بداية

رواية قيود الحب -3

رواية قيود الحب - غرام

رواية قيود الحب -3

وحدقت به . وقد كرهته فى الماضى كله ... مايحاول أن يفعله بها لا يهمه البتة , تدمير حياتها ومستقبلها المهنى لايهمه أكثر مما يهتم فى ان يدوس على حشرة .
ولاقت بذلك بسرور البادى فى عينيه بنظرة باردة تحمل الإزدراء :
- شكرا على المشروب ... وعمت مساء .
واستدارت على أعقابها وتوجهت نحو الباب , ولحق بها صوته وتلك البسمة الساخرة عبر المطعم :
- عمت مساء , قودى بانتباه ... وتذكرى ما قلته لك : إبعدى قدمك عن المكابح إذا اصطدمت بالجليد .
وخرجت ... وجاهدت لتعيد سيطرتها على أعصابها , ثم توجهت نحو سيارتها ... لتديرها وتعود إلى منزلها .

( نهاية الفصل الرابع )


دعوة عشاء
بإعجوبة .. تمكنت إيفا ن الوصول إلى منزلها سالمه تطلب منها التركيز على الطريق كل ذرة إرادة منها إضافة إلى التوقف عن التفكير بغضب كم تكره تشارلز إيربى .
ووضعت سيارتها في الكراج ثم ركضت الممر و كالعادة دست مفتاحها في قفل الباب و دخلت إلى الدفئ المرحب للرادهة بسجادتها القرمزية الغامقة و جدرانها المكسوة بخشب
السنديان اللماع و هي تحس بشعور حميم لذيذ بالعودة إلى بيتها .
وظهرت إيلين من باب غرفة الطعام :
-آنسه برايدن .. لقد عدت بدأت أقلق من تفكيري بقيادتك للسيارة في مثل هذا الطقس الردئ.
فابتسمت إيفا للمرأة بحرارة .
-أنا سعيدة بعودتي الطقس الشرير في الخارج يزداد سؤاً
-لا بأس .. عندما تصبحين جاهزة لقد حضرت لك لحم خاروف لذيذ بانتظارك في الفرن و قالب حلوى بالتفاح و بعده الكاستر.
-يبدو هذا رائعاً تماماً ما اشتهيته أعطني فقط خمس دقائق لأغير ملابسي و حذائي العالي هذا.
إيلين كانت مدبرة هذا المنزل منذ أن كانت إيفا في الثامنه من عمرها و بعد وقت قصير من وفاى ليز برايدن أمها بالتبني و إيلين هي التي ربتها حقاً و إيلين ساعدتها في فروضها المدرسية و هي التي
جففت دموعها عندما كانت تقع و تجرح ركبتها و هي التي شرحت لها حقائق الحياة و طمأنتها بكلمات مليئة بالحب و الإدراك في تلك الأيام الباردة المظلمة عندما كانت تحس بأن لا أحداً لا
يريدها و بعد أن قال لها بيتر ما قال حول تبنيها و استبد بها الغضب لدى تذكره أنه يظن أن إيلين مجرد خادمة ولكنه مخطئ إيلين جزء من حياتها و لن تفترق عنها أبداً و لا حتى إذا وجدت نفسها في ضيقة
ماليه كما قال .. سوف تبيع المنزل وممتلكاتها قبل أن تتخلى عن إيلين!
و نظرت إلى المرأة .. و أخذت تتساءل مقطبة .. هل سيفعل بها هذا ؟ هل سيحاول إخراجها من الشركة حقاً و بجدية و هل سيكون تخفيض مركزها الخطوة الأولى في هذا السياق؟
أجل سيفعل ..هكذا عليها طيفها بصمت .. إخراجك من الشركة هو ما كان دائماً يسعى إليه بسرعه إذا.. تحضري لمعركة لا تعرف الرحمه و لاحدود لها.
القصة التي قالها لها بيتر و هي طفلة في جزء منها على الأقل كانت حقيقة فأمها الأصلية هجرها الرجل الذي أحبت الأب الذي لا يهتم لإبنته الصغيرة و تبناها آل برايدن بعد فترة قصيرة من مقتل أمها
على يد ذلك الرجل عندما كانت في الأسبوع السادس .. و ربياها و كانها ابنتهما بعد اثني عشر سنه من الزواج دون أن يرزقا بطفل لقد عرفت بكل هذه التفاصيل لأن إيلين أخبرتها بها .
تنهدت إيفا .. كم كانت تلك الأيام قاسية عليها .. فحتى بعد أن استمعت إلى إيلين حاولت تصديقها فقد بقيت الشكوك دخلها لسنوات بأن والدها بالتبني لا يحبها و يخجل منها و لم يتغير رأيها إلى أن
أصبحت في سنوات مراهقتها عندما أدركت الحقيقة .. بأن والدها يحارب الدنيا لأجلها و كان يفعل هذا دوماً و بأنه كان فخوراً بأنها ستصبح وريثته.
و تحركت مبتعده عن المرآة .. و تنهدت .. فحملة الظلم قد بدأت من جديد ما عدا تشارلز هذه المرة يعني جدياً ما يهدد به و لهذا السبب تولى الأمر بنفسه و لكنه هذه المرة سيكتشف أن أمامه
معركة حقيقية .
كانت في منتصف طريقها على السلم عندما سمعت صوت جرس الهاتف و ردت إيلين من المطبخ .. و ما أن وصلت إيفا غرفة الطعام حتى دخلت إيلين لتقول :
-إنه السيد إيربى .. تشارلز إيربى .. كان يسأل إذ ما كنت وصلت المنزل سالمه.
-كم هذا لطف منه
اهتمامه كان مثل اهتمام القطة بإبقاء صيدها حياً كي تعذبه أكثر كم هو رجل قاسي الفؤاد مخادع مكروه!
و ابتسمت لإيلين بعد أن رمت كل تفكير بتشارلز جانباً .
-هيا احضري لحم الخروف ..أكاد أموت جوعاً !.
ورن جرس الهاتف في مكتبها في اليوم التالي و قالت لها السكرتيرة أن السيدة إبرابى تطلبها و بدهشة و استغراب أخذت تستمع إلى ماغي زوجة بيتر و هي تقول لها بعد المجاملات:
-سوف تأتين إلى زيارتنا ألن تفعلي ؟ سوف نتناول العشاء أربعتنا معاً .. كما أننا عائلة سعيدة .
و ابتسمت إيفا فهذا التوقع راق لها و لكن دماغها توقف عن العمل و لم تستطع التفكير بعذر
-إنه لطف منك يا ماغي و لكن أليس من الأفضل تناول العشاء أنتم الثلاثة فقط ؟ على كل أنا بالكاد أكون من العائلة أليس كذلك ؟
-بل أنت أكثر مما لو كنت من العائلة و أنا أصر على أن تنضمي إلينا و لن أقبل الرفض كجواب!
-وماذا هناك لأقول إذن؟ سأكون مسرورة لأنضم إليكم شكراً لك ماغي أتوق للقاءك
و بنتهيدة عميقة وضعت إيفا السماعه من يدها لم تكن قد أطلقت مثل هذه الكذبه الفاضحة في حياتها.
-إذن ستنضمين إلى بيتر و ماغي و لي هذا المساء .. أنا مسرور لهذا لن يكون الجو مرحاً بدونك .
ورفعت إيفا نظرها لترى تشارلز واقفاً عند الباب بتلك الطريقة المتعجرفة المشهورة عنه و قطبت في وجهه بانزعاج و قالت :
-هل لديك هواية في الإستماع إلى أحاديث الناس ؟
-أنها ليست هواية بالضبط ولكن بعض الأحيان تكون ممتعه يمكن أن أقول أنك كاذبة صغيرة مقنعة مثيرة للإهتمام.
-أنت مسترق للسمع دون حياء و مبادئ!
هذه المرة لم تستطع أن تنكر ادعاءة لذا فضلت أن ترد على الإهانة بإهانةو لكن كالعادة الإهانة قفزت عنه دون أن يحس بها فدخل إلى الغرفة ليقف أمام طاولتها و يداه في جيبه :
لماذا لا تقولين لماغي أنك لا ترغبين في العشاء معنا ؟ أليس هذا أكثر أمانه و صدقاً ؟
-ربما ..ولكنه سيكون قلة أدب و أنا عكسك لا أتمتع بإيلام الناس .
-آه فهمت لقد نسيت أنت حساسة تجاه مشاعر الآخرين ! و لكن نسيت أنني أعرفك منذ فترة بعيدة و الإحساس بمشاعر الناس لي من الصفات التي أذكرها عنك لابد أن هذه الحساسية تطور جديد
فيك .
ماذا يقصد بكلامه أحست بالإرتباك كما حدث يوم أمس عندما علق بكلمات غامضة و لكنها لم تحس برغبة في سؤاله عن تفسير .. فماذا يهمها مما يفكر به تشارلز إيربى عنها ؟ رأيه بها لا
يمكن أن يكون أحط من رأيها به و قالت له :
-هناك سبب معين لهذه الزيارة ؟ أم أنك كنت تمر قرب المكتب و لم تسطع مقامة الفرصة لتدخل و تزعجني ؟
-أوه ..بل هناك سبب فلسؤ الحظ لم تتح لنا الفرصة لمتابعة حديثنا الصغير ليلة أمس و كنت أتساءل ما إذا كنت فكرت جيداً بالموضوع؟
-ما نوع التفكير الذي تقصده ؟
-التفكير الذي اقترحته عليك .. التفكير بأن تأخذي خطوة أو خطوتين نزولاً عن السلم .
-لا ...أخشى أنني لم أفكر بالأمر بعد على الأقل في الوقت الحاضر ..إلى أن تجد وسيلة للتخلص مني تماماً!
وحدق تشارلز للحظة و تعبير وجهه مظلم و مشتتو أخذ يلعب بأدوات الطاوله أمامها ..حركتة غير مسموعه و لكنها تأثير التوتر! و رفع حاجبية الأسود و قال :
-هناك دائماً هذا الإحتمال إذا كنت تفضلينه إذا كنت تشعرين بأنك ستكونين سعيدة خارج الشركة ..فأنا واثق أننا سنصل إلى ترتيب ما..
-ترتيب ؟ ما نوع الترتيب الذي تقترحه بالضبط ؟
فابتسم و نظر إلى ما في يده من أدوات مكتب و كأنه المنجم الذي يستشير كرته الكريستالية .
-حسناً ..إنه الحل الأكثر بساطة إذا أردتي سأشتري أنا و بيتر حصتك و على الأرجح سيكون المشتري أنا فقد يواجه بيتر مشكلة في تجميع هذا القدر من المال .
-بالطبع سيكون هو ..إنها لم تشك إطلاقاً ..فهو دائماً المسيطر .
-هكذا تستولي على كل الأسهم أليس كذلك ؟ كامل الشركة كما اللعنة ! و يستمر بيتر بإدارة الأمور لك دون معارضة مزعجه مني ستكونا في النهاية سعيدان.
-بل ثلاثتنا أستطيع القول ستجدين نفسك تملكين مبلغاً من المال إما أن تستخدميه لتعيشي منه أو تستثمريه في شيء آخر شيء يناسب أكثر ...أصغر لا يرهقك كثيراً .
-كم هذا كرم أخلاق منك أن تأخذ وقتاً طويلاً في التفكير بمصالحي .
كيف له الجرأه أن يتقدم بمثل هذا الإقتراح؟ و لكنها اكتشفت جرأته لا حدود لها ...وهي إلى الآن لم تشاهد سوى قمة كتلة الجليد الغائصة في الماء .
ووضع ما في يده على الطاولة ونظر إليها دون أي تأثير بمرارة و سخريتها منه :
-من الطبعي أن أفكر بمركزك أليس كذلك ؟ على كل الأحوال .. والدك ووالدي كانا شريكان و نحن نعرف بعضنا منذ كنا أطفالاً .
و لامست ابتسامة طفيفة أطراف شفتيه ابتسامه خاليه من أي تعبير و تابع :
-لم نكن أبداً مقربان و لكن علاقتنا قديمة .. وطول شراكتنا كما أنظر إليها تفرض علي واجبات معينه .وواحده من هذه الواجبات في رأيي هي التأكد من استقرارك في عمل صالح لك و
يوافق قدراتك ومن الواضح الآن للأسف أن هذه الحالة غير متوفرة .
و تصاعد غضب إيفا حتى انها لم تستطع البقاء جالسة ..و بدأ الغضب يغلي و يلتهب كالبركان في داخلها يهدد بتمزيقها إذا لم تطلق العنان فوقفت ببطء على قدميها وجسدها بكامله يرتجف مسندة
قبضاتها فوق الطاولة لتدعم نفسها و قالت بشراسة و بصوت منخفض :
-أنت حقاً شيء مايثير الإهتمام!أنت حقاً غير معقول . و لمعت عيناها اللياكيتان...كل منهما كخنجر مغموس بالسم و تابعت :
-ماذا يجعلك تظن أن لديك الحق لتأتي إلى هنا و كأنك الفارس الآتي من الزمان مؤمناً أن أمامك حملة صليبية تنقذ بها آنسة مسكينه من بؤسها؟ كم أنت منافق! كم أنت منافق دون حياء ! إذا
كنت تريد أن تعرف فاعلم أنك تجعلني أشعر بالغثيان!..
و اشتعل شيء داخل عينيه و كأنه الإنذار ثم ابتسم لسخريتها منه و قال :
-سأقول لك هذا ...أنت حقاً تملكين أكبر القدرات الملونة لتقليت الجمل كما تريدين فأنا لم أفكر بنفسي أبداً كفارس قادم من الزمان و لم أفكر قطعاً بأنني أقوم بأية حملة صليبية من أي نوع
كان أخشى أن تكوني قد أطلقت لمخيلتك القديمة العنان لأن تسيرك ثانية .
السخرية في صوته كانت قاسية ومتعمدة ..و كرهته أكثر لدرجة أن كراهيتها له أصبحت في نظرها شيء ملموس تستطيع حمله في يدها ولو أطلقته فلا مجال لمعرفة مدى الضرر الذي
قد يسببه .
-أنت من يترك لمخيلته أن تسيره إذت كنت تظن للحظة واحده أن هناك إمكانية مهما كانت ضئيلة لأن أقع في حبائل فخك الذي تطبخه لي! إذا كنت تظن أن بإمكانك إقناعي بأنك تقدم لي
خدمة في إجباري على التنازل عن مركزي إلى مركز أدنى فأؤكد لك أن تعيش غيوم أرض المجانين ! فأنا أعرفك كما أنت! و أستطيع أن أرى ما خلف قناعك ! فتقديم الخدمات للناس
ليس من شمائلك الحميدة! و بالتأكيد ليست هكذا إذا كان اللأمر يتعلق بي! .
-إذن ..أنظري إلى المسألة هكذا .. بما أنك ترفضين تقبل أنني قد أكون فعلاً مندفعاً من اهتمامي بمصلحتك فبدلا من أن تفكري بأنني أقدم لك خدمة فكري بأن تقدمي خدمة لنفسك فربما
تكون وجهة النظر الأنانية هذه أكثر قبولاً لك؟
كان هناك شيء لا يحتمل في نظراته المتعجرفة و في الطريقة التي يستمر فيها بالجلوس أمامها مسترخي ...واثق من نفسه على حافة الطاولة و رفعت رأسها في وحهه:
-إنزل عن طاولتي في هذه اللحظة ! إنزل عن طاولتي و أخرج من مكتبي..!
و لم يتحرك بل ابتسم بكل بساطة و كأنه يسلى .. ز كأن النظرة في عينية تقول متحدية أجبريني إذا استطعت! و في هذه اللحظة قفز شيء ما في داخلها ليتبلور و يزيح كل ما كان تحاول
أن تجمعه من إراده كي تبقي غضبها تحت السيطرة .
-قلت لك أنزل عن طاولتي ! ألم تسمعني!
ورفعت قبضتيها و عيناها تشتعلان بشراسة :
-إذا لم تنزل ..سأضطر لأن أنزلك بنفسي !.
و اعتبر أن تهديها أمر هزلي ... فهز رأسه مبتسماً :
-وكيف تنوين أن تفعلي هذا ؟
و عندها قفز كل الغضب المحصور بداخلها و كأنه جنون خارج عن كل سيطرة فمالت إلى الأمام حاولت أن تزيحه عن الطاولة دون نجاح ..كان وكأنها تحاول إزاحة جبل .
وفجأة أصبح اليأس أكبر من أتحتمله.. فما بدأ معها دفعا أصبح شيء آخر فمالت إلى الأمام و هي تصيح و تطلق قبضات يديها في وجهه و أحست بشعور حيواني من الرضى و هي تحس بقبضاتها
العارية تصطدم بوجهه و أحست بالأنتصار فصاحت به :
-أيها الخنزير القذر! لا تظن أبداً أن بإمكانك الإستأساد علي فلم أعد الطفلة الضعيفة ..و أستطيع إيقافك عند حدك!.
هذه المرة و هي تطلق قبضتها باتجاه وحهه التقط ذراعها و ثبته في منتصف المسافة ووجدت إيفا نفسها ممدة فوق الطاولة وصوتا أجش من الغضب يصرخ في أذنيها :
-حسناً جداَ ..إذا أردت العنف الجسدي ..فليكن العنف الجسدي!
نهاية الفصل الخامس


الفصل السادس

أرفضي هذه الدعوة
وجذبها تشارلز إلي الأمام اكثر حتي انه اضطرت للمقاومةكي تبقي علي توازنها... وقدماها بالكاد تلمسان الأرض:
- أهذا ما تريدين؟
فصرت علي أسنانها ونظرت إليه متحديةن وهي تعلم تماما أنها هي من سعت وراء هذا. فتشارلزليس من النوع الذي يقف مكتوف اليدين وشخص آخر يلكمه، حتى لو كانت امرأة، وهي قد
ضربته بقوة، أدركت هذا مع غحساسس بالسعادة... وهي تسترق النظر إلي اللطخات الحمراء في رسغها والتي اصطدمت بوجهه.
وقال لها:
- لنك إذا أصريت علي العنف الجسدي... سأكون أكثر من سعيد علي إخضاعك.إذا أردت القتال يا إيفا ، سأكون سعيداً أن أوفر لك قتالاً.
- لا شك أنك قد تفعل... أيها الحيوان الكريه! فمقاتلة النساء هي دون شك النوع من القتال الذي يلائمك... كم أنت رجل نبيل وشجاع!
- أعتقد أنك تظنين أنما فعلتيه لتوك نبيل وشجاع؟تضربين شخصاً تعرفين أنه لن يرد لك الضربة؟أجل إنه نبل كبير منك!
- لم اكن اعرف إنك لن ترد!
فابتسم:
- كم أنت كاذبة حقيرة دون حياء.أم إنك فعلا تؤمنين بكل هذا الهراء الذي تقولينهظ
وكان لا يزال يمسك بذراعها، ولا تزال ممددة فوق الطاولةن وشدت إيفا بذراعها بقوة محاولة التخلص ...
وقالت بحدة:
- وما هو ذل الهراء؟
- كل الهراء حول أنك ضحية. ضحية بريئة مسكينة يقف العالم كله ضدهاز
- ليس العالم كله.. أنت فقط، أنت: تشارلز إيربي!
وشدت يدها بقوة وصاحت:
- أتركني!
ولم يتركها ، بل أقترب منها أكثر واصبح وجهه لا يبعد عن وجهها سوى بضع إنشات:
- ولماذا أنا ضدك؟ أرجوأن توضحي.. ماذا وراء هذا الحقد المتوحش الذي أظهرتيه؟
- أنت تكرهني.... ودائما كنت تكرهني... لا تحاول الإنكار!
وحدق بها تشارلز بصمت... وبرغم ما قالته، لم يحاول الإنكار ..بل ، أطلقها فجاة ووقف ببطء وابتع بإيماءة صبر عن الطاولة، ودس يداه في بنطلونه وقال لها ببرود:
- هل تبادر لذهنك مرة أنك تجعلين نفسك هدفا سهلا للكراهية الشديدة؟
- آه.. إذن هذه غلطتي! كان يجب أن أعرف أنك ستدعي أن السبب الوحيد بكراهيتك لي هو أنني استحق الكراهية!
- هذا ليس ما قلته تماماً.
- لا بد إذن انني لم اسمعك جيداً.
- أعتقد هذا. أو ربما أن سمعك، كما كل حواسك، عرضة للتشويش علي يد مخيلتك الغارقة بالنشاط.
- إذن لقد عدت إلي نفس النغمة؟
انه يغير وجه كل شيء تقوله ويعيده إليها وحدقت به ثم قالت:
- لقد قلت لك أن تخرج من مكتبي.
- لا تقلقي سأخرج... لدي عمل أقوم به، وأنت كذلك، دون شك. وتوجه نحو الباب، ثم استدار فجأة وهويبتسم:
- لا تنسي العشاء الليلة في الثامنة تماما... جميعنا متشوق لرؤيتك.
لوكانت هناك طريقة مهذبة للتخلص من ذلك العشاء لفعلت دون تردد. فمن بين كل الناس في العام كان الثالوث: ماغي وبيتر وتشارلز آخر من تحب أن ترافقهم. مع أن المرء لا يمكن إلا أن
يحس بدرجة ما من الشفقة علي أي امراة تصيبها لعنة زوج مثل بيتر.
وفتح بيتر الباب لها بابتسامة عريضة يمثل بها دور المضيف المرحب.
- تفضلي... ادخلي... تبدين متجلدة حتى الموت. لقد وصلت في الوقت المحدد. كنا علي وشك البدء بتناول الشراب...
وتخطته إيفا مبتعدة عنه بعد أن مد يده ليخلع عنها المعطف:
- شكراً لك... أستطيع فعل هذا بنفسي.
ومع ذلك أحست ان ياه تتلمسان جسدها بشكل حميم أكثر من اللازم. فتنحت جانباً بسرعة. عليها إذن أن تتعرض لتحرشاته الغزلية حتى هنا، ومضطرة إل تحمل تودده، علي الرغم من واقع
وجد زوجته في الغرفة المجاورة!
- لا تلعب هذه الألعاب السخيفة معي ... لقد قلت لك مرارا.أرجوك لا تجعلني أضطر لأن أقولها لك ثانية.
فابتسم ابتسام هزلية:
- إنها ليست لعبة بالضبط التي أفكر بها. ولكن لا تقلقي، فهذا ليس المكان أو الزمان المناسبن للأسف، سأنتظر إلي أن نكون أكثر انفراداً.
- أوه... ستنتظر، ألن تفعل؟ دعني أقول لك شيئاً...
وظهر عند الباب طيف طويل فاتن يرتدي بدلة رمادية قاتمة، فسكتت. ووقف لحظة ثم تقدم إلي الردهة، ووجه كلامه لإيفا:
- مساء الخير... أري أنك نجحت في المجيء. هل لا يزال الثلج يتساقط في الخارج؟
وأحست بارتياح غريب لرؤيته:
- أجل...
وسارت أمامهما إلي غرفة براقة الأنوار ذات أثاث فاخر... كم تختلف عن الأيام الماضية عندما كانت مليئة بالأثاث الأثري، وبموقد حقيقي للحطب، يحترق فيه ليرسل اللهيب الضخم إلي
الأعلي، بدل مدفأة الغاز الهزيلة الموضوعة مكانها الآن، وقال لها تشارلز:
- ماذا تأخذين... شراب الكرز مع الصودا كما أظن؟
- أفضل ان آخذ شراب الليمون مع الصودا .
وتقدم منها ليعطيها أحد الكاسين من يده، ثم جلس علي الصوفا قابلتها، بعد أن أطفأ بعض الأضواء علي الحائط وقال:
- لا أظن أن الأضواء الزائدة ضرورية، طالما أن أي منا لا يحتاج إلي تعريض الآخر للتفحص.
- التفحص هو مجالك أنت أكثر من مجالي. ولكنني أظن أن نصيحتك بالأنوار هو اسلوبك. أنا متأكدة ان لديك أساليب أكثر مكراً.
- وهل تصنفينني بالماكر؟
- المكر بنفس القدر لفينوس. وفخ الذباب أيضا نوع من المكر. فانت تحب ان تدخل ضحاياك في مشاعر زائفة من الأمان. ثم تطبق فكيك عليهم في غفلة منهم. وانا لم أقص بذلك أن
امدحك.
وابتسمت ابتسامة باردة. فرد علي ابتسامتها متوتراً:
- هذا ما كنت أتوقعه... فالمديح كما لاحظت ليس من شمائلك.
- ليس بما يختص بك. انت محق في هذا. أعترف أنني أواجه ضغطاً كبيراً لا أستطيع مدحك فيه.
وابتلع ملئ فمه من شرابه ، ثم قال:
- لا تدعي هذا يزعجك ... أنا لست ممن يتذوقون المديح. أجد أنني أفضل بدونه.
- ما من شك في هذا، فإعجاب بالنفس مثل إعجابك بنفسك لا أشك انك دائما تكسب تأييد الجميع.
وكان ينظر إليها دون أن تطرف عينيه، غير متأثر بسخريتها:
- أنت تبدين فاتنة الليلة. هذا الفستان الذي ترتديه رائع.
- سعيدة لأنه أعجبك.
- وكأن لونه صنع خصيصاً لك... إنه يناسب تماما لون عينيك.
إنه يحاول إزعاجها....استطاعت أن تحس بهذا بكل حدة. يحاول أن يمزحها في صميم غرورها الأنثوي. فابتسمت ببرود وردت عليه:
- الكذب؟ أؤكد لك أني لا اضيع وقتي باطراءات كاذبة...
- أنت من لست صادقة، أتذكرين يوما، حتى ولو كنت تفضلين النسيان، عندما كان اطرائي لك يجلب دموع السعادة إلي عينيك.
وأحست بالجرح القديم ينفتح من جديد... كيف يمكن أن يعتمد القساوة بتذكيها بالأيام الماضية، وبدت القساوة علي تعبير وجهها:
- أتعلم شيئاً .... أحياناً أتساءل من أين تأتيك الجرأة لتنظر إلي وجهي... اظن أن هذا عائد إلي أنك لا تأبه البتة بأحد سوي نفسك.
ومال إلي الأمام وتقطيبة شريرة علي جبينه، محاولا الرد... ولكن مضيفيهما اختارا هذا الوقت بالذات ليدخلا الغرفة... وقالت ماغي:
- كم جميل أن أراك يا حبيبتي إيفا!
ووقفت إيفا لتحييها وتتبادل القبلات معها... ونظرت ماغي إلي تشارلز:
- أرجو أن تكون قد أحسست بالجوع الآن... هيا بنا قبل أن يبرد الطعام!
علي الأقل هناك شيء ايجابي يقال عن هذه الأمسية: ماغي طباخة ماهرة... والأكثر أنها تعبت في تحضير الوجبة كثيراً. فالعشاء كان لذيذا تماما. ولكن هذا الاعجاب تلاشي من نفس إيفا
عندما قالت ماغي:
- أظن من المهم أن تكون المرأة طباخة ماهرة وتعتني ببيتها، وأن تبرع في الأعمال المنزلية. فهذا دور المرأة الطبيعي... فالنساء لم يخلقن للسلطة... ربما لا بأس بهذا لفترة قصيرة إلي أن يتزوجن...
ولكن من السخافة أن يفكرن بمستقبل مهني طويل الأمد.
واستوت إيفا في جلستها. وهي تحس بأن تشارلز يراقبها:
- بالطبع هذا يتوقف علي كل امرأة علي حدة.
وقال تشارلز وهو ينقل نظره من إيفا غلي ماغي:
- أتعني ان بعض النساء مناسبات للعمل والبعض لا؟ أم أن بعض النساء لا يملكن المؤهلات اللازمة؟
- أعني الأمرين معاً... بعض النساء لا يرغبن في العمل، وهذا خيارهن. وأنا ليس لدي أي اشكال في هذا الأمر. وهناك أيضاً نساء في هذه الأيام لا يملكن المؤهلات الكافية. وهذا بالطبع
يحد من قدرتهن علي المضي في العمل. ولكن هناك أخريات يملكن الأندفاع والمقدرة معا لخلق مستقبل مهني لامع لهن... وأنا أفضل هذا النوع.
وردت ماغي باصرار:
- النساء لسن محضرات جسديا لأن يتحملن ضغط العمل... وعاجلا أو آجلا ينهرن. ويبدأن بالخطاء. ويتحولن إلي عبئ علي أحاب العمل... وفي النهاية يبدأن بخلق المشاكل للجميع.
كان هذا هجوما مباشراً عليها تقريباً. واحست بالدم يغلي في عروقها من الغضب. ونظرت مباشرة إلي ماغي:
- هل تكونين مصادفة تتحدثين عني؟ وهل أنا <هن> التي تشرين إليهن؟ إذا كان كذلك، أرجو أن تقولي هذا بشكل صريح.
وكان لدي ماغي كل الجراة لتحول وجهها إلي قناع من الإهتمام:
- لقد أزعجتك بكلامي... ولكنني قلقة عليك، هذا كل شيء. يقول تشارلز وبيتر أنك لست ناجحة. وكنت أحاول بطريقتي الخرقاء أن اسدي لك نصيحة ودية.
- هذا لطف كبير منك.
ووقفت عن مقعدها ونظرت إلي من حولها علي الطاولة:
- لن ابقي لتناول القهوة... أود الذهاب إلي منزلي فوراً.
وابتعدت عن الطاولة، ثم التفتت بابتسامة ساخرة لتقول:
- عندما تكون مصدر شكوى وغير ملائم لوظيفتك مثلي... فستحتاج إلي كل الراحة التي قد تساعدك في تمضية نهارك.
واحتجت ماغي، وهي تغدق الأعتذارات المتواضعة:
- لا تأخذي الأمر هكذا... كنت أفكر فقط بمصلحتك...
ولكن لم يحاول أحد أن يوقفها جدياً عندما تقدمت نحو الردهة. وأحضر لها بيتر المعطف، ثم ودعت مضيفيها، واتجهت نحو سيارتها. فدخلتها وأدارت المفتاح... لم يحدث شيء... حتى ولا أقل
حركة. ومالت علي المقود، تضغط علي عينيها المغمضتين بعد أن هددت دموع الخيبة والغضب أن تنهمر. هل ستضطر حقاً، وذنبها بين ساقيها، أن تعود إلي المنزل وتطلب استخدام الهاتف لتستقدم
سيارة اجرة؟
أفضل أن أسير إلي المنزل علي قدمي!
ثم سمعت صوت أصابع تنقر الزجاج... وصوت بالكاد يدخل عبر الزجاج المقفل:
- هل أستطيع مساعدتك؟
وكان هذا تشارلز... ومن غيره... ونقر الزجاج ثانيةز
- ماذا حدث ؟ ألم يشتعل المحرك؟
وفتح بابها قائلاً:
- ابتعدي دعيني احاول.
- لن أفعل... المحرك لم يعمل وهذا كل شيء ... فلماذا تفترض أن المحرك سيتحرك إذعاناً لك؟
فابتسم ابتسامة أثارت أعصابها أكثر من الأحتمال. ومال إلي الباب أكثر.
- لا تكوني عنيدة هكذا. تحركي إلي المقعد الأخر ودعيني أحاول .. أتسمحينظ أحياناً يد أخري علي المحرك تفعل العجائب.
- وخاصة إذا كانت يدك ، دون شك.
لم تعد تحتمل الطريقة التي يحاول بها أخذ زمام السيطرة بين يديه. ودفعها بلطف:
- تحركي إيفا ... أم تفضلين قضاء ما تبقي من الليل هنا في هذا البرد القارس؟
- لن نبقي هنا... لماذا لا تعود إلي المنزل وتتركني أتدبر امري بنفسي؟ لا أحتاج لمساعدتك.
- بالطبع لا...
مع ذلك لم يتزحزح من مكانه. وبقاءه هناك يسد لها الطريق دفعها لللإستسلام أخيراً.
- فتاة طيبة...
وجلس مكانها ثم امسك بالمفتاح...
- حسنا لنري ما نستطيع أن نفعل.
ومضت لحظات بدت لا تنتهي من الإنتظار وهو يدير المفتاح... والتقطت إيفا أنفاسها... ولم يحدث شيء....
وانتشرت ابتسامة خبيثة علي وجهها ببطء. وانتظر لحظة قبل أن يحاول ثانية. وأخذت إيفا تصلي ان يلازم الفشل هذه المحاولة أيضاً. وخلافا لأي منطق، كانت مهتمة لأن يفشل تشارلز بدلا من أن
تستطيع استخدام سيارتها.
- لم تحدث معجزة بعد؟ كم هذا مخيب لللأمل. إذن أنت لست سوبرمان.
- وهل كنت تظني أنني سوبرمان كم هذا تغزل بيز ولكن عليك أن لا تنغري بالمظاهر.
- أنت حقا معجب بنفسك... أليس كذلك؟ تشارلز إيربي يعشق تشارلز إيربي...إنه قصة غرام هذا العصر !
- سأرد عليك فيما بعد... كدت أتجمد من البرد ، فلندخل إلي المنزل، لنجد لك وسيلة تنقلك إلي منزلك.
- لن أعود إلي هناك... سأبقي هنا... وربما يمكن أن تصنع معي معروفاً؟ اتصل لطلب سيارة أجرة وسأنتظرها هنا.
- لا تكوني حمقاء ، الحرارة تقارب العشرة تحت الصفر... فابتلعي كبريائك وادخلي لبضع دقائق.
- لا... لن أفعل، فقد سئمت ابتلاع كرامتي لأجل آل إيربي. وإذا كنت لا تريد الأتصال لطلب سيارة أجرةن فقل لي. فسأسير نحو أقرب كشك للهاتف وأتصل من هناك.
- لن تفعلي هذا فأقرب كشك هاتف يبعد أميالا من هنا. كم أنت فتاة عنيدة مثيرة لللأعصاب. ألا تفعلين أبداً ما يطلبه البعض منك؟
وعندما لم ترد ، قال بنفاذ صبر:
- حسنا... ابقي هنا، وتجمدي هنا حتى المت فلن أهتم بك، وساحاول فعل شيء باسرع وقت ممكن .
وعاد تشارلز بعدما بدا لها بضع دقائق، ونقر باصبعه علي النافذة:
- سأستعير سيارة بيتر... إنها في الكراج... ابقي هنا حتى آتي بها.
وامسكت بحقيبة يدها وخرجت من سيارتها عندما وصل تشارلز في سيارة بيتر. وفتح لها الباب:
- إصعدي بسرعة.
وما إن انطلق حتى وضعت يدها علي ذراعه وقالت:
- توقف.! لقد تركت المفاتيح في السيارة!
- لا... إنها في جيبي...علي الأقل واحد منا يعرف ماذا يفعل.
- إذن اعطني إياها أرجوك.
- لا ... فسأحتاجها في الغد عندما سأحاول إشغال المحرك اللعين. إلا ... إذا كنت تفضلين أن تأتي بنفسك إلي هنا لتشغيله؟
في الأحوال العادية لا يبعد منزلها عشرين دقيقة بالسيارة، ولكن،أمام ارتياحها، قام تشارلزبالرحلة ببطء، يتعامل مع الطريق المتجلد ببراعة وحذر، وبسرعة لم تتجاوز الثلاثين ميلاً في الساعة،
وبعد ما يقارب الأربعين دقيقة، كان يوقف السيارة أمام المنزل.
- آسف لهذا التأخير... أعلم كم أنت متشوقة لدخول السرير.
- في مثل هذا الطقس الرديء من الأفضل التأخير والوصول بسلامة، ولكنني أعرف أن ليس الكثير من الرجال يفكر هكذا.
- أعتقد أن بعضنا هكذا. من هم بحاجة لأثبات مقدرتهم.
وساد صمت قصير ، ثم التفت إليها وسأل:
- صديقك... ذاك الذي ترفضين الحديث عنه، هل يعاني من هذا النقص؟
- أجل كان هكذا.
- كان؟ في صيغة الماضي؟ هل يعني هذا أنك تخلصتي منه؟
- لا .. إنه يعني أنني كبرت أخيراً عليه.
فضحك تشارلز:
- فهمت أنه الصديق الذي كان... وهل حل مكانه أحد؟
ونظرت إليه مباشرة:
- ولماذا أنت مهتم؟
- وما الخطأ في هذا؟ إنه فضول طبيعي. فالمرء قد يتساءل حول مثل هذه الأمور عن الناس.
- ولكنني لا أتساءل عن هذا عنك.
- ألا تفعلين؟ إذا كان هذا صحيحاً فهو يشير إلي شخصية مكبوتة. أينطبق هذا علي الجميع أم علي فقط؟
- حتى لو كنت أتساءل فلدي أخلاق تمنعني من طرح الأسئلة. وسأظهر اهتماما أكبر لخصوصياتك.
فضحك:
- كم هذا رائع ولكن وا حسرتاه... ليس لدي أخلاق حميدة ولا حساسية مفرطة... ولو رغبت في طرح الأسئلة لن أمانع اطلاقاً.
- لا أريد طرح الأسئلة... مع الأسف يجب أن أرفض هذه الدعوة والآن شكراً لإيصالك لي وعمت مساء.
ولكن قبل أن تفتح الباب وتستطيع النجاة كان قد أمسك بذراعها.
- إيفا انتظري... لدي شيء أقوله لك، لن آخذ من وقتك أكثر من دقيقة. لقد أطلقت ماغي ملاحظة قد تكون اعطتك انطباعاً بأنني كنت أتحدث عنك معها...أريدك أن تعرفي ان ما قالته غير
صحيح، فأنا لم أتحدث. ولن أتحدث عنك مع ماغي.
وقطبت جبينها:
- هل هذا كل شيء تريد قوله لي؟
- أجل....إضافة إلي أنني لا أبحث معها فلسفة ما يجب علي المرأة أن تكون... ولكنني أؤكد لك أنني لم أتحدث عنك اطلاقاً معها. وأرجو أن تصدقيني؟
وسمعت نفسها تقول له ، دون أن تدرك:
- هناك شيء آخر كنت ستسالني عنه... ما هو؟
وقطب جبينه مفكراً ثم ابتسمك
- أتعنين عندما كنا في سيارتك أمام منزل أخي؟
- نعم ...ما هو؟
- إذا كنت تريدي ان تعرفي ... عليك دعوتي لفنجان قهوة... فهو ليس بالسؤال الذي قد تجيبي عليه في دقيقة .
- في هذه الحالة... انسي الأمر، فانا لست مهتمة حقاً.
- ما بك... هل وترت أعصابك فكرة دعوتي إلي فنجان قهوة عزيزتي إيفا؟ أنا لست مغتصباً... وستكونين معي بأمان، أعدك.
- لا تظن ولو للحظة واحدة أنني متوترة من فكرة دعوتك إلي منزلي. ولكنني اجد الفكرة كريهة.
- إذن لننسي الأمر ...هل تريدين ان أوصلك إلي الباب؟
- لن يكون هذا ضرورياً... شكراً علي كل الأحوال....
- عمت مساء إذن.
ثم فعل شيئاً جعل قلبها يطير وكاد يخرج من حلقها. إذ مال نحوها ومد يده . وأصبح وجهه علي بعد انشات من وجهها... ولم تستطع مقاومة الذعر المتصاعد داخلها. فرفعت ذراعها، وبيدها
الأخري دفعته عنها لتوقفه، وضربته علي كتفه:
- اتركني ماذا تظن نفسك ستفعل؟
- لقد كنت أنوي، أن اساعدك كرجل محترم، إذ بدا لي انك لم تجدي مقبض الباب.
وكم أحست بالغباء! كم كانت حمقاء! وها هومستمر في أن يجعلها تشعر إنها سخيفة أكثر فأكثر.
- عليك فعلا ان تحاولي كبح جماح جماح ميلك إلي العنف... فيوما ما قد تجدين نفسك تواجهين شخصاً لديه نفس الميول.
وخرجت من السيارة قبل ان تسمع المزيد وقالت:
عمت مساء ... وشكراً لتوصيلك لي.
وأقفلت باب السيارة وركضت نحو باب المنزل وعيناها مركزتان أمامها وساقاها ترتجفان، وكأنها عصفور واقع في الفخ. عيناها لا تريان وحركاتها تسيرها العادة فقط.
هل صدقت فعلاً أن تشارلز كان يحاول تقبيلها.... بينما كان هذا أبعد شيء عن تفكيره؟ وذلك الغزل الذي أطلقه في منزل أخيه المغلف بالأطراء. لماذا جعلها تحس بالأرتياب بأنه إنما ينزع
سلامها منها كي يغمد خنجراً في ظهرها؟
واندست بين اغطية فراشها...كم هذا مقلق... كم إنه غير متوقع . وأخذت تتقلب... بالتأكيد تشارلز لا ينظر غليها كإمرأة ... كمخلوق دافيء حساس، ومثير. فكل ما
كانت تعنيه له كونها مصدر إزعاج يجب أن يسحقه بقدميه.
وهو بالنسبة لها متعجرف يجب أن تقاومه. إنه اللعنة في حياتها كان عليها أن تتخلص منه لولا سوء حظها لشراكتهما المهنية.
ثم.... لماذا لم تتصرف معه كما تتصرف مع الآخرين ممن لا يهمها أمرهم... مثل بيتر مثلاً؟ لماذا لا توقفه عند حده بنظرة باردة، وتحذره بأن لا يلعب معها مثل هذه الألعاب؟
وقالت لنفسها: ذلك بسبب السيف الذي يسلطه فوق رأسي ... ذلك التهديد بإخراجي من الشركة... إنني أشعر وكأنني محاصرة... مشوشة...محشورة في الزاوية.... ولا عجب انني لم
أستطع أن أتصرف معه بثبات!
هذا التفسير، أراح أعصابها... إنه تفسير معقول. وتمسكت به. واحتضنته كما تحتضن وسادتها ... وتملكها الإرهاق من التفكير... فغطت في نوم عميق....
وانتهي الفصل السادس


الفصل السابع

صعبه المنال
اليوم التالي ، شكرا للسماء ، كان يوم الجمعة . و لحسن حظها في ذلك اليوم الأخير من أيام العمل الأسبوعي ، لم تتقابل مع تشارلز وجها لوجه ، حتى أنها لم تشاهده سوى مرة واحدة ، و صدفة
وكان مسرعا نحو مكتبه محني الرأس . وهكذا توفر عليها عناء تحيته. ولكنها لم تكن محظوظة هكذا مع أخيه بيتر ..... فمرتين عادت من زيارة أقسام أخرى لتجده يتسكع خارج
باب مكتبها .
- هل هناك شئ أستطيع أن أفعله لك ؟
- أنت تعرفين ما بإمكانك فعله لي يا إيفا ... ما رأيك بأن نتناول بعض الشراب بعد انتهاء العمل ؟ ثم ......بعد ذلك ...... من يدري ؟ .
- الجواب هو لا . متى ستتعلم أن تفهم الرفض ؟
- ربما عندما تستطيعين إقناعي أنك تعنين الرفض . أما الآن .. فأنت تلعبين دور ( صعبة المنال ) و أنا لا أستسلم بسهولة .....


يتبع ,,,,,

👇👇👇
تعليقات
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -