؟؟ ليش ما تبرعتوا فيهن؟؟ ولا مسوين هالغرفة معبد؟؟ ليلوه انتي تخبلتي؟؟
اطالعتها ليلى بارتباك. ما كانت تعرف في شو غلطت بالضبط. وقبل لا تبطل حلجها انهدت خالوتها عليها: مب زين تخلين ثيابهم هني. تصدقوا بهن احسن. سيري ازقري البشاكير انا بخليهن يلمن هالثياب والاغراض كلها وبنتصدق بهن..
شهقت ليلى وقالت بصوت مخنوق..: خالوه . اغراض امي وابويه اتم مكانها . نحن مرتاحين جذي..
صالحة: أي راحة هاذي وانتوا تشوفون كل اغراضهم مخزنة هني؟؟ خبريني انا كيف برقد اليوم في هالغرفة وهي جي؟؟
حست ليلى انها بتنفجر من القهر. وكان في خاطرها إنه خالوتها تروح الحين. وقالت وهي تحاول تتحكم بعمرها: وليش ما تباتين في غرفة الضيوف تحت؟
صالحة: أبا ابات في غرفة المرحومة..؟ ولا انا مب بحسبة أمكم؟؟
ليلى: اللي تشوفينه خالوه بس أرجوج كل شي يتم على حاله..
صالحة (بظيج): انزين انزين. برايج انتي سيري جابلي اخوانج ..
طلعت ليلى وهي حاسة بحزن فظيع في داخلها . ونزلت الصالة وهي تفكر بخالوتها اللي بدت تتحكم فيهم وتدخل في حياتهم بشكل واضح ومباشر. وحتى يدوتها ما وقفت جدامها ولا حاولت تمنعها..
ي بيت علي بن يمعة. عقب المغرب. كانت ياسمين يالسة فيي الحديقة تفكر بطريقة تقدر توصل فيها لعبدالله. ما تعرف شو اللي يخليها تفكر فيه جذي. استوى عندها نفس الهاجس . تبا تعرف كل شي عنه. وعن حياته. مرته . عياله. شغله. كل شي..!! ويلست تتمشى شوي ويوم حست انها بتختنق من الرطوبة اللي برى . ردت بتدش الصالة ، بس أبوها كان طالع في هاللحظة وشافها. واقترب منها..
علي: أنا طالع . تبين شي من برى؟
ياسمين: لا ابويه. بس أنا ملانة تعال ايلس وياية شوي..
علي: مستعيل والله . عقب بنرد وبنسولف..
رفعت ياسمين حاجبها اليمين وقالت بخبث: أبويه.. عبدالله بن خليفة..
اطالعها علي بنظرة حادة وقال: شو بلاه؟
ياسمين: ليش ما نعزم مرته وعياله يتعشون عندنا . عيب والله عزمنا الريال مرتين وما نعرف شي عن اهله..
تنهد علي. ما يعرف شو سبب اهتمام ياسمين المفاجئ بعبدالله. بس هاذي ياسمين وما يروم يزعلها . : عبدالله مب معرس. لو كان معرس جان ما قصرت وعزمت مرته..
حست ياسمين بقلبها يدق بقوة وارتبكت وبين على ويهها واطالعها ابوها بنظرة استغراب وقال: شو بلاج تلخبطتي؟؟
ياسمين: لا ماشي ابويه. بس. كنت افكر انه. حرام باجر عبدالله بيتغدى في الفندق وهو هاليومين تعود ياكل من بيتنا. أقول ابويه؟ ليش ما نطرش له أكل من بيتنا؟؟
ضحك علي من خاطره. كان واضح انه ياسمين مهتمة وايد في عبدالله وانها استانست يوم درت انه مب معرس. بنته ياهل وما تعرف تخبي مشاعرها. كل شي يبين من عيونها ..
ياسمين : أبويه ليش تضحك؟؟ شو قلت انا؟
علي: الحين عبدالله. بيودر أكل الجميرا بيتش هوتيل. وبياكل اكل بيتنا؟؟ تخبلتي انتي..؟؟
وسار عنها علي وهو يضحك . ما ينكر انه في داخله كان مستانس. عبدالله رغم انه كبير بس كان ريال والنعم وفوق هذا غرقان في البيزات لقمة راسه. واذا ارتبط بياسمين. بتعم الفايدة عليهم اهم الاثنين..
ياسمين كانت واقفة في مكانها تبتسم . أبوها يمكن ما قصد هالشي. بس بطريقة غير مباشرة قربها من عبدالله وخبرها بالمكان اللي يالس فيه. وركضت ياسمين غرفتها وهي تفكر شو بتسوي بهالمعلومة اليديدة اللي قدمها لها ابوها هدية قبل شوي؟؟
--------------------
ليلى في هالوقت كانت خلاص مخلصة كل شغلها في البيت تقريبا. رقدت خالد وخواتها الصغار. ومرت على مايد وشافته راقد. ونزلت تحت وشافت محمد يالس ويا خالوته ويدوته. بس أول ما يلست وياهم ليلى قامت صالحة . وقالت: ياللا اسمحولي بسير ارقد..
أم احمد: تصبحين على خير ..
صالحة: وانتي من أهله..
محمد: أنا بعد هلكااااااان وبسير ارقد..
ليلى: ايلس ما سولفت وياك اليوم ..
محمد: باجر بنسولف ليلوه. والله تعبان .
ليلى: خلاص حبيبي سير ارقد. تصبح على خير
محمد وهو يبوس يدوته على يبهتها..: وانتي من اهله..
عقب ما راحوا هم الاثنين. نزلت ليلى عيونها. كان في خاطرها شي ومتردده تخبر فيه يدوتها ولا لاء..
أم أحمد: ليلى؟ جنه الا عندج شي تبين تقولينه..
ابتسمت ليلى بارتباك. : يدوه. أنا..
أم أحمد: اعرف اللي تبينه ..
تفاجأت ليلى: تعرفين؟
أم أحمد: تبين الصندوق اللي يابته اخت حميد. صح؟
نزلت ليلى عيونها وحست بألم في قلبها وهي تسمع اسم حميد. رغم انه هالاسم دوم في خيالها بس كل مرة تسمعه من شخص ثاني تحس انه يحرقها. ورفعت عيونها المليانة بالدموع ليدوتها وقالت: هى. هذا اللي اباه..
تيودت يدوتها في القنفة وقامت بصعوبة. ووقفت ليلى بسرعة عشان تساعدها. ومشت أم أحمد بخطوات بطيئة للغرفة ويلست على طرف الشبرية. وبطلت درج الكومودينو وليلى واقفة تطالعها وتحس بقلبها بيطلع من بين ظلوعها. كانت مرتبكة بشكل فظيع ويوم طلعت يدوتها الصندوق. خذته ليلى بسرعة وباست يدوتها وراحت فوق. وتمت يدوتها تطالع الباب وهي تبتسم بحزن. وتقول في خاطرها يحليلج يا ليلى . كم بتتحملين؟؟
يلست ليلى ع الارض في غرفتها وركزت نظرها على الصندوق اللي جدامها وحست بقلبها ينعصر. كان الصندوق كحلي. وشكله وايد أنيق. ومسحت عليه ليلى بإيدها اللي ابتدت ترتجف . وحاولت تتخيل شو بيكون داخله. شو هالهدية اللي ياب لها اياها حميد والله ما كتب انه يوصلها لها بنفسه؟ كانت خايفة. خايفة تبطل الصندوق وتفتح لنفسها باب الحزن مرة ثانية..
الهدوء اللي حواليها خلاها تخاف وترتبك اكثر . الكل كان راقد الا هي. محد بيقاطعها ولا بيخرب عليها هاللحظة. محد هني عشان يمنعها من حقها في انها تحزن وتصيح على راحتها. وبطلت ليلى الصندوق بأصابع ترتجف بشدة. وحست ليلى انها بتختنق يوم شافت اللي داخل الصندوق. مصحف كبير في كيس من المخمل. وتحته ورقة. مكتوب فيها جملة وحدة. "الله يحفظج ويحميج من كل شر يا أغلى انسانة على قلبي" ..
حست ليلى بإرهاق فظيع وهي تشل المصحف..وانهمرت دموعها وتذكرت فجأة انه عرسها المفروض يكون الاسبوع الياي. المفروض هالاسبوع تكون في دبي ويا اهلها . يخلصون اخر التجهيزات للعرس..
حظنت ليلى المصحف بكل قوتها وابتدت تصيح بصوت عالي. ما قدرت تيود عمرها. هذا كل اللي بجى لها من حميد. آخر ذكرى واخر شي يربطها فيه. وحست بوحدة مالها حدود . وحدة بترافقها طول سنوات عمرها. وبتم وياها للأبد..
وفجأة. حست ليلى بإيد تمسح على خدها والتفتت بسرعة بس الدموع كانت مغطية عيونها وللحظة ما عرفت منو اللي يالس حذالها. بس عقب ما مسحت دموعها شافت أمل. يالسة تطالعها ببراءة وخوف..
أمل: ليلى ليش تصيحين؟؟
بطلت ليلى حلجها عشان تتكلم بس بدل ما ترمس صاحت بصوت أعلى. وحطت أمل راسها في حظن اختها العودة وصاحت من دون سبب وياها. أمل كانت صغيرة وايد وما بتفهم .. بس مجرد انها شاركت ليلى حزنها خلا ليلى تحس بشوية راحة. وعقب دقايق هدت وخفت دموعها. وكانت أمل خلاص راقدة..
شلتها ليلى وردتها على الشبرية وحطت المصحف حذال المخدة . وانخشت تحت اللحاف ويا اخوانها وحاولت ترقد..
أشرقت شمس الاربعا بكل دفء وسعادة ونش عبدالله من فراشه الساعة ثمان وهو حاس بكسل من زمان ما حس به. وعرف انه جو الخمول اللي كان عايشنه هاليومين اثر عليه. وعقب ما غسل ويهه و-على غير عادته- طلب الريوق في الغرفة. طلع ووقف ع البلكونة ويلس يراقب الناس اللي يتمشون تحت. كان مقرر ما يطلع من غرفته اليوم ويخلص كل الشغل اللي اجله هاليومين. وكانت أوراقه كلها منثرة على أرضية الغرفة وتترياه بس يشلها ويقراها. بس للأسف .كانت افكاره ترد تاخذه لأفق ثانية بعيدة تماما عن الشغل والاوراق. كان يفكر بأحمد وكلثم. بنورة. وكل اللي فقدهم في حياته. واخرهم فاطمة اللي طلت عليه مثل النسمة وغادرت حياته بكل هدوء. رحيلها المفاجيء حسسه بإحباط كبير وخلاه يتذكر اشخاص ما فكر فيهم من فترة طويلة. وفي النهاية ما يدري شو اللي ياب ياسمين على باله وابتسم عبدالله وهو يتذكر تصرفاتها الطفولية وهز راسه بحزن وقال في خاطره: لو كانت الامور مختلفة ونورة بعدها عايشة. بتكون عندي بنت في عمر ياسمين بالضبط. بس. .......
استغفر عبدالله ربه ورد الغرفة واتصل بعيال اخوه اللي توله عليهم ويحس انه أهملهم في هاليومين اللي طافوا. وما لحق التيلفون يرن الا ورد عليه مايد..
مايد: ألو؟
عبدالله: السلام عليكم..
مايد (بفرح): عمي عبدالله؟؟ وعليكم السلام. متى بترد؟
عبدالله: هههههههه انزين اسألني أول عن اخباري ..
مايد: هلا عمي شحالك شخبارك عساك بخير؟ عمي وانته راد العين مر وافي وييب لي بقلاوة من Goodies الله يخليك الله يخليك عمي..
عبدالله (وهو يبتسم): ان شالله اذا ما نسيت..
مايد: بذكرك . بدق لك وانته طالع من دبي..
عبدالله: ههههههه خلاص ذكرني وان شالله بمر وبييب لك اللي تباه..
مايد (بصوت واطي): عمي تعرف من عندنا؟
عبدالله: منو؟
مايد: خالوه صالحة..
حس عبدالله بظيج من سمع اسمها. وقال: وشو يايبنها من الصبح؟
مايد: لا من امس عندنا..
عبدالله (مصدوم): باتت عندكم؟؟؟؟؟؟؟
مايد: هى..
عبدالله: ليلى وينها؟
مايد: اصبر بزقرها..
تريا عبدالله ثواني لين ما يت ليلى وردت عليه بصوت تعبان ومبحوح..
ليلى: هلا عمي..
عبدالله: ليلى؟؟ شو بلاج؟
ليلى: ما فيني شي..
عبدالله: من صوتج مبين انج وايد تعبانة..
ليلى: لا عمي بس مزجمة. مب تعبانة ولا شي..
ما اقتنع عبدالله برمستها مول ما تعود منها هالبرود وأول شي يا على باله انه صالحة أكيد مظايجتنهم. بس اذا ليلى ما تبا تخبره ما بيجبرها..
عبدالله: خالوتج عندكم ؟
ليلى : هى . بس بعدها فوق ما طلعت من غرفة امايه..
عبدالله انصدم ووقف من كثر القهر اللي فيه وسألها: شو تسوي في غرفة المرحوم؟؟
ليلى ارتبكت وقالت: باتت فيها . ما طاعت ترقد في مكان غير هالغرفة..
عبدالله: وكيف تسمحين لها ترقد هناك؟؟؟
ليلى: عمي شو تباني اقول لها . يوم يدوه ما قالت شي..
عبدالله: وينها امايه عطيني اياها..
ليلى: ان شالله..
نزلت ليلى السماعة وتنهدت بتعب . من الصبح وهي تتجنب يدوتها وما تباها تشوفها وهي ويهها تعبان جذه. ما تبا تزيد همومها . وتخليها تحاتيها. وقالت لأخوها مايد: أنا بروح فوق اشوف خالد نش ولا بعده. روح ناد يدوه عمي يباها..
مايد: أوكى..
ركبت ليلى الدري وشافت خالوتها لابسة عباتها وبتنزل تحت. فاستغربت وسألتها: خالوه؟؟ ليش لابسة عباتج؟
صالحة: بسير مشوار قبل لا أروح البيت. اخوانج كلهم تحت؟ بسلم عليهم؟
ليلى: لا . سارة وأمل وخالد بعدهم راقدين..
صالحة: وانتي بتنزلين تحت؟
ليلى شافتها فرصة تتهرب منها وقالت: لا انا بسير اقعدهم الحين من الرقاد وبلبسهم..
صالحة: عيل تعالي بسلم عليج الحين..
اقتربت ليلى منها وباستها بسرعة وراحت غرفتها عشان تقعد اخوانها. واستغربت من خالوتها . كانت مستعيلة وترمس ليلى وهي مرتبكة. بس ليلى ما حطت في بالها شي وسارت عنها وهي مستانسة انها اخيرا بتروح بيتها..
--------------
في بيت علي بن يمعةة . كانت ياسمين متنرفزة ومن كثر ما هي متوترة كانت مب قادرة تقعد في مكان واحد. اليوم الاربعا وهي ما تدري عبدالله روح العين ولا بعده. وعقب تردد كبير. قررت تنفذ خطتها اللي يالسة تفكر فيها من أمس..وركضت غرفتها وقفلت الباب. وشلت سماعة التيلفون وتنفست بعمق عشان تخفف من دقات قلبها. واتصلت فندق جميرا بيتش هوتيل. وغمضت عيونها وهي تتريا الreception يردون عليها . وردت عليها وحدة شامية عقب ما رن التيلفون لفترة بسيطة..
الموظفة: Jumairah beach Hotel can I help you?
ياسمين: مرحبا اختي..
الموظفة: يا هلا. تفضلي..
ياسمين: اختي بغيت أعرف عبدالله بن خليفة قاعد في أي غرفة..؟؟
الموظفة: اسمحيلي اختي ما بقدر خبرك. هيدي المعلومات سرية..
ياسمين: بس انا مرته. وتيلفونه مغلق أبا اعرف رقم غرفته..!!!
الموظفة: اسمحيلي مدام بس ازا انتي مرته للأستاز عبدالله اكيد بتعرفي رأم غرفته..
عضت ياسمين على شفايفها عشان لا تسبها وقالت ببرود مصطنع: الأستاذ عبدالله على قولتج طلع من البيت معصب وما خبرني وين بيروح وانا أبا اراضيه؟؟؟ فهمتي..؟؟ ولا تبيني افهمج بأسلوب ثاني؟؟
الموظفة حست بإحراج وقالت: أنا ما بقدر اديكي رأم الغرفة بس بدي حولك على غرفته. و انتي تفاهمي انتي وياه..
ياسمين (بظيج): ياللا بسرعة..
حولتها الموظفة على غرفة عبدالله اللي كان توه مبند عن أمه ومعصب ع الآخر على سالفة صالحة اللي باتت في بيت أخوه أمس وهو آخر من يعلم. حاس انه وجوده في دبي خلى صالحة تتجرأ وتسوي اللي تباه بس أول ما يوصل العين بيتصرف وياها بنفسه. ويوم رن التيلفون رد عليه من دون نفس. بس انصدم يوم سمع صوت ناعم يستقبله..
ياسمين: ألو؟
عبدالله (باستغراب): هلا. منو؟
ياسمين: أنا ...مممممم. وحدة. !!
عبدالله (بجفاف): لا والله؟ . وأنا واحد مشغول . اسمحيلي
ياسمين: لا والله ما تبند لحظة..
عبدالله حس انه يعرف الصوت بس سكت وما قال شي..
عبدالله: منو انتي؟
ياسمين: أنا ياسمين..
عبدالله: اها..
ياسمين: سوري. اكيد كنت مشغول..
عبدالله: بصراحة هى كنت مشغول شوي. خير يا ياسمين؟
ياسمين: عبدالله ممكن آخذ من وقتك ثواني بس؟
عبدالله: ممكن..
حطت ياسمين إيدها على قلبها وقالت دامه مشغول خل ادش في الموضوع على طول..: عبدالله. أنا بصراحة . معجبة فيك..
عبدالله ضحك على طول ما قدر ايود عمره. مب مصدق جرأة هالبنية والطريقة اللي ترمسه فيها. وقال لها وهو بعده يضحك : معجبة فيني؟ ياسمين شو هالرمسة؟؟
ياسمين عورها قلبها. ليش يستخف بها ؟: انت تتحراني ياهل. صح؟
عبدالله: بالعكس انتي ماشالله كبيرة وعاقلة..
تنرفزت ياسمين وكان هالشي مبين من صوتها: لا تجاملني عبدالله. ولا تقص عليه. انته تكلمني مثل ما تكلم وحدة ياهل..
عبدالله: استغفر الله العظيم. بالنسبة لي انتي فعلا ياهل. أنا وايد كبير . أكبر عن ابوج حتى..
شهقت ياسمين: لا . أبويه اكبر عنك. أكبر عنك بوايد..وبعدين انا مب ياهل أنا عمري 19 سنة..
عبدالله (بهدوء): وأنا عمري 43 سنة. شفتي الفرق؟؟ لو عندي بنت بتكون كبرج الحين ويمكن اكبر..
ياسمين: هالتلميحات مالها داعي. انته مب أبويه ولا عمري بعتبرك أبويه..
ضحك عبدالله وقال: والله اتمنى لو كنت ابوج..
ياسمين: لا تكذب عبدالله..
عبدالله: شو؟؟ شو قصدج؟
ياسمين: لا تنكر احساسك. انته معجب فيني. ليش تحس بالذنب؟؟
عبدالله انصدم من رمستها وقال لها بكل ثقة: لا يا ياسمين انتي غلطانة. انا مب معجب فيج وما ادري شو اللي خلاج تفكرين جذي وانا اسف اذا لمحت لج بهالشي..
ياسمين: لا . انته خايف لأني بنت علي بن يمعة. ولأنك كبير في السن. هذا سبب خوفك بس انته تحبني..
عبدالله: يا سلام. توني معجب فيج والحين حبيتج؟؟؟ ياسمين ما تشوفين انج زودتيها. .؟؟
ياسمين: عبدالله لا تخرب ..
عبدالله: شو اللي ما اخربه؟؟ ياسمين ليش تضيعين على عمرج فرصة انج تقابلين شخص من عمرج يفهمج ويقدرج؟؟ هالمشاعر اللي تحسينها صوبي انتي وايد اكبر عنها..
ياسمين: كلهم تافهين. انته لك شخصيتك واحترامك ومركزك. منو من الشباب عنده كل هذا؟؟
ابتسم عبدالله ومرة ثانية صدمته بكلامها. كل اللي تهتم به المادة والمركز الاجتماعي والمظاهر وبس. وياسمين بروحها كانت مصدومة. كانت واثقة انه معجب فيها مثل ما هي معجبة فيه. كيف ما ينعجب فيها شو ناقصنها هي. ؟؟ ليش ما استانس يوم خبرته او على الاقل جاملها؟
عبدالله: لا تحاتين. بيكبرون. وبيي يوم بيكونون فيه أكبر مني ومن كل اللي اعرفهم..
ياسمين: عبدالله ..
عبدالله: اسمعيني يا ياسمين. أنا ما اصلح لج..
ياسمين: عبدالله..
عبدالله (بحنان): انا مشغول الحين. وانتي لا تشغلين بالج بهالشغلات لنج صدقيني بتوصلين وياي لطريج مسدود..
قبل لا تتكلم ياسمين بند عبدالله التيلفون. ويلست هي تطالع السماعة ودموعها ترست عيونها في نفس اللحظة. مب مصدقة اللي سوته وكل اللي ممكن تسويه عشان واحد شافته أمس بس. واليوم تحس انها مب متقبلة فكرة انه حياته تستمر من دونها. مب متقبلة انه هالانسان اللي اقتحم قلبها مب راضي حتى يسمعها؟؟ ليش؟؟ وهل هاذي هي نهايتها وياه؟؟
-------------
ليلى في هالوقت كانت بعدها يالسة ويا اخوانها اليهال في الصالة اللي فوق ومايد يا ويلس عندهم. كانت ليلى ميمعتنهم كلهم حذالها مثل ما كانت أمهم تيمعهم قبل. ويالسة تخبرهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم هاجر وكيف الصحابة ساعدوه. مايد يا ويلس وياهم ورغم ابتسامته وايده اللي كل اشوي تنمد على وحدة من خواته حس بحزن كبير. وهو يتذكر امه وصوتها الهادي يوم كانت تتكلم وتنصحهم وتخبرهم بأمور الدين..
اطالع مايد ليلى بحنان . ليلى استوت أمه. من دون ما يحس. بدت تنسحب شوي شوي من دور الاخت وتلعب وياهم دور الام..
ليلى: والله سبحانه وتعالى. نجاه هو وأصحابه من الكفار ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة ومحد قدر يلحقه..
سارة: والكفار ماتوا؟؟
ليلى: أكيد ماتوا..
سارة: وراحوا النار؟؟
أمل (تطالع سارة بطرف عينها): هى لأنهم كفار..
سارة: انتي سكتي..
طلعت لها أمل لسانها وقالت: دبة
واطالعتها ليلى بنظرة حادة. : لوله..!! شو هالحركات؟؟ مب عيب؟
شهقت أمل وحطت ايدها على حلجها: عيب عيب. أبييييييه. خلاص..
ليلى: شطووورة..
مايد: لا مب خلاص. تعالي لازم نغسل حلجج بالصابون عشان يتنظف من هالالفاظ..
قام مايد بسرعة عشان يشل لولة اللي صرخت وانخشت في حظن ليلى. بس مايد قدر يسحبها ويلست تصارخ وتقول : والله اخر مرة مابا اكل صابون.. اخر مرة..!!!
ليلى: ههههههههه مايد والله تودرها آخر مرة خلاص ما بتقول هالكلمة مرة ثانية..
مايد: على مسئوليتج ليلى؟
ليلى: هى وإذا قالتها مرة ثانية أنا بنفسي بغسل لها حلجها..
نزل مايد أمل غصبن عنه وهي أول ما نزلت يلست تضحك ويوم يلست مكانها حذال سارة اطالعتها سارة بنظرة انتصار وهمست في اذنها وقالت: دواج..
أمل كانت بترد عليها وبطلت حلجها بس شكلها تذكرت مايد وليلى اللي كانوا يالسين حذالها وسكتت..
خالد كان يالس يدور حواليهم وكل شوي ينط على حد ويقعد في حظنه وفي النهاية يوم مل . ركض بسرعة كبيرة صوب الدري وهو يضحك ونشت ليلىبسرعة وركضت له عشان تزخه ولحقت عليه قبل لا ينزل وشلته وهو ميت من الضحك . أما مايد . فقام عنهم وروح صوب غرفته بحزن. خلاص اخوانه نسوا امه . كلهم نسوها. ليلى الحين استوت أمهم وما عادوا يحسون بالفراغ . حتى سارة اللي كانت في البداية متأثرة. تخلصت من حزنها الحين. معقولة ايي اليوم اللي هو بعد بينسى فيه أمه؟ معقولة بتمر عليه أيام بيضحك فيها وبيسولف ويا اخوانه وبيقتنع انه هاذيلا بس هم اهله وما عنده اهل غيرهم؟؟
دش مايد غرفته وقفل الباب وراه. ما كان يبا أي حد يتبعه. يبا يتم بروحه. وعقب ما وقف دقيقة عند الباب. راح وطلع صورة أمه من الدرج ويلس يطالعها. ملامح ليلى نفس ملامح امه... وصوتها ساعات يرد نفس صوت أمه. ساعات يوم تزقره من تحت ينسى. للحظة انه امه ماتت ويتحراها هي اللي تزقره وتكون جملة " انزين امايه.." على طرف لسانة بس يتراجع في آخر لحظة ويصحح عمره..
انقطعت أفكار مايد فجأة وانتفض وهو يسمع اخته سارة تصرخ في الصالة. حس بشعر جسمه كله وقف وتحرك من دون ما يحس وبطل الباب. شو استوى الحين؟؟ شو بلاها سارونا؟؟ ركض مايد برى الممر ويوم دش الصالة شاف سارونا طايحة على الارض وحاظنة دانة وتصيح بصوت عالي وتزاعج. وليلى يالسة حذالها تحاول تفهم منها شو بلاها. مايد على طول شاف أمل واقفة بعيد هي وخالد. وفي عيونها نظرة خوف . وسار لها وهو معصب وقال: شو قلتي لها؟
أمل اطالعته بخوف وهي مبوزة وقالت: ما قلت لها شي. والله
ودرها مايد وركض صوب ليلى وسارة وكانت ليلى تحاول ترمس سارة اللي كانت تصيح من الخاطر..
مايد: ليلى شوفيها يمكن شي عضها..
ليلى: سارونا وين يعورج؟؟
سارة حاولت تتكلم بس مب قادرة من كثر ما كانت تصيح. وتفاجئ مايد يوم شاف يدوته تركب بصعوبة كبيرة على الدري لأول مرة. وقام بسرعة ويودها وويهها كان معتفس..
أم أحمد: شو بلاها البينة ؟؟ شو سويتوا بها؟
ليلى: ما اعرف يدوه . انا كنت يالسة هني واشوفها طلعت من الممر وهي تصارخ..

يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -